قصة انصهار قلب
البارت التاسع والعشرون29
بقلم فاطمة سلطان
انتهت رحمة اليوم من الامتحانات
وكان الجميع يتجهز لذلك الحفل الصغير الذي سيعود علي العائلة البهجة والسرور الذي فقدوها لفترة طويلة لم تعترض نجاح او رجب او أيا شخص علي قرار مصطفي؛ بل شجعته والدته بأن يفعل شيء يبهجه فمن حقه ان يعيش أيام سعيدة وينسي الماضي الممتلئ بالذكريات السيئة
بعد منتصف الليل
كانت زينة تجلس في شقتها هي ومصطفي وترتب بعض الاغراض في المطبخ وقد تركتها رحمة فهي تريد ان تخلد الي النوم بعد تلك الايام العصيبة التي مرت بها اما همس صعدت حينما شعرت بالنعاس،
وجلست وحيدة تنتظر عودة مصطفي فأصبح في الآونة الاخيرة ينشغل بأشياء كثيرة بسبب افتتاحه المعرض الاخر وأيضا لأنه يحاول انهاء بعض المهمات قبل أن يأخذ ذلك الأسبوع الذي سيقضيه معها
دخل الشقة حينما وجد الباب مفتوح فهو يعلم انها لا تنام الا حينما يأتي، وأغلق الباب خلفه ثم توجه الي المطبخ حينما سمع حركة وبعثرة تأتي منه
- مساء الخير
ليسقط منها ذلك الإناء التي كانت علي وشك أن تضعه في مكانه الصحيح حينما سمعت صوته ليضحك مصطفي علي شعورها بالذعر كالعادة ثم هبط وأتي بما سقطته، فأردفت زينة قائلة
- بسم الله الرحمن الرحيم
ثم أردفت قائلة وهي تبتلع ريقها فقد أصابها بالذعر فلم تشعر بصوت الباب
- مفيش فايدة فعلا اتنحنح رن اعمل اي حاجة
أردف مصطفي قائلا بعد ان قبل رأسها وجلس علي أحد المقاعد عاقداً ساعديه
-انتِ اللي مروشة وبتخافي من خيالك
أردفت زينة بتهكم
- اه صح
تحدث مصطفي وهو ينظر علي الوسط لم يكن هناك شيء غير مرتب لهذه الدرجة فمن الممكن أن تحل كل شيء في الصباح
- ايه اللي مصحيكي لغايت دلوقتي
أجابت عليه بنبرة هادئة
- كانت همس هنا ورحمة بس كل واحدة حبت تنام وانا كنت قاعدة مستنياك فبسلي نفسي لاني من بعد بكرا مش هكون فاضية
تمتم بتفهم انها ستكون مشغولة بذهابها لمراكز التجميل وتلك المراحل التي تمر بها اي عروس في الايام الاخيرة قبل حفل زفافها
- كويس، علي فكرة انا كلمت عمك عمران وحسن
أردفت زينة باستغراب فقد اتفقا ان يكن المدعوين قله قليلة
- ليه
تحدثت مصطفي رافعاً حاجبيه قائلا وهو ينهض من مكانه متوجهاً الي الخارج
- ليه ايه ؟؟ اكيد علشان الفرح برضو هما اهلكم وفي ود ما بينكم تحديدا مع رحمة انا شايف ان حسن ومراته كويسين جدا معاها في زيارتهم كل شهر ليها وساعات كل اسبوع لو زارت مراته اهلها، فلازم يعرفوا دي الأصول
تركت زينة ما كانت تفعله وخرجت خلفه وجلست بجانبه علي الاريكة بعد أن زاح ذلك الكيس الذي يغطيها، أردفت زينة قائلة
- انا مقولتش ليهم يعني علشان انا مش عارفة اجيبهالك ازاي ...
