قصة لن تحبني البارت الثامن 8 بقلم ميرال مراد










قصة لن تحبني

البارت الثامن 8

بقلم ميرال مراد

 شوفت مروان و هو بيتحر*ش ب روز…

لم يصدق طارق ماذا قيل له الآن…

 انتي بتكذبي صح ؟

 والله العظيم ما بكذب…

ابتعد عنها طارق و اغلق باب الغرفة

 مش هتمشي من هنا غير لما تقولي كل حاجة… اقسم بالله لو زودتي حرف واحد هقتـ,ـلك 

بلعت الخادمة ريقها بخوف… قال لها طارق بغضب 

اتكلمي 

 حاضر… هتكلم والله....  مروان جه هنا… روز كانت في المطبخ… في الأول انا كنت واقفة معاها بنرغي سوا لاني حبيتها و صاحبتها… بعدين افتكرت اني سايبة هدوم في الغسالة… فستأذنت منها و خرجت من المطبخ… رجعت من باب المطبخ المطل على الجنينة… قبل ما افتح الباب شوفته من الازاز…

شوفتي مين 

 شوفت مروان و هو زانـ,ـق روز في الحيطة و بيتحر*ش بيها بالكلام و كاتم صوتها بإيده… و حاول يلـ,ـمسها و هي كانت بتقاومه… كنت هأنادي على اي حد يلحقها بس خوفت يطلعني انا كذابة… ف لفيت من جوه البيت و عملت صوت بجزمتي في الأرض عشان يعرف ان في حد جاي و يبعد عنها… و مشي هو و شوفتها طالعة على اوضتها بتعيط… و لو مش مصدقني انا سجلت كل اللي قاله ليها صوت…

فتحت هاتفها على التسجيل و سمعه طارق بكل كلمة فيه… سمعها و هي تترجاه ان يبتعد عنها…

احس طارق انه صعق في رأسه…

 متكلمتيش ليه من الأول جاية تتكلمي دلوقتي بعد ما طلقتها ؟

 متكلمتش لأني خوفت…

خوفتي من ايه 

قالها طارق بإنفعال عليها…

 انطقي… خوفتي من ايه ؟

 خوفته منه… مش عارفة ازاي عرف اني شوفته… لأنه جه هددني اني لو قولتلك هيقـ,ـتل بنتي… خوفت و معرفتش اقول لحضرتك ازاي… كنت ناوية اول ما ارجع من إجازتي هقول لحضرتك كل حاجة… متخيلتش أبدا  ان الموضوع هيكبر و تتطلقوا بجد … بصراحة الندم هيمو'تني

ابعتيلي التسجيل ده…

 حاضر هبعته… انا آسفة والله يا استاذ طارق… بس انا و الله خوفت ليأ*ذي بنتي و انا معرفتش اعمل ايه و سكتت…

 ماااشي… اطلعي بره… اطلعييي

قال الأخيرة بإنفعال… فخرجت على الفور…

وقف طارق في منتصف الغرفة يحاول ان يستوعب ما سمعه الآن… و لم يتذكر إلا كلامها

 مروان ابن عمك… اتحر*ش بيا 

 انا مخو*نتكش… ليه مش عايز تصدقني ؟

 صدقته هو و مصدقتنيش انا 

 متسمعش منه… اسمعني انا… اقسم بالله من اول ما اتجوزتك و بالرغم من معاملتك الز*فت ليا… مبصتش لراجل غيرك حتى لو بالغلط… لاني عارفة حدودي كويس من الناس الغريبة… انا مش خا*ينة !!

 هيجي يوم و تعرف الحقيقة… و لما يجي اليوم ده انا هبقى مش موجودة !!

 هتندم يا طارق… هتندم على كل كلمة وحشة قولتها ليا… ساعتها مش هيبقى في وقت لندمك… مش هسامحك مهما عملت !!

نظر طارق لنفسه في المرآة… استشاط غضبًا من نفسه و ضر*ب زجاج المرآة بقوة بيده حتى كُسـ,ـر و يده جر*حت و لكن لم يهتم بجر*حه… امسك هاتفه و اتصل على روز

 الرقم الذي تتطلبه لم يُعد مستخدمًا 


ألقى طارق هاتفه على الأرض بقوة و ظل يصرخ قائلًا

 انا السبب… ايوة انا … انا مسمعتهاش… صدقته هو و هي لا… و في الآخر طلقتها ؟!

