قصة انصهار قلب البارت الواحد والعشرون21 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الواحد والعشرون21
بقلم فاطمة سلطان



الساعة السادسة صباحاً
دخلت زينة شقة نجاح بهدوء وخطوات هادئة ثم توجهت الي غرفتها هي ورحمة وبدلت ملابسها علي عجالة حتي تخلد الي النوم بعد رفضها الشديد ان تصعد معه الي تلك الشقة نهائيا وترفض النوم في شقته هو وايتن حتي وإن علمت الحقيقة كاملة لا تقبلها
ولم يُبرر أحدهما للآخر ولم يتحدثوا حول ما حدث كثيراً بالنهاية هي رغبتهما وليست نادمة ولكن لم تكن تريد الحديث بشأن الموضوع الان فهي تشعر بالحرج وغير ذلك مشوشة
جلست علي فراشها  واخذت ترسل رسالة صوتية الي مادونا تخبرها انها بخير وأنها في المنزل الآن ثم ابتسمت حينما تذكرت
فلاش باك 
خرجت من المرحاض بعد ان انتهت من استحمامها الذي لم يُمر ذلك الشيء البسيط مرور الكرام لا تعلم حتي الاستحمام الطبيعي لم يُكن طبيعي ذلك اليوم العجيب، توجهت الي الغرفة وكان مصطفي يغلق أزرار قميصه، فأردفت قائلة وهي ترفع صنبور الماء 
-مصطفي ازي صحتك !! 
فأبتسم ابتسامة هادئة والتفت لها فهي تتفوه بجمل وكلمات ليست لها علاقة ببعضها ولكنه استغرب حينما نظر علي يديها
-انا صحتي تمام  بس معلش انتِ ماسكة ايه ؟؟ 
أردفت قائلة بابتسامة متوترة
-هو انا لو قولت هتتريق
-عيب انا اتريق عليكِي
تحدثت بكلمات مبعثرة تماماً
-بص هفهمك اللي حصل، هو انا مش فاهمة ولا عارفة بس هفهمك انا قولت زي اي بني ادمه طبيعية هفتح الحنفية ده حقي وشيء مش خارق صح يعني انتَ استحميت وتمام، فانا عادي يعني ده حقي   
لا يدري ما تغير في يوم وليلة بينهما وكيف حدث ذلك في تلك الظروف ولكن كلاً منهما يحتاج الاخر
-اكيد حقك ايه اللي حصل برضو !   
اكملت بنفس ذلك التوتر والكلمات المبعثرة
-بفتحها عادي والله لقيتها اتخلعت في أيدي مش عارفة ازاي بس انا استحميت وقفلت المحبس، هي ممكن تتركب وله دي خلاص باظت وله مخلوعة وله مكسورة
قهقه قائلا بسبب منظرها اكثر من الموقف فأردف قائلا
-خلاص انا هشوفها مضايقيش نفسك 
ابتسمت زينة بود ثم أردفت قائلة
- هو في مشكلة تانية   
-خير ؟  
مطت شفتيها بعدم معرفة فعلي ما يبدو قد فقدت عقلها
-مش عارفة بس انا حاسة ان في مشكلة انا معرفهاش   
اقترب منها واغلق قبضته علي خصرها وقبل رأسها ثم وجنتيها قائلا بهمس
-التهنيج بدأ
ثم استكمل حديثة قائلا بنبرة خافته وهو ينظر في عينيها التي تجاهد وان تبعد عن عينيه التي تربكها والتي كانت دائما تؤكد لها ان حبيبها صادق ولم تكن تصدقها انها بريئة
-مبروك يا زينة كان نفسي الظروف تبقي احسن من كده بس مقدرش أنكر انها كانت امنيه حياتي وحلم عمري انك تكوني بين أيدي كان احلي يوم في حياتي كلها   
ابتسمت بود وخجل ومشاعر كثيرة لا تعلمها ولا تعلم تفسيرها حتي ولكنها لا تعلم سوي انها سعيدة وتشعر بضربات قلبها السريعة ليست نادمة علي تلك الخطوة حتي وإن حرمتها من أشياء كثيرة ولكنها مازالت عند عهدها وبتلك الكلمات التي تفوهت بها يوماً لمادونا ان لا شيء يهمها سوي وجود مصطفي 
-احم احم .. الله يبارك فيك
لتحاول ان تبادله عناقه لتخبطه بدون قصد بالصنبور الذي مازال في يدها ليتأوه مصطفي
-اسفة يخربيت غبائي وجعتك صح
أردف ساخراً
-لا ابدا موجعتنيش خالص يا زينة
باك   
ابتسمت علي ذلك اليوم العجيب الذي كان ملئ بالتفاصيل وكأن ليس له نهاية كل شيء بات خارق ولكنها سعيدة علي الاقل من جهة ومن جهة أخرى تشعر بالحيرة والقلق الشديد تحاول ان تلغي عقلها قليلاً، وفقط تركز في سعادتها مع حبيبها وزوجها تعلم انها تسرعت ولكنها لم تكن تستطيع منع نفسها من الاقتراب فحبيبها لم يخون عهد هي اول امرأة في حياته لا يوجد قبلها 
تعلم انها قاسية وعنيدة وان لم تكن تعرف الحقيقة لكانت في كل مرة ستتذكر انه كان لقبلها تحت اي ظرف حاولت ألا تفكر وتستريح وتلغي اي أفكار قد تأتي لها ان كانت بسبب تسرعها او حتي بسبب خالد وايتن فقط تريد النوم وهي سعيدة فقط ألا يحق لها ؟
- اهلا يا عمتو
قالتها رحمة بعد ان اعتدلت فلا تعلم زينة انها لم تستطع النوم في غيابها 
أردفت زينة باستغراب وتوتر فرحمة كثيرة الاسئلة
- انتِ لسه صاحية، وبعدين عمتو مين ؟
-انتِ
- من امته بتقوليلي عمتو يعني ايه الاحترام ده كله
نهضت رحمة من فراشها وذهبت ناحيتها وأردفت قائلة
- خديني جنبك
افسحت لها زينة مكان حتي تنام بجانبها تسطحت رحمة بجانبها وطلبت منها ان تحتضنها فلبت زينة طلبها ولكنها أردفت قائلة بقلق فهي تعلم ان رحمة لا تطلب هذا الطلب الا اذا كانت تشعر بالقلق او الخوف او هناك شيء تريد الاعتراف به
- مالك يا رحمة خايفة من حاجة ؟
- كنت قلقانة عليكي اوي وقلقت لما اتاخرتي بس لولا اني سمعت صوتك مكنتش هديت بس دلوقتي مطمنه علشان شوفتك
أردفت زينة بنبرة مُتعبة ولكن منزعجة بسبب ما فعلته  والقلق التي سببته لابنه أخيها فداعبت شعرها بحنان
- متقلقيش انا كويسة يا قلبي واسفة اني خضيتك عليا
- متعمليش كده تاني يا زينة انا مليش غيرك انتِ اهلي كلهم
قبلت رأسها بحنان
- حاضر   
-هو انتِ ايه اللي اخرك لغايت دلوقتي ؟؟   
-انا عقبال ما جبتلك الحاجات اللي طلبتيها والحنفية اتخلعت في أيدي وكان يوم لطيف
-ما علينا انا مستغرباكي ايه اللي وداكي هناك وبشار قال انك مروحتيش الشغل 
-هفهمك كنت فين وايه اللي وصلني لكده بس بكرا ان شاء الله لما انام وافوق كده
-طب ابقي جاوبيني بكرا بس  جبتي الهدوم والتيشيرت الأبيض
أردفت زينة بعدم تركيز
- جبت ايه ؟
- انتِ فاقدة الذاكرة وله دماغك فين يا زينة بقولك جبتي الهدوم والتيشيرت الأبيض والحاجات اللي طلبتها منك وله ايه ؟؟
استوعبت حديثها بأعين ناعسة ومرهقة
-اه جبتهم
- اه فينهم انتِ داخله الاوضه من غير حاجة حتي شنطتك مش في ايدك داخله شايله التليفون اللي مبترديش عليه
- تقريبا سبتهم في عربية مصطفي حتي شنطتي، خلاص بقا متتكلميش كتير انا هموت وانام
- ما تنامي انا مساكي مش انتِ اللي جاية متأخر
أردفت زينة بسخرية
- مهوا لو سكتي هنام والله بس لازم تطولي لسانك
أردفت رحمة بتساؤل
- هو انتِ مش هتروحي الشغل كده ؟؟؟؟
أردفت زينة بتذكر لاعنة غبائها ونسيانها
- لا فكرتيني انا عايزة اتصل بريم واظبط معاها الدنيا انا شلتها كام يوم ساعة فرح اخوها يعني اعتقد المفروض تشيلني وخلاص بقا يتخصم ميتخصمش انا تعبانة 
- زينة  انا بحبك انتِ اغلي حاجة في حياتي عارفة كده ؟؟ 
ابتسمت زينة باستغراب وكأن رحمة تشعر بحيرتها، فأردفت بنبرة مرحة قليلاً
-من  كان في بينا عواطف ده احنا بنمسك في شعور بعض
- انتِ اختي وعمتي وامي وصاحبتي وكل حاجة ليا انتِ اهلي كلهم حبيتك تعرفي انك غالية اوي عندي، يمكن شيء معروف بس كل فترة احب افكرك بده
ابتسمت زينة
- انتِ اختي وبنت اخويا وبنتي الاولي كمان وبخاف عليكي زي عيني، واسفة اني قلقت كده بس ممكن يا رحمة اي تفصيله صغيرة تحصل بعد كده تقوليلي عليها مش زي المرة اللي فاتت وتخلي بالك من نفسك اوي ومتثقيش في أي حد
- حاضر مش هخبي حاجة عليكي مهما كانت صغيرة بقصدي او من غير قصدي
تفوهت رحمة بهدوء رُبما نبرة زينة كانت قلقة أيضا ولكن لم تُحب ان تجادلها

