قصة انصهار قلب
البارت الخامس5
بقلم فاطمة سلطان
من انتَ حتي اصدق حديثك فاعذرني يا عزيزي لم أستطع معرفتك أصبحت غريباً، رغم انك الأقرب الي قلبي، اصبحت حق غيري، رغم ان والله لم تحبك امرأه بقدري، أصبحت عيناكَ التي كنت انظر فيها اشعر بالأمان، اصبحت هي سبب وجعي و محل إقامة الامي انا لا أعرفك حقاً
_________________
في المعرض كان مصطفي يجلس و معه خالد كالعادة
خالد بخبث " و مراتك عامله ايه في وجود زينة "
مصطفي بملل " عادي هتعمل ايه يعني بتعمل مشاكل "
خالد باقتراح " انا لو منك اجيب شقه لزينة بعيد و ارتاح من الوش "
مصطفي برفض " زينة هتفضل قصاد عيني يا خالد و مش هسيبها "
خالد " ده لو كان خطيبتك انتَ مش ملاحظ انك سبتها و اتجوزت يعني بلاش انانية هي عمرها ما هتتجوز و لا هيجي عريس ليها طول ماهي في بيتك "
- انا عمري ما كنت اناني يا خالد مهما الكل قال و بعدين زينة مش هتكون لغيري و متقعدش تعصبني
-طب ما انتَ كنت لغيرها
ليدخل أحد العمال و ينقذ خالد من غضب مصطفي الذي كان علي وشك اكله، يخبره ان هناك اشخاص يريدوه في الخارج و اخبره بهويتهم و سمح مصطفي بدخولهم و هو يحاول تهدئه نفسه و قلبه الثائر الذي يدفعه الي فعل تصرفات جنونية ما ان يجد عوض في مقابلته الذي يطمع في حبيبته بل اهانها أيضاً
دخل عوض و معه أمام الجامع ( الشيخ بلال ) المعروف في المنطقة و معه رجل اخر صديق لعوض (الحاج محمد لدية محل لبيع المنسوجات و السجاد .. الخ )، دخلوا و جلسوا و كان مصطفي يتمالك نفسه حتي لا يفتك بشخص بعمر والده، يمسك كوب الشاي في يديه
بدأ الحاج محمد حديثة قائلا
" ازيك يا مصطفي يا ابني عامل ايه "
مصطفي بنبرة حاول جعلها هادئة " انا كويس حضرتك عامل ايه "
محمد " الحمدلله "
خالد بفضول و تساؤل فمنذ متي يأتي هؤلاء الناس لهم او يجتمع الثلاثة سوياً
- هو في ايه يا جماعه كلكم جايين مره واحده ياريت يكون بس الموضوع خير دي اول مره تحصل
تحدث بلال قائلا برفق " احنا جينا و الحاج عوض جه بنفسه علشان عايز يعتذر لزينه علي الي حصل و مستعد يروح يعتذر لغايت عندها "
مصطفي بنبرة ساخرة لم يستطع منها و كلما يتحدث شخص يزيد من ضغطه علي ذلك الكوب " يا سلام "
عوض بنبرة خبيثة " انا بعتذر لها لان محبش اتصرف كده بس والله يا ابني لولا ان ابني جاي من السفر انا مكنتش عملت كده و هي اللي غلطت فيا "
خالد بنبرة هادئة حينما وجد مصطفي مسلط بصره علي عوض و عينيه تحول بباصها الي حَمار و كأنها تستعد لمعركة دموية و ربما لان ذلك الرجل يستفزه ايضا
- حصل خير الاعتذار مش هيفيد بحاجه يا حاج عوض خلاص البنات قاعدين مع ام رجب في شقتها و حصل خير
تحدث الحاج محمد قائلا بكل سماجة و برود أعصاب و كأنه لا يعقل ما يقوله و يردد كلمات قد حفظها له صديقه الذي لديه معه الكثير من المصالح المشتركة
