قصة انصهار قلب
البارت العاشر10
بقلم فاطمة سلطان
فلينصهر قَلْبِك كَمَا اِنْصَهَر قَلْبِي ولتبكي أَيْضًا مَاذَا سَيَحْدُث ؟ هَل ستتألم ؟
- فانا قَدْ تَأَلَّمَت
هَل جرحت كِبْرِيَائِك ؟
- فَقَد جُرحت انوثتي لاَ تُقْلِقْ سنكون فِي الْجُرْحِ وَالْأَلَم مُتَسَاوِيَيْن فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْصَهِر قَلْبِك أَكْثَر مِنِّي ! !
واِبْتَسَم يَا عَزِيزِي مازالَت أُحِبُّك كَثِيرًا وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكُونَ لِغَيْرِك يَوْمًا ولكنِ لَسْت لَك
_________________________________________
فانقطع التيار الكهربي فجاءه قبل ان تذهب الي الباب
قال بسخريه " سمعوكي "
لحسن الحظ كان هاتفها معها فأضاءت الكشاف الخاص به، وماهي الا دقائق اتصل بها عمها واخبرها ان هناك ( قفله كهربائية ) وأوصاهم بأن يفصلوا جميع الاجهزة وبالفعل فعلت ذلك
و أخبرها أن رحمة ستكون معهم هذه الليلة بالأسفل مع بنات العائلة فغلبها النعاس بعدما شعرت بالصداع الشديد من كثرة البكاء
فكانت تجلس غاضبة مما فعلته رحمة بها فهي لم تكن تريدها أن تكن معهم لعدة أسباب، مصطفي مازال يجلس مكانه فقط يشعر بها وهي تذهب الي الشرفة ثم تعود مرة اخري لتجلس علي الكرسي وتضئ كشافها عليه قاصده وتتجاهل حديثه ، ولكن فرغ شحن هاتفها أخيرا فحينما تأكد مصطفي من خلو بطاريتها
أردف مصطفي قائلا بسخرية وهو يلعب أحد الألعاب الإلكترونية علي هاتفه او رُبما يتصنع ذلك فعقله وقلبه معها يتابعها فقط يتمني أن يعود الزمن او علي الأقل تعطيه الفرصة ليتحدث
- الحمدلله فصل شحن علشان شوية كنت هتعمي ومراتي هتبقي خارسه
تريد ان تُعنفه علي كلمته ويصفها بأنها زوجته لا يعلم كيف يغضبها واعترفت بتصرفها الخاطئ حول هذا الأمر ولكنها تجاهلته وعاقدت ساعديها
فـأردف مصطفي قائلا " ممكن افهم مالك دلوقتي "
زينة أجابت بِفُتُور " ماليش خش نام وخليك في نفسك انا كويسة جدا "
مصطفي انزعج من ردودها يعلم انه مخطيء ولكن ردودها تجعله يريد تكسير رأسها العنيدة، فأجاب وهو ينظر في هاتفه، فمازال يتذكر جيداً خوفها من البقاء بمفردها في الاماكن المغلقة والمظلمة
- متأكدة اني لو نمت هترتاحي يعني مش هتخافي ؟؟ انتِ نفسك محذراني ده إحنا مش عايشين لوحدنا في الدنيا وفي ناس قاعدين جنبنا وحوالينا
زينة أجابت بثقة لا تمتلكها وبحدة أيضا فلا يعلم ان بداخلها نار تكفي لحرق الجميع فكلمات ايتن توجعها ويتردد صداها في عقلها فوالله اهون عليها ان يكن تركها وتزوج رُبما هذا الخيار اهون من ان يكن قد لمس امرأه أخري وهي معه الخيارات كثيرة وجميعهم يحرقوا روحها
- مبقتش بخاف عادي يعني حاجات كتير اتغيرت معلش، المعلومات اللي عندك محتاجه update
مصطفي بسخرية وغضب حاول كتمه جاهداً فهي تدهس قلبه حتي وإن كان قد أخطئ، فوالله كلماتها كالخنجر في قلبه حاول ان يتحدث بنبرة باردة
- معلش شغال بباقة الفترة دي لما ارجع ابقي أحدث
زينة بغيظ من كلماته التي تعتبرها لا مباليه وكأنها تعطيه المجال لقول ما هو غير ذلك
- انا مش عارفة اقولك ايه عجز لساني عن الرد
- احسن السكوت افضل من اننا نقعد نقطم في بعض ونشوف مين هيوجع التاني اكتر !!!
