قصة لم تكن النهايه البارت الاول 1 بقلم عفاف شريف








قصة لم تكن النهايه

البارت الاول 1

بقلم عفاف شريف


في احد شوارع القاهرة

وتحديدا بعد منتصف الليل 

علي أحد المقاعد الخاصه بالمواصلات العامه

تجلس تلك الفتاه 

فتاه اقل ما يقال عنها جميله 

لم تخفي تلك الكدمات ولا تلك الدماء جمالها

تغطي شعرها الاسود الطويل ب شال 

وقد تمردت منه بضع خصلات

عيناها الزرقاء الباكيه 

وانفها شديد الاحمرار من كثرة البكاء 

والدموع تأخذ مجراها علي وجنتاها 

تبكي و تناجي ربها أن يساعدها

ويبث الطمأنينة في قلبها

كانت شاردة تفكر 

ماذا تفعل ؟

والي اين تذهب؟

وظلت هكذا

إلا أن قطع شرودها يد توضع علي زراعها

انتفضت بسرعه 

ولكن هدأت قليل عندما رأت سيده كبيره

يبدو أنها في العقد الخامس من عمرها

ذات ملابس محتشمه وحجاب يغطي رأسها 

لم تعلم ماذا تريد منها 

لذالك التزمت الصمت الذي قطعته تلك السيدة 

وبادرت بالحديث بعدما لاحظت وجهها ورأت تلك الكدمات والدماء المتناثر علي وجهها

المرأه بهدوء : انتي كويسه يا بنتي 

اومئت لها براسها 

لتكمل المرأه بلطف : انتي قاعدة لوحدك في وقت زي ده ليه يا بنتي

ترقرقت الدموع بعينها مره اخري  واجهشت في البكاء 

لم تدري تلك السيدة ماذا تفعل الا أنها ضمت الفتاه الي صدرها

فلقد رأت فيها ابنتها 

ورأت انها بحاجه لها

صدمت الفتاه في البدايه من فعل السيده

ولكنها شعرت بالأمان 

شعرت بالسكينه معها

تشبثت بها وكأنها طوق نجاه تتعلق به من الغرق

وبكت بحرقه علي ما حدث لها

وبعد مرور بعد الوقت خرجت من أحضانها وشكرتها

لتبادر السيده وتسألها :انتي مستنيه حد هنا

هزت راسها دليل علي الرفض

المراه: اسمك ايه يا حببتي 

الفتاه بهدوء : ميرا

اسمك جميل زيك 

ميرا : شكرا 

المراه :انا بقا اسمي سعاد 

تشرفنا 

نطقت بها ميرا

سعاد: انتي قعدة هنا ليه يا بنتي

لكن لم تجد سوا الصمت 

سعاد :طب بيتك فين

لكنها ايضا التزمت الصمت

سعاد وقد شعرت أنه لا مكان تذهب إليه: طب عندك مكان تروحي فيه

الي هنا ولم تتحمل ميرا

واجشهت في البكاء مرة أخري 

لتضمها سعاد إليها مرة أخري 

ظلو هكذا

إلا أن قالت سعاد: انتي هتيجي معايا 

خرجت ميرا من احضانها وهي في حاله من الزهول 

متسائله في نفسها لما تريد اخذها واسئله كتيرة دارت بداخلها

أفاقت علي حديث سعاد وكأنها تعلم ما يدور بعقلها

سعاد: انا عارفه انك عندك أسأله كتيرة 

ومنها ايه الي يخليني اخدك معايا وايه الي يخليكي تثقي فيها 

ابتسمت ميرا ابتسامه صغيرة علي تلك المرأه

فهي علمت ما تفكر 

لتكمل سعاد :هخدك لاني شفت فيكي بنتي ومستحيل اقدر اسيبك معرفش ليه بس قلبي بيقولي مسبكيش