قاطعها مصطفي قائلا بمرح وهو يعبث في هاتفه
- طبعا اتحرجتي واتكسفتي تقوليلهم انا فرحي انا ومصطفي بعد اسبوع واحنا أساسا متجوزين بقالنا سنة ونص، حافظك وعارف دماغك الخربانة دي
- بذمتك الوضع مش محرج شوية وغريب ؟؟ ويمكن دول بالذات لاني مش واخذه عليهم بص انا مهما قولت وشرحتلك وجهه نظري مش هتفهمني، المهم قالولك ايه
أردف مصطفي قائلا بنبرة هادئة وهو يريد ان يجعلها تتخلي عن تلك الفكرة وتلك الهواجس العجيبة
- احنا مش بنعمل حاجة غلط كآننا كنا كاتبين كتب الكتاب بقالنا سنة الموضوع مش محرج
انتِ اللي مش عايزة تتخلي عن النقطة دي، احنا هنعمل حاجة تفرحنا وحاجة اتأخرت عن ميعادها كتير
انبسطي واضحكي وارتاحي نفسيا شوية بطلي تفكري في الناس جه الوقت اللي نفكر في نفسنا شوية
انا بعمل كل ده علشان انا عايز بعد سنين متكنش حاجة في حياتنا ناقصة لاني وعدتك تكوني ليا ووعدتك اني افرحك زيك زي اي واحدة واكتر
ثم استكمل حديثه قائلا بنبرة حانية ولكنها منفعلة بعض الشيء وهو ينظر في عينيها
- انا عامل كل ده علشان افرح بيكي وبيا لأننا اتوجعنا كتير فممكن تبطلي تقولي كده تاني ان الوضع محرج او مش محرج بطلي عبط وهطل
أردفت زينة باحراج مما تفوهت به ومن كلماته فهي لم تقصد ان تزعجه فهي تقدر جيداً ما يفعله لآجلها فهي تعلم ان أي رجل مكانه لن يفعل كل ذلك حتي يدخل الفرح علي قلبها بالنهاية هي زوجته بكل الأحوال أمام الناس وأمام الله ولكنه يريد ألا يفقدوا لحظة كهذه
- مكنش قصدي اضايقك والله انا غبية شوية في تعبيري انا بتحرج وبتكسف والاكيد اني فرحانة زي المجنونة، مفيش واحدة مش هتفرح ان في راجل مهتم بالتفاصيل دي وعارفة انك فعلا مش مخلي علي جهدك جهد وخلتني فعلا اعيش تفاصيل كل حاجة قبل الفرح واحجز واروح واجي كأني بالفعل متجوزتكش
- بس لو هتفضلي متشائمة وقلقانة ومحرجة يبقي كأني مبعملش حاجة
تحدثت زينة بنبرة مرحة بقدر الإمكان فلا تعلم لما فسر حديثها بتلك الطريقة
- انتَ بتعمل كده علشان ده تالت اسبوع تثبت علي كلمة قولتها فعلشان كده مش طايقني الفترة دي
قهقه قائلا بمرح مماثل لها
- دماغك شمال خالص علي فكرة، فكرتيني والله بس انا عند كلمتي اربع أسابيع
- مقولتش صح قالولك ايه
عاد مصطفي الي أساس الموضوع
- عمك مش هيقدر يسافر بس حسن ومراته جايين
- تمام بس فك التكشيرة احنا بقالنا اسبوع بنتخانق علي الكلمة الواحدة تقريبا الناس عندها حق مفيش اتنين الا لما يتخانقوا مليون خناقة قبل الفرح مهما كان وضعهم
تمتم باعتراف صريح
- احنا بقينا بنتخانق كتير فعلا علي اسباب تافهة يمكن
بس دلوقتي اضايقت علشان حسيتك مش فرحانة لان كل ده غرضه فرحتنا
- مصطفي انتَ شكلك لسه متعرفنيش
تحدث مصطفي ساخرا
- بجد اومال السنين دي ايه بنلعب كوتشنه
- اه باين
ثم تنهدت زينة قائلة بنبرة هادئة وهي تشبك أصابعها في أصابعه وسندت برأسها علي كتفه
-هقولك حاجة انا عمري ما طلبت في حياتي اكتر من اني اعيش مرتاحة البال كان رؤوف يعمل زيك يقولي نفسي تطلبي حاجة يعني بعينها يجيبها او يعملها ليا
كنت بقوله عايزة اشوفك انتَ ورحمة بخير ومبسوطين انا فرحتي في فرحتكم، انا استحالة مكنش فرحانة باللي بتعمله عشاني اذا كان كلامك بس كفيل يطيرني من الفرحة انا واحدة بتراضي بكلمتين كفايا تاخدني في حضنك بتراضي لما احس في عينك انك مقدرني
لاني مثلا لو معايا كل حاجة وانا مش حاسة اني مرغوب فيا او ان أقرب ما ليا مش مبسوطين مش هكون سعيدة صحيح انا ممكن بكلمتين اتراضي من غير ما اخذ حاجة، وممكن بكلمتين اقلب الدنيا كلها حتي لو اخدت كل حاجة
انا لسه مش مصدقة ومذهولة منكرش اني بفتكر كل يوم الفترة دي من يوم ما عرفتك لغايت دلوقتي حصلنا ايه بس اوعي يجي في بالك فكرة اني مش فرحانة دي ..
