قصة جراح الغربة
البارت السادس6
بقلم نجلاء عامر
تمر الايام والقلوب تدعي النسيان لكن هل للالم ان ينسى دون ان يترك اثر ترى يا قلب هل لك ان تبدء من جديد وتنسى من تركك دون ان يلتفت حتى الى ما ترك رحمة قد وجدت نفسها فى عملها بالجريدة وقد اصبحت هى وسلمى ونسرين لا يتركون بعضهم الا بانتهاء الدوام وقد انضمت اليهم مؤخرا ريم بعد انتهائهم من الامتحانات فلقد مر على نزولهم للتدريب بالجريدة اربع اشهر كانت فيهم رحمة تعمل بجد واجتهد لكى تتعلم وتبدع فى عملها لقد نالت اعجاب كل من معاها فى القسم حتى ان رئيس التحرير اصبح يضع عليها امل كبير فهو يرى فيها بداياته ويتوقع لها ان تصل الى اعلى المناصب فى الجريدة وهى ايضا تحترمه كثيرا واصبح يمثل لها الاب الروحي الذى تتعلم منه الكثير كما ان نسرين قد دربتها بكل حب فتعلمت منها كل ما يتطلبه الصحفى فى عمله وقد اتمت تدريبها بنجاح ذلك ما يخص عملها اما قلبها فقد حاول كثيرا العم إسماعيل ان لا يكلم ساهر فى وجودها وهى ارتاحت لهذا الامر وخصوصا بعد ان علم بحمل زوجته وقد اخفى ذلك عن رحمة لكى لا يزيد من وجعها وهى لم تسال يوم على ساهر واما هو فكان كل فترة ما يسال والده عنها وعن احوالها وهو يخبره انها على ما يرام فهي ما بين الكلية وعملها فى الجريدة مع امجد تلك الجريدة التى كانت بمثابة طوق النجاة لها من ان تصل الى حد الانهيار العصبي فعملها اخذ الكثير من وقتها لتنسى ما مرت بيه ولو مؤقتا وككل يوم يجتمعوا الصديقات الثلاث مع نسرين لكى تملى عليهم ما يجب عليهم القيام به
-ها يا بنات كله تمام كده
لترد عليها البنات بصوت واحد تمام
لترجع توضح لهم المطلوب من كل واحدة اليوم ليقوموا بالمطلوب منهم تحت انظار امجد كم هو فخور بهم فلم يقصروا يوما فيما طلب منهم ليطلب من نسرين ان تحضر هى والبنات الى غرفة رئيس التحرير ضرورى
ليشيد لجمال بما يقوم به الفتيات وكم اتقنت نسرين فى تدريبهم ليهنئهم جمال على ما وصلوا اليه من تقدم و قد اوكل لهم اول عمل خاص بيهم وهو كمراسلين للجريدة فى حفل كبير خاص بتوزيع الجوائز الصحافة بنقابة الصحفيين غدا ويوجد بهذا الحفل شخصيات مهمة لتسرع ريم تسال
-ممكن اجيب اختى معايا الحفلة وعندما لم تسمع رد شعرت انها اندفعت فى الكلام ولتشعر بالخجل وخصوصا انها بدت كانها طفلة صغيرة تريد اصطحاب والدتها معها فهم لا يعلموا مدى ارتباطها برنا اختها فهى ليست اختها فقط بل امها وكل شئ فى حياتها وما زاد من خجلها تلك الابتسامة التى ابتسمها امجد عليها ليشعر جمال بها ليبتسم ابتسامة حانية
-ماشى يا ستى خليها تيجى معاكى
لتبتسم وتتحول لطفلة تقفذ من الفرح شكرا شكرا رنا هتفرح اوى
ثم تنظر اليهم مرة اخرى وتشعر بالخجل ليحرك امجد راسه انه لا فائدة من ان تكبر تلك الفتاة فهى معهم منذ اكثر من شهرين وهو يرى تصرفتها كانها طفلة مشاغبة تجعل من يرها يضحك من افعالها العفوية لينسحب البنات وبداخل كل منهم امل جديد فى عملهم وحياتهم فرحمة تجد انها على اول الطريق التى حلمت به وعلى وشك تحقيق امانيها فى عالمها الجديد اما ريم على الرغم من سعادتها انها تعمل مع هذا الفريق الرائع لكن بدء قلبها يدق دقاته الجديدة عليها اتجاه أمجد لكن هناك ما