قصة قلب الباشا
البارت الخامس5
بقلم فريده الحلوانى
تزينت حاره الباشا بالاضواء الملونه بعد ان اجبر الباشا العمال علي السهر طوال الليل ليكون المكان جاهز للاحتفال قبل ان تشرق شمس يوما جديد
و ها قد اشرقت شمسه بعدما تجهز هو و امه و اخته ليذهبو الي تلك العنيده ليفاجؤها بما اتفقو عليه
بينما كانت سناء و مني و ندي يقومون بترتيب المنزل لاستقبال الضيوف ليلا سمعو صوت زغاريط تقترب من منزلهم ...فتحت مني الباب سريعا و ابتسمت باتساع حينما وجدت ام الباشا و خديجه امامها فقالت بترحيب و فرحه كبيره : يا اهلا يا اهلا داحنا زارنا النبي يا حاجه تعالو اتفضلو
فاطمه : يذيد فضلك يا بت الاصول
و حينما تقدمت للداخل رات امامها ندي تستقبلها بابتسامه خجله يشوبها الحيره من تلك الزياره ...و لكن اتسعت تلك الابتسامه حينما اختطفتها ام الباشا داخل احضانها و قد استشعرت الفرحه حينما قالت : تعالي يا غاليه يا مرات الغالي اخيرااا ربنا قبل دعايه و جعلك من نصيب ابني
وقفت متصنمه بعد سماع تلك الكلمات و تلك المرأه التي تعلمت من الزمن ما لا تعلمه اكبر الجامعات شعرت بحيرتها فاخرجتها من بين يديها و قالت و هي تجلسها بجانبها فوق الاريكه ؛ متستغربيش يا بتي انا كنت بتمناكي لواحد من ولادي و من زمان كمان بس لما كل واحد راح لنصيبه كنت بقول ديما خساره و الف خساره لو كان عندي ولد تالت مكنتش سيبتك ابدا ...و اهو ربنا مكسرش بخاطري و جعلك من نصيب اغلي الغوالي ....نظرت لها بحنان و اكملت بتمني : انا هقولك قدام امك و اختك كلمتين حطيهم حلقه في ودنك يا بتي .....تنبهت جميع حواسها لها فاكملت : ابني حسن اتظلم من صغره ابوه جبره علي بت عمه الي مكنش بيطيقها و بعدها انا الي اخترتله عزه عشان الخلفه وهو وافق عشان يرضيني ...بس طول عمره شقيان و شايل الحمل من صغره و ملقاش الي تطبطب علي قلبه و تحسسه انها بتحبه و شرياه عشانه هو مش عشان اسمه و لا فلوسه ...و امك عارفه كل حاجه و ياما اشتكتلها مالعقربتين الي واخدهم و كانت تصبرني و تقولي معلش ربنا يهدي ...و انا اصبر و ادعيلو ربنا يريح قلبه و باله و كان موني عيني اشوف في عينه السعاده و الفرحه الي عمره ما حس بيها وهو دافن نفسه فالشغل لحد ما الدنيا سحبته جوه دوامه كبيره خلته ينسي نفسه و ينسي انه بني ادم قلبه له حق عليه...ابتسمت بتمني و قالت : و انا حاسه انك انتي الي هتفتحي قلبه يا ندي و تخليه يحس بحلاوه الدنيا الي معشهاش....ممكن تقولي عليا انانيه بس انا يا بتي ام ...ام تعبت و شقيت مع جوزها لحد ما طلعت رجاله الكل بيحلف بيهم و معنديش اغلي منهم فالدنيا و كل الي بتمناه اني اشوفهم مرتاحين
لم تستطع الرد عليها و لكن ذلك الحديث وضعته جانب حديث اختها حينما تحدثا سويا بالامس و اعطتها الكثير من النصائح التي ستجعلها تملك .....قلب الباشا.....