رفع مصطفي يديه ويديها ولم يحل عقدتهما، قبل يديها قائلاً
- انتِ زينة حياة اي حد تدخليها سواء انا او رحمة، كل كلمة قولتيها صح ما بقولك فهمت حاجات مكنتش فاهمها الانسان مش محتاج بس حد يحبه لا محتاج حد يفهمه ومحتاج حد طول الوقت يشوفه أحسن الناس
ابتسمت زينة قائلة بمرح
- يعني مش لساني طويل ولا عصبية ولا مفترية
قهقه قائلا لينهي حديثه بنبرة غاضبة بعض الشيء حينما تذكر اعترافها الفترة الماضية وشرحها بالتفصيل لما فعلته عند معرفتها بالحقيقة
- الاتنين يا زينة، انا لغايت دلوقتي مش مصدق انك ضربتي خالد بالقلم زعقت ليكي اه لاني غيرت عليكي وفضلت أفكر انه فعلا كان ممكن يكون ليه ردة فعل
قاطعته زينة باستغراب من نفسها
- انا نفسي معرفتش والله عملت كده ازاي وله جاتلي القوة دي بالشكل ده ازاي، انا بعمل حاجات كتير اوي لما براجع نفسي فيها بقول انها طايرة مني، بس انا فعلا اعمل اي حاجة لو حد فكر يضر حد من عيلتي وانتَ عيلتي
- كنت انا اللي هديكي قلم يوم ما قولتيلي
- ما علينا بلاش نفتح في القديم ولاب توب ايه اللي قولت لرحمة انك هتجيبه بعد النتيجة ده
تحدث قائلا بنبرة حازمة بعض الشيء وتفسر الكثير من الأمور
- انتِ مالك دي اختي انا هجيبه ليها هدية بس لما النتيجة تظهر، مش عايزها تفتكر ان جوازنا او استقرارنا بمعني اصح شيء يضرها واتكلمت معاها كتير الصبح وهشيل حوض السمك من هناك وبكرا هنحط واحد اكبر هنا وهجيبلها مكتب وهنغير الاوضه تماما علشان تناسبها علي ذوقها
تمتمت بحرج
- ليه كل ده
- رحمة اختي الصغيرة ايام امتحاناتها كنت بوصلها كل يوم انا وانتِ كأنها بنتنا فعلا ومسؤولة مني، اللي يخصك يخصني وعايزها تحس فعلا انها وسط عيله مش مجرد اننا هنتجوز انها خلاص ملهاش مكان
لا احنا فعلا اعتبرناها اخت لينا حتي رجب وماما مش ناويين يفرطوا فيها هي ليها زي ما لينا ولازم تفهم انها واحدة مننا مش علشانك وبس هي واحدة من العيلة دي، اعتبريها هدية رؤوف اللي بيجبها بعد كل نتيجة
ابتسمت زينة بامتنان علي تفكيره فهو يثبت لها كل لحظة انها لم تختاره من فراغ ولم تتمسك به عبثاً فهو يعلم جيداً كيف يقدر الجميع ويسعدهم فيتمتع بسحر خاص بكلماته وطيبة قلبه
فما الحب سوي كلمات عذبة وافعال صادقة وتقدير شريكك ومن حولك بكل شيء تستطيع فعله او قوله، أردفت قائلة
- ياخي اقولك بحبك للمرة الكام طيب ؟
رفع حاجبيه قائلا بسخرية ومرح
- هو بعد يا اخي دي تخرسي خالص مش هيكون ليها لزمة
- اخي في الإسلام
تمتم بغيظ وهو يرفع رأسها لتنظر في عينه
- لا هو انا مش علشان محترم يجي اربع أسابيع ابقا اخوكي انا متفقتش علي كدة
- تلاتة بس متوسعاش
- نيتي اربعة لكن لو لقدر الله قليت أدبي دلوقتي عادي انا مؤمن ان كل شخص حسب نيته يعني انا من ساعة الحادثة نيتي خمس شهور
قبلت رأسه ووجنتيه
- حقيقي ربنا يخليك ليا بجد
- ويخليكي ليا ..
_____________________________________
بعد مرور أسبوع في العين السخنة
كانت زينة تجلس علي المقعد في غرفة ما بالفندق
وتضع ( makeup artist ) علي وجهها أخر اللمسات من مستحضرات التجميل التي تفسدها زينة تلقائيا بدموعها العجيبة، وكانت تمرح معها همس ومادونا
فأردفت خبيرة التجميل قائلة بنبرة مرحة
- بطلي عياط دي تالت مرة تبوظي عينك امشي واسيبك والدنيا خربانة بقا
كانت مادونا تجلس مع الفتيات خلفها ومعها والدتها فكان زوجها في أحدي المؤتمرات الطبية ووافق ان تذهب حينما علم ان والدتها ستكون معها أيضا، فأردفت مادونا بمرح
- بصي الطيشها بالقلم الهانم بتدلع علينا ياله علشان ناخد السيشن الصبح بطريقتك دي احنا هنبات هنا
أردفت همس بمرح وهي تحمل طفلتها وقد ارتدت فستانها الزيتي وحجابها بنفس اللون وقد جهز الجميع تقريبا
- حقها يا جماعة البنت بقالها سنين منتظرة اليوم ده ومتحمسة ده احنا نفسنا متحمسين اكتر منها
ابتسمت زينة ثم أردفت بنبرة مرحة قبل ان تتملك منها خبيرة التجميل مرة اخري لتصليح ما حدث
- تنستري زي ما انتِ فهماني كده
بعد نصف ساعة تقريباً
انتهت زينة من ارتدائها طرحتها الطويلة وفستانها وارتدت ذيله وهو قطعة منفصلة عن الفستان، وقد انتهت من زينتها الكاملة
وأخذت تنظر لنفسها في المرأة بإحساس غريب وعجيب فهي تشعر بالحماس المفرط التي لم تتخيل انها ستشعر به اليوم بعد تلك التأجيلات والفراق والموت الذي خطف الاحبة وخطف الأعداء ..
