قصة انصهار قلب
البارت الثاني عشر12
بقلم فاطمة سلطان
#ايليا_ابو_ماضي
#الطلاسم
إنّني أشهد في نفسي صراعاً وعراكاً وأرى ذاتي شيطاناً وأحياناً ملاكا
هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكاً أم تراني واهماً فيما أراه؟
لست أدري!
بينما قلبي يحكي في الضّحى إحدى الخمائل فيه أزهار وأطيار تغني وجداول أقبل العصر فأسى موحشا كالقفر قاحل كيف صار القلب روضاً ثمّ قفراً؟
لست أدري!
أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير أين جهلي ومراحي وأنا غضّ غرير أين أحلامي وكانت كيفما سرت تسير كلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟ لست أدري!
_________________________________________
في بيت عائلة العدوي ( شقة نجاح )
كان يجلس بشار ابن اخت نجاح بعد ان أخبرته همس ان نجاح تقضي فرضها ويجلس علي أحد الارائك امام همس ورحمة التي أتت من المدرسة حديثاً، ونادراً ما يأتي بشار وفي الرابعة والعشرون من عمره تقريبا ذو بشره قمحية وعيون بنية ولحيه وجسد رياضي الي حد ما ويرتدي نظارة طبيه مؤخراً، رُبما ما يميزه ليس أنه فائق الجمال او انه يمتلك ملامح نادره ولكن تَكْمُن جاذبيته في شخصيته المرحة
فنظر الي همس التي تحمل زين في أحضانها وكانت وتجلس بجانبها رحمة
- عاملين ايه ورجب في الإسماعلية برضو ؟
همس بابتسامة هادئة
- الحمدلله كويسين، اه لسه ماشي من اربع ايام تقريبا، بقالك فترة مختفي حتي مجتش مع طنط آخر مرة بشار مُتصنعاً المعاناة علي أكمل وجه، ياه احكيلك ايه وله ايه التعليم برا صعب اوي دايما في غربة ولوحدك مش بحس اني بين اهلي وناي والله العظيم الوحيد مبيلاقيش لقمة كويسة العيشة مع الاجانب والثقافات المختلفة حقيقي صعبة اوي
فأردفت همس بنبره مستغربه مما يقوله عن أي أجانب يتحدث أم انها فقدت الذاكرة
- التعليم برا والاجانب عيشه صعبة ؟
فأردفت رحمة بفضول حينما تحدث عن التعليم بالخارج كأي شخص يشعر بالفضول حيال هذا الموضوع
- ليه بتدرس فين برا مصر ؟
بشار بابتسامة مرحه ويعدل نظارته ووضع قدم فوق الأخرى
-معاكي بشار مش عارف ببشر بايه بس مش أزمة، خريج من علوم الزقازيق
همس أردفت بسخرية فعلمت انها لم تكبر في العُمر لهذه الدرجة وأنه لم يصيبها الزهايمر
-فعلا العيشة في الزقازيق مع اختلاف العادات والتقاليد صعبة جدا
بشار بمرح وهو يتصنع الأسي ويجعلك تشعر بالشفقة علي حالته
-اه والله بعاني جامد
لوت رحمة شفتيها بغضب واستياء فلا تُحب ان يستخف أحدهم بها من وجهه نظرها او رُبما تظن ان التزام الصمت هو الحل الأمثل فهي لا تعلمه ولا يعلمها
أردف بشار قائلا بملل " هي خالتو كل ده بتصلي "
جاءت نجاح قبل ان يجب عليه أحد ليحتضنها ويقبل يديها وجلست نجاح بجانبه
بشار أردف قائلا بمرح " لو جبنا سيره الجدعنة اسم خالتي لازم يتقال بتصغري يا خالتو كل مرة بلاقيكي اصغر من اللي قبلها "
نجاح ابتسمت علي مرحه " مش بتتغير ابدا ليك وحشه والله يا بشار "
ثم اكملت حديثها بجديه
- سبت البيت ليه انا امك كلمتني الصبح هو خلاص مبقاش في حد متربي
بشار باحراج " ايه يا خالتو، انتِ مش واخده بالك وله ايه اختك اللي طرداني هي فهمتك الموضوع غلط وله ايه "
نجاح بسخرية وكأنها تعاتبه وتعاتب ابنها أيضاً
- يعني هي طردتك من الباب للطاق، هو كل واحد يعمل حاجة غلط ويروح سايب البيت ويقلق اهله عليه
بشار باستغراب من اندفاعها لطالما كانت خالته تتميز بالصبر والهدوء ولكن كانت مُنفعلة بدون داعي من وجهه نظره
-بقولك طرداني قالتلي غور في داهية ياجدعان هو انا وش بهدلة يعني قالتلي امشي بدل ما اسيب البيت انا وأبويا قالي روح عند عمك وانا مش بطيقهم فقولت بيت خالتي اولي بيا