اما بقا تثقي فيا ليه معنديش اجابه للسؤال ده

بس اسألي قلبك مش هيكدب عليكي

ميرا بتفكير: انا حاسه انها كويسه انا حسيت بالأمان في حضنها

وقلبي بيقولي انها هتقدر تساعدني 

واكملت وهي تفكر بخوف: افرض عرفت الي حصل 

بس انا مش قدامي حل تاني ومفيش مجال للاختيار

ها قولتي ايه؟ قالتها سعاد

نظرت لها ميرا قليلا كأنها تحسم امرها

لتومئ لها بخجل

امسكت سعاد يدها ونهضت 

لكنها تذكرت الدماء المتناثرة علي وجه ميرا 

سعاد :استني هنا هجيب ميه عشان تمسحي وشك واجي 

رفضت ميرا في خجل وقالت: لا لا مفيش داعي 

سعاد بحنان :روحي انتي بس الناحيه التانيه 

عشان نركب وانا هجبها واجي

انصاعت لها ميرا 

وكادت ان تعبر للجهه الأخري

ليلفت انتباهها قطه صغيره مكومه في منتصف الطريق 

غير قادره على الحركه 

يبدو ان احدا ارجلها قد كسرت

انحنت بجسدها قليلا نحوها

لتحملها برفق

ولكنها لم تنتبه لتلك السياره القادمه باقصى سرعه

ولم تفق الا على صوت احتكاك اطار السياره بالارض بقوة

اغمضت عيناها بقوة لظنها انها النهايه ولكن

أفاقت علي صوت الاحتكاك القوي 

وخروج شخص بسرعه وغضب 

وهو يقول :انتي يا متخلفه في حد يقف كدا في نص الشارع

أفاقت من تلك الصدمه وهمست لنفسها  لم امت ؟

لكن فزعت علي صوته

الشخص بغضب اكبر : انتي يا بنتي

ميرا في نفسها وهي تنظر لمظهره: بنتك يا شحط

الشخص بغضب من صمتها : يعني متخلفه وكمان طرشه

والي هنا لم تتحمل ميرا 

ميرا : انا متخلفه يا قليل الادب 

اومال انت ايه 

سايق عربيتك بسرعه ومش همك حد 

وظلت تتكلم وهو ينظر لها كالمغيب فقد سحر بعيناها 

فهو لم يركز بهم في بدايه الامر 

لكن افاق علي 

ميرا: انت يا بني ادم انت هو انا بكلم نفسي

الشخص : ها

ميرا بغضب :قله ذوق

الشخص وقد احمر وجهه غضبا وكاد أن يرد إلا أن قطعه صوت اخر

وكانت فتاه: خلاص يا جاسر يلا

نظر لها نظره اخيره 

ليعود مرة اخري للسيارة

وينطلق بها بسرعه 

بعد ان تنحت له ميرا جانباً

ميرا بغيظ: شخص مستفز 

والقت نظرة علي القطه الصغيرة 

وقالت : كان هيموتنا

وظلت شاردة إلا أن قطع شرودها

سعاد : يلا يا ميرا

ميرا : حاضر

أعطتها المياه لتغسل وجهها ويدها

ولفت انتباه سعاد القطه فقالت

سعاد : جميله اوي جبتيها منين

ميرا وقد تذكرت ما حدث فقالت : لقتها مش قدرة تمشي 

سعاد : خلاص نخدها معانا ونعالجها وبعدين نشوف هنعمل ايه

ميرا : ماشي 

استقلو تاكسي ووصلوا عند احدي البنايات  

لتتردد ميرا قليلا قبل الصعود لكن حثتها سعاد 

ليصعدا سويا الي الطابق الثالث 

دقت سعاد علي الباب 

ولم تمر دقيقه 

إلا وفتحت لهم فتاه في نفس عمر ميرا تقريبا 

ذات ملامح بسيطه طفوليه 

بشرة بيضاء وعيون بنيه وشعر اسود كشعر ميرا يصل لنهايه خصرها 

الفتاه ولم تلاحظ ميرا :اتاخرتي اوي يا ماما قلقت عليكي 

ضحكت سعاد وقالت : هتخطف يعني يا نور

ندخل الاول وبعدين هحكيلك 

وفي تلك اللحظه لاحظت نور وجود ميرا

نور بستغراب : مين دي.

           لقراءة البارت الثاني من هنا 


         لقراءة جميع الحلقات من هنا



تعليقات