سناء بدموع : و الله يا حاجه الواحد ما عارف يفرح و لا يحزن
خديجه بلهفه : لااا افرحي يا خالتي و املي الدنيا زغاريط و الله العظيم انا من اول ما عرفت الخبر و انا طايره مالفرحه هما الي اتنين لايقين علي بعض و يستاهلو بعض و الي فرحني زياده لما لقيتو من بدري بيقولي انا و امي نجلكم عشان نروح نشتريلها احلي شبكه و فستان للخطوبه
مني : و الله طول عمره بيفهم فالاصول ربنا يباركلو
سناء : احنا مجاش في بالنا الكلام ده خالص كل حاجه حصلت بسرعه و بعدين ملوش لزوم تكلفو نفسكم يا حاجه
فاطمه بفرحه : و احنا عندنا اعز و لا اغلي من ست الصبايا عشان نجبلها الحلو كله
فهمت الحديث بطريقه خاطئه فقالت باندفاع : طب مش الاصول بتقول انه المفروض يكون معايه و انا بشتري شبكتي و لا انا غلطانه يا خالتي
ابتسمت بخبث و قالت : لا يا قلب خالتك عداكي العيب بس الباشا واقف مستني تحت بالعربيه هو و الحسين
احمر وجهها خجلا و لم تستطع الرد فانقذتها خديجه حينما قالت : يلا و النبي اجهزو بسرعه عشان نلحق نشتري الي عايزينو
جلست جانبه بقلبا يكاد يخرج من قفصها الصدري و لكنها حاولت مدارات فرحتها بجلوسها جانبه لاول مره....و قد كانت وحيده معه بعد ان صممت امه ان تتركهم وحدهم و الباقي يكون مع الحسين
تفاجأت به يقول وهو يركز فالقياده دون ان ينظر لها : هتجيبي الفستان منين
ندي : من مول .......هو قريب من الصاغه عشان منلفش كتير كمان في محلات حلوه
حسن : طب يا ريت تنقي حاجه مقفوله ...كادت ان تبتسم و لكنها انمحت سريعا حينما اكمل : عشان مخليش ليله اهلك سوده
هل تصمت ...لا و الله التفت لتواجهه و هي تقول بغضب : انت مالك عايش الدور و مصدق نفسك اوي كده ليه ...انت ناا...ااااااه . ......هكذا صرخت بفزع بعدما كادت ان يرتطم راسها بمقدمه السياره حينما اوقفها بهمجيه دون ان يعبأ لا بها و لا بمن ياتي من خلفه ...و قبل ان تتفوه بحرف كان يمسكها من زراعها بقوه و يقول وهو يجز علي اسنانه : ااااسمعي يا بت انتي ...طريقتك دي متاكولش معايا تتكلمي باحترام معاياااا سامعه...انتي هتبقي مرات حسن الباشا يعني محسوبه عليا ....النفس الي هتاخديه هتتحاسبي عليه ....انسي ندي المسترجله و الي بتمشي تشاكل في طوب الارض .. من هنا و رايح تعملي حساب للكلمه قبل ما تنطقيها فااااهمه
حطي في دماغك انك بقيتي.. ..مراتي......مرات حسن الباشا... .....فليذهب كل ما قاله الي الجحيم و ليقطع زراعها المتالم تحت انامله الغليظه و يبقي فقط .....بقيتي مراتي ......مرات حسن الباشا
وجدها تنظر له ببلاهه بعد ان كانت جمره مشتعله من الغضب و ما ذاد استغرابه تلك اللمعه التي تنير عيناها ...صمت قليلا وهو ينتظر انفجارها به و لكنه ترك زراعها و جحظت عيناه بصدمه حينما سمعها تقول بمنتهي الهدوء و نبره شجيه تشي بالكثير : الباشا يؤمر و انا عليا انفذ و بس ...متقلقش يا حسن انا مش صغيره و عارفه كويس الوضع الجديد الي هكون فيه و عمررري ابدااا ما اخلي شكلك وحش قدام حد بسببي و لا اتصرف تصرف ميليقش .....بمرات الباشا
ابتسم لها بحلاوه و لم يتفوه بحرف بل عاد للقياده مره اخري و هو يشير للسائقين من حوله باعتزار
مر اليوم بسلام بعد ان قامو بشراء الكثير من الحلي الذهبيه بناء علي رغبته و تحت رفضها القاطع لهذا الكم ما كان منه الا ان يصر علي رائيه ليشعرها انها ليست اقل من مثيلتها بل هي الاغلي لديه
و ها قد جاء المأذون و جلس في المنتصف و الباشا يضع يده في يد العم وجيه و يردد ما يقال له و لكن .....هو جلس تلك الجلسه بدل المره اثنان لما تلك المره يشعر باختلاف كبير ....يوجد شىء بداخله يجبره علي الفرحه بما يحدث و لكنه لا يعرف ماهيته ....و حينما سمع الجمله المشهوره
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكم بالخير ...ابتسم باتساع و لم يكن ذهنه حاضرا مع من يلقون عليه المباركات بل كانت عينه علي تلك الفاتنه و التي برغم ثوبها المحتشم كما امرها و زينتها البسيطه الا انها كانت مهلكه لرجولته .....بعد ان وضعت توقيعها علي وثيقه الزواج بانامل مرتعشه وقفت قبالته بعد ان مد لها يده ممسكا بكفها وهو يقول : مبروك يا عروسه .....