أغلق هاتفه وهو يستغفر ليجيب في نبرة جاده فهو يريد معرفة ما يقلقها بعيداً عن كل ذلك الهراء
- هو انتِ مضايقة ليه ان رحمة هتبات تحت مش فاهم يعني خايفة تكوني معايا لوحدك مثلا ؟؟ وله الخيالات السينمائية أنهم هيخطفوها
زينة بسخرية واحراج وغضب مزيج من المشاعر الغريبة فهو مازال يستضعفها
- اه هيخطفوها واه فعلا خايفة اكون معاك لوحدي، صدق مرعوبة اوي كمان كنت بطمن في وجود رحمة كانت بتبقي ماسكة المطوه فبطمن معلش، انتَ بجد شايف اني هخاف منك ؟؟
مصطفي يريد والله ان يكسر أنفها وعنقها ليرتاح من لسانها وكأنها امرأه اخري لم تكن تلك الفتاة التي عرفها فهي تلدغه بلسانها، ليجيب في نبرة مستفزة
- مش شايف حاجة ياستي اتعميت، وخلاص خلصنا تريقه وطوله لسان ممكن افهم في ايه
اجابت بنبرة جامدة
- انا خايفة يكون قصدهم يعلقوها بيهم او انهم بيحاولوا يأثروا عليها بالطريقة باللي بيعملوه ده
مصطفي بتفهم لتفكيرها رُبما لديها حق فيما تقوله، ولكنه حاول ان يبث بها الطمأنينة وان يتجاهل ما قالته من قبل فهو مستعد أن تؤلمه وتفعل ما تريده أملاً فإن تستمع له في يوم من الأيام وإن يرق قلبها وتسمح له بالاعتذار والتفسير
- معتقدش يا زينة انهم عايزين كده !! وكمان رحمة مش طفلة عندها خمس سنين دي واحده هتم ال 18 سنه يعني فاهمة كل حاجة وفاهمه مصلحتها فين
زينة نزلت دموعها وأجابت بنبرة يعلمها جيداً فكم يؤلمه بكائها والاصعب حينما يذهب عقله الي ان هناك الكثير من الدموع ذرفت من تلك الأعين التي يعشقها بسببه، فمن الممكن ان يُخفي الظلام تلك الدموع التي تنزل من عينيها ولكن سعر قلبه بنبرتها المتألمة والخائفة من كثير من الأشياء
- خايفة ياخدوها مني برضاها خايفه الاقي نفسي لوحدي انا مليش غيرها هي برضو تعتبر مراهقة وممكن يتغير رأيها مش عارفه انا خايفه من كل حاجة مش هستحمل يتخلى عني حد تاني
مصطفي بحزنٍ فهو يعز عليه ان تشعر بالوحدة يوما بوجوده ويعز عليه ان لا تجد احضانه وقلبه ملجأ لها قام من علي الارض واضاء هاتفه وجلس علي الكرسي المتواجد بجانبها حاولت مسح دموعها حتي لا يراها ولكنه امسك يديها لتبعده فوراً وعقدت ساعديها مره أخري لتصيبه بخيبه امل
- انا موجود حتي دي لو مش بتعني ليكي شيء، مادونا موجوده وعندك همس وماما، عموما رحمة عمرها ما هتبقي بالغباء والسذاجة دي ليله نامت تحت بلاش تفكري من الناحية السلبية هي مش هتنسي السنين دي كلها وفي يومين عاملوكم فيها حلو هتحبهم
مسحت دموعها بأناملها لا تعلم لما مازالت قادرة ان تتحدث معه وان تسمع صوته
حاول مصطفي ان يغير ذلك الموضوع
- سيبك من الكلام ده قولتي ان مادونا جابتلك شغل ايه ؟
زينة انزعجت من نفسها ومن بكائها أمامه لتجيب ببرود لا تعلم من اين اتي لها رغم ان قلبها ينصهر في بحور من العشق المؤلم ومن خوف فراق الاحبه
- وانتَ مالك اساسا اشتغل اللي اشتغله
مصطفي بغضب فهي بالفعل قد فقدت عقلها كل دقيقه بمشاعر متناقضة تماما أحيانا باكيه وأحيانا جاحدة " ردي عدل يا زينة متعصبنيش مش كل شوية تطلعي مرة واحده "
زينة بسخرية
- صح فعلا انا هتعلم الاتزان منك اللي كان بيتكلم عن الحب وهو راح انا حتي مش قادرة انطقها، وبعدين انا ردي مش معوج احنا متفقين انك متدخلش في حياتي وأن لما تعترض اني ...
