قصة عروس الصعيد البارت الخامس عشر15بقلم نور زيزو


قصة عروس الصعيد
البارت الخامس عشر15 
بقلم نور زيزو


تجلس رهف مع علا فى المدرج وهى تبكي فى كشكولها بعض الملاحظات .. جاءت ياسر وجلس بجوارها .. لم تنتبه رهف إليه .. رفعت رهف نظرها لعلا ورأت ملامحها تحولت لغضب وكراهية .... أستدارت برأسها وصدمت به بجوارها .... أرادت أن تنسي ما حدث وتعشي بداخل سعادة أمس ..لكنه دهس بأقصي ما لديه على جرحها أغلقت قبضة يديها بضيق وغضب وتحول وجهها للون الأحمر من غضبها .. أرادت أن تقتله حتى لو كان بنظرة منها

وقفت علا وهى تمسك يد ها وتفتح قبضتها لكى تهدأها قليلا ولا تتهور بجنون وقالت : يلا يارهف

لم تنظر رهف لها .. نظرها ثابت على ذلك الوحش الذى دمرها ...

قال ياسر مبتسم لها بسخرية : ازيك يا رورو

جاء صوت رجولى قوى غضب من خلفه : هى كويسة جدا واحسن من اللى خلفوك

نظر ياسر ووجد عاصي .. أردف ياسر بنبرة مستفزة : انت يا عاصي باشا بتمشي تلمى البواقي بتاعتى ولا ايه

صعق بصفعة قوية على وجهه من رهف .. صفعة تحمل كل ما بداخلها من غضب ووجع .. وقف ياسر بغضب وهو ينظر لها ويضع يده على خده مكان صفعتها

أردف ياسر بصدمة قائلاً : رهف أنتى أتجننتى بتمدى ايدك عليا

قالت رهف بقسوة وهى تضغط على أسنانها : أنا عقلت على أيدك وده جزء من اللى عملته فيا ... وأفتكر حقي مش هتنزل عنه

تركت المحاضرة وعادت إلى بيتها مع أذان العصر .. دخلت وهى تكتم دموعها وتأسرهم فى سجن جفنها

سألت رهف أمها بهدوء شديد عكس ذلك البركان الذي بداخلها : هى هاجر فين

قالت شيرين وهى تقطع الدجاج لكى تطهيه : رجعت الصعيد ..

دخلت إلى غرفتها وهى تتذكر حديث هاجر وأن من سيجلب لها حقها من ذلك الوحش ليس أحد سوء ذلك الحبيب الذي يحبها ... أخفت جسدها اسفل الغطاء فى فراشها وسيطر عليها جرحها ووجعها بدأ جسدها يرتجف بشدة وكأنها مريضة الحمى وبدأت تبكي وتخرج من عيناها دموعها وشهقات تعلو تعلو ..

سمعت شيرين أنين بكاءها وشهقات دخلت الى غرفتها وفزعت حين وجدتها تخفي جسدها بالكامل اسفل الغطاء ... ويهتز جسدها بشدة وهو ينتفض ... اقتربت بفزع وهى تبعد الغطاء عنها .. وجدتها تضم قدميها الى صدرها وتأخذ وضع الجنين وهى تبكي .. فزعت شيرين من منظرها

أردفت شيرين بفزع : رهف .. حصل ايه ياحبيبتى .. حد زعلك

أختبئت رهف فى حضن أمها وظلت تبكي دون أن تتحدث .. ظلت هكذا حتى أذان المغرب ..شعرت شيرين بثقل رأسها نظرت ووجدت رهف غاصت فى نومها بعميق ويبدو عليها الأرهاق ... وضعت رأسها على الوسادة وغطتها جيدا ووضعت قبلة على جبنتها وخرجت وهى تفكر .. ماذا حدث لأبنتها لكى تبكي هكذا ...

________________
وصل منتصر وهاجر وعاصم الى السراية .. أستقبلهم الجميع وركض حازم لوالديه وعانقهم... جلس الجميع وصعد منتصر إلى غرفته

سأل منصور بفضول وخوف على هاجر : طمنوني الداكتور جال ايه

قال عاصم وهو ينظر لهاجر : كيس دهني .. هنعمل عملية وتشيله .. الحمد لله على كل حال

قالت لطيفة وهى تعانق هاجر : الحمد لله يابتى

أردف حازم بسعادة قائلاً : أنا اتوحشتك جوى جوى ياما

عانقته هاجر بسعادة وحب وهى تقول : وانا كمان اتوحشتك جوى جوى ياعين أمك

أردف عاصم وهو يقف : اه صوح الحاج رجب وعليته.. هجيوا بس لما بته تخلص أمتحاناتها

قال منصور وهو يقف : اتصل وخبرنى ... روح ارتاح .. سليم أعمل اللى جولتلك عليه

قال سليم وهو يعدل عبايته على كتفه : حاضر .. اعتبره حصل

صعد منصور إلى غرفته ليرتاح ...