-ماشي ممكن ننام بقا 

أردفت بمشاكسة
-ماشي هو انتِ اتأخرتِ ليه صحيح

زينة تأففت قائلة
-ولا هعرف انام في ام اليوم ده

_______________________________

الساعة الثانية ظهراً
في مركز التجميل تحديداً في مكتب ايمان دق بشار الباب

-ادخل

دخل بشار قائلا بابتسامة مرحة 

- ما شاء الله يا مدام ايمان كل يوم بتصغري عن اللي قبله 
ابتسمت ايمان ابتسامة هادئة ثم أردفت قائلة
-اقعد يا دكتور بشار

-انا دكتور ؟؟ والله ربنا نصرني ان انسانة زي حضرتك تقولي يا دكتور

جلس بشار وابتسمت ايمان علي مرحة فأردف بشار قائلا بتوتر من استدعائه
- حضرتك عايزاني يا مدام ايمان ليه ؟ يعني أتمني البنت اللي اديها ازرقت بعد ما سحبت العينة اشتكت عليا وله البنت بتاعت التقشير ..

قاطعته ايمان قائلة 
-خلاص يا بشار محدش قالي حاجة قبل ما تعترف بكل البلاوي اللي عاملها، البقاء لله سمعت عن حالة الوفاة اللي حصلت عندكم

- البقية في حياتك

تحدثت ايمان بنبرة هادئة
- انا عايزاك تقولي المستشفى  اللي ايمان فيها اعتقد دكتور وائل قالك علي علاقتي بايتن وانا مش  عارفة اوصل ليها هي عاملة ايه

-  انا مروحتش ولا مرة بس اللي اعرفه انها تعبانة نفسيا ولسه في صدمة شوية  بتبقي كويسة وشوية بتبقي في صدمة كبيرة 

- ممكن تقولي عنوان المستشفي

أردف بشار مستغرباً فمازال لا يصدق تلك الصداقة التي بين إيمان وايتن ليس فقط لاختلاف البيئات والطرق فشيئا غريب فصدق ذلك المثل ( الدنيا صغيرة )
- حاضر ...... 