- احنا سمعنا ان في مشاكل بينكم في البيت بسبب وجود زينة و طلع كلام الواحد ميحبش يقوله بس في النهاية الحاج عوض عمل بآصله و جاي علشان يطلب ايد زينة
خالد و هو يرفع حاجبية بصدمة " افندم "
حك الشيخ بلال ذقنه باستغراب فلم يقل له عوض ذلك ابدا فقط كان يقنعه ان يأتي معه حتي يعتذر لها حينما عاتبه علي ما فعله مع البنات
مصطفي ضغط اكثر علي الكوب الذي علي وشك ان ينكسر في يده
- ده انتَ لسه قايلي يا ابني رايح تتجوز واحده اصغر من ابنك انتَ راجل كبير و مش عايز اقل من واحد قد ابويا
عوض بغضب من اهانته فاردف قائلا بتهور حديث تلك المرأه الثرثارة
- هو انا علشان طلبت شرع ربنا تقل في ادبك مش احسن ما اجيب خطيبتي و انا مقعدها في البيت و مراتي فوق و مطلع للناس قرون و اهل بيتك نفسهم شافوك معاها...
لينكسر الكوب في يد مصطفي الذي هرع الجميع بسبب منظر يده الذي تتساقط منها الدماء و هي يده اليمني، حاول خالد ان يري يده و لكنه ذهب زي المجنون اتجاه عوض و امسكه من ياقته بديه الاثنين
- انتَ باين عليك خرفت و هتخليني ادفنك مكانك
أردف عوض قائلا بارتجاف من عين مصطفي الذي تأكل عينيه
- ما تشوفوا يا ناس بيعمل ايه علشان قولت الحق ما الناس كلها و بيتكلموا في نفس الموضوع هو مش الحق عليا اني عايز استر عليها، هو الجواز يا شيخ..
لم يستطع ان يستكمل حديثه و لكمة مصطفي بغضب شديد في وجهه حاولوا ان يحولوا بينهم بصعوبة شديدة و ابعده خالد و كان مصطفي يلقي أبشع الشتائم علي عوض بل انه يريد ان يفتك به حقاً لو يكفيه ما فعله، بينما خالد قلق علي صديقه و امسك كف يده و اخذ يتأكد من عدم تواجد زجاج بها بحبرته كصيدلي فهو خريج صيدل و يعمل أحيانا في صيدلية والده
بينما انسحب عوض بعدما احذ يتفوه بكلمات حمقاء و كاذبه مثله حتي خرج منه و الجميع علم بما حدث و علم ان المشاجرة بسبب زينة و بالطبع هناك من وجد ان مصطفي لم يفعل ذلك فهم يعرفوه من سنوات عديدة بينما بعض النفوس احبت الحديث في أعراض الناس دون اي وجه حق
كان مصطفي جالس علي الكرسي غاضباً و لكن خالد يلزمه ان يجلس بعدما ارسل احد الشباب الذي يعملون معهم ليشتروا بعض الأشياء لمعالجة يده فكان غاضباً جدا و يرفض الذهاب للطبيب رغم ان يده تحتاج خياطة
لم يكن ذهب الشيخ بلال فهو علم ان عوض بمخيلته ان بلال سيوافق حديثه حينما يتحدث في أمور الزواج، فاردف بلال قائلا حتي يجين وضعه المحرج
- والله يا مصطفي يا ابني انا مكنتش اعرف ان الموضوع كده هو قال انه هيجي يتكلم معاك و هنروح كلنا بيتكم و هيعتذر لزينة و هيرجعها الشقة معرفش ان الكلام هيتغير كده و الا مكنتش جيت انا عمري ما اقبل ان حد يجيب سيرة حد بالشكل ده
