البارت الثالث والعشرون23
بقلم ايمى نور
فور ان اغلقت الباب خلفهم حتى نادته سريعا
فتوقف عن حركته ملتفتا اليها بتساؤل فلم
تمهل نفسها لحظة واحدة للتفكير تسرع فى
اتجاهه ثم تقف على روؤس اصابع قدميها
تلف عنقه بذراعيها مقربه وجهه لها تقبله
بلهفة وحنان تودع فى تلك القبلة مشاعرها
كلها لاتعطى له فرصة للابتعاد او الرفض وقد
زادت من قربها منه فلم يجد امامه حلا سوى
ان يتسمر مكانه يحاول ان لا يتجاوب لقربها
الشديد منه والذى اخذ جسده يصرخ فرحا له
يطالبه بضمها هى الاخرى اليه لكن ابى عقله
فعلها فيتجمد جسده للثوانى هى كل مافى
استطاعته فعلها من مقاومة ترتفع ذراعيه
رغما عنه تلتف حول خصرها فيضمها اليه
بقوة شديدة حتى اصبحا كجسدا واحد يتولى
هو قيادة قبلتهم بعد تلك البدايةالمرتبكة ا
الخجولة منها ليغيبا عن كل ماحولهم فى قبلة
طال اشتياقهم لها
ابتعد بوجهه عنها بعد حين يلهث بعنف لكنه
لم يفك حصار ذراعيه من حولها يسألها بخشونة
= ايه اللى حصل لكل ده ؟
كانت اناملها تعبث بأزرار قميصه قبل ان ترفع
شفتيها تقبل عنقه فوق تفاحة ادم الخاص به هامسة برقة
= حبيت اشكرك على اللى حصل تحت من شوية
اغمض رائف عينيه يرتجف بقوة فور ان شعر
بلمستها وانفاسها تلامسه بتلك النعومة قائلا
بصوت حاول جعله هادئا غير مبالى
= مفيش داعى وزاى ما قلت ده بيتك تستقبلى فيه اللى انت عاوزاه
سألته بحزن تدفن وجهها بعنقه تزيد من احتضانه
= بيتى ازاى وكلها ايام وتسيبنى امشى منه
زفر رائف بقوة يحاول ابتلاع لعابه يشعر
بدقات قلبه تتعالى بقوة وانفاسه تخرج من
صدره بصعوبة لايستطيع حتى اجابتها
انفاسها ترتطم بنعومة ببشرة عنقه وهى
تحدثه قائلة بندم ونبرات اسفة
= انا عارفة انى غلطت كتير وانك ليك كل
الحق فى زعلك منى علشان كده انا اسفة على
كل حاجة عملتها بس اللى ممكن يشفعلى
عندك انى كنت خايفة عليك ومش اى حاجة
تانية غير كده صدقنى يا رائف
رائف بتحشرج وصوت مرتعش يعلم انه قد
وصل للحافة ولم يعد يستطيع الاستمرار فى
تظاهره بالغضب منها
= طيب ولو داريتى حاجة تانى عنى وعقلك
الصغير ده رجع يشتغل وتصرف لوحده تانى
وقتها ايه الحل يا زينة؟
زينة بلهفة ترفع نفسها تقبل وجنته بقوة قائلة
= استحالة هتحصل تانى عمرى فى حياتى ما
هاخبى حاجة عنك ابدا بس سامحنى وحياة
اغلى حاجة عندك
اخفض وجهه يستند بجبهته فوق جبهتها
قبل ان يهمس بحب وحنان
= خلااص وحياة زينة عندى سامحتك
التمعت عينيها بالفرحة تهتف بسعادة
=بجد يا رائف ..انا فرحانة اووى وعاوزة ...
قطعت كلامتها لتنهمر بشفتيها تقبل انحاء
وجهه كلها بجنون وفرحة قبل ان تتوقف
لاهثة وعينيها تشع بالسرور ليسألها هو بلهاث
واستنكار
= انتى كده يعنى بتصالحينى ؟
هزت زينة بالايجاب راسها بخجل وارتباك
ليكمل بخبث عامزا بعينه لها
= بس كده! اومال فين الخطط وفين حركات
الاغراء ولا خلاص علشان اتصالحت بسرعة
مش هيحصل حاجة منها تانى
رفعت عينيها تحدق به بصدمة وذهول فيهز
راسه بالايجاب يقترب من شفتيها هامسا فوقهم
= ايوه كنت عارف انتى ناوية على ايه .بس
عارفة طلعتى خايبة اوى يا زينة ومها استاذة
فاشلة هى كمان
هتفت باستنكار مذعور
= انت كنت عارف بدى كمان ؟
ابتسم رائف قائلا بحنان
= طبعا كنت عارف انك استحالة تفكرى تعملى
كده من نفسك لازم حد يكون هو اللى فكرلك
زينة بحزن وخيبة امل
= اذا كنت كشفتنى بالسهولة دى يبقى عندك
حق فعلا انا طلعت فاشلة اوى زاى ما بتقول
زاد رائف من احتضانه لها قائلا بعبث وخبث
= انا معنديش مانع ابدا انى اعملك امتحان
تانى وصدقينى هسيبك تنجحى فيه زاى ما
تحبى هااا قولتى ايه
ضربته زينة فى كتفه بقوة تهتف قائلة
= رائف اتلم .. وبلاش طريقتك دى علشان
بتحرجنى
ارتفعت ضحكة رائف الصاخبة تدوى فى
ارجاء الغرفة فاسرعت زينة تفك حصار
ذراعيه من حولها مبتعدة عنه قائلة بحنق
طفولى كما لو كانت تحدث نفسها
= انا كنت عارفة انها مش هتعدى على خير اه
لو اشوفك يا مها ادامى دلوقت كنت خنقتك
على افكارك المهببة دى
تحرك رائف باتجاهها ومازالت بقايا ضحكته
فوق شفتيه قائلا مقلدا لهجتها بعبث
= اااه لو شوفتك يا مها ادامى دلوقت عارفة كنت هعمل فيكى ايه ....
تحفزت زينة تلتمع عينيها بالشر فى انتظار
الباقى من جملته لتصرخ بمفاجئة حين جذبها
سريعا الى صدره ترتطم به ينحنى هامسا فوق
شفتيها يكمل جملته بشغف ولهفة
= هاخد زينة فى حضنى كده ومش هسيبها
تبعد عنى ابدا مهما حصل
لينهى حروف كلماته بين شفتيها يلتهمها
بشفتيه بشوق ولهفة بادلته اياها دون لحظة
تردد واحدة تبثه من خلالها كل ما تحمله له
من عشق يغلف قلبها مشاعرها تغيب معه فى
عالمهم الخاص بهم وحدهم
حتى سطع ضوء من الادراك داخل عقلها
ليتخشب جسدها بين ذراعه ترتجف
خوفا مما هو اتى لحظة اخباره بما لديها
شعر رائف بحالة الشرود التى اصابته فتأخذها بعيدا عنه ليرتفع بوجهه اليها فيرى
الخوف المرتسم فى عينيها ليهمس بلهفة وخوف
=مالك يا زينة . خايفة كده ليه ..
تلعثمت زينة تحاول صياغة حديثها القادم
خائفة مما ستكون عليه ردة فعله لكنها قررت
عدم اخفاء شيئ عنه ابدا ما حدث ومهما
كانت ردة فعله لتسرع قائلة بخوف لم تستطع
السيطرة عليه
= عاوزة اقولك حاجة بس خايفة .....
