قصة انصهار قلب البارت الرابع4 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الرابع4
بقلم فاطمة سلطان

  
الي اين وصل بنا الأمر؟
الم اكن انا حلمك و عمرك، كنت تناديني زينة حياتك و لكن كيف سأزينها اذا كانت هناك امرأة اخري تمتلك الحق و اكثر ما امتلكه انا، كنت تقول ان خيروك بين الدنيا و نعيمها سأكون انا الأغلى و الكافة الرابحة في ميزان عقلك قبل قلبك، هل كان كل ذلك كذبة ؟
هل كانت تلك النبضات و لمسه يدك التي كانت دائما تعطيني الدفئ الذي احتاجه كذبة ؟ ، والله كنت اصدق اكثر منكَ ان زينة قلب مصطفي و لكن اين ذهب كل ذلك، يؤسفني ان اخبرك كل ذلك اصبح سراباً و تاركاً خلفه كل الاسي و الألم 
فانا اريد حق قلبي الذي كنت اظن انه سيذوب في الحب ولكنه بات غارقاً في ثنايا الوجع و الاوهام 
_______________________________

في شقة الدكتور زياد،  كانت مريم غاضبة جدا من تصرف زوجها و انه اخبر مصطفي عن وضع زينة و ما حدث مع عوض
مريم بغضب شديد " انا مش عارفه انتَ ازاي عملت كده ليه تقوله اساسا لبه تعرفة وضع البنت مش يمكن يستغل ضعفها انتَ اكيد عارف هو سابها و هي بتختار فستان فرحها ده مينفعش يتقال له سر هيستغل وضعها و انها لوحدها "
زياد و هو يصر انه فعل الصحيح في نظره
- مريم انا عارف عملت ايه كويس مصطفي هو اكتر شخص يقدر يساعد زينة اكتر مننا و اكتر من اي حد و باكدلك اني عملت الصح و انا عارف ان لو رؤوف مكاني يستأمن مصطفي اكتر واحد علي زينة
مريم بسخرية شديده و هي متأكدة ان زوجها بدأت تظهر لديه  اعراض الشيخوخة و اصبح لا يعي ما يقوله
-انتَ عايز تجنني اكيد، تفتكر رؤوف هيوافق ان مصطفي يقف جنبي زينة و يأخذها بيته كمان مصطفي اللي سابها و هي بتختار فستان فرحها ده يبقي اخ ازاي، وله صح هعاتب مين ما انتوا رجالة زي بعض و بتحاموا علي بعض
-اه هتقلبي الترابيزة عليا انا في الاخر
اخذ نفس عميق ثم استكمل حديثه قائلا " مريم انا عارف عملت ايه و عملت الصح متجادلنيش في الموضوع انا داخل انام ورايا عملية الصبح و الأكيد برضو اننا مش هنسيبها و اكيد جوزك مش هيضر واحده اخوها كان صاحبي  " 
_______________________________

في الشوارع
مازالت المطرة شديدة لم تتوقف و كأن تماثل دموع زينة التي لم تستطع منعها امام رجب و نجاح و كأن مصطفي الوحيد الذي تحرمه من رؤيتها ضعيفة، و لكنها سئمت الا يكفي ما مرت به في الماضي و الخذلان الذي تعرضت له و كأن الدنيا تعطيها المزيد لتأخذ منها السند
في سيارة رجب كانت زينة  تجلس معه و مع والدته نجاح بعدما اصرت ان يذهب مصطفي اولا حتي تتحدث معهم لا تريده ابدأ و كأن رؤيته صعبة عليها تؤلمها و توجعها و لكن هل كان من الخذلان و هذا الألم من اجل خيانته ام ان القلب لم يستطع محو هذا الحب، عجيب هذا القلب ينصهر دائما و لكن هل يذوب في العشق او الألم و ربما الانصهار الاصعب اذا التقي الاثنان معاً
رجب بنبره هادئة و حانية  " خلاص يا زينة مصطفي مشي ممكن تروحي معانا بقا، اعملي خاطر لينا انتِ بتقولي بكرا اخوكي  هتخرج من المستشفي و لازم انك تفضي الشقة بكرا هتروحي فين  بيها "
