وكفى بها فتنه البارت الخامس والثلاثون35 بقلم مريم غريب

وكفى بها فتنه
البارت  الخامس والثلاثون35
بقلم مريم غريب

 
~¤ وصايا ! ¤~

ستار من النور الساطع أضأ كل نوافذ منزل آل "عمران" ...

خطوط طويلة من المصابيح المتوهجة تدلت مزينة حديقة البناية كلها و قد عكست آشعة دقيقة علي أوراق الأشجار التي طوقت المنزل

أما باقات الزهور و الورود الشذية فإمتدت علي طول درجات السلالم حتي البوابة ..

كانت الحديقة هذه المرة من نصيب "أدهم" و ضيوفه ، كانت للرجال فقط

أما النساء فكان مكانهم في الأعلي بشقة "أمينة" ..

أقيم إحتفال بسيط و مبهج أيضا كالمرة السابقة ، و إستطاعت "سلاف" أن ترتدي فستانا عاري الصدر و الكتفين بعد أن جاءت لها خبيرة التجميل و حضرتها للزفاف علي أكمل وجه

كانت رائعة الجمال في زي العروس ، لم يراها أحد إلا و ردد عبارات البسملة .. تفاصيلها تنطق بالحسن الليلة

شعرها البني المصفر ، و عيناها الزرقاوتان ، و قسماتها الأنثوية الرقيقة ... كان جمالها يحرج ، يؤذ المشاعر

مما جعل "أمينة" تأتي بالمبخرة و تطوف حولها و هي تقرأ عليها بعض الآيات القرآنية ..

بينما مالت "حليمة" صوبها

كانت تجلس بجوارها مباشرةً ... تمتمت قرب أذنها بشئ من السرية :

-بت يا سلاف !

نظرت "سلاف" لها و قالت بصوتها الرقيق :

-نعم يا نناه ؟

حليمة بجدية :

-إسمعيني كويس و إفهمي إللي هقولك عليه
أنا مش عايزاكي تبقي سهلة خآالص الليلة دي

سلاف بإستغراب :

-يعني إيه يا نناه مش فاهمة !!

حليمة : لما تطلعي شقتك مع جوزك
إوعي تسلميله بسرعة
إتقلي عليه شويتين تلاتة كده

أحمـَّرت "سلاف" خجلا و قالت :

-إيه يا نناه إللي بتقوليه ده ؟!!

حليمة بصرامة :

-مش وقت صدمة يا حبيبتي
بقولك ركزي معايا لازم تسمعي كلامي و تعملي كده
أنا عارفة مصلحتك

سلاف : طيب ليه يعني ؟
ليه عايزاني أتقل عليه ؟!

حليمة : عشان تبقي مؤدبة يا حبيبتي

نظرت لها "سلاف" بعدم تصديق ، ثم إنفجرت ضاحكة و قالت :

-خلاص يا نناه
أوعدك هعمل بالنصيحة

كانت "راجية" و إبنتها تجلسان جنبا إلي جنب ... نظرات الحقد و الحسد تملأ عيناها و هي تتأمل "سلاف"

لتميل "مايا" و تهمس لها بغيظ شديد :

-شايفة يا ماما ؟؟؟
كل ده عشانها هي
ماحرمهاش من حاجة .. فستان فرح عريان و full Make_Up
حتي الچاكوزي و التدليك والتكييس و كل التجهيزات دي جبلها صاحبة أكبر سنتر تجميل تعملها كل ده هنا في البيت
كل ده عشان بيحبها
بيحبها أوي يا ماما

راجية بفم مزموم حنقا :

-بكره هتشوفي بنفسك إللي بيحبها ده هيعمل فيها إيه
إصبري بس

مايا بسخرية :

-و لا هيعمل أي حاجة
إنتي مصدقة إن الشغل إللي بتعمليه ده هيجيب نتيجة !!

نظرت "راجية" لها و قالت بإبتسامة شريرة :

-طبعا .. و هو لسا هيجيب ؟
إنتي مش شوفتي بعنيكي المشاكل إللي كانوا فيها اليومين إللي فاتوا ؟؟
و لسا لما أحطلهم الهدية الكبيرة في شقتهم
مش هيفوت شهر إلا و هو مطلقها

مايا بإستخفاف :

-و الهدية دي هتحطيها في شقتهم إزاي ؟!

