قصة عروس الصعيد
البارت الثامن عشر18
بقلم نور زيزو
""""" يبقي انا لا انا غافل ولا جاهل
كل الفرق مابيني وبينك إنى صعيدي
ينعل ابو دة اليوم الاكحل اللي لا ليه آخر ولا اول اللي طلعت لقتني صعيدي """"""
يجلس منتصر وسليم فى منضرة الضيوف ومعاهم بعض الرجال ويتحدثوا معا .. دخلت رهف عليهم وهى ترتدي بيجامة بيتى بنص كم وتستدل شعرها على ظهرها... تحاشي الجميع النظر لها .. نظر سليم إلى منتصر بضيق .. وقف منتصر بغضب مكتوم من فعلتها وكيف تجرأت على دخول هذا المكان ولا يدخوله اى أمراة فى السراية ... أقترب منها وهى تبتسم كالبلهاء لا تعلم مدى عقوبة ما فعلته .....
قال منتصر بحدة وهو ينظر لها ويقف أمامها : أنتى أيه اللى دخلك اهنا
أردفت رهف بأبتسامة مشرقة وهى تنظر له : عايزك
جذبها من ذراعها بغضب وخرج بها من المنضرة .. تألمت من قبضته .. فلتت ذراعها منه بضيق
زفرت رهف بضيق وحزن قائلة : انت ماسكنى كدة ليه
صرخ بها بقوة بغضب وغيرة من أن يراها رجل آخر بملابس بيتها وعين أخرى تعشقها وتحاول سرقتها منه .. أردف منتصر بعصبية قائلاً : أنتى مش فسكندرية .. منشان تدخلى أكدة .. اهنا فى عادات وتجاليد
رمقته بنظرة حادة وهى تعض شفتاها السفلى بغضب وقالت وعيناها تكاد تزف الدموع منها : وانا خلفت تقاليدكم فى ايه يااستاذ منتصر
بعد عيناه عنها بضيق وهو يري دموعها وقال : خلاص هو كل ما اتحدد وياكى تبكي بطلى جمص أومال
صرخت رهف به بصوت عالى وهى تنظر له بتذمر : قصدك أن انا قماصة كمان ... ماشي يامنتصر ماشي متكلمنيش تانى انا مخاصمك
وضغطت بقدمها على قدمه بقوة وضيق وذهبت من أمامه .. ضحك عليها وعاد إلى الرجال لكى ينهوا حديثهم .. ثم يذهب لمصالحة هذه الطفلة المتمردة ... إنتهي وخرج مع سليم وجد الجميع على السفرة يتغدوا وهى معهم
أردفت زهرة وهى تقف وتخلع عبايته زوجها من فوق أكتافه : اجعدوا اتغدوا الاول
جلس سليم بجوار زهرة وبجواره منتصر مقابل رهف .. ينظر لها تأكل .... تأكل رهف بشراسة وسرعة تدل على غضبها .. لاحظت زهرة نظراته المتعلقة بهذه الطفلة
أردفت زهرة بأبتسامة تزين وجهها وهى تضع الطعام إلى منتصر : كل يامنتصر .. رهف اللى عملت المكرونة دى لحالها ..
سأل منتصر وهو ينظر إلى رهف بنبرة حادة مصطنعة ليشاكسها : وزينة ولا ملحها زيادة هبابه
رفعت رهف حاجبها الأيسر له بغضب ورمقته نظرة حادة ووقفت وهى تردف قائلة : الحمد لله نفسي اتسدت
وذهبت ..ضحك الجميع عليها .. فجميعهم سمعوا صوتهم العالى وهم يتخانقوا ويعلموا بأنها غاضبة الأن منه وتريد أن تضربه بكل قوتها ..
