قصة عروس الصعيد البارت الثاني عشر12 بقلم نور زيزو


قصة عروس الصعيد
البارت الثاني عشر12
بقلم نور زيزو


وصل الدكتور إلى بيت علام لفحص هاجر وجلست حكمت وسميحة وعاصم ينتظروا فى الخارج وحازم يمسك فى يد سميحة ... بعد نص ساعة خرج الدكتور من الغرفة .. أسرع له عاصم

هتف عاصم وهو يقف بجوار الدكتور قائلاً : خير ياداكتور طمنى هى زين

أعطه الدكتور الروشتة وهو يقول : أحنا محتاجين نعمل الأشعة والتحاليل دى واللى فى الخير يقدموا ربنا

قال عاصم بقلق شديد وهو يأخذ الروشتة : أيوة ياداكتور يعنى هى زينة

رد عليه الدكتور وهو يتجه إلى الباب معه : نعمل بس الاشعة عشان نكلم بيقين .. وخير أن شاء الله

ذهب الدكتور .. دخل الجميع لهاجر ..

قالت سميحة ببرود وهى تجلس على الكرسي : ايه يامرت اخويا مالك .. خلعتى ولدك من الخوف

صعد حازم إلى سرير أمه وجلس بجوارها ...

________________

خرجت رهف مع علا من المحاضرة ووضعت نظارتها فوق رأسها

أردفت علا وهى تضع كشكولها فى شنطتها : وراكي حاجة تعمليها ولا هتروحي

هتفت رهف وهى تمسك كشكولها فى يديها : لا موريش حاجة هروح

قالت علا وهى تضع يدها على كتف رهف : خلاص تعالى أقعدى معايا أنا وعاصي شوية وهنروح

أزدردت رهف لعوبها بأحراج وقالت : بلاش عشان مضايقيش عاصي .. هو شكله مضايق منى

أخذت رهف من معصمها وهى تخطو بها وتقول : تعالى بس عاصي قلبه طيب

ذهبت علا مع رهف إلى مكان عاصي بجوار الكافتيريا وهو يجلس مع أصدقائه الشباب .. رأهم قادمين نحوه .. استئذان من أصدقائه وذهب لهم

تحدث موجهاً حديثه إلى علا : خلصتى محاضراتك

أجابته بعفوية مبتسمة قائلة : اه أنت قاعد شوية مع صحابك نروح أحنا

قال وهو ينظر لرهف بأشمئزاز : لا خلاص هقعد معاكى

قالت علا وهى تنكزه فى ذراعه : طب مش هنأكل ولا ايه .. انا جعانة

نظر عاصي لعلا بضيق وقال : مفيش مانع نأكل

أردفت رهف بهدوء وهى تتحاشي النظر له بأحراج : أنا مش جعانة .. أنا ممكن أطلب عصير

أبتسمت علا لها وهى تقول : خلاص براحتك يلا بينا

وذهبوا معا إلى الكافتيريا

_______________

جلس علام مع منصور فى الوكالة معا

قال منصور وهو يضع الأموال فى الخزانة : يعنى هاجر زينة دلوجتى

أجابه علام وهو ينظر للخزانة : اه بس هتعمل الأشعة اللى جال عليها الداكتور

هتف منصور بهدوء : خلاص أماها هتيجي تشوفها وتتطمن عليها

قال علام بهدوء : تنور الدار كلتها

أردف منصور بهدوء : وأخبار بتك ايه .. لسه مرضياش على العريس

قال علام وهو يشير بالنفي : لا مرضياش .. معجبهاش

رمقه منصور بنظرة حادة وهو يقول : انت مدلعها هبابه بتك .. الولد زين وميتعايبش .. مهتلاجيش زيه واصل

قال علام بخبث وهو ينظر له : هى مرضياش بحد خالص غير منتصر

أردف منصور وهو ينظر فى ورق الحسابات : بس هى خابرة زين أن منتصر معايزهاش

أردف علام بهدوء شديد وهو يقف ويدق بعكازه على الأرض : وأنا بتك معيباش حاجة .. منشان ولدك ميعوزهاش ويسيبها ويتجوزك الفجرة بت أخوك .. ولا أنت فاكرنى معرفش

رفع منصور نظره له بدهشة .. رحل علام بعد أن ألقي قنبلته الصاعقة على منصور

_______________

وقف منتصر فى الأسطبل وهو يتحدث مع فرسه ويمسح على رقبته بحنان : شوفت وصلت إلى ايه .. بس انا مكنتش خابر أنها مظلومة... أنا كنت موجوع منيها

رفع الفرس رأسه بغضب للأعلى وهو يصدر صهيله بضيق وصوت عالى وكأنه يفهم ما يقوله منتصر و يعارض حديثه

نظر له منتصر وأكمل حديثه : ماهى اللى مجالتش اللى حصل وفضلت ساكتة

أقترب الفرس قليلا وهو يخرج رأسه من الباب القصير ويدفع منتصر بغضب وكأنه يرد عليه ويخبره بأنه قسي عليها دون ان يسألها