زينة حاولت ان تتحدث من وسط دموعها و تدعي حسن التصرف و لكنها تعودت طوال حياتها الا تفكر في تلك الاشياء او تبحث شي هي طوال حياتها في الاسماعلية لا تعرف سوي عائلتها و بيتها و بعض الجيران و المدرسة و حينما جاءت القاهرة  لا تعرف اكثر من أماكن محدودة و بالطبع لم تعلم يوماً عن تتصرف بمفردها مثل فتيات كثيرة
" هدور علي شقة  بكرا مفيش اسرع من شقق الايجار الجديد "
نجاح تحدثت بحكمه و وضوح " طيب يا بنتي برضو مفيش اسرع منها بس مش اول ما هدوري هتلاقي الصبح يعني وغير كده انتِ شايفة الشوارع عملت ايه يعني ده ولا يومين عقبال ما الناس تنزل من بيتها الشوارع عايمة  "
زينة بوجع و تساقطت دموعها مرة اخري " انا مقدره وقفتكم معايا بس انتوا لو عندكم بنت كنتم هترضوا انها تروح تقعد عند واحد كان خاطبها و اتجوز و خلف  و سابها في يوم و ليله شايفني رخيصة كده يعني "
رجب ابتسم بألم علي مشاعرها و حديثها الذي لا يتمني لأي امرأه او رجل ان يشعرا يوماَ بالرخص
" انتِ بنت ناس يا زينة و لو انتِ حاجة غير كده مكناش هنفكر ندخلك بيتنا او ننزل في نصف الليل علشانك و بنت الناس عمرها ما هتكون رخيصة، و اجاوبك بصراحة علي سؤالك اكيد لا بس علشان احنا موجودين لكن لو مقدمهاش غير كده  ايه المشكلة
 بصي يا زينة الموضوع مش موضوع مصطفي انتِ هتقعدي مع امي تحت في شقتها انتِ و بنت اخوكي لغايت ما تظبطوا اموركم في النهاية احنا كلنا مع بعض عيش و ملح و حتي لو مكنش فيه نصيب  انك تكوني مرات مصطفي، فاحنا جيران و استحالة نسيبك تتصرفي لوحدك استني حتي بنت اخوكي تشد حيلها و انتِ تشتغلي و تأمني مستقبلكم علي الاقل "
زينة حاولت ان تفكر في حديثة و بادلته هو و نجاح بنظرات اطمئنان و حاولت ان ترضي قلبها لان عقلها اقتنع بما سمعة اما قلبها ينزف الماً من ان يكون بيت الخائن هو ملجئها " طب انا عايزة اجيب رحمة من المسشتفي دلوقتي و تضمنولي أرجوكم انا مش عايزه اشوفه لو فعلا عايزين تقفوا جنبي محسش  اني معاه في بيت واحد و ميحتكش بيا خالص لغايت يومين او حاجه علشان اظبط اموري و انا مقدره وقفتكم جنبي "
______________________________
  
كان مصطفي يجلس في شقته و يحمل ابنه " زين " و يشاهد التلفاز او يتصنع ذلك فعقله في مكان آخر و قلبه يشتعل من الغيرة من ان يواسيها غيرة و لكن ما يصبره انها ستكون أمام عينيه و ستكون في أمان،  جاءت ايتن من غرفتها بعد ان انتهت من استحمامها و كالعادة اردت منامة خفيفة و قصيرة  كأنها لا تعبي بدرجة الحرارة او الطقس و انها من الممكن ان تصاب بالبرد، و لكن  كل ما يهمها ان تظل ملفتة للأنظار فقط، كان مصطفي يحتضن زين و علي ما يبدو ان زين غلبه النوم حينما احس بالدفئ في أحضانه 
ايتن جلست بجانبه علي الاريكة و لكنه لم ينظر لها بصره علي التلفاز بينما عقله و قلبه في مكان آخر
" هاته انيمه جوا بدل ما يفضل كده قارفك  "
مصطفي  انتبه لحديثها " سبيه نايم في حضني "
- علشان ميتعبكش
- مفيش تعب سبيه نايم في حضني كده كده انا مش هنام دلوقتي و لو تعبت هحطه علي السرير خشي نامي انتِ
