قصة انصهار قلب البارت التاسع عشر19 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت التاسع عشر19
بقلم فاطمة سلطان



دخلت زينة الي المسشتفي التي تتواجد بالقرب من منزلهم
بعد أن أعطتها همس العنوان واخذت الإذن من ابراهيم وأخبرته بحدوث أمر ما وأنها مُجبره علي الذهاب، دخلت الي الاستراحة الاقرب من الطوارئ لتجد همس مُذعورة، أما نجاح تحمل مصحفها وتقرا به وكأنها في عالم آخر رغم الضوضاء ورغم كل شيء
زينة اقتربت من همس
-في ايه يا همس ماله زين وايه اللي حصل بالظبط انا معرفتش افهم حاجة
همس بدموع وشهقات وصعوبة في شرح شيء فمازال المنظر لا يذهب من بالها
-مش عارفة يا زينة هي جت النهاردة .....
تحدثت زينة حينما وجدتها صمتت وزاد بكائها
-اهدي طيب يا همس وفهميني براحة مين اللي جت متوتريش نفسك انتِ حامل
همس اخذت أنفاسها وحاولت التحدث بهدوء ولكن كانت تغلبها دموعها
- جت ايتن وكان زين مصطفي سايبه معانا بس ماما راحت عند جارتنا فجت ايتن وطلعت شقتي فوق فلما ماما جت خرجنا من شقتي علشان ننزل وهي كانت شايله زين معرفش ايه اللي حصل واحنا نازلين علي السلم زين وقع وهي كمان وقعت رجلها اتكسرت وحاليا بيجبسوها، الولد فلت منها ولقيناه علي الارض ووشه كله دم وجينا علي هنا
زينة بقلق وخوف
-طيب هو عامل ايه دلوقتي !
همس " مش عارفة يا زينة محدش بيقول حاجة خالص من ساعة ما جينا في الطوارئ "
زينة بقلق شديد " طيب مصطفي فين وعرف وله لا"
همس " مصطفي وخالد هنا اتصلنا بيهم وجم ورانا ومسك في ايتن وحالف ان لو جراله حاجة هيقتلها يوم ملوش ملامح وحتي زعق فيا انا وماما وخالد خده من هنا مش عارفه هتلاقيهم قاعدين في الاستقبال يمكن كانوا هيجيبوا الأمن من صوته "
زينة " ربنا يسترها ان شاء الله خير طيب اهدي انتِ بس او الاحسن روحي يا همس انتِ وشك مخطوف خالص "
همس " مش هروح مش هينفع مشي فالوضع ده انا هادية متقلقيش "
زينة " طيب روحي اغسلي وشك علي الأقل كده وتعالي "
سمعت همس حديث زينة وذهبت الي الحمام اما زينة أخذت تتصل بمصطفي ولا يجيب عليها، ولكنها لمحت ممرضة تخرج من الطوارئ واتجهت الي مكان ما لتذهب خلفها وتنادي عليها ولحقتها أخيرا ومسكت يديها
رمقتها الممرضة باستغراب ولكنها وقفت فأردفت زينة بنبرة مستعطفه ومعتذرة
-انا اسفة بس لو سمحت حضرتك لسه خارجة من الطوارئ جوا، في طفل اسمه زين مصطفي اللي وقع علي السلم حالته ايه ارجوكي يعني ردي طمنينا محدش بيعرفنا حاجة
الممرضة نظرت لها باستعطاف ثم أردفت قائلة
- بصي مخبيش عليكي الطفل نزف دم كتير وللأسف النزيف مش عايز يقف من دماغه وتقريبا هيحتاج نقل دم لو قدروا يوقفوا النزيف ممكن شوية ويطلبوا منكم دم فصيلته ( O negative ) ده لو قدروا انهم يعملوا حاجة بصراحة الوضع صعب الوقعه من ارتفاع شديد ونزل علي دماغه وممكن يكون في اضرار كتير حصلت في مخه ده اللي عرفته لاني مش مع الحالة دي والله المفروض مقولش الكلام ده لان الدكتور هو اللي بيقولو ولاني مش عاهم ده اللي سمعته شوية وهيقولوا ليكم الوضع، عن إذنك
لتذهب الممرضة وتحزن زينة ولا تصدق ما سمعته لتعود مرة اخري وتجد مصطفي وخالد قد أتوا ويقف بجانب والدته وهمس مازالت في المرحاض
لتذهب له زينة قائلة بلهفه
- مصطفي
أردف مصطفي باستغراب ونبرة غاضبة لا يقصدها هي بعينها ولكنه قلق
- انتِ جيي امته
أردفت بتوتر بسبب ما سمعته من الممرضة وقلقٍ عليه
- مش مهم عرفت منين المهم انتَ عامل ايه
ليتحدث خالد قائلا قبل ان يتفوه مصطفي بكلمة
- عامل مشاكل يعني هيعمل ايه بصعوبة اقنعته نقف برا كلميه يمكن يسمع منك كان ناقص يروح القسم هو وايتن غير كده اتخانق مع امه ومع مدام همس
أردفت بنبرة هادئة زينة وهي توجه حديثها الي مصطفي
