قصة انصهار قلب البارت الرابع عشر14بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الرابع عشر14
بقلم فاطمة سلطان


بينما هناك مثل يقول 
- يمكنك إغلاق عينيك كي لا ترى ما لا تود مشاهدته ، لكن لا يمكنك إغلاق قلبك أمام ما لا تريد الشعور به
_________________________________________
في الصباح الباكر في بيت عائلة العدوي تحديداً شقة همس ورجب 
كانت الساعة لم تتجاوز العاشرة بعد، وكان رجب يحاول إيقاظ همس فهو قد اعتاد علي الاستيقاظ  مبكراً ونادراً ما يظل في فراشه حتي الثامنة إلا لو كان المرض يتملك منه، وبما انه أراد أن يجعل هذا اليوم يومٍ مميز لزوجته غريبة الأطوار فصنع فطار مميز جداً وتلك هي المرة الأولي التي يفعلها منذ زواجهم تقريباً ولعلها تستيقظ وتجلس معه
فغريب الإنسان فدائما يكن ذلك المثل صحيح ( الممنوع مرغوب ) فاذا كان في جيشه يتمني ان يستريح ويعود لمنزله وحينما يكون في منزله يشعر بالملل ويريد أن يعود الي حياته العسكرية فدائما الإنسان يريد عكس ما هو به ورُبما تكن طبيعة بشرية
ينادي عليها ولكن لا تستجيب ابدا فخبط علي وجهها برفقٍ ففتحت همس عينها واغلقتها مره أخري
- انتَ مين ؟؟
رجب بسخرية من غرابتها حتي وهي نائمة تريد ان تفقده عقله
- جوز امك يا روح امك!! يارب انا كنت طول عمري انسان طبيعي ومحترم و..
حاولت ان تفتح عينيها وأردفت بصوت به بقايا نومٍ مقاطعة أياه
- عايز ايه يا رجب ؟ بتصحيني ليه الساعة كام
رجب بنيرة هادئة  " الساعة عشرة وشوية قومي ياله علشان تفطر "
همس اخذت الوسادة لتجيب عليه بملل ونعاس فهي تعلم جيداً انها قد وقع علي عاتقها تحضير الفطار كالعادة ولكنها نامت متأخرة بسبب نصائح والدتها التي أرهقتها بالحديث الثانية صباحاً عن ضرورة ذهابهما الي طبيبٍ والكثير من الأشياء فهي تنسب ذلك الي مرض او حتي كأغلب الأفكار الرجعية التي تتواجد حتي الان بأن هناك من فعل لهم سحرٍ ليؤخر انجابهما والكثير من الأسباب المنطقية والغير منطقية ولكنه أمر الله فقط وقد يكن مرضٍ لا شيء آخر فكفوا عن تلك الأفكار  
كانت تريد الحديث مع رجب او مع أي شخص حتي انها تصنعت حجة سخيفة حتي يفيق ويتحدث معها ولكنه لم يستجيب لها
- هتلاقي ماما تحت صاحية بتفطر قبل الظهر انزل افطر معاها وأشوفكم علي الغداء ياله خد الباب في ايدك واقفل النور
رجب بسخرية فهو يعلم أنها تتهرب منه حتي لا تصنع الفطار وتأخذ قسطها من الراحة فهو كان يشعر بالإرهاق الشديد ولم يكن باستطاعته السهر معها وبالتالي لا يعلم شيء عن حديث والدتها مساءاً
- قومي يا همس انا اللي عامل  الفطار مش هتدبسي، ولو مقومتيش انا ممكن اجي البسه في وشك عادي
لتحاول ان تعتدل  قليلاً ولا تدري هل تفرح لتحضيره الفطار ان تغضب من طريقته
-انا مش مصدقه انك عملت فطار يعني انا سمعت صح ؟؟   
ليؤمي برأسه وتستكمل همس حديثها
-كفايا رومانسية علشان انا جسمي باظ يعني عملت فطار تنستر دنيا واخره بس تقولي هلبسه في وشك مينفعش
- قومي بطلي رغي
-انا رغاية  ؟؟ بقولك ايه اساسا انتَ بتتكلم معايا ليه مش قولتلك قوم امبارح مقومتش يبقي انا كمان مش هقوم
- بصي انا كنت بقوم اتخض اول جوازنا لكن دلوقتي انا معنديش استعداد اصحي اربعة الفجر علشان السوسته مش عايزة تقفل انا مال امي
-انا مصدومة فيك بجد انتَ ازاي كده ؟؟ الحياة الزوجية مشاركة وانتَ مش بتشاركني تفاصيلي
-حاضر الناس كلها تسيب نومها علشان سوسته فستان الفرح مش عايزة تقفل انتِ اساسا ايه اللي خلاكي تطلعيه
-بحبه ياخي فستاني ملبستهوش الا مره واحدة بس طقت في دماغي البسه السوسته مرضيتش تقفل انتَ متخيل ده معناه ايه وله بوظ في نفسيتي ايه ؟؟
أردف رجب بلا مبالاة