قاطعها مصطفي بغضب فبسبب كلماتها القاسية حتي وإن كان فهي مؤلمه جدا عليه فوالله بداخله نيران تستطيع ان تضيء مدينة بأكملها
- اه لما اعترض انا ماضي علي ورق، ينحرق الورق يا زينة علي امضتي لو فاكره انك بتلوي دراعي تبقي غلطانه
ومتوجعيش قلبي وانا بحاول اني مضايقكيش وحتي لو خاين وفيا كل الصفات اللي مش موجوده في إنسان فارحميني حتي لو من باب الشفقة كلامك سكاكين في قلبي حسي بيا شوية مش كل دقيقة مصممة انك تفكريني بالشيء اللي مش بنساه بسبب عينك
مدام مش عايزه تسمعيني يبقي ترحميني ، وعلي فكره انا مرفضتش بس من حقي اعرف ايه نوع الشغل، متفقين في بنود الاتفاقية العظيمة بتاعتك اني لما اسالك علي حاجة تجاوبي
زينة أجابت بفتور لا تدري هل هي توجعه بكلماتها أم تحرق قلبها
- مركز تجميل كبير هيفتح جديد يعني هشتغل زي خدمة العملاء والاستفسارات انا لما اروح هفهم اكتر
- طب وانتِ عايزه تشتغلي ليه يعني مش عندك معاش اخوكي
زينة بحدة فهي أدركت حماقة تصرفها بموافقتها بأن تتزوجه فوالله لا يؤلمها سوي سماع صوته وسماع كلمات ايتن التي قالتها وذهبت ولكن يتردد صداها في قلبها
- انا حره اشتغل احقق ذاتي علشان افهم ان الحياة مش في الفارس اللي بحصان وان كل ده كلام وكان لازم طول حياتي احط هدف تاني لدراستي ولكل حاجة علشان اعتمد علي نفسي لان محدش بيبقي لحد
مصطفي بنبرة هادئة فلا يستطيع ان يكتم قلبه " مش عايزة تسامحيني، مش هيكون في أمل انك تسامحيني وتديني فرصة علشان خاطر كل اللي كان بينا في يوم "
زينة بعيون باكية لم تستطع ان تخفيها " لو تقدر تمسح اللي عملته ابقي اسمعك واديك قولت اللي كان بينا، مفيش حاجة هتتغير وانا اسفة لقلبي اني عملت فيه كده وكنت نمت في الشارع ولا اني اكون معاك في مكان واحد "
- زينة انا لسه بحبك ولا يوم بطلت احبك
أردفت بسخرية ووجع
- عادي ايه المشكلة كنت بتحبني وبتموت فيا وانا كنت بحبك وهموت لو في يوم بعدت عنك بس صدقني كله كلام محدش فينا مات بعدت عني وانا قدامك اهو عايشة
مصطفي " مفيش حاجة واحدة تخليكي تسمعيني او حتي تغفري ليا غلطتي "
- في حاجات متخلنيش اقبل خيانتك ليا الكلام مش سهل ولا علشان بكلمك معناه انه نسيت انتَ متعرفش حاجة
لو دفعت عمرك كله مش هتعرف تخليني انسي رسالتك بعد ما كنت بنقي فستان الفرح لو بكيت بدل الدموع دم يا مصطفي عمرك ما هتعرف تنسيني انك لمست واحدة غيري في عز اني كنت بحبك زي المجنونة انا كنت مستعدة اديك روحي وكل حاجة
ولا اني اشوفك مكسور او في حاجة تزعلك في الدنيا، صدقني مهما قولت ومهما عملت انتَ مش بس سبتني واتجوزت لا خنتني وانتَ معايا كمان مهما بررت غلطك مش هيفرق
جاء التيار الكهربي بعد ثواني من انتهاء حديثها، لتدخل الي غرفتها تاركه اياه يتألم وينصهر قلبه وتعيش هي في ذكري وجع قلبها منه وفي حزنها علي اخيها وخوفها من فقدان رحمة