أردفت لطيفة وهى تنظر لمنتصر : أنت بتعمل ايه ياولدى
أجابها وهو يتذوق طعام حبيبته بسعادة : بأكل ياما
قالت لطيفة بلهجة تحذير وضيق من تصرفاته : ليك نفس تأكل وانت مزعلة البنية .. جوم ياولدى راضيها
أردف منتصر وهو يكمل أكله بسعادة : الوكل حلو جوى تسلم يدك يازهرة
نكزته زهرة فى ذراعه بغضب : دى يد رهف
ترك الشوكة من يده ويقف وهو يقول : تسلم يدها
ذهب يبحث عن هذه الطفلة لكى يصالحها .. ضحك الجميع عليهم واكمله أكلهم
_________________
فى منزل علام
صرخ عاصم بسميحة وهو يقول : انتى مهتبطليش عمايلك دى
أردفت سميحة بلهجة مستفزة قائلة : أنا جاعدة فى بيت ابوي واللى معجبهوش الباب يفوت جملين مش جمل واحد
قال عاصم بغضب وهو يرمقها بنظرة حادة : ماشي ياسميحة أنا هطلعك من دار ابوكي ده
أردفت سميحة بضيق : اعمل اللى عاوزه برضو دوار ابوي
ضحكت له بصوت عالى بطريقة مستفزة ..
_________________
خرج منتصر من باب السراية الخلفي للحديقة .. رآها وهى تجلس على الأريكة الخشبية تحت المظلة .. أبتسم وذهب إليها .. تجلس رهف على الأريكة بداخلها غضب شديد يزيد مع صمتها .. وتفكر كيف تعاقبه على غضبه عليها .. أمس وافقت على الزواج منه والأن يغضبها ويصرخ عليها ... جلس منتصر بجوارها وظل يختلس النظر لها وهى تتجاهله عن عمد لتغيظه وتغضبه كما فعل بها ...
أردف منتصر بمزاح معاها وهو ينظر لها .. قائلاً : هتفضلى ساكتة أكدة
صوته زاد من غضبها المكتومة بداخلها ... صرخت به وهى تقول : انت ملكش دعوه بيا انت فاهم انا بحذرك .. انا مبكلمكش
دفعته بقسوة فى كتفه وهى تكمل حديثها : قوم من جنبي .. قوم متقعدش معايا
مسك يدها التى تدفعه بها ونظر لعيناها وهو يقول : انتى بتغلطي يارهف ومعايزنيش اتعصب عليكى
صرخت رهف به وهى تفلت يدها منه وتقف أمامه : أنا غلطت فين ده
وقف وهو ينظر لها من القدم إلى الرأس ... أردف منتصر قائلاً : لما تدخلى اكدة على الرجالة يبجي غلطتى .. انتى لو مرتى كنت طلجتك فيها
أتسعت عيناها بصدمة وهى تنظر له .. اردفت بنبرة مرتجفة متقطعة من صدمتها وهى تقول : تطلقنى .. بسيطة اوووى احنا فيها متجوزنيش
وأستدارت لكي تذهب من أمامه .. مسك كفها بحنان ورفق قبل أن تذهب وقال : مينفعش متجوزكيش
والتف إليها وهو يمسك يدها ونظر اليها واكمل حديثه. .. قائلاً : متزعليش
أردفت وهى تجذب يدها منه وتعقدهم أمام صدرها وتقول : مش زعلانة بس بردو مش هتجوزك خلاص
قال منتصر بدهشة وهو رمقها بنظره : ليه
أستدارت رهف وأعطته ظهرها وهى تقول بدلالية مفرطة فهى تعلم أن أفضل عقاب له هو دلالتها : أنا مبحبش حد يزعقلى ناقص تضربنى
أقترب منها بهدوء شديد من الخلف ووضع يديه الاثنين على أكتافها ... أردف منتصر قائلاً : انا مهقدرش أمد يدى عليكى يارهف .. بس بردو متنتظرش منى أنك تغلطي وأنا أسكت دى عاداتنا وتجاليدنا
أستدارت له ونظرت لعيناه البنية برقة وخجل وهتفت رهف ببراءة قائلة : بس انا مكنتش اعرف يبقي تعرفنى الاول مش تزعقلي .. وبعدان انا كنت عايزك عشان الغداء
رق قلبه إلى براءتها ودلالتها .. وزادت سرعة نبضه ... دائما تلعب هذه الطفلة على أوتار قلبه بدون رحمة أو خوف على قلبه
هتف منتصر بصوت دافئ ناعم قائلاً : لو على الغداء تسلم يدك
ردت عليه بسرعة وسعادة وهى تقول : عجبك انا عملته لوحدى والله مخلتش هاجر تعمل حاجة فيه
قهقه من الضحك على سعادته القصوى .. كل هذه السعادة من أجل أن طهيت الطعام .. لهذه يحب هذه الطفلة التى تسعد بأقل شئ وتبكي من أقل شئ
__________________
دخل عاصم السراية وأستقبلته لطيفة
قال عاصم بصوت غليظ يدل على غضبه : هاجر فين ياحاجة
ردت عليه لطيفة بهدوء بعد أن علمت بما حدث من أبنتها : فوج ياولدى فى أوضتها
صعد عاصم إليها ودخل الغرفة وجدتها تجلس على الأريكة شاردة ودموعها تتساقط قليلاً بهدوء .. جلس بجوارها فشعرت به .. مسحت دموعها بأناملها بسرعة ونظرت له
قال عاصم وهو يتحاشي النظر لها : مكانش يصوح تطلعى من دارك من غير اذنى ياهاجر
ردت عليه هاجر بحزن وهى تنظر عليه : انا مهرجعش البيت ده تانى ..
