قصة بالحلال
البارت العاشر 10
بقلم ثناء معتز
" عمار "
وانا نايم .. صحيت على صوت تلفوني وهو بضرب .. كان مختوت جمبي .. شلتو وعاينت للاسم مسافة قبل ما اقوم واقعد في نص السرير ..
رديت وانا بقول : الوو خالتو ابتسام !
قالت لي : السلام عليكم
قلتا ليها : وعليكم السلام
قالت لي : ما عايزة أطول في المكالمة ممكن اذا انت فاضي تجي علي في مكتبي هسي !!
قلتا ليها : جداً مسافة السكة واكون معاك
قالت لي : تمام ،، منتظراك
قلتا ليها : طيب
وعلى كدا قفلت الخط .. سرحت مسافة وانا بفكر في الحيحصل .. او بتوقع فيهو .. قمت بتكاسل استحميت وغيرت .. لما جيت مارق لاقتني امي .. اصرت علي اكل بس حتى نفس للموية ما عندي خلي الاكل .. مرقت طوالي ومشيت عليها .. لما وصلت دقيت الباب ..
جاني صوتها وهي بتقول : اتفضل
فتحت الباب ودخلت ..
قلتا ليها : خالتو ابتسام ،، كيفك !!
قالت لي : بخير كيف انت !!
رديت عليها : الحمدلله ..
قالت لي : اتفضل اقعد
قعدت .. شالت ورق وهي بتعاين ليهو مسافة قبل ما تمدو لي وهي بتقول : اتفضل
سألتها : دا شنو !!
قالت لي : عمار ،، انا وانت عارفين مسبقاً دا حيكون شنو واصلاً انا طلبت منك تجي لي ،، دي اوراق الطلاق ،، انت عارف كويس اني محامية قديمة وبقدر اظبط كل الموضوع دا في اسرع وقت ،، دي الاوراق جاهزة ما عليك الا توقع عليها وتسلمها لي ..
وهي بتقول في الكلام دا .. ما كان نفسي غير اقوم واشرط الورق في وشها واقول ليها مستحيل أطلقها .. بس اسوي كدا بأي حق !! هو انا اصلاً جبت ليها شنو غير الوجع !!
قلتا ليها : بس يا
قالت لي : عمار ،، الموضوع دا اتحسم ،، سيب انانيتك على جنب وفكر لمرة في بتي ،، عارف انها حالياً بتتعالج مع دكتورة !! مارة بصدمة نفسية وحالة اكتئاب ،، ودا كلو بسبب شنو !! بسبب البدر منك ،، فرجاءً سيبها في حالا ووقع على الورق دا وابعد منها نهائيا ،، هي لسا صغيرة على الوجع وانو يحصل عليها كل دا ،، ولسا عندها باقي عمر راجيها ،، ما عايزاها تعيشو بالشكل دا ابداً واول حاجة ح اعملها عشان خاطر بتي ترجع زي ما كانت اني ابعدك عنها تماماً ،، واعتقد انو معاي حق في كل كلمة قلتها وفي تصرفي دا ،، معاك لبكرا ،، الورقة دي تتوقع وتصلني هنا عشان ابدا في الاجرائات طوالي ،، بعد دا ما عندي معاك كلام ،، اتفضل
عاينت ليها مسافة .. وبدون ما اقول اي شيء قمت وشلتا معاي الورق .. ركبت العربية ورميت الورق في الكرسي التاني .. غطيت وشي بيديني في محاولة اني اتمالك أعصابي سقت ومشيت على الشقة ..
اول ما وقفت قدام الباب .. بديت افتحو براحة وكأني بتصدى للحيحصل اول ما اخش دخلت وقفلت الباب وراي .. وزي ما قلتا ليكم البيت بدونها باهت شديد ..
مشيت على الكنبة بخطوات تقيلة وانا حاسي بيها بعيدة شديد لغاية ما وصلت واترميت فيها بتعب ..