_________________________________________
في صباح اليوم التالي مازال النوم صعب علي ابطالنا فقط ساعات قليله ونوم فالأرق يلازمهما فالنوم صعب بعدما قيل ليلة أمس
وان غضبوا في الحقيقة، فقد تعانقت أحلامهم ولم يكفوا عن الحديث فيها رُبما تلك الأحلام هي الوسيلة الوحيدة حتى تلتقي قلوبهما، اما الواقع مرير
نزلت هي قبله وتجنت اي حديث قد يجمعها به وقد لحقها مصطفي علي الفور، جاء ناس عديدة منهم من اتي أمس ومنهم المعارف والأقارب الذي استطاعوا ان يأتي اليوم وقد شغلتهم الدنيا امس
وتناولوا الفطار معهم واطمأنت زينة علي رحمة حينما رأتها رُبما لم تحادثها ولكنها علي الأقل اطمأنت انها بخير فلن تكذب علي نفسها فقد خطرت علي بالها تلك الأفكار السينمائية
دخلت هي وعمران الي غرفة مكتبة واصر علي عدم تواجد مصطفي او حتي رحمة، فجلست زينة وهي تترقب وتنتظر لمعرفة مُرادهم وتحضر لنفسها الاسوء فلن تشعر بالصدمة مهما قال
زينة بمنتهي الشفافية والوضوح
- انا عايزه اعرف ايه اللي حصل وايه اللي اتغير، يعني حضرتك فاهم قصدي افتكر قبل منا نمشي من هنا بأسبوعين اخويا وابنك راحوا القسم لما ابنك خبط علي بابنا سكران وساعتها اتخانقوا ورؤوف فتح راسه وطبعا حصلت مشاكل كبيرة محبش افتكرها
عمران قد شُعر بالإحراج بما حدث في الماضي بسبب ابنه المدلل ولكنه أراد تصليح كل شيءٍ
- انا خلاص داخل علي ال 80 سنة وابني عاجز اللي متعرفهوش ان من سنه كده محمد تعب وعاجز علي كرسي بعجل عملنا المستحيل مفيش أمل يتحسن هو تحت في شقته مبيطلعش منها من ساعتها ولا قادر يمشي ولا قادر يتكلم .
أردفت زينة بإشفاق بالنهاية هو شخص مريض مهما فعل في الماضي
- ربنا يشفيه بس انا مش فاهمة برضو حضرتك عايز توصل لايه
عمران بنبرة هادئة وكأن ذلك الجبل قد انهار فالجميع يظن ان الدنيا ستدوم له لا يعلم ان كل شخص قد غدر سيأتي ذلك اليوم التي ستغدر به
- عايز اصلح كل حاجة واول حاجة علاقتي بدمي، لأنك دمي مهما حصل انا هكتب الشقة بالنص بينك وبين رحمة واما بالنسبة للميراث احنا معندناش ورث غير أراضي العيلة ومحاصيلها كلها فلوسها شغاله فيها كل اللي اقدر اعمله اني قريب اطلعلك نسبة من وقت موت ابوكي وتحيطها فالبنك كودعيه اما بالنسبة للي جاي يكون ليكي نسبة كل ست شهور
نظرت له بصدمة فوالله تظن انها مزحه ليستكمل عمران حديثة قائلا
- مش هناخذ منك رحمة غصب عنها لكن يوم ما نحب تيجي تعيش هنا ده وضع تاني، انا سالت وعرفت من مصطفي ان رحمة عايشة في شقه والدته وانتِ كمان معاهم وان لغابت دلوقتي اللي بينكم كتب كتاب بس طبعا ده نظرا لوفاه اخوكي واللي حصل بسبب صاحب البيت
زينة احمر وجهها لاعنه اياه فهو لم يخبرها ماذا قال له ، ابتلعت ريقها لتتركه يستكمل عمران حديثه فعلي ما يبدو قد فقدت النطق من تلك المفاجآت فتوقعت كل شيء الا ان يرجع لها حقهم
