قصة عروس الصعيد البارت السادس عشر16 بقلم نور زيزو


قصة عروس الصعيد
البارت السادس عشر16
بقلم نور زيزو


اتجه حازم إلى الباب وهو يتذمر على خسارته ويقول : طفلة

وخرج .. أبتسمت على هذه اللقب وهكذا منتصر فهى حقا طفلة يحبها بجنون ووصل لأقصي درجات العشق بها .... وقفت رهف بسعادة وأستدارت ووجدت حازم خلفهم لم يخرج من الغرفة وينظر لها بغضب شديد طفولى ..

رمقها بنظره حادة وضربها فى قدمها بغضب شديد وهو يقول لها بلهجة تحذير : مكسبيش تانى

صرخت من قوة ضربته وهى تضحك على طفوليته .. ورفعت قدمها قليلا واربتت عليها بيدها وهى تنظر له وتردف قائلة : اااه ايه الغل ده ياواد

مسكته من أذنه اليسرى وأكملت حديثها : امك مقالتلكش متضربش حد أكبر منك

دفعها بقوة وهو ينظر لها بأشمئزاز وكادت أن تسقط .. شعرت بيد قوية تحيط خصرها ..بدون أرادتها مسكت فى ملابس منتصر قبل أن تفقد توازنها .. هرب حازم بسرعة من الغرفة حين رأى منتصر ... نظرت له بهلع من سقوطها على يد طفل ..أبعدت يده عنها وهى تستقيم فى وقفتها بضجر وكادت أن تذهب

سأل منتصر بفضول لتذمرها : أنتى راحة فين

قالت وتخرج من الغرفة ركضآ : هضربه الواد ابو رجل طويلة ده

ضحك عليها فهى غضبت وتصارع طفل عمره ٧ سنوات .... خرج من الغرفة بسرعة خوفاً من يفوته مشهد من هذه الحرب الطفولية ... ركض حازم إلى الجنينة وهى خلفه تركض بغضب ... رأي حازم والده يعود من العمل .. ركض نحوه وأختبي خلفه .. نظر عاصم بدهشة إلى طفله ورهف التى تركض خلفه ...

سأل عاصم وهو ينظر لطفله : في ايه

نظر حازم لرهف بغضب ويقول : هى اللى عاوزة تضربنى

كادت أن تصرخ به ولكن قطعها عاصم وهو يسأل : حصل ايه يارهف عاوزة تضربي الولد ليه هو جدك

أخذه عاصم وذهب .. ضربت الأرض بقدمها بتذمر طفولى وتحول غضبها المكتوم إلى بكاء ... وقف منتصر فى الخلف بعيدآ ويراها وهى تبكي وحدها وتضرب الأرض وكأنها هى من ضربها ... أقترب منها بهدوء حتى لا تشعر به .. رق قلبه لبكاءها وأستسلم له .. وضع يده بحنان على كتفها وأدارها له .. لم ترفع نظرها له وهى تكمل بكاءها .. فلم يفهم أحد بأن اقل شئ يغضبها يشعل نيران جرحها وتبدأ سعادتها المزيفة تنهار شي فشئ ... جذبها لصدره معتقد بأنها ستضربه هو وينتهى بكاءها ... ولكنه صدمت من فعلتها حين تشبثت به بقوة .. لفت ذراعيها حول خصرها وأمسكت بملابسه من الخلف بقوة وهى تزيد فى بكاءها

أردف منتصر بصوت دافئ أستطاع أن يحتوي هذه الطفلة به : لما تحبي تبكي .. أبكي اهنا وبس

زادت شهقاتها على صدره وينتفض جسدها منه .. أزدرد لعوبه بصعوبة شديدة من قربها هكذا وأصابعها الصغيرة تداعب ظهره بحركاتها وهى تضغط على قبضة يديها .. قلبه ينبض بقوة وصوته يخرج من بين ضلوعه ... رغم أصوات بكاءها وشهقاتها شعرت بدقات قلبه القوية .. هدأت فى بكاءها رغم عنها لكى تستمع إلى هذه النغمات التى تصدر من قلبه ... رفع يديه الاثنين ببطئ شديد وهو مرتبك بشدة ووضعهم على أكتافها وبدأت يربت عليهم برفق .... شعرت بيديه تلمس أكتافها والقشعريرة بدأت تسير فى جسدها بالكامل ..

يقف منصور ورجب فى الخلف دون أن يراهم منتصر ورهف ..

