قصة عروس الصعيد
البارت السادس والعشرون26والاخير
بقلم نور زيزو
دخلت السراية وصدم الجميع حين رفعت رهف عبايتها وركضت على السلالم .. نظروا جميعهم إلى منتصر ليس لغضبه من تصرفات طفولته إنما خوفاً من أن يكون هو من اغضبها هكذا تنحنح منتصر بأحراج من تصرفات هذه الطفلة .. وصعد خلفها ..
دخلت رهف غرفتها بغضب من كذب هاجر واستهزاءها ببراءة هذه الطفلة .. خلعت عبايتها بغضب والقتها على الأرض بضيق .. دخل منتصر وجدها تقف فى منتصف الغرفة بنطلون جينز وبدى قط وتضغط بحذاءها على العباية الملقية على الارض .. نزع عبايته عن أكتافه ووضعها على السرير وأقترب من رهف .. أدارها له ووضع سبابته اسفل ذقنها ورفع راسها له برفق
أردف منتصر وهو ينظر فى عيناها وهى تلوثت بدموعها وجفنيها التى سال كحلهم : مين زعلك ياجلبي .. حد فى الحريم ضايجك فى الفرح
صرخت به وهى تبكي وتهز جسدها بقوة : اختك .. اختك ضحكت عليا وكدبت عليا
سألها باستغراب ومن من اختيه قد تبكيها هكذا وهم يعاملوها كطفلة : مين زهرة
أردفت رهف بضيق وهى تمسك معصميه وشفتيها تقوسهم الى الاسفل : هاجر .. قولتلها مش هروح من غير منتصر ضحكت عليا وقالت انك اتصلت ومستنينى هناك وانا مشوفتكش ومطلعتيش مستنينى ولا حاجة
ضحك عليها وعلى سذاجتها ... رمقته بنظرة حادة من سخريته عليها ودفعت يده بعيد عنها .. كتم ضحكته وهو ينظر لها
أردف منتصر بصوت دافئ وهو يقترب منها : هاجر عملت زى ما عوايدنا بتجول .. متزعليش ادينى جدامك اهو
أردفت وهى تنزل رأسها بعيد عنه بحزن : خلاص مش زعلانه بس ...
عضت على شفتيها بخجل واكملت : انا كنت عايزك تشوفنى وانا لبسة العباية ..
أنحنى قليلاً وحملها على ذراعيه بحب وهو يردف قائلاً : كنتى كيف الجمر .. شوفتك وانا معاودين ... بس كنتى مكشرة هبابه
أردفت رهف بأبتسامة وهى تلعب فى عمته بيدها : هبابة بس انا كنت مكشرة بعصبية
سألها وهو يتجه إلى السرير بها وينظر لعيناها قائلاً : انتى بتعملى ايه
نزعت عنه عمته وبعثرت شعره بيدها ولفت ذراعيها حول عنقه بسعادة وهى تقول : بلعب
ضحك عليها وهى تلقي عمته فى الارض .. انزلها على السرير برفق وهدوء وجلس بجوار قدمها وهى تعتدل فى جلستها .. نزع عن قدمها حذاءها بحنان .. أبتسمت عليه بسعادة ودق قلبها بقوة حين قبل قدميها بحنان ..
أردفت رهف بدلالية وهى تجذب قدميها من يده و تقترب منه وتعانقه بحب قائلة : طب انا بحبك
لم يصدق ما سمعه وأبعدها عنه بدهشه ونظر اليها وعيناها التى تشبه السحر وقال : انت جولتى ايه ...
مسكت يده ووضعتها فوق قلبها برفق وقالت : بحبك .. اول مرة يدق كدة لحد .. انا ساعات بحس انه هينفجر وهموت بسبب انفجار فى القلب
وضع أنامله على شفتيها وهو يقول : بعد الشر عنيكى
ضحكت بسعادة وهى تردف قائلة : متخافيش مش هموت انا قاعدة على قلبك
همس لها بحنان وهو يضع قبلة على جبينتها : انتى تجعدى على جلبي براحتك وتربعي كمان
قهقهت من الضحك عليه وهو يتاملها غير مصدق بأنها نطقت تلك الكلمة له .. انتظرها طويلاً لكى يسمعها منها ..
__________________
فى الاسكندرية
تجلس علا مع عاصي فى المطعم
أردفت علا وهى تنظر حولها : ايه ياواد ياعاصي ده اول مرة تعزمنى فى مكان محترم زيك
أجابها بأبتسامة قائلاً : ماهو على قد الايد بقا زمان كنت طالب دلوقتى بشتغل وبقبض يابنتى
قالت علا وهى تنظر له مبتسمة : وهتصرف مرتبك عليا والله فيك الخير يابنى
أقترب قليلاً من الترابيزة وهو يضع يديه فوقها وقال وهو ينظر لعيناها : مانا معنديش غيرك أصرف عليه ..
