قصة انصهار قلب البارت العشرون20 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت العشرون20 
بقلم فاطمة سلطان



الْتَزَم بِعَهْدِك يَا عَزِيزِي
أَلَم تَقُل إِنَّك ستجعلني اِنْصَهَر فِي أحضانك أَلَم تُقْسَم إِنَّك ستجعلني أذوب بَيْنَ يَدَيْكَ فليحترق الْعَالَمِ فَلَنْ يُضَاهِي اِحْتِرَاقٌ قَلْبِي
اِقْتَرَب يَا حَبِيبِي وَاجْعَل جَلِيد قَلْبِي يَذُوب اِقْتَرَب واشعلني بِنَار حُبُّك
فلينتهي الْعَالِم غَدًا وَاجْعَل قَلْبِي يَنْصَهِر مَع جُنُون عشقك الْيَوْمِ لَا شَيْءَ يهمني غَيْرِ أَنْ أَكُونَ لَك أَنْ لَمْ تمتلك رُوحِي مِنْ قِبَلِ
فلنحترق فِي شَيْءٍ جَدِيدٍ غَيْرِ ذَلِكَ الِاحْتِرَاق الَّذِي أَهْلَكَ قُلُوبِنَا
______________________________
- جاية ليه يا زينة جاية علشان تشمتي فيا
- انا مش كده
- اومال جاية علشان تواسيني مثلا
أردفت بحدة وجحود
- مفيش بينا ود علشان اواسيكي هسالك سؤالين يا ايتن قسما بالله لو كدبتي عليا لاكون قتلاكي ودفناكي بأيدي في واحد بيلوم نفسه علي كل دقيقة علي واحد مش ابنه في راجل دموعه نزلت بدل المرة الف، الواحد ده عمري وكل حاجة ليا والله اقتل اللي بعدني عنه واستغفله فانطقي
أردف بتوتر وقلق
- انتِ بتهزري وله ايه زين ابن مصطفي هو نفسه عمل التحليل ...
قاطعتها قائلة بغضب
- بقولك قولي الحقيقة يا ايتن، زين مش ابن مصطفي قولي الحقيقة واللي معرفهوش متحكيش عن اجزاء اعرفها والله اوريكي فعلا اني مجنونه بجد
نزلت دموعها فنعم هي مخطئة وتعرف ذلك ولكنها تشعر بعذاب الضمير
-حرام عليكي انا فيا اللي مكفيني انا ابني مات وانا شايلاه ارحميني
أردفت زينة بغضب
-انا مش مجبرة اني احزن واقدر حالتك وانا شايفة حالة مصطفي خلي عندك قلب واعملي حاجة عدله
أردف بيأس ودموع
- عايزة ايه يا زينة ابنه وله مش ابنه اهو راح عيشي حياتك معاه وانسي
- بجد بالسهولة دي ؟؟ انا مبحبش اني افضح حد بس قسما بالله انا فيا اللي يخليني اقتلك ولا أتردد لحظة فصيلتك o positive و مصطفي AB positive تحبي اقولك زين الله يرحمه فصيلة دمه ايه ؟؟؟ o negative
عارفة ده معناه ايه وله بتستعبطي ؟؟ قوليلي الحقيقة ولو لمرة واحدة اعملي حاجة عدلة لان طولت قصرت صدقيني هعرف وما هرحمك ومتخلنيش اخلي مصطفي يفتح التربة علي اللي لسه مدفون ويعمل تحليل تاني
أردفت بوجع من ان تفتح تربة طفلها بسببها
-كله الا كده يا زينة بلاش تعملي كده او تخلي مصطفي يعمل كده، انا هحكيلك كل حاجة اوعديني متفضحيش الدنيا
تنهد زينة وأردفت بغضب
-انا مقدرش اعمل كده علشان سمعتك من سمعه مصطفي قوليلي الحقيقة
أردفت ايتن بسخرية ونبرة بائسة وهي تنظر لها
-كنت في سنك لما اتخطبت علاقتي بعمي وعياله ومراته كانت شبة مقطوعة بسبب مواضيع قديمة يعني بشوفهم في المناسبات، كنت ساذجة اوي وبريئة وبثق في الناس بشكل ميتوصفش سلمت نفسي لخطيبي وقولت كله بدافع الحب لغايت ما صحيت من النوم في يوم لقيته سافر من غير اي خبر عرفت انه جاله شغل برا وقال لأهله يبقوا يبلغوني ان الخطوبة اتفسخت وحتي جم خدوا الشبكة مني
انهارت وخوفت وقولت اروح اقول لعيلتي ساعتها لقيتهم كلهم في المنصورة عند قابلت في المعرض خالد استغربت لما لقيته عارف الموضوع كأنه عارف انا جاية ليه وكلمني بمنتهي الجراءة انه عارف كل حاجة وطلع خطيبي حاكي ليه كل حاجة وقايلهم علي التسلية اللي قضاها معايا
أردفت بنبرة مبهمة من الصعب تحديد نبرتها
-كملي
-ساعتها مشيت وسبته ولغيت فكرة اني أحكي لمصطفي او احكي لحد هيعملوا ايه يعني اللي سافر سافر، عدت الايام لغايت ما لقيت خالد بيرن عليا في مرة وبيقولي انه هيحل الموضوع وانه لما ينزل اجازة يتجوزني ونسافر انا وهو وقالي انه بيعمل كده علشان مصطفي وميرضاش ليه الفضيحة، عدت الأيام وبقي يجي يطمن ويسأل عليا لغايت ما كل عقلي تقريبا سنتين وشوية واحنا مع بعض
-انتِ عارفه انتِ بتقولي ايه ؟؟ وله انا فهمت ايه لغايت دلوقتي ؟؟؟ استحالة خالد ؟؟ انا مبرتحش ليه بس ازاي
-انا مبقاش عندي حاجة اخسرها مش من مصلحتي اكدب عليكي ولو تحبي اوريكي الرسايل اللي بينا انا معنديش مانع مش من مصلحتي اكدب واوقع نفسي في مصايب اكبر انا بحكيلك يأس لاني وقعت في حفرة ومش عارفة انقذ نفسي ولا امنع الأذي عن اللي حواليا
_______________________________
بعد مرور وقت طويل من الحديث مع ايتن الذي قد أدي الي انفعال زينة وانهيار ايتن
دخلت زينة صيدلية خالد وكان يضع لافتة علي الباب بأن المكان مغلق للصلاة ولم يغلقه بالمفتاح ضحكت بسخرية حينما وجدته نائم ويضع رجلة علي الكرسي، لتمسك ذلك العطر الموضوع علي احد الارْفُف كعرض وقذفته ليصدع صوت شديد ليفيق خالد مذعوراً، وأردف بتلعثم وعدم فهم
- في ايه !!