أحداث عجيبة وتصرفات خاطئة وبعضها صحيحة قد فعلتها في الآونة الأخيرة رُبما حينما سلمت نفسها لمصطفي لم تندم إطلاقا ولكنها كانت قطعت امل إقامة حفل زفاف
فالواقع لم ينقطع الأمل حينها بل انقطع بعد قراءتها تلك الرسالة ( كل شيء نصيب ) فلم تكن تعلم ما الذي يخبئه القدر لها كانت تظن ان النهاية بينهما قد حُسمت وحتي أنها كانت تظن ان وجهها لن يضحك مرة اخري
فعجيب القدر لا يُمكنك ابدا توقعه او معرفة ما يخبئه لك مهما فكرت وشغلت عقلك فقد كتب الله قدرك
احتضنها الجميع ان كانت مادونا او رحمة وهمس ثم أخذتها نجاح في احضانها بحنان أم فهي تريد ان يبتسم وجهه اولادها ولا تريد شيء آخر من هذه الدنيا
زينة ابتعدت عن نجاح ولكن ظلت واقفه بجانبها، فأردفت بنبرة متحمسة وعطوفة وشاكرة للجميع
- انا عايزة اشكركم كلكم اي حد موجود معايا هنا دلوقتي تعب معايا ولو مكنش مع مصطفي كمان وقفتم جنبنا كتير
انا عايزة اشكركم لان كلكم سعيتوا لفرحتي وكلكم اتحملتوا مني زعلي وعياطي وعصبيتي وكل حاجة بجد كل اللي هنا كان سند ليا
_____________________
أمام البحر
كانت تقف زينة أمامه ببدلته السوداء الأنيقة وابتسامته الجميلة، فكان يحاوط خصرها وينظر في عينيها وتلك الوضعية المطلوبة ليلتقط لهم ( photographer ) الذي يدعي ( عبد الرحمن ) فهو صديق لبشار وهو من اتي به
كان الجميع يجلس تارة ويشاركهم الصور تارة، فأردف مصطفي قائلا وهو بنفس الوضعية قائلا بمرح مستغرباً صمتها
- هو الفستان ده كام قطعة
تحدثت بلا مبالاة قائلة
- وانتَ مالك
- هو مال مين غيري يا جاموسة
نظرت له باستغراب وهي ترفع أحدي حاجبيها فكان عبد الرحمن يستحي أحدي المشروبات وينظر في الكاميرا ويتأكد من سلامة الصور الفائتة ليتركهم في حديثهم قليلاً
- هو انتَ بقيت بتغلط فيا كتير وله انا متهايقلي
- وحيات ابوكي كام قطعة علشان انا مش متفائل
اغلقت عينيها وفتحتها بغرور قائلة
- مبعدش يا جيمي هما زي حشروني فيه اتحشرت، هو انا الاسبوع الاخير زي ما كانوا بيقولوا بعمل من غير نقاش
- وشك متشطب ما شاء الله الصرف واضح
قالها بمرح شديد وابتسامته تعلو شفتيه، رُبما ازعجها قليلاً فهي لم تضع شيء مبالغ به لهذه الدرجة
- والله انا بقالي سنين قدامك من غير حاجة مش هغشك يعني ولما اغسل وشي هتلاقي السحنة والخلقة اللي انتَ متعود عليها
- تدري يا وجه البرص اموت في السحنة دي، لا بس شكلك حلو والله قمر
ابتسمت بهدوء وغرور وهي تجد عبد الرحمن مازال مشغول في شيء ما
- ميرسي
أردف ساخراً
- طب انا هوا ؟؟ ايه يا اعمي مش شايف مش حاسس، مفيش قمر يا مصطفي ايه الحلاوة دي، هموت وابوسك يا مصطفي يعني اي حاجة منك
قهقهت قائلة علي كلماته
- شكلك حلو ايه الجديد يعني
تحدث بغرور قائلا
- عندك حق ايه الجديد، هو الديل وله القطع الزيادة اللي مش مفهوم ليها حاجة وواقف بالعافية دي هتتشال امته
تمتمت بتفسير ونبرة حانقة
- هناخد كان صوره بيهم الاول انا بسيح من التقل ومش عارفة اتحرك والديل اتمرمط في الأرض
عايزة احس اني بني ادمه طبيعية بفستان سهل يتمشي بيه فياريت تقدر حالتي النفسية حالتك مش اسوء من حالتي
وجاء عبد الرحمن واخذ يلتقط بعض الصور بالوضعيات والأماكن المختلفة، ليأتي بشار بمنظر فكاهي للغاية وهو يمسك حذائه بيد واليد الأخرى يحمل بها جاكت بدلته ورابطة عنقه فهو يشعر بالحر الشديد
فأردف رجب ساخراً حينما وجدته يأتي بتلك الهيئة فكان يقف مع همس ويحمل ابنته وبجانبه والدته
- ايه يا بشار انتَ نسيت تكمل لبسك وله ايه
لم تأتي والده بشار فكانت ابنتها علي وشك الولادة ولم تحب فكرة السفر فهي نادراً ما تذهب الي شقيقتها في القاهرة عند الضرورة ولا تسافر في اي مكان آخر
أردف بشار بانزعاج ومرح كالعادة سيترك بصمته
- انا هموت من الحر ده هناك في الشاطئ اللي بعدينا بربع ساعة مليطه حرفياً الناس لابسه بكيني وخاربينها وانا جايبني علشان سيشن البحر الواحد عايز يروح ...