- مصطفي انا متفهمه انك قلقان بس برضو كلهم ملهمش ذنب دي حاجة كانت ممكن تحصله وانتَ معاه فياريت تهدي نفسك ولا ايتن ليها ذنب ولا مامتك ولا همس اللي دايما قاعدين بيه محدش ليه ذنب دي حاجة بتاعت ربنا، متزعلش حد منك وقت غضب
أردف مصطفي بانزعاج وغضب مكتوم فلا أحد يشعر لما يشعر به
- زينة انا مش قادر اسمع مواعظ من حد ارجوكم كل واحد يحتفظ بكلامه لنفسه وانا مش هسيبها علي إهمالها لتاني مرة في حقه، وبعدين هما بقالهم قد ايه جوا ولا حد عايز يفهمنا حاجة
خرج الطبيب بعد دقائق قليلة ابتعدت زينة عن مصطفي بهما وجلست بمكان بعيد فعلمت صعوبة النقاش الآن معه وتحاول ان تفكر في بعض الأشياء، أخبرهم الطبيب بكلمتين من الممكن ان يوجعوا قلب اي شخص
" البقاء لله "
_________________________________________
بعد مرور اسبوع
لم تجف دموع أي شخص ولم يستطع احد ان يكف عن البكاء بينما ايتن كانت مازالت في المسشتفي لتعرضها لصدمة عصبية حينما علمت بوفاته
في بيت عائلة العدوي / شقة نجاح
في المساء كان رجب بجانبه همس فقد جاء منذ ثلاثة أيام وكان بشار يجلس معهم ايضاً ومعهم رحمة التي عادت سالمة واستمتعت مع عائلتها وذهب قلق زينة عليها وكانت زينة معهم أيضا كان الجميع تقريبا يجلس ماعدا نجاح تتواجد في غرفتها والجميع يسيطر عليه حالة من الحزن والكأبة
ليقطع رجب هذا الصمت قائلا بنبرة هادئة
- انا روحت المستشفي النهاردة عرفت ان ايتن لسه في صدمة وبتاخد مهدئات وحالتها النفسية وحشه جدا
همس أردفت بانزعاج وحزن فهي يوجعها فقدان ذلك الصبي التي كان معها لإيام طويلة ولساعات كان ينام في أحضانها أحبته وكأنه طفلها أيضا حتي ان فرحتها بحملها تشعر انها ذهبت مع موته وحتي الآن لم تخبر زوجها
- اكيد اللي حصل شيء صعب اوي انا نفسي مش قادرة انسي الموقف كل شيء في لحظة اتقلب
فأردف بشار بعد ان فاق بشروده
- انا لسه نازل من عند مصطفي غالباً مبيردش غير لما اسأله عامل ايه يقول الحمدلله ولو اتكلمت واقنعه يأكل او أي حاجة مبيردش كأنه مش سامعني ومش عايز يتكلم خالص علي الحال ده من ساعة ما دفن زين الله يرحمه
أردف رجب قائلا " حتي خالد يوميا بيجي يقعد معاه ومفيش فايدة وانا يومين ابات معاه الاقيه علي الكنبة مبيتحركش غير علشان يروح الحمام او يقوم يعمل قهوة مهما قولت مش بيتكلم ولا يرد الا قليل اوي "
رحمة بنبرة منزعجة فهي أيضا تشعر بالحزن الشديد
-لازم يا جماعة ده يحصل يعني انا نفسي اتعلقت بيه اوي مكنش حد بيشوفه الا وبيتعلق بيه، أبيه مصطفي لازم يطلع اللي جواه سكوته ده أصعب شيء
همس أردفت قائلة بنبرة هادئة فهي لا تدري لما تبتعد زينة عن مصطفي في تلك الفترة ولا تحاول الحديث معه
- ماما نجاح دموعها منشفتش علطول قاعدة لوحدها وبانهيارها ده مش هتعرف تطلع تهديه، زينة اعتقد مفيش حد هيقدر يتكلم معاه غيرك، انتِ الوحيدة الي محاولتيش تتكلمي معاه
زينة تنهدت تنهيدة مطوله فلا أحد يدري الدوامات التي تدور في عقلها فهي في حالة مشوشه تماما بسبب ما عرفته وبسبب أحاديث الناس التي لا تنتهي، أردفت بخفوت
- همس انا مش عارفة اطلع اقوله ايه وكلام الناس في العزاء كان وحش بالنسبالي الكل فاكر اني سعيدة بالوضع ده وانا والله قلبي واجعني اووي عليه
بشار أردف بهدوء
-سيبك من الناس هي مش فالحة الا في الكلام احنا عارفين انتِ مين
رجب بتأييد لما تفوهت به زوجته وبما قاله بشار
- معتقدش حد هينفع يكلمه غيرك انتِ بعد ماما، ده حتي الاكل اللي بنطلعه تاني يوم بنلاقيه زي ما هو تقريبا ده نادراً لو كل حاجة
لتوافقهم زينة الرأي فهي لا تحب ان تتركه ولكن لا تريد أن تراه في تلك الحالة