ليشعر بالقلق حينما وجدها تقف بكل قوة وملامح غاضبة لينهض ويحاول ان يستجمع قواه ووقف أمامها، ثم أردف باستغراب
- انتِ دخلتي ازاي وايه اللي عملتيه ده
- معلش قطعت عليك الصلاة حرما يا دكتور خالد
لترفع يديها فجاة وتنزل علي وجهه وتلقيه صفعه لم يتوقعها ابدأ ولكنه لا يعلم أنها من الممكن ان تقتله اذا تعرض لاحبائها ليضع يده علي وجهه غير مُصدقا ما فعلته لتوها ولم تعطيه فرصة ليستجمع نفسه لتبصق عليه
فأردف قائلا بغضب
- يا بنت الكلب انت اتجننتِ
-اخرس الكلب والخيانة والقرف كله ده انتَ ده انا اكون ظلمت الخيانة لو وصفتها بيك القلم وجعك يمكن ده ميجيش ذرة في الوجع اللي مصطفي فيه علي ابنك
- انتِ بتقولي ايه خرفتي واضح اني سكت كتير وعملت خاطر علشان مصطفي لولا انك واحدة ست كنت مديت ايدي عليكي
- لو راجل مدها، انتَ مش بني ادم طبيعي ده الحيوان بيحس وعنده وفاء اكتر منك ده لو مصطفي كان مربي كلب السنين دي كلها مش هيخونه ايه كمية المرض النفسي والغل ده
- واضح اني لازم اتصل بمصطفي يجي يشوف مراته اللي بتقل ادبها علي الرجالة وهو نايم مش حاسس بحاجة
أردفت بسخرية ليسمعها مذهولاً وهو يلعن ايتن وغبائها في سره
- فين الرجالة ؟؟ بجد انتَ حاسب نفسك منهم ؟؟
اتصل بيه وله اكلمه انا اقوله ايتن قالت ليا ايه علشان اتجنن واقوله انك خدعته السنين دي كلها ازاي واقف ليه اتشليت ؟؟ اتصل
فابتلع ريقه بتوتر
- ايه الكلام الغريب ده
- هو غريب فعلا ان صاحب عمره يطلع نصاب وحرامي و خاين وان زين ابنك وان كل ده كان لعبة حقيرة زيك وكمان لما ايتن فاقت بتهددها
- فاقت ايه انا مش فاهم انتِ بتتكلمي عن ايه
- صح اعمل نفسك عبيط وانك مش عارف ان ايتن اعترفت بكل حاجة وبقرفكم
- علي فكرة ايتن دي بتقول كلام مش صح وعايزة مصطفي يدخل السجن وخلاص وتشككه في اللي حواليه
-فعلا هي مجنونة لدرجة انها تتبلي عليك طيب والمكالمات الكتيرة اللي بينكم وله الرسايل المقرفة اللي بينكم دي ايه
أردف قائلا بثقة
-والله انا مش عارف مصطفي غاوي نسوان مجنونة ليه، انتِ مش صغيرة يا زينة ولا جاهلة وعارفة ان الفبركة مفيش اسهل منها وبعدين المكالمات دي انا كنت بحاول اصلح الوضع بينها وبين مصطفي ومعرفش انها هتستغل الموضوع كده
- ماشي ايتن كدابة واقولك زبالة تحب اوريك التقارير بتاعه وفاة زين اوريك فصيلة دمه اللي لو اتشقلبت متقدرش تنسبها لمصطفي انتَ ابو زين
- انتِ بتدخلي في الأعراض والله استغفر الله العظيم مش عارف يعني كيد النسا مش للدرجاتي يا زينة انك تعوزي تخربي الدنيا انا محبش اتكلم في عرض واحدة بس حتي لو زي ما بتقولي ان فصيلة دم زين مختلفة حتي لو نفس فصيلتي هو انا الوحيد اللي في الدنيا فصيلتي كده اعتقد لو بعد الشر اللي بتقوليه صح يبقي الأزمة عند مدام ايتن
- انتَ حيوان هنتظر ايه من واحد عارف ينام وابنك ميت هنتظر ايه من واحد قادر يواسي مصطفي ويمثل قدامه انه خايف عليه مع ان الحزن حزنك انتَ يا شيخ انتَ حيوان بشكل ..