لترمقه نجاح بنظرتها المعتادة ليغير بشار حديثه
- يقول للناس اللي هناك دول يتعظوا ويتقوا الله يا عالم امته هيجي اجلهم حسبنا الله ونعم الوكيل دعاه الفسق والتحرر
لتضحك همس ورجب أيضا فلن يتغير بشار ابدا، فأردفت نجاح بسخرية
- صدقتك كده يا واد
بشار وهو يربط رابطه عنقه
- مهوا لازم تصدقيني هو انا في اغلب مني والله هو لساني اللي موديني في داهية كل ما اكراش علي واحدة تفتكر اني بتاع ستات وانا اكتر حاجة عن الانوثة القطة اللي مربيها والناس فاكرة اني خاربها اشكو اليك يارب
ليتحدث رجب ساخراً
- معلش يا ابني دايما مظلوم كده، طب مش لابس جاكت البدلة وفهمناها قالع الجزمة ومشمر البنطلون ليه
بشار اخرج من جيبه شرابه
- الرمل دخل في الجزمة وحاجة اخر تشرد فقلعتها وقلعت الشراب بص ياسطا انا القرية والفندق كلهم اتفرجوا علي اناقتي وانا جاي، قولت لك هبهرك
رجب أردف ساخراً
- بصراحة بهرتني فعلا
انتهي من ربطة عنقه وارتدي جاكت بطله وارتدي حذاءه ونظر في الكاميرا الامامية لهاتفه ليتأكد من حسن هيئته ليتوجه ناحية مصطفي وزينة
- عم الشباب وعم الناس احلي عريس وعروسة منورين الدنيا
فأردف مصطفي قائلا بمرح حينما رأه
- قولتلك يا زينة احنا عيلتنا كلها مفيهاش الا بشار
ليتحدث بشار وهو يوجه حديثه لعبد الرحمن صديقه
- بص بقا اركنلي الناس دي علي جنب وعايزك تنسي الكون والناس والدنيا والدين وهقرمشلك عشرة جنيه تاخدلي صورة تطلعني فيها عمرو يوسف قالب علي تيم حسن مخلط علي باريش اي كوكتيل من بتاع البنات ده علشان اغيرها بروفايل اشقط بيها
تحدث مصطفي قائلا بغيظ
- جرا ايه ياض يا ..
ليقاطعه بشار قائلاً بمرح
- عريس خلبوص متكملش انا عارف الباقي علشان شكلك قدام العروسة متغيرش رأيها
ثم وجه بشار حديثه الي عبد الرحمن قائلا
- ياله كروت الزبون ياعم وصورني ونلحق نروح نشوف البكيني اللي هناك ده
قالها بصوت مرتفع قليلا وكانت نجاح علي مقربه منه وكادت ان تتحدث فأردف مصطفي بمرح
- علشان ينشر الإسلام
بشار تحدث بنبرة مصطنعة
- روح اللهي اشيل عيالك طول عمرك فاهمني وعارف جوهري واخلاقي ومبادئي
زينة أردفت بنبرة حانقة فقد ارهقت من الوقوف ومن درجة الحرارة العالية
- ياله بقا علشان الليل هيجي قبل ما اتصور مع البنات
فأردف مصطفي بمرح وهو يشير الي بشار
- ممكن ناخر صورة البروفايل لو مش هنزعج روح الفنان اللي جواك
حل الليل وسط الانوار والإضاءة الخافتة كان يجلس علي المقاعد الجميع ليشاهدهم يرقصوا علي الأنغام بأعين سعيدة من الممكن ان تلمح كم التفاهم والفرحة في أعينهم، يمكنك أن تشعر بشرارة الحب في حركاتهم وذلك الحماس
انسى الدنى عيشى الى مثل الورود ادللى بالكون غيرك ما الى بحبك انا
انت حبيبى الى معه بيوجعنى الى بيوجعه يا ناس اسمعوا بحبك انا
ما دام الشمس بتشروق وانتى معى مابتفرق كل العذاب بيمرق المهم احنا سوا
هيدا قدر مكتوب مالنا منه هروب بكره التلج بيدوب المهم نبقى سوا ..
ليشاركهم حسن وزوجته وهمس ورجب وكل كابلز قد حضر علي الاغنية الثانية ..
وعدتك إني أبقى لك وأقدم عمري من قلبي وروحي تملي ريحالك وبطمن عشان جنبي وعدتك إني أبقى لك وأقدم عمري من قلبي
وروحي تملي ريحالك وبطمن عشان جنبي كفاية تكون في أحضاني عيونك تبقى ندهالي أنا حابب حياتي معاك ولا عايز حبيب تاني ...