رفعت الورق بيدي وانا بعاين ليهو .. يمكن لازم أتقبل واقع انو كل شيء انتهى خلاص .. فلازم استحمل نتيجة الغلط العملتو .. والنتيجة دي هي خسارة ثناء للابد
" ثناء "
فتحت عيوني وانا بنقل نظري حولين الغرفة ضلام في ضلام .. او يمكن انا الشايفة ك
قمت ووقفت جنب الشباك وانا بعاين بإتجاه الشارع .. وقع نظري على عربية مزينة واقفة قدام الاستديو ونزلو منها عرسان .. اول ما نزّل العريس عروستو مسكها من يدها ودخلو سوى ..
للحظة بالي رجع لورا .. ليوم عرسنا انا وعمار اول ما جاني في الكوفير .. ودخلتنا الصالة سوى .. لما رقصنا سلوو وهو كان بعاين لي ف عيوني .. للان ما ناسية نظراتو وهو بقول (( بعرف انو عرسنا جا فجأة حتى نحن م بنعرف بعض كويس بس مع الايام كل شيء حيبقا تمام اخر النهاية بقينا راجل ومرتو ولا كيف !
قلتا لي شنو !! اخر النهاية كل شيء حيبقا تمام !! دا هو الكنت قاصدو يا عمار !! ولا كنت قاصد شنو بالظبط .. هو انا العشتو معاك دا وهم !! ضحكنا وهظارنا !! وقفتي معاك وحبي واهتمامي بيك !! عايزة اعرف بس !! هو كل دا كان وقت بالنسبة ليك وخلاص !! بس لي !! لي معاي انا !! ما انت كان ممكن من البداية ما توافق على العرس دا !! لي عملت فيني كدا .. عايزة جواب على السؤال دا .. بس حتى لو عرفت الجواب شنو الحيتغير !! جوابك حيغفر ليك غلطك !! ولا حيمسح كل الفات دا ويرجعنا لأول لحظة مسكنا فيها يد بعض ونحن داخلين على الصالة ويكتب قصة جديدة !! ولا شيء .. جوابك ما حيفيد بولا
" في جانب تاني "
شريفة : معقولة لهسي تكون نايمة !!
هند : ما بعرف والله حقو اطلع اشوفها زاتو تقوم تاكل ليها شيء
سحر : خلاص خلوها علي بقوم اشوفها انا ..
طلعت فوق واول ما فتحت باب الغرفة شافتها وهي سرحانة وواقفة جمب الشباك .. حست بغصة قوية وهي بتعاين لأختها بالمنظر دا .. عيونها مرهقة شديد ودايماً في حالة شرود .. علامات جروح الحادث باينة في كم حتة من وشها وجسمها .. شعرها المربوط بفوضوية ومنظرها الباهت .
كل شيء فيها اتغير ..
مسحت دموعها بسرعة قبل ما ترسم ابتسامة مزيفة على وشها وتمشي عليها .. وقفت جمبها وهي بتقول : يا مزة
التفتت وعاينت ليها بدون ما تقول شيء
سحر : شنو لكن عاملة مفترية كدا ياخي كلنا منتظرنك تحت يلا انزلي نتونس شوية ونحضر لينا فيلم ولا حاجة
ردت عليها : تعبانة ،، عايزة ارجع انوم
وبدون ما تسمع بقية الكلام اتوجهت على السرير وغطت نفسها بالبطانية وهي ملتفتة على الحيطة ومدية ضهرها لسحر ..
سحر : بس يا ثناء ما ممك..
قاطعتها وهي بتقول : وانتي طالعة اقفلي الباب معاك ولو سمحتو ماف زول يجي يصحيني
عاينت ليها مسافة قبل ما تطلع وتقفل الباب وراها .. وقفت مسافة في مكانها دا وهي بتحاول تمسح في دموعها المابية تقيف دي .. سمعت صوت امها وهي بتقول : سحر يا بتي
رفعت عيونا لقتا واقفة قداما .. كملت كلامها وهي بتقول : انا عارفة انو الفترة دي صعبة علينا كلنا ،، بس ماف زول فينا حاسي بالوجع الحقيقي اكتر من ثناء ،، انتي فكرك انو بتي ما واجعاني وهي كدا !! والله قلبي مقطع عليها حتة حتة بس لازم الفترة الاولى دي ما نضغط عليها ونصبر شوية ،، اخر النهاية الا ما ترجع بتي البعرفها صدقيني ان شاء الله
سحر هزت راسا وهي مبتسمة وبتقول ليها : ان شاء الله يا امي ،، ان شاء الله
سمعو صوت جرس الباب ونزلو الاتنين عشان يشوفو منو ألجا .. لقو هند بتفتح في الباب .. شوية وجات داخلة امل ام عمار .. سلمت عليهم وكفرت لي ابتسام حادث ثناء وحمدت ليها السلامة .. قعدو سوى وهي بتسأل منها وبتقول : و وين ثناء !! وكيف بقت عليك الله ي ابتسام
ابتسام : والله الحمدلله اهم شيء انها رجعت لينا بصحتها
امل : عايزة اشوفها ،، نايمة هي ولا شنو !!
سحر : اي والله ي خالتو امل مرقت منها قبل شوية نايمة فوق
امل : اهاا لا خلاص ما مشكلة يوم تاني بجي وبلاقيها ..
سكتت مسافة قبل ما تقول : ابتسام عايزة اتكلم معاكي في موضوع كدا
سحر : هند شريفة ،، ارحكم النجيلة برا الجو حلو ،، خلونا نقعد شوية
هند : تمام
شريفة : عند اذنكم
ومرقو التلاتة خلوهم ف الصالون براهم ..
ابتسام : اتفضلي
امل : شوفي ،، انا عارفة انو يمكن دا ما وقتو ،، بس في حاجة انا ما فاهماها
ابتسام : شنو !!
امل : عمار جاني امس بيبكي وحالتو بالبلا والله ،، وانا قلتا خلاص معناها ثناء لا سمح الله حصل ليها شيء ،، لما سألتو قال لي يا امي ثناء كويسة انا التعبان وانا الغبي وضيعتها وكلام زي دا ،، ما عارفة بس يظن لي في مشكلة حاصلة بينهم ..
ابتسام فضلت بتعاين ليها مسافة ..
امل : مش مفروض نخليهم يقعدو ويتكلمو سوى ولا كيف !! اخر النهاية هم متزوجين والمشاكل بتحصل
ابتسام : طيب ي امل انتي بتعرفيني ليكي سنة ولا سنتين !! مش نحن مع بعض عمر وانتي بتعرفيني ما باخد قرار الا وانا عارفاهو كويس هو شنو
امل : اي عارفة ،، بس لي الكلام دا
ابتسام : عمار ولدك وثناء بتي ،، الحصل انا عرفتو والمشكلة ما اي مشكلة بتتحل والسلام المشكلة دي حلها شيء واحد وانهم ينفصلو الصباح انا اتصلت على عمار جاني واتكلمت معاهو ،، جهزت اوراق الطلاق وفي ظرف كم يوم بس خلاص هم حيتطلقو
امل : بِسْم الله الرحمن الرحيم لي يعني يا ابتسام مش مفروض نعرف رأيهم اول وبعدين ثناء موقفها شنو !!
ابتسام : زي ما وريتك انا يا امل متأكدة تماماً انو قراري دا صح لانو الاتنين دي ما حينفع يرجعو لبعض ابداً ،، بالنسبة للحصل انا ما بقدر احكيهو عمار ولدك وإذا عايزة امشي اساليهو بس عني انا عرفت بالموضوع وماف اي حل غير القلتو دا ،، اسفة بس صدقيني حتى لو انتي عرفتي السبب حتلقي انو معاي حق وشديد كمان ،، حقول ليكي شيء واحد بس وانتي بعد داك ليك حرية تشوفي اذا كلامي منطقي ولا لا ،، بتي هسي بسبب الحصل مارة بصدمة نفسية وحالة اكتئاب ومتابعة مع دكتور ،، تفتكري لو ما الموضوع كبير كان ح يحصل دا !! لا ابداً ،، دا كلامي كلو بعد دا ما بقدر احكي اكتر من كدا
امل بقت بتعاين ليها مسافة وجواها ستين سؤال .. شنو هي المشكلة الخلت كل دا يحصل ..
قعدت معاها مسافة قبل ما تودعها وتطلع .. واول ما ركبت عربيتها اتصلت على عمار .. دخل معاها جرس مسافة وشوية رد وهو بقول : ااي ي امي
امل : عمار وينك انت !!
عمار : في الشقة ،، لي !!
امل : امرق تعال لي ف البيت
عمار : لي ف شنو !!
امل : كدي ي عمار لما تجي بنتفاهم
عمار : خير ي امي
وقفلت الخط على
" ثناء "
كنت نازلة اشرب لي كباية موية .. و وقفت لما سمعت صوت خالتو امل وهي بتتكلم مع امي .. كنت عايزة ارجع غرفتي عشان بجد ما نفسي ألاقي عمار ولا زول من اهلو حتى .. بس وقفت لما سمعتها سألت امي من الحصل بيني وبين عمار .. وما كدا بس حتى سمعت كلام امي كلو ليها ..
لما خالتو امل مرقت انا رجعت غرفتي .. قعدت في طرف السرير وانا بفكر في كلام امي القالتو .. انا وعمار ح نتطلق .. كان نفسي شيء واحد جواي يكون متمسك بالعلاقة دي او يقول لي ثناء لا خليك معاهو .. بس ماف .. حاولت ابدي اي
ردة فعل اتجاه الموضوع تحسسني اني لسا ممكن أقاوم .. بس حتى قوة عشان افكر ف اني ارفض القصة ماف .. يمكن بجد دا الانا عايزاهو .. اننا ننفصل وللأبد ..
قطع تفكييري صوت امي وهي بتقول لي : ثناء ي بتي !!
التفت وعاينت ليها .. كانت واقفة جمب الباب .. جات قعدت جمبي .. مسكت يدي وهي بتقول : كيفك الليلة كويسة !!
هزيت راسي بالإيجاب ..
قالت لي : عايني ،، عارفة انو الموضوع دا يمكن ما وقتو هسي بس لازم نتكلم عشان نحسمو وخلاص ،، انا عرفت بكل الحصل ،، وبدون ما أطول كلامي معاك الليلة جهزت ورق طلاقكم ولاقيت عمار وسلمتهم ليهو ،، ومفروض بكرا بالكتير يجيبها لي عشان اديكي ليها برضو وتوقعيها ،، ثناء انا دي وجهة نظري ودا الانا شايفاهو صح ،، بس كمان انتي ليكي حق تقرري العايزاهو ،، عايزة العلاقة دي ولا لا
سكت مسافة وانا بعاين ليها ولسا بفتش عن حاجة واحدة تخليني اقول لا ..
ولما جيت ارد .. ما لقيت نفسي غير اني بقول ليها بكل ثبات وانا بعاين جوا عيونها : امي ،، اعملي البيطلع في يدك ،، بس حاولي افصلي الزول دا عن حياتي بأي طريقة لاني بجد ما عايزة اسمع حتى اسمو تاني ،، الله يخليك
ربتت على يدي قبل ما تحضني عليها وهي بتقول : ان شاء الله كل شيء ح يبقا تمام انا متأكدة انك اقوى من كدا
غمضت عيوني لما حسّيت بالدمعة النازلة منها .. لغاية اللحظة دي ما بكيت بصوت .. ما كوركت .. ما ابديت اي رد فعل اتجاه الموضوع .. تعبانة .. تعبانة من كل شيء .. حتى من نفسي
" عمار "
اول ما وصلت البيت ودخلت .. سألت البت الشغالة من امي وكلمتني انها قاعدة ف اوضتي .. مشيت واول ما دخلت الغرفة .. سلمت عليها وقَعَدت جمبها ..