ضحك ساخرًا من نفسه

طلقتها  يا غبي… طلقتها… طلقتها و انت قر*فان منها و هي انظف منك و منه ؟ اتهمتها بالخيا*نة و هي بريئة… كان واضح اوي كل الناس كانت مصدقاها بس أنت صدقت اللي انت كنت عايز اصدقه…و  عشان تخلص منها صدقت حاجات قذ*رة…


جلس بين الزجاج الذي على الأرض… عيناه حمراء من الغضب و تدمع… في ذات الوقت يتذكرها و هي تترجاه ان يصدقها…

نهض من مكانه… فتح الدرج اخذ منه مسد*سه

 روز مشيت صحيح بس و الله العظيم حقها هجيبه مقابل روحك يا مروان الكلـ,ـب !!

فتح طارق باب غرفته و ذهب مسرعًا للخارج… اخذ سيارته و ذهب…


في الشركة….

 روووز…

 اي في ايه ؟

مالك اتخضيتي ليه ؟

ابدا ... مصدعة شوية و كنت هنام…

منمتيش كويس ؟

 منمتش اصلا…

 ليه ؟

 كان عليا 10 مقالات محتاجين ترجمة… فسهرت عليهم… جيت انام لقيت الشمس طلعت

 خلصتي شغلك ؟

 ايوة…

خلاص استأذني و امشي…

عادي ؟

اه عادي… اكلملك المدير ؟

 ماشي لو مش هتعبك…

 خمس دقايق و جاي…

اومأت له و ذهب… بعد دقائق جاء سيف

 والله المدير ده قمر… وافق تمشي دلوقتي…

 كتر خيره… كويس هروح انام بقية اليوم…


اخذت روز حقيبتها و هاتفها… خرجت من مكتبها و فتحت الاسانسير و دخلت فيه و قبل ان يغلق دخل سيف معها

 نازل تشتري حاجة ؟

 جاي اوصلك…

 لا و النبي متتعبش نفسك… هروح لوحدي عادي…

 انتي مرهقة و لو سيبتك كده هتنامي جوه المترو…

 عندك حق... بس شغلك ؟

 لا عادي… كده كده رايح اشتري الغدا للتيم بتاعي ف بالمرة اوصلك…

اذا كان كده ماشي…

فُتح باب الاسانسير… خرجا من الشركة… فتح لها سيف باب السيارة… ابتسم له و قبل ان تدخل لمحت مروان… يسند ظهره على شجرة و ينظر لها… اتسعت عينا روز… كيف جاء هنا ؟

مالك يا روز ؟

لم ترد عليه من صدمتها… نظر سيف الى ما تنظر إليه

 تعرفيه 

اقترب منهم مروان و قال

 ايوة تعرفني !

 مين ده يا روز ؟

عندما رأته روز أمامه تذكرت كل شيء و تذكرت كيف كتم صوتها و عجَز حركتها و تذكرت نظرته القذ*رة لجـ,ـسدها…

 قوليله يا روز…

اختبأت روز خلف سيف و قالت بصوت منخفض و خائف

 أرجوك خليه يمشي…

لم يفهم سيف لماذا هي خائفة منه… 


ضحك مروان و قال

 خايفة مني ليه يا روز ؟ على فكرة وحشتيني أوي… ريحتك الجميلة لسه مخرجتش من قلبي… وحشني ملمس ايدك الناعمة دي…

انتبه لكلامك يا ز*فت أنت…

قالها سيف بإنفعال عليه ثم لكَمه في وجهه بقوة و قال

 امشي يا زبا*لة من هنا… ابقا اشوف وشك هنا تاني !!

وضع مروان يده على وجهه متأ*لما من ضر*بته… امسك سيف يد روز و قال

 يلا يا روز… اركبي…

غضب مروان كثيرا و بحركة سريعة اخرج المسد*س من وراء ظهره و اطلق به على سيف… صرخت روز عندما سمعت صوت المسد*س… نظر لها سيف بضعف و يده تركت يدها و وقع على الأرض غارقا في د'مه 

جثت روز على ركبتيها و امسكت برأس سيف و اسندتها على رجلها و بكت… اتصدم مروان لانه اصابه بالفعل… رجع للوراء و هرب بسرعة…

 سي..يف… سيف قوم… ارجوك قوم…

قالتها روز و هي تبكي… صدر سيف يعلو و يهبط و يلتقط انفاسه بصعوبة… امسك يدها و نظر لها و قال بتعب

 خليكي معايا… متسبينيش….

قالها ثم اغمض عيناه و ترك يدها… اتسعت عيناها و قالت

 لا لا… سيف افتح عيونك… قوم يا سيف… سيف اصحى 

لم يجيب عليها… زادت دموعها و قالت و هي تصرخ

هاتوا الاسعاف بسرعة 

في المستشفى…..