-طيب ياله علشان الاكل هيبرد ونبقي نشوف موضوع فستانك ده بعدين
- انا عارفة ان جواز الصالونات نتائجه مش حلوه وقولت عمري ما اتجوز جواز صالونات واتجوزتك وقولت اعمل لنفسي career مش تبقي طموحاتي ان المحشي يطلع مظبوط مش مدشدش او شايط 
رجب أردف بانزعاج مصتنع وهو يتوجه ناحية الباب
- معلش ربنا يعوض عليكي ويصبرك انا رايح اكل شوفي حل لمشكلتك وابقي قوليلي وصلتي لايه
-هي الدنيا بقت كده خلاص كل واحد مع نفسه ؟؟
أردف قبل خروجه من الغرفة
-بالظبط
همس وهي تحاول ربط شعرها وتعيد ترتيبه الي حد ما وتستغل الفرصة فمن الصعب ان يحضر رجب مرة اخري الفطار وتحاول ان تنسي تلك الكلمات وتطرد خوفها وبالتأكيد ستتحدث مع زوجها فيما يقلقها ولكن ليس الآن، أردفت بنبرة مُرتفعة 
-رجب يا روح قلبي !! طلعت علبة المربي والقشطة وله انا كفايا 
____________________________
في صيدلية خالد
دخل مصطفي وأخذه في احضانه فهو صديقة منذ خمسه عشر سنوات تقريبا وهما لا يفترقا 
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ( سورة البقرة - 204 ) 
عاتبه خالد علي غيابه ولكنه كان مستغرب فمصطفي يبدو عليه تغير غريب واشراقه لم يكن يعرف سببها وكأن هناك حيوية غريبة دبت فجأة في وجهه وكأن روحه عادت له رغم ان لا شيء جد عليه ولكن لما كل هذه الإشراقة ؟ وبالتأكيد ليس كل تلك السعادة من أجل طلاق ايتن فقط ؟؟؟ شيء عجيب أثار استغرابه
- ما شاء الله صحتك جايه علي الطلاق
- وانتَ عرفت منين ؟؟
- لما روحت عندكم امك اللي قالتلي لو اعرف مكانك علشان مراتك مشيت 
لم يعلق مصطفي وكتم حديثه لنفسه فهو سيذهب الي والدته وسيعلم كل شيء ولكنه لم يكن قد قال معلومات جديدة بالنسبة له فحمصة يخبره كل شيء ويكلفه مصطفي بكثير من الأشياء
استكمل خالد حديثه قائلا
- انتَ كنت فين المدة دي يا مصطفي يعني ازاي تختفي بالشكل ده من غير ما تعرف صاحب عمرك واخوك مكانك وتقلقني عليك واروح لكل الناس اللي اعرفهم ويعرفوك ومحدش عرف يدلني
- كنت قاعد عند واحد انتَ متعرفهوش وزهقان شويه ومحتاج ابعد وبعدين انتَ  قولت لحمصه انك مش جاي تاني ليه ؟
- انتَ مش محتاجني وبقا ليك حمصه وليك ناس تانيه تساعدك في الشغل وبقيت تعمل حاجات من ورايا
مصطفي أردف ساخراً من حساسية صديقه 
-  عامل الحوار ده كله علشان نقلت المخزن من غير ما تعرف صح
- لا ابدا يا مصطفي انتَ حر ده شغلك
- انتَ صاحب عمري اللي بثق فيه وبسلمه كل حاجة ليا وافديه بنفسي، مش موضوع زي ده هيزعلنا من بعض كان لازم ننقله لمكان جديد آمن اكتر وفي نفس الوت اوسع علشان اجهزة المعرض الجديد اللي لسه قدامه فتره وعارف انك مشغول في الصيدلية ومحبتش اشغلك اكتر
-انا يمكن زعلت لأنك مختفي وكنت قلقان عليك اوي وفي نفس الوقت حمصه قال افكار عجيبة تليفونك مش معاك احسن نكون بنتسرق وكلام عجيب
- انا قولت لحمصه كده لان ابويا تعبان مبقاش ينزل وبدور علي حد يقف في الصيدلية معايا علشان الهانم مشيت من ساعه ما سبنا بعض
-ربنا يوفقك وبعدين احنا اللي ما بينا اكبر من الشغل، وبعدين ابوك ماله 
- ابدا السن بقا ورجله تعباه عايز يرتاح مفيش شيء معين يعني شايف انه عمل اللي عليه وزيادة
فأردف مصطفي باطمئنان فلا شك انه يعتبر والده ووالدته عائلته
- افتكرت في حاجة بس ان شاء الله اطلع اشوفه وأطمن عليه
- ان شاء الله، مصطفي انا عايز اكلمك في موضوع يا مصطفي
-موضوع ايه ده
-موضوع بخصوص زينة
مصطفي أردف بنبرة لم تكن مستغربة فحدثه مُسبقاً حمصة بما شاهده وبما تفوهت به زينة ولكنه لم يكن يعلم الحوار كاملاً فتصنع عدم المعرفة
-مالها زينة