عاينت لي وهي بتقول : عمار ،، الله يرضى عليك ما تكذب علي ،، طول عمري دا انا ما زي امك بس ،، لا صحبتك وأختك ،، وبغض النظر عن انك غلطان ولا لا بتفضل ولدي ،، بس من واجبي ك ام انصحك وأوريك الصح ،، احكي لي بالظبط شنو الحصل عشان يخلي ثناء بالحالة دي وابتسام تصر على طلاقكم !!
عاينت ليها مسافة لما عرفت انها اتكلمت مع خالتو ابتسام .. هو اصلاً عندي شنو اخسرو اكتر من كدا ما انا خسرت اي شيء !! بدون ما اتردد حكيت ليها كل العملتو .. وقلتا ليها : عارف كل كلمة حتقوليها وإني غلطان وإنك ما ربيتيني كدا ،، بس يا امي ابشرك ،، اي زول بغلط بتعاقب صح !! وعقابي جاني ف اني خلاااص ي امي خسرت ثناء ،، فرجاءً ،، رجاءً اقفلي الموضوع دا ،، ما عايز اسمع ولا كلمة لاني السمعتو لغاية هسي كفاية ،، انا غلطان وندمان ،، بس لا كلامك ولا كلام خالتو ابتسام ولا لومكم لي على الطالعة والنازلة حيرجع شيء او يرجع لي ثناء ،. فالله يخلييييكم بعد دا خلوني ف حالي
قلتا كلامي دا وطلعت ركبت عربتيي وسقتها وانا اصلاً ما عارف نفسي ماشي على وين .. بخش في شارع وبطلع بشارع تاني .. لقيت نفسي ف مكان انا ذات نفسي ما عارفو وين .. كانت الشوارع فاضية والدنيا ضلمت خلاص .. نزلت من العربية وانا بحاول بكل الطرق اني ما افكر ف الموضوع .. حنتطلق خلاص !! .. كيف هم عايزني اصحى وانوم وهي ما جمبي !! عايزني اعيش كيف وهم عايزين يشلوها مني .. يا رب .. انا ما بقدر على دا .. ما فيني قوة للحيحصل دا .. يا رب صبرك ..
" في جهة تانية "
كانت بتراجع في ورق كم قضية .. سمعت صوت تلفونها بيضرب .. شالتو وهي بتقرا الاسم المكتوب في الشاشة قبل ما ترد : الوو ،، اهلين دكتورة سارة
- مساء الخير خالتو ابتسام ما اكون ازعجتك
- ابداً والله ي بتي معقولة !! ماف اي ازعاج
- كنت بس عايزة اتكلم معاكي بخصوص ثناء
- خير ان شاء الله ،، احكي لي
- شوفي اول مقابلة لينا سوى ،، لما هي حكت لي كانت بتحكي ببرود كدا ،، يعني الحاجة العايزة اوصلها ليكي ثناء دي لازم تطلع الجواها لانو اخطر شيء ف الحالات الزي دي انو الزول يكتم ،، ما بكت ولا نزلت منها دمعة فلازم نخليها بأي طريقة تبكي ،، حبيت بس انبهك انو في جلسة بكرا انا ح اعمل كدا كدا
سكتت مساافة وهي بتفكر قبل ما تقول ليها : اوكي اذا انتي شايفة انو دا صح ما عندي مشكلة ومدام الحاجة دي ف مصلحتها ،، بس الله يخليكي حاولي بأي طريقة عشان بتي دي ترجع لي كويسة
- ما تخافي انا واثقة من الحاجة دي ،، بس خليكي جاهزة لأي رد فعل منها بكرا بعد الجلسة وما تتوتري
- خلاص ان شاء الله
- تمام ،، يلا لي بكرا
- طيب سلام
- باي