راجية بخبث :

-مش الواجب بردو إننا ننروح نبارك ؟
دي أحسن فرصة قدامنا .. ثم نظرت نحو "سلاف" مجددا و أكملت :

-مابقاش راجية لو ماطلعتهاش من البيت ده عن قريب

بمرور الوقت تحول الزفاف الهادئ إلي حفل راقص و تعالت وتيرة الحماس ... حيث أدارت "عائشة" أغنية شعبية صاخبة ، و قامت الفتيات لإبراز موهبتهن في الرقص

و شاركت "سلاف" قليلا بين الحين و الأخر ، و لكنها كانت تكتفي بأن تتمايل بدلال فقط لعدم خبرتها في هذا المجال

بينما دفعت "راجية" بإبنتها لتؤدي رقصتها المتميزة

و للحق إستطاعت "مايا" التغلب علي الجميع في هذه النقطة و قد نالت التشجيع الحار و عبارات الثناء علي أدائها الجبار و كانت أمها شديدة الفخر بها ..

لكزت "حلا" كتف "عائشة" و غمغمت بمرح :

-شايفة يا شوشو مايا متألقة إزاي ؟ .. و ضحكت

عائشة بضحك هي الأخري :

-شايفة ياختي
و لا طنط راجية
طول الليلة قافلة الشبابيك و مبوزة
أساريرها مانفتحتش إلا لما بنتها قامت تهزلنا وسطها

حلا : يابنتي دي حلاوة روح
خالتي هتموت من القهرة ما إنتي عارفة إنها كانت تتمني مايا إللي تبقي مكان سلاف إنهاردة

عائشة بغمزة :

-القلب و ما يريد بقي يا لولو
و ربنا يرزق مايا بإبن الحلال الواحد هيعوز إيه غير كده يعني

حلا : علي رأيك .. ثم قالت بجدية و إبتسامة صادقة :

-بس سوفا زي القمر
بجد أحلي عروسة شوفتها .. ربنا يسعدها هي و أدهم

عائشة بإبتسامة :

-يااااااارب يا لولو
و عقبالك إنتي كمان

حلا و هي تضع يدها علي كتفها :

-أنا و إنتي يا شوشو
اللهم واحد زي يا أدهم يااارب

عائشة و هي تضحك :

-لا لا لا مافتكرش
أخويا مالوش مثيل .. و بعدين لولا الحب ماكنش إتجوز أصلا إنتي مش فاكرة كان عامل إزاي قبل ما سلاف توصل !

حلا : فاكرة فاكرة
يلا ربنا معانا و خلاص

دقائق أخري مرت ثم قامت "أمينة" بإفتتاح البوفيه و إنشغل الجميع بالطعام ..

أما في الأسفل عند "أدهم" ... قام ضيوفه بنسف المآدبة الفخمة التي أقامها لهم

لم يتبقي شيئا علي المائدة الضخمة ، و قد بدا جميع رفاقه و معارفه سعداء مما أشعره بالراحة و الإطمئنان علي إكتمال الليلة

كانت جلسة سمر رائعة ، مفعمة بالأنس و السلام و الهدوء .. و خالية من المحرمات و المنكرات ، أجمع الكل علي أنه أفضل زفاف علي الإطلاق

و إنتهي الفرح عند منتصف الليل ...

غادر الضيوف و الأقارب .. لم يبقي سوي آل البيت عدا الشباب "عمر" و "مالك"

صعدا كلا منهما إلي شقته بناءً علي رغبة "أدهم" لأن زوجته غير محتشمة نهائيا الآن

نظرت "حليمة" لحفيدتها و قالت بإبتسامة ممزوجة بدموعها :

-مبروك يا حبيبتي
ألف مبروك يا سلاف .. ماتتصوريش فرحتي إنهاردة عاملة إزاي
بس كان نفسي أوووي أبوكي يبقي معانا !

سلاف ببكاء :

-ربنا يرحمه يا نناه .. و يخليكي ليا ... و إحتضنتها بقوة

أمينة بتأثر :

-جرا إيه يا جماعة !
هنقلبها مناحة و لا إيه ؟
صلوا علي النبي

الجميع : عليه أفضل الصلاة و السلام

نظرت "حليمة" إلي "أدهم" و أوصته قائلة :

-أدهم
خلي بالك من سلاف
حطها في عنيك يابني ده طلبي الوحيد منك

أدهم بإبتسامة :

-ماتخافيش عليها خالص يا تيتة
دي بقت حياتي كلها دلوقتي .. و أمسك بيد زوجته مطبقا عليها برفق

لبنة مهنئة :

-ربنا يسعدكوا يابن أخويا و يرزقكوا بالذرية الصالحة يارب .. ثم زجرت أختها لتقول شيئا

راجية علي مضض :

-مبروك يا سلاف
مبروك يا أدهم

نظر "أدهم لعمته و قال :

-الله يبارك فيكي يا عمتي
شكرا .. ثم نظر إلي "سلاف" و حثها :

-مش يلا يا حبيبتي !