- يا ابني من فتره  قابلت رحمة وصاحبتها بعد المدرسة بالصدفة  بدل ما حد يعاكسهم وبتبقي مش قادره تمشي فوصلتهم  لغايت البيت مراتك جت من كام يوم فضلت تعلي صوتها وتزعق ومكبره الموضوع قال انا عايز اعلق رحمة  والله انا مردتش عليها وعامل حساب ليك انتَ
فأردف مصطفي بتساؤل
-هو انتَ جبت عربية وله ايه اكيد موصلتهمش بالموتوسيكل؟  
خالد توتر قليلاً ولكن كون التعليق المناسب 
-انتَ عارف جوز اختي اللي في الكويت نازل اجازة قريب فقالي اجيب له عربية وعاملي توكيل فبجربها بقا وبشوف الدنيا   
مصطفي تحدث بلامبالاة فكانت الحجة مقنعة اكثر من مره يرسل له زوج اخته مهمات يقوم بها، فكيف يشك فصديقه الذي يفديه بروحه ولا يتردد
-علي العموم انا آسف لو زينة كلمتك بأسلوب وحش بس زينة رحمة كل شيء في حياتها حتي انها قالت لأهلها اللي انتَ متتوقعهوش علشان خاطر رحمة فهي اندفعت، اكيد نيتك مش وحشه بس مش هي الوحيدة اللي في مصر هتتعاكس وهي جايه من المدرسة 
بعد فترة من الحديث المستفز بالنسبة لخالد ذهب مصطفي متوجهاً الي بيته تاركاً خالد يحترق فأيتن جعلته يحترق بغيابها عن المنزل فهي تترك له الفرصة للاستمتاع كيفما يريد مع زينة تلك الفتاة التي اعجب بها من قبله وتلك الفتاة الذي اخذها منه وتجد ان السلام خسارة به، أخذ منه كثير من الأشياء لا يستطيع ان يُخاطر ويذهب الي الفيلا فبالتأكيد بسبب ما فعله اخر مرة لن يسمحوا بدخوله ومن غباءه عرف مصطفي مكان تواجدها في المرة السابقة
_________________________________
بعد ساعات في مركز التجميل
كانت زينة تُجمع اشيائها فقط انتهي دوامها، فدخل بشار في الغرفة التي يتواجد بها الكثير من الأشخاص فهو تقريباً في أقل من اسبوع قد كون علاقات مع الجميع فهو شخص اجتماعي جدا، اوشك عمله علي الانتهاء ايضا ولكنه يبقي لوقتٍ اطول من زينة ومواعيدهم مختلف دخل حتي يتأكد من انها ستخرج ويضبط ما يريد فعله وما كلفه به مصطفي
بشار " ايه  خلاص مروحه "
زينة بهدوء " اه في حاجة ؟  "
- ابدا كنت جاي علشان اشوفك لسه زعلانه مني وله ايه
زينة أردفت بلا مبالاة ولكنها تريد ألا تشعره بالذنب
-حصل خير هو انتَ جاي هنا ليه ؟
-اصل محتاج حاجات ملاقيش عندكم برمنجات البوتاسيوم او حبه هيموجلوبين ؟
-مع السلامة يا بشار ريم مجتش اساسا
- غياب في بداية الشغل كده لا اله الا الله  الدنيا اتقل خيرها
خرجت زينة وأرسل بشار الرسالة المطلوبة لمصطفي، فخرجت زينة من مبني المركز  بعد ان صافحت فتيات في وظائف مُختلفة قد تعرفت عليهم في الايام السابقة وجدت مصطفي يقف امام المركز بهيئة مُرتبة، أنيقة، مشرقة ومختلفة عن تلك الهيئة الشاحبة التي رأته بها في منزل صديقه حاملاً باقة من الزهور، فلاحظ الجميع الفرق ولكن ما هو السر وراء هذا التغير ؟؟ تقدمت له ثم أردفت مُستغربة
- انتَ بتعمل ايه هنا وعرفت المكان منين ؟
- جاي علشانك وعرفت المكان من بشار
مد يده بباقة الورود التي تجمع بين الألوان البنفسجية والوردية والبيضاء فتلك الالوان تعشقها زينة في كل شيء وكانت ملابسها اغلبيتها تلك الألوان ولكن الحياة الان ليست بيضاء ووردية او حتي سوداء فهناك اللون الرمادي وهو اصعبهم واشدهم خطورة
رُبما اعجبت بشكلها ولكنها أردفت ساخرة تريد ان تفهمه ان الحل ليس باقة من الزهور
- هو ده لمين ؟
مصطفي " لأمي لما نروح ابقي اديهولها "
ثم استكمل حديثه قائلاً
- ليكي وقبل ما تقولي كلام ملوش لازمة وتقعدي تطلعي القديم والجديد دي هدية بمناسبة انك اشتغلتِ مع اني متوقعتش انك في يوم من الايام هتشتغلي 
ترددت كثيرا ولكنها اخذت منه بوكيه الورد وحاولت ان تشم رائحته دون ان تقربه من أنفها وتشم عبيره وتجعله يري فرحتها به، أردفت بخفوت فهي لم تتوقع ان يهديها باقة من أجل ذلك
- شكرا ، بس ده مش معناه انك مش ...