- مش هتنام دلوقتي ليه ده الساعة داخله علي تلاته و انتَ جاي متأخر اصلا واضح ان الشغل كتير اوي 
قالت جملتها الاخيرة باستفزاز و تلميح ملحوظ عن تأخره الايام الماضية فاردف مصطفي قائلا بنبره منفعلة
- يا ستي انا حر مش جايلي نوم تلاته اربعه انا ماسكك خشي نامي انتِ
-و انتِ متعصب ليه يعني هو انا قولت ايه لكل ده هو الحق عليا علشان عيزاك ترتاح وله هي كل كلمة اقولها مبتعجبش
- انا مش متعصب عليكي  يا ستي انا هادي جدا و مش جايلي نوم عندك مانع ؟  
- انتَ علطول متعصب عليا سواء دلوقتي او قبل كده  وكأني مش مراتك و ام ابنك علطول مش بالع ليا كلمة كلامي بيقف في زورك
- ايتن انا مش فايقلك عايزه تتخانقي بكرا ان شاء الله و علشان الولد ميفوقش فياريت تسكتي و تحطي لسانك جوا بوقك و تنامي علشان انا قسما بالله علي اخري ده مش وقت كلامك اللي ينرفز و دخولنا في مواضيع غريبة
-ماشي ما انا اللي خاربه حياتك و انسانة غريبة انا داخله اتخمد يا مصطفي والله خليني انام كل يوم مكسورة الخاطر بسببك
__________________________________

في اليوم التالي
في شقة نجاح التي تتواجد في الدور الارضي من البيت، استيقظت  زينة  من نومها ربما غفت لساعتين تقريبا بينما رحمة قد نامت بعمق من الممكن انها مطمئنه بوجود، انتظرت زينة اذان الظهر حتي تخرج من الغرفة فهي لا تريد ان تستيقظ  و تتحرك في البيت و حينما سمعت حركة في الخارج خرجت، وجدت نجاح تضع الاطباق علي السفرة فهي تأخرت في موعد تناول الفطار حتي يستيقظوا
نجاح بابتسامة " صباح النور يا زينة يا بنتي انا كنت لسه هصحيكم  "
زينة بسذاجة ربما و من الممكن شعورها بعدم الراحة هو نا جعلها تتفوه بكلمات ازعجت نجاح  " متتعبيش نفسك انا رايحه علشان الحاجة اللي هتتلم في البيت و بعدين هرجع و رحمة لما تصحي اكون جبتلها اكل معايا "
نجاح بنبره غاضبة تماماً " عيب يا زينة اللي انتِ عايزه تعمليه  ده يا بنتي انتِ هنا في بيتك و متعمليش فرق ما بينا،  انتِ مش ضيفه و حتي الضيف مبيجبش  اكله  والله زعلتيني منك جدا يا بنتي "
زينة  بندم علي حماقتها و لكنها متوترة و تشعر ان أنفاسها مسحوبه منها فهي في البيت الذي كان من المفترض انه سيكون بيتها و اصبحت تنام في أحضان حبيبها أخري و اصبحت لاجئه في بيت من رفض ان يكون وطنها في لمح البصر
- انا مش قصدي ازعلك انا حتي مش عارفه افهم انا بقول ايه  بس حضرتك اكيد عارفه كويس ان قعدتي هنا مش سهله و انا مش عايزه احس اني تقيله عليكي وجودي دلوقتي وجع ليا
متزعليش مني انا مش مرتاحة و انا قاعده في البيت  اللي مصطفي صاحبة و كل ساعة بتعدي عليا هنا انا بتعب اكتر فيها و كل ما مشيت من هنا بدري هيكون افضل انا مقدره اللي بتعملوه معايا و وقفك معايا بس ... "
قاطعتها نجاح قائله بهدوء  " انا مش هكدب عارفه ان ابني ظلمك و يعلم ربنا اني رفضت الجوازه دي و محضرتش كتب كتاب ابني عارفة ان طبيعي كرامتك هتوجعك  بس صدقيني انتِ مش في بيت مصطفي البيت ده بتاعي  و بتاع رجب يعني كل واحد قاعد في نصيبه انتِ مشوفتيش
