وكفى بها فتنه
البارت الثالث والعشرون 23
بقلم مريم غريب
تجاوزت الساعة الثامنة صباحا ... عندما تأهب "أدهم" للذهاب إلي عمله
إرتدي ملابسه الرسمية و أخذ حقيبته ، ثم غادر غرفته ..
لم يكن يتوقع يقظة "سلاف" حسبها نائمة في غرفتها الآن بعد أن تركته عند صلاة الفجر ، لكنه تشمم رائحة طعام الفطور الشهية تنبعث من جهة المطبخ
سار إلي هناك ليتحقق من الأمر بنفسه
كانت "سلاف" تقف عند الموقد المصنوع من الستانلس ستيل ، تنقل الطعام الساخن من المقلاة إلي الصحون الزجاجية ..
-صباح الخير ! .. قالها "أدهم" بنبرة ناعمة و هو يعاين "سلاف" بإعجاب
كانت جميلة ، مبهجة للنظر في الصباح ..
إستدارت له مبتسمة و ردت برقة :
-صباح النور يا حبيبي
كنت هاجي أصحيك عشان شغلك بس سمعت المنبه بتاعك بيضرب من شوية
يلا بقي تعالي إفطر أنا عملتلك الفطار بإيدي إنهاردة
أدهم و هو يقترب منها :
-تسلم إيدك . أكيد تحفة طبعا
أنا شميت ريحته أول ما خرجت من الأوضة
سلاف : طيب تعالي .. و عدلت له المقعد الوحيد بالمطبخ
جلس "أدهم" و بدأ يلتهم البيض الساخن بشهية كبيرة ، راقبته "سلاف" و هي تجلس علي طرف الطاولة ..
كل يوم يمر تشعر "سلاف" تجاهه بشعور جديد ، و اليوم هي تشعر بأنه قطعة منها ، علي الأرجح طفلها ... واجبها أن تهتم و تعتتني به ، و حقيقة هي تحب القيام بذلك و تسعد به ..
-مممم . أنا في حياتي مأكلتش فطار أحلي من ده ! .. قالها "أدهم" و هو يمضغ لقمة كبيرة
سلاف بإبتسامة حب :
-بالهنا و الشفا يا حبيبي .. و مدت يدها و مسحت علي شعره بحنان
أدهم مداعبا :
-مش أي حد بيعرف يقف في المطبخ بردو
و البيت منغير ست يبوز و الله يعني أنا لولاكي كنت نزلت منغير فطار
سلاف و هي تضحك :
-أنا مستحيل أسيبك تنزل منغير فطار ماتهونش عليا أبدا
أمسك بيدها ليقبلها و قال :
-ربنا يخليكي ليا
طيب هتيجي معايا المستشفي ؟ هاروح أبص عليهم قبل ما أطلع علي الجامعة
سلاف بتفكير :
-مش عارفة . أصلي كلمت عمتو و قالتلي ماتجيش عشان الدكتور كده كده هيخرج إيمان و بنتها علي الضهر كده !
أدهم و هو ينفض يديه :
-خلاص خليكي
بس تقفلي باب الشقة عليكي بالمفتاح البيت كله فاضي
و إوعي تفتحي لأي حد إلا لما تتأكدي إنه واحد من أهل البيت و أنا هبقي أكلمك كل شوية أطمن عليكي
سلاف بإستغراب :
-ليه الإحتياطات دي كلها ؟
قلقان من إيه ؟ ما في بواب و حارس تحت !
نظر لها "أدهم" و قال بصوت حاد :
-إنتي ناسية إللي حصلك قبل كده ؟
و فين في الأسانسير و كان بينا و بينك خطوتين محدش قدر يسمعك و كان في بواب بردو
سلاف و قد إجتاحتها القشعريرة :
-بس بليز ماتفكرنيش
بليز يا أدهم .. و شعرت بإشمئزاز عندما حلت الذكري المقيتة مرة أخرى علي عقلها
أدهم بلطف :
-طيب خلاص . أنا آسف ياستي .. المهم إسمعي الكلام أنا عارف مصلحتك و الإحتياط مش هيضر يعني . ماشي ؟
سلاف بخفوت :
-ماشي !