أومأت "سلاف" له و قالت و هي تكفكف بدموعها بظاهر يدها :

-يلا

و تبادلا عبارات وداع أخري ، ثم أخذها "أدهم" و إستقلا المصعد إلي الشقة الخاصة بهما ، و التي تقع بالطابق الأخير ...

وضع "أدهم" المفتاح بالقفل و أداره و فتح الباب ... ثم إلتفت إليها مبتسما تلك الإبتسامة الرائعة

و بدل أن يمسك يدها مرة أخرى ، إنحني و حملها بين ذراعيه بمنتهي السهولة ..

حبست "سلاف" أنفاسها فورا ، فلم تتوقع منه فعل كهذا

قالت بدهشة :

-إنت إتعلمت الحاجات دي فين ؟؟!!

أدهم مازحا بإبتسامة :

-عارفة كتاب كيف تسعد زوجتك في ليلة الزفاف ؟

ضحكت "سلاف" بقوة ، ليتابع و هو يسير بها إلي الداخل و يغلق الباب بقدمه :

-بهزر
و أنا صغير كنت بشوف أفلام بس دي أمور متعلقة بالفطرة يعني مش محتاجة تعليم

سلاف بإستغراب :

-و إنت صغير كنت بتشوف أفلام ؟
طيب و دلوقتي لأ و لا إيه ؟!

أدهم : طبعا

سلاف : ليه كده بس ؟

أدهم بلطف :

-يا حبيبتي مش الأفلام دي فيها ممثلين بني آدميين زيي و زيك ؟

سلاف : أه

أدهم : و المناظر إللي بتتعرض مش أغلبها فيها عري و صور غير أخلاقية ؟

سلاف : إمممم
خلاص فهمتك يا أدهم
يعني إنت مش بتشوف تلفزيون خالص صح ؟

أدهم و هو يضحك :

-لأ بشوف طبعا
أحيانا بشوف كورة و رياضة
و الأخبار ده أساسي إنما أفلام ماليش فيها

وصلا إلي الصالون ... ليضعها "أدهم" علي قدميها برفق شديد

هاجمها خوف مفاجئ ، و صار وجيب قلبها المتسارع مسموعا الآن ..

أحست بنظرات "أدهم" علي وجهها ، لكنها أبت إجابة تلك النظرات و ظلت محدقة بالأرض

قام "أدهم" بالمبادرة و مد يده إلي وجهها ..

جرت أصابعه متمهلة علي خدها ، منتقلة بخفة من فمها إلي رقبتها .. ثم إلي وسطها

طوقها يذراعيه متمتما :

-إنتي زي القمر إنهاردة

سلاف بصوت مهزوز :

-شكرا
و إنت كمان حلو أووي
و بدلتك جميلة

أدهم مداعبا :

-طبعا مش إنتي إللي إختارتيها ؟
الجميل بيختار الجميل .. ثم قال بجدية :

-قبل أي حاجة تعالي نغير الهدوم دي و نتوضا أنا و إنتي عشان نصلي مع بعض

سلاف بإبتسامة :

-أوك .. و توجها معا إلي الغرفة

أضأ "أدهم" النور الأصفر الخافت

فظهرت الغرفة و وضحت أكثر ... كانت كبيرة بيضاء ، و كان أكثر مساحة الجدار من أوراق الحائط وردية اللون

كان السرير في الوسط ، و كانت ثياب "أدهم" و "سلاف" متجاورين فوقه ..

أخذ "أدهم" ما يخصه و قال لها :

-أنا هاروح أغير في الحمام
خدي راحتك .. و خرج تاركا لها الغرفة

أطلقت "سلاف" زفرة مرتفعة ، ثم ذهبت لتغلق الباب و عادت لمكانها من جديد

مدت يدها و أخذت القميص الموضوع علي السرير .. كان هذا إختيار "أمينة" قميص أبيض و طويل علي قدر من الإناقة و الرقة

لكنه لم يعجب "سلاف" ..نظرت له بعدم رضا و إتجهت إلي الخزانة ... وضعته بمكانه ، ثم راحت تنقب عن شئ مناسب

وقع إختيارها علي قميص قصير أسود يحمل بطاقة الماركة العالمية الإيطالية ( لا بيرلا ) ..

خلعت فستانها و إرتدته ، ثم توجهت نحو منضدة الزينة

أزالت المكياچ كله و قامت بتمشيط شعرها و ربطته للخلف بعقدة علي شكل كعكة

دق الباب في هذه اللحظة ..