نظر لها بغضب وهو يقول : أومال هتجعدنى اهنا بولدى
أردفت هاجر وهى تقترب منه وتضع يدها على كتفه : ياعاصم اسمع حديدى ونجعد اهنا .. محدش هيدوسلك على طرف .. وهنبعد عن مشاكل خيتك اللى مبتخلصش دى
أردف عاصم بحدة وقسوة وهو يقف : ده أخر حديد عنديك ياهاجر
نظرت الى الأسفل وهى ترد عليه : اه
قال بغضب وهو تزدرد لعوبه بضيق : ماشي يابت عمي
وأستدار ليذهب .. وقفت هاجر بسرعة وركضت نحوه ومسك يده وهى تقف أمامه وتنظر الى عيناه العاشقة لها
أردفت هاجر برقة وهى تنظر الى يده بخجل : عاصم أنا حبلة
دهشة من هذه الكلمة فهى تحمل بطفله الأخر .. ألقت عليه تلك الكلمة وهى تعلم بأنه يخف عليها بجنون ويزيد هذه الخوف حين تكون حامل فى طفلة .. يعلم بأن حكمت وسميحة يكرهوها واذا ذهبت هناك قد يقتله طفله كما حاول قتل حازم وهو جنين فى بطنها ... ألقت عليه جملتها وهى تعلم بأنه سيوافق على طلبها وبقاءها فى هذا البيت خوفاً عليها وعلى طفله من شر حكمت وسميحة
أردف عاصم بسعادة وصوت هادي : حبلة
أشارت إليه بالايجاب وتوردت جبنتها باللون الاحمر بسبب خجلها .. أقترب منها بسعادة أكثر حتى يلتصق بها .. نظرت له بهيام وحب ثم لشفتيه .. امسك وجهها بين كفيه ووضع قبلة على جبينتها بحنان وشغف ....
________________
فى غرفة رجب وشيرين
سألت رهف بحزن شديد : يعنى هنمشي .. أحنا قعدنا ٣ أيام بس
أجابها رجب بهدوء كما اتفق مع اخوه منصور : معلش يا رهف حصل مشاكل فى التصحيح ولازم اروح الجامعة
أحنت رأسها إلى الأسفل بخيبة أمل وهى تقول : اللى تشوفه يا بابا
أردف رجب بضيق على حزن طفلته : يلا ياحبيبة بابا روحى جهزى شنطتك عشان هنمشي الصبح
خرجت رهف من غرفته حزينة فهى تريد
خرجت رهف من غرفته حزينة فهى تريد البقاء بجانب ذلك العاشق .. فهى لم تمل منه طوال الثلاث ليالى كانت تنتظروا يعود من العمل لتراه وتهتم بمظهرها من أجله لتبقي فاتنة فى نظره وجميلة .. هناك أشياء لم تفعلها معه بعد
سألت شيرين بفضول قائلة : أنا معرفش اخوك ليه قالك نمشي
أجابها وهى يصعد إلى فراشه : عشان بنتك شرطت أن منتصر يطلبها منى فى أسكندرية .. والأيام بتمر ودى ليها عدة .. وكمان عشان نلحق الفرح فى الإجازة بدل ما الدراسة تيجي وتشغلها
زفرت شيرين بضيق شديد على حزن طفلتها وصمتت
________________
يقف منتصر فى الأسطبل مع فرسه ويتحدث معه كعادته وشعر بأحدهم خلفه أستدار ووجد .....