شرب "أدهم" كأس الماء علي ثلاث مراحل ، ثم قام و قال و هو يطبع قبلة حانية علي جبهتها :
-يلا أنا همشي بقي
خلي بالك من نفسك و زي ما وصيتك
إوعي تفتحي الباب لحد غريب و إقفلي بالمفتاح
سلاف : حاضر
أدهم عابسا :
-حاضر !
مافيش كلمة حلوة كده قبل ما أخرج ؟
بحبك حتي !!
سلاف و هي تقسر نفسها علي الإبتسام :
-بحبك يا أدهم
أدهم : أيوه بقي هو ده الكلام
أهو الواحد كده ينزل لشغله و نفسه مفتوحة .. ثم ضحك مكملا :
-لا إله إلا الله يا سوفي
سلاف بصوتها الرقيق :
-محمد رسول الله يا دومي !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
مضي إسبوعا أخر ...
و تم تجهيز حفلة صغيرة بشقة "إيمان عمران" تكفلت "أمينة" بمصروفاتها كهدية لإبنتها و المولودة الجديدة التي إنضمت للعائلة حديثا
تناثرت البالونات الوردية في كل مكان بالشقة ، و صدحت الهتافات الفرحة و إكتظت الصالة بالحضور
و الأطفال قد شكلوا حلقة حول الطفلة النائمة في مهدها الدائري علي المنضدة
كانت في رداء أبيض كالملاك ، ساكنة لا تعي شيئا مما يدور حولها
بينما تجلس "حليمة" بجوارها و تدق الهون و هي تردد عبارات البسملة ، و "راجية" ترش الملح و الأرز من خلفها ، و الأطفال و الكبار يحملون شموعا بيضاء مشتعلة و يطوفون حول الطفلة مرددين أناشيد السبوع المعروفة ..
طقس تقليدي معتاد ، لكنه مبهج و مليئ بالدفء الأسري
تولت "أمينة" توزيع الحلوى علي الجميع ، بينما ذهبت "سلاف" عند "أدهم" الواقف بركن بعيد و قالت مزقزقة :
-أدهم إنت واقف لوحدك كده ليه ؟
خد شمعة و تعالي لف معانا حوالين البيبي
أدهم و هو يضحك :
-لأ يا حبيبتي روحي لفي إنتي و سيبيني أنا واقف براقبكوا . مش كفاية ذنوب النظر لأمور الكفر إللي بتعملوها دي !
ضحكت "سلاف" بقوة ، فزجرها بغضب قائلا :
-وطي صوتك في ناس حوالينا
أومأت "سلاف" و هي تضع يدها علي فمها ، ثم قالت عندما هدأت :
-طيب مش هاتروح تبارك لإيمان و تديها الهدية إللي إختارناها سوا ؟!
إبتسم "أدهم" و أحاط كتفيها بذراعه قائلا :
-تعالي نروح نباركلها سوا
سلاف بحماسة :
-يلا .. و توجها معا صوب "إيمان" التي كانت تحمل إبنتها الآن
-إيموو ! .. قالها "أدهم" بصوت مرح
إلتفتت له "إيمان" و قالت بإبتسامة :
-أدهم . عقبالك يا حبيبي إن شاالله أفرح بيك قريب إنت و سلاف و تجيبولنا عريس حلو لقمورتي الصغننة دي
أدهم محبورا :
-يارب إن شاء الله
بس قوليلي صحيح إنتي سمتيها إيه عشان بنسي !