________________

فكر منتصر كثير وهو يجلس على سريره ورائحتها به .. منذ ان رحلت وهو يرفض تغير ملاية السرير و رائحتها تبث منها ... جلس يفكر ايحدثها أما لا.. يرسل لها أما لا .. وفى الأخير أستلام لشغف قلبه وأرسل لها رسالة وظل ينظر الرد او أن تعرض الرسالة ولكن لم يحدث شئ منهما ... خاب أمله وبدأ فى لوم قلبه ونفسه على أرسال تلك الرسالة لها

______________

ظلت رهف نائمة طول اليوم وحتى اليوم القادم .. لم تستيقظ سوء فى منتصف الليل لليوم التالى ... مسكت هاتفها بملل وهى تتذكر ما حدث .. أرادت أن تعلم الساعة ولكن وجدت رسالة منه ... فتحتها ( كيفك النهاردة ... زينة )

لم تجيب عليه او ترسل له أى شئ ... مر الأسبوعين عليها وهى تعود إلى مذكراتها وأمتحاناتها ومازالت تتجاهل تلك الرسالة المنبعثة منه وأسبوع أخر وأنتهت من أمتحانتها .. اى مر من عدتها ما يقرب إلى شهر .. وأجرت هاجر جراحتها بسلام ...
تجهزت رهف مع والديها من أجل الذهاب إلى الصعيد وزيارة هاجر

________________

لم يخبروا منتصر بموعد زيارتها .. جاءت رهف مع رجب وشيرين وأستقبلهم الجميع ماعدا منتصر .. صعدت رهف إلى غرفة هاجر مع زهرة لكى تطمئن عليها

همسات هاجر لها : منتصر ميعرفش أنك جاية مرضيوش يخبروه

أبتسمت رهف لها بلؤم وقالت : أحسن .. المهم انتى عاملة ايه

قالت زهرة وهى تقدم لها الفاكهة : هى زينة اهى ... تعالى أوصلك لاوضتك

ذهبت رهف معاها الى غرفتها ورحلت زهرة .. غيرت رهف ملابسها وأرتدت بنطلون جينز وتيشرت قط وعليه جاكيت كروشيه شبكة مفتوح وأسدلت شعرها على ظهرها ونزلت

_________________

دخل منتصر من باب السراية متجهه إلى غرفه دون حديث مع أحد أو غيره ودون أن يلاحظ وجود رجب وشيرين فى الصالون ... صعقة بدهشة حين رأها تنزل على السلالم ... أبتسمت له بدلال ...فتاة عيناها عسليتين فاتح كاللون الذهبي متوسطتين الحجم وشعرها بنى متوسط الطول .. نحيفة جدا وقصيرة تبلغ من العمر ١٩ عام .. بشرتها بيضاء .. شفتيها صغيرتين ويمتازوا بلون الكرز .. أبتسمت بدلال له وهى تنزل نحوه وهو توقف فى مكانه .. يعتقد بأنها حلم وليست حقيقة

أردفت رهف وهى تقف أمامه اعليه بدرجتين من السلالم لتبقي فى مستواه : أزيك

ومدت يدها له لكي يصافحها .. نظر إلى يديها ثم لها وأحتضن يدها بيده ليتأكد بأنها حقيقة وليست حلم ...

هتف منتصر وهو ينظر لعيناها قائلاً : زين .. وانتى كيفك

حركت يدها فى يده وكأنها تبادل يده العناق بشغف : تمام الحمد لله

صمتوا قليلاً وعيناهم تحتضن بعضهم فى صمت بالغ ... عيناه هو مليئة بحنين ويفيض منهم الحب والشوق لها وعيناها بهم سعادة وبسمة ورغم ذلك هناك نظرة متشبثة داخلهم أخبرته بجرحها .. علم قلبه بما حدث في غيابه لحبيبته ..خجلت عيناه من عيناها فتحاشي النظر لها ونظر للأمام بعيد عنها .. جذبت يدها من يده فنظر إليها وكأنه يخبرها بأن لا تبتعد عنه .. فتركت له أبتسامة ساحرة وأكملت نزولها من جانبه ... صعد منتصر إلى غرفته وقلبها يدق بقوة من أجلها .. فهى عادت إلى هنا ومبتسمة وليست حزينة أو مجبرة على فعل ذلك

_________________

وقفت سميحة بفزع وهى تقول : وعمي جه اهنا ليه .. وبته العجربة دى وياه ليه

قال علام وهو يأكل الفاكهة وتجلس بجواره حكمت وتبتسم لكى تكيد سميحة : زيارة هنجولوا جاي ليه

هتفت سميحة بغضب أكثر واضح : وهو عمي ده مفتكرش أن له أهل يزورهم ويسأل عنيهم غير دلوجت
أردف علام ببرود وهو يسيطر على غضبه ولجهة تحذير : منتصر مهيتجوزكش ياسميحة .. فأجبلى بالعريس اللى جه بدل ما أجبرك أنا عليه

صرخت به سميحة وهى تقول : ليه مهيتجوزنيش منشان المحروجة اللى ماتتسم رهف

لم يجيب عليه وأطعمت حكمت التفاح فى فمه .. زفرت سميحة بغضب وذهبت من أمامهم ...

__________________

جلست رهف فى غرفة حازم معه تلعب معه ... فتح منتصر باب الغرفة قليلاً وظل يراقبها ويبتسم
وضعت رهف المكعب الأخير ..

هتف حازم بحزن : ثالث مرة تكسبي

ضحكت عليه وبعثرت شعره بسذاجة وقالت : أنت اللى مبتعرفش تلعب

قال حازم بفخر وهو يقف : انا مش اصغير منشان العب دى .. أنا بعرف أركب خيال أنتى تعرفي

قوست شفتيها للاسفل وهى تصطنع الحزن وأردفت قائلة : لا

اتجه حازم إلى الباب وهو يتذمر على خسارته ويقول : طفلة

وخرج .. أبتسمت على هذه اللقب وهكذا منتصر فهى حقا طفلة يحبها بجنون ووصل لأقصي درجات العشق بها .... وقفت رهف بسعادة وأستدارت ووجدت ...



تعليقات