كانت روز تجلس على كرسي… تنظر لثيابها الملطخة بدم سيف و تبكي… يقف بجانبها أخاه مصطفى…

متقلقيش… أخويا هيبقى كويس أنا متأكد…

 كل ده بسببي…

 متلوميش نفسك… انا بس عايز اعرف مين الكـ,ـلب اللي ضر*به و أقسم بالله ما هرحمه…

 ده مش مهم… المهم سيف يقوم بخير…

 طيب اهدي انتي… بإذن لله هيبقى بخير…

خرج الطبيب من غرفة العمليات… ذهب إليه مصطفى و روز

روز‘ هااا يا دكتور… سيف كويس صح ؟

 أخويا بخير ؟

 الحمد لله قدرنا نخرج الرصاصة من ايده و وقفنا النز*يف و عوضنا الدم اللي خسره… حالته مستقرة دلوقتي

 هيبقى تمام متقلقوش…

تنهدت روز براحة ‘ الحمد لله…

 المهم لما يقوم ينتبه لأكله و ياخد أدويته و يبقى في راحة تامة… ألف سلامة عليه

الله يسلمك يا دكتور…

 عن اذنكم

ذهب الطبيب… تنهد مصطفى براحة و قال بسعادة

 قولتلك هيبقى كويس…اخوي طول عمره قوي

 الحمد لله…

 خلاص بطلي عياط… قوليلي هو سيف مقالكيش حاجة ؟

 مش فاهمة… زي ايه ؟

 اااه طالما سألتي يبقى مقالكيش… خلاص لما يصحى  يقولك بنفسه…

 يقولي ايه ؟

 لما يصحى يا روز…

فيها ايه لو قولت انت ؟

و انا مالي… دي حاجة تخصكم…

 ما تفهمني يا مصطفى ؟

 مستعجلة ليه ؟ هيصحى بكره زي القرد و يقولك…

بس…

 أكيد جوعتي… رايح اجيب سندويتشات سجق…

 يا مصطفى….

 ذهب… و ظلت روز تسأل نفسها… ماذا كان سيقول لها سيف ؟


من الناحية الاخرى وصل طارق الى بيت مروان… نزل من السيارة و مسد*سه في يده… ضر*ب الباب برجله حتى كسـ,ـره و دخل… و نادى عليه بصوت عالٍ يملؤه الغضب

 يا مروان… انت يا ز*فت يا مروان 

صعد طارق للاعلى و ظل يفتح كل غرفة يبحث عنه و ينادي عليه… خرج الخدم على صوته… قال طارق

 فين مروان ؟

رد أحد الخدم

 منعرفش يا استاذ طارق… هو خرج من حوالي ساعتين…

 خرج راح فين ؟

 والله ما اعرف… أكيد مش هيقولنا يعني…

 طيب قوله طارق هيجيبك يعني هيجيبك حتى لو كنت تحت الأرض و هيقتلـ,ـك يا وا'طي 

إلتفت طارق و ذهب… ركب سيارته… شعر قلبه يتآكل بسبب ما فعله لروز… امسك هاتفه و اتصل مجددا على رقمها


 عفوا… الرقم الذي تطلبه لم يعد مستخدمًا 

ألقى طارق هاتفه على الكرسي و تنهد بضيق و قال

 غيرت رقمها عشان معرفش اوصلها… كانت عارفة و متأكدة اني هعرف الحقيقة و هحاول اوصلها عشان كده مقعدتش مع ابوها… حتى رقمها غيرته  و معرفش حد من صحابها ولا من قرايبها… لازم الاقيكي يا روز… لازم اصلح كل القر*ف اللي عملته فيكي… انتي فين بس 


جاءت فكرة في عقله… شغل السيارة و ذهب سريعًا متوجهًا لبيته… و عندما وصل توجه لغرفة والده… لم يجده بغرفته فسأل احدى الخدم ثم توجه للحديقة… وجده جالسًا يقرأ الجريدة…

 بابا…

قفل محمد الجريدة و خلع نظارته…

 نعم يا طارق ؟

 عايز اروح لروز…

بمجرد ما سمع والده تلك الجملة… ضحك ساخرًا منه…

 عايز تروح لروز ليه ؟

جلس بجانبه و قال

انا عملت غلط كبير… لازم اروحلها

 لحظة بس ثواني… انت بتتكلم عن روز طليقتك ولا روز تانية ؟

 هي يا بابا… هرجعها لذمتي تاني…

 و دي هتعملها ازاي بقا ؟

 ارجوك ساعدني الاقيها الاول 

 دلوقتي جاي تترجاني اساعدك عشان تلاقيها ؟ مش دي روز نفسها اللي انت بتكر*ها و مكنتش طايق تشوفها… ايه اللي حصل يا طارق ؟