قال الله تعالى :
إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (النور : 23)
خالد و هو يربط يده بأي طريقه فهو لا يكره سوي عناده في الاوقات الخاطئة
- طبعا يا شيخ بلال هو راجل حسبنا الله ونعم الوكيل فيه بدل ما يشكر مصطفي و عيبته انهم حموها بدل ما يبقوا في الشارع رايح يتبلى عليهم و يقول كلام محصلش قال اهله قالوا و اشتكوا
تحدث الشيخ بلال قائلا " انا مش هقدر اطول عليكم علشان صلاة العصر الرجل ده انا مش هدخل ف اي حاجة تخصه لاني مبحبش الكدب و كنت عايز البنات يكونوا في أمان، و لا بحب ان حد يتهم حد بحاجة بس يا مصطفي يا ابني وجهه نظري ليك اجتنب الشُبهات الكل عارف ان كان بينكم خطوبة قبل كده و الكلام الكتير وحش اما تساعدها انتَ و أهلك بعيد عنكم اما تقطع حديث الناس بأي شك و الراجل ده ميجيش يتكلم بثقة اذا كان في طرف تاني
عن اذنكم و بعتذر مره تانيه و من الافضل تروح المستشفي يا ابني "
ذهب الشيخ بلال و حاول خالد إقناع مصطفي ان يذهب للمستشفى و لكنه كان يغلي و يفكر هل كان الحديث الذي يتفوه به بأن هناك احد شاهدهم من أهل البيت و تفوه بين الناس بهذة الكلمات لم تأتي في باله غير ايتن و احتفظ بهذا الاحتمال لنفسه بذكر الفاعل فظن انه يظلمها و خالد كان يري ان هذا الرجل يتفوه بكلمات حمقاءو لكن أنطلق مصطفي و هو مستعد لارتكاب جريمة حينما قرأ تلك الرسالة التي وردت من همس
فاتقي شر الحليم اذا غضب ...
______________________________
في شقه نجاح كانت مادونا تجلس مع زينة فهي جاءت قبل موعدها بيوم تقريبا، بينما رجب و زوجته في الأعلى
و نجاح ذهبت لزيارة احد الجيران بينما رحمة كانت في الغرفة تذاكر
مادونا بغضب شديد علي صديقتها
- قومي يا زينة يعني تروحي معايا انا مش هسيبك مع الزفت ده في بيت واحد ان ازاي مستحمله وجودك معاه في بيت واحد
زينة " يعني هعمل ايه يعني مكنش قدامي حل غير كده و برضو صحه رحمة دي بتقف خمس دقايق و بتتعب مينفعش تطلع أدوار عاليه، وعموما انا مكنتش لا قادره افكر ومش ناويه كل شويه اتنقل من مكان لمكان كده كده هنمشي "
مادونا بغضب شديد كلما تتذكر بكاء زينة و ضياع تلك السنة منها و توصيات رؤوف دائما عليها كلما يراها و كأنه يشعر " انا لو اطول امسك زماره رقبته كنت مسكتها كده والله اخنقه "
زينة بنبرة مُحيره لا تعلم اهل هي سخرية ام ألم فما هو أصعب ان تعيش في البيت الذي كنت تظنه انك ستجتمع مع من مال قلبك له و لكن تفاجئ بانك في نفس البيت و لكن حبيبك مع آخر
" انا اللي خاني مش انتَ علشان العصبية دي كلها ده انا اللي بهدي فيكي "
مادونا بنبره منفعلة " مهوا سكوتك ده اللي هيجنني و بعدين اللي يضايقك يضايقني "
زينة سمعت لأصوات حادة كانت تتجاهل الموضوع في البداية و لكن الصوت ارتفع اكثر