_______________________________

في بيت عائلة العدوي تحديداً شقة نجاح الساعة الثانية ونصف بعد الظهر
دخل مصطفي الشقة وأغلق الباب وأخذ ذلك المفتاح الذي تركه أحدهم في الخارج فهو يعلم ان الجميع في الأعلي حينما ناداه رجب إلي الانضمام لهم ولكنه فاجئهم بأنه ذاهب الي العمل، دخل وهو يحمل ملابسه حتي يتجهز للذهاب الي العمل، فالجميع في الأعلي عزمهم رجب علي تناول الغداء حتي خالته وابنتها وزوجة خاله فنادراً ما يأتوا أن كان في المناسبات الحزينة او السعيدة ونادراً ما يصادف وجودهم مع إجازة رجب

فتح باب غرفة زينة وهو يعلم ان لا أحد غيرها يتواجد هنا، مازال يشعر بالاستغراب والحيرة ومازال الأمس غريب بالنسبة له اكثر من زينة سامحته دون مبرر اعترفت بحبه أكتر من مرة بل اصرت علي اتمام زواجهما كان في البداية يظن انها ستأتي في لحظة وتفيق وتبعده ولكنها لم تفعل ذاك جعلته يعيش حلماً جميلاً رغم وقته، حلم جميل  بداخل كابوس مُظلم غرق فيه وبنتائجه لعامين من عمره

جلس بجانبها علي الفراش ثم نظر ناحية حوض السمك ويتذكر تفاصيل ذلك اليوم وإرادة زين علي العبث بالأسماك، رُبما منعه من إتمام حياته كما يريدها كان يبغض وجوده في البداية ولكنه لا يُنكر انه أعطاه دروس وعلمه اشياء لم تكن في سلوكه من قبل، أردفت زينة لتقاع افكاره ومن دون ان تلتفت او تفتح عينيها قائلة بغضب ونبرة مرتفعة وشرسة
- رحمة قسما بالله هقوم اعضك عضه تعلم فيكي اسبوع  زي المرة اللي فاتت مش كل شوية  ياله

- يا ساتر هي علمت فعلا أسبوع ؟
قالها مصطفي بسخرية ومرح

شعرت وكأن دلو ماء مثلج قد سكبه أحدهم عليها، التفت له وفتحت عينيها قائلة بابتسامة بلهاء
- مساء الخير يا مصطفي عامل ايه ؟ كويس الحمدلله، الحمدلله دايما يارب   

التفتت مرة أخري فأردف مصطفي قائلا بتخمين
-واضح ان لسه الشريط مهنج

أردفت وهي تصع الوسادة علي وجهها
-بالظبط لما نظبطه هبقي اقولك تصبح علي خير

أردف قائلا وهو يزيح تلك الوسادة
- قومي طيب علشان تحلقيلي ذقني، وبعدين خلاص سلمي أمرك لله مبقاش ينفع مخدات

اعتدلت قليلا قائلة بانزعاج مُصتنع
- هو انا شغالة حلاقة من امته

ليضع يده علي وجهها
-تعالي في حضني

حضنها ثم قبل جبهتها ثم أردف قائلا
-  المفروض كنتي تنامي في حضني ومرضتيش تطلعي فوق معايا

- انا شرحتلك اسبابي  

- فعلا ان جيتي للحق انا امبارح سمعت منك اسباب وتفسيرات ملهمش اي علاقة ببعض اصلا

- مترخمش يا مصطفي 

- هو صحيح كل الستات مجنونة ومتقلبة بس انتِ عديتي الكل الواحد كان متشوق يشوف ردة فعلك لما تنامي وتصحي

- متقلقش لسه مظهرتش لاني مختش جرعتي الكافية من النوم علشان افوق انا لما سبتك رحمة كانت لسه صاحية وفضلت ترغي لغايت الساعة ٩ الصبح في مواضيع عجيبة

- صاحية لغايت الصبح وقولتلها انتِ اتاخرتي ليه؟

أردفت قائلة بسخرية
- قولتلها أسالي مصطفي، انا كان الشريط سافف برضو عادية 

ليتسطح علي الفراش وهي مازالت في حضنه فسألته بقلق
- هو باب الشقة مفتوح ؟   

- لا لا اطمني محدش هيقفشك قفلت الباب بالترباس كمان   

- جدع   

ابتسم مصطفي حينما حضنته بكل حرية ثم أردف قائلا
- انا بحب الاوضة دي اوي، لأنها اوضتي انا ورجب عشنا فيها فترة المراهقة وفترة الجامعة وفترة خطوبتنا لما كنت بسهر اكلمك وتحكيلي عن المسلسلات اللي بتابعيها وانا بسمعك رغم ان الموضوع مش هامنني وكنت اسهر بالساعات اصالحك حاجات كتيرة اوي   

- يعني ايه يا صاصا نسيب الاوضة؟  

قهقه علي نبرتها المرحة ثم أردف قائلا
- هو ده اللي فهمتيه من كلامي، انتِ عارفة انا لسة حاسس ان امبارح كان حلم مش حقيقة ابدا   

- لا هو حقيقة غريبة زي كل حاجة بتحصل في حياتنا

ثم أردفت قائلة باحراج وخجل
-انا عارفة ان  محسبناش لاي حاجة والظروف وكل حاجة 

فأردف متسائلا وهو يريد اجابة واحدة
-ندمانة ؟؟   

رُبما مشوشة وهناك الكثير من الأشياء في عقلها ولكنها ليست نادمة ابدا
-لا يا مصطفي وعمري ما اندم صدقني علي حاجة انا وافقت عليها بقلبي 

ثم أردفت متسائلة لتغير الموضوع حينما نظرت الي الملابس التي بالتأكيد له ذلك القميص والبنطال الذي يتواجدوا علي فراش رحمة
- هو انتَ جايب هدوم معاك ليه   

- الميه قاطعه عندي   

- وشغالة هنا سبحان الله !!

ثم أردف قائلا بتفكير
-تفتكري يا زينة ايه علاقتنا بالسباكة والمية واي شيء يخص المية  

كانت زينة اغلقت عينيها فهي تشعر بالنعاس الشديد ودف~ احضانه جعلها تشعر بالنعاس اكتر،  فأردف مصطفي قائلا
- زينة انتِ نمتي !!   

فانتبهت وفتحت عينيها
- لا ابدا ايه اللي يخليني انام 

- مش يمكن حضني احسن من المخدة مثلا   

- لا ابدا علي فكره   

- سبحان الله اعرف واحدة كانت هتموت واحضنها امبارح   

- بجد ده مين دي وحصل امته الكلام ده   

- كنت بخونك مع واحدة super woman  خلعت الخلاط في ايديها متقلبة مش فاهم ايه اللي غيرها فجأة   

حاولت تغير الموضوع
- دي هدوم خروج انتَ رايح فين ؟

- نازل الشغل اينعم نازل علي العصر من بكرا هيكون في التزام اكتر من كده 

- بجد هتنزل الشغل ؟؟

- اه 

-واضح اني مش بس انا المزاجية ايه اللي غير وجهه نظرك كده   

نظر في عينيها قائلا وهو يمرر اصابعه علي وجهها
-سمعت بنصيحة واحدة قالتلي ان الشغل بينسي، واني لازم اهتم بشغلي ومهربش من اي موقف وان زعلي هيروح لما اهتم بمصالحي ، وقولت انا خلاص في واحدة محتاج اجبلها شبكة ومحتاج اكون نفسي من جديد علشانها توافق انها تكمل معايا

ابتسمت ثم اردفت قائلة
-متتعبش نفسك انا موافقة من غير اي حاجة، انا بحبك يا مصطفي مش بس حب لان الواحد لو شاف واحد خمس دقايق واتكلم معاه وارتاحله يبقي حبه، انا عديت المراحل دي في حاجات ما بينا اكبر من الحب، احنا سند لبعض وعكاز بعض، احنا صُحبه لبعض وبنحافظ علي سُمعة بعض،  انا بحس بيك حتي لو انتَ بعيد بحس بحالتك النفسية، احنا بينا ود ومشاعر وتفاصيل تتخطي الحب بمراحل، انا عرفتك خمس سنين قبل ما نسيب بعض بس الشهور اللي فاتت علمتني حاجات وخلتني احبك اضعاف حبي ليك السنين اللي فاتت، انا مش عايزة حاجة غير حضنك وبس والاقيك جنبي