لتشتغل أحدي الأغاني الحماسية أكثر ليقف الجميع سويا ويتشاركوا ، حتي انتهت الليلة بسعادة حقيقة واحتفال صغير وعدد قليل حتي انه جاء اسلام ( حمصه )
وبارك لمصطفي والتقط بعض الصور معه، فقد حرصوا ان يأتي فقط من يحب بصدق ومن تحمل معهم كل شيء وشهد علي انصهار قلوبهم ان كان في الحب او الحزن، ذهبت مادونا مع والدتها وحمصه أيضا وحسن و زوجته الي حياتهم وطريقهم
______________
داخل المطعم الخاص بالفندق
جلست العائلة علي طاولة واحدة لتناول العشاء فتناولوا الغداء مع الجميع منذ ساعات بعد انتهاء التصوير ولكن كان هذا عشاء عائلي
وكانت زينة تجلس في بين مصطفي ورحمة بعد ان تخلت عن طرحتها وان ذيل فستان وتلك الطبقة ليصبح فستانها هادئا وسهل الحركة
بشار قطع ذلك الصمت الناتج من ارهاقهم فمنذ ليلة أمس ولم ينم أحد جيداً وكان يوم مرهق ان كان انهم أتوا في المساء وان كان من الرقص او تلك الصور العديدة الذي اخذوها
- لعلمكم بقا انا هاخذ خالتي وماشي
تحدث مصطفي باستغراب وعدم فهم
- تأخذها فين ؟؟
بشار بنبرة هادئة وهو يحل ربطة عنقه
- لاي مكان فيه بكيني هتلاقيني انا وخالتي هناك بننشر الإسلام كده كده بكرا الجمعة إجازة
أردف مصطفي ساخراً
- لا لا متقولش هتروح تقنعهم يحضروا خطبة الجمعة من اولها
بشار أردف قائلا
- ربنا يكرمك يا شيخ من وسعه يا ابن خالي لانك دايما فاهمني غلط او صح مش ضامن
ضحك الجميع، فأردف رجب قائلا بعدما اتفق مع مصطفي بأنهم لن يقيموا هذه الليلة في الفندق مثلما كان في الخطة
- انا اجرت شاليه لمده اربع ايام هنروح فيه كلنا ومصطفي وزينة مع نفسهم واحنا ورحمة وامي وانتَ هنروح الشاليه نغير جو احنا بقالنا سنين مسافرناش ودي فرصة
بشار أردف بغرور
- شاكب راكب انا مفلس وصارف مرتبي كله علي البدلة والجزمة وعلبه الشكولاتة اللي اتخزوقت فيها وانا رايح اتقدم، فمش لاعب
أردف رجب ساخراً
- هو انا قولتلك ادفع حاجة يا ابني انتَ دماغك مفوته
بشار تحدث بمرح كالمعتاد
- عازمني ؟؟ حبيبي من أيام الجيزة اشوفك لواء يا رجب وامشي اتفشخر بيك وسام علي صدري، انا بتريق اساسا اجازتي النهاردة وبكرا يعني ممكن اقعد معاكم بكرا وامشي بليل مش اكتر لو ممشتش الصبح
رجب بلا مبالاة
- خدلك يوم اجازة تاني
بشار بغرور ونبرة منفعلة أجاد صنعها
- انتَ يا رجب شايفني مستهتر علشان اوقع شركة بحالها انتَ فاكر اني لو غيبت اليوم هيعدي عادي كده ده فيها قطع أرزاق وناس تتخرب بيتها والشركة تقف
كانت زينة تتحدث مع رحمة هي ومصطفي بالنهاية الجميع ينتظر الطعام، تحدثوا معها حينما وجدتها زينة شاردة وتفكر في النتيجة التي ستظهر خلال أيام قليلة
فاردف بشار بنبرة مرتفعة وفضول
- انتم بتقولوا ايه هناك راعوا في ناس بتموت من الفصول هنا يا كابتن يا عريس يا عروسه
مصطفي انتبه له قائلا
- وانتَ مالك ياض
بشار وهو يشير بأصبعه محذراً
- اتكلم بأسلوب احسن من كده انا عندي فضول يا اخي محبش حد يتكلم في الخباثة كده علوا صوتكم بعد اذنكم راعوا مشاعري
زينة " هنكون بنتكلم في ايه يا بشار "
بشار " اعرف واحكم لو سمحت "
زينة بنبرة هادئة
- رحمة افتكرت النتيجة فبنتكلم معاها
بشار أردف ساخراً
- نتيجة ايه يا بنتي، انتِ كئيبة ليه عدوة الفرحة ليه الواحد جعان
طول النهار في فرح حيله مهدود يعني الواحد دلوقتي ميفكرش غير انه يا ينام يومين يا يكون جعان
رحمة بانزعاج وهي تنظر الي زينة
- يعني كان لازم تقولي بتكلموني في ايه مش هنخلص من الدروس ومن النصايح اللي تمشي اي حاجة الا انها تكون مفيدة
بشار أردف بمرح
- ليه نصايحي انا مش عجباكي ؟؟ مش مفيدة ؟؟ ده انا فاتح بيوت ناس بنصايحي
هنتظر من واحدة لابسه موف ايه يا بنتي عندك مشاكل كبيرة والله مرة ازرق ومرة موف ربنا يتولاكي
رجب أردف بتأييد لكلمات رحمة بمرح
- عندك حق يا رحمة
بشار أردف ساخراً
- حق ايه ان شاء الله مش عاجبكم ؟؟
امشي ده انا اللي محلي الفرح ده وكونك حمايا وابو خطيبتي هتتكلم كده ده انا هريت بنتك بوس وهي نايمة يعني كلمني عدل
جاء الطعام ليقاطع حديثهم ويشرعوا في تناول الطعام ..