 انا ظلمتها ظلم كبير… عايز اروحلها… لازم اصالحها…

 هتصالحها بصفتك ايه ؟ انت نسيت انك طلقتها ولا ايه ؟

 لا منستش… ساعدني الاقيها بس و انا هصلح كل حاجة…

 كنت عارف ان اليوم ده هيجي و تبقى ضعيف قدامي كده و عايزها… نصحتك كتير و نبهتك… بس انت مسمعتنيش لانك شايف اي حاجة يقولها ابوك يبقى أمر و تحكم…

 ده انا قولت أول ما هتعرف تعبها هتتمسك بيها و تبدأ معاها من جديد و تخليها تحبك… رغم كده برضو اصريت تطلقها… و طلقتها بالثلاث اهو… عايز ايه منها ؟

 انا عارف اني غلطت… و عايز اصلح غلطي… لازم الاقيها… قولي مكانها…

 و انا هعرف مكانها ليه ؟

 اكيد هي قالتلك… هي بتحبك و بتعتبرك ابوها… بعدين انا عارف انك بتحبها ف أكيد متابع اخبارها اول ما مشيت من هنا…

 حتى لو اعرف مكانها… هقولك ليه ؟

لاني ندمت… ندمت اني ضيعتها من ايدي… لازم اصلح كل العَك اللي انا عملته…

و لما تروحلها… فاكر انها  هتوافق تتكلم معاك او تشوفك حتى ؟

 هحاول اتكلم معاها بكل الطرق… المهم اعرف مكانها لانها غيرت رقمها و مش عارف هي فين… ساعدني يا بابا…

تنهد محمد و ارتدى نظراته و امسك بالجريدة

هي في المستشفى دلوقتي…

 ليه ؟ حصلها حاجة ؟

 لا… معرفتش منها كتير اوي لانها كلمتني و هي بتعيط… مروان ضايقها و زميلها صَده فضربه بالمسدس…

 و مروان عرف مكانها ازاي 

معرفش… المهم هي في المستشفى مع زميلها اللي اتصاب

 انهى مستشفى ؟

اللي في الغرب…

انا هروحلها…

امسك محمد يده و قال

 هتعمل ايه ؟

 هكلمها و اقولها اني عرفت كل حاجة… هخليها تسامحني و ارجعها…

  هي منبهة عليا مقولكش بس مع ذلك قولتلك لاني مش عايز تخسرها للابد…

 مش هخسرها… متقلقش…

 يلا روحلها…

ابتسم له و قال

 شكرا يا بابا…


إلتفت طارق و ذهب… تنهد محمد و قال

 معتقدش انها هترجعلك تاني… بس الأقل حاول و نشوف هيحصل ايه… كل ده بسبب تسرعك و غباءك  اللي جابك لوراء يا طارق…


في المستشفي 

دخلت روز في الغرفة التي بها سيف… اغلقت الباب و سحبت كرسي و جلست بجانب سريره… نظرت إليه و هي تشعر بالحزن بسبب ما حَلَ به بسببها…

 انا آسفة اوي… مفكرتش ان الحوار هيكبر للدرجة دي…

اقتربت يدها لتمسد على شعره لكنها تراجعت… دخل مصطفى و في يده ادوية سيف


جبت كل الأدوية اللي كتبها الدكتور… هياخدها امتى ؟

الدكتور قالي يخلص المحلول و هيفوق… و يقدر ياخد ادويته…

اها… تعبتي انتي… روحي البيت ارتاحي و لما يصحى هتصل عليكي…

لا انا هبات هنا…

 انا هبات معاه… شكلك مرهق… روحي نامي شوية…

لا انا كويسة… هقوم اغسل وشي و هشرب قهوة و هبقى تمام…

 براحتك…

نهضت روز و خرجت خارج الغرفة… في تلك اللحظة وصل طارق للمستشفى و دخل… رآها من بعيد تدخل الحمام…

دخلت روز الحمام و فتحت الحنفية و غسلت وجها جيدا… اغلقت و اخذت منديل جففت به وجهها… انهت تجفيف وجهها و ابعدت المنديل… فوجدت طارق يقف أمامها… روز…

قالها طارق بنبرة اشتياق… رجعت روز للوراء و قالت بغضب

انت جيت ليه و عرفت مكاني ازاي ؟

شدها من يدها و عانقها بقوة و قال بصوت مبحوح

وحشتينى.

           لقراءة البارت التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات