قصة عروس الصعيد
البارت السابع7
بقلم نور زيزو
البارت السابع
صدمت بصفعة قوية على وجهها من سميحة التى لم تتمالك أعصابها أكثر أمام تلك الطفلة .. خرجت من رهف صرخة قوية هزت جدران السراية بأكملها ... هلع الجميع وهم يسمعوا صوت صرختها .. وقف منتصر أولهم بفزع على تلك الطفلة التى شغلت قلبه من هذه الحرباية التى قد تلهبها بنيرانها
_____________
صدمت رهف من رد فعل سميحة وكيف تجرأت على صفعها وأهانتها بتلك الطريقة ...
هتفت سميحة بغضب وهى تقول : أياكي يابت عمى حسك يعلى عليا تانى واصل .. ولا حتى تفكرى أنك تكيدنى فاهمة
رمقتها رهف بنظرة غضب ومسكتها بقوة من شعرها وكأنها ستخرج كل ما بداخلها بسميحة ... دخل منتصر وخلفه هاجر وزهرة وشيرين وحكمت ولطيفة .. ومعه منصور وسليم وعاصم ولكنهم خرجوا حين رأوا ملابس رهف ..
هتفت رهف بغضب وصراخ وهى تمسك سميحة من شعرها بقوة وتضغط بقبضته عليه لتؤلمها : أياكى انتى تمدى أيدك اللى عايزة قطعها دى عليا تانى .. انتى فاهمه وأوعي خيالك الواسع ده يصورلك أنى قطة مغمضة هتأكلى فيها براحتك انا اللى يدوسلى على طرف أدوسله على عشرة
سمعت صوت زوجها القوى وهو يقول : رهف
دفعتها بقوة نحوهم لتسقط. سميحة على الأرض .. أبتسمت زهرة بسعادة
هتف منتصر وهو يقترب منها قائلاً : أنتى جنيتى يارهف
صرخت رهف به وهى تقول : هى اللى أتجننتى لما مدت أيدها عليا فاكرنى هسكتلها
نظر منتصر الى سميحة وهى تقف بغضب وتقول: ماشي يا رهف هنشوف يانا يانتى
وخرجت وخلفها حكمت ، قالت شيرين وهى تقترب منها : دى تربيتى فيكى .. تمدى أيدك على بنت عمك الكبيرة
لم تجيبها رهف وأتجهت نحو السرير وتعود لمجلسها .. خرج الجميع وقف منتصر ينظر لها بغضب وقال : أنا مبحبش المشاكل ومعاوزهاش
رمقته نظرة باردة وهى تقف وأردفت : بذمتك أنت مسمي نفسك راجل لما واحدة حقيرة زيها تمد ايدها على مراتك وتسكتلها
كتم غضبه عليها وهى تهتنه بحديثها ويقترب ويقول : أتحددى زين ويايا ولا عاوزنى أديكى التانى ... لو على الرجولة فأنا فعلا مش راجل منشان أتجوزت واحدة زبالة زيك فرطت فى شرفها وسترتها كان لازم أسيبك تتفضحى وتشيلى زبالتك بنفسك
تركها وخرج بعد أن ضغط على نزيف قلبها ليزيد أكثر وأكثر من نزيف جرحها .. لم ينتبه بأنه أخته هاجر سمعت حديثه وصدمت لهذا تزوجوا فى يومين دون ترتيبات ..سقطت رهف على الأرض بوجع وهى تبكي ..دلفت هاجر للغرفة وهى فى وهلة صدمتها ورأتها تضرب بقبضتها على قلبها ..
هتفت هاجر وهى تمسكها من كتفها وتجعلها تقف : هنعاود البكاء تانى ولا ايه
نظرت لها رهف بضعف كانت تحاول أن تخفيه أمام الجميع .. أخذتها هاجر وجلسوا على الأريكة بهدوء
سألتها هاجر بهدوء وهى تقول : اللى سمعته ده صوح
نظرت رهف لها ثم أحنت رأسها إلى الأرض بأحراج ووجع من ما أصابها : اه
أربطت هاجر على كتفها وهى ترى دموعها تتساقط بغزارة وقالت : حصل ايه
رفعت رهف نظرها لها بدهشة وأتسعت عيناها بصدمة
سألت هاجر وهى تستغرب نظرها : مالك
أجابتها بضعف وهى تقول : أصلك أول حد يسألنى على اللى حصل كلهم حكموا عليا من غير ما يسألوا
أربطت هاجر بحنان على كتفها وهى تقول : جوليلى حصل ايه
حكت لها كل ما حدث حتى تزوجت بأخاها
سألت هاجر بتوتر ودمعت عيناها وهى تقول : يعنى انتى لساك بت بنوت ولا حصل
نظرت رهف للأرض بحزن وهى تبكي بأنهيار : لو كنت لسه بنت مكنتش أتجوزت أخوكي .. بس بابا وعمي جابولى دكتور وكشف عليا وقال أنه حصل
ضمتها هاجر لحضنها وهى تربط على كتفها وتقول : قدر الله وماشاء فعل ربنا يجويكى بس كيف متحكيش لحد واصل لازم تحكي منشان حجك يرجع
هتفت رهف وهى ترتجف بين يديها وتبكي : محدش عايز يسمعنى أنا بكرههم كلهم أنا ذنبي فى رقبتهم وحقي هم اللى ضيعوا وحرمونى من كليتى دمرولى كل حياتى
مسحت هاجر على رأسها بحنان وهى تقول : خلاص انا هجول لمنتصر لازم يجيب حقك
فزعت رهف من يديها وهى تبتعد عنها وتقول : لا اياكي تقولى حاجة للحيوان ده لو هو اللى هيجبلى حقي انا مش عاوزه .. ده أكتر حد أذانى وكل شوية يهينى أنا بكرهه بكرهه
أربطت هاجر على كتفها بحزن
__________________
دخلت شيرين إلى غرفتها وهى تشتعل من الغضب من تصرفات أبنتها ..