مني حاجه وحشه و يعلم ربنا  اني عملت كده مش علشان مصطفي بحلف حلفان ربنا يحاسبني عليه لو اي واحده اعرفها زيك وقعت في ازمه انا بيتي مفتوح مش علشان علاقتك بمصطفي
و بعدين انتِ هتونسيني انتِ و رجمة انا كان وشي في وش الحيطة و بقيت بمنع اي حد ينزلي  الا يوم الجمعة لان همس و ايتن بيعملوا مشاكل فبكون قاعده لوحدك كول النهار  "
حضنتها  زينة و ابتعد عنها بعد دقيقة تقريبا "  ربنا يخليكي انا مش عارفه اقولك ايه بجد "
نجاح " متقوليش حاجة انا عيزاكي بس تحسبي خطواتك صح و تشوفي هتعملي ايه في اللي جاي و تهدي نفسك كه و تفكري في بنت اخوكي و تقفي علي رجليكي و تشيلي الحساسية دي "
زينة " ان شاء الله ممكن تخلي بالك من  رحمة لو صحيت عقبال ما اروح اشوف هعمل ايه "
نجاح " حاضر يا بنتي و استني اتصل برجب علشان يروح معاكي و متبقيش لوحدك كده "
زينة باحراج و امتنان 
" والله متقلقيش بلاش اتعبه كفايا امبارح  نزلتكم في عز المطرة، دكتور زياد و مراته مستنيني "
____________________________________

عرض احد الجيران الذي يعيش هو و ابنه بمفردهم علي زينة  بان توضح اشيائها عنده في الشقه حتي تأتي بشقه اخري، و كانت تجلس في شقة مريم و زياد الذي انهي عمليته ثم جاء
ربما كانت غافله من ان زياد اخبر مصطفي فظنت انه علم من شخص اخر فجميع الجيران قد عرفوا
مريم بحزن علي حال زينة  " طيب  ما تكلمي اهلك في الإسماعيلية اكيد هيقفوا جنبكم في موضوع زي ده الظفر ميطلعش من اللحم انتم لحمهم"
زياد باعتراض علي حديث زوجته
" معتقدش رؤوف كان بيقول عليهم ناس صعبة "
زينة اردفت بنبره حزينة
" صدقيني دول هيخربوا حياتي انا و رحمة اكتر، الناس دول واكلين ورث بابا الله يرحمه بسبب انه كان مسالم و يعتبر مفيش اوراق او حاجات تثبت كده و هو عايش و بعد ما مات رفضوا يدونا ورثنا
و قبل ما نيجي هنا ابن عمي كبير في السن يعني كان حاجه و اربعين اعتدي علي واحده جارتنا بيسكر و يمكن بيضرب حاجات غريبة و غير انهم كانوا راصدينا في الطالعه و النازله كان قدام رؤوف حل من اتنين يا هيخش السجن بسببهم و يسبنا وسطهم و الا هيقتلوه و ساعتها طلب يتنقل فرع المصنع الجديد بإرادته انا خوفي الاكبر انهم يوصلولنا باي طريقة لان انا مش هقدر اواجهم ابدأ ناس مفيش في قلبهم رحمه "
مريم بنبره مستغربه و مستنكره  " يا ساتر هو في حد كده "
زينة " و اكتر من كده انا هكمل في القاهرة لغايت ما رحمة تخلص ثانوية عامة و ساعتها هدخلها اي جامعه في اي حته و نمشي من هنا خالص بعيد عن الكل "
تحدثت زينة معهم و جلست معهم ساعة تقريبا ثم اخذت بعض الحقائب الذي يتواجد فيه ملابسهم و بعض الإحتياجات لها و لرحمة، ثم قابلت خالد اسفل العمارة فتفاجئت بوجوده
زينة بنبره مستغربة  " استاذ خالد ؟ "
خالد بابتسامة  " انا كنت مستنيكي تنزلي خوفت احسن عوض ده يعمل مشاكل تانية معاكي "
زينة بغيظ فهي تعلم ان مصطفي من أرسله بالتأكيد
" شكرا  بس ياريت تقول لمصطفي ملوش دعوه بيا و لا .. "
قاطعها خالد قائلا " صحيح مصطفي اللي قايلي بس اناجاي علشانك برضو خايف عليكي من الراجل ده ..."