قاطعها بغضب
- ما تحترمي نفسك بقا انا هفضل ساكت ليكي كتير ..
أردفت بسخرية وصوت مرتفع للغاية وكأنها قد فقدت عقلها اليوم لا يهمها شيء
- ليه هتعمل ايه لو مسكتش عندك فضايح ليا برضو وله ايه لو مسكتش هتعمل ايه فهمني
- لا روحي قولي لمصطفي وخليه يقتلني ويدخل السجن ويقتل ايتن كمان
- انتَ بتبهرني والله كل ما الاقي وصف مقرف ينفع ليك تفاجئني انك تستاهل اكتر
- شكرا
-بجد انتَ عملت كده ليه تفتكر ان لو قمت اطلقت من مصطفي وحبيت اتجوز انا اكيد هختار راجل مش انتَ، انتَ مريض نفسي وايتن انسانة مختله عقلياً علشان تصدق ان في انسان حتي لو حب واحدة يعمل كده في صاحبة انتم مقرفين لدرجة تخلي الواحد يرجع
ليدخل ذلك الشاب الذي يعمل معه منذ ايام بعد ان انتهي من صلاته في المسجد، ليتحدث خالد بنبرة باردة
- ابقي ادي لأنسة زينة اقصد مدام زينة مهدئ من اللي لسه المندوب باعته جوا علشان نفسيتها تعباها
فأردف الشاب قائلا " تمام "
ثم دخل الي المخزن
- انتَ عارف هعمل فيك ايه
- اعملي اللي انت عايزاه لو ناوية تضيعي مستقبل الراجل اللي بتحبيه ضيعيه وخليه يقتلني
ثم تحدث بنبرة خافته وخبيثة
- وبرضو هفضحكم واخليكم متعرفوش ترفعوا راسكم في الشارع كنت حي او ميت، انسي وانا هنسي ولا هقرب لمصطفي ولا لايتن حتي، عايزة تفضحي وضامنة انه هيصدقك دوري علي دليل قوي
-انا مش هسيبك والله العظيم لو فكرت تأذي مصطفي تاني او حتي شوفتك بتمشي في شارع رحمة فيه او قربت من اي حد ليا والله العظيم هقتلك
-اللي عندك اعمليه واللي عندي قولته عايزها حرب خليها حرب
ليخرج الشاب ويمد يده بعلبة الدواء التي طلبها خالد لترمق زينة خالد باستحقار وغضب ثم خرجت، فأردف الشاب باستغراب شديد
- هي مشيت ليه !!
- الستات بقا انتَ عارف رجعت في كلامها خلي بالك في ازار مكسور ....
______________________________
في تلك الشقة التي استأجرتها زينة
كانت زينة تجلس علي الارض وتستند بظهرها علي الأريكة بعدما ذهبت من عند خالد، تبكي بكاء شديد لم تبكي الي تلك الدرجة حينما توفي أخيها لا تدري هل شعورك بالخيانة والخداع أصعب من موت الاحباء علي الأقل تعلم انهم أحبوك حتي اخر يوم في حياتهم لكن ماذا تفعل مع من جعلها تبكي لأيام وجعل حبيبها يعيش في وهم حتي انهم جعلوه يحزن علي وهم ماذا فعلت حتي تستحق ذلك
ماذا فعل مصطفي حتي يستحق ذلك ؟ أصبحت لا تعلم ما هو سبب بكائها الأساسي هل فراقها مع مصطفي ام خداعه من قِبل صديق عمره ؟ تعددت اسباب بكائها وانهيارها ولكن لا تعلم سوي ان قلبها يتمزق من الألم
فدقت مادونا تخبرها بأن والدها قد تعافي من تلك الأزمة القلبية وانه سيخرج غدا من المسشتفي ، فأردفت مادونا بقلق من نبرة زينة
-زينة مالك يا زينة انتِ كويسه ؟
أردفت زينة بتعب ووجع شديد مازالت غير مستوعبه ما سمعته اليوم وكأنها في فيلم ما ليس له نهاية يتعقد اكثر كلما استطاعت فك عقدة، ما تريده الابتعاد عن الجميع
- انا مش كويسة خالص
- ليه مالك بس انتِ في الشغل ؟ وله روحتي ؟؟
- انا مروحتش الشغل انا في الشقة اللي أجرتها
- بتعملي ايه هناك؟ ولوحدك وله معاكي حد
- لوحدي
حاولت مادونا التخمين
- اتخانقتي مع مصطفي وله ايه صوتك شكله معيط انا هجيلك طيب
- متجيش خليكي مع باباكي يا مادونا متجيش
- فهميني طيب مالك
أردفت زينة بيأسٍ شديد
- بتحبيني ؟؟
- ايه السؤال الغريب ده يا زينة ؟؟
- بتحبيني وله لا ؟؟ ممكن تخدعيني في يوم ممكن تخونيني ممكن تخليني اعيش في كدبة ؟؟
أردفت مادونا بعدم تصديق لما تتفوه به صديقتها
- انتِ بتقولي ايه يا زينة انا بحبك طبعا وعمري ما اخونك انتِ بتهزري وله ايه