أكمل منتصر وهو يسند بذراعه على ذلك الباب وقال : تفتكر فى أمل ترجع ولا هعيش العمر كلته بوجع جلبي وحبها

وضع الفرس رأسه على كتف منتصر وهو يصدر صوت صهيله بحنان .. أبتعد منتصر بدهشة وكأنه يفهم صهيل الفرس وقال : أكلمها

داعب الفرس وجهه وهو يقفز وكأنه يوافقه ويخبره بأنه قصد ذلك حقا

سأل منتصر وهو فى وهلة دهشته من رسالة فرسه : أجولها أيه

ضحك الفرس عليه وكأنه يخبره بأن ذلك ليس لديه هو بل لدى قلبه فقط

________________

جلست رهف فى غرفتها مساءاً تذاكر محاضرتها وهى تحاول تجاهل ما كسر بداخلها .. رن هاتفها معلن عن أستلم رساله . فتحتها ووجدت رقم مجهول ومحتوى الرسالة كلمتين (السلام عليكم )
لم تجيب ولم تعير الرسالة اى أنتباه أو اهتمام وأكملت مذاكرتها ...

ظل منتصر ينظر لشاشة الهاتف ينتظر جوابها ولم تجيب عليه عرضت الرسالة ولم تجيب .. أرسال رساله أخرى بعد مرور ساعة ...

أستقلت رهف فى فراشها لكى تنام ..وأغلقت الضوء وقبل ان تنام .. رن هاتفها برسالة أخري ولم تعير انتباه أن تعرف ما بها أو من من ونامت ...

ظل منتظر طول الليل أن تجيب عليه ولم تفعل ذلك حتى غرق في نومه وهو منتظرها

_________________

تجهزت هاجر للذهاب إلى الأسكندرية لأجراء الفحوصات الطبية اللازمة كما طلب الدكتور وتركت طفلها مع لطيفة  وزهرة .. نزل منتصر صباحاً وهو يرتدى عباية لونها جملى على أكتافه وأسفلها جلابية بنى غامق وعمته البيضاء فوق رأسه وعلى أكتافه وشاحه الكروهات .. ووجد هاجر تقف مع أمها

سأل منتصر بأستغراب وهو يقترب منهم : أنتى خارجة ياهاجر

أجابته زهرة مبتسمة وهى تنكزه فى ذراعه :راحه سكندرية

نظر لها بدهشة وهو يقول : ليه

أردفت هاجر بعفوية مبتسمة له : هعمل الأشعة. والتحاليل اللى طلبها الداكتور ..

قال وهو يتجه إلى الباب لكى يخرج: سلامتك .. ألف سلامة .. خير بأذن الله

____________________

أستيقظت رهف مع أذن الظهر بما أن محاضراتها اليوم متأخرة .. أرتدت بنطلون جينز كحلى وقميص أسود تزينه قلوب بيضاء صغيرة واسع وأدخلته فى البنطلون لتظهر أناقتها بهم وطفولتها فى جسدها الصغير وأسدلت شعرها البنى على ظهرها وكتفها تركته بحريته ووضعت نظارتها على رأسها .. وجهزت شنطتها البيضاء وألتقت الهاتف من فوق الكمودينو بجوار سريرها وخرجت .. وجدت شيرين تضع لها فطارها على السفرة وتقف

هتفت شيرين بابتسامة أملة أن تستطيع أزالة غضب أبنتها وان تغفر لهم قسوتهم معاها : أنا عملتلك الفطار اللى بتحبيه كله .. ولسه ساعة ونص على محاضرتك مفيش نزول غير لما تفطري

وضعت رهف كشكولها وشنطتها على السفرة .. أبتسمت شيرين بسعادة معتقدة بأن أبنتها غفرت ما فعله .. تلاشت أبتسامتها حين أخرجت رهف من شنطتها كيس أندومى وأتجهت نحو المطبخ لتحضره من أجلها بنفسها .. صعقت شيرين بحزن عميق .. أبنتها لم تدخل المطبخ ولا مرة حتى لو من أجل أن تحضر كاس من الماء لنفسها لم تفعل ذلك .. كانت أمها تحضر لها الماء حين تريد .. والان دخلته من أجل الطعام .. جهزت رهف الاندومي لها وحرقت أصبعها من النار وهى تشعل البوتاجاز .. ولكنها تعلم بأنها ستتعلم بالتأكيد مع الوقت .. خرجت رهف وجلست على السفرة تأكل الأندومى الذي اشترته بنفسها أمس وهى عادة من الجامعة .. وضعت لها شيرين مصروفها على السفرة ودخلت للمطبخ .. نظرت رهف لها وهى تدخل ومدت يديها وبدأت تأكل من السندوتشات التى صنعتها أمها من أجلها .. رأتها شيرين من خلف ستائر المطبخ .. وضحكت بصمت على طفلتها فهى تصطنع الغضب والقسوة عليهم ولكن بداخلها شئ يرفض قتل الطفلة المحسوبة بداخلها .. ذلك الشئ الذي جعلها تذهب لزيارة والدها فى المستشفي وتأكل من طعام أمها .. ظلت شيرين فى المطبخ لكى تتركها تأكل ما تريده .. أنتهت رهف من طعامها ونظرت خلفها باحثة عن أمها ولم تراها .. وضعت بعض السندوتشات فى شنطتها وأرتدت حذاء رياضي ابيض اللون وذهبت إلى جامعتها ... أتصلت شيرين برجب فى الجامعة وأخبرته عن تصرفات أبنته وأن هناك أمل فى أن تغفر لهم ...