على كدا قفلت الخط وهي بتقعد في الكرسي وبتفكر مسافة .. قبل ما تقول بينها وبين نفسها ( يا رب انت ادرى بحالتها والحاصل جواها ،، يا رب امسح على قلبها وخفف عنها ودلها على الطريق الصح ورجعها لي زي ما كانت ،، يا رب انت الوحيد القادر انك تديها حياة جديدة ،، فيا رب اشفيها لي )
مسحت بيدينها الدموع النزلت من عيونها وهي بتحاول تتمالك نفسها .. قبل ما تقوم وتكمل بقية شغلها
" ثناء "
صحيت على صوت اذان الصبح .. قمت بخطوات تقيلة على الحمام .. اتوضيت وجيت اصلي .. واول ما سجدت .. دموعي نزلت .. نزلت وانا ما عارفة ادعي ولا اقول شنو .. بس بقيت بردد ( يا رب ) .. كتيير .. ما عارفة فضلت ساجدة مدة قدر شنو .. حسّيت اني لسا محتاجة اعمل كدا .. فقمت وجبت المصحف قريت منو شوية .. قبل ما اختو وارتب الغرفة .. دخلت استحميت ومرقت .. وبالرغم من كمية التعب الجواي بس حسّيت اني لازم احاول اطلع .. مرقت برا الغرفة واتوجهت على المطبخ .. شلتا لي كباية شاي وطلعت اقعد في النجيلة .. الجو كان حلو ومغيم كدا .. كنت بس ساكتة وانا بعاين على البخار الطالع من الكباية وبالي في مكان تاني وصلنا طريق مسدود مافي منو رجعة .. وحكايتنا انا وعمار انتهت .. كنت بتمنى انو يفضّل معاي العمر كلو .. وبتخيل أيامنا لما نكبر وأولادنا حولينا .. بس حتى الولد الكان مفروض يجي .. ولدي انا الما عرفت بيهو .. مات
مسحت دموعي وشوية حسّيت بنقاط موية نازلة .. عرفت انو المطرة بدت تصب .. قعدت شوية قبل ما ادخل جوا وارجع غرفتي .. ما عارفة عدا كم بس بعد زمن جاتني سحر عشان اجهز ونمرق للجلسة ..
وكلها ساعة زمن وانا كنت مع الدكتورة .. اول ما دخلت سلمت علي بالاحضان وهي بتقول لي : كيفك الليلة وكيف الجو دا معاكي !!
ابتسمت ابتسامة خفيفة وانا بقول ليها : الحمدلله
قالت لي : كدي قبل اي شيء الليلة انا عازماكي في كافي بحبو شديد ،، نمشي !! اذا ما عندك مانع ي استاذة طبعا !!
عاينت ليها مسافة قبل ما اقول : طيب
وفعلاً مرقنا سوى بعد ما هي كلمت سحر اننا شوية وراجعين .. اول ما وصلنا المكان كان شبه فاضي .. وهادي كدا .. طلبت كبايتين قهوة ورجعت قعدت معاي ..
بقت بتاخد وتدي معاي ف الكلام وفي المسافة البسيطة دي الكافي اتملا ناس بطريقة غريبة
قالت لي : طبعاً الوقت جا
سألتها بإستغراب : وقت شنو !!
قالت لي : في واحد شغال هنا كل يوم زي الوقت دا بيجي ويقول كلام كتير ،، مرات عن الحب ،، مرات عن الفراق ،، مرات تشجيع نفسي ،، واصلاً معرفتي بيهو قديمة ،، اسمعي هسي وحيعجبك انا متأكدة
وانا بعاين ليها كدا .. سمعت صوت بيقول : نهاركم سعيد ،، كيف حالكم !! انا ما بسأل عن شغلكم او قرايتكم ،، بسأل عن حالكم من جوا كيف قضيتو الليلة الفاتت ..
