قصة عروس الصعيد
البارت الثالث والعشرون23
بقلم نور زيزو
استيقظ الجميع فجراً على صوت صراخ رهف ... دخلوا إلى غرفتها وأولهم منتصر وهاجر .. رأها فى فراشها تبكي وتصرخ وهى نائمة وتمسك بيديها الاتنين غطاءها وتغلقهم عليه وجبنتها تتعرق بقوة ... فتحت عيناها وهى تصرخ وتجلس على السرير .. أقتربت لطيفة وهاجر منها .. وقف منتصر بعيدا يراقب فى صمت
مسحت لطيفة على رأسها بيدها وهى تضمها لها وتقول : خير أن شاء الله يابتى
وتقرا لها قرآن تشبثت بها رهف بذراعيها .. أعطتها هاجر مياه .. ذهب نظرها على منتصر وهو يقف هناك ويعقد ذراعيه أمام صدره ويتفحصها بنظره ... خرج الجميع ونمت هى على سريرها وهى تفكر فى غدا .. حتى غرقت في نومها مرة أخري ...
_______________
جاء رجب وشيرين إلى الصعيد من أجل زفاف أبنتهما ... ووصل الفستان الذي اختاره منتصر لها
تجلس رهف فى غرفتها مع هاجر
أردفت هاجر بنبرة محذرة : انتى هتلبس الفستان ده
هتفت رهف بسعادة وهى تقف أمام المرآة وتضع الفستان أمام جسدها : اه حلو
هتفت هاجر وهى تأخذ منها الفستان وتعلقه : منتصر مهيرضاش به .. هتعملى مشكلة
جلست رهف على السرير ومددت قدمها امامها وهى تتخيل رد فعله حين يراها بالفستان
أردفت رهف وهى شاردة به وتبتسم كالبلهاء : هو اللى اخترته
رمقتها هاجر بنظرة هادئة مستغربة برودها وابتسامتها كالبلهاء ونسيت تماماً بأنه رجل صعيدي وعاشق والغيرة لديه تخطت كل الحدود وأصبحت لا حدود لها ولا له سيطرة عليها .. خرجت هاجر وتركتها وهى تفكر بأن تترك تلك الطفلة المشاكسة تتحمل نتيجة أفعالها .. عادترهف بجسدها للخلف لتسقط به على السرير وتنام وتنظر للسقف وتبتسم وهى شاردة تحاول أن تتوقع رد فعله اهو صفعة .. أما شجار بصوت عالى يسمعه الجميع ... أما سيطلقها مرة أخرى بسبب تهورها .. التفت بجسدها وهى تخفي وجهها فى فراشها وتبتسم .. تنظر يوم غدا بأحر من الجمر .. تعمدت رهف أن لا تراه طول اليوم ولا تتحدث معه وهكذا فى يوم غدا لم يراها وسط زحام الجميع فى المنزل لا يراها ولم تأكل معاهم .. أشتاق لتلك الطفلة بجنون وأصبح قلبه يؤلمه واحيانا تغلبه قدمه وتأخذه لطريق غرفتها ولكنه يسيطر عليها بقدر المستطاع .. كلما أخذه قلبه لرؤيتها يحاول السيطرة عليه ويعود إلى ما يفعل ... قبل ذلك كان يراها مرة واحدة كل شهر عندما يزورهم والان لا يستطيع أن يبعد نظره عنها يومين وان يتحمل فقط لساعات وستبقي له للابد وستبقي معه بالغرفة وينظر لها كما يريد ولن يمنعه أحد لا عقله ولا حتى قدمه ستغلبه ... فقط عليه أن يتحمل تلك الساعات النهارية وليلاً سينال قلبه ما يريد
نزل منتصر من الأعلى مع سليم وهم يتحدثوا متجهين للحلاق ليتحهز ذلك العريس المنتظر .. راى سليم زوجته وهاجر ورهف يجلسوا على السفرة ورهف تأكل بشراسة ..