ذهبت الي المطبخ لتحضير الطعام التي ستأخذه له ولكن استوقفها نداء نجاح التي كانت تاركه باب غرفتها مفتوح ورمقتها وهي متوجهه الي المطبخ
دخلت لها فأردفت زينة
- نعم يا طنط
- ادخلي واقفلي الباب وراكي
دخلت وفعلت كما أرادت وجلست بجانبها علي الفراش واخبرتها انها سوف تجرب معه اليوم
-متتخليش عن مصطفي يا زينة
أردفت زينة باستغراب فهذه هي اول مره تطلب منها نجاح ذلك فدائما لا تعطي رأيها بشأن علاقتهم وتخبرها انها اذا تريد الاستمرار او الطلاق فهي حرة في حياتها هي فقط ستقف بجانبها
-اول مرة تقولي ليا كده
تنهدت نجاح ثم أردفت بهدوء وبنبرة متألمة
-انا خلفت اتنين مختلفين عن بعض تماماً في الطبع وفي الشكل، رجب طول عمرة واضح وصريح في اي تصرف بيعمله سواء صح او غلط بيقول علطول مبيعرفش يغير الكلمة او يلف ويدور علشان يقول الحقيقة ويقولك عمل ايه غلط علشان تفكري معاه ، مصطفي مبيعرفش يتقاسم مشكلته او غلطه افتكر زمان لما كان يحل وحش في الامتحان يروح يقعد مع ابوه في المعرض او يعمل اي حاجة علشان يهرب من سؤالي ولما يجي بليل اكون نسيت
ثم ابتسمت ابتسامة باهتة
-طول عمره متهور شوية ممكن يأخذ قرار فجأة من غير ما يقولنامدام شاف حاجة حس بحاجة بيعملها من غير تفكير عارفة مرة زمان تعبت اوي واغم عليا وكنت زعلانة مع ابوهم فكالعادة اتلككت علي اي حاجة وزعقت معاهم، كان مصطفي لسه في اولي اعدادي عيط لما فوقت بشكل غير طبيعي ساعتها سألته بتعيط ليه الي علشان انتِ تعبتي بسببي طول عمره بيحس بالذنب، وممكن مكنش بيسمع كلامي الا بطلوع الروح بس عمره ما حب يكون في حد تعبان بسببه دايما بيعاتب نفسه ويفكر كتير، اسوء ما في الراجل انه يكون عاطفي علشان بيحاول ميبينش الصفة دي الا قليل اوي وتخليه دايما جواه دوامات
- مش فاهمة حضرتك عايزة تقولي ايه
- مصطفي عيبه بيحب زيادة عن اللزوم بيثق في الناس بسهولة اوي كان زمان بقوله انتَ لو قعد معاك نصاب هتدفع اللي وراك واللي قدامك بدمعتين منه فكان يتخانق معايا ويأخذ علي خاطره ويقولي انا مش مغفل
لتبتسم زينة بهدوء وتستكمل نجاح حديثها
- لما كنت اكلمه عن الصلاة والذنوب الصغيرة اللي ممكن ياخدها بسبب خروجاتكم كان بيضايق ويقول اني بعقده
تنهدت تنهيدة طويله، انا ام وبحس بولادي مهما خبوا عليا وبالذات مصطفي لان نادراً ما تلاقي حد تفهميه من وشه مصطفي بيبان عليه هو مخبي ايه مهما حكي قصص بفهمه من عينه انا امه وحاسة بيه
- طنط انا مش ..
قاطعتها نجاح قائلة
- اسمعيني للأخر مفيش ام هتصدق في يوم وليلة ان ابنها هيتجوز بالسرعة دي ويسبب واحده حبها خمس سنين ويتجوز واحدة بينهم السماء والارض، و التصرفات اللي عملها بعد كده وملامح وشه محبتش اصغر ابني
لترفع المصحف قليلا التي كانت تمسكه
-والمصحف اتمني اي شك شكيته فيه يطلع غلط كل ليله بقول ربنا يكدب ظني يارب اطلع اكون مش فاهمة عيالي ويكون كل العلامات دي خيالات في دماغي، اقفي جنب ابني يا زينة ومتتخليش عنه مهما غلط لانه بيحبك بجد ومحتاجك انتِ، وأكيد انتِ عارفة اذا كانت ظنوني صح وله غلط
قبلت زينة يديها بدموعها قائلة
- انا مريت بمشاكل كتير وغيرت أماكن وفقدت ناس بحبهم كتير، وممكن أكون غلطت كتير لاني كنت لوحدي فتحت عيني علي الدنيا لقيت امي مش موجوده، بابا مات وبعدين اخويا اتجوز ومراته ماتت ولقيت مسؤولة عن رحمة اللي هي اصغر مني بخمس سنين وعملت حاجا كتيرة غلط زي ما بتقولي في علاقتي مع مصطفي ممكن اكون كنت ببين مشاعري زيادة، ومسكت ايده وكل دي ذنوب يمكن لغايت دلوقتي انا متحجبتش ولسه من فترة قريبة بدأت أصلي وفي سلوكيات كتير فيا غلط
من وانا صغيرة اتعودت اعمل اللي في دماغي حتي اي حاجة خاصة بمشاعري مكنتش ينفع اني استشير اخويا باي مشاعر بحسها ولأن كان في هموم ليه اكتر من كده ...