___________________________
الساعة الثانية بعد منتصف الليل
كانت زينة في شرفة جناحهما بعد ان خلعت اسدالها وارتدي اسفله منامة من الستان لونها وردي ذلك اللون المحبب الي قلبها، فانتهوا من صلاتهما للتو ودخل مصطفي المرحاض
تنهدت بعد قضاء ساعتين اغرب من الخيال في فك فستانها وعُقده وحينما شبك حلق اذنيها في الفستان وهي تخلعه وبعد ان انتهت من مغامرتها اغتسلت
وغيرت ملابسها ثم صلت هي ومصطفي فالليلة هي البداية الصحيحة علي الأقل فلم تكن الليلة الاولي بينهما قبلها اي ترتيبات ومنها لم يأتي في عقلهما وقتها
ووقفت تتنفس براحة عجيبة لم تحصل عليها طوال حياتها
جاء مصطفي ووقف بجانبها قائلا بمرح وهو يجدها شاردة تماماً
- ايه بصة المسجون اللي اول مرة يخرج من السجن
قهقهت زينة قائلة بعدما انتبهت له
- والله انتَ بتقول فيها ده احساسي فعلا حاسة اني مسجونة بقالي سنين طويلة واول مرة اشم نفسي بجد
رفع مصطفي حاجبيه وهو ينظر لها قائلا بعجرفة
- اللي يشوفك يقول اني كنت مانعك تخرجي من البيت
- هو انتَ بقيت تنتقد كلامي ليه، افهمني حاسة براحة بقالي سنين محستهاش بجد مش بهرج
مال مصطفي قليلا ليضع يده علي ضهرها والأخرى علي قدميها ليحملها بين يديه
- الراحة دي مطلوبة، ما انتِ بتتشالي عادي اهو وانا اللي ظلمتك قولت تخنتي وكنت حاسس اني هتقلب انا وانتِ في الارض بالفستان اللي اتقل منك ده واحنا بناخذ الصورة
- الحمدلله اللهي ما يوقعك في ضيقة بس ممكن تنزلني يا بني اللهي يسترك انا في كلام كتير عايزة اقوله
- وانا في حاجات كتير عايز اعملها بصرة
ليضعها مصطفي علي الفراش وجلس بجانبها مبتسماً حينما احس براحتها وابتسامتها النابعة من قلبها، أردف مصطفي قائلا بمشاكسة
- الحمدلله اليوم خلص كنتي قلقانة وبسببك كنت حاسس اني هحارب ورصاص وشظايا وإصابات وبلاوي زرقه
لوت شفتيها بتهكم قائلة
- تريقه بتريقه انا عايزة اقولك حاجة ومتتريقش عليا
- قولي بس مضمنش لساني حقيقي مش يعرف امسك نفسي
أردفت قائلة بمرح حينما تذكرت ذلك اليوم
-لما قولتلي اننا هنيجي هنا وان الفرح يعني والسيشن هيبقي قدام البحر انا حلمت في نفس اليوم اني بغرق
ليطلق مصطفي ضحكاته فلم يستوعب ان الأمر وصل بها الي تلك الدرجة، فأردفت زينة قائلة
- مش هلومك علي ضحكك علشان عندك حق
- لا بجد مسخرة حقيقي
أردفت زينة قائلة وهي تستند بظهرها علي الفراش والوسادة
- علي فكرة رحمة لسه قافله معايا وصلوا من نصف ساعة وكانوا هيناموا هي أساسا كانت هتقعد الاسبوع ده في الإسماعلية بس طنط وهمس كانوا عايزنها معاهم
- خليها تغير جو هنا الإسماعيلية هتروح روتين برضو وتقدر تروح اي وقت تاني
- انت عارف انا نفسي في ايه
ليجلس بجانبها ملاصقاً لها وحاوط كتفها بذراعه
- واضحة مش محتاجة اعرفها دي يا زينة تفتكري يوم زي ده هيكون نفسك في ايه
تنحنحت زينة قائلة
- علي فكرة انا عايزة اركب عجل انتَ فاكر ايه
تحدث بنبرة مستغربة وهو يرفع حاجبيه
- عجل ايه ده هو انتِ بتركبي عجل امته ان شاء الله ؟؟
أردفت زينة بتفكير فلا تعلم ما هي تلك الأفكار التي تراودها اليوم
- اخر مرة يمكن وانا عندي 8 سنين بس عايزة اركب عجل معرفش ليه او ننزل نتمشي بص انا مش عايزة انام ولا عايزة اقعد عايزة اعمل حاجات كتير
ظن مصطفي انها تمزح معه
- انتِ بتتكلمي بجد ؟
- اه بجد موافق وله لا
- لا طبعا، انتِ اتجننتي صح ؟؟
- علشان خاطري طب بص هتصور جنب العجلة طيب مش هسوق انا مبعرفش اصلا
كان يخلع التيشيرت الذي يرتديه فأردف قائلا بلهفة
- ان شاء الله والف الف مبروك
أردفت متسائلة بجدية
- امته ؟؟
قد اصبح فوقها وهو يتفوه بتلك الكلمات
- الصبح لما يصبح ان شاء الله نبقي نشوف