قبل راسها واحتضنها اكثر
- وانا بحبك يا زينة، صدقيني هنظبط كل حاجة وبعدين علي رايك لو مشينا كل حاجة طبيعي بتتعقد خليها تمشي بالعكس

- طبيعي او معكوس احنا مش سوا ؟ يبقي خلاص 

- ربنا يباركلي فيكي وان شاء الله حياتنا الفترة الجايه هتكون احسن، بحبك ومنكرش اني فرحان ان مبقاش في حدود ما بينا 

ثم اردفت بنبرة مرحة  

- هو مبقاش فيه ؟ يعني كل شوية هتنطلنا بقا

-مش بقولك مزاجية محتاجة تاخديلك قلم يفوقك 

-اخدلي قلم ؟؟ 

قرص وجنتيها بخفة   

-جاف رصاص انتِ بتقفشي في الكلام ليه   

-طب ياله بقا قوم امشي علشان محدش ينزل يلاقي الباب مقفول بالترباس   

-انتِ مراتي   

-معلش مختش بالي   

-حتي بعد  امبارح 

وضعت يديها حول عنقه قائلة بخجل  

- هخنقك بس بقا   

- متقلقيش رحمة بتساعد همس في الاكل وماما قاعدة ما خالتو ومرات خالي مش هتنزل ابدا وحتي لو فكرت مش هتنزل

أردفت باستغراب وهي تنظر له
-ليه يعني ايه اللي لو فكرت مش هتنزل دي   

-هي عرفت لما طلعت عدت عليا يعني امي مش رحمة علشان تتوهي في الموضوع معاها

-عرفت ايه 

قالتها ببلاهة وهي تنظر له 

-انك خلعتي الحنفية يا زينة وزعلت جدا   

استوعبت قليلا ما تفوه به فقد سيطرعليها الغباء
-روح اللهي تنستر وتنفضح في نفس الثانية يعني ليه تقول كدة في ظروف زي دي يعني   

صمتت ولم تستطع تجميع كلمات مفيدة فأردف مصطفي قائلاً
-علي فكرة هي واضحة وصريحة، ثانيا احنا حرين في اي وقت لانها حاجة ما بينا والست متكلمتش، انتِ اللي نظريتك اوفر محسساني انك اتحرشتي بيا واستغليتي ظروفي  ووحدتي وخايفة حد يعرف
______________________________

بعد ساعة تقريباً، كان يقف امام المرآة وتغلق زينة ازرار قميصه، فأردفت قائلة
- عايزة منك وعد   

- اتفضلي   

أردفت قائلة بحب وبنبرة خائفة
- وعد انك تكون معايا وعايزة اشوفك مبسوط وبس ومش عايزة حاجة غيرك

جعلها تقف امامه واسند رأسه علي كتفها واغلق قبضته عليها قائلا
- انا هكون كويس لانك جنبي، كويس بدعمك ليا وكويس انك مسمحاني وكويس بحبك ليا وكويس انك ملكي وقلبك ملكي وكلك ليا، صدقيني مش سهل اني انسي 

- محدش بينسي موت حد ريح نفسك بس الواحد دايما بيحاول يبص بنظرة ايجابية لحياته مش اكتر
ليقبل عنقها ثم رأسها ثم ذهب رُبما لم يتم اي شيء طبقا للأصول ولكن يكفي لحظات جنون العشق

جلست تفكر بمفردها قليلا لا تعلم من ( من الممكن ؟؟ )  ان تحكي له ومن اين تبدا، فمن الصعب التفوه بذلك الشيء لمصطفي، ومن الممكن ان تؤذيه اكثر وتخاف ان يتهور ويفعل شيئا يجعله يبتعد عنها لا تدري   