نجاح بعدم اقتناع فهي تري أختها مُحقه " مش كدبت عليها "
بشار بنبرة مرتفعة حتي يسمعه الجميع
-طب تفرق ايه سواء بعيد السنه اللي فاتت او معيد حصل ايه يعني في الدنيا هي فهمتني غلط وبعدين في الاخر كلها اعادة لو كل ام هتطرد ابنها من البيت علشان عاد سنه هنروح في داهيه
وبعدين انا اتخرجت خلاص حتي مفرحتش بالتخرج فكراني معيد طب ما انا بعيد فرقت ؟؟؟ احضرونا يا جماعة
همس أجابت بسخرية وتأييد اما رحمة اكتفت بالصمت
- بصراحة معيد زي بيعيد مفيش فرق
بشار " دي شهادة معتمدة من زوجة رجل مهم في القوات المسلحة خلصانه بجد بارك الله فيكي "
نجاح بسخرية وعتابٍ " انتَ بكاش وبتحب اللف والدوران يعني كدبت عليها في حاجة زي ديه وعايزها تقولك مبروك التخرج يا مدهول "
بشار بمكرٍ
-هو انا كدبت عشاني ؟ مش عشانها وخايف علي زعلها، هو اللي يخاف عليكم يبقي وحش ؟
طب تحمد ربنا اني اخدت الاربع سنين في خمسه طب وماليكي عليا حلفان، واحده جايه تمتحن سنة تانية ومعاها عيلين
تحدث بعيون ماكره وكأنه علي وشك البكاء
-وكنت قاعد انا وزميلي بالعيال، هو قعد يلاعب ابنها الكبير وانا كانت الرضعة سخنه في الببرونه فضلت ابردها علشان العيل الصغير عقبال ما امهم تخلص احنا في علوم يا خالتي اللي بيسقط سنه واحده زيي كده اصحابه بيفتخروا بيه انا قولت هخلصها وانا علي المعاش احنا غلابه اوي
ضحكت رحمة وهمس علي طريقته وطريقة حديثه وقصته التي يبدو انها ليست حقيقية بالمرة
نجاح بسخرية " وعرفت تديله الرضعة يا موكوس "
بشار باحراج " ايه يا خالتي عيب الي بتقوليه ده، عرفت طبعاً "
نجاح تنهدت وأخذت نفسها " والله انتَ حر انتَ اللي سقطت واللي ربنا هيحاسبك علي كدبك مش امك ولا حد تاني وبعدين ايه اللي جايبك هنا "
بشار بمرح " كلك نظر يا خالتي يعني اقعد عندك يومين كده تكون الست صفيت من ناحيتي وكام مشوار اعملهم وكده كده بقالي فتره مشفتكوش "
نجاح بمكرٍ وتفسير في انن واحد " وانا هقعدك وانتَ مزعل اختي، وبعدين انا مبقتش قاعدة لوحدي انا معايا بنات في الشقة "
بشار نظر بطرف عين الي همس ورحمة باستغراب ليتحدث بمكر فهو منذ الصباح يريد معرفة هويتها فمن هذه الفتاة وماذا تفعل هنا فهو يعلم جميع أقارب رجب ومصطفي من ناحية الاب
- بنات انا اول مره اشوف بنات في بيتك انا معرفش غير ان في رجالة رجب ومصطفي
لينظر لهما بابتسامة " منورين "
همس " لا براحتك "
بشار " هي مش همس ورجب ليها شقتها وايتن ومصطفي شقتهم يبقي انا وانتِ والشيطان تالتنا هنا وله ايه يا ايتن ؟؟ "
رحمة باستغراب حينما وجدته يوجه الحديث لها " انتَ بتكلمني انا ؟؟ ايتن مين ؟؟ "
بشار وهو يخلع النظارة ومسك طرف خمار نجاح " لا مؤاخذة يا خالتي "
ليمسح نظارته ويرتديها مره اخري وتحدث بطريقة مسرحية
- لا اله الا الله حتي نظري راح في الكلية شوفتي يا خالتو لابس النضارة ومش شايف عليه العوض، اومال مين الاخت
نجاح " دي رحمة اخت زينة "
بشار باستغراب شديد حينما اتت في عقله زينة خطيبه مصطفي السابقة
-زينة اللي جت في بالي وله غيرها
أجابت نجاح عليه في نبرة غامضة
-رجعوا لبعض واتجوزوا من شهرين كده
بشار باستغراب شديد " هو طلق ايتن وله ايه "
نظرت له نجاح نظره فهمها قليلاً حينما شعروا باحراج رحمة، ليستكمل بشار حديثه قائلا
-ياه يا خالتي كنت احسب اننا منهونش لكن طلعنا بنهون وبتخبي علينا اومال امي شوية وهتبعتلك صوت شخيري
نجاح بنظره قد فهمها بأن يكف عن الحديث الذي يخص زواج زينة ومصطفي الآن
- هبقي افهمك بعدين متقعدش ترغي علي الفاضي انا هشوفلك صرفة يعني تبات في شقة رجب فوق وهمس تبات معانا تحت كده كده رجب في الجيش