بالنسبة لي ،، كانت أطول ليلة في حياتي ،، نمت فيها بدون ما اسمع صوت الانسان الانا بحبو ،، تصدقو انو الحاجات دي بتكون مجرد تراهات لزول ما عاشها ،، وانا واحد من الناس الكنت بشوف كدا ،، بس القصة اكبر من صوت انسان وبس ،، القصة في الشيء البيحصل جوانا لما يكون معانا الزول دا ،، في وقت كنّا مفتكرين انو هو حيفضل ماشي معانا في كل خطوة بنخطيها ،، بنتفاجئ انو في نص السكة مشا ،، مشا وما اهتم بي اننا حنضيع بدونو ،، الكون بالنسبة لينا انحصر فيهو ،، اختار غيرنا وكأننا ما كنّا موجودين ،، ولا بمعنى أصح ،، نحن موجودين بس في نظرو ناس هامشيين جداً ،، اتلاعب بمشاعرنا وهو بينسى بينا شيء او شخص معين ،، وفي الوقت ألهو كان بيهدم في كل شيء جوانا ،، كنّا بنبي ليهو مكانة خاصة وعميقة جداً في قلوبنا ،، بس وين !! وين هو و وين انا هسي ،، اتلاشت كل احلامنا في لحظة ،، وبقينا متيقنين تماماً انو السكة القطعناها معاهو ما هي الا سكة ملانة اوجاع وتعب ،، وفي الاخر من كل دا !! اكتسبنا شنو غير البهتان الفي حياتنا ،، او ألهو جوانا ،، كل شيء بالنسبة لينا بقا ما مهم ،، انعدمت رغبتنا اتجاه كل شيء ،، واولهم اتجاه اننا نعيش ..
كنت بسمع في كلامو دا وانا بفكر فيهوكأنو بيقصدني بيهو خصيصاً .. ما قدرت .. في اللحظة دي ما قدرت امسك نفسي .. من غير ما انتبه وقعت كباية القهوة الشايلاها في يدي ..
حسّيت بقلبي واجعني شديد .. حاولت أتمالك نفسي وانا بقول للدكتورة : عفواً منك الحمام وين !!
وصفتو لي وانا قمت بسرعة .. ما صدقت متين وصلت وقفلت الباب وراي .. ما كانت واجعاني سخانة القهوة الاتكشحت فيني قدر ما واجعني قلبي .. قعدت في الارض وضميت رجولي علي وبكيييييييت بصوت لدرجة اني بقيت برجف .. بكيت وانا بقول : عملت فيني كدا لي !! لي بعد ما حبيتك وبعد ما رجعت ختيت امل في اني لقيت الزول الصح ،، كسرتني بدون ما تفكر فيني ولا لحظة ،، لي ي عمار ،، عمار أيامنا سوى ،، حبي ليك !! وييييين كان كل دا وانت مع شذى وبتعمل في عملتك دي !! وييين كنت انا لمن انت جهزت كل شيء لطلاقنا وكنت مستعد ترميني زيي زي اي شيء ما ليهو لازمة في حياتك ،، عشان شنو طيب انا.
ما عارفة قعدت مدة قدر شنو وانا ببكي كدا .. قبل ما اقوم اغسل وشي كويس .. عاينت لنفسي مسافة في المراية .. عيوني محمرة شديد .. وشبه اتورمت من البكا .. مسحتهم بيديني قبل ما اخد نفس طويل وارجع مكان ما كنت قاعدة .. بدون ما اقول ولا شيء ..
" دكتورة سارة "
كنت متأكدة انها لو سمعت اي كلام بشبه الحاصل ليها من جوا ما حتقدر تكتم اكتر وحتبكي .. ودا الانا كنت عايزاهو انها تطلع الجواها دا .. الزول الاتكلم في منصة الكافي صحبي من زمان ..