ردت بخجل : يباركلي فيك يا حسن ....مهلا ....مهلا ....ما بال جسدي يتحرك تجاهها دون اراده مني ....ما هذا الجنون يا حسن هل انت الان تطبع قبله ناعمه فوق جبهتها ...من اي اتيت بكل هذه الرقه ....يا الهي متي سرقت مني اول خفقه تزور قلبي ...ما ذلك الصخب داخل خافقي ....اهو يقرع طبول الفرح .....ام ....الحب
كل تلك الافكار كانت تدور في خلده حتي انه لا يعلم كيف و متي البسها شبكتها و لا كيف جلس بجانبها وهو ما زال محتفظا بيدها ....و لكن ام الباشا كانت تراقبه عن كثب و تبتسم مع كل لمحه او نفس يخرج من ولدها و قد علمت ان الحجر القابع داخل صدره قد تزحزح قليلا ....لا باس القادم افضل باذن الله
جلست عزه و ايناس في شقه ام الباشا بعد ان رفضو حضور تقد قران زوجهم باخري
كانت ايناس تنتحب بشده اما عزه فكانت شارده فيما سمعنه بالامس ظهرت علي وجهها ابتسامه خبيثه و هي تفكر كيف تستغله لصالحها.....قاطع شرودها قول ايناس بغيظ : مالك ياختي قعده منشكحه كده ليه الي يشوفك و انتي هده الدنيا امبارح ميشوفكيش دولقت و انتي قاعده راقيه و لا علي بالك
عزه : و العياط هيفيد بايه ..نظرت لها بحقد و اكملت : خليه يفرحله يومين و بعدها هو الي هيرميها مش بره البيت بس لا بره الحاره كلها
ايناس : و ايه الي مخليكي بتتكلمي بثقه كده
عزه : هقولك عشان تبقي معايه ااااااه مانا مش هقدر لوحدي
انقضي الاحتفال بسلام و لكن تلك الشيطانه الصغيره لم تستطع النوم قبل ان تشاكسه قليلا ....امسكت هاتفها و اتصلت عليه فقام بالرد عليها سريعا وهو يقول بلهفه : ندي ...في حاجه حصلت مالك
لم تسعها الدنيا من الفرحه بعد سماع صوته الملهوف قلقا عليها ...ردت عليه بهدوء : اهدي يا حسن مفيش حاجه
زوي بين حاجبيه باستغراب بعد ان نظر لساعه يده وجدها تخطت التانيه بعد منتصف الليل فقال : امال ايه الي مخليكي متصله دلوقت
جزت علي اسنانها بغيظ و لكنها تمالكت حالها و قالت : كنت متصله ازاولك و كده بس انت سديت نفسي خلاص
اطلق ضحكه صاخبه رن صداها في الفضاء حيث كان يقف امام برج الحمام ثم هدأ و قال : متبقيش ندي لو عديتي اليوم من غير مناكفه
ضحكت هي الاخري و قالت :: طب ايه رايك بقي عقابا ليك هتخرجني بكره
حسن : و اخرجك ليه هو بكره العيد و انا معرفش
ابتسمت بحنين لتلك الذكري و قالت : فاكر يا حسن و انا صغيره كنت تاخدني فالعيد تفسحني و تقضي اليوم كله معايه ...كانت اجمل ايام عشتها في حياتي
ابتسم بهدوء هو الاخر و قال : و كانت اكتر ايام في حياتي عملت فيها مشاكل ههههه كل ما حد يعاكسك اضربه يا اشتمه هههه طول عمرك جلابه مصايب كل ده و انتي صغيره امال لو خرجت معاكي و انتي كبيره كده هعمل ايه اقتلهم
ضحكت بدلال و قالت ؛ لا محصلتش القتل اضربهم بس و انا هساعدك ههههههه
حسن : انتي بلوه سوده و تكفير ذنوب يا ندي عارفه كده و لا لا
ردت عليه بفخر : طبعااااا عارفه و افتخر كمان