نزلت رحمة وحينما وجدتها مستيقظة، فبدلت زينة ملابسها وصعدت، كانت شاردة طوال الوقت تفكر فما حدث ليلة امس ان كان ما سمعته من ايتن او من خالد 

______________________________
دخل مصطفي المعرض واستقبله جميع العمال بفرحه شديدة وحفاوة، فلا شك ان مصطفي يكرم الجميع سواء في المناسابات او في ظروفهما وفي اجازات ويفعل الكثير مع اي شخص لديه مشكلة لا يتركه ابدا وفرح حمصه برؤيته

فجلس في المكتب فأردف حمصه قائلا 

-  اخيرا والله يا استاذ مصطفي انا فرحان اني شايفك والله استاذ خالد كان بيقول انك لسه مش هتنزل دلوقتي

أردف مصطفي بحب
- اديني نزلتلك عامل ايه واخوك عامل ايه فك الجبس بتاع رجله وله لسه

- اه فكه وبقا زي القرد وبرضو بيلعب كورة مفيش فايدة فيه  

- اهو حماس شاب انا كنت زيه زمان كده

- سيبك منه المهم انك منور وربنا الدنيا من غيرك ملهاش طعم ولا لون واحسن حل انك تنزل تشوف شغلك ومالك بنفسك  

ابتسم مصطفي بهدوء
- شكرا يا حمصه اهو قولت انزل مهما قعدت في البيت مفيش حاجة هتتغير المهم بقا انتَ  يا باشا اديت الفلوس ليه لمحمد

أردف باحراج وبنبرة مهذبة
- ما خلاص يا استاذ مصطفي حضرتك عملت الواجب معايا زيادة اول ما جمعت المبلغ اللي صرفتلي بيه تلت شهور رجعته كتر خيرك انك استنيت كل ده،  انا عارف ان نيتك متاخدهمش بس مش هقبل اني مرجعهمش

- انا بحب فيك عزة نفسك حقيقي انتَ راجل، ربنا يوفقك وعايزك تخلص الكلية بسرعة علشان عمك محمد عايز يسبنا ويقعد بقا ومفيش غيرك هيمسك الحسابات

- ان شاء الله

- انا عايزك بقا تصحصح معايا وتجيبلي الدفاتر والفواتير وتجبلي اللاب توب وتجببي عم محمد، عايز دفاتر اخر سنتين بالظبط

- حاضر بس سنتين مره واحده وليه يعني

- اه يا حمصه هقولك بعدين ليه

_________________________________________

بعد مرور أسبوع  الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل 

كانت همس تجلس في الفراش بجانب زينة فقد ذهب رجب منذ يومين فأردفت قائلة 
- انا داخله في شهرين ونصف تخنت فيهم اربعه كيلو انا حامل قولي في عشر شهور يا ستي

أردفت رحمة قائلة بسخرية
- في واحدة بتحمل في عشر شهور

تحدثت زينة بنبرة هادئة
- بتقولك افرضي متقاطعيش الست بقا

رحمة " حاضر " 

تحدثت همس قائلة بمنتهي الجدية
- لو كل شهرين ونصف هزيد ٤ كيلو يبقي انا لما اولد في الشهر العاشر هوصل لكام كيلو ؟؟؟

أردفت رحمة قائلة
- ١٦ كيلو

همس " نشيل كيلو من عندي علشان هما تسع شهور يبقي انا هتخن ١٥ كيلو احيه "

زينة قهقهت قائلة
- احيه فعلا، كده يا همس رجب هيبص برا للأسف

همس " ده اللي انا قولته فعلا حتي انتم اهله بتقولوا كده وعلي رأي بشار بيقول بيلبس ازرق "

رحمة " ده فتاي "

همس " ممكن يكون فتاي فعلا مش لما يبص جوا الأول ده الباشا طول الوقت في الإسماعيلية "

زينة وهي تضع رأسها علي الوسادة
- بيعجبني عقلك يا همس

همس " شكرا، بس انا نفسي اكل كنافة بالنوتيلا او المانجا "

زينة بنبرة هادئة
- شيء لذيذ

همس " بس نفسي اكل رنجة"

أردفت رحمة قائلة
- شيء عظيم

همس بنبرة مرحة
- انا عايزة اشرب سجاير

زينة بسخرية
- شيء مطين بطين !

همس " وحم "

زينة " ده مش وحم ده هبل بوظان او مثلا ملل فراغ حاجة في الرينج ده "

همس غمزت لها قائلة
- بلاش احطك انتِ في دماغي انتِ وتاخيرك وحنفياتك بلاش

زينة تنحنت قائلة
- عادي لو عايزة حشيش مش مشكلة يا همس يعني دي حرية شخصية طبعا

همس " ايوه من خاف سلم "

_________________________________________
بعد ساعتين تقريبا
خرجت زينة من الشقة بعدما اتصل بها مصطفي واخبرها انه يريد ان يعطيها شيئاً ما وكانت قد نامت رحمة وهمس، فجلست بجانبه علي الدرج

زينة بابتسامة " حمدالله علي السلامة "

مصطفي "  الله يسلمك "

كان يمسك علبه صغيره في يده فتحها وكان بها دبله
- اتمني مكنش غلطت في المقاس وانها تعجبك علي ذوقي ولو معجبتكيش عادي هنغيرها

ابتسمت زينة بفرحة لم تستطع اخفائها
- بس ايه اللي خلاك تعمل كده تعبت نفسك ليه انا كنت هلبس القديمة

- لا ياستي مفيش تعب انا قولتلك كل حاجة هنعملها هتكون لراحتك ومدام القديمة بتفكرك بذكريات مش حلوة يبقي لازم نجيب دبلة جديده هاتي ايدك

اعطته يدها اليمني فأردف قائلا
- الشمال يا حوله

لتعطيه يدها اليسري ليلبسها إياها ثم قبل يديها قائلا
- عجبتك وله ايه

- جداا كفايا انك انتَ اخترتها صدقتني فرحتني اكتر من اني اختارها بنفسي ربنا يخليك ليا 

ليحضتنها قائلا
- ويخليكي ليا يا زينة عايزك مبسوطه وبس

- انا مش عايزة غيرك صدقني

أردف قائلا وهو ينهض ويمسك يديها لتنهض معه
- قولتيلي مبتحبيش تقعدي في الشقة فوق   فعندك استعداد ؟ 

- استعداد لايه ؟ 

- تعالي 

أخذها ثم فتخ باب الشقة التي تتواجد امام والدته دخلت فدخلت خلفه، وامسك مصطفي مقص وأخذ يقص تلك الأكياس والاغلفة المختلفة الذي يحاط به أثاث قد اشتروه حينما اقترب زفافهم استغربت زينة جدا وأردفت قائلة 

- ازاي ده كل حاجة هنا ازاي خليته المدة دي كلها

-  والله مش عارف ومكنتش لاقي سبب مرجعتهوش قولت هنبقي نحطه في الشقة دي لو جالنا ضيوف

- أعتقد لو انا غريبة فانتَ ملك الغرابة

- شوفي ايه اللي عاجبك وايه اللي هتجيبي غيره وهنظبط الشقة ودي هتكون شقتنا أن شاء الله مدام انتِ مش بترتاحي فوق

- انا مش عارفة اقولك ايه

- قوليلي انتِ عايزة ايه وبس

_________________________________________

بعد مرور يومين تقريباً
دخل مصطفي المنزل يعد انتهاء عمله ورن الجرس في شقة والدته لتفتح له زينة وهي قلقة جدا

- مساء الخير اتعيشتم وله لسه

- اه .. لا ... لسه

- مالك يا زينة في حاجة وله ايه

قالتها بقلق فهي تعلم انه هناك الكثير من الأشياء ستحدث بعد إتصال ايتن بها وانها أتت بها الي هنا

- لا أبدا مفيش 

ليدخل مصطفي ويجد ايتن جالسة معهم

- انتِ ايه اللي جابك هنا ؟؟؟؟


تعليقات