- وعد الحر دين
كان يقترب برأسه من عنقها قائلا
- اكيد عيب عليكي
- ياله ننزل نتمشي
ابتعد قليلا ليستن بيديه علي الفراش وهي اسفله قائلا
- هو انتِ جاية تحققي طموحك النهاردة
- اوعي تفهمني غلط .. انا نفسي اعمل حاجات كتير اوي جوايا طاقة كبيرة عايزة الف الدنيا فاهمني
كان قد اقترب مرة أخري لينثر قبلاته الحارقة علي عنقها، فأردف بنبرة هامسة
- لسه في اسبوع طويل اعملي اللي انتِ عيزاه بس معلش دلوقتي انا هعمل اللي عايزه مفيش رحمة جاية خلصت الدرس هحمل قواميس ولا امي ولا همس ولا اي حد مفيش غيرنا انا وانتِ وبس
اردفت قائلة والسعادة تغمرها والحماس وكل تلك المشاعر الجميلة التي اجتمعت عندها في ليلة واحدة
- انا ساعدتي النهاردة مضروبة في 8 تعرف كده
ضحك مصطفي قائلا من الذي أصابها فهي لا تصمت ابدا
- نفسي اشوفلك افعال زي ما بتتكلمي كتير كده لا انتِ النهاردة بالعة راديو
لتضحك ايضا وبشدة ليضحك علي ضحكاتها الشديدة النابعة من قلبها بدون سبب وكأنها تعوض تلك الدموع، فأردف قائلا وهو ينظر في عينيها
- يخربيتك، انتِ يا بتهيسي يا اما الشريط بيسف في المواقف اللي زي دي
أردفت قائلة وهي تحاول ان تسيطر علي ضحكاتها قائلة
- استني كده قولي كلام حب معلش
- انتِ تاني اومال انا كنت بسلك سنانك طول الفترة اللي فاتت جه الوقت اللي يكون فيه فعل بجد
أردفت قائلة بنبرة جادة علي عكس الموقف
- فكرتني عندي ضرس عايز يتخلع تعرف دكتور سنان كويس
- وحيات امك، يا بنني انا بقيت محترم متخلنيش اقول الفاظ وحشة
أردفت قائلة وهي تحاوط عنقه
- الله يرحمها انت عايزني اعيط وله ايه
- ده ايه اليوم اللي مش فايت ده
ليهمس بجانب اذنيها
- الله اكبر ربنا يهديكي
لترفع يديها وهي تشاور علي تلك الرسمة علي رسمتها بالحنة علي يديها وهي مبض قلب وحرفه مكتوب بطريقة انيقة
- بص كده حلوة ؟؟
اردف قائلا وهو محافظاً علي ابتسامته
- انا شايفها من الصبح وشايف اللي في رقبتك وعايز اتكشف اكتر من الابعاد دي
تحدثت وهي تنظر في عينيه قائلة بنبرة صادقة
- انا بحبك عارف كده واني ممكن اختارك للمرة المليون عايزة اخوض معاك الحياة الروتينية وموافقة عليها عايزة اعيش عمري كله معاك كفايا اني احس بالراحة والأمان ده في حضنك، انا بحبك اكتر من نفسي وكل لحظة بحبك اكتر احنا الدليل الحي ان الحب مماتش والا مكناش وصلنا لهنا لو مات كان زمان كل واحد في طريق تاني
قبل جبهتها ثم عينيها بعد ان اغلقتها وداعب أنفها ثم قبل وجنتيها وفي كل قبله كان يهتف بحبه لها ثم التهم شفتيها في قبله قوية ولكنها ورقيقة يتمتع بمذاق شفتيها وكأنه لم يقبلها ابدا ً، فقال نزار قباني يوماً ما
( إن الحب في نظري هو التعويض العادل عن كل بشاعات هذا العالم، وحماقاته، وجرائمه )
فليكن حبهما تعويضاً لتلك المصائب والأحزان التي حدثت ولأي شيء ممكن ان يحدث
أردفت زينة قائلة وهي تلتقط أنفاسها بعد ان ابتعد قليلا
- تفتكر خلاص الحكاية خلصت
أردف قائلا وهو يحرك أصابعه علي عنقها ويحاوط بيد واحدة والأخرى يمررها علي خصلات شعرها
- مفيش حكاية بتخلص بالعكس احنا لسه حكايتنا هتبتدي
ليقترب مرة أخري ليغرقها بقبلاته ولمساته فليلة مميزة لن تمر مرور الكرام، شعرت به انه يمتلكها للمرة الأولي حقاً كل شيء كان مختلف فقد لامس كل ذرة بها بكلماته او لمساته، لم يتملك منها من قبل بهذا العمق وهذا الشغف بل انها كانت تتجاوب معه بشغف مماثل لشغفه من الممكن انه حقق مطلبها ومطلبه هذه الليلة قد جعلها تنصهر بين يديه وتذوب مع كلماته العذبة وقبلاته
فقد أهلكت أرواحهما في الحزن والغدر والخداع فلتكن تلك البداية التي يكتبها مصطفي بقبلاته بدلا من ذلك الحبر ..