أردف زينة بدموع ونبرة بائسة
- انا مش عارفة حاجة انا شاكة في صوابع ايدي شاكة انا مين أساسا شاكة في كل حاجة قصادي
- زينة متقلقنيش عليكي قوليلي مالك ايه الكلام الغريب ده انا جيالك طيب اقفلي أساسا الشبكة وحشه جدا
أردفت زينة بنبرة حاولت جعلها هادئة بقدر الإمكان
- لا يا مادونا متجيش علشان خاطري انا مخنوقة شوية وهكون كويسة مش عايزة اتعبك متسبيش باباكي بسببي
- قوليلي مالك طيب
-مصطفي عايش في كدبة مصطفي مخانيش يا مادونا انا مش عارفة انا بعيط علشان ايه بالظبط علي السنين اللي راحت وله علي حبيب عمري اللي حزين علي وهم وبعدت عنه علشان وهم
ثم استكملت حديثها بنبرة حزينة وحاولت تصحيح ما فعلته
-انا كويسة متقلقيش انا عايزة اكون لوحدي اسفه علي اللي قولته انا عمري ما اشك فيكي متزعليش مع السلامة هكلمك لما ابقي كويسه
لتغلق مع مادونا دون قول حرف آخر لا تدري كل شيء بات غريب وبات لا يُصدق، نهضت وذهبت الي غرفة ما بها فراشين لتجلس علي إحداهم بعد ان أخذت صورتهما ..
______________________________
في المساء في شقة مصطفي
كان يجلس مع والد خالد الذي جاء وهو يستند علي عكازة لم يكن الضيف الاول فاليوم جاء الكثير من الأقارب وحتي الجيران لا يدري هل علموا اليوم او لا ولكن يقابلهم بشكل افضل من الأيام السابقة لا يعلم هل كلمات تلك الجنية تفرق معه بهذا الشكل
- والله انا اسف يا ابني اتاخرت عليك بس مش بنزل من البيت خالص
- ولا يهمك يا دكتور
- احلي ما فيك انك لسه بقولي دكتور من يوم ما عرفتك
ليبتسم مصطفي ويستكمل والد خالد حديثه قائلا بحرج بعدما اخرج من الحقيبة التي يحملها نقوداً
-اتفضل يا ابني
فأردف مصطفي باستغراب
- ايه ده
- فلوس عملية ام خالد انا عارف ان خالد استلفهم من عبدالله وعبدالله سافر ومعيش رقم ليه ومعرفش اديهم لأهله وله لا
أردف مصطفي بعدم تصديق واستغراب فظن انه أخطأ في سمعه
- خدهم من مين ؟؟
- من عبدالله صاحبكم متعرفش الموضوع وله ايه
- هو اللي قالك كده ؟؟
- اه هو مخدهمش منه وله ايه جابهم منين
- لا ابدا كمل انا بس استغربت افتكرته اداهم لعبدالله قبل ما يسافر كمل طيب ليه مقولتش لخالد يعني ليه بتقولي انا
- انا بثق فيك وبحبك كأنك ابني واكتر، مرضتش اديهم لخالد احسن يضيعهم كفايا ناصب علي جوز اخته في فلوس كتير والراجل لما ينزل هيفضحنا انا والله بعت شقة اسكندرية علشان اسدد الفلوس دي ولما يجي جوز بنتي من السفر اديله فلوسه، خالد هيجيب ليا التهزيق بعد العمر ده كله
أردف بعدم تصديق
- خالد عمل كده ؟؟
أردف والد خالد بيأس
- يا ابني اتجنن كل يوم بقول هيعقل بلاش أكبر الموضوع او اكلمك تعقله شوية علشان مصغرهوش قدامك بس مفيش فايدة وآخرها عامل مشاكل مع اخوه
-ليه ؟؟
-والله يا مصطفي المواضيع كتيره وانا مش عايز اوجع دماغك ...
ليقاطع حديثهم صوت هاتف مصطفي ليستأذنه مصطفي ويجيب علي مادونا
- الو يا مادونا
--------------------
-من امته ؟؟
- --------------------
- تمام انا هروحلها مش البواب قالك انها منزلتش
-...................
-ماشي طيب شكرا يا مادونا حمدلله علي سلامة والدك
ليغلق مصطفي المكالمة ويستكمل والد خالد حديثه
-خلاص الحق امشي انا يا ابني وهبقي اكلمك اشوفك وصلت الفلوس لعبدالله وله لا يا اما اديهم لاهله يعني شوف معاه وقولي وشد حيلك يا ابني البقاء لله
بعدما ذهب والد خالد اتصل مصطفي ببواب العمارة ليخبره انها لم تذهب الي اي مكان وغير ملابسه وأجري مكالمات كان يجب فعلها، ثم هبط الي الاسفل ودق الباب لتفتح له همس الباب فأردفت بدهشة
- مصطفي !!