إيمان ضاحكة :
-إسمها لمى يا حبيبي
أدهم مازحا :
-لا حول و لا قوة إلا بالله علي الأسماء العجيبة دي
من قلة الأسماء يعني يا إيمان ؟ كده هناخد وقت علي ما نتعود ننطقه . ما علينا .. ثم أخرج من جيب سترته علبتين مغلفتين بالمخمل الأزرق و تابع :
-دي حاجة بسيطة عشانك و عشان لمى
هدية مني أنا و سلاف
قبلت "إيمان" الهدية و هي تقول بإبتسامة متسامحة :
-و تعبت نفسك ليه بس ؟
أدهم بعتاب :
-مافيش تعب و لا حاجة . إنتي أختي و بنتك بقت بنتي
إيمان بحب :
-تسلملي يا حبيبي
مردودة في الفرح إن شاء الله .. ثم نظرت إلي "سلاف" و قالت بنبرة لطيفة :
-سوفا معلش ممكن أطلب منك طلب !
سلاف برحابة :
-طبعا
إيمان : ممكن تجيبيلي الشال الصوف بتاع لمى من أوضتي ؟
الجو برد عليها دلوقتي !
سلاف بإبتسامة :
-عنيا يا إيمي
أوضتك إللي خرجتي منها الصبح مش كده ؟
إيمان : أيوه هي أول أوضة علي الشمال
و ذهبت "سلاف" بسلامة نية إلي غرفة "إيمان" ..
لكن كان هناك من يترصدها طوال الوقت ... و لم يصدق أنها أصبحت متاحة له الآن ، إغتنم الفرصة و تسلل ورائها خلسة
خرجت "سلاف" من الغرفة و هي تحمل الشال و تتوجه به إلي "إيمان" .. لكنها لم تفطن لإندفاع "سيف" نحوها إلا عندما شعرت بيداه تقبضان علي خصرها
شهقت بذعر :
-إنت ! .. و إرتعدت فرائصها لمرأي تلك اللمعة الخبيثة بعينيه
سيف بفحيح كريه :
-وحشتيني يا غالية
إنتي عارفة أنا مستني اللحظة دي من أد إيه ؟؟؟
من أخر مرة . مش مصدق إننا لوحدنا تاني يا سلاف !
سلاف بغضب شديد :
-إحنا مش لوحدنا . و نزل إيدك بدل ما أعملك مشكلة و أطلع منظرك زي الزفت قدام مراتك و أهلك .. و راحت تلكم يداه بقبضتيها ليتركها
لكنه لم يتراجع ... بل ضحك بهدوء و أسرع و إحتجزها في الزاوية المظلمة
ضغط جسده بجسدها و كانت ستهم بالصراخ ..
لكنها خشت إفساد الإحتفال ، و غيره تذكرت تهديده السابق ، لن يصدقها أحد و خاصة "أمينة" ... عمتها أول من سيكذبونها ..
-تعرفي إنك بقيتي مزززة أكتر بالحجاب ! .. قالها "سيف" بصوت هامس و هو يداعب وجنتها بأصابعه
تلوت "سلاف" بعصبية و هي تقول من بين أسنانها :
-إوووعي . سيبني دلوقتي حالا أحسنلك
ضحك "سيف" بخفوت و قال :
-عارفة إن شكلك بيبقي أحلي و إنتي عصبية كده ؟
و الله العظيم أنا مستخسرك في أدهم القفل ده
أنا متأكد إنه مش عارف و مش هيعرف يقدر قيمتك
إنتي محتاجة حد يحسسك بجمالك و بأنوثتك الطاغية دي كل دقيقة . كل ثانية يا عسلية إنتي .. و شدها بعنف ليعانقها رغما عنها
غمغمت "سلاف" بحدة شديدة و تحاول دفعه بكل قوتها :
-عارف لو مابعدتش عني دلوقتي أقسم بالله هصرخ و هفضحك
ده أخر تحذير ليك يا سيف !