امسك رائف بوجهها بين يديه يرفع عينيها الى
عينيه يبث من خلالها اليها كل ما استطاع
اظهاره من اطمئنان قائلا بهدوء
=متخافيش منى ابدا يازينة اى حاجة عاوزة
تقوليها انا هسمعها وصدقينى عمرى ما هزعل
منك ابدا مهما كان اللى هتقوليه اتفقنا؟
ابتلعت لعابها بارتباك تهز راسها له بالموافقة
تترد لثانية واحدة قبل ان تشرع فى قص عليه
مكالمة فريد لها تتابع بعينيها ردة فعله والتى
جاءت عكس ما توقعت تماما اذا وقف يستمع
اليها بهدوء يظهر فى عينيه التفكير العميق
دون اى مشاعر اخرى مان ان انتهت تركها ثم
يتحرك بشرود فى اتجاه الفراش يجلس فوقه
ببطء وجمود
فوقفت مكانها بحيرة لاتدرى كيفية التصرف
لترفعت راسها بعد حين تتلتمع عينيها
بالاصرار متجهه ناحيته تجلس بجواره بهدوء
تراه عاقد حاجبيه بشدة ودون لحظة تردد
واحدة وضعت راسها فوق كتفه تمسك بكفه
شابكة اناملهم سويا قائلة بحنان
= ممكن زاى مانا مخبتش عنك حاجة انت
كمان تقولى مالك وبتفكر فى ايه ؟
استمر رائف على صمته لترفع راسها تمد
يدها فتضعها فوق وجنته تلف وجهه اليه برقة
لتتلاقى اعينهم للحظات قبل ان تهمس له
برجاء
= وحياة اغلى حاجة عندك يا رائف ..وحيلة
زينة تقولى بتفكر فى ايه؟
زفر رائف بحدة يخفض راسها ناظرا الى
اناملهم المتشابكة فيضغط فوق اناملها يستمد
منها القوة قائلا بخفوت
= انا كنت عارف ان فريد هيتصل بيكى
وعارف كمان هيقولك ايه
تراجعت زينة عنه عينيها تتسع بذهول هامسة
=طب ازاى ...وازاى عرفت هيكلمنى فى ايه
تنهد رائف ثم اخذ يقص عليها كل ما حدث
خلال اليومين السابقين وحديثه صباحا مع
شاهى لتهتف زينة بذهول
= تقصد ان شاهى هى الشخص اللى بيشتغل
لحساب فريد وقال عليه مدير مكتبه ليك
هز رائف راسه بتأكيد قائلا
=محدش يعرف عن زيارة سوزان ولا عن خبر انفصالنا غيرها....
قاطعته زينة بحزن قائلة
= لاا فى غيرها يعرف زاى سهيلة مثلا
مد رائف انامله يرجع بها خصلات شعرها خلف
اذنيها قائلا برقة
=مش منى لو ده اللى بتفكرى فيه
ثم صمت قليلا يطبع قبلة حنون فوق وجنتها
يكمل بعدها بهدوء ويؤكد على كل كلمة يقولها
=سهيلة ماضى يا زينة وغلطة غلطتها ومش
ناوى اكررها تانى ابدا
سالته بهدوء تخشى اجابته على سؤالها
=هى السبب فى العداوة اللى بينك وبين فريد
تسمر رائف بذهول للحظات فورا القاها لسؤالها يهتف بدهشة
=انتى فاكرة كده فاكرة انها مكن تكون حاجة
مهمة عندى او حتى عنده علشان يحصل
بسببها كل اللى بيدور بينى وبينه ده
نهض من مكانه زافرا بعنف يقول بغضب
=لاااا اللى بينى وبين فريد اكبر من كده
اللى بينى وبينه صداقة عمر خانها وباعها فى
لحظة لاول مشترى دفع التمن ....
صمت قليلا يغمض عينيه تراه يعانى بالم قبل ان يكمل بتحشرج
= واللى لاسف مكنش غير ابويا اللى دفعله
علشان يرمينى فى السجن وفريد قبل التمن
من غير لحظة تفكير او ندم واحدة
عرفتى بقى ان الموضوع مش سهيلة ابداا
واكبر منها بكتير
نهضت زينة تسرع اليه ترمى نفسها بين
ذراعيه تضمه اليها اناملها تتشبث بقميصه من
الخلف تشعر بالامه فى تلك اللحظة كسكين
حاد ينغزر فى قلبها يزدادالالم فيه تزيد من
ضمه اكثر حين استكان جسده بين احضانها
يدفن وجهه فى حنايا عنقها هامسا بالم
=عارفة يعنى ايه ابوكى وصاحب عمرك
يتفقوا عليكى ويكسروا فيكى عارفة يعنى ايه
تعيشى عمرك كله خايفة من غدر والخيانة اقرب الناس ليكى
انا شوفت بعينى ابويا بهين امى كل يوم
ويكسر فيها بعد كل العشرة والحب اللى كان
بينهم علشان واحدة حيوانة اتجوزها ماسبتش
حاجة الا وعملتها علشان تكسرها وتذلها لحد
ما ماتت من قهرها وحزنها
رفع وجهه اليها لينقلب كيانها حين رات تلك
الدموع تغرق عينيه يهمس لها بألم
=غصب عنى يا زينة الضلمة اللى جوايا دى
هما السبب فيها غصب عنى مش قادر اسامح
واقول ماضى وراح غصب عنى صدقينى
هزت راسها تجيبه لاتستطيع النطق بكلمة
تمتلأ عينيها هى الاخرى بدموعها تمد يدها
الى وجنته تزيح اناملها برقة دموعه عنها
ليفاجئها رائف حين امسك بها بشدة يقبل
باطن كفها بقوة قبل ان يرفع عينيه اليها
يهمس برجاء عينيه تشتعل بمشاعره الثائرة
بداخله قائلا
=خليكى جنبى يا زينة متسبنيش للضلمة تانى
انتى الحاجة الوحيدة اللى لو خسرتها ممكن
بعدها اموت
لم تدرى سوى وهى ترتفع فوق اصابع قدميها
تقبله بلهفة فوق شفتيه تقطع بقبلتها الباقى
من جملته لاتتحمل ان تراه بكل هذا الانهيار
والالم امامها تشعر بشفتيه تستكين للحظة
تحت هجوم شفتيها قبل ان يبادلها اياها يبثها
من خلالها كل مشاعر الالم بداخله فى تلك اللحظة
تستقبلها منه بترحاب تتمنى ان لو تستطيع ان
تخفيه بين اضلعها تحميه من كل شيئ قد
يوذيه او يتسبب فى حزنه يوما
فيظل رائف يقبلها بلفهة وشغف للحظات
طوال قبل ان يبتعد عنها تسألها عينيه سؤال
اجابته عنه نظراتها الخجلة فيسرع بالانحناء
يحملها بين ذراعيه باتجاه فراشهم يضعها
فوقه برقة وحنان قبل ان ينحنى عليها يقتل
شوقه ولهفته اليها بيده وفمه وجسده كله
يضيعا معا فى عالمهم الخاص تاركين كل
شيئ خلفهم فلا يبقى فى تلك اللحظة
سوى هو وهى ومشاعرهم فقط
❤❤❤❤❤❤❤❤
بقولك طردنى يا غبى يعنى لازم امشى على
بكرة الصبح بالكتير اتصرف وشوفلى مكان
بعيد عن بيت اهلى اقدر اقعد فيه
صرخت سهيلة فى الطرف الاخر على الهاتف
بعد ان توقفت تستمع اليه لثوانى
=علشان فريد يا متخلف انت عاوزه يعرف ان
رائف شايل ايده منى ده مش بعيد يقتلنى لو
عرف ......لاا طبعا ممعيش ولا مليم اتصرف من معاك
زفرت بحنق قائلة
=انا كنت عارفة انك هتقولى كده وانت من
امتى كان ليك فايدة
صمتت تستمع الى الطرف الاخر تلتمع عينيها
بجشع قبل ان تهتف قائلة بفرح