قال منصور بلهجة هادئة وهو ينظر عليهم : مش جولتلك ياخوي

أبتسم رجب وهو. يقول : فى أمل يردها

أردف منصور وهو يستدير لهم : فيه

ذهب هو ورجب وهم يتمنوا عودة هذه الطفلة لحياة الشرس المجروح

_________________

نزلت زهرة صباحاً من الأعلى ووجدت سميحة تجلس في الصالون

هتفت زهرة وهى تتجه إلى المطبخ بأشمئزاز : ههههه تصدجي يابت عمي أستغربت انك مجتش فى العشية

دخلت إلى المطبخ لكى تحضر الفطور .. نزلت رهف وهى ترتدي بنطلون اسود وسويتيشرت بكم واسع وتستدل شعرها على كتفها .. رأتها سميحة ووقفت بغضب وحقد مكتوم
أردفت سميحة ببرود وهى تقترب من رهف : كيفك يابت عمى ..

تذكرت رهف حين صفعتها وأنها تركض خلف منتصر وبالتأكيد جاءت من أجل ذلك ..

هتفت رهف بدلال مفرط لتكيدها أكثر وأكثر : انا كويسة جدا يارب تكونى انتى كمان كويسة

خرجت زهرة مع سمرة وهم يحملوا صنية الفطار وعليها الأطباق .. رأتهم زهرة وهم يقفوا

أردفت زهرة وهى تضع الأطباق على السفرة : أطلع يارهف خبرى عمي ومرت عمي أن الفطار جاهز

رمقت رهف سميحة نظرة قاتلة من القدم للرأس وصعدت أخبرت أمها ... وأتجهت نحو السلالم لتنزل و فكرت كيف تغيظها أكثر .. فأبتسمت .. وعادت إلى غرفة منتصر دقت عليها ..

أردف منتصر وهو يقف أمام المرآة يلف عمته: أدخل

دخلت رهف مبتسمة وهى تضع يديها الأثنين خلف ظهرها بخجل من فعلتها ..وأردفت قائلة : الفطار جاهز

أستدار لها بأستغراب وسألها : هم اللى جالولك

ردت بسرعة عليه وهى تعض شفتيها : اه

رمقها بنظره بفهم أنها تكذب .. الجميع يعلم بأنه لم يفطر فى الصباح فمن أرسلها إليه .. أحرجت من نظرته وأنزلت رأسها بأحراج

هتفت رهف برقة تلمس قلبه : متتأخرش

وركضت إلى الخارج ولأول مرة تشعر بدقات قلبها .. وضعت يديها على قلبها الذى ينبض وأردفت محدثة نفسها : أنت بدق كدة ليه .. انا هموت بأنفجار فى القلب ...

هزت رأسها لتفوق من شرودها ونزلت للأسفل ... جلس الجميع على السفرة يفطروا ماعدا سميحة

هتفت منصور وهو يجلس على كرسيه قائلاً : مهتفطريش ياسميحة

قالت ببرود وهى تنظر على السلالم منتظرة نزول منتصر : تسلم ياعمى

بدأ الجميع فى فطارهم .. نزل منتصر من الاعلى وهو يتحدث فى هاتفه .. وقفت سميحة بسرعة البرق وأتجهت نحوه .. رأتها رهف وهى تفطر وأبتسمت بسخرية عليها ..

أنهي منتصر مكالمته ونظر إلى سميحة وهو يسأل : خير يا سميحة

قالت وهى تضع حجابها على رأسها : انت طالع صوح .. وصلنى فى طريجك

هتف وهو يستدير متجاهلها : طريجي غير طريجك يابت عمي

ورحل .. قهقت رهف من الضحك .. نظر منصور لها فخجلت منه وقالت : أسفة

ونظرت إلى طبقها بخجل

___________________

دخل سليم ومعه أحدي العاملين كبير فى السن المكتب فى الوكالة على منتصر وهو يرجع الحسابات ...

أردف سليم وهو يجلس على الكرسي الأمامي للمكتب : عاوزك فى موضوع يامنتصر

رفع منتصر نظره له وهو يسأل : خير يا سليم

هتفت سليم وهو يشير للعامل بأن يجلس : عم حامد شغال ويانا من زمان جوى

سأل منتصر بأستعجال قائلاً : خوش فى الموضوع يا سليم ورايا شغل عم الحاج عايزه جوام

قال سليم بثقة كبيرة : عم حامد كبر على الشغل والشيل ف عايزين نشوفله اى شغلة غير دى يصرف بها على ولاده عنده ٥ عيال

عاد منتصر بنظره الى الورق وهو يقول : طب ما تعمل اللى عاوزه ياسليم هو انا هعارضك ولا الحاج هيعارضك ده مالك انت كمان