رد بغيظ : مالك يابت فرحانه كده ليه كاني بقولك بحبك يا ندي
ران الصمت فجأه بينهما برغم انه لا يقصد ابدااا ما قاله و لكن وقع الكلمه عليها كان عظيم ...وهو الاخر استغرب خفقان قلبه بعدما نطقها
قطعت الصمت حتي لا تعطيه فرصه للتفكير و قالت بمزاح كاذب : لا ياخويا و لا احبك و لا تحبني انا عايزه اتفسح و بس
حسن : مالك يا بت شبطانه فالحكايه دي ليه انا مش فاضي عندي شغل
تصنعت البرائه و قالت : يرضيك يا حسن اهل الحاره يشمتو فيه
حسن : لا طبعا ليه بتقولي كده
ندي : عشان معروف ان تاني يوم الخطوبه العريس بيخرج مع عروسته و طبعا محدش يعرف الاتفاق الي بينا ...يرضيك يشمتو فيا و لا يقولو انك مش معبرني زي بقيت البنات
وجد.حديثها منطقي و لم يرد ان يضعها في ذلك الموقف وهو يعلم تمام العلم ما يدور داخل تلك الحاره فقال : خلاص يا ندوش و لا تزعلي نفسك هخرجك بكره عايزه تروح فين
ردت دون تفكير : اسكندريه
رد بزهول ؛ اسكندريه مره واحده كده اليوم كله هيضيع يا ندي و انا عندي شغل
ردت عليه بصدق استشعره في نبرتها : انت عمرك ما اخدت اجازه من شغلك يا حسن مجتش علي يوم تغير جو فيه صدقي هيفرق معاك اوي و طاقتك هتتجدد و النبي يا حسن بليز بليز بلييييييز
ضحك بصخب وهو يقول : رجعنا للزن بتاع زمان ..زفر بهدوء و اكمل : ماشي يا ندوش و انا مش هكسرلك كلمه ساعتين و تكوني جاهزه عشان نلحق نسافر بدري و انا هكلم ابوكي وقت صلاه الفجر تمام
ندي : تماااااام يا احلي ابو علي فالدنيا
صعدت بجانبه و هي ممتلئه بالحماس و لكن لمعت عيناها باعجاب مغلف بالعشق حينما وجدته يرتدي بنطال من الجينس الازرق و فوقه قميصا باللون النبيذي مشمرا اكمامه الي مرفقيه و كان بالامس قد هزب لحيته الكثيفه و نظارته السوداء مع سيجارته الموضوعه بين اصبعيه ...كل هذا جعله ايقونه للرجوله ..همست بداخلها : يخربيت جمال امك ياخي هستحمل اقعد جمبك ازاااي ...صبرني ياااارب
كان يتابع كل تعابير وجهها التي تتغير بين الفينه و اخري فابتسم و قال : خلصتي فرجه و لا لسه شويه براحتك يعني لسه اليوم طويل
فاقت من شرودها به و نظرت له بشرر ثم قالت : صباح النكد يا حسن ....اغمضت عيناها و تنفست بعمق ثم اكملت : بوص انا مش هديك فرصه تبوظلي اليوم مهما استفذتني مش ههتم ...ابتسمت ببلاهه و اكملت : نبدأ مالاول بقي كاني لسه راكبه ...صباح الخير يا حسن
لم يستطع الاحتمال اكثر حين انطلقت منه ضحكاته الرجوليه و التي تهيم بها عشقا و بعدما هدأ قليلا قال : لا هو اليوم باين من اوله ...صباحك مسكر يا ندوش ...يلا توكلنا علي الله
لم يشعر بالطريق و لا طول المسافه مع حكاياتها المسليه و ضحكاتهم معا علي ذكريات طفولتها المريعه و كلما ذكرها بشىء لا يعجبها وكزته في زراعه و قالت : انا عشان بنت اصول مش هرد عليك بس انت عارف بلاويك كلها عندي ...فاكر لما قفشتك تحت بير السلم مع البت وفاء