أردف سليم وهو يصل لأخر درجة سلم : انا طالع يازهرة
وقفت هاجر وزهرة بسرعة وأمسكت كلا منهما بطرف شال كبير واخفوا رهف خلفه .. نظر منتصر بشك من الأمر عندما لم تجيب أخته على زوجها .. رآهم وهم يخفوها عنه بذلك الشال .. شال كبير بقدر كافي أن يخفيها من القدم إلى الرأس عن نظره ... قاد قلبه قدمه وأقترب منتصر بشغف وأشتاق لها . وقفت رهف وتحركت ومعاها زهرة وهاجر يخفوها بالشال
أردفت رهف بفزع وصوت عالى طفولى: البيبسي
وعادت إلى السفرة وركضت هاجر وزهرة معا كالمجانين وهم يقفوا بينهم ذلك الثنائى حاجز .. أخذت رهف الكنز وركضت إلى الأعلى ومعها زهرة وهاجر ولم يتمكن منتصر من رؤية حتى اصبع قدمها الصغير .. نظر إلى السفرة وكمية الطعام الموضوع عليها وضحك .. اى عروسة تأكل بهذا القدر يوم زفاف ... اى عروسة تترك الكوافيرة ومن يزينوها وتنزل لتأكل ... ضحك على تلك الطفلة الصغيرة وهو يصبر قلبه بأن الوقت يمر وستكون ملكه ... خرج مع سليم واخذوا حازم معهم من الحديقة وقابلوا عاصم فى الطريق واخذوا ...
______________
مر الوقت وكأنه سنوات وليست ساعات .. ذهبت زهرة وهاجر ليرتدوا ملابسهم ... وأبقت شيرين مع طفلتها
وقفت رهف أمام المرآة تتطلع لصورتها بها وهى تضع يديها على خصرها تتأمل فستانها الأبيض الذي اختاره حبيبها ورفض الاتيلية تقفله محجبات .. تأملت نفسها وهى أمراة فى فستان زفاف عمرها لم يبلغ ١٩ عام ولكنها فاتنة إلى أقصي الحدود ... جسدها نحيف للغاية ولكن فستانها ساعدها فى أخفاء ذلك النحافة الشديدة التي تملكها ... قصيرة ولكنها ارتدت حذاء بكعب عالي ما يقرب إلى حوالي ١٥ سم لتصل إلى طول زوجها المنتظر فى الأسفل بجنون وكاد أن يفقد عقله بسبب ذلك الحب الذي ألقاه الله فى قلبه منذ زمن .. ورغم طول كعب فهى لن تصل له فهو طويل عنها بقدر مايقرب ٤٠سم
أردفت الكوافيرة بابتسامة اعجاب وانبهار من تلك الطفلة التى راتها صباحاً وكيف هى حولتها بمهارة الى امرأة ناضجة : مبروك .. طالعة زى القمر
أستدرات رهف وهى تبتسم غير مصدقة ما يحدث معاها ونبض قلبها الذي لم يتوقف منذ أمس ولم تنم اليوم بسببه وتوتر وارتبارك فى جميع أنحاء جسدها
أردفت رهف بصوت مرتجف من ارتباكها توترها : ايه رأيك ياماما
أقتربت شيرين منها وهى تمسح دموع الفرحة بأناملها بسرعة وهتفت قائلة : زى القمر ياحبيبتى ربنا يحميك
دخلت زهرة وهى تزغرد بفرحة وترتدى عباية لونها موف غامق واسع بمودل فراشة لم تظهر من جسدها شئ سوى معصم يديها وتزينت بذهبها وتلف حجابها الموف ويظهر مقدمة شعرها منه ...
توقفت عن الزغاريد حين رأت رهف وبدون أرادتها خرجت منها جملة : اللهى اللى يشوفك وميصليش على النبي يعمى
ضحكت رهف عليها بخجل
أكملت زهرة وهى تقول : مبروك يارهف المأذون مشي بجيت مرت اخوي رسمي ..