=اول مرة فى حياتك تقول حاجة عليها القيمة
ازاى راحت من بالى الفكرة دى
تجعدت ملامحها باشمئزاز قائلة
=متفرحش بنفسك اوى كده مكنتش مرة يعنى
استفدنا من كيس القطن اللى اسمه عقلك ده
يلا اقفل دلوقت وهكلمك بكرة اعرفك عملت
ايه ونتفق على اللى جاى
اغلقت الهاتف عينيها تلتمع بغل وحقد هاتفة
= اهو ابقى طلعت باى حاجة منك يا سى
رائف مش ابقى خسرانة من كل ناحية
💜💜💜💜💜💜💜💜
استقظت زينة صباحا على لمسات خفيفة
كرفرفة الفراشة فوق تلامس وجهها قبل
تتمطى جسدها بكسل تحاول فتح عينيها
هامسة باسمه فيجيبها صوته الهامس وانفاسه
فوق شفتيها تلامسها برقة
= صباح الخير يا زينة القلب سامحينى
قلقت نومك بس انا مقدرتش اخرج من غير ما
اقولك صباح الخير
ثم اسرع بالتقاط شفتيها بين شفتيه يقبلها
برقة اذابتها بنعومة للحظات سارقة منهم
الانفاس قبل ان يتركها يتنفس بخشونة قائلا باسف
= لازم اقوم علشان انزل الشركة حالا بس اوعدك هحاول ارجع بدرى
مرت عينيها فوقه تنتبه لاول مرة لما يرتديه
من بدلةسوداء رسمية وقميص مماثل فتحاول
النهوض قائلة بلهفة
=طب استنانى ثوانى وهجهز واجى معاك
وضع رائف يده فوق كتفها يوقف حركتها قائلا بهدوء
=تيجى معايا فين انتى ناسية... ليغمز لها
بعينيه بخبث يكمل
=احنا هنطلق ولا نسيتى يا هانم
زفرت بخيبة امل لينحنى رائف فوق بشرة
كتفيها العارية يقبلها بشغف يهمس فوقها برقة
= متزعليش بقى وخليكى عارفة هتوحشينى
اوى لحد ما ارجع
همست هى الاخرى بنعومة ورقة
=انت كمان هتوحشنى اووى
رفع وجهه بهتف بتحذير
=اوعى تنامى مهما اتاخرت فاهمة
خفضت عينيها عنه تهز راسها بالموافقة
فترتسم ابتسامة حانية فوق شفتيه قبل ان
يختطف قلبة سريعة من شفتيها ينهض بعدها
فورا يعدل من وضع ملابسه ثم يتجه ناحيه
الباب مغادرا تتابعه بعينيها حتى فتح الباب
يقف امامه يراقبها لعدة لحظات بحنان قبل ان
يغادر يغلق الباب خلفه بهدوء لترتمى زينة
فوق الفراش تتنهد بطريقة حالمة تبتسم
بنعومة قبل ان تتسع عينيها بالمعرفة عندما
تذكرت ان اليوم هو موعد رحيل تلك الافعى
من منزلهم تهتف قائلة
=اخيرا هخلص منها لازم انزل بسرعة اتاكد
انها مشيت احسن ترجع فى كلامها
وبالفعل اسرعت بالنهوض من الفراش تتجه
الى الحمام تنهى ااستعدادتها للنزول فى وقت
قياسى تتزل الدرج سريعا وهى تنادى عزة
والتى اجابت النداء بوقت قياسى لتسألها زينة
بلهفة وصوت خافت
=سهيلة هانم خرجت ؟
هزت عزة كتفها قائلة بهدوء
= على حد علمى يا هانم لاا .ولا حتى نزلت
من اوضتها
زفرت زينة باحباط وضيق لتسألها عزة بقلق
=فى حاجة يا هانم تحبى اطلع اصحيها
اسرعت زينة تهتف
=لاااا خليها براحتها انا كنت بسال عنها بس
اتفضلى انتى يا مدام عزة
هزت عزة راسها بالموافقة قبل ان تغادر تاركة
زينة تقف اسفل الدرج تلوك شفتيها بقلق
غافلة عن تلك الواقفة تتابع ما يحدث من
خلف احدى الجدران عينيها تلتمع بغل هامسة
= مستعجلة تخلصى منى يابنت ال.......