قاطعته زينة " شكرا ليكم و متقلقش انا الحمدلله لساني  موجود و مش هسمح لحد يضايقني  "
خالد بابتسامة " طب هاتي الشنط اشيلها عنك "
زينة باعتراض و لكن بطريقة مهذبة حاولت تصنعها بقدر الإمكان
" شكرا ملوش داعي انا اساسا هجرهم و هما حاجات خفيفه تقدر تمشي و شكرا لحضرتك "
ثم تركته و ذهبت دون ان تستمع لاي كلمة اخري
___________________________________

في شقة نجاح كان الجميع يجلس ( رجب و همس،  مصطفي و ايتن) و اخبرتهم نجاح بوجود رحمة و زينة  لديها
ايتن بغضب شديد  " يعني ايه يعني تجيبي خطيبته و اختها و تقعديهم عندك انتم قصدكم ايه بالحركة دي انا مش فاهمه "
نجاح بهدوء  " اناحره في شقتي اجيب فيها اللي اجيبه مش انتِ و جوزك ليكم شقتكم لما اجيب حد يقعد معاكي فيها ابقي اتكلميو انا بقولها اهو اللي هينزل و مش هيحترم ضيوفي اي ان كان مين انا هقل منه اللي هينزل بعد كده ينزل باحترامه يا مينزلش  "
ايتن بغيظ و انفعال شديد  " علي فكره انا اللي ام حفيدك مش هي علشان تعملي كده وانتِ عارفه ان هتقهريني كل يوم بتثبتوا انكم مش طايقين وجودي "
همس بنبره خافته و هي تجلس بجانب رجب  " اخيرا حسيتي يا جبله  "
رجب بتحذير و بصوت منخفض ايضاً
" همس اخرسي و متتكلميش كتير و تعمليلنا مشاكل خليكي في حالك  "
فاجابت عليه بنبره منخفضة " تصدق صح ممكن تسمني مع زينة "
مصطفي بنبره حازمة " ياله يا ايتن علي شقتك "
ايتن " طبعا ما انتَ موافق هترفض ليه ما .. "
قاطعها مصطفي " ايتن علي شقتك و بطلي رغي امي حره و تعمل اللي هي عايزاه في شقتها "
ايتن قالتها بنبره حاولت جعلها هادئة و لكنها تتوعد بنار سوف تحرق الجميع بها  " ماشي السلام عليكم "
و اخذت طفلها في حضنها و خرجت من الشقة و خرج خلفها مصطفي  و وجدوا  زينة تدخل من باب البيت نظرت لها بحقد و بوعيد ثم صعدت الي شقتها بينما زينة دخلت شقه نجاح و لم  تتحدث مع مصطفي بكلمة 
_________________________________________
بعد مرور عشره ايام و قد بدائت رحمة في العلاج الطبيعي و حتي انها تذاكر و تستعد للامتحانات و كانت زينة تقف في المطبخ مع همس و كانوا يصنعوا الطعام فهمس حينما يكون رجب في خدمته تكون معهم بالاسفل طول الوقت حتي انها من ممكن ان تبيت معهم
همس بنبرة جعلتها جدية  " انا عارفة اني حبيتك اكتر من الاول "
زينة باستغراب  " اشمعنا يعني "
- اصلك من ساعة ما جيتي منعتي الحيزبونه انها تنزل تحت و انا بقيت بنزل و ببات هنا فانا سعيده اووي كنت بسببها مبعرفش انزل و افضل نايمه فوق و قاعده لوحدي خصوصا ان رجب بيسافر كتير و انا من النوع اللي مبحبش اقعد لوحدي
- انا مش عايزه اعمل مشاكل والله و لا معاها ولا مع غيرها انا بس منتظره السمسار يجبلي شقه و مادونا راجعه بكرا من اسكندرية و هبدا ادور علي شغل  و هي هتساعدني في الموضوع ده و كده
- عارفه ان وجودك مع مصطفي في نفس البيت شي مضايقك بس والله انا متاكده ان مصطفي ب...