لتقاطعها نجاح قائلة باعتذار بعدما ربطت علي كتفيها
- انتِ اصلك طيب ومكنش قصدي حاجة
- انا محرومة من وجود امي من ساعة ما فتحت عيني علي الدنيا بعدها ابويا وحتي لما اتعلقت بمرات اخويا سابتني وبعدها اخويا انا بيني وبين نفسي كنت بحس اني فقر كل لما بحب حد بيروح مني افتكر من كتر سذاجتي كنت بقول لمصطفي خايفة من كتر ما حبيتك واتعودت عليك تروح مني وتسيبني
- انا امك يا زينة والله ربنا يعلم معزتك عندي انتِ وهمس
ابتسمت زينة قائلة بدموع
-انتِ امي فعلا والله ربنا يخليكي لينا، انا معرفش يعني ايه ام تقلق علي ابنها ومعرفش يعني ايه مشاعر الأمومة بس انا اعرف اني ممكن اضحي بنفسي علشان حد بحبه وعمري ما هسيب مصطفي وعيزاكِ تطمني مصطفي معملش حاجة وحشه صدقيني وكل ظنونك دي مش صح
خرجت من الغرفة بعدما حاولت ان تريح قلب نجاح وبعد وقت ذهب بشار الي شقته وصعد رجب وزوجته وخلدت رحمة الي النوم، وحضرت زينة الطعام وصعدت الي شقة مصطفي بعد ان أخذت المفتاح ( النسخة الاحتياطي التي تتواجد في شقة نجاح ) ففتحت الباب ووجدته نائم علي الاريكة والاضاءة خافته تماما
جثت علي ركبتها بعد أن تركت الطعام الطاولة لتحاول أن تتأمل ملامحه المُرهقة والجزينة التي تشعرها وكأنه زاد عمره لأعوام لا تتحمل رؤية حبيبها هكذا، اخذت تتأمله وتذكرت ذلك الموقف
فلاش باك
كانت تمشي معه في الشارع ولا يعلم الي اين تأخذه بعدما قابلها أمام جامعتها، شرطت عليه الا يسألها ويمشي كما توجهه
- اكيد مطعم فاتح جديد صح ؟؟
- هو انتَ كل همك علي بطنك، يعني كل الأماكن خلصت علشان اوديك مطعم
-أقرب طريق لقلب الرجل معدته يا ماما تفهمي ايه انتِ بس والله ما انتِ نافعه
فأردفت بسخرية " خلاص سبني مدام مش نافعه في حاجة ايه اللي مقعدك هو انا اللي جيت طلبت ايدك وفضلت رايح جاي علشان توافق "
-يخربيت لسانك ولماضتك بجد انا مش عارف كل كلمة ليها عندك عشرة ياساتر
-انا ببقي لمضة معاك انتَ وبس، وبعدين احنا خلاص قربنا نوصل
-بتعرفي تثبتيني انتِ بس صحيح انتِ بعتالي امبارح ايه استني افتكر كده.... اه .... المرأة هي سلاحك وله ايه مطوتك ؟؟
فأردفت زينة وهي تلوي شفتيها
-علشان تعرف اني مهما عملت انتَ مش رومانسي سلاح ايه بذمتك ودينك انتَ مش بتهتم بأي رساله ابعتهالك خالص
بعتلك (( ‏لا تخف من الارتباط بامرأة قوية..فقد يأتي يوم تكون هي جيشك الوحيد ))
أردف بمرح
-هتفرق في ايه مهوا الجيش محتاج أسلحة يعني مرحناش بعيد انتِ عارفة اني ذاكرتي زي السمكة، بس لامواخذه يعني عايز اقول حاجة واتمني تأخذي كلامي بصدر رحب، وانا مش عارف انتِ مودياني علي فين وقلقان منك أصلا
-هخطفك مثلا !!! وبعدين قولي عايز تقول ايه
أردف بمرح شديد
-لامؤاخذة في الكلمة هي فين المرأة أساسا وفين القوية
أردفت بغيظ
-تصدق انا غلطانة والله العظيم
-بتقفشي بسرعة عجبتني جدا والله انا بحب اهزر معاكي عارفة انا بحبك ليه ؟
-ليه ؟
-بحب فيكي كل حاجة حلوه ووحشة ، مرة زمان ابويا الله يرحمه قالي هقولك صفة واحدة لو موجودة في بنت ومعندهاش اي مميزات او صفات حلوة تانية خدها ولو عندها الجمال والمال وخفة الدم وكل حاجة بس معندهاش الصفة دي متخدهاش