قاطعها مشيراً بسبابته
- ابوس ايدك اسكتي وياله اوصلك البيت
- انا بركب مواصلات وبعدين هو انتَ خلاص رجعت البيت كده ؟ 
- بتركبي لما مش ببقي موجود وسمعت بنصيحتك وعرفت اني مش لازم ازود غلطاتي واوجع امي كمان
أردفت مُخبره اياه آخر التطورات لعله يعرف انها تفعل شيئا
- انا مضيت عقد الشقة و .....
قاطعها مصطفي قائلا
-و اخدتي حاجتكم من عند الجيران لهناك كمان وكان معاكي زياد ومراته 
رفعت حاجبيها قائلة " عرفت منين "
-حمصة قالي
ثم وضع يده علي كتفها ليأخذها ناحية المكان الذي تتواجد به السيارة 
زينة بانزعاج " نزل ايدك وبعدين انتَ باعت ناس تراقبني "
مصطفي " سميها زي ما تسميها انا خايف عليكي وبعدين مضيقاكي أيدي انا متعود امشي معاكي كده "
زينة بانزعاج وكأن كلمات ملك ترن في أذنيها وهي تخبرها ان تلك المشاكل والفراق الذي يعاني منه الناس أن كان قبل الزواج او بعده بسبب تلك الأخطاء التي يروا أنها هينه جاءت في عقلها  تلك الآية التي كانت ترددها   ملك عن اقاويل الناس وحديثها في اعراض بعضهم  وقالتها في أكثر من موضوع
سورة النور 
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)   
وذلك الحديث
-فقد روى أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ )
أردفت زينة قائلة
-كان غلط مني اني سبتك تمشي معايا كده زمان وحرام   
أستغرب مصطفي مما تفوهت به رُبما ذهب لشيخٍ واكثر وأعادوا له الأمل ولكنه استغربها
-فعلا كان غلط بس دلوقتي مش غلط انتِ مراتي مش خطيبتي !!
زينة بانزعاج من لهجته  وتلك الكلمة التي تزعجها
-مش زفته هو فعلا مش غلط بس استفزاز مش عايزة اعمل مشاكل في الشارع
استوقفهم نداء فتاة في عمر زينة وهي احدي زميلات زينة في الجامعة وصافحتها حينما لمحتها بالصدفة وبالطبع رمقتهم بإعجاب ومن الممكن انها تمنت ان تكون مكانها فمن يري من بعيد يظن انهما زوجان او عاشقان في غاية السعادة ولكن هل تنظر الناس هما يتواجد بداخلنا فقط كل ما يلفت انتباها الظاهر فقط، تحدثت معها لبضعة دقائق
ثم ركبوا السيارة وانطلقوا في طريقهم، وكانت زينة طوال الطريق تتحدث مع مادونا في الهاتف لتنشغل عنه وتتجنب الحديث معه، وحينما اقتربوا من المنزل اغلقت مادونا فأردف مطفي قائلاً فلا ينسي كلمات بشار المُحذرة وأشعلت الغيرة في قلبه ولكنه كان عقلاني في هذه المرة استخدمها بطريقة افضل  
- هو مين وائل ده
- واضح ان بشار فاعل خير اكتر من اللازم
- برضو مين
-  اعتقد مدام بشار قالك علي وائل فأكيد قالك هو مين 
- اه قالي فعلا يا زينة بس انا عايز اسمعها منك انتِ
أردفت قائلة بملل
- الدكتور اللي كلمة والد مادونا علشان يشغلني ولا اكتر ولا اقل ومعرفش بشار بيجيب الكلام ده منين
كان مصطفي يقود وينظر علي الطريق ولكن يسمعها فوجدها اكتفت بما قالته فتحدث في نبرة مكتوم بها حريق من نوعٍ خاص فهو غار عليها ولا يستطيع ان يتخيل ان تكون لغيره " كملي "
زينة بنبرة هادئة ولكنها لم تكن كذلك بعدما تقبلت الورد علمت سبب مجيئه
- انا جاوبت عليك لان في فرق بيني وبينك انا بحترم اي علاقة احنا فيها رغم انك خنتني ، وابن خالتك هو اللي كبر الموضوع علي فكره سهل جدا اقولك معجب بيا بس انا في ناحية وهو في ناحية، وعمري ما هفكر في حد تاني وانا علي ذمتك لان ده الفرق بيني وبين انا بحترم نفسي كويس وعارفة حدودي لغايت ما موضوعنا يخلص
وصلوا امام المنزل فأردف مصطفي وهو يستشيط من الغضب لمجرد ذكرها بأنها من الممكن ان تفكر في غيره او من الممكن حتي وإن تركها تكون لغيره
-ها وايه كمان ؟؟؟
نزلت زينة من السيارة دون ان تجيب عليه واخرجت من حقيبتها تلك النسخة التي أعطتها نجاح لها لفتح البوابة وفي هذه الأثناء كان مصطفي يغلق السيارة ودخل خلفها فناء المنزل دون ان يهتم بإغلاق الباب ليمسك يديها مانعاً إياها ان تستكمل طريقها لتقف عينيها في عينه
-  مش كل مرة اكون بكلمك تتجاهليني وتمشي ده مش حل لاني مش هسيبك 
زينة بانزعاج وغضبٍ
- وانا قولت متمسكنيش كده وقولتلك ريحني وريح نفسك بس انتَ بتعند ومش عاجبك 
وجدت زينة باب شقة نجاح مفتوح الي حد ما  فد تركته نجاح لتأخذ حمامها حتي اذا نزل رجب وهمس الذي أخذوا زين عندهم حتي تنتهي نجاح من استحمامها  او اذا جاءت رحمة من درسها بعدت يده عنها ليلحقها مُغلقاً باب الشقة 