بشار بمرحٍ ونبره صبغها في الاعتراض
- طب وليه العكننة دي انا بخاف انام لوحدي هي تنام مكانها فوق علشان رجب ميضربناش بالنار ويفتري علينا انام معاكم تحت احنا والبنات وكلنا اخوة في الإسلام
همس بغرور مصتنع " حقيقي انا جوزي مشرفني "
نجاح بسخريه وضربته علي كتفه بخفة " انتَ واد بايظ فلم نفسك علشان انا مش قادرالك "
بشار باعتذار " خلاص انتم متعرفوش تضحكوا انا غلطان وبعدين صحيح هو مصطفي فين واحشني جدا هو موجود في المعرض وله فين ؟ "
نجاح بانزعاج وحزن يكسو ملامحها ليس ما يقلقها او يوجعها هو غيابة فقط تلك الايام ولكنها حينما تتأكد شكوكها حول زواجه بايتن تحزن اكتر ان من الممكن ان ابنها وقع في هذا الإثم وتفكر في حالته النفسية التي تدهورت فإن كذب علي العالم بأكمله ستشعر به امه فقط
-مصطفي سايب البيت بقاله كام يوم
بشار باستغراب ولكنه لم يتخلي عن نبرته المرحة
-لا اله الا الله لا العيلة دي محسودة، هو بيعيد برضو وله ايه ؟
_____________________________________
في وسط المدينة
كانت زينة تمشي في تلك المنطقة المزدحمة التي طالما اعتادت ان تمشي بها معه هو فقط كان هو عينيها وكل شيء من الممكن أن يعرفها علي المدينة الجديدة التي جاءت اليها بعد أن انتقلت من الإسماعلية، كانت تمر بجانب تلك المحلات التي طالما دخلتها معه وتناولوا الطعام في هذه المطاعم، كل شيء هنا لديها معه ذكري به ووعدها بكثير من الأشياء ولكن مهلاً !!!
في لا تعلم حقاً ما الذي اتي بها الي هنا ؟ فقد قادتها ساقها الي هنا واتصلت بها مادونا تخبرها علي اعتذار وائل بسبب ذهابها الي العمل بلا فائدة وغياب ابراهيم
فكانت تنظر علي الرصيف وتنظر الي الناحية الأخرى ولفت نظرها هذا المحل الخاص ببيع ( اسماك الزينة ) التي كانت لاول مره تنظر الي هذا النوع من المتعة فقد يبدو هذه الاسماك متعة للبعض، وجمعت رأسها فجاءة تلك الذكري السيئة حينما انكسر الحوض
كانت تشرب زينة احدي المشروبات الغازية وتتحدث مع مادونا في الهاتف وتقص لها ما حدث فاستغربت مادونا بأن وائل لم يخبر والدها بما حدث ولولا زينة ولم تكن تعلم لكنها انهت الموضوع بأن وائل تحدث بحسن نيه وأن زينة أخذت الموضوع بحساسية كالعادة
زينة رفعت بصرها ونظرت فوق محل الأسماك بالصدفة لتستغرب بشده حينما أتي انها كذبت نفسها هل يمكن انها تتخيل او أن الموضوع بتلك السهولة وجدته يقف وشارد تماما من إحدى شُرف العمارة الدور الخامس تحديداً
زينة باستغراب شديد وبلاهه ومازالت مادونا معها علي الهاتف
-هو ؟؟؟
مادونا باستغراب " الو ؟؟؟؟ هو مين يا زينة انتِ بتكلمي مين "
زينة بسرعة ولهفه لم تكن تعبر عن انتهاء حيرتها وقلقها عليه لم تكن تلك الرسالة اللعينة التي تعلمها منهما كفيلة بأن تطمئن عليه فهي لم تتعصب بما فعله مصطفي بها بقدر ما تعذبت بسبب حيرتها ومشاعرها المتناقضة فهي تارة تريد ان تلقي نفسها في أحضانه وتبكي وتشكي همها ان كان هو سببه او كان هناك شخص آخر وتاره اخري تتمني الموت علي ان تتواجد معه وان تنظر في عينيه التي تقتلها بسبب براءتها المزيفة وتخاف من أن تخضع لها، هل ستكون النتيجة عادله وسينتهي القلق ام انها سوف تتأكد انها قد أصابها الجنون والتهيؤات وتحتاج لمعالج نفسي ان يشفيها من شيء او انسان او قد يكون عالمها الذي يتلخص في أنسان واحد ( مصطفي )
- اقفلي كده يا مادونا دلوقتي وهرجع اكلمك تاني
اغلقت مع مادونا فوراً دون قول مبرر كافي فهي ليس لديها الوقت لذلك، وكانت تضع الهاتف في حقيبتها ليأتي ولدان يركضوا خلف بعضهما لم يتجاوزوا الخامسة عشر بعد بعضهما وصدمها احدهما وكادت ان تفقد توازنها وسقط منها مشروبها الغازي .