- انا عايزكم تكونوا مرتاحين لو انتِ عايزه تقعدي هنا في بيتك معززه مكرمة لغايت ما يمر فترة ويكون طلق مراته مع اني مفهمتش سبب جوازه منها بس مدام انتِ موافقة خلاص، تقدري تستني هنا لغايت ما تعملوا الفرح، انتِ مش مجبرة تقعدي هناك واكلم مصطفي في النقطة دي واكيد مش هيمانع
زينة باحراج وتوتر فلا تدري برغم كل ذلك لا تشعر بالاطمئنان حتي وان اعطاها الشقة لن تأمن الجلوس معهم وفي نفس الوقت لن تستطيع الانتقال بهذه السهولة الي هنا لأسباب كثيرة
- انا هرجع مع مصطفي، عاجلا ام آجلا كنا هنتجوز ورحمة مواظبة علي علاج طبيعي غير ان الترم الثاني بدأ من أيام و مكنش في خطتنا نعمل فرح فملوش لزوم
- متأكدة انك عايزه ترجعي ؟؟ باكدلك لو فضلتي محدش هيتعرضلك ولا هشام حتي، هو بس مضايق بسبب ابوه الفترة اللي فاتت كان اسلوبه صعب مع الكل
زينة " انا مش عارفة اقولك ايه غير ربنا يشفيه مهما حصل انا متمناش لحد الأذى "
عمران " يارب ، المحامي جاي في الطريق ومعاه ورق الشقة هتكون بتاعتك ومحدش هيكلمك حتي اي وقت تيجوا فيه تغيروا جو، ورحمة انا اطمنت لما عرفت مصطفي باين عليه انسان كويس وكمان كفايا انهم شالوكي الفترة دي ومتأكد ان رحمة هتكون في امان واحنا هنيجي نزوركم كل شوية ونتأكد انكم بخير "
_________________________________________
في بيت عائلة العدوي تحديداً شقة نجاح التي كانت صامته تماماً لا تستطيع ان تتحدث حينما رأت وضعها فهي تحبرهم انها تعرضت الي حادث ولديها الكثير من الكدمات في وجهها ولديها كسر في ذراعيها الأيمن وانها كانت لدي صديقتها لم يصدقها اي شخص ان كانت همس او نجاح التي تحمل زين وينام في حضنها
همس بسخرية من هذه التمثيلية
- وايه المشكلة انك عملتي حادثه، ده هيفرق مثلا ان حضرتك سبتي ابنك برا ومشيتي
ايتن حاولت الحديث بكل أدب حتي لا تغضبهما او يلقي أحد عليها المزيد من التهم
- والله انتِ مش من حقك تعاتبيني سبت ابني او لا ولو سمحت محدش يعرف ايه اللي بيا انا واحدة صحيت من نومي لقيت جوزي جايب خطيبته الاولي ومقعدها تحت
همس بسخرية " والله انتِ اللي روحتي اتكلمتي مع الناس الغريبة علي جوزك، وكلنا عارفين ان مصطفي مبيدخلش شقة طنط نجاح من يوم ما زينة دخلت
انتِ اللي خليتي الناس تجيب في سيرة جوزك ويبقي ليكي دره يا شيخة ده لو شوفتي عليهم حاجة وحشه مكنتيش تفتحي بقك لانه ابن عمك وابو ابنك "
ايتن بانزعاج من حديثها فهي تتمالك نفسها قدر الإمكان
- والله انا مقولتش كده هي الست اللي جودت من عندها وبعدين ملكيش دعوه انتِ احنا عيله في بعض متدخليش ده ايه ده
نجاح بحزم واخيرا تحدثت " همس واحدة من للعيلة دي يا ايتن ومن حقها تتكلم في اي موضوع يخصنا اللي بتتكلمي معاها دي كانت بتراعي ابنك اللي سبتيه ومشيتي
ثم أردفت بنظرة ذات معني لهمس " اطلعي شقتك يا بنتي شوفي جوزك زمانه صحي من النوم "
صعدت همس قبل ان تفتك بها لتحاول ان تحسن موقفها : والله يا ماما انا ..