- متقلقيش اهو اديني منتظرة المعاش و المصنع لما يكلموني و منتظرة السمسار يجيب ليا حاجه متكنش اوفر اوي علشان منضعيش الفلوس في كلام فارغ .. مادونا هو انتِ سامعة اللي انا سمعاه
مادونا بانتباه بعدما صمتوا لدقيقة كاملة
" اه سامعة "
نهضت مادونا و توجهت الي الباب، فأردفت زينة بنبره محذره " اقعدي انتِ رايحة فين "
مادونا بفضول كعادة الكثير من الناس الذي يتشوقوا لمعرفة ما يحدث " هشوف في ايه "
زينة " ملناش دعوه اقعدي يعملوا اللي يعملوه انا مش عايزة ادخل في حاجة او اسمع كلام من ناس ملهاش لزمة "
كانت زينة تتحدث بعقلها، فهو المسيطر الان و لكن قلبها من الداخل يستغيث بسبب شعورة بالألم و القلق فهناك شئ يؤلمه و لا يعلم لما، جاءت رحمه من الغرفة وهي تستند علي العصا الطبية بصعوبة شديدة فقال لها الطبيب بان تحاول الوقوف و المشي و لكن تستند علي عكازٍ او عصا او مشاية خاصة لهذه الحالات كانت تحمل هاتف زينة و تخبرها بان هناك اتصال لأجلها
اجابت زينة علي صديق اخيها الذي يعمل في المصنع وهو يخبرها بأمور خاصة بالمعاش و يخبرها ايضا ان هناك شخص غريب جاء و سأل علي عنوان رؤوف و علي ما يبدو ان البعض أجابه
___________________________________
في الأعلى كانت ايتن تضع يديها علي وجهها مصدومة من انه قد صفعها حقاً و لم تكن تعلم ماذا يحدث هي تراه غاضب فقط، و كانت يد مصطفي قد لطخت وجهها بالدماء
مصطفي و قد تملك منه الغضب لأخر درجة لا يظن انه غضب بهذه الطريقة يوما ما و يتحدث بنبرة مرتفعة قد ترعب اي شخص
– انتِ عديتي كل الخطوط الحمراء انتِ اساسا بني ادمه متؤتمنش علي حاجه رايحة تفضحينا قدام الناس بكلام زباله شبهك
قاطعته ايتن بانفعال ايضا " اياك تغلط فيا انتَ سامع انا مش زباله يا مصطفي "
مصطفي مسكها من شعرها بقوة فتأوهت متألمة كان مع كل كلمة يشد شعرها اكثر و يجعلها تشعر بذرة من الألم الذي بداخله سواء بسبب يده او بسبب نفسه
" زباله و ملقتيش حد يربيكي و انا اللي هربيكي و هقص لسانك ده اللي رايحة تفضح جوزها بانا شوفتيني مع زينة في وضع مش كويس هاا دي "
ايتن بوجع و حاولت ان تقول اي شي قد ينجيها من تحت يده
- اااااه سيب شعري انا مقولتش كده انتَ جبت الكلام ده منين انا قولت اني مضايقه من وجودها و فضفت مع صاحبتي يعني اكتم الكلام في نفسي و معرفش انها هتروح تنشر الموضوع بين الناس "
مصطفي و هو يشد شعرها اكثر بغضب شديد
- اكدبي اكدبي يعني انا هنتظر منك ايه غير الخراب و وجع الدماغ و الابتلاء انا اما وريتك ايامك السوداء مبقاش انا
و انا هصحح غلطي معاها زي ما انتِ شايفاه غلط زي ما غلطت معاكي قبل كده هصلح غلطي معاها مش ده اللي انتِ عيزاه بدل ما جوزك عمال يقع في الغلط و انتِ مضايقه من كده اللي جاي في حياتك سواد مفيش بعده نور يا ايتن انتِ اللي جبتيه لنفسك