زينة بغضبٍ وعصبية " ارحمني يارب علشان مرتكبش جريمة في البشر كلها "
الولد قد عاد خطوتين فهو لم يمشي كغيره الكثير من المهم
-اسف يا انسة، والله مكنتش اقصد اخبط حضرتك
زينة حاولت ان تتركهما بسبب لهجتهما المحترمة ولأن لديها شيء تهمه اكثر من ذلك " خلاص محصلش حاجة "
ليذهب هو وصديقة ورفعت بصرها مره اخري لتنظر علي العمارة وتلك الشرفة ولكن لم تجده هل تخيلته يا تري ؟ فهي لم تصب بهذا الجنون بعد فهي راته يقف ويستحي شي ما وشارد تماما يقف في الشرفة ولكنها ما ان رفعت بصرها لم تجد احد ونظرت مره اخري وجدت المحل تحاول ألا تكذب عينيها فعبرت الطريق وصعدت الي تلك العمارة اما ان تمحي شكها او تؤكده، صعدت الي الطابق الخامس ورنت الجرس ليفتح لها مصطفي بهيئة شاحبة تماما لم تراه فيها من قبل وكأنه علي وشك الموت
مصطفي بدهشة فلم توقع ابدا انها ستكون الطارق فظن انه صديقه او طارق من طرفه فهو لو يتوقع ان هناك أحد سيعرف مكانه، فتظن زينة انها الوحيدة التي تظن انها اصبحت تري خيالاً ولكنه توقع انها خيال أيضا
-زينة !!!
زينة تنفست الصعداء حينما تأكدت انه أمامها وبخير الي حد ما فتنهدت تنهيدة مُتعبه ومرهقه
-ايوه
مصطفي بتساؤل " انتِ عرفتي مكاني منين "
زينة باستغراب من انه يحاكيها وهي مازالت تقف أمام الباب، فأردفت بشك
- هو مينفعش تدخلني مثلا ؟؟ قبل ما اجاوب وله في حاجة تمنع دخولي
مصطفي علم انها تشك به من نظرتها وسؤالها فأجاب بنبرة باردة وافسح الطريق الي حد ما
- ادخلي رغم ان في حاجات تمنع
نظرت له بشك لتدخل شبه دافعه اياه ولم تستطع ان تتحرك في الداخل خطوه حتي اتي كلبان ربما كانوا ضخمان فصرخت حينما حاولوا ان يداعبوا قدمها فوقفت خلفه قائله بذعر
-خرجني خرجني
لم يستطع سوي ان يضحك رغم ان حالته النفسية لا تسمح له بذلك ولكن حبيبته تخاف من اشياء كثيره
-مش قولتي دخلني
زينة بخوف شديد " خرجني بقولك بالله عليك ابعدهم عني او مشيني "
اخذ الكلبان ودخلهم في أحد الغرف واغلق الباب عليهما وجاء لها مره اخري وانفست هي الصعداء قليلا وحاولت ان تنسي رهبتها منهما وترجع الي الموضوع الأساسي
زينة بنبرة متسائلة " انتَ بتعمل ايه هنا اساسا وبيت مين ده "
مصطفي " عرفيني عرفتي مكاني منين الاول "
زينة بنبرة مُنفعلة
- علي فكرة انا اللي سالت الاول يعني وانا جيت مش هتفرق كتيرعرفت منين
مصطفي بنبرة حزينة ومتألمة
-ايه اللي جابك يا زينة ؟؟؟
زينة بحدة وبانفعال
-جايه علشان اللي انتَ عملته ده هي اسهل حاجة تمشي وخلاص وفي داهية اي حد يقلق عليك كل مره ....