قاطعتها نجاح بحدة وبغضب " انا مش امك وملكيش حق تقوليلي الكلمة دي دلوقتي انا اللي بيقولهالي بيقولها احترام ولو بتحرميني مكنتيش فكرتي تسيبي البيت بالطريقة دي وتسيبي ابنك اللي كانت دماغه هتتفتح انا معنديش بنت بالجحود ده "
ايتن نزلت دموعها " والله انا مكنتش عارفة انا بعمل ايه وكمان انا برضو غيرت وحسيت بالغيره ومحدش فيكم قدر مشاعري "
نجاح بنبرة واضحة " مصطفي قبل ما يكتب كتابه علي زينة كلنا عارفين انه مكنش بيكلمها حتي، انا عمري ما كنت هقبل بكده ما اقبل بحاجة وحشة في بيتي ولا اقبل بحاجة تغضب ربنا ولا اني اظلم واحده ست و
ومتنسيش انتِا اللي خربتي علي نفسك ورحتي تخلي زبالة الناس تجيب سيرة بيتنا بحاجة وحشة وفي الاخر سبتي ابنك ومشيتي وراجعه تقولي كلام ميدخلش عقل حد "
ايتن باحراج وتوتر فهي تريد ان تكسب استعاطفها علي الاقل
- انا بشر والمفروض حتي علشان خاطر عمي الله يرحمه كنتم عملتم خاطر لمشاعري وساعدتوها بطريقة تانية ..
نجاح قاطعتها قائلة بحزم " لو عمك عايش صدقيني كان قتلك يوم ما فكرتي تطلعي سمعه وحشه علي ابنه "
ايتن " والله ان اسفة ندمانة واديكي شوفتي ايه اللي حصل فيا ويرضيكي أفضل قاعدة عند صاحبتي وخايفه اجي بيت اهلي قبل ما يكون بيت جوزي ؟؟ "
نجاح قالت بحكمة وبهدوء
- بصي يا ايتن انا متعودتش امشي حد من بيتي سواء غريب وقريب ملوش مكان تاني ولانك شايله اسم ابني لغايت دلوقتي
وكل اللي عملتيه ده انك خرجتي من البيت وسبتي ابنك هو اللي يحاسبك عليه فانا هسيبك تطلعي شقتك تقعدي فيها لغايت ما يرجع بالسلامة بس اللي انا هعمله ان ابنك مش هتاخديه لاني مامنش علي واحده زيك يكون معاها الباقي جوزك هو اللي يتصرف فيه
_________________________________________
في شقة رجب
فكان يجلس علي الاريكة يتابع التلفاز ويتناول فطوره الذي كان عبارة عن سندويتشات جبنه وشاي بلبن
فجلست همس بجانبه بعدما صعدت من الأسفل وهي تذفر بضيقٍ ، فأردف رجب قائلا " يعني انا اصحي من نومي ملقيش فطار "
همس بنبرة ساخرة ولكن لم تكن في حالتها الطبيعيه
- محصلش حاجة ما اناكل يوم بصحي مبلاقيش فطار وعايشه عادي مشتكتش مجتش علي يوم يعني
رجب " بدائنا في طوله اللسان بكرا ارجع الوحدة وابقي اتصلي قولي وحشتني فينك "
همس " معلش الممنوع مرغوب كده وبعدين دي اجلي حاجة انك تشتاق ليا يا بابا وبعدين خلاص اسفة بقا انا اتلهيت لما العقربة جت "
رجب باستغراب " مين اللي جت ؟ "
همس " هو انا أعرف عقربة غيرها ايتن، جت ورابطه دراعها بشوية شاش وحاطه باتنين جنيه ونصف بيتادين وقال عامله حادثة "
رجب " امي دخلتها يعني وله ايه مش فاهم وبعدين حادثه ايه وكانت فين الأيام دي "
همس " عند صاحبتها وله في اي داهيه مفهمتش منها حاجة وانا مالي "
رجب بصراحة واستغراب
- والله مصطفي ده عجيب ايه اللي يخليه يتجوز ايتن والله، بس استحاله يكون حصل بينهم حاجة محبش اشك في حد وخصوصا اخويا وبعدين ده بيحب زينة جدا، مش عارف ليه الدنيا لخفنت معاه كده ولسه لما يرجع
همس بتفكير وضيق " والله انا مش شايله غير هم زينة لما ترجع تلاقيها ومصطفي لما يعرف بموضوع سرقه المخزن ويعرف ان البومة رجعت "
رجب " كده كده لازم ترجع متنسيش ان هما لسه متجوزين وسواء هيطلقوا او هيكملوا كان لازم ترجع "