فأردف بهدوء
- نسيتوني وله ايه ؟
- لا طبعا ادخل
ليدخل مصطفي ويجد خالته وابنتها ووالدته وسأل علي رؤوف علم انه ذهب لشراء بعض الاحتياجات
ليصافحهم مصطفي ويجلس بجانب والدته ويُقبل يديها، فلم تصدق انها تراه وانه هبط من تلك العُزلة رُبما ملامحه مُرهقه وحزينة وذقنه قد طالت ولكن كانت خطوة غير متوقعه تحديداً ان زينة اخبرتهم ان لا شيء تغير لتلك الدرجة
- سمعت انك قلقانة عليا
أردفت نجاح بدموع ليمسحها مصطفي بأصابعه ويقبل يديها مره اخري
-هو انا لو مقلقتش عليك هقلق علي مين ولو مشلتش همك هشيل هم مين
- متقلقيش انا كويس زعلان بس موجود متقلقيش عليا متشليش همي ياست الكل، انا عايزك تدعيلي وبس لكن متعيطيش علشاني انتِ عارفة ان ابنك بيقع كتير بس هقوم
أردفت نجاح بنبرة حانية
-انا عايزة اشوفك كويس علطول وبدعيلك يا ابني انك تخرج من اي هم ومن اي حزن وربنا ينجيك من كل شر
ليدعي الجميع مثلها كانت رحمة في غرفتها قلقه فلن تنتظر أكثر فالجميع يحاولوا ان يوجدوا الاعذار ولكنها سئمت أردت اسدالها ولفت حجابها وخرجت من الغرفة حينما سمعت صوته
- ابيه مصطفي
ليتحدث مصطفي بنبرة هادئة
- عاملة ايه يا رحمة
- انا تمام، بس انا من بدري برن علي زينة مبتردش عليا خالص وحتي تليفون مادونا بيديني مقفول او مشغول الساعة داخلة علي تسعه وزينة لسة مرجعتش دي بتبقي خمسه هنا والكل عمال يقول عادي
فأردفت همس بتوتر فهي تعلم ان الوضع غير طبيعي ولكنها لم تكن تريد مصطفي ان يعلم شيء
- متعمليش قلق يا رحمة اكيد ....
فأردف مصطفي بنبرة مطمئنة للجميع
- متقلقيش زينة في شقتكم هتلاقيها كالعادة تليفونها مش في ايديها او صامت انا رايح اجبها وجاي
خرج بعدما أمنته رحمة ان حينما يراها تجعلها تتصل بها وتسمع صوتها لا تدري زينة انها أصابت الجميع بالقلق، خرج مصطفي من المنزل ليجد خالد
- ده انا كنت لسه هخبط
مصطفي نظر له بنظرات غير مفهومة
- اهلا يا خالد اسف مش هعرف اقولك ادخل لاني ماشي
فأردف خالد باستغراب ولكنه مطمئن فعلي الاغلب لم يعرف شيء بعض
- رايح فين
أردف مصطفي بلا مبالاة
- رايح مشوار في حاجة ؟
ابتلع خالد ريقه بتوتر فتلك المرة الاولي الذي يتفوه مصطفي بتلك النبرة ولا يجيب عليه ويعرفه مكانه
- لا احسن تكون ناوي تختفي وله حاجة
ابتسم ابتسامة غير واضحة تماماً
- متقلقش يا خالد مش هختفي ومفيش داعي تيجي كل يوم علشان تشوفني عامل ايه لاني هنزل الشغل من بكرا وهتلاقيني بعدي عليك كل يوم
- ايه ده بجد كويس والله انا كنت هقولك هقف مكانك الفترة دي مينفعش تسيب ليهم الدنيا في السايب كده
فأردف مبتسماً ابتسامة أجاد تصنعها هذه المرة ولكنها ليست من قلبه الممتلئ بالشكوك
- لا متخافش يا صاحبي انا هنزل
- مخافش عليك ازاي ده ان اخويا
- اخوك فعلا عارف انا اعرفك بقالي قد ايه من ساعة ما دخلنا المدرسة تقريبا عشرين سنة وزيادة وانتَ اقرب حد ليا
- بتقول الكلام ده ليه
- عادي يمكن لاني فارقت ناس كتير
-هنفضل في ضهر بعض اكيد، مش عايز تقولي رايح فين طيب اجي معاك
- لا متقلقش مفيش حاجة تستاهل تعبك روح شغلك علشان ابوك ميحسش انك بتهرب في اي وقت وتروح تقضي مشواريك انا اول بس ما انزل من بكرا هصالحكم علي بعض ....
______________________________
ليأخذ سيارته ويذهب الي تلك العمارة التي استأجرت بها زينة الشقة فهي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة من بيته صعد الي الطابق الرابع واخرج ميدالية مفاتيحه من جيبه وأخذ يبحث عن ذلك المفتاح التي اعطته له ليفتح الباب ويدخل وهو قلقاً من ألا يجدها رغم ان البواب قد أكد له ولكن لن يطمئن قلبه غير أن يراها اطمأن حينما وجد حقيبتها وهاتفها علي الأريكة وذهب الي الغرفة التي ينبعث الضوء منها وحينما دخل تنفس براحة الي حد ما
ليجدها نائمة في وضعية الجنين وتحتضن صورة تجمعهما اثناء حفل الخطوبة، لا يعلم كيف نامت هنا وبمفردها فهي من الصعب ان تنام في مكان شبه جديد وبمفردها فهي لم تنام لو ليلة هنا ..