-الله يرحمه، صفة ايه دي
-تكون بنت أصول قالي اختار واحدة تقبلك بعيوبك واختار واحدة لو اتخلي عنك الناس كلها وبقيت لوحدك أعرف انها هتبقي ضهرك واختار واحدة تقبلك في اصعب حالاتك حتي لو انتَ مقبلتش نفسك فيها وكنت كارها
-كلامه بينطبق معاه الحكمة دي اوي انا جيشك الوحيد
-مع اول قطة هتهربي ، استهدي بالله جيشي ايه بس
-هتشوف الأيام بينا يا صاصا، هو انتَ فصيلة دمك ايه
-ليه يعني
أردفت بنبرة متأففة
- مبتعرفش تجاوب علي سؤال لله في لله لازم تطلع عيني
- عايز افهم يعني سؤال غريب
أردفت ساخرة
- افرض مره اتخانقنا وللأسف فتحت دماغك او اي اصابات لازم اكون عامله حسابي
- بطلي هبل انا لو نفخت فيكي هتقعي وربنا دماغك مريحاكِ
-قول بقا
-AB positive
-انتَ عارف ان فصيلة دمك دي تقريبا 4% بس من سكان مصر فصيلة بخيلة بتدي لنفسها وتأخد من الكل تقريبا
فأردف بملل
- احمدي ربنا اني عارف فصيلتي ايه اصلا
-عارف ان فعلا كان ممكن اعرف فصيلة دمك من غير ما تقول
أردف مصطفي ساخراً
- يا سلام علي السحر هتعرفيها ازاي يا استاذة وله اقولك يا دكتورة زينة مبروك علي الدكتوراه
زينة تجاهلت سخريته وأسلوبه التي حفظته عن ظهر قلب
-كترت الاقاويل ان اصحاب الفئة دي ناس بتحلم كتير وعندها خيالات بس احلامهم مش خرافية احلامهم بتكون من الواقع متردد جدا وشخص اجتماعي والحاجة اللي مش ماشية معاك أنك بتحب الشعر والادب والفنون
أردف مصطفي متعجباً
-ياريتك بتذاكري قد ما بتحفظي وتعرفي معلومات ملهاش لازمة بذمتك الهري ده مصدقاه ؟؟ انا مش عارف انتوا بتفكروا ازاي، ده الرجالة غلبانة بجد صحاب العقول في راحة
- واحد قفيل وبعدين دي ثقافة ايه فهمك انتَ
ثم وقفت قائلة بجانب مستشفى ما
- هنتبرع بالدم في حمله هنا للتبرع بالدم، صحابي جم هنا امبارح
- بقا المفاجأة والليلة دي كلها يا شيخة احسبن فيكي اقول ايه ده انا مصحي خالد من النوم علشان يجي المعرض ويقعد عقبال ما ارجع في الاخر تقوليلي هنتبرع بالدم
باك
تذكرت ذلك اليوم وتذكرت حديث همس بانها تبرعت بالدم بعد فترة من ولادة زين لايتن حينما مرضت، وتتذكر فصيلة دم زين كل الاشياء تجعلها تجن وحديث مادونا بأن فصيلة دم زين لا تأتي الا من اب نفس فصيلته لانه لا يتوافق مع مصطفي ولا مع ايتن وبالطبع سألتها زينة بعد تأكدها اكثر من مره ولم تخبر مادونا بطريقة مباشرة عن هوية تلك الأشخاص فلم تخبر مادونا ظنونها فهي تعلم ان بها ما يكفيها من مرض والدها، كادت ان تفقد عقلها من التفكير، قبلت وجنتيه ومازالت جالسة علي ركبتيها واخذت تنادي عليه بهدوء وتحرك أصابعها علي وجنتيه
ليفتح مصطفي عينيه باستغراب وبدأ في الاستيقاظ
- زينة !!
-ايوه قوم فوق كده
ليحاول مصطفي الاعتدال قليلاً ومازالت تجلس في نفس الوضعية فأردف مصطفي متسائلا
-دخلتي ازاي ؟؟
-متقلقش افوت في الحديد، لو بينك وبيني ١٠٠ باب هوصلك
أردف بضعف متجاهلاً كيفية دخولها فلا يهم يكفي انه جاءت فكم كان يحتاج رؤيتها هي الوحيدة التي تعلم عنه ما لا يعلمه أحد هي الوحيدة التي تراه بهذا السوء وتعلم أسراره
- أخيرا جيتي !!
