قصة جراح الغربة
البارت الثاني2
بقلم نجلاء عامر
مر الوقت سريعا وجاء ساهر الى الكفر وكان ابيه ينتظره على احر من الجمر فهو يريد ان يفاتحه فى موضوع رحمة ويتمنى من الله ان يوافق لكى يطمئن قلبه وايضا حتى لا يقلل منه اما اهل البلدة
-مساء الخير يا والدى عامل اي معلش اتاخرت عليكم بجد الاجراءات اخذت وقت كبير اوى اخبار رحمة ايه
-اقعد يا ابنى طمنى انت كويس خلاص كل حاجة خلصت محتاج اي حاجة تانى فلوس او لسه فيه ورق
-لا خلاص الحمد لله وبعدين خيرك سابق يا حاج الحمد لله كله تمام والفلوس اللى معايا كفت وفضل منها كمان
-طب الحمد لله اطلب من الجماعة يعملوا لك اكل زمانك ماكلتش لسه كالعادة بتنسى نفسك لما تبقى مشغول فى حاجة
-لا الحمد لله اتغديت مع امجد قبل ما اجى متقلقش ياحاج بعدين خلاص كلها اسبوع ولازم اكن معتمد على نفسي فى كل حاجة خصوصاً الاكل علشان مش هيكون معايا اللى يهتم بيا ما انت عارف يا حاج
-عارف يا ابنى
ثم يسكت قليل وينظر اليه وهو يفكر كيف سيفاتحه فى موضوع زواجه من رحمة وهو يعرف جيدا مدى رفضه لفكرة الزواج والارتباط كل تفكيره فى دراسته وتطوير نفسه ليكون من اشهر المهندسين فهذا هو طموحه
-فيه ايه يا حاج هو انا وحشتك اوى كده هتعمل ايه بقى بعد ما اسافر اتعود بقى وكويس اهى رحمة هتسليك وتعوضك عنى شوية
-وهنا تحدث اسماعيل كويس انك فتحت موضوع رحمة يا ساهر فى حاجة كده كنت عايز اكلمك فيها
-خير يا والدى مالك كده يا حاج حاسس ان فيه حاجة عايز تقولها ومتردد فيها
-ايوة يا ساهر بصراحة كدة عايزك تتجوز رحمة
-نعم يا بابا اتجوز مين رحمة رحمة مين دى عيلة صغيرة كنت لسه بشيلها على كتفى اتجوز مين وازى انت عارف ان موضوع الجواز ده مش فى بالى خالص غير انى مسافر ومش عارف هرجع امتى مش يمكن يعجبنى الحال وافضل هناك واستقر ووقتها ابعتلك علشان تيجى تبقى معايا
-معاك فين يا بنى انت عايزنى اسيب بلدى وبيتى و رحمة واجى معاك طب والغلبانة اللى ملهش حد دى تبقى مع مين
-انا بقول يمكن يا بابا وبعدين عقبال ما استقر مش يمكن يكون جه لها ابن الحلال وتبقى كده اطمنت عليها
-لا ياساهر انا مش هطمن على رحمة الا ما تحقق امنية ابوها وتكمل تعليمها وتبقى زى ما هى بتحلم غير ان البنت طيبة وجميلة ومؤدبة خسارة تخسرها يا ابنى
ده لسه جى ليها عريس العصر ورفضته
-ليه يا ولدى لو كويس رفضته ليه ما كده تبقى خلاص
-لا يابنى كان مش هيخليها تكمل علامها و ده امالها هى وابوها الغالى الله يرحمه
-يعنى علشان تحقق امالها هى وعمى الله يرحمه ادبس انا فى جوازة مش فى حساباتى خالص ذنبى ايه تربطنى بجواز وبنت مفيش بني وبينها حاجة غير انها بنت ابن عمك واخر ما اعرفه عنها عيلة عندها عشر سنين بضفاير مشوفتهاش ولا عارف عنها حاجة ياريت تشوف حل تانى ثم ليه الجواز انا مسافر وهى هتقعد معاك
-يا بني للاسف ينفعش تقعد معايا لوحدها انا مش محرم لها اه انا زى عمها لكن لا شرع ولا دين يرضى بكده حرام يا بنى
-انت بتقول ايه يا بابا دى فى سن اولادك مش مصدقك
-يا بنى هى فعلا بنتى لكن الناس مش ليها الا باظاهر وهى للاسف يا دوب بنت ابن عمى يعنى تحل ليا لكن لو قعدت معايا على انها مرات ابنى عمر ما حد هيقول كلمة ولا يغلط فى حقها
- يا بابا محدش بيفكر عندنا كده انت بتقول كده ليه
-المشكلة مش عندنا لكن المشكلة هنا مش عايز حد يجيب سيرة البنت باى حاجة وحشة مش بعد موت ابوها اللى سيرته زى الدهب حد يتكلم كلمة كده ولا كده عنها
-طب انا يعنى اعمل ايه انا مش عايز اتجوز ولا عايز اربط نفسي بحاجة تعطلنى
-طب انا عندى حل يريحك ويسكت اى حد وميفتحوش بقهم بكلمة لا عليها ولا علينا
-ايه بقى الفكرة دى وراعى انى مسافر اخر الاسبوع الجاى
- عارف يا بنى بس كل المطلوب منك انك بس تكتب عليها هنا فى البلد وهنخدها ونعيش فى بيتنا فى القاهرة وخلاص انت سافر وشوف مستقبلك ولو ربنا سهل وجه لها نصيب مع غيرك ابقى طلقها وياما ناس كتير بتبقى كتبه كتابها ومش بيكملوا وبكده محدش يتكلم وانت كمان متبقاش ادبست زى ما بتقول
سكت ساهر فترة يفكر فيما قاله ابيه له يحاول ان يدرس ابعاد هذه الخطوة وفى نفس الوقت يفكر انه بتلك الخطوة يكون حل مشكلة ابيه ورحمة وكذلك حل مشكلة كانت تورقه كثيرا وهى ترك ابيه وحده وهو مسافر لفترة لا يعلم مدتها وبعد صمت وتفكير من ساهر ودعاء وتمنى من اسماعيل رد عليه ساهر
-موافق يا بابا خلاص زى ما انت عايز بس رحمة هتوافق على الراى ده
-اكيد يابنى انا هكلمها وهبلغها بكل حاجة ورحمة بنت جميلة من برة وجوة ومؤدبة جدا وهادية وعمرها ما هترفض ليا طلب انا اخر حد ليها فى الدنيا بعد موت ابوها وهو دايما كان بيوصيها تسمع كلامى
-تماما يا بابا وفين بقى رحمة علشان اعزيها وكمان مش من حقى اشوف عروستى هههههه
-انت لسه فاكر دا انت من وانت صغير من اول ما اتولدت رحمة وانت بتقول عليها عروستى
-اه افتكرت كنت صغير ههههه
نظر له اسماعيل وبداخله يتمنى ان تكون عروسته بحق فرحمة كل من يراها يحبها ويتمناها لابنه فهى مثل امها غالية يحتل حبها قلب من يراها دون استاذن او تفكير
ابتسم له وطبطب على كتفه بابوة
-حاضريا بنى انا هطلع اكلم رحمة وننزل علشان تشوفها وتعزيها ادخل الاوضة اللى على اليمين دى اوضة الضيوف روح ريح فيها لغاية ما كلم رحمة وننزل نتعشا سوى كلنا وربنا يعمل اللى فيه الخير
****************************
يطلب اسماعيل من سعاد ان تبلغ رحمة انه يريدها فى غرفة مكتب ابيها فهو يريدها فورا وايضا تعلمها ان ساهر حضر وانهم سوف يتعشوا سويا وفعلا اتجهت سعاد الى رحمة لتبلغها بما طلب منها لتستعد رحمة للنزول لعمها وهى تحدث نفسها
-ايه يا رحمة مالك من ساعة ما عرفتى ان ساهر تحت و انتى مش على بعضك خالص ايه انتى بتفكرى فايه دا انتى مش شوفتيه من اكتر من ثمان سنوات ياه كنت لسه صغيرة
ثم جال بتفكيرها ذلك الساهر التى كانت وهى صغير تمشي ورائه كظله فهو كان اكبر منها بثمانية سنوات فعندما كانت فى الخامسة كان يحملها ويلعب معاها وكان هو فى الثالتة عشر من عمره وكان متفوق فى دراسته ودائما ما يناديها بعروستى فهو منذ ولادتها يناديها بهذا الاسم كما اخبرها ابيها وتذكرت اخر مرة كان فى زيارة للبلدة وكانت هى على مشارف العاشرة من عمرها وكان هو على مشارف دخول الجامعة وكيف انه لم ينتبه لها او يسال عنها فقد كانت صغيرة جدا بنظره وهو لم يهتم للجلوس معاها كالسابق ترجع من ذكرياتها وتتجه الى عمها فى المكتب
************
-مساء الخير يا عمي حضرتك طلبتني
-ايوة حبيبتى تعالى اقعدى عايزة اتكلم معاكى فى حاجة مهمة
-خير يا عمى النتيجة ظهرت وظهر على وجهها التوتر
-لا حبيبتى وبعدين خايفة ليه انا عارف رحمة حبيبة قلبي هتجيب المجموع اللى يفرحنا ويشرف ابوها الله يرحمه ويدخلها الكلية اللى طول عمرها بتحلم بيها
-يا رب يا عمي بجد ده حلمى انا وبابا الله يرحمه وبدأت عيونها ترغرغ بالدموع على ذكر ابيها
ليهدأها إسماعيل ويطلب منها ان تدعى له وتطلب له الرحمة
-بصى يا بنتى انا عارف الحلم ده وكمان انتى امانة ابوكى لكن للاسف فى مشكلة ان انا وساهر وجودك معانا فى بيت واحد فى حرمانية وللاسف الكلام ده شرعا لا يجوز وانتى عارفة اهل البلد ممكن يتكلموا عنك بالباطل على الرغم انك فى مقام بنتى
-طب عمى انا هعمل ايه هفضل هنا لوحدى وحضرتك هتبقى تزورنى كل فترة
-لا يا حبيبتى انا عايزك معايا فى مصر علشان تدخلى الكلية اللى بتحلمى بيها وكمان لان ساهر مسافر برة علشان يحضر الدكتوراة وهبقى لوحدى غير انى مش هأمن انك تفضلى لوحدك هنا خصوصا لما العمدة طلب ايدك لابنه فهمى
هنا ظهر على وجهها القلق والغضب من طلب فهمي لها مرة اخرى يبدو ان ذلك الفهمى لن يتركها بحالها وسوف ينفذ ما قاله لها فى احد الايام انها ستكون له ولو مر الزمن لتتحدث وهى قلقه
-ايه ازاى يا عمى فهمى متجوز وكمان بابا رفضه قبل كده حتى قبل ما يتجوز
-عارف يا بنتى وابوه قالي وانا كمان رفضته
هنا ظهر على محياها الجميل السعادة والضحكة التى تأثر القلب
-ايوة كدة يا بنتى اضحكى نوري دنيتنا بضحكتك الجميلة دى تعرفى يا رحمة انتى نسخة من غالية امك الله يرحمها ربنا يبارك فى عمرك يا بنتى
-ايوة يا عمي بابا يما قالي كده
-المهم انا فكرت علشان نحل الموضوع ده وكمان علشان تبقى معايا على طول انى اجوزك ساهر
هنا قلبها قفز من مكانه وكانه يطير حولها من هول الصدمة ايعقل ان يتحقق حلم عمرها وتتزوج من من هام قلبها به هل يعقل ان تتزوج ساهر لقد اخفت حبها له فى قلبها منذ ان علمت ما هو الحب فهى احبته من حكايات ابيه عنه الى جانب بعض من ذكريات الماضى وكيف كان يحن عليها لتنتفض مرة واحدة تريد ان تتاكد مما سمعت هل ما سمعته حقيقى ام هلاوس وامنية دفينة فى اعماق قلبها جعلها تظن ذلك
-حضرتك قولت ايه يا عمى معلش مكنتش مركزة
-مفيش يا بنتى كنت بقول علشان نحل مشكلة قعادك معانا فى بيتنا انى اقترحت انك تتجوزى ساهر متخفيش يا بنتى مش هيكون جواز بالمعنى الحقيقى للكلمة هيكون بس كتب كتاب وهو هيسافر لدراسته وانتى هتكونى معايا تكملى دراستك ويا ستى لو ظهر ابن الحلال اللى يخطف قلب رحمة الجميلة هو هيبعت ورقة طلاقك عن طريق السفارة لو كان لسه مسافر
استمعت له رحمة وقلبها يدمى من الالم بعد ان حلق من الفرح لزواجها منه فقد علمت انه لم ولن ينظر لها كزوجة بل هو يحاول ان ينقذ موقف لكى تستطيع العيش مع عمها واه من قلب قد غرس به سكين من حبيب لم يكون له غيره ولكنه لم و لن يشعر بهذا الحب يوما بدون ان تدري نزل من عيونها الجميلة دموعة الم على حالها وحال قلبها
-معلش يا عمى بلاش تضغط على الباشمهندس ساهر علشان يتجوزنى انا ممكن ابقى هنا فى البلد مع الخالة سعاد ولما تبدء الدراسة اقدم فى المدينة الجامعية بس مش عايزة اكون حمل على حد
-كده يا بنتى انتى هتكونى بردوا حمل عليا او على ساهر انتى بنتى بنت الغالى اللى مكنش ليا قريب وصديق غيره ابوكى يا رحمة كان زى اخويا بالضبط واكيد انتى عارفة ده
-عارفة يا عمى بس مش عايزة ازعج الباشمهندس
-ولا هتزعجيه ولا حاجة هو كده كده مسافر والله يعلم هيرجع امتى انتى هتبقى معايا تنورى حياتى يا بنت الغاليين ياما كان نفسي يكون ليا بنت وربنا اهو رزقنى باحلى واجمل بنت فى الدنيا
تبتسم رحمة من بين دموعها فهى تحب عمها اسماعيل كثيرا فهو دائما ما كان سبب سعادة لها ولابيها وكيف لا تحب من وقف معاها منذ تعب والدها وحتى بعد وفاته فهو عوضها عن غياب والدها فى تلك الفترة الصغيرة فقد كان دائما الاهتمام بكافة امورها لتنظر له بعرفان
-وانا هيبقى عندي احن بابا عوضنى ربنا بيه بعد ما فقدت السند والحنية والقلب الكبير بوفاة بابا ربنا ما يحرمنى منك يا عمي وانا موافقة على الجواز ده وربنا يعمل اللى فيه الخير والصالح ليا ان شاء الله طول ما حضرتك فى ضهرى عمرى ما هخاف ولا احزن ابدا
-ليبتسم لها اسماعيل خلاص بقى يبقى بلاش عمى دي وقولى لى يا بابا ربنا يعمل اللى فيه الخير يلا علشان نتعشى وبكرة هتفق مع العمدة والماذون علشان نكتب الكتب قبل ما نسافر والنتيجة كده كده الاسبوع الجاى ان شاء الله نفرح بيكى وبالمجموع العالى .
****************************
وفى وقت العشاء جلس اسماعيل على المائدة فى انتظار ساهر ورحمة وكانت سعاد تضع الاكل على المائدة فسالها
-ساهر ورحمة عارفوا ان العشا جهز يا سعاد
- اه يا استاذ اسماعيل بلغتهم وهما جايين حالا
-تمام تسلم ايديكى تعبينك معانا
-متقولش كده يا سي الاستاذ دانا اللى مربية رحمة من وهى حتة لحمة حمرا بعد المرحومة ما رحت للى خلاقها وفضلت معاها لحد ما بقيت عروسة زى القمر ربنا يحميها لشبابها ويصبر قلبها على فرق الحاج
-تسلمى يا سعاد عموما هى هتروح معايا على القاهرة لو حبة تيجى معاها طبعا بيتنا ينور يا سعاد مش عايز رحمة تحس بالغربة وهى لوحدها هناك خصوصا انها هتدخل على مرحلة تعليم جديدة ها فكرى وردى عليا على بكرة علشان تحضرى نفسك للسفر وكمان نقفل البيت قبل ما نمشي
-حاضر يا سي الاستاذ وعموما انا مليش حد هنا خالص لا ليا عيل ولا تيل وبعد ما جوزى طلقنى علشان الخلفة فضلت هنا علشان اربى بنت ست غالية انت عارف ان الست غالية كانت قريبة منى زي اختى وكان الحاج وفيق بيعملنى زي اخته علشان كده رحمة دايما تقولى يا خالة
-تمام يا سعاد حضري نفسك انتى ورحمة
-ان شاء الله
مساء الخير يا ولدى ياه انا نمت زى القت.يل تعب الفترة اللى فاتت حل عليا نمت ساعتين انما ايه كانى منمتش قبل كده
-نوم العافية يا بنى المهم انك ارتحت
يسال ساهر عن رحمة لكى يقدم واجب العزاء لها وهل كلمها ابيه وكذلك ليعرف موقفها من موضوع الزواج
-على فكرة يا ساهر رحمة وافقت على الجواز وانا فهمتها كل حاجة ، وهى نزلة حالا
ليسمع ساهر صوت خطوات رقيقة من اتجاه السلم ليرفع وجهه ليرى ملاك صغير فتاة فى غاية الجمال ولكنها مازالت بضفائر كطفلة مازالت جميلة كما هى بل اصبحت اجمل