قصة جراح الغربة
البارت الثالث عشر13
بقلم نجلاء عامر
جاء موعد انصراف رحمة ونسرين من الجريدة ونزلت نسرين وجدت كنان بانتظارها بجوار سيارتها ومعه بوكيه ورد جميل جدا وعندما شاهدته نسرين ورحمة استاذنت رحمة للرحيل وتركتها لمجن ونها كما تطلق عليه وبالفعل ذهبت اليه نسرين وهى تبتسم فهو لا يترك شئ الا فعله لكى يعبر لها عن مدى حبه لها
-يا مساء الورد على احلى وردة فى حياتى
-مفيش فايدة فيك يا كنان مساء الخير عامل ايه
-منتظر الرد اللى هيرد ليا روحى
-للدرجة دى يا كنان يعنى للدرجة دى انت بتحبنى وعمرك ما هتجرحنى
-حب ايه بس دا انا بقيت بمو ت فيكى
-هههههه رحمة مسمياك مجنو ني ههههه
-تخيلي صح عندها حق ها ردك ايه
-نتكلم جد يا كنان
-شعر كنان بالقلق من كلماتها لكنه حاول يسيطر على انفعالاته لكى يعلم ما تريد ان تقوله له
-انت عارف يا كنان انى مريت بتجربة خلتنى فقدت الثقة فالحب وفى اى انسان غريب عنى خصوصا وزى ما انت اكيد عرفت ان اللى كسرنى وخان ثقتى هو ابن عمي اللى كان كل حياتى فى وقت من الاوقات
-ليرد عليها كنان ملوش لازمة الكلام ده مادام بيوجعك
-لا كنان سبنى اتكلم واقول كل اللى عندى يمكن لما اتكلم اتخلص من الجرح ده وعلشان انت كمان حقك تعرف كل حاجة عنى
-بس انا مش عايز اعرف اى حاجة عن التجربة دى ده ماضى وراح لحاله و عمره ما هيأثر فيا او فى حبي ليكى بس لو هيريحك اننا نتكلم خلاص نتكلم بس مش هنفضل وقفين كده فى الشارع
-طيب فى كافيه جنب الجريدة على طول انا والبنات بنحب نقعد فيه تعالى نروحه ونتكلم برحتنا
ليذهب كنان ونسرين الى الكافيه لقد شعرت انها يجب ان تحكى لكنان كل شئ حتى تخرج ما بداخلها ولكى يعلم ان اكثر ما تكرهه الخيانة والخذلان لتتحدث
-كنان انت تعرف طبعا ان اسلام يبقى ابن عمى واكبر مني بثلاث سنوات وانت عارف ان ساعات الاخوات بيتفقوا ان هيجوزوا اولادهم لبعض ولو كان بهزار لكن للاسف الهزار ده اتقلب معايا لجد وخصوصا انى كنت بسافر كتير مع والدى بحكم طبيعة عمله فى السلك الدبلوماسي وطبعا مكنش ليا اصدقاء بالمعنى المفهوم للصداقة الا تقريبا اكمل لان ظروفنا واحدة تنقل من بلد لبلد فطبعا لما وصلت لسن المراهقة ومع سماعى كل ما انزل مصر وازور عمى ان اسلام لما يكبر هنجوزه نسرين فى السن ده طبعا البنت بتتعلق بالكلام الحلو واسلام طبعا كل ما كنا ننزل اجازة عمره ما كان بيسبنى يخرج معايا ونروح النادى مع بعض وطبعا ظروف عمى المادية مكنتش عالية فكان بيحب يزور الاماكن دى معايا وكل ما كنت باكبر كنت بحس بحبي له بيكبر وهو مكنش الصراحة بيقصر معايا كلام جميل وغيرة عليا من كل اصحابى حاجات بتخلي اى بنت تتعلق بالانسان ده حبيته وهو كمان حبنى او انا اعتقدت كده لغاية ما خلصت دراسة وهو اتقدم لوالدى فى اجازة وتمت الخطبة على الرغم ان خالي جمال مكنش متحمس ليه بس هو حس انى بحبه جدا وبكده مقدرش يقف ادام سعادتى وطبعا بعد شوية ابتديت احس انه متغير معايا خصوصا لما طلب من بابي انه يحاول يلاقى ليه فرصة عمل فى البلد اللى هو فيها بس بابي مكنش بيحب يطلب من اى حد اى حاجة علشان مركزه وعلشان ميسببش لحد اى احراج ومن هنا ابتدا اسلام يتغير ويقعد بالايام ميكلمنيش ويتخانق معايا على اسباب تا .