خبط علي كتفها برفق قليلا لتفتح عينيها وتغلقها اكثر من مرة وهي تحاول ان تستوعب الوضع
- مصطفي !!
- ايوة فوقيلي صحصحي كده وقومي اغسلي وشك
لتنهض زينة وتحاول استيعاب ما حدث وتتذكر احداث اليوم التي تمنت ان يكون كل ما سمعته وما حدث ما هو إلا كابوس مخيف لا اكثر دخلت المرحاض ليتصل مصطفي برحمة
- ايوة يا رحمة معلش عمتك كانت في سابع نومه
لتاتي زينة من المرحاض، فأردف مصطفي قائلا
-كلمي رحمة البيت كله قلقان عليكي
أخذت الهاتف منه
- الو يا رحمة
- ...................
- معلش يا حبيبتي انا كويسة بس جيت علشان اخذ هدوم وحاجات وكنت تعبانة فروحت في النوم متقلقيش انا كويسة
- .................
-حقك عليا يا قلبي انا غلطانة فعلا نمت ومحستش بالدنيا اسفة متقلقيش عليا
-..............
-ماشي مع السلامة يا قلبي
لتغلق الهاتف وتجلس علي الفراش بجانب مصطفي الذي أردف قائلا بغضب وهو يحك ذقنه
- نبدأ نقول كنتِ فين لانك مروحتيش الشغل ؟؟ ونايمة ولا علي بالك حاجة
تجاهلت ما تفوه به وتجاهلت حتي نبرته الغاضبة تريد ان تشعر به تريد ان تشعر انه معها وحبيبها الوفي والاول والأخير، تحدثت في نبرة متوسله
- ممكن منتكلمش في حاجة وتحضني ؟؟ كأن ابويا بيطمني احضني كأني بنتك اللي عملت تصرف غلط فعاقبتها ولما زعلت حبيت تراضيها وصعبت عليك ؟ احضني كأنك اخويا اللي بيطيب بخاطري احضني كأني حبيبتك اللي شفتها بعد فراق احضني اوي يا مصطفي لدقائق او حتي لساعات وايام احضني كأنك اول مرة تشوفني وكأنك اخر مرة تشوفني احضني باكتر قوه تقدر عليها احضني لغايت ما احس اني عايشة
استغرب من كلماتها ومن رجاءها، ولكن نبرتها تجعله حتي وان كان به هموم الدنيا وبه من الأعباء ما يكفي الناس أجمعين ان يلبي طلبها فرض ذراعيه قائلا
-صاحب البيت ميستأذنش
دفعت نفسها في احضانه وابتسمت لم يكن بينهما ثغرات يستطيع ان يمر من خلالها هواء، تلتصق به وتغلق قبضتها علي عنقه تدفعه بثقلها للعودة الي الخلف ليحتضنها مشدداً قبضته عليها، نعم غاضب جدا ويريد قتلها وقد قلق عليها ولولا اتصال مادونا لكان قد فقد عقله اذا علم غيابها وكأنها بدون قصد منها توقظه من احزانه بأن هناك اشياء كثيرة تحتاج انتباهه
غاضب ولكنه عاشق بجنون لفتاة لمحها حينما كانت في السادسة عشر من عمرها ظن الجميع انه كان قد فقد عقله ولكنه بالفعل فقده في حبها ، يريد تكسير رقبتها علي فعلتها ولكن ماذا يفعل ان كانت تتوسل له ليحتضنها .
____________________________
في بيت عائلة العدوي تحديداً شقة نجاح كان الجميع يجلس وكان قد أتي بشار أيضا ورجب كان في الخارج، كان يمسك فنجان القهوة الخاص بخالته وكان يحاول خلق اي روح من الدعابة
كان يدقق في الفنجان فأردفت نجاح باعتراض
- انا مبحبش الكلام ده بطل فراغ
فاردفت والدته قائلة " هو كده مش نافع في حاجة "
ذفر بشار بضيق " طب قولي لا اله الا الله يا امي واستغفري ربنا بس "
والدته " لا اله لا الله محمد رسول الله ، استغفر الله العظيم يا سيدي "
هز الفنجان في يده ليتحدث في نبرة مندهشة
- لا مش معقول يا خالتي لا مش معقول
رحمة " هتغني وله ايه "
بشار بمرح وهو يجلس بين والدته وخالته
- انا لاقي بن انتم متصورين واضح ان في حد شارب قهوة
فابتسمت نجاح علي دعابته ثم قالت
" صدق هي همس اللي جابتلي الوش والله وعملت قهوة في فناجين "
همس " والله انا مش قصدي حاجة انا قولت كتغير يعني "
بشار أشار بأصبعه للجميع حتي يصمتوا ثم تحدث بدهشة
- خالتي انتِ ساكنة في الدور الارضي وعيالك سكنين فوقيكي الله واكبر الله واكبر
لتضحك نجاح ضحكة تلقائية علي طريقته
- والله مفيش فايدة في مخك ضحكتني وانا ماليش نفس في حاجة
ليضع بشار الفنجان علي الطاولة ثم تحدث متأففاً