ايتن بوجع شديد و كانت تصرخ ان يتركها " اااااه سيب شعري اااااااه الولد نايم جوا علي فكره و ممكن يصحي بسبب الصوت "
مصطفي و كأنه لا يسمعها " ايوه عايزك تصوتي كويس صوتي من هنا للصبح لان انا مشوفتش في جبروتك و قله ادبك لما تسوئي سمعه بنت و بنت اخوها اللي ملهمش حد
و سمعه جوزك ابو ابنك اللي انتِ ماشيه تسمعيها للبيت كله ازاي جاتلك الجراءة اساسا تتكلمي مع حد في الموضوع و كمان ياريتك حتي بتفضفي ده انتِ بتألفي فضيحة
قسما بالله ما هتشوفي الشارع خليكي مرزوعه في اوضتك و لما ارجع البيت خلقتك مشفهاش تكوني في الاوضه و قافله علي نفسك زيك زي الكرسي اللي هناك ده و لا زيارات و لا حد يجي يشوفك و لا تتكلمي مع حد "
ثم ذهب الي الطاولة و كانت هي تتأوه من الالم بسبب شعرها الذي كان سيقتلعه بيده التي كانت تنزف و تحول بياض تلك الرابكة الي حَمار و لكنه لم يكن يتركها رغم المه و لكن ألم قلبه كان اقوي
- و ادي تليفونك اهو
و قذفه الي الحائط حتني اصبحت شاشته كفتاتفيت السكر
- هخليكي تعيشي مع نفسك و قسما بالله لو خرجتي بس من الشقة حتي لو وقفتي قدام باب الشقة برا او نزلتي تحت عند امي والله العظيم يا ايتن لهكسر رجلك و اخليكي تشوفي سواد اكتر من اللي هتشوفيه
سمع صوت جرس الباب و رفع صوته بها و هو يأمرها ان تذهب الي غرفتها و حينما دخلت فتح الباب و وجد رجب
رجب " في ايه يا مصطفي الزعيق و الصوات ده كله "
نظر رجب علي يده التي كانت تتساقط منها الدماء " مصطفي ايدك مالها "
مصطفي " انا رايح اخيطها "
رجب " في ايه اللي حصل فهمني "
مصطفي " تعالي معايا طيب و انا هفهمك "
___________________________________
كانت همس جالسة مع نجاح بعدما ذهب رجب مع مصطفي و جاءت نجاح و اخبرتها بانها هي من اخبرت مصطفي فهي تظن انه فعل ذلك بسببها لا تعلم ان عوض هومن جعله يثور و فقد تلك الرسالة اكملت عليه، نجاح كانت غاضبة جدا مما فعلته ايتن فكيف تتحدث بهذة التهم علي زوجها فهناك مساء اذا خانها زوجها فعلا تكتفي بالانفصال دون حدوث مشاكل و لكن كيف اتت الجراءه لها بفعل ذلك
همس بنبرة حاولت جعلها واثقة " انا مش ندمانة اني قولتله هو كان لازم يعرف انا من يومين كنت مترددة من ساعة ما سمعتها بتتكلم مع جارتها بس قولت لازم اقوله بس ربنا يستر و ميقولش لرجب هيقعد يقولي اني بدخل بينهم "
___________________________________
تركتهم زينة منذ فتره و لم تكن لديها قدره علي معرفة ما حدث او سبب المشاجرة فلا شي يوجعها اكثر من ان يلفظ احد اسمهما في نفس الوقت وكأنها لا تتحمل سماع اسمه مع امرأه اخري و كانت تقلب في هاتفها و وجدت صور كثيره لمصطفي و تذكرت المناسبة ( فهي لم تمسح اي صورة )
