وكفى بها فتنه
البارت الرابع والثلاثون34
بقلم مريم غريب
~¤ كذبة ! ¤~
بمرور الوقت ... يزداد ضيق "أدهم" بشكل لا يطاق
فيبدل ملابسه و يهم بمغادرة المنزل كله
لكنه يقابل والدته عند البوابة في الأسفل ..
أمينة بتساؤل :
-إيه يا أدهم علي فين يابني ؟!
أدهم بملامح عابسة :
-خارج أشم شوية هوا يا أمي .. و أكمل بإهتمام :
-إنتي كنتي فين صحيح ؟
أنا ماشوفتكيش و إنتي نازلة !
أمينة بإبتسامة حزينة :
-كنت عند أختك إيمان
روحت أعزمها علي فرحك بس مارضيتش
ما تكلمها إنت يا حبيبي و آا ..
-ماما ! .. قاطعها "أدهم" بحدة و أكمل بصرامة :
-مش هكلم حد
عايزة تيجي أهلا و سهلا محدش يقدر يمنعها ده بيتها بردو
بس تيجي لوحدها
عشان أنا حالف لو شوفت الحيوان جوزها هقتله
و لعلمك قتله حلال يعني ربنا مش هيحاسبني
أمينة بدموع :
-طيب يا أدهم
خلاص . براحتك يابني
زفر "أدهم" و قال بضيق :
-يا أمي ماتعمليش كده بالله عليكي
خليكي فاكرة إني مش غلطان و إن ده أقل تصرف عملته
و كمان أنا إستحملت أفعال كتير حصلت في البيت عشان خاطرك و خاطر أختي رغم إن ده حرام و ماينفعش
أمينة و هي تحاول رسم إبتسامة :
-ماشي يا حبيبي
إنت عندك حق
بس دي بردو بنتي و أختك
مش هنتبرا منها يعني
أدهم : لأ طبعا
أختي و بنتها علي عيني و راسي
البيت مفتوحلهم دايما
يجوا في أي وقت أهلا بيهم
أمينة بإبتسامة :
-ربنا يخليك لينا يا حبيبي
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة :
-و يخليكي لينا يا حبيبتي .. ثم حني رأسه ليقبل يدها و قال :
-يلا بقي إطلعي إنتي
و أنا مش هتأخر
ساعة بالكتير و راجع إن شاء الله
..........................
عند "حليمة" و "سلاف" ...
الجدة صامتة في إنتظار رد حفيدتها ... و لكن الرد تأخر كثيرا ، لتقول "حليمة" :
-سكتي ليه يابنتي ؟
ما تتكلمي و فهميني
بتحبي أدهم و لا لأ ؟؟؟
علي فكرة لو قولتي لأ خلاص إعتبري الموضوع منتهي
أنا عمري ما هجوزك لحد غصب عنك حتي لو كان أدهم
في الأخر أنا كل إللي يهمني سعادتك
ها . قولتي إيه ؟!
نظرت لها "سلاف" و إعترفت بإستسلام :
-أنا طبعا بحبه يا نناه
لو ماكنتش حبيته مستحيل كنت كملت معاه لحد النقطة دي
إبتسمت "حليمة" و قالت :
-طيب الحمدلله
طمنتيني
بس لما إنتي بتحبيه بتعامليه كده ليه ؟
مش المفروض إللي بيحب حد بيحترمه ؟؟؟
سلاف بتبرم :
-أنا دايما بحترمه يا نناه
بس هو إللي من يوم ما شوفته و هو بيعاملني معاملة وحشة أوي و بحالات
أوك أنا عذرته عشان فهمت إنه ملتزم و قبل الجواز ماكنش ينفع يختلط بيا
لكن بعد ما إتجوزنا ماتغيرش أوي
الطابع غالب فعلا و إنتي ماتعرفيش هو عمل معايا إيه من يومين
حليمة : لأ عارفة كل حاجة
هو حكالي
بس بردو مهما كان إللي عمله
ينفع تقوليله أنا مش طايقاك ؟ مش عايزة أشوف وشك ؟
ينفع تطرديه من أوضتك ؟ و تقوليله مش هطول مني حاجة ؟
ينفع تقطعي الهدية إللي جبهالك يا سلاف ؟؟؟
عضت "سلاف" علي شفتها شاعرة بالخجل ، لتكمل الجدة :
-ردي يا سلاف !
علي فكرة لو كان ده واحد غير أدهم كان أدبك علي كل إللي عملتيه ده
و ربنا مديله الحق و في نفس الوقت ربنا غضبان عليكي
سلاف بصدمة :
-ربنا غضبان عليا !!
ليــه ؟؟؟
حليمة : أقري الآية 34 من سورة النساء و تفسيرها
الواحدة إللي تتمرد علي زوجها و تعصيه ربنا بيلعنها يا حبيبتي
و هو أساسا إعتذرلك يعني برا ذمته
ليه إنتي تستمري في الغلط بقي ؟
سلاف بضيق :
-أنا مش غلطانة يا نناه
أنا بحاول أثبت شخصيتي قدامه عشان مايتهاونش معايا تاني
حليمة بلطف :
-يا حبيبة قلبي أدهم بيحبك
أنا متأكدة أنه هايشيلك جوا عنيه
صدقيني أنا مطمنة عليكي جدا و إنتي معاه
و خصوصا بعد إنهاردة و كل الكلام إللي قالهولي
تنهدت "سلاف" و قالت :
-طيب يا نناه
حضرتك قوليلي عايزاني أعمل إيه و أنا هعمله
حليمة : مبدئيا عايزاكي تراضي أدهم
إنتي زعلتيه أوي
و عايزاكي تسحبي كل كلامك إللي قولتيه
ده جوزك يا عبيطة و بكره فرحكوا
الليلة إللي مش هتتعوض أبدا
كنتي عايزة تحرميه و تحرمي نفسك منها ؟؟!!
أحمـَّر وجه "سلاف" خجلا و هي تقول :
-حاضر يا نناه
هكلمه عادي و .. هسحب كلامي
حليمة بإبتسامة رضا :
-الله يرضى عليكي يا حبيبتي
إنتي كده ريحتيني
و من جهتي أنا بضمنلك إنه مش هيتصرف معاكي بالإسلوب ده تاني قدام أي حد
هو وعدني
العتاب هيكون بينك و بينه
و ربنا مايجبش عتاب يعني
إن شاء الله تعيشوا في حب و هنا العمر كله
سلاف بإبتسامتها الرقيقة :
-يارب يا نناه
يارب
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان "أدهم" يقود سيارته بإتجاه البيت ... و كان صديقه الدكتور "زياد" يجلس بجواره
حانت منه إلتفاتة نحوه و هو يقول بتردد :
-إنت متأكد يا زياد إن إللي هنعمله ده هيجيب نتيجة ؟!
زياد و هو يضحك بمرح :
-يابني ماتقلقش
التمثلية دي مضمونة مية في المية
أنا عملتها مع ناس قبلك و عمرها ما خيبت
أي واحد متخانق مع مراته بيجيلي و أنا بظبطه
أدهم بجدية :
-أيوه بس أنا هعترفلها إني كنت بمثل
مش هكدب عليها
زياد : يا عم براحتك بقي
المهم أسلكك و خلاص
و لو إنك مش عايز تقولي إيه سبب الخلاف إحتمال كنت أفيدك أكتر
أدهم بصرامة :
-دي أسرار بيني و بين مراتي يا زياد
و بعدين خليك في حالك من فضلك إحنا صحاب بس
أكتر من كده هنخسر بعض أنا مابدخلش حد في حياتي الشخصية خصوصا بيتي
مافيش بس إلا المرة دي و أخرك علي باب الشقة و بعد كده تتكل علي الله و تنسي إنك دخلت البيت ده أساسا
زياد : إيه إيه ياعم إهدا شوية
هو أنا هدخل أقلبكوا ؟
خلاص أنا أسف إني سألت
أدهم بشئ من الهدوء :
-ماشي حصل خير
يلا أهو وصلنا !
........................
تسمع "أمينة" جرس الباب يدق و هي بالمطبخ ...
فتنادي إبنتها لتذهب و تفتح
تآففت "عائشة" و قالت بتذمر و هي تركض إلي باب الشقة :
-إففف مافيش حد غيري بيفتح الباب ده
أستغفر الله العظيم .. و عدلت من وضعية حجابها ، ثم فتحت
شهقت "عائشة" بهلع عندما رأت أخيها يستند كليا إلي شخصا ما و قد بدا عليه الإعياء بصورة واضحة ..
صاحت بذعر كبير :
-أدهــــــم !
يا مـامـــآااااااا
إلحقـينـي يا مـامـــآااااااا
أدهم
مالك ياخويا ؟ مـآاالك يا حبيبـي ؟؟؟
نظر "زياد" لها و قال يهدئها :
-إهدي يا أنسة
إطمني هو بخير
شوية دوخة بس
جاءت "أمينة" في هذه اللحظة تتبعها "سلاف" ..
صعقت "أمينة" بدورها من المنظر ، بينما إنخلع قلب "سلاف" من الرعب علي زوجها ... إنطلقت صوبه و هي تهتف بصوت مهزوز :
-أدهــم !
مـاله يا عائشة فيه إيـــه ؟؟؟
أمينة و هي ترتجف من الخوف :
-إبني ماله يا أستاذ ؟
إيه إللي حصله ؟؟؟
زياد : يا جماعة إهدوا و إدوني فرصة أفهمكوا
أولا أنا دكتور زياد زميل أدهم
هو كان معايا من شوية و فجأة لاقيته داخ
واضح إنه ما أكلش حاجة من الصبح لإن ضغطه واطي
دي حاجة بسيطة جدا و ماتقلقوش هو كويس
أنا بس إللي أصريت أوصله لحد باب البيت عشان أطمن عليه
زفرت "أمينة" بإرتياح و قالت :
-كتر خيرك يا دكتور زياد
ألف شكر
بس هو يعني بيتكلم ؟
أنا مش شايفاه كويس !
و هنا تكلم "أدهم" بثقل دون أن يرفع وجهه إليهم :
-أنا كويس يا ماما
ماتقلقيش !
أمينة بحنان :
-سلامة قلبك يا حبيبي .. ثم نظرت إلي "زياد" و قالت :
-لو مش هنتعبك يا دكتور تفضل سانده كده لحد أوضته !
زياد برحابة :
-طبعا يا طنط
هي فين أوضته ؟
أمينة : إتفضل قدامي
علطول يمين أخر الطرقة إللي هناك دي
و توجه به "زياد" علي حسب إرشادات "أمينة"
بينما زجره "أدهم" بغضب و همس في أذنه :
-هو ده إتفاقنا ؟
أقسم بالله لو ما مشيت دلوقتي حالا لأوريك
مش هتخرج من هنا سليم
زياد هامسا بدوره :
-إهدا شوية هتفضحنا
هدخلك و همشي حاضر
كنت هقول إيه لوالدتك يعني !
و أوصله "زياد" إلي سريره ، ثم قال بتعجل :
-أستأذن بقي
و ألف سلامة علي أدهم
أمينة : إستني يا دكتور إشرب حاجة
زياد بإبتسامة :
-متشكر يا طنط
بس أنا مستعجل بصراحة
متأخر علي المستشفي
عن إذنكوا
أمينة : طيب أوصلك لحد الباب .. و ذهبت "أمينة" لتوصله إلي الخارج
بينما جلست "سلاف" بجوار "أدهم" ..
كانت تمسح علي وجهه برقة و حنان و تمرر أصابعها في شعره و دموعها لا تنقطع ... قربت فمها من أذنه و همست بندم شديد :
-أنا أسفة
أنا إللي ضايقتك و زعلتك أووي كده
أنا السبب
عادت "أمينة" و قالت و هي تطل علي إبنها و تتفحص وجهه لتطمئن :
-سلامتك يا حبيبي
ليه يا أدهم ما أكلتش طول اليوم ؟
عاجبك إللي حصلك ده ؟
و فرحك بكره يا حبيبي
و الله إحنا محسودين
بس و لا يهمك أنا هاروح أحضرلك أحلي عشا .. ثم نظرت إلي "سلاف" و قالت :
-تعالي معايا يا سلاف
سلاف و هي تنظر إلي زوجها :
-لأ يا عمتو Sorry مش هقدر
مش هقدر أسيب أدهم دلوقتي
أمينة بإبتسامة :
-ماشي يا حبيبتي
خليكي إنتي جميه
تعالي معايا إنتي يا شوشو
عائشة : حاضر يا ماما .. ثم ربتت علي قدم أخيها و قالت :
-سلامتك يا دومي
يا رب بس تيتة ماتكونش سمعتنا
و أخيرا ... أصبح الزوجين علي إنفراد بعد خروج "أمينة" و "عائشة" ..
طبعت "سلاف" قبلة طويلة علي جبهة "أدهم" و قالت :
-سلامتك يا حبيبي
إنت كويس يا أدهم ؟
نظر "أدهم" لها و قال :
-خايفة عليا يا سلاف ؟!
سلاف : طبعا
أومال هخاف علي مين ؟
أنا ماليش غيرك في الدنيا
سامحني بليز
أدهم : مش لما تسامحيني إنتي الأول !
سلاف : أنا مسمحاك
خلاص مش زعلانة منك و إنسي كل الكلام إللي قولته
بس بليز ماتزعلش إنت و ماتتعبش نفسك تاني
أوعدك إني مش هضايقك تاني أبدا يا أدهم
أمسك "أدهم" بيدها و قال بهدوء ممزوج بالحذر :
-طيب في حاجة تانية عايزك تسامحيني عليها
و بعد كده ننسي كل ده و نفتح صفحة جديدة
سلاف و هي تنظر له بحيرة :
-حاجة إيه ؟!
أدهم بتردد :
-أنا مش تعبان يا سلاف
و لا ضغطي واطي
أنا كنت بمثل عليكي عشان نتصالح قبل الفرح
كان لازم إعترفلك لأني زي ما قولتلك مابحبش الكدب أبدا
و لما تيجي ماما دلوقتي هقولها الحقيقة بردو
نظرت "سلاف" له بصدمة و ظلت لدقيقة كاملة تحدق فيه بصمت ...
سلاف و قد إنتابها الغضب :
-إنت بتهرج يا أدهم ؟
إزاي تعمل فينا كده ؟؟؟
إحنا إتخضينا عليك !
أدهم مطرقا رأسه بخزي :
-أنا أسف
بس ماكنش قدامي حل تاني
إنتي كنتي مصرة تنفذي إللي في دماغك و تبوظي اليوم إللي فضلت أحلم بيه من يوم ما أتجوزتك
نظرت له بضيق و قالت :
-إنت كنت هتموتني من الخوف عليك و أنا شايفة صاحبك داخل و ساندك
و كل ده تمثيل ؟
الله يسامحك بجد
أدهم و قد فشل في مقاومة إبتسامته :
-بجد كنتي خايفة عليا
يعني لسا بتحبيني ؟
مش زي ما قولتيلي إمبارح ؟؟؟
سلاف و هي ترمقه بغيظ :
-إنت عارف كويس إني بحبك دايما
لكن إمبارح كنت بكرهك و بحبك في نفس الوقت
أدهم بإستغراب :
-إيه المشاعر العجيبة دي ! .. ثم قال بسعادة :
-بس مش مهم
المهم إننا إتصالحنا و إنك رفعتي الحظر عني صح ؟
إبتسمت "سلاف" رغما عنها و قالت :
-أيوه
بس خلي بالك عشان مش كل مرة سماح
أدهم : لأ خلاص توبة
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين يا حبيبتي
بس ممكن بوسة عشان أتأكد و كمان نوثق اللحظة دي
سلاف و هي تطوق عنقه و تتمايل بدلال :
-تؤ تؤ
مافيش حاجة حلوة ليك خالص إنهاردة
بكره لو فضلت مؤدب و محترم هاوريك مفاجآت كتـيييييير
أدهم بإبتسامة عريضة :
-بجد يا سوفي ؟؟؟
أومأت "سلاف" باسمة ، ليقول :
-طيب ممكن حضن بس !
تصبيرة يعني
سلاف بتفكير :
-مممم
حضن واحد بس !
أوك .. و فتحت ذراعيها لإستقباله بينهما
تنهد "أدهم" بإمتنان و قال و هو يتنشق عبق جلدها الناعم :
-يـآااااااااه يا سلاف
كنت حاسس بالغربة و الله
سلاف و هي تضحك :
-حمدلله علي السلامة يا حبيبي
يـــــوم الــــــــــــزفــاف .... !!