ضحك بصخب و قال : الله يحرقك مبتنسيش حاجه ...و بعدين كان لازم تقفشيني مانتي ماشيه ورايه زي ضلي و عارفه كل حاجه حتي الي مينفعش احكيه كنتي بتعرفيه هههههه طول عمرك سوسه
ندي : سوسه ...انا سوسه ...ماشي يا حسن اعقبت قولها بوكزه في كتفه فقال بعد ان امسك كفها : اتهدي يا بت انتي من امتي بتمدي ايدك عليا
لم تسحب يدها و هو لم يفلتها
و كأنما اتفقا الاثنان الا يفسدا سحر اللحظه ..صمتت هي ....و اكمل هو القياده
و كل واحدا منهم لا يعلم ما بداخله الا الله
وصلا الاسكندريه ...عروس البحر الابيض ....تلك المدينه الساحره ليلا و الصاخبه نهارا
جلسا معا لتناول الفطور في احدي المحال الشهيره و بعد ان انتهو طلبت منه ان يذهبا الي البحر لتمشي فوق رماله الساخنه ...
انتفض من نومه علي صوت شهقات مكتومه ...نظر حوله لم يجد زوجته بجانبه كالمعتاد امسك هاتفه ليري الوقت وجده ما زال باكرا ....اتجه الي الخارج وجد زوجته تجلس و هي منهاره من البكاء و من الواضح انها ظلت هكذا طوال الليل ....برغم فتور العلاقه بينهم فالاونه الوخيره الا انه مازال يحبها
جلست بجانبها و قال بلهفه : مالك يا سماح انتي تعبانه فيكي حاجه اااانطقي
كانت تنظر له بالم و ضميرها يجلدها اكثر ابعد كل ما فعلته معه ما زال يحبها ....بكت اكثر و ارتمت داخل احضانه و هي تقول : انا اسفه يا حسين حقك عليا ..انا و الله بحبك ...و مقدرش اعيش من غيرك
ضمها بحنان و قال : انا معاكي اهو مالك بس ..اكمل بمزاح باطنه حقيقه : انتي خايفه اتجوز عليكي زي حسن و لا ايه
ابتعدت عنه و قالت بفزع : كنت اموووت و الله ..مقدرش استحمل حد يشاركني فيك يا حسين دانت حبيبي و عمري و حياتي كلها
ابتسم بحب و قال : ياااااه انا بقالي كتير اوي مسمعتش منك الكلام ده
سماح : حقك عليا انا غلطانه ...طول الليل و انا قاعده هنا جبت شريط حياتنا من اول ما اعترفتلي بحبك لحد الان ...لقيتك بتقدمي الحب و بتجبلي الخير كله و مش حارمني من حاجه ..يعني فيك كل حاجه اي ست تتمني تلاقيها في راجلها ...ده كفايه حبك و حنيتك عليا...بكت اكثر و اكملت : و انا فالمقابل عملت ايه ...نسيت كل ده و مشيت وري كلام امي لما بوظت حياتي و كنت هخسرك اكتر من مره ....حاوطت وجهه بيداها و اكملت بصدق : حقك عليا يا حبيبي انا عرفت غلطي و توبه توووبه اسمع لحد و لا اخلي حد يدخل بينا تاني ...و اوعدك من هنا و رايح مليش دعوه بيك انت و اخوك مهما حصل
مد يده يمسح دموعها ثم امسك كفيها و ازالهما من فوق وجهه و لكنه ظل محتفظا بهم و قال : يا سماح انا محبتش في حياتي غيرك حتي و انا فالجامعه شوفت بنات اشكال و الوان و لا واحده عرفت تاخد مكانك ...انا مش هحكيلك علي حسن لانك عرفاه كويس ....ليه تسمعي كلام امك الي مش بيجي من وراه غير الخراب ...امك اهم حاجه عندها مصلحتها و بس ...