ضغطت فوق اسنانها بغيظ قبل ان تتحرك
سريعا فى اتجاه غرفة زينة ورائف تفتح بابها
بهدوء ثم تدلف الى الداخل تدور بعينيها فى
ارجاء المكان قبل ان تقع نظراتها فوق طاولة
الزينة فتتجه اليها بخطوات سريعة متلهفة
تفتح ادراجها الواحد تلو الاخربسرعة حتى
وصلت الى احداهم تفتحه لتلتمع عينيها فورا
بجشع حين وقعت فوق احدى الصناديق
الموجود بداخله مصنوع من العاج المزخرف
لتمسكه سريعا تخرجه فوق الطاولة تفتحه بعد
عدة محاولات لتتسع عينيها بذهول وجشع
وتمد يدها تختطف ما بداخله بلهفة هامسة بغل
=كل ده يا بنت ال.... وانتى لسه مكملتيش
معاه شهرين تلاتة اومال لو كملتى معاه سنة
هيجبلك ايه
لم تتوقف لحظة لتنظر الى باقى محتوياته
تغلقه سريعا وتخطتفه بين ذراعيها تغادر
الغرفة سريعا عائدة الى غرفتها مرة اخرى
تلهث بعنف وابتسامة منتقمة جشعة فوق شفتيها
ثم اتجهت الى حقيبتها المفتوحة فوق الفراش
تدس الصندوق اسفلها وتغلقها ثم تحملها
مغادرة الغرفة فورا فى اتجاه الدرج بخفة
وخطوات سريعة حتى وصلت الى الباب
الخارجى تمسك بمقبضه ليرتفع صوت زينة
عاليا وهى تناديها فشعرت بالرعب والارتباك
يدب فى اوصالها لكنها اخذت عدة انفاس
عميقة قبل ان تلتفت الى زينة الواقفة بعيدا
عنها بعدة خطوات قائلة ببرود
=افندم يا زينة هانم لسه عندك اهانة تانية
نسيتى تقولهالى امبارح
حاولت زينة الحديث لكن قاطعتها سهيلة
بحقد وبرود
=اعتقد ملوش لازمة اى كلام بينا احنا الاتنين
واسفة انى مش هقدر اودعك وانا بتمنى ليكى
اى خير ابقى كدابة لو قلت ده علشان كده
لتلمع عينيها بالغل فجاءة تفح من بين
انفاسها كالافعى امام زينة الواقفة بجمود
وذهول مكانها وهى ترى كل هذا الحقد موجها
لها من تلك الحاقدة والتى قالت بفحيح
تضعط على كل حرف حروف كلماتها بتأكيد حاقد
= اتمنى لو اشوفك مرمية تحت رجلى
مقطوعة النفس وياريت لو يبقى ده بايدى انا
ثم وبدون لحظة واحدة تأخير فتحت الباب
تغادر سريعا تغلقه خلفها بعنف تاركة زينة تقف
مكانها ترتجف بعنف من كم الغل والحقد
الموجه اليها فى اقل من دقيقتان هى زمن
حديثها مع تلك المريضة بحقدها
💜💜💜💜💜💜💜💜
تراجع رائف فوق مقعده يسأل شاهى بارهاق
= فهمتى يا شاهى المطلوب منك
هزت شاهى راسها بالايجاب قائلة
=ايوه يا فندم ساعة بالكتير وورق المناقصة
كله هيكون جاهز
رائف بجدية وحزم
=مش هوصيكى يا شاهى انتى عارفة
المناقصة دى مهمة لينا و لمستقبل الشركة كله
شاهى بتاكيد وجدية
=متقلقش حضرتك واتاكد انى هكون اد ثقة
فيا ...عن اذن حضرتك هروح احضر الاوراق
تابعها رائف بعينيه حتى غادرت قبل ان تلتوى
شفتيه ببسمة ساخرة وهو يلتقط هاتفه
يضغط زر الاتصال ثم ينتظر اجابة الطرف
الاخر والذى فور اجابته حتى هتف رائف بمرح
زائف وهو يتراجع فوق مقعده بهدوء قائلا