سيف بوقاحة :
-بقولك إيه يا بت ماتستعبطيش عليا
لو كنتي عايزة تتكلمي كنتي عملتيها من الأول
إنما إللي بيحصل علي هواكي فماتعمليش فيها خضرة الشريفة و إثبتي كده
تدفقت الدموع من عيناها بغزارة و أطلقت صرخة مكتومة :
-يا حيوآاان .. ثم سددت له ركلة عنيفة بمنتصف معدته
-آااااااااااه يابنت الـ××××× .. غمغم "سيف" بصوت خفيض
بينما تحررت "سلاف" منه و فرت راكضة إلي الخارج ..
-آ إتفضلي يا إيمان ! .. قالتها "سلاف" بإرتباك و هي تعطي الشال لإبنة عمتها
إيمان و هي تتفحص شكلها المضطرب بإستغراب :
-شكرا يا حبيبتي
مالك يا سلاف ؟ في حاجة ؟؟؟
سلاف و هي تهز رأسها بتوتر :
-مـ مافيش حاجة
عن إذنك ! .. و هربت تاركة الشقة كلها
إسترعي ما حدث إنتباه "أدهم" إلي أن رأها تركض إلي الخارج ..
لحق بها فورا ... ليجدها تقف عند باب الشقة في الأسفل ، بدا عليها الخوف و الوجل و هي تحاول دفع المفتاح في الثقب المخصص له دون جدوي
-سلاف ! .. قالها "أدهم" و هو يضع يده علي كتفها
إرتعدت "سلاف" بعنف و سقط المفتاح من يدها
رفع "أدهم" يديه للحال و قال بإعتذار :
-أنا آسف . خضيتك ؟!
تنفست "سلاف" الصعداء و قالت بصوت مهزوز :
-لأ أبدا
أنا تمام !
أدهم بدهشة :
-إنتي بتعيطي ؟؟؟
إنتبهت "سلاف" للدموع التي راحت تسيل علي وجنتاها بدون سابق إنذار
حاولت مسحها و هي تقول :
-لأ أبدا
ده أكيد الملح بس إللي كانت طنط راجية بترميه
شكله دخل في عيني .. لم تستطع ضبط النشيج في صوتها لذا لم تقنعه تماما
أدهم بصوت هادئ :
-طيب تعالي ندخل جوا
مش حلوة وقفتنا هنا .. و أخذها و دخلا إلي الشقة
-قوليلي بقي مالك ؟؟؟ .. قالها "أدهم" بتساؤل و هو يمسك بكتفيها
سلاف و هي تنظر بالأرض :
-مافيش حاجة يا أدهم
أنا كويسة قولتلك .. و كانت تلك الدموع التي حاولت حبسها تزعجها
فلم تستطع السيطرة عليها طويلا و إنفجرت باكية ..
نظر لها "أدهم" بصدمة و قال بصوت أعلي و قد شعر بسوء وضعها :
-سلاف بقولك مـــآالك ؟
ردي عليا . بصيلي . بصيلي و أنا بكلمك .. و أمسك بذقنها ليجبرها علي النظر إليه ، و أكمل بحزم :
-ردي عليا يا سلاف
في إيه ؟ حد عملك حاجة ؟ حد ضايقك ؟
قوليلي مين ؟؟؟ .. ماما ؟!!
هزت "سلاف" رأسها نفيا ، فتابع :
-عائشة ؟ .. تيتية حليمة ؟ .. إيمان ؟ .. عماتي أو حد من ولادهم ؟ .. طيب ميــــــن ؟؟؟
سلاف صارخة بعصبية :
-قولتلك محدش محدش
كفآاية أسئلة بقي كفآاااية !
راح "أدهم" يهدئها أسرع قليلا مما ينبغي :
-طيب خلاص خلاص
إهدي . خلاص يا سلاف مش هسألك
إهدي ! .. و أزال قطرات دموعها بإبهامه بمنتهي اللطف
نظرت له "سلاف" من خلال عيناها الغائمتين ، ثم أطلقت زفرة نائحة و لفت ذراعاها حول عنقه و أكملت بكائها و هي تدفن وجهها في رقبته
تقلص وجهه بقلق و كز علي أسنانه كابحا جزعه ، ثم قال بلطف :
-مالك بس يا سلاف ؟
مالك ؟؟؟ .. و أخذ يمسح علي رأسها بآيات من القرآن
إنساب صوته الشجي بمرونة و يسر و تسلل إلي قلبها ، فربت عليه و طمأنها حتي هدأت تماما و خبي نحيبها ..
مشي بها ناحية أقرب آريكة و هو ما زال يضمها إلي صدره ... أجلسها و جلس بجانبها ..
أدهم بحنان :
-أنا مش هسألك زي ما طلبتي
بس عايزك توعديني إنك هتقوليلي سبب إللي حصلك ده لما تهدي خالص . إتفقنا ؟
نظرت له بصمت للحظات .. ثم قالت بجدية :
-أدهم إحنا لازم نتجوز بسرعة
إرتد وجهه إلي الخلف و قد فوجئ بتحويل مجري الحديث إلي ذاك المنحني ..
أدهم بشئ من الإرتباك :
-قصدك إيه يا سلاف ؟
عايزانا نقدم معاد الفرح ؟ عموما هو فاضل 6 شهور علي حسب إتفقنا !
سلاف بإصرار :
-لالالا . مش هنستني 6 شهور
كل حاجة جاهزة يا أدهم الشقة و الفرش إللي إخترناه و كله
خلينا نتجوز بسرعة من فضلك
أدهم بعدم فهم :
-إيه سبب الإستعجال طيب ؟؟؟
أحاطت "سلاف" عنقه بذراعيها من جديد ، و أطبقت بشفتيها علي شفتيه في قبلة طويلة ... ثم قالت هامسة :
-مش طايقة أبعد عنك أكتر من كده
إحنا أه في بيت واحد بس بعاد عن بعض
إزدرد "أدهم" ريقه بتوتر و قال :
-طيب ... و أنا كمان عايز كده
من أول يوم و الله
بس كنت فاكر إن تمديد الفترة رغبتك !
سلاف و هي تسند رأسها علي صدره :
-أنا عمري ما هبقي عايزة أبعد عنك
إنت يا أدهم عمرك ما هتفكر تسيبني ؟؟؟
أدهم مستنكرا :
-أسيبك ؟؟؟
مستحيل طبعا ؟ إنتي مراتي و هتفضلي مراتي لحد ما أموت
سلاف بتلهف :
-بعد الشر عليك
أدهم و هو يمسد علي ظهرها برفق :
-طيب إنتي عايزة المعاد يبقي إمتي ؟
سلاف : لو من بكره أنا جاهزة
أدهم بضحك :
-من بكره لأ ماينفعش طبعا
إحنا هنبقي مشغولين أوي الفترة الجاية
أمالت "سلاف" رأسها للخلف قليلا لتنظر بعينيه ، ثم قالت بإستغراب :
-ورانا إيه الفترة الجاية ؟؟!!
أدهم بإبتسامة :
-إنتي ناسية إمتحانات سيادتك ؟
و بعدين شهر رمضان كمان إسبوعين .. ثم قال و قد لمعت فكرة برأسه :
-إيه رأيك يا سلاف لو نعمل الفرح بعد العيد علطول ؟
أو في العيد مش هتفرق يعني ؟؟؟
سلاف برقتها المعهودة :
-إللي تشوفه
المهم مانبعدش عن بعض كتير
إتسعت إبتسامة "أدهم" و هو يقول بلهجة رومانسية :
-أنا لو عليا مش عايز أبعد عنك و لا لحظة
بحبك يا سلاف !
سلاف و هي تحضتنه بقوة :
-أنا كمان بحبك
بحبك أوووووي ...