ضحكت رهف بسعادة وصوت ضحكاتها يخرج من بين ضلوعها يدل على مدى سعادتها بتلك اللحظة
دخل رجب وهو يرتدي بدلته ورأى طفلته وهو يقول : قوليلى اطلع هات العروسة .. مبروك ياعروسة
أقتربت منه وهى تمسك فستانها الثقيل على جسدها وعانقته بسعادة .. نزلت دموعه من عيناه ابتعدت رهف عنه وهى تمسح دموعه بأناملها وتقول : كدة هعيط انا كمان والميك اب يبوظ
مسح دموعه وهو يقول : خلاص يلا
وضعت زهرةلها طرحة فستانها على وجهها ووضعت رهف يدها فى ذراع والدها
أردفت رهف لوالدها قائلة : الفوتوغرافي جه صح
رد رجب عليها وهو يضحك : من عوايدنا هنا العريس بيشوف مراته بعد الفرح لما يطلع اوضته .. انتى اقنعتى منتصر ازاى تجيب فوتوغرافي وتتصوروا فى الجنينة
اجابته رهف بحزن مصطنع وهى تخرج معه من الغرفة : مرضيش يعمل كوشة ويقعد جنبي فيه
رد رجب عليها وهو يربت على يدها الموضوعة فى ذراعه : هنا الرجالة لوحدها والستات لوحدها .. ده كويس أنك اقنعتنى بالحاجات دى
وضعت قدمها على اول درجات السلالم وزاد ارتجافها بخوف من رد فعله حين يراها وتوتر من ذلك اليوم المنتظر
يقف منتصر فى الأسفل أمام السلالم وجميع من حوله نساء والرجال فى الخارج .. ينتظر تلك الطفلة ليراها يريد معاقبتها على اليوم وأمس التى حرمته من رؤيتها بهم ... سمع صوت زغاريد زهرة وشيرين .. رفع نظره وأتسعت عيناه بدهشة وانبهار حين رآها تنزل فى ذراع والدها .... ترتدي فستان ابيض اختاره هو لها معتقد بانها ستكون جميلة به ولكنه اعتقد خطا فهو من أصبح جميل بها .. فستان ضيق من الصدر ومطرز بفصوص فضيه كثيرة جدا من الصدر بأكمام شفافة وعليه ورود بيضاء.. واسع جدا من الخصر حتى القدم وبه بعض الورود من الأسفل وطبقة شفافة من الاعلى أسفله الكثير من الطبقات .. ومن الخلف عارى الظهر يظهر عنقها من الخلف حتى منتصف ظهرها وبعض الرابطات تأخذ شكل الفونكة .. شعرها مرفوع للاعلى وبعض خصلات شعرها مسدول من الجانبين .. وعلى رأسها طرحة فستانها الطويلة من الخلف منتهية بديل على الأرض ومثبتة فى شعرها بتاج فضي وطرفها القصير على وجهها وتضع مساحيق التجميل وترتدى حذاء بكعب عالي لونه ابيض
وصلت مع والدها امامه وهى تتامله وهى يرتدى عباية بيضاء وعلى أكتافه عباية مفتوح بيضاء وعمته البيضاء وحول عنقه وشاح ابيض كروهات ...
مد رجب يدها إلى منتصر ودموعه تكاد تتساقط من الفرحة ويهتف قائلاً : دى أغلى حاجة عندى يامنتصر خلى بالك منها وحطها فى عيناك
نظر منتظر إلى يدها الممدودة له .. حلم له ويتحقق الأن .. مسك يدها برفق شديد .. أغمضت عيناها بتوتر من لمستها ليدها
أردف منتصر وهو ينظر ليديهم ثم لوجهها من خلف طرحتها وقال : دى فى جلبي ياعمى مش عينى بس
تنفست بصعوبة وهى تزدرد لعوبها فهو بدأ يهدم ثباتها وصلابتها اولا بلمسه ثانيا بتلك الكلمة الى ماذا ينوى أن. يفعل بها اليوم يجب أن يتحرس فهى مرتبكة لأقصي الحدود ... ترك يدها ورفع منتصر طرحتها ليري وجهها المشتاق له .. نظرت إلى الأسفل بخجل ووجهها تورد باللون الاحمر وهو يرفع طرحتها ..