يجعلها تحاول ان تتراجع عن هذا الحب الذى بدى ينمو بداخلها فهناك عقبات كثيرة اولها اختها هل لها ان تحب وتشعر بالاحساس الذى حرمتهُ اختها على نفسها لاجلها للاسف شعورها بالذنب اتجاه اختها جعلها تحاول ان توؤد هذا الحب قبل ان يكبر ويسيطر عليها اما السبب الثانى وهو ان امجد لن ينظر اليها فهو يعتبرها طفلة وكثير ما صرح بذلك من تصرفاتها التى تقوم به بعفوية طوال الفترة التى تدربت بها معهم اما سلمى فهى مازالت تهيم بحب دكتور عمرو لكنه منذ فترة لم تراه فكان لديها امل ان تراه فى هذا الحفل لتذهب كل فتاة الى بيتها وبداخلها امل فى غدا
************************************
وفى الحفل تجمعت الفتيات وتعرفت على رنا وقد كانت فتاة جميلة جدا ومرحة تسرق قلب من يرها بخجلها وجمالها فلا يعطيها سنها ويظن انها فى مثل عمر اختها الصغيرة بدء الحفل وبدء معه عمل كل من نسرين ورحمة وسلمى وريم وقد اثبتت البنات تفوقهم فى عملهم وقد انبهر بهم جمال وامجد فهم عملوا كفريق متكامل يساندون بعضهم البعض بروح جميلة جمعت بينهم واتى عمرو وما ان راته سلمى حتى هوى قلبها من اشتياقها لررؤيته فهى لم تراه منذ شهرين فذهبت لكي ترحب به
-ازى حضرتك دكتور عمرو
-اهلا بالطالبة المشاغبة امال فين باقى الثلاثى
-لا يا دكتور بقينا رباعى انضمت لينا نسرين هههه
ليضحك وينظر الى جمال ويساله بمرح
-اكيد المشاغبات دول مجننينك ومجنينين الجريدة كلها هههههههه
ليرد جمال بابتسامة رضا عن تلك الفتيات التى ملئت الجريدة مرح
-بالعكس يا عمرو دول بجد بيشتغلوا كتيم رائع واديك شايف شغلهم النهاردة بجد ابهرونى
-انا واثق فيهم يا جمال بس بحب اعاكس سلمى من اللى بتعمله فيا فى المحاضرة
لترد سلمى وهى تتحدث ببراءة
-انا يا دكتور دانا نسمة والله واسأل امجد مش صح يا ابيه
-ابيه مين دى اللى بتتكلم معلش اختى راحت فين دا انتى مجننانى انا شخصيا حتى الغلبانة اللى كانت جاية قطة مغمضة جننتيها هههههه
لتنطلق ضحكة عفوية بصوت يأسر فانتبه لها جمال ونظر الى صاحبة هذه الضحكة فوجد فتاة جميلة ورقيقة خجلت ما ان نظر عليها لتنظر الى الارض بخجل وتنظر اليها سلمى وهي تتذمر
-كده يا رنا بتضحكى عليا دا انا حبيبتك كده اعيط بقى
-لترد عليها الصراحة يا سلمى انتى وريم ملكمش حل وفعلا غيرتوا رحمة طبعا انا اول مرة اشوفكم النهاردة بس ريم بتحكى كتير عنكم وبحس انى قاعدة معاكم
هى تتحدث وهناك من يشعر بشعور قد نسيه منذ زمن بعيد منذ وفاة حبيبته وزوجته منذ ٧ سنوات لم يشعر بهذا الاحساس لينظر اليها تلك النظرة التى تشعرها بالخجل مرة اخرى لتقوم سلمى بتعريفها على الحضور بعد ان رأت ان جمال يطيل النظر اليها
-اعرفكم الجميلة دى بقى تبقى الانسة رنا اخت ريم
حضرته الاب الروحى لينا استاذ جمال رئيس التحرير وكمان خال نسرين والاستاذ اللى مش لقينى يبقى اخويا امجد وهو رئيس القسم اللى بنشتغل فيه والدكتور عمرو دكتورنا فى الكلية
-ترد رنا باحراج تشرفت بحضرتكم
ليقوم جمال بتقديم التحية وهو يبتسم لها وكذلك امجد وعمرو تركتهم سلمى لتذهب الى اصدقائها وهى سعيدة برؤية عمرو وظلت رنا معهم تشاهد فقرات الحفل تحت نظرات مسروقة من جمال فهو لا يعلم لماذا تأثر هكذا بها
بعد انتهاء الحفل الجميع عاد الى منزله وكل منهم لديه شعور خاص به فهناك من كان سعيد لتحقيقه حلمه ومنهم من كان بداخله حيرة ومشاعر تنمو لا يعلموا كيف ومتى ولماذا كل تلك الاحاسيس
**************************************
مرت الايام والسنين والقلب مغلق على ما فيه حدث الكثير والكثير في تلك الاعوام فلقد مرت خمس سنوات منذ عملت رحمة وسلمى وريم بالجريدة فقد انتهوا من دراستهم وظلوا كما هم فريق رائع مكون من اربع صحفيات الجميع مبهرون بعملهم اما ما حدث بتلك السنوات فلقد اصبح لساهر ابن يدعى زين عمره الان اربع سنوات وهو عاشق لجده ورحمة وايضا رحمة تعشقه فهو يحدثهم يوميا عبر المكالمات المرئية وحده فوالده ووالدته اخذتهم دوامة العمل والنجاح وتركوه للنانى الخاصة به وهذا الصغير وجد ملاذه فى تلك المكالمات التى تشعره رغم صغر سنه وان هناك من يهتم به
ورحمة لم تتكلم مع ساهر ولا مرة منذ زواجه وهو ايضا لم يهتم بالسؤال عنها منذ ولادة زين وكانه قد نسى بدوامة الحياة العملية ان له زوجة حتى ولو على الورق ورحمة لم تفتح قلبها لاحد وضعت كل تفكيرها فى عملها فقط واصدقائها الذين اصبحوا لها اكثر من اخوات واصبح اسمها يتصدر التحقيقات الهامة وذاع صيتها هى والفتيات فى عالم الصحافة
سلمى تعمل وتجتهد وايضا وكما هى مشاغبة ومرحة وللاسف مازالت تعشق دكتور عمرو الذى لم يبالى فى اول الامر بها لكن مع الاعوام والعمل معا بدء يظهر بعض الاعجاب لشخصيتها التى على النقيض من شخصيته "تقيل اوى دكتور عمرو الله يكون فى عونك يا سلمى هتطلعى على المعاش قبل ما ينطق ويقول بحبك "لكن سلمى محاربة ولن تتخلى عن انتصارها وفوزها بقلب ذلك العمرو
ريم واعجابها المتبادل مع امجد فهى على يقين انه يكن لها المشاعر وكذلك هو ايضا لكنه متخوف من فكرة الارتباط من يدرى لعل الايام تجعله يقدم على تلك الخطوة لكن يجب ان يسرع فهناك من يتمنى من ريم كلمة لكى يتقدم لها
رنا وجمال منذ يوم الحفل ورنا قد استحوذت على تفكير و قلب جمال لقد وجد فرصة ثانية للحب بعد زوجته الراحلة وقد علم بتضحية رنا لاجل اختها وهذا ما رفع قدرها لديه واستطاع مع الوقت ومساعدة البنات ان يقنعوا رنا بالزواج منه فهو ايضا قد احتل روحها منذ راته ولكن خوفها كان كبير على اختها والان هما متزوجان منذ ثلاث سنوات اى بعد انتهاء ريم من الدراسة وهذه السنوات الثلاث كانت تمثل العوض لرنا فعاشت سعادة لا حدود لها مع جمال وهو ايضا اصبح يعشقها ولا يطيق البعد عنها وقت كبير فبانتهاء الدوام يسرع اليها لينعم بحب تلك الجميلة التى اسرته بضحكة منها لا ينغص عليهم غير تاخر الحمل لم يحاول اى منهم التحدث الى الاخر بذلك خوفا من احراجه لكن بعد كل هذا الحب تتمنى رنا ان تمنح حبيبها ابن او ابنة ثمرة عشقهم وتدعو الله فى كل صلاة ان يمن عليهم بطفل يكمل سعادتهم لعل الله يحمل لهم الفرح قريبا
اما نسرين فقد تركها إسلام خطيبها وحبيب الطفولة كما كانت تظن مع اول فرصة سنحت له لكى يصبح ذو شأن ضحى بخطيبته وحبيبته وابنة عمه وسافر وتزوج من اخرى حققت له ما يحلم به ونسرين بعد ما حدث انهارت لكن بوقوف البنات وخالها بجوارها استطاعت ان تمر من تلك الازمة لكن مثلها مثل رحمة اغلقت قلبها على ما فيه بعد تلك الازمة ادركت رحمة ان حالها اهون من حال نسرين فلقد ادركت ان ساهر لم يغدر او يخون لكنه لم يشعر بمشاعرها لذلك تصالحت مع نفسها وحاولت ان تنسى هذا الحب ولكن هل لها على قلبها سلطان لا فلا احد يستطيع اخراج من نما وتربع بداخله بسهولة لذلك قفلت قلبها عليه
************************************
بداخل شقة إسماعيل رجعت رحمة من عملها مرهقة لتجد اسماعيل على جهاز اللاب توب يتحدث هو وسعاد مع زين وهم فى غاية السعادة فيبدو ان زين قد تعلم شئ جديد فى حضانته ويقوم بالحديث معهم عنه فهذا الطفل الذى ملا حياتهم حتى ولو عبر الهاتف فهو اصبح سبب لسعادة من بالمنزل بطريقته المميزة فهو يتحدث وكانه صبي اكبر من عمره الذى لا يتعدى الاربعة سنوات كما محاولات حديثه معهم بالغة العربية التى اكتسبها من ابيه وكذلك من محادثتهم فترات طويلة تجعلهم يضحكون على طريقته فعلا زين هو مصدر سعادة للجميع
-مساء الخير يا اهل الدار انا جيت
-اهلا يا رحمة يا بنتى تعالى تعالى شوفى زين اتعلم حاجات فى Kindergarten بيعد الارقام
-حبيبي عامل ايه يا قلبي
-هالو رورو وحشتيني شوفتى بقيت اعرف اعد
-شاطر حبيبي انت ولد شاطر جدا وبتعرف تتكلم عربي والمانى مبسوط فى Kindergarten حبيبي
-جدا رورو فى اولاد كتير العب معاهم واتعلم كمان بس انا عايز اكون عندكم معكى ومع جدو وسعاد كتير اقول بابا نروح لجدو يقول حاضر بس مش يروح
-معلش يا قلبي ان شاء الله بابا يخليك تيجي لجدو وتلعب معانا كلنا
-بجد يا رورو انا مش مبسوط بعد ما ارجع من Kindergarten ببقى وحدى بابي ومامى مش موجودين على طول انا انام ومش بيكونوا هنا
-معلش يا قلبي احنا معاك اهو وهما عندهم شغل صح يا زينو
-صح رورو انا هروح انام علشان ناني بتنادى
-طيب يا قلبي مش تنسى تقرا الفاتحة زى ما علمتك
-مش بنسى رورو باي
-باي يا قلبي تغلق مع زين المحادثة وتتذكر ذلك اليوم الذى ولد فيه زين
فلاش بك
-----------
-مساء الخير يا بابا انا رجعة هلكانة
-ليصمت اسماعيل وينظر لها بصدمة وينظر لللاب توب ثم يعاود النظر اليها ولا يعلم ماذا يقول اويفعل
لتستمع الى صوت معذب قلبها وهو يحادث ابيه وصوته يملأه الفرحة
- ها يا بابا اسمى الولد ايه اختار اسم حفيدك
ليصمت ولا يعلم ماذا يفعل وقد ظهرت الصدمة والالم على وجه رحمة فها هو ساهر كون اسرة واصبح له ابن ولكنها لم تكن تعلم بحمل زوجته يبدو ان بابا إسماعيل خاف ان يجرحنى اكثر فاخفى عني حمل الين تحاول ان تبدو سعيدة حتى لا يحزن إسماعيل بدل ان يفرح بحفيده لكن دموعها نزلت دون ارادتها قامت بتجفيفها وحاولت الابتسام
-مبروك يا بابا يتربى فى عزكم
سكت اسماعيل لا يعلم ماذا يفعل هل يترك ابنه ويجرى يحتوى تلك المجروحة ام يرد على ابنه ويختار له اسم ابنه حفيده الذى حلم به طويلا
-يا بابا ها هتختر اسم ايه لحفيدك كرر ساهر السؤال على ابيه
-قوله زين يا بابا ردت عنه رحمة فقد كانت دائما ما تتتمنى ان يمنحها الله طفل من حبيبها وتطلق عليه اسم زين لكن يبدوا ان هذا الحلم ايضا لا امل فيه فليكن اسم ابن من احبت نفس الاسم الذى حلمت ان يكون لابنهم يبدوا ان ساهر سمعها فرد
-حلو اسم زين يا رحمة خلاص هسميه زين زين ساهر إسماعيل ايه رايك يا بابا
-مبروك يا ابنى ربنا يبارك لك فيه وتشوفه عريس ان شاء الله كان يرد عليه وهو يتلجلج فى الكلام فقد كان خائفا على رحمة ان يصيبها سوء او تنهار مرة اخرى
-الله يبارك فيك يا بابا وان شاء الله انزل مصر و اجيبه لحضرتك علشان تشوفه وتفرح بيه
-ان شاء الله يا بنى يلا اسيبك تطمن على مراتك وتشوف ابنك
-تمام سلام
يتجه اسماعيل فورا الى رحمة يحتضنها ويحاول ان يتاكد انها بخير
-انا بخير يا بابا مبروك الحفيد ربنا يبارك فيه
-اسف يا بنتى خبيت عليكى خفت تتعبى وتنهاري تانى
-لا يا بابا انا الحمد لله بخير ولو كنت قولتلى كنت هفرح ليه ربنا يسعده بابنه
-المهم عندى انتى دلوقتى
-متخفش يا بابا انا بجد كويسة بس رجعة مرهقة من الشغل تصبحوا على خير
-وانتى من اهله يا بنتى ربنا يريح قلبك
تتركه لتدخل الى غرفتها تنظر لتلك الصورة تشكى لها صاحبها وما يولم قلبها
باك--
لتعود الى الحاضر فقد كان هذا اليوم هو اخر مرة استمعت الى صوت ساهر من يومها لم تحاول ان تحادثه او تكون موجودة فى الاوقات التى دائما ما يحادث فيها ابيه كذلك لم ينزل ولو مرة واحدة منذ سافر الى ان كبر زين واصبح يستطيع الاتصال بجده فى اى وقت واصبح زين وحديثه هو اجمل وقت يمر بها فهو قطعة من مالك قلبها وحديثه معها يضحكها من قلبها لقد ادخل زين السعادة الى حياتها بعد ان فقدتها، لكم احبت هذا الولد الصغير كثيرا فهو اقتسم قلبها مع ابيه
************************************
وفى منزل رنا وجمال يدخل الى المنزل وقلبه يهفو الى معشوقته التى لا يعلم كيف اصبح يكن لها كل هذا الحب بقلبه فهى اصبحت سبب سعادته فى هذه الدنيا
-رنوش حبيبي انتى فين يا قلبي
لكن لم يجد رد ليدخل يبحث عنها ولكنه يجد الصمت يلف انحاء المنزل بطريقة اصابته بالريبه فهو دائما ما يجدها بانتظاره بمجرد ان يفتح الباب تجري ترتمى بين احضانه فقد ادخرت كل الحب والحنان له لتعطيها الى من ملك قلبها
ظل يبحث فى كافة انحاء المنزل الى ان دخل حجرة النوم وجد صندوق صغير موضوع على السرير اتجاه اليه ليراه وما ان فتحه حتى اتسعت عينيه وعلت انفاسه اما يراه صدق هل ما يره فعلا هل تحقق الحلم هل سيرى ثمرة حبه هو ورنا لتاتى رنا وهى تبتسم بحنو على حال زوجها الذي لا يستطيع ان يتنفس بانتظام من سعادته بهذا الذى يره ففى الصندوق جوارب طفل رضيع الى جانب جهاز اختبار الحمل لينظر اليها وعيناه ترغرغ بدموع
-هو اللى فهمته صح يا رنا
لتهز رنا راسها بنعم وما ان فعلت هذا الا وقد قام بحملها بين احضانه وهو يدور بها ولا يعرف كيف يعبر عن مدى سعادته فهو يشعر وكانه امتلك الكون كله فسيكون له طفل من معشوقته لتحاول رنا ان تهدئه
-اهدى حبيبي جمال انا كده دخت حبيبي
-لا حبيبتى خلاص ها بقيتى احسن انا مش عارف اعمل ايه انا فرحان فرحان اوى الحمد لله اشكرك يا رب لينزل يسجد لله شكرا على تلك النعمة
- حققت ليا احلى واغلى حلم واخيرا هنكون احن بابا وماما ياه يا رنا
لتحتصن رنا وجه جمال وهى تحاول ان تزيل دموعه التى تهطل دون توقف من كثرت سعادته
-حبيبي الحمد لله يا احلى واحن بابا في الدنيا ربنا ما يحرمنى منك يا قلبي
ليقوم باحتضانها ويوزع قبلاته على وجهها كله وهو يعترف للمرة المليون بحبه وعشقه لها