قاطعها مصطفي بغضب وبنبرة منفعلة وصوت مُرتفع
-زينة لو جايه لغايت هنا علشان تجرحيني او تضغطي عليا فامشي احسن انا مش مستحمل كلمة من حد كفايا بقا انا بشر وتعبت من التفسير ومن الاعتذارات ومن الكلام انا تعبت بجد ومبقتش قادر اجي علي نفسي مهما غلطت بالشكل ده
زينة شعرت بالشفقة عليه ولأنها وجدت ان بالفعل كل منهما قد تألم بما يكفي
-انا مش جايه علشان كده يا مصطفى لاني بوجع نفسي قبلك انا جيت لاني قلقت عليك فمش من حقك تمشي بالشكل ده
نظر لها مصطفي باستغراب هل هي قلقت عليه حقاً جلست زينة علي الاريكة بينما شعر مصطفي بانه علي وشك ان يفرغ ما في جوفه فذهب الي الحمام وتركها واغلق الباب خلفه فهو منذ ان ترك المنزل يمر بوعكة صحية، فهمت زينة ما يمر به حينما ذهبت ورائه ولكن مازالت تريد ان تعلم بيت من هذا ؟ ولفت نظرها تلك الأدوية التي اغلبها لمرض السكري فاستغربت جدا
فسارت بخطوات خفيفة الي الحمام وجدته مغلق وبجانبة المطبخ فدخلت لم تجد احد ثم فتحت باب احدي الغرف التي يتواجد بجانب الغرفة الأخرى التي ادخل الكلبان بها لتدخل راسها بعد ان فتحت الباب فتحة بسيطة ، لم تري جيدا بسبب ان النور مغلق، لتري شيئا ما قد منع الهواء عنها من الخلف
مصطفي بخفوت وهمس لها " مفيش حد والله غيري "
زينة التفتت بفزع " بسم الله الرحمن الرحيم "
مصطفي بسخرية فهو يعلم انها تشك به " بدوري علي ايه "
زينة ابتعدت وجلست مرة اخري " ابدا انتَ كويس ؟ "
مصطفي " اه الحمدلله "
زينة بتساؤل وقلق " ايه العلاجات دي كلها وعلاج السكر ده بتاع مين "
مصطفي جلس بجانبها وأردف بلا مبالاة " بتاعي "
زينة " ازاي جالك السكر وامته ؟؟ "
مصطفي بلا مبالاة فلا يريد شفقتها يريد ان تحبه وتسامحه ليس شفقه وكأنه شخص غريب
-الحمدلله علي كل شي، من قريب متهمتميش عرفتي مكاني منين وجاية تعملي ايه
زينة بنبرة هادئة " عرفت مكانك بالصدفة كنت بتمشي فالشارع وشوفتك من البلكونة وبعدين شقة مين دي "
مصطفي بنبرة خافتة
-شقة صاحبي اللي فاتح محل تحت هو عايش لوحده وقولت اقعد عنده كام يوم
زينة خمنت انه يتحدث عن مالك محل أسماك الزينة
- هو صاحبك من امته وبعدين يعني انتَ مختفي من مين وله بتهرب من ايه يا مصطفي
مصطفي بنفاذ صبر وتصنع الهدوء واللامبالاة
-زينة انا تعبت وخلاص مبقاش عندي قدره احارب علشان حاجة مفيش حاجة احارب علشانها انتِ رحتي حياتي مبقتش حياتي ومبقاش عندي قدرة حتي افسر لحد قراراتي انا تعبت ولازم ابعد عن ضغط الكل عليا وكأني إنسان آلي مبحسش لازم ابعد شوية واعيد حساباتي تاني
أردفت زينة بحكمة لا تمتلكها ولكنها سئمت من ذلك العذاب فلقد ذابت روحها
- بص يا مصطفي انا مش جاية اعاتبك وله عايزة اتكلم في اللي فات لان خلاص احنا مش هنغيره اللي حصل حصل
مصطفي باستغراب وهو ينظر لها " بمعني ايه انتِ أساسا مش مدياني فرصه اني افسرلك حاجة "
زينة أردفت بصدق
- منكرش انا حاولت اتخيل ١٠٠ سيناريو وسيناريو عن اللي حصل زمان وازاي خنتني وجت في دماغي افكار سينمائية وعيك مش في وعيك مثلا صدقني مهما وجعنا بعض ومهما فسرت الموضوع انتَ اتجوزت وخلفت دي حاجة مش هتتغير ومش في صالحنا نخرب حياة بعض او اننا نتكلم في الماضي
مصطفي باستغراب مما تفوهت به " انا مش فاهم انتِ عايزه توصلي لايه "
زينة بألم وبنظرة متعبه " بلاش توجع اللي بيحبوك بغيابك امك تقريبا مبتعرفش تنام وعلطول بتعيط وفاكره ان محدش واخد باله بلاش تغلط في حقها وخلاص كفاية بقا تتعب اللي حواليك وانا مش ربنا علشان اعاقبك او اني افكرك بذنبك وانا بعترف اني غلطت لما دخلت بيتك واننا اتجوزنا تحت اي ظرف بس خلاص برضو دي تعتبر غلطة ليا وحاجة حصلت مش هغيرها "
مصطفي " زينة انتِ عايزه ايه ؟؟ وقصدك ايه بكلامك ده انا بجد مش فاهم حاجة ومتقوليش ان اللي عملتيه واننا اتجوزنا غلط لانها الحاجة الصح الوحيدة اللي عملتها "
زينة تنهدت تنهيدة طويلة فلم يكن الحديث بتلك الكلمات هين عليها