=اهلا عزت حبيبى ازيك يا بطل .....لااا
ياراجل مش فيه بنا اتفاق .....مليش فيه اللى
طلبته يتنفذ ولا تحب نبلغ فريد بمساعدتك
لينا وتعاونك معانا وخصوصا فى موضوع
عزوز دده لوحده هيفرح فريد بيك اووى
صمت للحظات يتسمع الى الطرف الاخر قبل
ان يقول بسرور وسخرية
=حلو اوووى يبقى هستنى منك تليفون تقولى
فيه انك جاهز..... سلام يا عزت بيه
اغلق الهاتف يلقى به فوق مكتبه تشع من
عينيه نظرة صياد منتصر اوقع فريسته داخل
شباكه دون ادنى مجهود منه
💜❤❤❤❤❤💜
داخل مكتب فريد جلست سوزان تفرك كفيها
بتوتر بينما جلس فريد باسترخاء فوق مقعده
قائلا بهدوء
=سوزان انا مش فاهم انتى عاوزة ايه بقالك
ساعة بتلفى ودورى
ابتلعت سوزان لعابها قائلة بصعوبة وبصوت غير واضح
=مانا بحاول اقولك ان رائف بعت عاوز يقابلنى
اعتدل فريد يستند فوق مكتبه متظاهرا
بالدهشة قائلا بتحذير
=اوعى تقوليلى انك روحتى ليه هزعل منك
اووى يا سوزان
شحب وجه سوزان بشده تهتف بسرعة
=ده المحامى اللى صمم انى اروح له وانا
مكنتش موافقة خالص
زفر فريد بحزن مصطنع
= ااه اكيد هو المحامى اللى قالك بس ياترى
كان رائف عاوز ايه
ازداد شحوب وجهها تتلعثم فى كلماتها وهى
تقص عليه مقابلتها مع رائف تنهى حديثها
قائلة برجاء مرتعب
=انا بقول يعنى وده بعد موافقتك طبعا انى
اوافقه على اتفاقه وخصوصا انه هيوفر علينا
مشاكل كتير احنا فى غنى عنها فانت ايه رايك
ضاقت عينى فريد هاتفا بخشونة
=طب والقصر يا سوزان اللى عاوزه رائف
وانتى وعدتينى بيه
سوزان بخوف وهى تتلعثم بشدة
=انا......مس..تعدة ....اعوضك....اط..لب
اى ..حاجة غيره وانا م..ستعدة اديهالك
زفر فريد متظاهرا بخيبة الامل قبل ان يقول
بهدوء بعد دقيقة تفكير
=ماااشى يا سوزان اتفقنا مدام هتعوضينى
وبينى وبينك انا كنت مليت من لعبة القط
والفار دى
نهضت سوزان فرحة من مكانها تهتف بسرور
=متشكرة اوووى يا فريد بجد مش عارفة
اقولك ايه وصدقنى هعوضك التعويض اللى يرضيك
التمعت عينى فريد بجشع قائلا
= اما نشوف يا سوزان هتعوضينى ازاى
اختطفت سوزان حقيبتها تنوى المغادرة قبل
ان يغير رائه فهو حسب معرفتها به فى كل
لحظة بحال مختلف لذا اسرعت تلتف حولها
مقعدها قائلة بلهفة
= صدقنى مش هتندم ابدا على قرارك ده
تكمل وهى تتجه بخطوات سريعة فى اتجاه
الباب مغادرة قائلة بسرعة
=اسيبك بقى لشغلك وهبقى ابلغك باى جديد
ودون انتظار لرده فتحت الباب خارجة منه
تغلقه خلفها سريعا ليسود الصمت الشديد
للحظات فورا خروجها قبل ان تدوى ضحكة
فريد الساخرة عينيه تلتمع بشر قائلا بعدها
بشراسة
=الغبية جاية تضحك عليا بكلمتين عبط زيها
متعرفش انى بموافقتى دى ليها اديت الضوء
الاخضر للعبيط التانى انه ينفذلى اللى عوزه
وبعدها هصفى حسابى مع الكل على رواقة