همس بتفكير بعيد عن الحقيقة فهي لا تريد ان تظن ذلك الظن البشع بمصطفي وبها فليس من السهل إلقاء تهمه الزنا علي شخص ما
- انا مبقتش فاهمة حاجة يمكن ايتن لبسها محترم عن زينة من ناحية انها محجبه يعني وممكن اجمل بس اكيد مش ده السبب
رجب بتفسير " هي مش بتتحسب كده ومهما رسمنا سيناريوهات احنا مش هنعرف الحقيقة بس اقولك معلومة الاحتشام شيء جميل يا همس وفرض ربنا بس في لحظات معينة بين اي واحد وواحده مهما كانت البنت بتتصنع شخصيه مش شخصيتها سواء بالكسوف او بالجراءه في لحظة مهما كان الست ناصحة مفيش راجل مبيفهمش مين اللي بين ايده فيها "
همس " هو كلام يحترم وكل حاجة بس انا هرجع اشوفها تاني واشوف قرفها ده كتر خير مصطفي محتاج الجنه "
رجب بانزعاج " ربنا يسترها والله لما يعرف اللي حصل سواء انها رجعت او حكاية المخزن ربنا يسترها "
همس حاولت ان تغير الموضوع
" المهم ان قررت اعمل محشي "
رجب بسخرية " انتِ تاني اقولك شاط منك كام مره امي تعمله وخلاص "
همس " متعطلنيش وانا هعمله عدل وبعدين ايه يعني الحياة تجارب ولازم تستحمل تجاربي انا كنت دلوعه بيتنا وعمري ما دخلت مطبخ فاستحملني "
رجب " اتفضلي كل شخص محتاج فرصه وانا مش همنعك "
همس نهضت وهي تتوجه الي المطبخ ولكنها اخبرته وهي تمشي
- انا بنت خالتي جاية بعد يومين كده تونسني لما تسافر وهتبات معايا كام يوم
_________________________________________
بعد مرور يوم في الإسماعلية ، كانت زينة ورحمة يودعوا الجميع ومصطفي يضع حقائبهم في السيارة
عمران وهو يحضتنها بعد ان ودع رحمة وركبت السيارة
- ابقوا تعالوا في اي وقت لو حبيتم تغيروا جو وانا كل شهر هجيلكم ان شاء الله وتليفونات بقا
زينة بابتسامة بسيطة " ان شاء الله "
زوجه حسن رغم انها تزوجت حسن بعد ذهابهم ولكن احبتهم في تلك الأيام وكأنها تعرفهم من مده
- هتوحشونا خليكم علطول علي اتصال معانا بقا متبعدوش تاني
زينة بحب " ان شاء الله "
جاء مصطفي بعد ان انتهي من وضع الحقائب وسلم عليهم ووصاه عمران علي زينة وانه سيتحدث معهم مره اخري ثم ذهب هو وزينة الي السيارة وفتح الباب الذي يتواجد بجانبه فأردف قائلا وهو يهمس لها بينما عمران وحسن ينظروا عليهم بمسافة ليست بعيدة
- اركبي يا استاذه معلش شكلنا برضو وكمان عارف انك متخانقه مع الجار اللي ورا واللي قدام معلش.
ركبت زينة بعد ان رمقته بنظره غاضبة و انطلقوا في طريقهم كانت زينة ترتدي نظارها الشمسية وتضع سماعاتها في اذنيها تتصنع انها تسمع شيء حتي لا يتحدثوا معها فمازالت منزعجة بسبب ما فعلته رحمة فالايام الماضية كانت معهم في الأسفل
رحمة بانزعاج " زينة هتفضلي مش بتكلميني كتير"
مصطفي وهو يري ان زينة لم تجب عليها
- معلش يا رحمة، زينة بتتقمص بسرعة وبتضايق علطول
أردفت زينة بغيظ منهما فيظنوا انها لا تسمعهم
- نسيت حاجة كمان قلبي اسود ومبسامحش
مصطفي بغيظ أيضا " مش ناسي وواضح انك مش بتسمعي حاجة "
رحمة " يا زينة والله مش قصدي ابدا بس هما كانوا بيمسكوا فيا وانا حبيت اعرف ناس جديدة لكن عمري ما هفضل حد عليكي ولا هحبهم اكتر منك، انا بتحرج ومبعرفش اقولهم لا "
زينة بهدوء " خلاص يا رحمة محصلش حاجة انا بس مخنوقة شوية "
_____________________________
كان الجميع بانتظار مصطفي بعد ان أخبرهم بأنه سيأتي اليوم ...