مصطفي بحدة  " اه مش عاجبني لما تبقي بتحبيني ورافضه انك تسمعيني انا  لو حاسس انك مش بتحبيني  مكنتش اتمسكت بيكي "
زينة بحدة وخوف شديد من ان يخونها قلبها
-صدقني انتَ بتتعِب نفسك علي الفاضي انا مش عيزاك ولا حتي عايزة اسمعك 
مصطفي مسك ذراعيها وقربها منه لينظر في عينيها التي تجاهد الا تدمع فلا شيء يظهر ضعفها الا سواها
- كدابه لو قولتي انك مش عايزاني بصي في عيني وقوليها احلفي اني خلاص مش فارق معاك احلفي واني مش فارق معاكي في حاجة
دمعت عيونها  لما يضغط عليها بهذا الشكل نظرت في عينه تلك العين الخائنة لما يراها قلبها بريئة نزلت دموع من عينيها لا تدري هل هي حزن علي ما فيه او ان لسانها عجز عن النطق واستكمل مصطفي حديثه فصمتها ودموعها أكبر دليل انها مازالت تكن له الكثير من الحب
- وحيات دموعك اللي كنت السبب فيها  وحيات دموعك اللي بتوجعي قلبي بيها ما هتكوني لغيري يا زينة طول ما انا حي ولا وائل ولا هتكوني لغيري حتي لو فيا عيوب الدنيا كلها مش هسيبك تروحي تاني
حاولت ان تتحدث بحدة لا يجب ان تؤثر بها كلماته
- انتَ اناني كل مشكلتك اكون ليك تأكد لنفسك اني لسه بحبك علشان يزيد غرورك قدام نفسك مش اكتر عايز تاخد كل حاجة
وضع يده علي مؤخرة رأسها وتحدث بنبرة مُرتفعة وغاضبة
- فعلا انا اناني  علشان بستحمل عنادك وكلامك الجارح ليا طول الوقت
فعلا انا اناني اني حافظت عليكي في بيتي فعلا انا اناني  وبسيبك رائحه جاية زي ما انتِ عايزة علشان مقيدش حريتك ومنتظر لحظة ترضي فيها عني
فعلا انا اناني وسيبتك تشتغلي علشان تحققي ذاتك وكان ممكن احكم عليكي متخرجيش
فعلا انا اناني  لدرجة اني مضيت علي اللي طلبتيه من كتر ثقتي فيكي ، فعلا انا اناني اني روحت وسافرت وسبت كل حاجة علشان اكون في ضهرك علشان اقول لعيلتك انك مش لوحدك، بجد انا اناني واهم شيء عندي غروري علشان كده مفرقش معايا كلامك في صيدلية خالد لما روحتيله وقولت وزعقتي مع صاحبي علشان بنت اخوكي وقولت عادي علشان حقك فعلا انا مستحمل كل ده واناني 
خرج نجاح من المرحاض بد ان ارتدت ملابسها علي عجالةحتي انها تركت المياه مفتوحة  فأصواتهم حادة جدا فابتعد عنها مصطفي حينما جاءت نجاح
نجاح "  صوتكم عالي كده ليه "
مصطفي بسخرية  " ابدا بتناقش معاها علي دكتور وائل وعلي خالد اللي راحت الصيدلية تتخانق معاه في غيابي "
زينة " انا مزعقتش اتكلمت عادي كان لازم اوقفه عند حده لما بدا يقرب من رحمة، دي بنت اخويا انا ومش هستناك انتَ تتصرف في أمورها "
مصطفي " فتروحي تعلي صوتك وتتخانقي مع صاحبي في غيابي "
زينة " قولت متخانقتش وبعدين بص لنفسك اللي قايل للناس اني مجبورة بسبب ظروفي ما الافضل تعايرني قدامهم يا مصطفي  بظروفي "
مصطفي باستغراب وغيظ  " اعايرك ايه انتِ مجنونة ؟؟  انتِ مراتي واستحاله اقول ايه اللي بيحصل بينا مين اللي قال كده "
- لو اتكتبت الف ورقه ما بينا انتَ قليل في نظري و مكرهتش في حياتي قدك
غضب مصطفي كثيرا من كلماتها فأجابت نجاح
- خلاص يا مصطفي اطلع شقتك يا ابني و خلصنا و انا هتكلم معاها
مصطفي بانزعاج و احتقن وجهه من الغيرة و من اهانتها المستمرة له
- طب قسما عظما يا زينه لمهخليكي تشوفي الشارع تاني لو متعدلتيش انتِ عجبك معجبكيش انتِ مراتي و انا سبتك بمزاجك و سمعت كلام امي كتير لكن علي طوله لسانك دي هوريكي ايام سودا
زينه بسخريه و عيون جامحه
- انتَ فاكر ايه يعني فاكر ان زينه اللي قدامك بتاعت زمان ؟؟ و هقولك حاضر و نعم و طيب و تأمر انا مبخافش منك و لو عايزه اطلق منك مش هقولك طلقني صدقني هخلعك يا مصطفي
مصطفي بعيون غاضبه تماما
- طب كلمه كمان همد ايدي عليكي و لا هيهمني حاجه
- مد ايدك يا مصطفي و افتري عليا هو انتَ ناقص تعمل ايه فيا غير الوجع، محروقه كل حاجه علي محروقه دي دنيا خلتني اشوف وشك و ابقي علي ذمتك
حينما اقترب منها مصطفي الذي لم تضح نيته تماما، نجاح حاولت الحجز بينهم فزينه تلعب علي اعصاب مصطفي و هي تعلم انه من السهل ان يخرب كل شي
- بس بقاا اعملوا احترام اني في وسطكم انتم عمالين تتكلموا في كذا موضوع ولا حد فيكم محترم اني واقفه جنبكم !! 