-انتَ قولتلي تعالي ومجتش ؟ كل اللي بينزل من عندك مفهمني انك مش عايز تشوف حد
- لو محبتش ابين ضعفي ووجعي قدام حد فأكيد الحد ده مش انتِ، انتِ الوحيدة اللي عايزها جنبي
قبلت يديه الاثنان تحت استغرابه رُبما فعلها كثيرا ولكنها لم تفعلها ولا مره وظلت ممسكه بهم وجالسة بنفس الوضعية
- انا مبحبش اطلع هنا وانتَ عارف السبب، قولي كل اللي حابب تقوله وطلع كل اللي جواك معلش كنت غلطانة انا اتحمل ادخل وسط النار لو انتَ محتاجني، مستعدة اروح اي مكان مهما كان صعب مدام انتَ عايزني
مسك يديها وجعلها تجلس ليضع رأسه علي قدمها وتعبث في خصلات شعره كأنها والدته لتترقرق الدموع في عينيه
- حاسس بذنب كبير وتعبان اوي حتي مش عارف اوصف انا حاسس بايه
- ليه
ليتحدث بنبرة بها مزيج من الحسرة والألم
- ياريتني ما سبته معاهم خته معايا، انا مبحبش من زمان كنت تقريبا الوحيد اللي بخاف اشيل طفل بالذات لو لسه مولود مكنتش بحب اسمع صوت عياطهم لما زين اتولد كنت مش قابل اشيله ولا حتي ابص في وشه الا لما عملت التحليل وتأكدت انه ابني كنت بكره اسمع صوته بيعيط او ان حد يباركلي انه اتولد
- مفيش حاجة اسمها ياريتني الموت مفيهوش ياريتني كان قبلك ناس كتيرة قالتها وأولهم انا محدش عارف هيموت امته وله هيعيط علي فراق مين
- بعد ما عرفت انه ابني حسيت بمسؤولية رغم اني افتكرت انه هيفضل يفكرني بغلطتي بس انا كنت بشيله واحضنه كأني امتلكت الدنيا كنت طول ما انا قاعد بخاف اسمع خبر خطوبتك او اي زغاريط او اي مناسبة كانت بتخوفني مشاكل كتيرة في شغلي وكل حاجة بس لما كنت برجع اشيله بنسي كل ده
كانت زينة تحاول كبح دموعها والا تخرج من عينيها ليستكمل مصطفي حديثه قائلا
- لما طلقت ايتن حسيت بالمسؤولية اكتر كنت بعمل حاجات عمري ما اتوقعت اني اعملها اغيرله ايله احميه وانيمه كنت بتريق علي نفسي
- ليه كل ما بحب حاجة بتروح مني
تحدثت وهي تداعب خصلات شعره وبنبرة حزينة
- مش هقدر اقولك متزعلش لان مفيش حد لما بيتقاله الكلمة دي بتفرق معاه وانا اكتر واحده مجربة الشعور ده بس متحسش بالذنب، انتَ معملتش حاجة غلط معاه ولا يوم عاملته وحش بالعكس انتَ حبيته وكنت بتروح تقعد وسط الناس كلها وانتَ شايله
- مش عارف ليه دايما بحس بالذنب
- والله ما ليك ذنب انتَ عاملته كويس دا وطبيعي شعورك معاه في الاول بس برضو كان من جواك نفورك منه في الاول مش سبب أنك تلوم نفسك بالشكل ده
- منها لله دايما بتحرمني من كل حاجة بحبها
تألمت ولا تستطيع ان تقول شيء فأردفت بنبرة هادئة
- هون علي نفسك علشان خاطري زعلك ده مزعل البيت كله، انتَ اكتر انسان كويس في نظري وعمرك ما كنت السبب في أذي حد وطول عمرك بتتحمل نتيجة اي حاجة بتعملها صدقني والله متشلش ذنب حاجة انتَ برئ من اي ذنب
لينظر لها باستغراب ولا يستطيع ترجمة كلامهل لتستكمل حديثها بابتسامة باهتة
- ياله علشان تأكل
أردف بلا مبالاة
- مليش نفس متحاوليش
- مصطفي انتَ بتاخد علاج السكر ؟؟
- لا
فأردفت بنبرة غاضبة
- ومبتاكلش يعني كل يوم الاكل بينزل زي ما هو تقريبا ؟
- اه
تحدثت بغضب
- جتك أوه يا شيخ فرحان بنفسك وله انا هفرح بيك لما تقع من طولك انتَ مستهتر ليه بجد مستهتر ليه شايف ان حياتك مش مهمه بتعرف تنسحب وتقلق الناس وبتحاول تموت بالبطئ المره دي كمان ؟؟؟؟ فهمني عايز توصل لايه
فأردف بنبرة يائسة
- اريحكم مني يمكن
أردفت بنبرة مرحة حاولت تصنعها بقدر الإمكان
- انا مش هتعصب ولا هتنرفز وهكلمك بمنتهي العقلانية انتَ لو مكلتش الأكل ده كله وقومت شوفت علاجك فين وخته صدقني الاطباق دي هتبقي في وشك
أردف بدهشة وصدمة وبنبرة حادة
- افندم ؟ هتعملي ايه سمعيني
تنحنت مما تفوهت به وأعادت ترتيب كلامتها
- مش هعمل كده طبعا يعني انتَ انسان محترم وهتسمع كلامي قوم خد علاجك ياله وتاكل متخليش شكلي وحش انا عملت نفسي الشبح وقولتلهم انا اللي طالعه انتم فاكرين انه مش هيسمع كلامي زيكم وشكلي هيبقي عره