هي مبدأتش تزن عليكي غير بعد ما اختك خلفت بنت بالعافيه و بعد علاج سنين و في نفس الوقت عزه خلفت بدل الولد اتنين...هي كانت فاكره ان ايناس هتخلف و تكوش علي كل حاجه بعد عمر طويل بامر الله بس لما ايناس بقت كارت خسران حولت الدفه عليكي....طب انتي مش عارفه ان حسن هو الي عملنا كل ده ابويا و عمي مكنش عندهم غير معرضين واحد للجمله و التاني للتقسط و مخزن واحد ...حسن مكملش علامه و اكتفي بالثانوي و من قبلها وهو شغال مع ابويا الله يرحمه و بعد كام سنه المعرضين بقو خمسه و المخزن بقي اربعه حتي بعد ابويا ما مات كمل موقفش لحد ما الحمد لله بقي عندما تمن معارض انا و ابوكي و اخوكي و كرم مش ملاحقين علي شغلهم و طول اليوم بنلف من هنا لهنا عشان نتابع الشغل ...وهو ربنا يباركلو المعارض بتاعتو مخلي بيبو هو المسؤول عنها عشان ميتعبش حد فينا ...يبقي لو جينا للحق كل الي نملكه بتاع حسن من شقاه و تعبه و احنا ملناش غير المعرضين القدام و بس
ارتمت فوق صدره و قالت : انا غبيه حقك علي راسي يا حسين
ابعدها و قال بتمني : يعني خلاص مش هتسمعي لامك تاني و هترجعي سماح حببتي الي مفيش في طيبه قلبها
قبلته بعشق ثم قالت : انا رجعت خلاص يا حبيبي ...خوفي عليك رجعني يا حسين انا بعشقك اقسم بالله و مش هتحمل ابدا انك تبص لغيري و لما قعدت و حاسبت نفسي لقيت اني انا الي غلطانه و انا الي بضيعك من ايدي ..بس ملحوقه ...نظرت له بعشق كما السابق و قالت : سامحني
شعر بصدقها و نظراتها تخبره انها قد عادت له حبيبته الطيبه الحنونه ..لم يرد عليها بالحديث بل ما فعله كان ابلغ من اي كلام ....مال عليها مقبلا اياها بعشق و رغبه و اشتياق و بعد فتره فصلها و قال : حببتي وحشتني اوووووي
انقضي اليوم و جاء الليل سريعا بعد ان تجولو في عده اماكن داخل المدينه و لم يشعرو بالوقت بل ايضا اشتري لها الكثير من الاشياء التي نالت اعجابها سواء من ثياب او حقائب حينما دلفو الي احدي المولات الشهيره
و بعد ان تناولو وجبه سمك في مطعم شهير كانا يسيران بتمهل علي الكورنيش فقالت له : عايزه ايس كريم يا حسن ...اهوووو محل عزه بتاع الجيلاتي اهوووو ....صمتت من صخبها فجأه و قالت بتقزز : عزه لااااا يغور من اسمه تعالي في جيلاتي مكرم قدام شويه
نظر لها بزهول بعدها اطلق ضحكاته الصاخبه عليها وهو يسير معها تجاه المحل
بعد ان صممت ان تجعله يشتري له واحده سار بجنبها وهو يقول بغيظ : بقي حسن الباشاااا يمشي عالبحر وهو بياكل ايس كريم
ابتسمت و قالت : انسي بقي شويه الباشا و خليك في حسن ..نظرت له و اكملت : طب بزمتك انت انهارده حسيت بايه بعد اليوم الجامد الي قضيناه مع بعض ده
ابتسم و قال بصدق : تعرفي اني اصلا مش فاكر اخر مره خرجت فيها امتي و لا ضحكت من قلبي امتي ...تنفس بعمق و اكمل : انتي رجعتيني سنين كتير يا ندي ايام ما كنت بخرج انا و بيبو يوم الاجازه او لما كنت اخدك افسحك و تصممي اني اجري وراكي فالشارع