_________________________________________
في سنتر التجميل
جاءت إيمان  وصافحت وألقت التحية علي  الجميع ودقت باب غرفة وائل الذي أجاب في نبرة رسمية  فظن انها مساعدته ستخبره ان العمليات جاهزة او تخبره بأمرٍ ما
دخلت ايمان بابتسامة " مساء الخير يا دكتور "
نهض وائل وصافحها مُبتسما ثم جلسوا  " نورتي المركز "
ايمان بنبرة هادئة " منور بوجودك يا وائل عارفة اني سايبه الحمل كله عليك بس انا طول الوقت في شركة الادوية غير ان الفترة دي في موضوع شاغلني شوية وعندي قرايبي في البيت  "
- ولا يهمك تشربي ايه
-قهوة مظبوطة انا مش هكمل انا جايه  اكلمك في موضوع كده
وائل طلب لها القهوة ثم أردف  متسائلاً
- خير يا ايمان في حاجة
-انا عايزة نستقبل حالات زي التشوه او الحروق او العيوب للناس اللي هي محتاجه كام حاله في الشهر كده كمساعدة مجاني
- فكرة حلوه يا ايمان واكيد هوافق علي اي حاجة فيها عمل انساني زي ده
- كنت متأكدة  انا هظبط واقولك مع جمعية اعرفها
-فعلا انتِ إنسانه علي المستوي الشخصي 
إيمان تنهدت قم أردفت بانزعاج لا تدري لما سماع حديث ايتن أثر بها وجعلها تنظر من منظورٍ آخر
- انا ندمانة علي حاجات كتيره اوي ومؤخرا بحاول اني اعمل حاجات كويسه تفل ليا لاني انا لوحدي اللي بيفضل انك تكون سبب في فرحه غيرك وان حياتك مش ملكك لوحدك مدام في ايدك تسعد الناس
- في ايه يا ايمان مكتئبة ليه انا عارف ان كلامك صح بس انا حاسس ان في حاجة
- خوفت حسيت ان الدنيا ملهاش امان ابدا ومش جواز علشان مصالح او حتي سفر وخروجات وفسح عرفت ان أقرب  الناس بتشوف سعادتك كتيره عليك   وان ممكن في ثانية تكتشف اند في دوامة غريبه
-أنا مش فاهمك لان في حاجة معرفهاش بس متحطيش في دماغك شكلك مضايق جامد البوتكس محتاج يتعدل في وشك
فقهقهت ايمان "  مفيش حاجة في وشي اوعدك بعد ما اعدي الخمسين هفكر اني أعمل الحاجات دي "
- لا فكري من دلوقتي انا عندي مبدا ان لو ملقناش ناس مشتغل عليها  نشتغل علي نفسنا
فدخلت احدي الفتيات ووضعت القهوة ثم خرجت فأردفت إيمان متسائلة 
- قولي بقا عامل ايه مع مريم
- والله انا مش بعمل انا بقول يارب مشيها البنت شقية جدا جدا خالتها جت  تقولها مناخيرك كبيرة هخلي بابا يصغرها قولتلها يا بنتي انا بتاع حروق وترميم مش تخصصي  تقولي عالج البنت اللي محروقة مني وبتغير مني اخلاقها اتغيرت والله
________________________________
نعود الي بيت عائلة العدوي مرة أخري
قالتها زينة بغضب بعد انتهاء مصطفي من أخبار والدته بما حدث
- ابنك فاكر انه هيتحكم فيا انا مش مراته و ميصدقش نفسه والدنيا اتعدلت معايا وخليه يطلقني ده كان اتفاقنا من الاول 
نجاح بنبره جعلتها هادئة  " يا بنتي بالسرعة دي يعني ده لسه مطلق ايتن ومكملتوش شهرين جواز بعدين هو مغلطش يا زينة يعني انتِ غلطتي لما زعقتي لخالد لو واحد غيره مكنش سكت علي الاقل لو مش عايزه مصطفي يدخل كنت كلمت خالد انا "
زينة " خلاص يا ماما انا غلطت بس ياريت نخلص من اللي احنا فيه ده ويطلقني شكراعلي وقفتكم جنبي الفترة اللي فاتت بس خلاص انا وقفت علي رجلي "
مصطفي " مش هطلقك "
زينة بغضب وهي تحاول الا تتفوه امام نجاح بسيرة تلك الاوراق  
-  والله لاخلعك يا مصطفي متستفزنيش انا غلطانة اني وثقت فيك تاني اساسا  
دق الباب فأردفت نجاح قائلة " روحي اقفلي المياه يا زينة شكلي نسيتها "
وتوجهت نجاح الي الباب بينما غضب مصطفي وذهب خلفها حينما علم ان الطارق احد الجيران الذي وجدوا باب البيت مفتوح وتريد امه في شيء اخر
اغلقت زينة المياه التي كانت علي وشك ان تخرج الي الخارج بعد امتلاء البانيو ( حوض الاستحمام المنزليّ ) فأردف قائلا 
- زينة عايزانا نطلق بجد مش عايزة تسمعيني ليه مش مدياتي فرصه انا بحبك وانتِ بتحبيني
أردفت زينة بانزعاج ودموع لا تعلم لما تنزل منها اليومي بتلك الطريقة 
- ماشي انتَ بتحبني يا مصطفي وانا بحبك بس وبعدين ؟؟؟؟
أنتَ بعتلي رساله وسبتي عارف انا اليوم ده كنت بختار فستان الفرح وقالتلي مادونا كلمة مش قادرة انساها ليه مش مهتمية بفستان الفرح او بترتبي لحاجة قولتلها انا اهم حاجة عندي ان مصطفي هيكوت جنبي وتولع اي حاجة تانيه فرحتي وفرحي انه معايا
صورت شكلي بكل فستان وقولت هبعته ليك لما اروح  قالتلي المهم رأيك انتِ قولتلها لا راي مصطفي عندي الأول!!!!
كنت هبعت صور الفستان علشان تختار معايا لقيتك سابقني وبعتلي ( كل شيء نصيب ) !!!!
فاكر اني صدقت لا مصدقتش ابدا قولت ده مقلب اخويا مانعني اني اشوفك لايام ويمكن أسابيع قولت هجيلك من وراه وأرخص نفسي !!!
قولت اكيد حبيب عمري ليه مبرر وفي حاجة غلط لقيتك بتكتب كتب كتابك والزغاريط خارجة من بيتكم
برضو كنت لسه مغفلة قولت اكيد في سبب تتجوز واحده مش بطيقها يمكن صله قرابة بقا او صعبت عليك قعدتك لوحدها
يمكن حوارات معرفهاش لسه بلتمس ليك العذر من جوايا بس بكل بجاحة اعرف انك خنتني وكانت حامل  هتقولي ايه يغفر ؟؟ هتقولي عياطي وله سذاجتي وله كسرة نفسي يفيد بايه الحب لو هتوجعني بيه
قولي ان كل ده محصلش وسبتني لاسباب تانية قولي يا زينة انا مخنتكيش مفرطش اني المس واحدة غيرك قولي يا زينة اني كنت بقول كلمة بحبك بجد وقولي انك مكسرتش حلفانك واني هكون اول واحدة في حياتك
قولي زين مش ابني !!! وانك مخنتنيش سواء كنت في وعيك او لا قولي انك معملتش كده ونتكلم واسمعك
خبطت علي صدره واستكملت حديثها
- اتفضل معاك ما تتكلم ابنك وله لا ؟؟ خنتني وله لا
أردف بأسي فهو لن يتجاهل حقيقة وان لم يكن يعلمها كاملة ولكنه تأكد اكثر من مرة 
-  ابني يا زينة بس والله العظيم انا مكنتش .. 
قاطعته زينة بوجعٍ
-  اهو مكنتش عايزة اسمعك علشان كده علشان بجاحتك دي انه عايزني اسامحك
دفعته بقوة لا تدري اين اتت لها وهي تخبط صدرة وتزحلقت قدمة في المياة علي تتواجد علي الارض وسقط في البانيو لتشهق من وهل ما فعلته وظنت ان رأسه قد صدمت حينما تأوة  
- انتَ كويس 
مصطفي وهو يمسك رأسه بخبثٍ فهو لم يتصدم بشيءٍ
-  يا بنت المجنونة هو مفيش فايدة في غبائك
زينة بلهفة فسحقاً لوجعها ولقلبها المجروح ومازال يهتم  به سحقاً علي ذلك الحب الذي أشبه بالسحر
- مطولش لسانك دماغك اتفتحت  ؟؟؟
مصطفي وهو يمسك راسة ويوجه يده ناحية السماعة
وكأن صوت تأوهاته مُرتفع هذه المره
-  ااااه
فتح المياه ووجهها ناحيتها ليغرقها بالمياة فهذة ثاني مرة تفعل معه نفس الموقف باختلاف الوقت والمكان والمشاعر فهي غاضبة ومجنونة، قاسية القلب، متمردة ولكنها تحب
زينة بغضب مما يفعله  " بجح ومستفز بسسسسس "
كانت زينة علي وشك الهروب من بروده فدخلت نجاح بعد ان ذهبت جارها واغلقت باب المنزل وباب شقتها فأردفت لا تدري هل ابتسمت ام غضبت وكأن أمامها طفلين منظر عجيب
- ايه اللي بيحصل ده ؟
لتنظر علي ابنها بصدمة فقدميه خارج البانيو ونصفة  في المياه اما زينة ليست في حاله افضل من ابنها فهي ايضا قد غرقت ملابسها
فأردف مصطفي ساخرا
- مساءك لذيذ يا ماما عاملة ايه