أردف منتصر بدون وعى وهى شارد فى جمالها وسحرها التى أختراق قلبها وصلابه صدره حين رفع طرحتها قائلاً : ومن شر حاسد إذا حسد
رفعت نظرها له بدهشة حين نطق جملته وأبتسمت له بخجل شديد ... أخذها من يدها وخروج الجنينة الخلفي السراية ليتصوروا معا .. أخذه الكثير من الصور .. مسكت طرف وشاحه فضحك وهو يعلم ماذا ستفعل وصورهم المصور وهى تمسك وشاحه وتمسح به عيناها برفق حتى لا تفسد مكياجها .. وقفت أمامه ليحتضنها من الخلف .. صدم منتصر حين رأي فستانها من الخلف رغم أن طرحتها تخفي ظهرها بشفافها .. جذبها من خصره بقوة لتلتصق به من الخلف ..
هتف منتصر فى أذنها بنبرة حادة قائلاً : ايه ضهرك ده
لفت رأسها فقط له بصدمة فهى نسيت أمر الفستان .. مازالها يحتضنها من الخلف وهى تنظر لعيناه بدهشة واضحة .. نظر بهيام لعيناها المرسومين اليوم بمكياجها الذي زادهم جمال وسحر له ... التقط المصور لهم صورة هكذا وهو يحتضنها من الخلف وعيناهم متشبثة ببعضهم والحب يفيض منهما... هربت بعيناها بخجل منه وهى تتحاشي النظر له .. نزع عبايته البيضاء من فوق أكتافه ووضعها على كتفها ... ضحكت على تلك العادة التى لم يقتلع عنها وصورهم المصور وعبايته على كتفها .. أخبره المصور أن يحملها من خصرها ويرفعها للأعلى ... فعل كما طلب منه وحملها من خصرها وهو يرفعها للاعلى انزلت طرحة فستانها على وجههما معا ونظروا بداخل أعين بعضهم .... تركها منتصر تلتقط بعض الصور لها وذهب منتصر يحضر فرسه وحملها وجعلها تجلس عليه وهو يقف بجوارها على الارض والتقطوا الصورة .. بعد الكثير من الصور عادت إلى النساء وعبايته على كتفها ضحكت هاجر عليها وعلى اخاها الغيور وعاد هو إلى الرجال ..وينظر إلى ساعة معمصه يريد أن يمر الوقت بسرعة ليذهب لها ... فهى الان أثارت كيانه بأكمله بدأ من منعه من رؤيته منذ أمس حتى أن تركها تعود للنساء بفستانها .. كان يجب أن يأخذها بفستانها ويهرب به إلى عالم لا يوجد به سواهم .... مر الوقت وذهب الجميع وهو يحاول قدر الإمكان أن يسيطر على وقاره وهيبته وسط أهله ... صعد إلى غرفته .. مسك مقبض الباب وقلبه يدق بجنون وهو على علم بأنها خلف ذلك الباب .. فتح الباب بهدوء ودخل غرفته ... لم يجدها دق على باب الحمام ولم تجيب .. فتح باب الحمام ولم يجدها .. صدم اين ذهبت عروسته اين ذهبت ملكته فحطى حين أن جميع من فى هذه المملكة ذهب إلى غرفته ونام الجميع ... وجد عبايته البيضاء على ارض البلكونة وهى مفتوحة .. أقترب ولم يجدها فى البلكونة مسك عبايته ووجد بها بقع دماء ومقطوعة من الأسفل هلع قلبه بجنون على اختفاء تلك الطفلة ومن هذه الدماء ........