اتصلت عليهو وطلبت منو يقول الكلام دا كلمة كلمة .. وبجد شاكرة شديد ليهو لانو بسببو نجحت في خطتي دي .. لما ثناء مشت الحمام ورجعت .. لاحظت لعيونها واتأكدت من انها بكت .. ما اتكلمت ولا نطقت بحرف ..
بس كل القلتو ليها : نمشي بعد دا
هزت لي راسا بالإيجاب
وعلى كدا ميشا
" ثناء "
اول ما وصلنا وشافتني سحر .. جاتني جارية وهي بتسألني : ثناء عيونك دي مالا !!
قلتا ليها : ولا شيء ،، مصدعة شوية بس
دكتور سارة : سحر عن اذنك عايزة اختك ٥ دقايق بعد داك بتقدرو تمشو
دخلنا جوا .. واول ما وقفت قدامي سألتها : لي وديتيني هناك !!
قالت لي : ثناء ،، الكبت الانتي عايشة فيهو دا ما صح ،، صرخي ،، ابكي اضربي اي شيء قدامك ،، بس ما تكتمي شيء ،، لو ما عايزة تحكي كويس ،، بس على الاقل اكتبي ،، اكتبي اي شيء جواكي مهما كان هو شنو حتى لو كنتي ما فاهماهو ،، الحصل حصل وانتي لازم تستوعبيهو ،، انتي رافضة الحصل ليكي ودا ما صح ،، لما تتعايشي معاهو ومع حالتك حتعرفي كيف تنسي وتكملي ،، والخيار دا في يدك انتي ،، انا مهما حاولت اساعدك ،، ما ح اقدر اعمل شيء لو انتي رافضة واقعك ،، فكري في كلامي دا ،، الحياة ما بتتوقف كدا ،، وانتي زولة كان ليكي مسبقاً حياة مليانة نجاح وفرح ،، اختاري براك شنو العايزاهو !! تكملي في حياتك دي ،، ولا تطوي صفحة الحصل وتبدي حياة جديدة !! بعرف انو الكلام ساهل ،، بس ابداً الفعل ما مستحيل ،، وزي ما وريتك الخيار في يدك ،، بعد دا ممكن اقول ليكي انو جلستنا انتهت الليلة ،، وبتقدري تمشي لأختك
ابتسمت لي وهي بتربت على كتفي وتمشي ..
فضلت واقفة ف مكاني دا مسافة قبل ما امرق لسحر ونرجع البيت سوى ..
واول ما وصلت ودخلت غرفتي .. قعدت في السرير وانا بفكر في كلامها مسافة .. رقدت وغمضت عيوني .. وما كلها الا دقايق ونمت
" عمار "
رجعت الشقة واول حاجة عملتها دخلت وفتحت الدش فيني مسافة .. قبل ما اطلع من الحمام وانا الموية بتنقط مني .. الجو كان بارد .. وقفت قدام المراية وانا بعاين على نفسي .. وبدون ما احس ابتسمت وانا بتذكر فيها .. اكيد لو كانت هنا كانت حتجوط وتقول لي ( عمار المطلعك كدا شنو هسي ح يجيك التهاب ) .. وحتسوي لي بوشها حركتها ديك .. هه !! متذكر ضفايرها بتاعت الشفع ..
لقيت نفسي بضحك بصوت عالي وانا بتذكر في كل تصرفاتها دي ..
مجنونة
دي الكلمة القلتها بصوت وانا بعاين بإتجاه صورتها المعلقة ف الحيطة .. بس دي صورتها ما هي
رقدت في السرير وانا متغطي بالبطانية شديد ودموعي نازلة .. بكرا حا ادي خالتو ابتسام الورق .. وكل شيء حينتهي ..
غمضت عيوني وانا بقول : يا رب انت القادر انك تقلب موازين كل الحاصل وترجعها لي ،، يا رب ما تحرمني منها ،، يا رب