- اللي غلط غلط واللي اتظلم خلاص انا منكرش انك وقفت جنبي انتَ وعيلتك الفترة اللي فاتت كفاية انك وقفت معايا وسط اهلي برغم كل حاجة بينت ليهم ان ليا ضهر، انا بشكرك ومتعودتش اني انكر جميل حد عليا
قاطعها مصطفي بغيظ ويسلط بصره علي عيناها الكاذبة والتي تُجاهد حتي لا تنزل دموعها
- انا معملتش كده علشان اسمع منك شكر يا زينة ولا ده كان جميل انا عملت كده علشان بحبك ولغايت اخر لحظة في عمري مش هتردد اني اساعدك حتي لو بروحي مهما قولتي او عاتبتي ومهما وجعتيني انا خفضل احبك ونفسي امل
زينة جاهدت كثيرا ولكنها لم تستطع التحمل كلماته رغم انها تعبر عن حب ولكنها كانت ألم بالنسبة لها فنزلت دموعها وهي تتحدث وتحاول الا تنهار
- انا قولت بلاش نوجع بعض يا مصطفي وكلامك ده نفسه وجع بطل توجعني ومتفرحش في وجعي
مسح دموعها بأنامله فقد احترقت روحه من رؤيه دموعها بسببه واخذها في أحضانه وبكت في حضنه لثواني معدودة رغم انه الجاني عليها ولكن سكنت في احضانه لثواني كانت كفيلة بان تريحها وفي نفسك الوقت تغضبها من نفسها، ولكنها ابتعدت عنه ولم تركز في ما فعلته، حاولت ان تتمالك نفسها فيكفي هذا الضعف
- احنا هنطلق انا خلاص همضي عقد شقة واهلي رجعوا ورثي غير اني هشتغل ومعاش اخويا هنعرف نعيش انا ورحمة كويسين ونطلق وانتَ ترجع لاهلك سواء هتكمل مع ايتن او لا دي حاجة ترجعلك اعمل اللي يريحك
بس طمن امك عليك وبلاش الانسحاب ده لانها ملهاش اي ذنب انها تتوجع علي ابنها، خلينا نريح بعض وكل واحد يشوف حياته ده أسلم حل اننا نبعد
مصطفي بحب وبنبرة صادقة " انا عمري ما ارتحت في بعُدك عني وبعتبرك من اهلي "
زينة بصدق وبنفاذ صبر " ولا انا ارتحت في بعُدك بس عمري ما هرتاح في قربك "
ثم استكملت حديثها بنبرة عقلانية
' انا جيت وربنا يعلم انا بتكلم كده ازاي ومتحمله كلامي ازاي بس خلاص اللي حصل حصل مش هيتغير علي الاقل نحترم بعض وكل واحد يعيش حياته زي ماهو عايز
مصطفي بنبرة مُنفعلة قليلاً يترجاها ان تظهر القليل من الرحمة تجاهه
- هتبقي مبسوطة يا زينة لو مشيتي بجد بصي في عيني وقوليلي هتبقي مبسوطة لو بعدتي عني تاني
زينة نظرت امامها ولم تنظر له
- اه يا مصطفي هكون مبسوطة جدا علي الاقل مش كل دقيقة هفتكر حاجة توجعني، ارجع بيتك يا مصطفي ومتهربش من الغلطة اللي سبتني علشانها
لان دي حياتك طلقت ايتن كملت معاها دي حياتك ومش هتغير حاجة بالنسبالنا، مينفعش تروح ماشي وسايب كل حاجة كمل تصحيح غلطتك للاخر
انا هكون سعيدة اكتر من انك تبقي عامل زي الهربان امك مش زينة علشان تتحمل غيابك امك ام عارف يعني ايه أم؟؟؟ مش كام سنة حب او خطوبة علشان تسيبها قلقانة كده ومش رسالتك اللي هطمنها لما تشوفك هتطمن، راجع نفسك وانا هنتظرك تطلقني
مع السلامة
امسكت حقيبتها وذهبت الي الباب وما ان كادت ان تفتحه، أردف مصطفي قائلا بحزم فهو لن يتركها بعد لهفتها عليه وقلقها لم يقسي قلبها ولم يمحي حبه لكنه غاضب من جرحه فكانَ يَرَى في ذَلِكَ بَصيصَ أَمَلٍ أن تعود له في يوم
- زينة انا مش هسيبك ومش هطلقك
التفتت له بغضب وبدهشة " يعني ايه "
- زي ما سمعتي
زينة بغضب وغيظ وكأنها قد ندمت علي تلك النبرة المُتحضرة والعقلانية التي لم تفرق معه
- انا اتكلمت معاك بالحسني وقولت اني هنسحب من حياتك وانتَ تعيش حياتك فايه اللي بتقوله ده يعني انا كنت بكلم نفسي
مصطفي بإصرار لما تفوهه به فلن يترك حبه بتلك السهولة فإن هرب من الجميع ان يهرب من قلبه الا يستحق حبه المجازفة قليلاً
- زينة مش هطلقك انا لسه بحبك ومش شايف ان غلطتي اللي انتِ مش عايزة تتكلمي فيها، مش حاجة اتعاقب عليها العمر كله كفايا اني عارف غلطي قدام ربنا لكن حرام تبعدي عني ومش هستحمل تكوني لغيري
زينة بسخرية وبغضب من تلك الكلمات التي لا تدري ما الذي تغيره بها فنصف منها قد تريحه تلك الكلمات والنصف الآخر يستشيط غضباً
- انا مش علشان اتكلمت معاك بذوق وعيطت قصادك تفتكر اني ضعيفة ومتنساش انك ماضي علي ايه
مصطفي بلا مبالاة " مش ناسي بس انا عارف ان عمرك ما هتعملي حاجة بيه انا عارف مين الي قدامي "