نجاح " مبسوطة بيكم مش عارفة انتم بتتخانقوا وله بتغرقوا "
لتمسك المنشفة وتعطيها لزينة التي خرجت وهي خجوله و غاضبة مما تفوه به ومما فعله فلم تخطئ مادونا فهي قد اوقعت نفسها في مصيبة لا تستطيع اذيته ولا يستطيع التفريط بها لتبقي حائرة بين كرامتها وحبها وعينيه الخائنة البريئة
كانت نجاح تمسك منشفة آخري لابنها 
- قوم يا موكوس قلبتك في البانيو قوم 
- لا انا واقع بمزاجي كنت عايز اخذ شاور استعد لفرح بنت اختك
- قوم يا موكوس أحسن منظرك زفت حقيقي
_________________________________________
في فيلا ايمان كانت ايتن تجلس فامسكت هاتفها حينما اتصل رقم غريب فأجابت قائلة  
- الو 
أردف خالد ساخراً
- لازم اتصل برقم غريب علشان تردي علي امي
- عايز ايه يا خالد ابعد عني وارحمني
- طلعتي ناصحه عارفة اني مش هعرف ادخل الفيلا تاني وغير ان مصطفي عارف مكاني، وحياه امي لو ما عدلتي اللي خربتيه لاخلي حياتك سواد واطلع غضبي فيكي من الاول انتِ اللي اتغبيتي وانا مش هدفع تمن غبائك
- هتعمل ايه هتروح تقول لمصطفي ؟؟ فاكر اني مش هقوله برضو احنا في نفس المركب وبالعكس اللي عملته انتَ العن مني وخليته يقتنع
قوله عادي فاكر انه هيقتلني انا بس هيقتلك انتَ كمان لما يعرف ان من البداية كله كان تخطيطك ومين اللي كان بيراقبه وماشي وراه وخلاه يتأكد من كل حاجه
سبها ولعنها في سره فأردف بتهديد
- حلو وقبل ما يقتلني وربنا لاخلي فضحيتك وصورك وفيدوهاتنا الحلوة كلها في الشارع انا خلاص مبقاش يهمني حاجة 
- انتَ شيطان يا خالد والله شيطان
والنار دي هتحرقك انتَ قبلي وقبل اي حد انتَ مريض صدقني مبتحبش زينة لاني يوم ما حبيت ندمت وحبيت اشوفه سعيد
كنت فاكرة الاول انك بتحبها، لو كنت بتحبها مكنتش هتبعت ناس تمثل انها صحاب اخوها لاهلها وتخليهم يجوا وتعرفهم مكانها بالعكس انتَ خربتها علي دماغك
- اه شيطان ومتخلنيش اوريكي الشيطان ده ممكن يعمل ايه !! زي ما خربتيها تحليها مكنتيش عارفه تسيطري عليه وبالعكس روحتي خربتي الدنيا اتصرفي بدل ما وربنا هقتلك واطلع كل غضبي فيكي انتِ حليها زي ما خربتيها ارجعي البيت اتشقلبي
- قسما بالله لو ما بعدت عني يا خالد لاموت نفسي احسن من استني قتل مصطفي ليا ووريني مين اللي هتقدر تثبت عليه حاجة او تفضحه  ...
________________________________________ 
فَلْيَكُن وَعَد مِنِّي يَا حبيبتي
سَيَأْتِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي ستذوبين فِيهِ فِي أحضاني وَبَيْن يَدَاي ولينصهر قَلْبِك وَقَلْبِي فِي نِيرَان مِن الْعِشْق سَتَكُون أَشَدُّ مِنْ تِلْكَ النِّيرَان الْكَاذِبَة الَّتِي تغضبك
اُدُّعِي وَأُصَلِّي كَثِيرًا حَتَّي يَتَقَبَّلُ اللَّهُ تَوْبَتِي
وَلَكِن مَاذَا عَنْ قَلْبِك الْقَاسِي ؟ ؟
ليرحم قَلْبَك مِنْ أَحَبَّهُ بِصِدْق وليرحم مِنْ يَتِيمٍ بِه ولتغفري لِقَلْبِي الْمِسْكِين واجعلي أحضاني هِي مأواكِ
فَوَاللَّه لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَسْكَن لجروحك أَكْثَرَ مِنْ حِضْنَيْ حَتَّي وَأَنَا الْجَانِي ، فلتنصهري فِي حِبِّي بَدَلًا مِنْ أَنَّ تَنْصَهِر أَرْوَاحَنَا فِي بُحُورِ مِنْ الْأَلَمِ وَالْعِتَاب
أَنَا الْخَائِن والمذنب فِي حَقِّك وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَقْصِدِي أَو غَايَتِي ، وَلَكِنِّي أَنَا العَاشِق الْمُتَيَّم فِي حَضْرَةِ عَيْنَاك وَكَانَتْ تِلْكَ رَغْبَتِي وهدفي

       

تعليقات