فلاش باك
كانوا يجلسوا في احد المطاعم بعدما قابلها مصطفي بعد
انتهاء يومها الدراسي في الجامعة و كان يأكل و يداري وجهه و كانت تقهقه زينة علي شكلة
زينة بمرح و خبث " خلاص يا صاصا ابعد ايدك عن وشك والله قمر من غير الدقن و الشنب شكلك بقا اصغر مني "
مصطفي بغيظ " اتلمي انا غلطان اني سمعت كلام عيله زيك قال لعبه الشايب ادي اخره اللعب مع العيال "
زينة " والله شكلك سو كيوت ده انا خطفت ليك صور بالهبل و انتَ بتاكل و بتركن العربية في الخباثة و بعدين دي اخره اللي يلبس الشايب "
مصطفي بوعيد " ادي دقني اهي اللي مش موجوده و اللي عمري ما حلقتها لو لعبت معاكي الشايب ان انا اللي استاهل اللي يمشي ورا العيال صحيح "
زينة فجأة تغيرت ملامح وجهها حينما تذكرت ذلك المنام الذي جعل النوم يذهب من عينيها و قلمت و الالم يعتصر قلبها
" والله احمد ربنا اني بكلمك مش كفايا الحلم اللي حلمته "
مصطفي بسخرية " انتِ مش هتكلميني علشان حلم وحش و بعدين انتِ قلبتي وشك فجأه كده ليه يعني "
- افتكرت الحلم انا صحيت مفزوعه و مضايقة اوي والله العظيم
- ليه يعني اكيد كان كابوس متحطيش في بالك
زينة " طب مش هتسال حلمك ايه "
- مهوا مش حلو اننا نحكي الكوابيس تقريبا بتحقق او انا مش عارف
- انا حلمت انك ماسك قلبي و عمال تعصره بايدك وانا عماله اعيط و انتَ مش حاسس و اقولك سيبه مش بتسيبه بس عماله تعصره بين ايدك
تحدث مصطفي بنبرة ساخرة
- زينة انتِ لازم تتغطي كويس يا ماما بصي انا عارف ان الافلام الرعب بتاعهت مادونا دي و mbc2 لحست عقلك يا ماما
- انتَ مش عارف انا صحيت من النوم حسيت اني موجوعه بالظبط ودموعي في عيني كاني كنت بعيط بجد متتريقش
- ده كابوس يا زينة متقعديش تشغلي بالك انا عمري ما هكون سبب في وجعك و الا هكون وجعت نفسي قبلك ده كابوس استعيذي بالله و بطلي الأفلام الرعب دي و انتِ متحلميش بكوابيس
باك
انتبهت حينما دخلت همس و اخبرتها بان رجب و نجاح يريدوا الحديث معها و اخبروها بما حدث و ربما اخبروها بفكرة الذي اقترحها رجب بينما نجاح اكتفت بالصمت فهي لا تريد ان تشعر زينة انها مضغوطة من قبلهم
واكتفت فقط بقولها ان القرار لها و انها ستكون بمأمن معها هي و ابنة أخيها تحديداً لهذه السنة الصعبة بسبب قدمها من ناحية و من ناحية اخري انها علي مشارف بداية الثانوية العامة و بكل حال هي ستساندها في أي قرار ، فجائتهم زينة بانها تريد الحديث مع مصطفي قبل ان تخبرهم قراراها
_______________________________
في اليوم التالي جاء مصطفي و خرجت زينة من الغرفة بينما دخلت نجاح و جلست مع رحمة حتي تتركهم يحدثوا علي انفراد
حاول مصطفي ان يتحدث بأي شيء و كأنهم فقدوا لغة التواصل بينهم
- زينة انا ..