- انتم اللي خسرانين انا مجوز تلاتة بفناجيني لكن اقول ايه انتم مش بتقدروا مواهبي
رحمة بوت شفتيها قائلة " انا مش شايفة موهبة بصراحة انتَ مقولتش حاجة والمواضيع دي حرام ومش صح كذب المنجمون ولو صدقوا "
بشار عقد ساعديه بعد ان عدل نظارته
- انتِ عندك مشكلة صح قولي متتكسفيش ؟
رحمة باستغراب " مشكلة ايه "
ليشير الي ذلك الاسدال التي ترتديه
- لابسة ازرق وبتسالي ليه يا بنتي دول بيشوفوا الازرق والاحمر بيتجننوا هقول ايه underage
أردفت همس باستغراب
- هما مين دول
بشار وهو يلتفت وينظر في كل مكان
-اللهم احفظنا اسكتي انتِ وجوزك غلابه متتكلميش في الحاجات دي غلط عليكم متخليهمش يركزوا معاكي
اردفت والدته بسخرية
- قوم ياله نمشي نروح شقتك وصحي مرات خالك واختك من جوا مفيش فايدة في دماغك اللي ضاربة انا عارفة كنت بتوحم فيك علي ايه
تحدث بشار باعتراض
- عسل يا حجة كنتي بتتوحمي علي عسل، وبعدين ازاي نمشي يا ماما بقولك في عندنا واحدة لابسه ازرق عندها مشكلة صدقيني
رحمة باستغراب " ماله الازرق مهوا زيه زي اي لون "
بشار وهو يضع يده علي عينيه
- سامحوها يارب سامحوها جهله متعرفش يا بنتي انتِ لسه صغيرة متعمليش في نفسك كده البيت ده محتاج يتبخر والله
أردفت والدته بحزم بعدما لكزته في كتفه
- قوم نمشي انتِ هتقعدلي وسط الحريم مش هتنفع
بشار " ياستي هو في احسن من القعدة مع الحريم، الرجالة بتوع البيت مشيوا اعمل ايه وبعدين انا راجلكم كلكم، خلي بالك من رجب يا همس"
أردفت همس باستغراب
-ماله رجب
بشار " لابس تيشيرت كحلي وهو ماشي شوفي بقا ده معناه ايه واللي غاظني التيشيرت مدي علي ازرق "
همس " لا الموضوع مقلق فعلا، بس هو معندهوش وقت علشان يفكر يخوني او يلعب بديله يعني مبيلحقش يا قلب امو اغلبية الوقت في الصحراء "
نجاح " انتَ بتحب تقوم الدنيا حريقة "
بشار " لازم تفهم ان كل الرجالة كده انا راجل وفاهم مفيش راجل مش فاضي للخيانة ابدا "
كادت والدته ان تخلع حذائها ( شبشبها ) ليمسك يديها
-ابوس ايدك ما انتِ قايمه ثواني اصحي اختي وخالتي وخدامك نروح مش عايزك تتعبي نفسك خالص ونقل من قيمتنا
_________________________________________
نعود مرة اخري الي مصطفي وزينة
كانت مازالت تحضنه ولا تريد الابتعاد لا تعلم شيء سوي ان تكون في أحضانه لا تعلم ما الذي يجب ان تفعله في هذا الموضوع لا تريد سوي ان تشعر بقربه
أردف مصطفي قائلا
- كفايا تحضر بقا وتقوليلي مروحتيش الشغل ليه وايه اللي جابك هنا
أردفت بتوتر وهي تحضنه
- رجب امبارح راح لايتن في المسشتفي وقال ان حالتها وحشه فروحت
قاطعها مصطفي قائلا
- وايه اللي يوديكي عندها ؟؟؟؟
- قولت اطمن عليها يا مصطفي والله ولقيت حالة وفاه اثرت فيا فكرتني برؤوف
- يعني ده اللي وصلك لكده ؟؟
- اه يا مصطفي ده اللي وصلني لكده وارجوك مش عايزة اتخانق عايزة أحس بحضنك بس واحس اني جمبك
- مش طبيعية
- من يوم ما عرفتك وانا مش طبيعية ايه احساسك اول يوم دخلت بيتك يا مصطفي
استغرب مصطفي من سؤالها ولكنه أجاب قائلا
- إحساسي ان قلبي مطمن انك تحت عيني كان نفسي اخدك في حضني او علي الأقل اقولك انا موجود متحزنيش
- خلتني اشتغل ليه يا مصطفي ؟
أردف مستغربا من حالتها اليوم
- ليه بتسالي الاسئلة دي كلها
أردفت بملل وهي تنظر له
- جاوبني وخلاص
- علشان انا بحبك مثلا
- بمعني ايه
أردف قائلت بصدق وهو يمرر أصابعه علي وجنتيها
- بحبك زي ما انتِ مش عايزك مكسورة، انا من يوم ما شوفتك وانتِ راسك مرفوعه وحبيتك وانتِ عنيدة حبيتك حتي في طباعك اللي بتعصبني
- مخوفتش
- اخاف من ايه
- مخوفتش اتعلق بغيرك مثلا مغيرتش ؟
ليقرص وجنتيها لتتأوه
- اهو ده العيب اللي نفسي يروح لسانك الطويل والمستفز ببقي عايز اخبط دماغك في الحيط