سلاف بتلقائية :

-مين !

أدهم بسخرية من الخارج :

-قرينك يا سلاف
هيكون مين يعني هو في غيرنا في الشقة !!

ضحكت "سلاف" و قامت لتفتح .. لكنها جمدت فجأة متذكرة ما ترتديه

ركضت بسرعة إلي الخزانة و أحضرت الإسدال و لبسته ، ثم هرولت لتفتح الباب ..

أدهم بإبتسامة :

-كل ده بتعملي إيه ؟

سلاف : كنت بقلع الفستان و بشيل الـMake_Up

أدهم : طيب يلا روحي إتوضي
أنا هستناكي جوا

سلاف بصوتها الرقيق :

-حاضر .. و مشت ناحية الحمام

توضأت في وقت وجيز ، ثم عادت إليه و هي تضبط لفة الحجات حول وجهها

أدهم و هو يتفحصها بإعجاب :

-ما شاء الله
قمر في كل حالاتك

سلاف مبتسمة بخجل :

-شكرا ! .. ثم إتخذت مكانها خلفه

إستعد "أدهم" في ثوان ، ثم بدأ ... و إنتهت الركعتين بسرعة ، و كانت "سلاف" تشعر بالراحة و الطمأنينة و صفو البال

إلتفت "أدهم" لها و قال بإبتسامة :

-بصي يا حبيبتي
ركزي في إللي أنا هعمله دلوقتي ده عشان عايزك تعملي زيه
إتفقنا ؟

أومأت "سلاف" موافقة ..

ليضع "أدهم" يده علي مقدمة رأسها ، ثم يسمي بالله قائلا :

-بسم الله الرحمن الرحيم تبارك وتعالى " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ " .. و أنزل يده منتظرا منها أن تفعل مثله

إبتسمت "سلاف" و وضعت يدها علي رأسه مرددة الحديث الذي تلاه الآن ..

نظر لها برضا و مد يده ليزيل الحچاب عن رأسها ...

فك العقدة التي تعتقل خصلات شعرها ، فحرره لينسدل كشلالا حول كتفيها

مرر أصابعه فيه و هو يقول بحب :

-عارفة يا سلاف !
أنا متأكد إن مافيش حد في الدنيا دي كلها مبسوط أدي
و خاصة الليلة دي
أنا بحبك أوووي .. و إقترب منها ليقبلها

لكنها تذكرت وصايا "حليمة" فجأة ، فإرتدت بوجهها مبتعدة عنه ..

نظر لها بإستغراب ، لتقول بإبتسامة مرتبكة :

-إستني شوية يا أدهم
لسا بدري .. و بعدين العشا إللي برا ده معمول لمين ؟

أدهم بحنان :

-يعني إنتي جعانة ؟

أومأت "سلاف" إيجابا ..

أدهم بضحك :

-طيب ياستي
تعالي نتعشا .. و خرجا معا إلي غرفة الطعام

سحبت "سلاف" مقعد و جاءت لتجلس .. ليوقفها تعليق "أدهم" :

-إيه يا حبيبتي هتاكلي و إنتي لابسة الإسدال و لا إيه ؟!!

سلاف بشئ من التوتر :

-أه عادي
أنا مرتاحة فيه مش مضايقة .. و جلست

هز "أدهم" كتفاه بخفة ، ثم أخذ مكانه علي رأس الطاولة ..

و بعد الإنتهاء من العشاء ... زحفت يده إلي يدها و قال بنفاذ صبر :

-مش يلا بقي يا سلاف !
و لا عايزة تعملي حاجة تاني

نظرت "سلاف" له و قالت بإبتسامة :

-أه
إيه رأيك نلعب شوية ؟
أنا نفسي ألعب معاك أووي

أدهم بدهشة :

-هه !
نلعب ؟؟؟

سلاف بحماسة :

-أه

و بعد مرور أكثر من ساعتان ... حاولت "سلاف" إطالة الوقت في الترهات و التفهات ، إستهلكت صبر "أدهم" كله

حتي ثار في نهاية الأمر و صاح بإنفعال :

-و بـعديــــــن يا سـلآااف ؟؟؟!!!

إنتفضت "سلاف" مذعورة و قالت :

-في إيه يا أدهـم ؟

أدهم : في إيه إنتي ؟؟؟
عمالة تضيعي الوقت في أمور تافهة ليه ؟

سلاف بإرتباك :

-هي فين الأمور التافهة دي بس ؟!