فهة كنت بعذره واقول يمكن حاسس انه مضغوط علشان اكيد بيحاول يوافر وياسس بيتنا بشكل مشرف علشان كده بيجهد نفسه زى ما كان بيقولى مع انى عمرى ما طلبت منه حاجة او ارهقته بطلبات مادية بالعكس كنت بتنازل عن حاجات كتير علشان زى ما بيقولوا المركب تمشي لحد ما فى يوم لقيته بيتصل بيا ويطلب مقابلتى وفعلا قبلته اعتذر انه مش هيقدر يكمل معايا وانه لقى فرصة عمل برة مصر ومش عايز يعلقنى لانه مش عارف ظروفه هتبقى ايه وسبنى لصدمتى ومشى وطبعا بعد اسبوع عرفت من اخواته انه اتجوز واحدة تانية قدرت توفر له فرصة كويسة اوى فى بلد اجنبي وطبعا هما كانوا بيقولوا ليا الكلام ده وهما شمتنين فيا مع انى معملتش ليهم حاجة وحشة وكنت بحبهم وبعملهم زى اخواتى بس مع الوقت وطبعا خالى وضحلى حاجات كتير كنت عا مية عنيي عنها مش بيقولوا مراية الحب عا مية طبعا عمى لان ظروفه المادية قليلة كان فى غ يرة بين مراته وامي وهى اللى زرعت فى اولادها الغيرة دى وللاسف عمى مكنش متخيل ان الغيرة اللى مراته بتحس بيها ممكن تاثر على علاقته باخوه فى يوم من الايام بس ارجع واقول هو ملوش ذنب ودايما بيسال عليا وانا بحبه جدا بس مقدرتش اتعامل تانى مع اولاده او مراته بس هى دى كل الحكاية ومعلش طولت عليك بالكلام
-لا يا نسرين بالعكس انا مبسوط اوى انك فتحتى قلبك ليا واتكلمتى معايا وحكيتى ليا كل ده
-انت عارف انا حكيت ده كله مع انه مؤلم علشان بتمنى انى معاك احس بالامان اللى فقدته حبك ليا مع انه من فترة صغيرة جدا تمسكك بيا ولفك ورايا فى كل حته واصرارك على انك تتقدم ليا وتطلبنى للجواز خلانى افكر في طلبك بس ليا طلب انك تكون اد الثقة اللى هديها ليك وانك متجرحنيش ولا تكون السبب فى كسر قلبي
-عمرى ما اقدر اجرحك اللى يحب عمره ما يجرح وانا حبيتك من اول مرة وقعت عنيا عليكى من ساعة ما شوفتك فى المطار اول ما وصلت حسيت ان في حاجة شدانى للبنت الجميلة اللى واقفة لوحدها فى اخر القاعة ولما جيت بليل السهرة فى بيت والد ساهر وشفتك قولت دى اشارة من ربنا انك هتكونى حاجة كبيرة بالنسبة ليا وطبعا بعد ما عرفت انك واكمل اصحاب مكدبتش خبر وخفت تضيعى منى وعلشان كدة بقيت مج نونك زى ما رحمة بتقول
- خلاص روح لخالى موجود فى مكتبه فى الجريدة روح كلمه انا موافقة
لينظر لها بذهل هل وافقت حقا ام يهيئ له هل ما سمعه حقيقى
-اللى سمعته صح اروح اكلم استاذ جمال صح
لتحرك رأسها بالموافقة فيمسك يدها ويصيح بعلو صوته لدرجة ان رواد الكافيه جميعا ينظروا اليهم ويقول " اخيرا بحبك والله بحبك وعمرى ما اقدر اجرحك ابدا "
-وطى صوتك يا كنان الناس بيبوصوا علينا
-لينظر للناس والله بحبها بحبها اوى كمان
ليصفق الموجودون بالكافيه ويطلقون الصفارات