- والله يا زينةمش قار بجد مليش نفس في حاجة انا مخنوق ومضايق كلمة قليلة انا حاسس اني سامع صوته وصوت ضحكته وصوت عياطه
انخفضت وقبلت جبهته بدموعها وهي تحاول ان تكون هادئة لا تدري كيف تخبره بالشيء الذي يشغل عقلها ولكنها مجبرة ان تصمت
- علشان خاطري لو فعلا ليا خاطر عندك ولو فعلا بتحبني بجد خد علاجك، ازعل واضايق بس اللي انتَ فيه ده انتحار
انا مليش غيرك يا مصطفي انتَ ابويا واخويا وحبيبي وكل حاجة ليا واتعلمت من خلال السنين دي واحنا سوا ان حبنا مش كلام تليفونات لو معرفتش اقف جنبك في وقت زعلك يبقي منستاهلش نكون سوا علشان خاطري متحسسنيش ان ضهري مكسور بتعبك ده
أردف منزعجاً بسبب دموعها وحديثها فاعتدل قليلا وجلس بجانبها
- علي الكوميدنو
نظرت له باستغراب " هو ايه ؟ "
- البرشام اللي باخده قبل الاكل ممكن تجبيه في الاوضه بتاعتي
لتنهض زينة بابتسامة هادئة، وحينما دخلت الغرفة اطلقت العنان لدموعها لا تدري هل كان كل ذلك لعبه وتلك التحاليل ؟؟
تتذكر حديث مصطفي بانه لا يتذكر سوي لحظات قليلة حصول مداعبات بينهما ويتذكر اشياء بسيطة ومشاهد ليست كامله في عقله، أخذت البرشام حينما سمعت ندائه عليها، ثم خرجت
_________________________________________
في شقة همس ورجب
كان رجب يجلس في فراشه يعبث في هاتفه بلا جدوي وهمس تتحرك كثيرا وتتقلب في الفراش ولا تستطيع النوم
- رجب
- ايه يا همس
- انا إجازتك هتخلص امته
- ليه يعني زهقتي مني بالسرعة دي
همس أردفت بنبرة هادئة
- لا بفكر اروح اقعد عند ماما بعد ما تمشي انا مخنوقة
رجب أردف باستغراب
- غريبة يعني انتِ مبتروحيش تقعدي عند مامتك وتباتي هناك بالايام تقريبا من ساعة ما زينة واختها دخلوا البيت
همس بوجع وانزعاج
- مخنوقة يا رجب انا منظر زين وايتن مش بيروحوا من بالي
رجب أردف بهدوء بعد تنهيدة طويلة
- خلاص اعملي اللي يريحك يا همس لما امشي ابقي روحي
همس بتوتر فهي لن تظل تخفي ذلك عن زوجها طويلا
- انا في حاجة عايزة اقولها لي، ممكن تسيب تليفونك
جب " سبته "
همس قالتها دفعة واحدة
- انا حامل يا رجب
لينظر لها باستغراب ودهشة فأردفت قائلة
- اكيد مش بهزر معاك انا حامل وداخله في شهرين
اخذها في أحضانه أخيرا بعد دقائق من الصدمة وضحك وكأنها حتي وان كانت منزعجة تستطيع ان تعطيه الدنيا ابتسم من قلبه في البداية شعر بالصدمة فلم يكن يتوقع ان هناك خبر سيفرحه ويسعده في هذه الأيام
- مبروك علينا يا همس والله كانك ادتيني الدنيا دلوقتي ازاي كل ده متقوليليش
بادلته حضنه ونزلت دموعها
- انا مش عارفة من الاول انا لسه عارفة من عشر ايام وله حاجة ومكنتش عايزة اقولك في التليفون ولما جيت لقيت الوضع ده والله حاسه ان فرحتي نقصت ربنا يرحمه وجعني
أردف رجب قائلا متأملا في فترة اجمل وظروف افضل
- ربنا يرحمه مفيش حاجة اسمها فرحتنا نقصت موت زين مأثر فينا بس كله بأمر لله وفرحتنا هتكون اكبر لما ان شاء الله تولدي بالسلامة انا مش عارف اوصفلك فرحتيني ازاي
- وانا كنت فرحانة اوي كنت المجنونة من الفرحة تقريبا سبت ماما وامك جوا عند الدكتور ومشيت
فضحك رجب وقبل جبهتها ثم أردف قائلا
- الحمدلله الحمدلله علي كل شئ
حاولت ان تخرجه مما هو فيه وتخرج نفسها أيضا فأردفت قائلة بمكر
- الحمدلله هو في موضوع شاغل بالي
- ايه ؟
- انا معرفش دي شهور وحم وله لا بس انا نفسي اكل ورق عنب شايط بعد ما بقيت اعرف اعمله حلو فده شئ شاغل بالي فهعمل ورق عنب وهسيبه لغايت ما يولع
ليحاول ان يبعدها عنه
- قومي روحي عند امك يا همس من دلوقتي
لتتمسك بحضنه قائلة
- عيب عليك نتفاهم
- لا لا قومي امشي
- ياعم بهزر معاك بهزر معاك انا فرحانة وفي نفس الوقت زعلانة حالة عجيبه اول مره تحصلي
أردف قائلا بحكمه وهو يقبل رأسها