إستشاط "أدهم" غضبا و قال :

-يعني عشا و إتعشينا
لعب و علمتيني الشطرنج إللي ماعرفش عنه أي حاجة في ساعتين
كلام و قعدتي تحكيلي إزاي نيرون ولع في روما
و ليه هتلر أسس الحزب النازي
مش ناقص إلا نفتح قناة النيل للمنوعات و نقعد نستني حلقة عالم البحار عشان تبقي كملت من كله .. ثم أمسك بذراعيها بقوة و أكمل بغيظ شديد :

-حاجة واحدة بس عايز أعرفها
فين المفاجآت إللي عشمتيني بيها إمبارح ؟؟؟
أنا لحد دلوقتي ماشوفتش و لا مفاجأة
ما تنطقــي !!

سلاف و هي تحدق فيه بخوف :

-ما هي دي المفاجآت يا حبيبي

أدهم بصدمة ممزوجة بالعصبية :

-نعم يا حبيبتي ؟؟؟؟؟

سلاف : بهزر يا أدهم . بس ممكن تهدا
مش كل حاجة بتيجي واحدة واحدة و لا إيه ؟

أدهم من بين أسنانه :

-ما المصيبة إن مافيش أي حاجة جت لحد دلوقتي
يا حبيبتي كده ماينفعش
فاضل علي آذان الفجر ساعة و نص بالظبط

سلاف بلطف :

-أوك
خلاص يا أدهم بس بالراحة شوية

زفر "أدهم" مغالبا غضبه ، و أرخي قبضتاه عن ذراعيها و قال :

-أنا أسف
أعذريني يا سلاف إنفعلت عليكي
بس أنا ماتوقعتش منك كده بصراحة
كنت فاكر إن إنتي إللي هتشجعيني

سلاف برقة :

-و لا يهمك
أنا كمان أسفة .. لعبت بأعصابك شوية
بس أنا بردو مكسوفة يا أدهم

أدهم بإبتسامة :

-مكسوفة مني يا سلاف ؟
من إمتي !

سلاف و قد تلاشت إبتسامتها و ضربته بخفة في صدره :

-قصدك إيه يا أدهم ؟

أدهم و هو يضحك :

-و لا حاجة
بس عموما يعني
كفاية كده أبوس إيدك .. أنا إستويت

سلاف بتعاطف ممزوج بالدلال :

-يا حرآااام
طيب خلاص ماتزعلش
تعالي معايا ! .. و أمسكت بيده متوجهة إلي غرفتهما

وقفت أمامه و قالت بشئ من الخجل :

-أدهم ممكن تلف ثواني ؟
عشان أوريك أول مفاجأة !

علت إبتسامة "أدهم" و قال :

-ماشي .. و أعطاها ظهره بسرعة

لتباشر هي بنزع الإسدال .. ثم تركض بخفة صوب منضدة الزينة

تناولت قنينة العطر الخاصة بليلة الزفاف و التي كانت من مجموعتها المفضلة ( ڤيكتوريا سيكريت ) .. سكبت علي عنقها و صدرها و حول كتفيها

ثم عادت إلي مكانها ثانيةً

أدهم ... بعد دقيقة و قد إلتقطت أنفه رائحة أفقدته صبره تماما :

-خلاص يا سلاف و لا إيه ؟؟؟

أخذت "سلاف" نفسا عميقا و قالت بثقة :

-خلاص يا أدهم !

إستدار لها فورا ... لتتسمر عيناه عليها ، أحس بأنفاسه تلتصق بحلقه ، نطق بصعوبة :

-دي أول مفاجأة !!

سلاف و هي تضحك :

-تقريبا

أدهم بإنبهار :

-إنتي حلوة أوي يا سلاف .. ثم أمسك بها و ضمها إليه بقوة مكملا :

-أنا بحبك أوووي

سلاف بحب :

-و أنا بموووت فيـك

أدهم : بعد الشر عليكي .. ثم أبعدها قليلا و قال بصوت مهزوز و هو يتأملها كلها :

-إوعي تقلقي أو تخافي مني

سلاف بإبتسامة :

-أخاف منك إزاي و إنت أماني و كل حاجة ليا في الدنيا ؟

أدهم و هو يرد لها الإبتسامة :

-طيب تعالي
في كلام كتـييير أوي عايز أقولهولك

أخفضت "سلاف" رأسها خجلة ، ليقول "أدهم" و هو يمسد علي ظهرها برفق :

-اللهم جنبنا الشيطان
و جنب الشيطان ما رزقتنا ..و هكذا بدأت الحياة بينهما

جميلة مثيرة .. و مليئة بالعواطف الملتهبة الرائعة




تعليقات