نظرت له بحنين و قالت : و انت مكنتش ترضي تزعلني و كنت تجري ورايا براحه عشان انا الي اكسب هههههه كنت هبله اوي
حينما وجدته ينظر لها بطريقه لم تعتادها شعرت بالخجل و ارادت ان تغير مجري الحديث فقالت : ما تجيب حته من بتاعتك يا حسن
ضحك و قال : حتي دي منستهاش يا ندوش طول عمرك تشتري ايس كريم فراوله و فانليا و انا بحب المانجا بس كنتي بتصممي تاخدي حته من بتاعتي ههههه فاكره كنتي بتقولي ايه
ضحكت و قالت : كنت بعاكسك و اقولك مانجه بياكل مانجه هههههه.....المهم هتديني حته و لا ايه
نظر داخل عيناها و قال بهدوء : بس انتي كبرتي دلوقت مش هتقرفي تاكلي مكاني
لم تستطع مداراه عشقها و هي تقول بعيون لامعه : هات يا ابوعلي ...اعقبت قولها وهي تحاوط كفه الممسكه بالحلوي بكفها الصغير و قربتها من فمها ثم قضمت من اخر مكان اكل منه و هي تثبت عيناها داخل عيناه ....ابتعدت و قالت بوله وهي تستطعم مذاقه اللذيذ .: امممممم احلي مانجا
هو الان لا يقف فوق الارض بل يحلق في سماء السعاده و التي لم يذق طعما لها منذ زمن ...من بدايه اليوم وهو يشعر باشياء غريبه تحدث داخله و لكنه قرر ان يعيش ذلك اليوم بكل ما فيه دون اي تفكير و لا حسابات سيلغي عقله ...اليوم ...فقط
فاق من شروده بغضب حينما وضعت جزء من الحلوي فوق انفه و لكنها لم تعطيه الفرصه ليمسك بها حينما هرولت من امامه و هي تضحك بصخب
نظر لها بغيظ و قال : لو مسكتك مش هعتقك يا جزمه ...اعقب قوله بالهروله ورائها و حينما اقترب منها صرخت بخوف : خلااااص ااااسفه و الله ههههههه
استطاع الامساك بها ثم قام برفعها بيد واحده وهو يقول : هااااا ارميكي فالبحر و لا اعمل فيكي ااااايه
تعلقت في رقبته و قالت بخوف : لا و النبي اني اسف اني اسف
نظر لها بغيظ و قال : انا تخليني اجري وراكي كده يا بت الهيبه راحت خلاص
بمنتهي الجرئه وجدت حالها تلف ساقيها حول خصره بعد ان وجدت المكان خالي حولهم ثم كوبت وجهه و قالت بهمس عاشق : و لا عاش و لا كان الي يضيع هيبتك يا حسن
رغم صدمته من فعلتها الا انه تدارك حاله سريعا و اسندها بكفه من تحت مؤخرتها حتي لا تقع و لم يرد علي حديثها بل سرح في عيناها اللامعه ببريق العشق و في ذلك الوضع المهلك له و الذي يريد انهائه و لكن جسده الخائن رفض الانصياع لاوامر عقله
حينما طال صمته قالت : مالك يا ابو علي ..انت زعلت مني بجد
امسكها بيد واحده و الاخري اخذ يبعد شعرها الذي يطير مع نسمات البحر و قال بهدوء : ابو علي حاسس انه انهارده صغر اكتر من عشر سنين ...بجد شكرا عاليوم الحلو ده يا ندوش
اكملت جنونها بطبع قبله رقيقه فوق وجنته و قالت : مفيش شكر بينا ...اكملت بداخلها : يا قلب ندوش
ابتسم و قال وهو ينزلها برفق : طب يلي عشان الوضع كده بقي خطر ....اوووي
احمر وجهها خجلا و لا تنطق بل سارت امامه و هي راضيه كل الرضي علي ما حدث اليوم بل و مكتفيه به ايضا