________________

جلست رهف مع علا فى حديقة الجامعة وبدأوا يتحدثان معا .. أخبرتها رهف عن ما حدث من أهلها بحزن شديد .. أرادت علا أن تزيل حزنها عنها

قالت علا بابتسامة : أنتى عارفة أن كل الكلية عندنا بتحبك ونفسها تبقي زيك

دهشت رهف من حديثها وسألت : أنا ليه

أردفت علا وهى تقف : دكتور رجب مفيش محاضرة بيدخلها غير لما بيتكلم عنك وعن أخلاقك .. فى ناس تتمنى تكون ولاده عشان يفخر بهم زى ما بيفخر بيكى قدام كل الطلاب . وناس تانى نفسهم يكونوا زيك فى شخصك

وقفت رهف بدهشة وقالت: أنا

أخذتها علا إلى محاضرة رجب ل سنة رابعة مع عاصي وجلسوا ثلاثتهم بجوار بعضهم عاصي ثم رهف ثم علا .. دخل رجب محاضرته وبدأ يشرح للطلاب دون أن يلاحظ أبنته الموجودة

همست رهف بضيق بعد نصف ساعة : أحنا مش هنمشي عندنا محاضرة

قال عاصي بضيق : أنا بكره محاضرة ابوكي ..بيقعد يرغي كتير

أردفت رهف بهمس له بضجر من طريقة حديثه عن والدها : عشان الجزء ده نظرى فطبيعى تكون كدة

أنتبه رجب لحديثهم ولم يري وجه ابنته التى وضعت رأسها على البنج وتوقف عن الشرح ونظر لهم بغضب ...

نكزت علا رهف فى ذراعها وهى تقول : أبوكى شافنا

رفعت رهف رأسها فى هلع من الخوف شديد .. رأها تلك الطفلة أبنته طالبة السنة الأولى داخل محاضرة السنة الرابعة فى الجامعة بالتأكيد من أجله .. تقابلت عيناها مع والدها وهى تعلم بأنه صارم فى محاضرته ولا يسمح لأحد بالحديث داخل محاضرته ونظرت للأرض بأحراج .. حاول أن يتمالك أعصابة ويتغاطي على هذا الفعل من أجل مكالمة زوجته وحتى لا يزيد غضب تلك الطفلة والان ما عليه سوء مسامحتها ....

قال رجب بهدوء وهو يبعد نظره عنها وكأنه يكمل شرح محاضرته : يعنى مثلا أنا بنتى وهى عندها عشر سنين أكتشفت أنها بتحب الرسم جداً وكان قدامي أختيارين أما أن أكبت الموهبة دى جواها أو أنميها .. بس أنا نميتها وأول بورتريه رسمته بعد الكورسات اللى أخدتها كان أنا .. وقتها فرحت جدا وحسيت أنى عملت حاجة مفيدة هى تستحقها

سألت أحدي الطالبات : دكتور هو أحنا ممكن نشوف بنت حضرتك .. أنا نفسي أشوفها بجد .. أنا حبتها من كتر كلامك عنها

أبتسم بسعادة غامرة دون أن ينظر لرهف وأكمل حديثه : أكيد طبعا ممكن تشوفها

قال أحد الطلاب : هى ممكن تدخل برنامج العباقرة للجامعات

أبتسم رجب بسعادة وفخر : اكيد رهف دخلته فى ثانوى وفازت بكأس أفضل لاعب وقريب تدخله فى الجامعة

قال الطالب بسعادة : أكيد طبعا حضرتك تستحق أن تكون بنتك واكيد فى يوم هتدخل تشرح لطلاب زى حضرتك

نظر رجب عليها بسعادة وهو يقول : يارب يارهف

أنزلت رأسها الأسفل بخجل وهى تحاول أن تخفي أبتسامتها وسعادتها من حديثهم ورغم كل ماحدث لها .. مازال يفخر بها أمام الجميع.... أكمل شرح المحاضرة .. فتحت رهف هاتفها ووجدت رسالة أخرى بها ( أنا منتصر يارهف .. كنت عايز أطمن عليكى يارب تكونى زينة ) تتنهدت بهدوء وكتبت له رسالة......


تعليقات