هتفت وهى تنظر لرجب وتقول : شوفت تصرفات بنتك
سألها وهو يخلع جاكيته بهدوء : عملت ايه تانى
جلست على الكرسي بغضب وهى تضرب بيديها على قدميها بغضب : طبعاً مانت سيبنى فى فقع المرارة ده ولا على بالك حاجة
أعاد سؤاله وهو ينظر لها بحدة قائلاً : عملت ايه
حكت له ما حدث من طفلته التى تحولت من طفلة بريئة إلى امرأة ناضجة تصرخ وتضرب من يحادثها ، أصبحت فجأة كالسكين الحاد تجرح كل من يقترب منها ..
قال بلا مبالاة وهو يشعل سيجارته : سيبك منها ليها جوز يحكمها .. إلا بنتك دى مش هتتعدل غير لما تموتنى .. وأدينا ماشين بكرة
هتفت شيرين وهى تقف وتفتح الدولاب قائلة : أنا مش فاقعنى غير لطيفة وحكمت اللى زمانهم شمتانين فيا واكيد بيقولوا أنى معرفتش أربي
تركها وخرج من الغرفة ولا يعطي أهتمام لكيد النساء هذا ...
________________
تجلس زهرة مع هاجر فالصالون وهى تقول : والله جدعة البت رهف مرت اخوي دى عملت اللى مانعنى عنيه سليم
لم تجيبها هاجر وهى شاردة الذهن فى ما حدث وكيف تساعد رهف وتجعل الجميع يعلم بالحقيقة ويتوقفوا عن ظلمها ... فما أصعب من الشعر بالظالم من جميع من حولك
هتفت زهرة وهى تنكزها فى ذراعها : مبتردش ليه
فاقت من شرودها وهى تقول : ها بتجولى حاجة
سألتها زهرة وهى تغمز لها قائلة : أيه اللى واخد عجلك ياجميل
ردت هاجر بتوتر وأرتباك : مفيش حاجة .. انا هجوم أشوف حازم
وهربت من أمامها لتخفي عنها شرودها وتتخلص من أسئلتها .... وتلك الدمعة المحبوسة فى عيناها بسبب ما يحدث في تلك الطفلة الذي يؤثر عليها بالسلب ويجعلها تقسي على الجميع .. دائما يخبرها منتصر عن هدوءها ورقتها وبراءتها التى لم يراها من قبل فى أحد غيرها .. تحول كل ذلك لقلب حجر .. أخفي كل شئ الغبار عن قلبها
__________________
يجلس منتصر فى الجنينة مع عبده وهو شارد فى ألم قلبه .. يعتقد بأن قسوته عليها تعاقبها ولكن الحقيقي بأن قسوته على محبوبته تؤلمه هو .. هو من يملك قلب عاشق لها يتألم أذا تألمت .. وينزف دماء حين يقسو عليها .. أما عنها فهي لا تتألم من قسوته .. فقلبها لن ينبض من أجله أبداً فلم يتألم منه .. ولكن ألمها هو ألم ظلم وليس ألم قلب عاشق .. يعتقد بأنه يجرحها ولكنه يجرح قلبه هو
أعطاه عبده كوب من الشاي وهو يقول : اأ.. أت. أتفضل
أخذه منه وهو ينظر للشاي بحزن .. لا يعلم فماذا أخطاء ليعاقب الله قلبه هكذا ... أولاً بحب من طرف واحد .. وثانياً بخيانتها له .. وثالثاً لجرح قلبه لسماع صوت بكاءها ورؤية دموعها ..
جاء عاصم له وجلس بجواره وهو يقول : واااا هتفضل مبحلج أكدة فى الكوباية ولا ايه
نظر منتصر له بصمت وأعاده نظره ليديه
سأله عاصم بفضول لتلك ملامح الحزن التى تتملك ملامحه : وااا مالك ياواد عمى .. حد يزعل أكده لما يتجوز اللى بيحبها
قال منتصر بهدوء وهو ينظر ليديه ولم يشعر بسخونة الشاي فهو لا يعنى شئ مقابل نار قلبه : أحنا مبنتجرحش ياواد عمى غير من اللى بنحبهم
سأل عاصم بدهشة من نبرته المتألم وحديثه الذي يدل على وجود خلاف بينه وبين حبيبته : أيه الحديد ده .. هى العروسة زعلتك ولا ايه
هم منتصر واقفاً بهدوء دون أن يجيبه ورحل بقلب منكسر
________________
يقف رجب فى غرفة رهف يعاتبها على ما فعلته
قال رجب بقسوة شديدة ونبرة مخيفة قائلاً : أيه اللى عملتيه ده ها .. انتى ليكى عين تفتحى بؤك وتزعقى لحد بعد اللى عملتيه فى نفسك وفى ابوكي وجبتلى العار
صرخت به قائلة وهى تقذف فازة الورد من فوق الترابيزة بقوة : أنت فاكر نفسك أب .. لو أنا عار عليك .. ف أنت والمدام بتاعتك عار على الأبوه والأمومة ... اللى يعمل اللى عملتوا ده متستحقوش تكونوا أب وأم .. الأب مش اللى يرفع مسدسه على بنته ويتنازل عن حقها .. أنت خسارة فيك تكون أب .. لو أنا جبتلك العار .. فأنت جبتلى العار وكسرت ضهرى لما خلتنى فاكرة انك سندى فالدنيا ... طلعت سند مكسور هش مينفعش يكون سند ... اللى يتنازل عن حق بنته ميستحقش يكون أب .......