- جاوبني
ليضع يدة علي قلبها ويشعر بدقاته وهي تحاول ان تستوعب حركته العجيبة
- ها هخاف من ايه ؟؟ واثق ان مفيش حد يقدر يخلي قلبك يدق كده
بصي يا زينة انا قبل ما احبك بثق فيكي فوق ما تتصوري واسيبك في اخر الدنيا واكون واثق فيكي لأن مهما عملت انا مش هكون واثق في اللي حواليكي بس واثق فيكي انتِ
وبعدين مين قال اني مبغيرش؟ هي الغيرة دي اني امنعك تشتغلي ؟؟ انا بغير عليكي من عين تشوف صورتك، بغير عليكي من حد بيسمع صوتك، بغير عليكي من بنت اخوكي ومن اي حد كان أقرب مني في وقت مقدرتش اكون انا فيه اواسيكي بغير وبغير اوي بس في فرق بين اني بغير وبين اني اشك
عارفة ايه الحب يا زينة ؟؟
أردف بصدق وبعين محبه
- انتَ هو الحب اللي عرفته معرفش غيرك ومش عايزة اعرف غيرك
أردف قائلا وهو يمرر أصابعه علي كل إنش في وجهها وينظر في عينيها لا يدري ما يحدث بهما ولكن ترك قلبه يتحدث
- الحب انك تشوفي كتير وتسمعي اكتر تقابلي ناس وتسيبي ناس وتروحي أماكن بس تحسي ان روحك مش موجودة، ان المتعة وكل اللي بيقولوا عليها تبقي كدب مدام في شخص واحد مش موجود
سبتك تشتغلي وتشوفي الناس وانا واثق فيكي
لاني عارف اني حضنك الوحيد سبتك تعرفي ناس وتقابلي ناس، الحب مش اني احبسك واجبرك تتعودي فتسامحيني وتحبيني ده اسمة اي حاجة غير انه يكون حب صحيح زمان مكنتش أحبك تشتغلي بس لانه مكنش طموحك لكن دلوقتي انا عايز يكون عندك كل حاجة وعندك كل الحلول انك تسبيني وتختاريني
- فاكر قولتلي ايه واحنا في المنصورة
- مش فاكر قولنا كتير
أردفت قائلة وكأنها لا تريد شيء سواه لا تريد شيء غير البقاء بحضنه ووصول الي نقطة لا يمكن العودة منها
- سألتني قولتلي لو رجع بيا الزمن هختارك او لا وقولتلك حسب نهايتنا هتكون ايه انا بقولك دلوقتي لو رجع بيا الزمن ورجع ليا حرية الاختيار اني ابعدك عني صدقني هختارك برضو والله ما هختار غيرك لو خيروني بين رجالة الدنيا كلها انا مش عايزة غيرك
لينزل ويعانق شفتيها في عناق من نوعٍ خاص قبله بادلتها له بكل شغف وحب غير حتي المرات الماضية كلاً منهما يحتاج الي الاخر يحتاج المزيد من الآخر لا ندري من منهما ذرف الدموع في هذة القبلة، ابتعد كلاً منهما يلتقط أنفاسه فأردفت زينة قائلة
- لاول مره بقولك متبعدش يا مصطفي ومش عايزة افكر غير اني في حضنك مش عايزة أحسب الوقت ولا افكر في الظروف ولا افكر في اي حاجة في الدنيا متبعدش عني متفكرش ومتحسبش غير اننا سوا لو هموت بكرا انا عايزة اكون بين ايديك النهاردة
- مش طبيعية النهاردة يا زينة
- لو كل حاجة مشيناها طبيعي مش هتمشي انا بحبك وحتي كلمة بحبك قليلة علي اللي بينا
- زينة انا محبتش غيرك وكنت ..
قاطعته قائلة بحب وهي تضع يديها علي شفتيه وتجعله يلتزم الصمت
- مش عايزة افكر انا مسمحاك علي اللي عملته واللي معملتهوش مسمحاك علي كل حاجة لاني حبيتك بس مش هسامحك لو بعدت عني في يوم تاني او بعدت عني دلوقتي
- مش يمكن تندمي بكرا
- متأكده اني مندمتش علي لحظة عشتها معاك ولا انتَ هتخليني اندم والله ما هي افكر بقولك لو هموت بكرا اكون بين ايدك النهاردة اقولك ايه تاني
لا يدري ما بها او حتي به وكلماتها العجيبة فقبل رأسها ونزل لياخذ شفتيها في قبلة مدمرة غير محسوبة ولم يفكر احدهما في الظروف او المكان او حتي الوقت فقط يريدوا الانصهار سوياً بعيدا عن كل شيء فلتتوقف عقارب الساعة ولتتوقف تلك الدموع علي الفراق او الموت فقط تتشابك الأيادي وتتعانق الأجساد وتتصاعد تلك الحرارة مُعلنه علي الإتحاد
ضاربين بعرض الحائط كل ما يمروا به لن يحسبوا شيء او يفكروا في شيء فقط حزن قلبهم وفكر عقلهم وحسب الكثير من الحسابات ولكن لا يوجد حسابات الأن سوا حسابات القلب .


تعليقات