زينة بسخرية من بروده
- طب انتَ عارف ان اهلي معرفوش يربوني
مصطفي باعتراض حينما قام ووقف بجانبها
- لا عيب متقوليش كده
زينة بسخرية " لا عيب ايه يا شيخ معرفوش يربوني علشان جيتلك وغلطانه لما فكرت اننا نتكلم زي البني ادمين ونكون عاقلين علشان انتَ لسه بتستخف بيا وفاكر اني بكلمك بهدوء علشان انا مش هقدر اعملك حاجة انتَ لسه بتسضعفني"
مصطفي بنبرة هادئة وخافتة وهو ينظر علي عيونها التي تظهر عكس ما تتفوه به
- انا عمري ما شوفتك ضعيفة انتِ اقوي مني يا زينة انك جيتي تقولي الكلام ده حتي لو هو مش من جواكي
عمري ما شوفتك ضعيفة وكلامي ده مش علشان بستخف بيكي لا علشان انا عارف انك مش هتأذيني عارف كويس انك لسسه بتحبيني
زينة بسخرية وبنبرة حادة
- يا ابني متخلنيش اقول كلام غلط ده انتَ جايب الثقة دي منين انا ولا بحبك ولا زفت بس مش هسمح اني اكون السبب في خراب حياتك وان الناس تقول اني خربت علي واحدة وانا غلطانة من الاول مشاكلك بدائت معاها لما انا رجعت انا مبحبكش أفهم دي
مصطفي " كدابة يا زينة "
زينة بغيظ " مش كدابة انتَ غرورك موصلك اني لسه بحبك لاني متعاطفة معاك، انا مش ناسية انتَ عملت فيا ايه وصدقني هخلي عيشتك سواد يا مصطفي "
مصطفي حاول ان يأخذ الأمر بسهولة
- لو في سواد اكتر من اللي احنا فيه او في مكان في حياتي لسه ابيض سوديه يا زينة
زينة ذفرت بضيق
- والله لتشوف
وفتحت الباب ونزلت وهي غاضبة جدا بسببه...
________________________________________
في المساء في بيت عائلة العدوي
كانت زينة طوال اليوم شاردة لاحظ الجميع ان هناك شيء بها ولكنها خبرتهم انها قبلت في العمل وليس هناك شيء يزعجها
وجاءت اخيراً تلك الضيفة التي تنتظرها همس وهي ( ملك ) ابنه خالتها في الثانية والعشرون من عمرها خريجة من كلية الشريعة والقانون، متدينة وانسانة علي خلق
لا يعلموا ما الذي جعلهم يتحدثوا بحرمانية العلاقة بين الفتاة و الشاب في فترة الخطوبة رُبما كانت البداية حينما انتشر خبر عن فتاة وشاب من مشاهير السوشيال ميديا قد انفصلوا، ولكن اتي الموضوع بمجادلة واسعة بين زينة وملك حينما أخذهم الموضوع للحديث في اكثر من جانب وكانت زينة تجادلها ولا تتقبل ارائها
ملك باستغراب وبنبرة هادئة
- زينة مش عارفة انتِ بتجادلي فايه ؟ ده كلام ربنا ليه مش قادرة تصدقي ان فعلا كل المشاكل ونسب الطلاق واتجاه الازواج للخيانة بعد الجواز سواء الراجل او الست بسبب الحاجات اللي بيستهتروا بيها في فترة الخطوبة او فترة الارتباط اللي انا مش بعترف بيها اصلا
زمان مكنش في التفتح والكلام ده ومكنش في ثقافة الخروج وان واحد مخطوب يطلع مع خطيبته وأهلها مصيف يعني زمان كان كل الجواز معارف او صالونات ورغم كده الناس كانت محترمة بعض وفي موده مش راجل بعد الطلاق يفضح مراته بصورها معاه في البيت
كل ده ذنوب انا مش فاهمة مالك انا بكلمك في حدود دينية يعني مش وجهة نظر شخصية التفتح والتكنولوجيا واللامبالاة اللي عند الناس دي هي سبب كل حاجة غلط، اللي قولته حرام هل هو حلال علشان تضايقي ؟؟
زينة ذفرت بضيقٍ من هذا اليوم العجيب
- مقولتش انه حلال بس متبرريش الخيانة
ملك " انتِ فسرتي كلامي غلط "
همس حاولت ان تفك هذا الشجار فهي تعلم ان ملك تفتح جرح زينة بطريقة مختلفة فستأخذ الحديث علي محمل شخصي، فأردفت بمرح
- مش قولتلك يا زينة ملك دي التوينز بتاعتي وشبهي بالظبط في الطبع انا وهي زي بعض تماما في الآراء
زينة بسخرية " جدا "
ملك استكملت حديثها بنبرة هادئة
- بصي يا زينة عايزة افهمك حاجة انا مش ببرر خيانة الزوج او الزوجة انا بقولك كمثال وصلنا لاية، من التفتح و ان أسرار البيوت من السهل تطلع برا
اللي بقولة ان فعلا الحياة الزوجية مبقاش فيها بركة لاسباب متعددة انتِ مسكتي في نقطتين قولتهم وماسكة فيهم، الناس كلها او مش هنعمم الا قلة قليلة غافلة تماما وممكن تكون علي معرفة بس بيشوفوا الحاجات دي عادي الزمن اتغير !!