- كل شيء ليه وقته وكل تاخيره وفيها خيره وربنا مبيعملش حاجة وحشه الله اعلم موت زين ده اكيد ربنا ليه حكمه احنا مش عارفينها فيه
_________________________________________
نعود مرة اخري في شقة مصطفي
كان ينام في فراشة الصغير وتجلس بجانبه زينة بعد ان اخذ علاجه وتناول طعامه واخذ يقص علي زينة الكثير من المواقف التي مر بها مع زين لم تتوقع زينة انها ستراه بهذا الكم من الحزن ولم تتوقع انه أحبه لتلك الدرجة ربنا ألمها لطالما كانت تقول انها ستجعله يحب طفلهما الاول وسيحمله ويداعبه وحتي انه سيحبه اكثر منها ولم يكن يصدق الآن هو يبكي علي طفل ليس منها وليس منه
- خلاص يا مصطفي حاول تنام وتنزل بكرا شغلك صدقني شغلك هينسيك ومينفعش قعدتك لوحدك كده هتتعبك اكتر
- مش قادر حاسس اني في دوامة مش عارف انا كفرت عن غلطتي بس ليه لسه بتعاقب
أردف بنبرة حانية
- متقولش كده يا مصطفي الموت مش عقاب كل الناس بتفقد اقرب ما ليها وده مش معناه انهم بيتعاقبوا علي غلط
أردف قائلا حينما تذكر موضوع رحمة
- رحمة رجعت ؟
أردفت قائلة بمرح
- اه جت الحمدلله محطوش ليها سم ولا حاجة بالعكس بتقول انهم عاملوها كويس جدا وهي حبتهم فعلا سبحان الله
- انا قولتلك انهم باين من الاول ان مفيش في نيتهم حاجة
أردفت قائلة بنبرة متعبة ومرهقه
- عارف يا مصطفي انا مش فرحانة انهم بقوا كويسين ولا فرحانة بمعاملتهم او انهم رجعوا لينا حقنا اناوبتمني اللي انا فيه ده كابوس اتمني اصحي من نومي
اروح الجامعة وارجع الاقي رحمة جت من المدرسة واكلمك في التليفون اقولك اني في البيت واشوفك بتعمل ايه .. واقعد اعمل الاكل علشان رؤوف جاي من الشغل مش عايزة اكتر من كده مش عايزة اكون مريت بكل ده، عايزة ارجع دماغي فاضية مفيش فيها اي حاجة ولا شايلة هم حاجة
أردف قائلا بتساؤل فهناك شيء بها غريب
- في حاجة يا زينة انا مش عارفها ؟
- مفيش يا مصطفي انا بس زعلانة اني شيفاك كده وزعلانة علي موت زين برضو وزعلانة علشان والد مادونا تعبان شوية فهي حالتها وحشه يعني مفيش حاجة غير كده
- حاسس انك مخبية حاجة عليا
- مفيش يا مصطفي انا عيزاك تكون كويس بس
- مش مصدق انه راح يا زينة
- انا عايزة اقولك حاجة، انتَ حتي لو غلطت موت زين مش عقاب صدقني ربنا مش بيعاقبنا ابدا بموت او بعد ناس بنحبهم صدقني كل دي اختبارات بنمر بيها
وبتغيرنا انا مش حد يقدر يقويك وقت الحزن ولا حد بس اعرف اني موجوده هنا علشانك
- محدش بريحني غيرك وجودك هو قوتي بحس اني معايا الدنيا كلها
- انا معاك اهو نام وبكرا هاجي تاني عايزة اشوفك في حالة احسن من دي
- خليكي يا زينة معايا نامي هنا
- معلش يا مصطفي صدقني مش هعرف انام هنا ابدا، انا هفضل قاعدة معاك لغايت ما تروح في النوم عيزاك تعرف حاجو واحدة لو اتخلي عنك العالم كله اعرف اني مش من ضمن العالم ده
_________________________________________
في صباح اليوم التالي
ارتدت زينة ملابسها وذهبت في طريقها الي المسشتفي
ودخلت المستشفي وسألت عن حالة ايتن اخبروها انها افضل اليوم وفي غرفتها ويمكنها ان تراها دخلت وسحبت كرسي ووضعته بجانب فراشها فأردفت ايتن قائلة بوجع
- جاية ليه يا زينة جاية علشان تشمتي فيا
- انا مش كده
- اومال جاية علشان تواسيني مثلا
أردفت بحدة وجحود
- مفيش بينا ود علشان اواسيكي هسالك سؤالين يا ايتن قسما بالله لو كدبتي عليا لاكون قتلاكي ودفناكي بأيدي في واحد بيلوم نفسه علي كل دقيقة علي واحد مش ابنه في راجل دموعه نزلت بدل المرة الف، الواحد ده عمري وكل حاجة ليا والله اقتل اللي بعدني عنه واستغفله فانطقي
أردف بتوتر وقلق
- انتِ بتهزري وله ايه زين ابن مصطفي هو نفسه عمل التحليل ...
قاطعتها قائلة بغضب
- بقولك قولي الحقيقة يا ايتن، زين مش ابن مصطفي قولي الحقيقة واللي معرفهوش متحكيش عن اجزاء اعرفها والله اوريكي فعلا اني مجنونه بجد


                     البارت العشرون من هنا 

تعليقات