ويقوم كنان باعطائها بوكيه الورد ويحاسب ثم يمسك يدها ويسحبها ويجرى بها الى الجريدة مرة اخرى ليصعد الى مكتب خالها سريعا لكى يتحدث معه ويطلبها منه حتى ياتى والدها وتتم الخطبة رسميا ولو ان كنان متعجل جدا لكى يتزوج من سارقة قلبه التى اصبح بها مجن ون
*************************************
بمنزل رحمة عادت من عملها وهي سعيدة ان نسرين سوف تنال نصيبها من السعادة وما ان دخلت الى حديقة المنزل الا ووجدت اكمل يجلس مع امجد ووالده وإسماعيل يتحدثون عن شقة امجد وما يريده وما يراه اكمل لكى تصبح تلك الشقة الجنة التى سيسكن بها هو وحب عمره لتلقى رحمة عليهم السلام وهى مبتسمة
-السلام عليكم ازيكم اه العلشان كدة روحت بدرى يا استاذ امجد
-اكمل كان جاى علشان نبدء فى توضيب الشقة ليرد اكمل بضحك
-تعالى يا رحمة شوفى التصور المبدئى انا عارف ذوقك جميل
فى ذلك الوقت كان ساهر ينظر عليهم من شقته وما انا وجده يحادثها الا ونزل سريعا ليعلم عن ماذا يتحدثون
-مساء الخير يا جماعة متجمعين ليه كده ، ليرد عليه امجد وهو يشعر ان بصديقه خطبا ما
-ابدا يا ساهر كنت بتفق مع الباشمهندس اكمل على ديكورات شقتى وقاعدين نتناقش
-اه الف مبرووك ان شاء الله تكونوا وصلتم لحاجة ،لينظر له اكمل ويرد بمكر
-طبعا يا باشمهندس وباخد راى رحمة لان رايها بيعجبنى جدا
لينظر لهم والشرر يتطاير من عينيه ليرد بدون تفكير
-وايه اللى دخل رحمة وهى اللى كانت هتسكن فيها ولا ايه ،ليتحدث امجد بهدوء وخصوصا بعد ان شعر احراج رحمة وحزنها
-عادى يا ساهر رحمة وريم اصحاب وتقريبا ذوقهم واحد وكمان اكمل كان بيعجبه راي رحمة جدا فى توضيب شقتك
-اه تمام
ليحاول اسماعيل ان يهدى من التوتر الموجود
- يلا يا اكمل يا ابنى تتغدى معانا النهاردة دى الست سعاد عاملة الاكل اللى انتى بتحبه
-لترد رحمة بسرعة يبقى طاجن البامية والارز المعمر صح يا بابا
-صح يا عيون بابا
لينظر لها ساهر بتعجب هل تعلم ايضا ماذا يحب ان ياكل وما لا يحب اذن هى تحبه فلا احد يهتم هكذا الا بسبب الحب لينظر لرحمة بغضب وحزن لاحساسه بفقدانها ويشعر به امجد فيطبط على كتفه
-مالك يا صاحبي فيك ايه مش طبيعى انت النهاردة
-هه لا مفيش حاجة يا امجد يلا يا جماعة علشان نتغدى زى ما بابا قال
-لا روحو انتم وانا وبابا طلعين انت عايز ام امجد مدخلناش البيت ولا ايه وبعدين انا هاكل حاجة خفيفة ورايح لريم
فى ذلك الوقت يرن هاتف ساهر وكذلك رحمة ليجدا كنان ونسرين يبلغوهم بما حدث ليهنأهم وهم سعيدان لاصدقائه لتسرعة رحمة سعيدة لاكمل تبلغه
-اكمل نسرين كنان خطبها اخيرا وفقت عليه ليسعد اكمل لصديقته الغالية
-اخيرا الحمد لله عقبالك يا رحمة
لتنظر رحمة لساهر فترى شرارات الغضب تشع من عيونه وهو يضغط على نواجزه فترد على اكرم بتردد وقلق من شكل ساهر الذى ينم على انفجار وشيك
-شكرا يا اكمل وعقبالك
هنا كاد ساهر ان ينفجر فى وجه الجميع ثم دخل الجميع الى الداخل للغذاء وجلسوا على المائدة وكانت رحمة تجلس امام اكمل فكان يتحدث اليها والى زين الجالس لجوارها حتى علت ضحكاتهم وكذلك ضحكات اسماعيل والخالة سعاد الذان يعشقان نكات اكمل تحت غضب ساهر الذى انتفض واقفا فور سماع ضحكة عالية من رحمة ليصيح بها
-ايه يا ست رحمة مفيش احترام للاكل ولا للقاعدين معاكى ولا ايه
-ليرد عليه اسماعيل بغضب ايه يا ساهر اللى بتقوله ده وبعدين ما احنا كلنا بنضحك اشمعنا رحمة يعنى
ليرد عليه بتلجلج علشان صوت ضحكها كان عالى جدا
لتقف رحمة ودموعها تتساقط وتستاذن لتذهب غرفتها وهى تبكى بحرقة ليصمت الجميع ويتحدث زين
-انا زعلان منك يا بابي انت زعق لرورو وهى عيط انت وحش لينظر له ساهر بتعجب ولم يستطع ان يتكلم اما اكمل فقد حزن كثيرا على حزن رحمة وبكائها لكنه كان متاكد ان ما فعله ساهر بدافع الغيرة القاتلة ليقول لنفسه "يعنى يا ساهر بتحبها و غ بي هضيعها منك مفيش حد بيحب يتهان كده" وينظر الى باب غرفتها ثم الى ساهر ليحرك رأسه بالرفض ويستاذن للذهب لقد افسد عليهم ساهر وجبتهم وضحكهم بغيرته العمياء على رحمة ليتحدث اسماعيل بعد ان اشار بعينه لسعاد لاخذ زين والذهاب الى حجرتها فقد جاء الوقت الذى يجب ان يواجه ساهر
-ايه اللى انت عملته ده حرام عليك انت ايه يا اخى لا بترحم ولا تسيب رحمة ربنا تنزل ايه حرام عليك البنت انت هتفضل على طول سبب حزنها والمها عملت ايه لما ضحكت دا الواحد ما بيصدق يشوف ضحكتها
-يا بابا انا
-لا بابا ولا غير يا شيخ البنت من ساعة ما جت وانت سبب حزنها انا ندمان انى جوزتها ليك قولت يمكن يحبها لكن لا البيه سافر وعاش حياته نسيها زى ما نسي كل حاجة هنا فى بلده غبت سبع سنين اللى بينا تليفونات وبس لا فكرت تنزل تشوفنى ولا تشوف الغلبانة دى كل همك طموحك ومستقبلك رحت واتجوزت ولا سالت على اهلك ولا على مراتك كل اللى عملته انك بلغتنا بس، بس مش انت الغلطان انا اللى غلطان انا اللى زودت انانيتك بخوفى عليك انا اللى خليتك كده كل همك ساهر وبس وهو عايز ايه دايما الملم وراك لكن خلاص يا ساهر انت لو قعادك هنا هيخلينى اخسر بنتى اللى كانت جنبي وعمرها ما فكرت تمشي وتسبنى مع ان كان عندها فرص كتير لكده بس هى فضلت انها تفضل جنبي ومسبتنيش لوحدى يبقى مع السلامة يا بنى خد مراتك وابنك وامشى ارجع مكان ما كنت اه هتوجع فى بعد زين لكن رحمة غالية اوى عليا وعمرى ما اضحى بيها ولا بكنوز الدنيا
-ياه يا حاج للدرجة دى انا وحش والله رحمة كمان غالية عليا وغالية اوى كمان انا ..انا ..انا معرفش عملت كده ازى والله ما كنت عايزها تزعل بس مستحملتش انها تضحك مع اكمل متحملتش انها تكلم مع حد تانى انا ..انا ثم يصمت ويغادر وهو لا يعرف كيف يصرح بما فى داخله
ليحدث اسماعيل نفسه "انت ايه يا ساهر انت بتحب رحمة لا انت بتعشقها ربنا يكون فى عونك يا بنى شديت عليك بس كان لازم اعمل كده كان لازم تواجه حبك وتعرف انت عايز ايه وخصوصا انى من نظرة ليك ولالين عرفت انكم لا بتحبوا بعض ولا اللى بينكم زواج طبيعى طبعا ما اللى حب وعشق بيعرف اللى زيه ربنا يعينك يا بنى ويا ريت مضيعش حب رحمة بترددك وخوفك من الحب "لينظر الى غرفة رحمة ويدخل الى غرفته وهو يستنكر حال ابنه
*************************************
بعد خروج ساهر غاضب من منزل والده يرى امجد وهو ينزل الدرج للذهاب الى ريم كما ابلغه من قبل
-ايه يا ساهر لحقتوا خلصتوا الغدا ولا الاكل معجبكش
ليظل ساهر صامت ولايتكلم ولكن عينيه حمرواتين من الغضب والحزن على بكاء مالكة قلبه نعم فهو اصبح لا يطيق حزنها بكائها يؤلم قلبه
ليحدثه امجد مرة اخرى يا بنى مش بترد ليه
-مفيش يا امجد بس شديت شوية مع بابا علشان زعلت رحمة
-ليه يا ساهر حرام عليك مش كفايه اللى مرت بيه حرام يا ساهر
-استنى هو فيه ايه انت بتقول كده وبابا بيقول كلام بالمعنى ده انا عملت ايه لرحمة
-معقول يا ساهر مش عارف ولا حاسس انت عملت ايه
-بجد يا امجد مش عارف ونفسي افهم
-طيب تعالى ندخل عندك شقتك شوية معلش هتاخر شوية على ريم بس كله يهون علشان غلاوة رحمة
-فيه ايه يا امجد انت كمان ايه غلاوة رحمة دى ما تحترم نفسك
-لينظر له امجد بتعجب ثم يبتسم ويتحرك معه يلا يلا لما نشوف حكايتك دا انت شكلك طبيت ولا حد سمى عليك
بعد دخولهم شقة ساهر حكى ساهر لامجد ما حدث على الغدا وظل امجد صامت ينظر اليه ولا يتحدث
-فى ايه يا امجد ساكت ليه غلطت فى ايه بقى لما مش عجبنى هزرها وضحكها مع اكمل
-غلط انك احرجتها ادام الكل غير انك بتتكلم باى صفة ليه تتحكم فيها
-علشان رحمة مراتى ومش متحمل اشوفها بتضحك مع حد تانى او تتكلم مع راجل تانى
-بتغير يعنى يا ساهر يعنى بتحب رحمة ولما انت بتحبها اوى كده ليه وجعتها وكسرت قلبها
-انا وجعتها وكسرت قلبها
حكى امجد لساهر ما حدث لرحمة عندما علمت بزواجه وكيف انهارت ومرضت وبسبب انهيارها كيف شجعها هو وابيه على النزول للتدريب بالجريدة لكى تتغلب على انهيارها ليصمت ساهر ولا يصدق نفسه هل رحمة فعلا تحبه لهذه الدرجة هل ما فعله جعلها تكرهه وتتخلص من حبه يجلس ياكله الندم على الوقت الذى اضاعه فى البعد عنها وعلى زواجه من الين والالم الذى تسبب به لها لكنه بداخله امل كبير ان حبها له مازال بقلبها سيحارب ليستعيد حبها
-اعمل ايه يا امجد انا بجد بحبها بحبها اوى لا بعشقها ومش من دلوقتى لا من زمان
-طب ما انا عارف فاكر لما جيت وقولتلى على جوازك منها وانت بتحكى عنها كان فى لمعة فى عينك بس انت اللى مكنتش معترف بالحب ده
-طب والعمل دى شكلها فى تقارب بينها وبين اكمل
-لا طبعا رحمة مفيش حاجة بينها وبين اكمل غير انه فعلا بيثق فى رايها وكمان بيحترمها جدا واكمل اصلا انسان جميل كلنا حبيناه لانه بيحب الضحك وانسان راقى ومهذب
-طب ليه على طول بيهزر معها ويضحك
-على فكرة اكمل بيهزر مع الكل وبيضحك مع الكل انت بس اللي الغيرة هت مو تك اتفضل بقى فكر ازى تصلح اللى عملته وازى تصالح رحمة والله رحمة طيبة وان شاء الله تقدر تصالحها
ثم صمت قليلا كانه تذكر شئ مهم واستدرك حديثه
-اه على فكرة رحمة عيد ميلادها الاسبوع الجاى وانا سمعت من ريم ان البنات هتعمل لها حفلة مفاجاة شوف بقى ناوى تفاجئها بايه ثم غمز له بعينه