قاطعته زينة بنبره حازمة و حادة " ناا مش قاعدة معاك علشان اسمع كلامك انتَ .. انا قاعده علشان تسمعني لو كتبنا الكتاب لازم تفهم كويس ان هي سنة واحدة و هتطلقني و انا مش هتجوزك علشان كلام الناس لا يولعوا كلهم انا موافقة علشان انا محتاجه اشتغل و يكون ليا مرتب و اقدر يكون ليا كيان علشان استقل برحمة لوحدي
و ده مش هعرف اعملة في يوم و ليلة و مش عايزه الفترة دي تحصل امور تأثر علي رحمة كفايا اللي هي فيه فمش محتاجه اني اواجه اهلي او انهم يضايقونا و جوازي منك هيمنعهم يتعرضوا لينا "
هز مصطفي راسة متهفماً حديثها و لكن قلبة متألماً بأن يكن بينه و بين المراة الذي لم يحب غيرها شروط
لتستكمل زينة حديثها " انا زي ما انا مع طنط نجاح في البيت هتفكر تدخل و تطلع بمسمي اني بقيت مراتك مش هيحصل هتفكر تتدخل في حياتي و رايحة فين و تدخل فالشغل اللي هشتغلة و تقولي اه او لا مش هيحصل غير انك مش هتصرف عليا و لا عايزة منك حاجه و تعتبرني مش موجودة أصلا و حتي لو قبل السنة طلبت الطلاق تطلقني من غير مناقشة و مراتك ملهاش دعوة بيا و انا عن نفسي مش هحتك بيكم "
مصطفي برفض " لا مش للدرجاتي لما تبقي علي ذمتي و تخرجي و تيجي من غير ما ادخل و لا اسأل؟؟ "
زينة " كفايا انك تعرف و اكيد انا كش هعمل حاجة تخصك و طلوعي هيبقي لمشواير معروفة سواء الشغل اللي هشتغله او لو رايحة مكان، لكن شغل ان تطلعي و متطلعيش و تحكم عليا تنساه ماشي، اللي هو انتَ ملكش اي حق و متفكرش تدي نفسك حقوق انا مدتهاش ليك بس عموما انا مطمنة لان مفيش حد يقدر ياخد مني حق انا مش سامحة بيه "
مصطفي حاول ان بفهم ما ترمي عليه ولكنه تركها تكمل حديثها فأردف بغيظ " اكيد "
زينة فجائته بنبرة ساخرة " شايف بقا كل اللي قولتة ده مش فارق معايا اصلا و موافقتك و رفضك مش مصدقاهم و لا في حاجة مضمونة معاك "
مصطفي بعدم فهم " بمعني ايه "
زينة بنبرة باردة " هتمضيلي علي تلت ( ثلاثة ) ورقات فاضية "
مصطفي بسخرية شديدة " والله العظيم انتِ بتتكلمي بجد وله نفوخك اتلحس "
زينة " متلحسش و لا حاجة بس انا ايه اللي يضمن ليا ان موافقتك علي اللي قولته صح "
مصطفي" كلمتي مش كفايا انا قايلك بلساني موافق يبقي مش هخلف وعدي "
زينة قهقهت بسخرية " ضحكتني والله زمان برضو قولت حاجات كتيرة و قولت مش هخلف وعدي و خلفت انتَ لو فاكر ان لسه كلمتك فيها مصداقية او تهمني
صدقني يبقي لسه محتاج تقعد و تسرح في الماضي و تفترك انتَ عملت ايه معايا يمكن تعرف ان ليا حق في اللي بقولة
انتَ لو قولتلي اسمي زينة صدقني هدور وراك يمكن بتكدب عليا والله انا مش طمعانة في فلوسك او في اي حاجة ليك بس الورق ده مهم بالنسبالي هتمضي وله لا و لو لا انا مش واثقه فيك فمش موافقة نتجوز "
مصطفي بنبرة يتخللها بحور من الألم و وجع القلب
" خلاص يعني اللي ما بينا ورق "
زينة بغضب " ايوة و متخلنيش انفجر فيك انا زمان كنت مستعدة ابيع الدنيا كلها بكلمة قالها مصطفي و مستعدة بكلمة واحده اغير حياتي بس مصطفي اللي كنت بعمل علشانه كده مش موجود انتَ واحد باعني في لحظة قالي انا مش موجود و كل شئ نصيب
انتَ واحد تاني معرفش عنه حاجة غير انه يبيع زينة في دقيقة لو مش موافق علي كلامي انا هلم حاجتي و همشي "