أبتسم سليم بسعادة وهو يقف : ماشي ههملك تكمل شغلك

أردف حامد بسعادة قائلاً : ربنا يخليلك المدام والولاد يابيه ويباركلك فيها

وخرج سليم مع حامد من المكتب .. ترك منتصر القلم وعاد بظهره إلى الخلف .. وهو يفكر فى تلك الدعوة كيف ستستجيب وهو لا يملك مدام ولا ولد واحد .. عاد إلى عمله وتلك الدعوة متشبثة بقوة فى عقله تطارده

_________________

جلست لطيفة مع شيرين يتحدثوا معاً

أردفت لطيفة بسعادة ولهجتها كلها أمل : صدجينى منتصر هيحطها جوا عيناه

قالت شيرين وهى مبتسمة : انا واثقة من حاجة زى دى .. منتصر راجل بمعنى الكلمه .. بس أنا مقدرش أغصب على رهف

قالت لطيفة وهى تنكزها فى يدها : ومين جال انك هتغصبي .. احنا معوزنهاش غصب .. أنتى هتتحددى وياها وتلينى دماغها

ردت شيرين عليها لتنهي الموضوع : ربنا يسهل قولى يارب ياحاجة

سمعت رهف حديثهم وهى تقف فى الخلف وأبتسمت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وتحدث نفسها ( ده طلب جمهورى بقا )

أستدارت وهى تقف على أطراف أصابعها بدلال ورحلت وهى تفكر فى ذلك .. وهل يجب أن ترضي الجميع وتقبل؟؟ .. هل يجب أن تعود زوجته مرة أخري ؟؟ .. هل من الأفضل أن تنسي ماحدث وتبدا من جديد ؟؟ .. وقطع اسئلتها أهم سؤال أستحوذ عليها طوال اليوم .. لما دق قلبها صباحاً من أجله ..فهل هذا بداية حب ..
صعدت إلى غرفة هاجر التى أصبحت أقرب شخص لها فى هذا المكان وحين تشعر بحيرة تحدثها ..

فتحت الباب وهى تقول : ممكن ادخل

أبتسمت هاجر وهى ترتب ملابسها وقالت : طبعا اتفضلى

جلست رهف على السرير بهدوء ويبدو عليها الحيرة . وكثرة التفكير

سألت هاجر وهى تجلس بجوارها : مالك يارهف حد زعلك

اجابتها رهف بسؤال أخر وهى تنظر لها : أنتى متأكدة أن منتصر بيحبنى

نظرت لها هاجر بدهشة من سؤالها الغير متوقع وقالت : أية سبب السؤال ده

هتفت رهف وهى تنظر إلى الأسفل وتفرك أصابعها الصغيرة بخجل وأرتباك : أنا حاسة بحاجات غريبة

أبتسمت هاجر بسعادة فهى علمت بأن قلب هذه الطفلة بدأ يخضع إلى حب أخاها منذ أن كانت فى بيتها

سألت هاجر بصوت دافئ رقيقة : غريبة كيف يعنى

خجلت رهف من الإفصاح عن ما يحدث فى قلبها ودقاته وتلك القشعريرة وبركان المشاعر الذي يشتعل بداخل قلبها بمجرد أن تراه عيناها .. أضطرابات كثيرة تحدث فى جميع أعضاء جسدها وبرودته .. فألتزمت الصمت وتوردد خدودها وجبينتها بلون الاحمر كالطماطم من خجلها ... أبتسمت هاجر عليها

أردفت هاجر وهى تقف لتكمل ما كانت تفعل : منتصر عاود من شغله من هبابه روحى أسأليه

فزعت رهف بخجل وهى تقول : اساله فى ايه لا مش عاوزة اعرف

كتمت هاجر ضحكتها على براءة هذه الطفلة وخجلها المتزايد وأردفت قائلة : روحي جوليله عاوز تتجوزنى ليه

تهتهت رهف فى الحديث وهو يخرج من شفتيها بصعوبة بالغة : هقوله كدة ازاى .. مينفعش

___________________

خرج منتصر من غرفة والده بعد أن اعطاه الاوراق التى طلبها وصعد السلالم وهو يمسك هاتفه يبحث عن شئ به واصطدم برهف دون أن يراها .. سقطت رهف على الأرض من أصطدامه بها ونحافة جسدها الصغير ووزنها الخفيف .. فزع بخوف عليها وسقط الهاتف منه وهو يجثو على ركبتيه لها

سألها منتصر بخوف عليها وهو. يتفحصها بنظره وكأنها سقطت من فوق تل عالى : انتى زينة

صمتت وهى تتأمل ملامح خوفه عليها وكأنها ستموت ..

أردفت رهف وهى تتأمل وجهه بدون وعى .....



تعليقات