ضحك ساهر بصوت عالى فقد فهمه صديقه وقد اعطى له اشارة لكى يفاجئ حبيبته بما يدخل الفرح والسعادة فى قلبه وقلبها
تسلملى يا امجد مش عارف منغيرك كنت هعمل ايه ينفع اتقابل مع البنات كنت عايزهم فى موضوع
-طبعا يا صاحبي انت تأمر اسيبك بقى واروح لحبيبة القلب اتاخرت عليها وانا مش عايز قمرى يزعل منى
-ما شى يا سيدي ربنا يسعدك ويكملكم على خير
-يا رب
ثم يتركه ويذهب
************************************
اما عند ساهر فيقرر انه يذهب الى رحمة يحاول ان يراضيها ثم يستعد بعد ذلك لمفاجأتها
يطرق باب غرفة رحمة وهو يدعو ربه ان تسامحه
-اتفصل يا بابا
-طب ساهر مينفعش ولا ايه
لتنهض سريعا عن السرير وتقف امامه وعينها قد تورمت من كثرة البكاء اما هو فقلبه يؤلمه على بكائها
-اتفضل يا باشمهندس اوضتك
-فى واحدة بردو تقول لجوزها باشمهندس
-تنظر له اتفضل يا ساهر
-انا يا ستى جاى اعتذرلك انا اسف يا رحمة قالها بصوت حنون ويبدو فيه الاسف والوجع على بكائها وما فعله
- اسف على ايه
-اسف على كل حاجة يا رحمة اسف على كل وجع كنت السبب فيه اسف انى كنت غ بي اسف لانى كانت فى ايدى جوهرة جميلة كبرت ادام عنية وتفكيري الغلط خلانى محسيش بيها ولا باهميتها ليا
كل ذلك ورحمة تنظر اليه فى ذهول وقلب يدق بعنف من صدمت ما تسمعه ليقترب منها ويمسك يديها ويرجوها
-هتقدرى تسمحى يارحمة هيقدر قلبك يدق بحب انسان حبك و بيحبك لا بيعشقك وهيفضل العمر كله يحاول يعوضك بعده عنك هتقدرى تسمحى جوزك اللى بيحبك ويتمنى يفضل العمر كله جنبك
-ساهر انا
-متقوليش غير اه او لا كلمة منك هتحي قلبي اللى كنت فكره مش بيحب ولا بيعشق
-الين يا ساهر
-ملكيش دعوة غير بينا وبس انا والين حكاية تانية هحكيها ليكى بس مش دلوقتى المهم هتقدرى تسمحى انا بحبك بعشقك يا رحمة اتمنى عمرى كله اقضيه معاكى انتى
-مش عارفة اقولك ايه انا بحلم ولا حقيقى
-حقيقى يا حبيبتى حقيقى وبحبك من زمان من يوم ما كنتى لسه طفلة مولودة مسكت ايدى ومرضيتش تسبها
لتحرك رحمة راسها بنعم
-افهم من كده انك سمحتينى
-ايوة
لياخذها بين احضانه ياخذ نفسا عميقا كانه كان فى سباق واخيرا وصل الى خط النهاية اخيرا فاز بجائزته الكبرى ليقبل راسها بحنان ثم يقبل يديها
-انا همشي لانى لو قاعدت اكتر من كده مش عارف ممكن يحصل ايه
-لتنظر له بذهول هيحصل ايه يا ساهر
-حبيبتى من غير حاجة مش قادر ابعد عنك وانت كده مش ضامن هعمل ايه انا همشى احسن وربنا يصبرني على الايام اللى جاية ثم يقبل راسها مرة اخرى بعمق ويتركها ويذهب الى شقته وهو يبتسم وسعيد اما هي فكانت تقفذ فى غرفتها من السعادة وتنظر الى وجهها فى المراة وتحدث نفسها "معقول اللى حصل ساهر قال انى حبيبته ياه حلم تانى من احلامك يا رحمة اتحقق احلى حلم" وتبتسم هى الاخرى بسعادة
اما بعد ذهاب ساهر كان اسماعيل وسعاد يتابعونه دون ان يراهم حتى دخل غرفة رحمة وشاهدوا خروجه وهو مبتسم وسعيد وكلا منهم يدعى لهما من قلبه ان يتحقق ما يتمنوه وان يعيشا السعادة التى حرما منها لسبع سنوات