الزمن اتغير في التطور مش الدين لان الفروض او اي حاجة ربنا وضعها مش بتتغير مع الزمن مينفعش واحد خاطب واحده يحط ايده علي كتفها يمسك ايديها يروح البيت يشوفه بشعرها لو هي محجبه انا اعرف ناس محجبه بتعمل كده كتير
وان الحديث الأوفر عن الحب في فترة الخطوبة كل ي ذنوب الناس بتتجاهل الذنوب دي وبعد الجواز بتشوفي الطلاق بسبب الخيانة او بسبب انهم مش لايقين الحب او الملل وقال مفيش رومانسية لا ربنا مش بيبارك في علاقة فيها ذنوب وللاسف حتي الناس مش معترفة بكده حتي الان
في فترة الخطوبة الناس بتتكلم وبتعيش حياة المتجوزين مش بالمعني الوحش 24 ساعة مكالمات وبحبك ومش عارفة ايه خروجات بتبقي عمال علي بطال كل حاجة أساسا المفروض تبقي في حياتك بعد الجواز فترة الخطوبة فترة تعارف يا جماعة مش اننا نعيش حياة حرام في حرام لاننا عندنا عُرف الحرام شيء واحد بس في الخطوبة واكيد فهماني
وبنرجع نشتكي من ان العلاقات والزواج مفيهوش بركة ومشاكل علطول
زينة تريد ان تُنهي هذه المناقشة فعي تشعرها انها مذنبة معه وتخرب تفكيرها رغم ان ملك تتحدث من منظور اخر
- خلاص يا ملك انتِ كلامك صح
ملك بهدوء " كلام ربنا هو اللي صح مش انا !! انا معرفكيش أساسا والنقاش جاب بعضه انا مش قصدي حاجة "
زينة " انا عارفة كل اللي قولتيه صح !! انا بس كنت مخنوقة شوية ومنفعلة زيادة "
ملك بصراحة وابتسامة في انن واحد
- بصراحة من غير زعل انتِ غريبة جدا وبتزعلي بسرعة وحماقيه مش بتقبلي الآراء احنا بنتناقش في موضوع عام اسلوبك محتاج صبر اكتر
همس وهي تنظر لها نظرة تكاد ان توقفها عما تفعله
- ايه يا ملك يا حبيبتي كفايا !! وبعدين انتِ سايبة مشكلتي الأساسية انا محتاجة اقنع رجب بالحجاب في البيت علشان هو مش مقتنع
ملك " لا يا همس كده انا هقولك هبد ميتوصفش وهخترع استغفر الله دين جديد بسببك يا ماما "
فضحكت زينة وملك وحاولت ملك ان تحسن علاقتها بها قبل الذهاب فهي لا تعلمها ولا تريد ان تجعل احد يأخذ علي خاطرة بسببها
وانتهي هذا اليوم حينما جاء شقيق ملك ليأخذها فهي لم تمكث معها لايام غياب رجب حينما علمت بالضيوف الذي حلوا ولن تكون ازعاج او ضيق عليهم
ووعدتها انها ستأتي مره اخري وبات بشار في شقة رجب وهمس معهم بالأسفل وكان زين ينام مع ايتن وترعاه منذ ثلاثة أيام وتراقبها نجاح والجميع ولكنها صعبت عليها فالنهايه قد ندمت فهي ام ولا تستطيع منعها من ابنها
وانتهي اليوم التي بات كابوس لزينة من أوله لاخره مليئ بالاحداث المستفزة لها وتستنفذ طاقتها ...
______________________________________
بعد مرور يومين
في صيدلية والد خالد ، التي بات خالد يعمل بها أغلبية الوقت ويترك المعرض بأمانة حمصة ورجلٍ آخر اغلبية الوقت
دخلت زينة من باب الصيدلية وهي تشعر بالغضب الشديد وتكتمه
خالد بدهشة " زينة ؟؟؟ "
زينة " السلام عليكم يا خالد "
خالد " وعليكم السلام يا زينة في ايه ألف سلامة محتاجة حاجة وله حد تعبان ؟؟ "
زينة " لا مش عايزة حاجة "
خالد " لو جاية تسألي عن مصطفي انا معرفش حاحة ولو في حاجة محتاجة أساعدك.... "
قاطعته بحدة " والله انا مش جاية اسالك علي جوزي انا جاية عشان حاجة تانية "