خجلت من نظرته وقالت وهى تتجاهل هذه النظرات التى اربكتها : معندكش ليه انت مش ناوي ياواد تشتغل وتكون نفسك وتجوز زى الناس الطبيعيين
قام من كرسيه المقابل لها وجلس على الكرسي المجاور ولها ومسك يدها اليمنى بيديها .. أزدردت لعوبها بارتباك وهى تنظر ايدهم ثم له بخجل
قال عاصي بهدوء وهو ينظر لها بنبرة دافئة: تتجوزنى ياعلا
فزعت من جملته وسحبت يدها منه وهى تقول : انا ... تتجوزنى انا
رد عليها بلهجة تأكيد واصرار على طلبه وثقة من هذا الطلب : اه انتى ياعلا فى ايه مش بنت
دمعت عيناها وهى تقول له : لا مش بنت ياعاصي وانت عارف
وكادت أن تقف لكى ترحل .. مسكها من معصمها وجعلها تجلس مرة أخري وهو يقول : انا مش قصدى اللى فهمته انا قصدى بنت يعنى أنثي وانا راجل
قالت علا وهى تنظر له بأعين دامعة : وانت عارف اللى فيها
هتف عاصي وهو يمسك يد ويشبك أصابعه مع أصابعها قائلاً :اه عارف وقابل ده وراضي وعايزك زى مانتى ياعلا
قالت علا وهى تنظر له بدهشة من طلبه : انا قولت انك جايبنى المكان الغالى ده مش من فراغ
ضحك وهو يقول لها : خلاص ياستى وافقي انتى بس وانا اجيبك هنا على طول ... بس لما اقبض بس متبقيش طماعة
ضحكت وهى تمسح دموعها بأناملها وأردفت قائلة : انت طلبت الطلب ده ليه ياعاصي عشان صعبانة عليك
ضحك عليها وهو يقول بنبرة مرحة صادقة : لا ياختى عشان وانتيش صادقة اتنيلت واتهبتت على دماغى وحبك بصريح العبارة كدة بحبك
ضربته على كتفه بغيظ وهى تقول : فى واحد فى الدنيا يقول لواحدة بحبك بالدبش اللى بتقوله ده
مسك يدها بحنان وهو ينظر لعيناها بحب وهمس قائلاً: طب بحبك وافقي يابت بقا خلينى اتجوز هبور
ضحكت عليه بسعادة وهى تبتسم له ..سألها مرة أخري وهو يقول : موافقة
أشارت إليه براسها بالموافقة وهى تنزل للأسفل بخجل .. تبتسم بسعادة وهو يقول : اذا كان كدة يبقي ناكل
رفعت نظرها له .. وأردفت قائلة : يعنى لو مكنتش وافقت مكنتش هتأكلنى
قال وهو يعتدل فى كرسيه : لا هاكلك بردو
__________________
تجلس لطيفة مع منصور فى الصالون
أردفت لطيفة وهى تقطع الفاكهة : هو كل يوم إجازة اكدة ولدك ميطلعش من اوضته هو ومرته
قال منصور وهو يقرأ الجريدة : هملهم براحتهم ياحاجة من ميتى وحد بيتحكم فى واحد ومرته
أردفت وهى تمد يدها له بطبق الفاكهة : محدش جال نتحكم بس ولدى بردو وعاوزة أجعد وياه واتحدد واعرف مبسوط وياه مرته ولا لا ومحبلتش ليه لحد دلوجت بجالهم ٤٠ يوم متزوجين
قال وهو ياخذ منها الطبق ويترك الجريدة : الحبل ده هم حرين فيه .. خليكي فى حالك ياحاجة
زفرت بضيق وصمتت
__________________
يجلس منتصر على الأريكة وهى تنام بجواره وتسند ظهرها على صدره ويطوقها بذراعيه وهى تلون بعض رسوماتها وهو يمسك يدها كطفل صغير يتعلم مسك القلم
أردفت رهف بدلالية وهى تنظر لصورته التى رسمتها : شبهك اووى
سألها وهو يغلغل أصابع يده اليسري فى خصلات شعرها بحنان : هو انا حلو أكدة
قالت رهف وهى تترك الكرسي وقلم وتستدير له وهو يطوقها بذراعه حتى لا تسقط من فوق الأريكة وتلعب باناملها الصغيرة فى لحيته : اه طبعا واحلى منها كمان
قال وهو مبتسم لها : ده انتى اللى احلى
ابتسمت بسعادة ووقفت وهى تمسك يده بيديها وتاخذه معاها نحو السرير وتحضر مكعباتها
أردف منتصر وهو ينظر على ذلك المكتب الموجود فى الغرفة وعليه ٥ بيوت من المكعبات : هنعمل دار تانى
أجابته وهى تجلس امامه فوق السرير بسعادة : لا هنعمل اوضتنا دى
ضحك عليها وهو يقرب رأسه منها : اوضتنا
وضعت يدها على جبينته وهى تبعده عنها وتردف قائلة : اه
بدأوا يصنعوا المكعبات معا وهى تضحك بسعادة معه ...