قاطعها زينة قائله " ارجوكي يا همس انا حبيتك و حسيت انك اختي فعلا بس لو بتحبيني بلاش تجيبي سيرته ابدا لان انا هنامجبره لكن انا و مصطفي صفحة و اتحرقت "
- هقولك حاجه و متزعليش انا مبحسش ايتن مع مصطفي و عمري ما حسيت ان مصطفي سعيد و لا حتي في اول جوازهم لما كنت بشوفه مش فرحه عريس مثلا و لا حتي يوم ما ولدت دايما بحس ان في حاجه غلط مصطفي انسان ميستحقش ابدا ايتن 
- برضو ميخصنيش صدقيني حتي لو ايتن مكنتش موجوده في حياه مصطفي و حتي لو عازب بعد ما سبني و رسالته اللي وجعت قلبي مينفعش حتي اذكر اسمي معاه لان خلاص مبقاش في ثقة مبقاش في امان ده اساسا لو كان عازب 
همس باحراج فهي قد احزنتها بحديثها فحاولت ان تغير الوضع  " انا رغايه و نسيت اوريكي الرقاصه اللي تريند اليومين دول "
- رقاصه ؟
- اه رقاصه خليها بشكل افضل راقصة
ثم فتحت هاتفها و جعلتها تشاهد أحد الفيديوهات 
همس بعدما انتهي الفيديو قالت بنبره مرحه " ما شاء الله عليها انا ضهري وجعني من الفرجه بس كتر خيرها بتتعب  والله ربنا يوفقها "
فضحكت زينة  " والله انتِ مسخره يا همس محسساني انها بتجاهد في سبيل الله "
همس بمرح " بضحك معاكي بس شوفتي الرجاله الناقصه معلقه ازاي علي البوست صدقيني انا لو لبست بدله الرقص دي هكون احسن منها لولا الغضروف والله انا صحتي علي قدي دي المشكلة هي مش حاجة قصاد جمالي بس ربنا مديها صحة "
زينة ادمعت عينيها من الضحك " خلاص هموت والله يا همس ضحكتيني في عز ما انا مليش نفس اضحك "
همس بمرح و كانها سبب بهجه البيت  " والله ابدا استني يا انا يا هي  "
تركت الهاتف و كانت في طريقها للخارج 
بينما في الخارج جاء رجب و قبل يد والدته بعد ان عاتبته انه فتح بالمفتاح فهناك فتيات في البيت ولكنه تناسي الأمر حينما جاء بعد ان اخذ اجازته ففعل عادته مع والدته و هي اول شخص تراه و كانت تتحدث معه في  موضوع الدكتور فظنت ان همس قد اهملت الموضوع
نجاح  " يا ابني همس بنت ناس و محترمه و عارفه انها مممكن تكون محرجه تفاتحك في الموضوع ده انا عارفه ان ممكن الموضوع يكون مضايقها و خايفه يكون في حاجه بس لازم تتطمنوا و انا عارفة انها بتتكسف من خيالها و سمعت كلامي و خلاص "
همس بصوت مرتفع و هي تاتي من المطبخ 
- يا ماما هما بيبيعوا بدل الرقص فين ؟؟؟  
لتجد رجب يجلس  بجانب نجاح وكلاهما ينظروا لها بدهشه و انفرجوا ضاحكين
رجب بسخرية " هي فعلا يا ماما بتتكسف موت من خيالها "
همس بدهشة  " يا فضحتي انتَ جيت امته، اوعي يا رجب فهمتني غلط  "
رجب بمرح و هو يتذكر ما تفوهت به حتي نجاح لم تتمالك نفسها من الضحك و كانت زينة في المطبخ اما رحمة في الغرفة
" انا مشوفتش في اخلاقك ابدا يا همس متقلقيش عمري ما افهمك غلط هي مشكلتها فعلا يا ماما حيائها  "
همس باحراج  " طيب اخش اشوف البطاطس زمانها اتحرقت و باظت زي كرامتي كده "
لتدخل الي المطبخ مره اخري 
_________________________________________
في المعرض كان مصطفي يجلس و معه خالد كالعادة
خالد بخبث  " و مراتك عامله ايه في وجود زينة "
مصطفي بملل  " عادي هتعمل ايه يعني بتعمل مشاكل "
خالد باقتراح  " انا لو منك اجيب شقه لزينة بعيد و ارتاح من الوش "
مصطفي برفض " زينة هتفضل قصاد عيني يا خالد و مش هسيبها "
خالد " ده لو كان خطيبتك انتَ مش ملاحظ انك سبتها  و اتجوزت يعني بلاش انانية هي عمرها ما هتتجوز و لا هيجي عريس ليها طول ماهي في بيتك "
- انا عمري ما كنت اناني يا خالد  مهما الكل قال و بعدين زينة مش هتكون لغيري و متقعدش تعصبني
-طب ما انتَ كنت لغيرها
ليدخل أحد العمال  و ينقذ خالد من غضب مصطفي الذي كان علي وشك اكله، يخبره ان هناك اشخاص يريدوه في الخارج ..

                 البارت الخامس من هنا 


تعليقات