___________________
مر ٧ أشهر أخرين وهم على حالهم .. تعمدت رهف الذهاب إلى الإسكندرية بحجة الجامعة وزيارة والديها .. وكانت تذهب الى دكتورة اخصائية نفسية لتعالج تلك العقدة التى تمنع زوجها من الأقتراب منها حتى وإن كان ينتظر .. فإلى متى سينتظر ..
أنجبت هاجر طفلها الأخر .. وحين حملته رهف زادت رغبتها في أنجب طفل مثله من حبيبها وأشتاق لرؤية طفلها بين ذراعيها ..
دخل منتصر غرفته مساءاً بتعب وأرهاق .. ورهف تجلس على السرير تلعب فى مكعبات كطفلة صغيرة تنتظر عودة والدها .. ترتدي بيجامة حرير بنطلونها أسود والبيجامة بازرار لونها أصفر وصوت الاغانى يملئ أنحاء الغرفة وهى تغنى معها بصوتها العذب
What do I do with a boy like you?
L-like you
What do I do with you? (Oh)
What do I do?
With a boy like you?
(What do I do with a boy like you?
l-like you)
I know you know
I'm wrapped around your finger
You're so
You're so
Beautiful and dangerous
Hot and cold
Don't you see the light, boy
I could blow your mind, boy
Let me be your new toy
.. جلس منتصر على السرير بتعب وهو يخلع حذاءه .. أقتربت رهف منه بشغف وأشتياق إليه .. ركبت رهف فوق ظهره ولفت ذراعيها حول عنقه بحب وهى تضع رأسها على كتفه وتنظر له بدلالية
سألها بضيق وهو ينزع عمته عن رأسه معلقاً على كلمات الأغنية : انا خطير وبارد
قالت بسعادة وهى تنظر له : مع الناس كلها إلا أنا .. فاكر لما ضربت ياسر .. ايه القوة دى
أردف منتصر ببرود وحزن متجاهل حديثها قائلاً : ايه اللى مصحيكي لحد دلوقت
أردفت رهف بدلالية مفرطة وهى تنظر لعيناه وتركب على ظهره : أتاخرت ليه .. واحشتنى على فكرة
نظر لها بهدوء وتعب وهو يقول : وأنتى كمان اتوحشتك جوى
قوست شفتيها بحزن مصطنع وهى تردف قائلة : مالك
أجابها بضيق وحزن وهو ينظر لها .. هتف منتصر قائلاً : مضايج .. تعبت يارهف كل شوية راحة سكندرية .. ميتى هنخلص من الجامعة دى بجا
قالت رهف وهى تبتسم وتشد فى عناقها له بسعادة : ده اللى مضايقك انى كل شوية اسيبك واسافر
أستدار لها وأبعدها عنه وهو يقول : بتوحشك يارهف .. بتبجي حاجة كبيرة ناجصنى فى غيابك
قالت رهف بدلالية وهى تقترب منه : خلاص متزعلش فاضل سنتين
أردف منتصر بضيق وصوت غليظ : انتى بتغيظنى يارهف ولا بتعصبنى
أقتربت وهى تقف على ركبتها أمامه وتضع يدها بجانب عنقه بنعومة ووضعت قبلة رقيقة على خده الايسر بطفولية
أردفت رهف بصوت هامس له يثير قلبه بشدة : متزعلش انت كمان بتوحشني والله
ظل ينظر لها بدهشة من فعلتها .. وضع يديه على خده فوق قبلتها وهو يقول بهيام : ايه اللى عملتيه ده
وضعت يدها الآخر على عنقه من الجهه الاخرى وقربت وجهه منها وهى تضع قبلة على خده الآخر وتقول : عملت كدة
أزدرد لعوبه بصعوبة وهو ينظر لها بحب وهيام فهو بالنسبة له جميلة مثل الغيّوم ،هادئة كنغمة موسيقية ، أبتسامتها صافية كصفاء السماء ، عيناها مثل سحر تعويذة تلقي علي كل من ينظر بهم ، رقيقة بصوتها كعصفور يغرد فى صباح يوم ، كأول ورقة ملونة، تُشاهدها عندما يهل الخريف ، مثل بداية كل شيء وجمال كل شئ .... هى أقوي من السحر .
أردف منتصر وهو يحاول أن يتخلص من تلك التعويذة التى القتها عليه بقبلتها ... قائلاً : متعمليش أكدة تانى أما متلومنيش على اللى هيحصل ..
ضحكت بسعادة وهى تلف ذراعيها حول عنقه بطريقة مثيرة له وهمست بصوت دافئ رقيق يلعب على اوتار قلبه : هيحصل ايه ياحبيبى
أستسلم لرقتها وأغراءها الطفولية ودلاليتها المفرطة ولف ذراعه الايسر حول خصرها ويجذبها له لتلتصق به ... يردف قائلاً : هجولك هيحصل ايه
وقف وهو يحملها من خصرها بذراعه الايسر وهى تضحك عليه وعلى قوة جسده التى جعلته يحملها بذراع واحد .. أبعد اللحاف عن السرير بذراعه الأيمن وسقطت من فوقه العابها
صرخت رهف به وتقول : لعبى .. منتصر كسرت البيت بتاعنا
أسكتها بقبلة رقيقة على جبينتها بحنان .. نظرت له بأرتباك وهى تخلع له عمته وهو ينزلها على فراشهم ويقبل كل أنش فى وجهها بنعومة وحنان .. خجلت من قبلاته ووضعت يديها على صدره بحنان بمعنى أن يتوقف .. نظر لها ووجهها تورد باللون الاحمر من خجلها
أردفت رهف بصوت مبحوح هامس شبه مسموع من خلجها وأغلقت قبضتها على عبايته من الصدر ... وتعض شفتيها بخجل قائلة : م .. منت.. منتصر .. أطفي ... النور .....
أبتسم على خجل طفلته وهو يضم رأسها بصدره بشغف ليخفي جسدها الصغير فى جسده ويقبل عنقها وهو يمد يده ليغلق الضوء ....
#النهههههههههاية
اللى حبيت اقوله من خلال الرواية أن مينفعش أولاً حد يعمل حاجة من وراء أهله .. رهف عرفت ياسر من وراء اهلها وفى الأخر خسرت أغلى حاجة شرفها ... مينفعش كمان نعمل أى حاجة بأسم الحب ، مينفعش تخرجى معه من وراء أهلك بأسم الحب مينفعش تسهرى الليل على التلفون بأسم الحب .. مش كل واحدة هتلاقي منتصر يحبها كدة ..
الأختيار بقا .. مش نختار الواد الروش اللى مقطع السمكة وديلها ولابسه سلسلة ومستشور شعره .. الاختيار مش بالمظهر اياكى تخترى المظهر هتندمى ندم العمر .. المظهر ده هيبقي الكتلة المجعلصة فى قلبك .. الروح اختارى الروح اللى تحبك زى مانتى
تقريباً كده إحنا مش محتاجين حد يحبّنا ، إحنا بقينا محتاجين اللى يحس بينا ،اللى يفهمنا فعلاً زي ما احنا ؛ اللى ما يطلقش علينا أحكام باطلة ؛
بقينا محتاجين اللى يصدق ضعفنا وقلقنا وخوفنا من الأيام ؛
اللى قادر يحتوينا برغم العيوب اللى جوّانا ، يلتمس لشعورنا ألف عذر ،
خلاص بطّلنا نصدق حد يقولنا كلام حُب ، كِرهنا أي انفعال كداب ، رافضين أي شهد وحلاوة لسان ...
احنا محتاجين فعلا " إنسان " بمعنى كلمة " إنسان "
تكون الرحمة أسلوبه و الإحتواء منهجه و الإحساس جيناته الوراثية ..
كم الرُعب اللى بقى موجود في النفس البشرية أجبرتنا نتغاضى كتير عن أي تجربة حُب معدومة المصداقية ، معدومة الأفعال ....
صدق اللى قال شبعنا كلام لحد ما ارتوينا ...
ما بقاش من الصعب فعلا تلاقي اللى يحبك ...لكن بقى من الأصعب تلاقي اللى يحسّ بيك ...يخاف عليك بجد ويعمل لزعلك ألف حساب
اللى يثبت لك فعلاً إنك كل همّهُ ؛و شأنك هو شأنه ،و دقيقة غياب منك تساوي عمر بحاله ...
انت مش محتاج نُسخة منّك في الطِيبة ولا في الحُب ....انت محتاج الرّوح اللى تجمّل الدنيا في عينيك ..الرّوح اللى تشدّك للسعادة
من الآخر : انت محتاج الروح اللى تحسّ بأدق تفاصيل تعبك في عز ضحكتك العالية و مرحك الكداب وتظاهرك باللاّمُبالاة ...
تمت بحمد الله
وايضا زورو قناتنا سما القاهر للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك