قصة عشق يونس
البارت الخامس 5
بقلم شهد السيد
دخل "يونس" و هو يحمل "يُسر" ع يديه و يصرخ بشدة في الممرضات و الأطباء الموجودين
: دكتوووور بسررعة حد يلحقهااا يالااااا
لتتقدم ممرضتين بنقالة و يضعوا "يُسر" عليه و يذهبوا سريعاً الي صالة الطوارئ يتقدم طبيب منها و كاد أن يضع يده ع عنقها يتحسس النبض ليمسك "زياد" يده سريعا و هو يرمقه بنظره هادئة
: نادي دكتورة لو سمحت
الطبيب بإستنكار : التفكير الراجعي دا كان زمان يا استاذ دلوقتي لازم نلحقها
"يونس" مستفهماً : سيبه يشوف شغله يا "زياد" فيها ايه
"زياد" موضحاً بهدوء : مينفعش يا "يونس" يلمسها راجل ميحلش ليها
"يونس" : نادوا لينا دكتورة لو سمحتم
ليبتعد الطبيب و هو ينظر لهم بإستنكار و يتركهم و يذهب بعيداً .. بعد وقت قليل للغاية جائت لهم فتاة شابة و كانت تلك الطبيبة بدلاً من الطبيب الاخر
كشفت الطبيبة ع "يُسر" و قالت بسرعة شديدة لأحد الممرضات
: جهزوا غرفة الاشعة بسرعة و انتي جهزيلي حقنة **** بسرعة
"يونس" بتوتر : مالها طمنينا
الطبيبة بهدوء : هي حاليا اشك ان عندها نزيف داخلي نتيجة الضرب الشديد اللي اتعرضتله فهنعمل الأشعة عشان نشوف حالتها و تقريبا عندها كسر في القفص الصدري لازم نلحقها بسرعة
تركتهم و ذهبت و قامت الممرضات بتحريك السرير الذي تنام عليه "يُسر" صاعدين الي غرفة الاشعة لكي يكشفوا عليها
كان يجلس في الممر و بجانبه "زياد" ينتظرون خروج "يُسر" من غرفة الأشعة
خرجوا و هم يجروا "يُسر" ع النقالة مرة أخري و كانت الطبيبة معهم ..
"يونس" بتوتر : حصل ايه في الاشعة يا دكتورة
: مطلعش كسر زي ما كنت فاكرة لكن دا ميمنعش ان ضرب كمان زيادة كان فاتها اتهشمت في بعضها و طلع عندها نزيف داخلي انا عطيتها حقنة قللت تدفق النزيف ع ما نجهزها للعمليات و نوقف النزيف إن شاء الله و كمان عالجنا جروحها كانت مجروحة في أماكن كتير من جسمها ايدها كلها عوارات و رجليها كمان دا غير وشها اللي اتشلفط بالكامل ربنا يشفيها يارب .. انا هضطر افتح تحقيق
"يونس" بحزن شديد : هي كانت مخطوفة و إحنا مبلغين البوليس و فاته جاي في الطريق يا دكتورة
لتتركه الطبيبة و هي تنظر له بحزن بسيط و ذهبت .. ليجلس "يونس" بحزن شديد ع المقعد و جلس "زياد" بجانبه يربت ع كتفه بهدوء
: الحمدلله اطمنا عليها يا "يونس" و هي هتتعالج و هتخرج من العملية كويسة إن شاء الله متقلقش انت بس
"يونس" بحزن : ياارب
تم اجراء العملية ل "يُسر" و قاموا بإيقاف النزيف و معالجة جميع جروحها و تم نقلها الي غرفة عادية في المستشفي منتظرين أن تفوق لكي يطمئنوا ع حالتها
: مليش حق اسأل حضرتك انا عارف
ليتنهد "يونس" بهدوء و رفع وجهه ليقابل وجه "زياد" الذي كان ينظر له بإستغراب
: لاء اسألني عادي إحنا بقينا اصحاب خلاص
"زياد" : عرفت مكان اختك منين ؟ و كنت لابس قناع مداري وشك ليه و كنت بتتسلل زي الحرامية ع المباني ازاي و كنت بتنط عليهم مخوفتش تقع ازاي و كمان ضرب النار اللي اشتغل من مكان محدش عارفة لكن انا شوفتك و انت معاك قناصة و نمت ع بطنك فوق المبني و قتلت الناس بدم بارد ازاي ؟
ليضحك "يونس" بخفة و هو يقول
: كنت بتسلل زي الحرامية ؟
ليومأ له "زياد" رأسه بإستغراب
: و كمان مخوفتش ان انا اقع و انا بنط ع المباني ؟
: ايوة
ليبتسم "يونس" بهدوء ليتحدث و يجيب ع كل علامات استفهام "زياد" بكلمتين فقط ..
: **ظابط مخابرات**
لتتسع عين "زياد" بصدمة و هو يقف يبتعد عنه بضعة خطوات و قال بصوت مرتفع بعض الشيء
: ظابط مخابرات ؟
ليمسكه "يونس" من ذراعه يجلسه بجانبه بغيظ من صوته المرتفع قائلاً
: علي صوتك بزيادة يا "زياد" في لسة اتنين هناك مكشفونيش علي صوتك عرفهم
لينظر له "زياد" و ما زال ع صدمته
: ظابط مخابرات بجد ؟
ليومأ له "يونس" برأسه بالإيجاب
: انا ظابط مخابرات و المهمة الاخيرة ليا قدروا يعرفوا هويتي عشان كدا "يُسر" خطفوها لأنها اختي ( ليكمل بنبرة شديدة ) بس و رحمة ابويا لأدوق اللي عمل فيها كدا المرار كله و هخليه يتمني الموت و ميطولوش عشان يبقي يفكر يأذي حد قريب مني .. الشبح هيظهر بجد المرة دي
"زياد" بتوتر : "يونس" بيه انت ظابط مش قطاع طرق عشان تعمل كدا
ليرفع "يونس" حاجبه و يردد بمزاح
: بيه ؟ هو احنا رجعنا لبيه تاني ليه ؟
: احترام للمخابرات المصرية بردو
"يونس" بضحكة خفيفة : بس يا "زياد" انا "يونس" و بس اوعي تفكر في حاجة تانية
"زياد" : طيب
"يونس" : "زياد" انا عرفتك سري اللي امي و اختي متعرفهوش يعني انت بقيت حاجة كبيرة اوي عندي و بقيت صاحبي اوي زيك زي "مروان" دلوقتي
"زياد" مبتسما بهدوء : ربنا يخليك يا "يونس" انا كمان ارتاحتلك والله انت طيب و انسان صالح من جواك
"يونس" بهدوء : انا هخليك تشتغل في الشركة معانا شغل السواقة دا ملوش لازمة انا معتش محتاج سواق انا محتاج صاحب يبقي معايا اصلا في الشركة
ليبتسم "زياد" مردفاً بشكر
: شكرا يا "يونس" والله تسلم
جاء الصباح و دلفت "نيروز" و "سلمي" مع "زياد" التي ذهب إلي البيت يستريح قليلاً و أعلم "نيروز" بعودة "يُسر" فأصرت ع الذهاب إليها صباحاً معه ..
وجدوا "مروان" يجلس بجانب "يونس" ع مقعد في ذلك الممر أمام غرفة "يُسر" ليتقدم "زياد" و خلفه "نيروز" و "سلمي"
: السلام عليكم
ليرد "مروان" و "يونس" السلام الذي ألقاه "زياد" عليهم
"سلمي" بحزن : أخبار "يُسر" ايه يا مستر "يونس"
ليرفع "يونس" نظره لها و هو يقول بهدوء
: نايمة من امبارح بعد ما عملنالها عملية كان عندها نزيف داخلي
لتتساقط دموع "سلمي" بخفوت و هي تقول
: يا حبيبتي ألف سلامة عليها حصلها النزيف دا بسبب ايه و مين اللي كان خاطفها
ليقول "يونس" بتوتر : اتعرضت لضرب شديد و اللي خاطفها ناس طلبت فيدية و روحت جبتها و بلغت البوليس عنهم
"نيروز" بإبتسامة هادئة : الحمدلله انها بخير دلوقتي ربنا يطمنا عليها
لينظر "يونس" إلي فيروزتيها و التي أقسم بداخله أنه اشتاق لهما و للنظر بهما بشدة و قال
: يارب اللهم امين
اقتربت الطبيبة الشابة منهم جميعاً و قالت موجهه حديثها إلي "يونس"
: آنسة "يُسر" هتفوق دلوقتي تحب تتطمن عليها ؟
"سلمي" بسرعة شديدة : ينفع ندخل احنا كمان عايزين نطمن عليها
لتومأ لها الطبيبة بالايجاب و فتحت باب غرفة "يُسر" و دخلت إلي الداخل و ورائها "يونس" و "سلمي" و "نيروز" و وقف "مروان" و "زياد" ع باب الغرفة ينظرون لما سوف يحدث
قامت الطبيبة بتجهيز حقنه و قامت بحقنها في ذلك المحلول المعلق فوق رأس "يُسر" و ما هي إلا دقائق بسيطة و كانت "يُسر" تحاول فتح جفنيها ببطيء شديد و تغلقهم سريعاً نتيجة الضوء الساطع لتتمكن في النهاية من فتح عيناها لتطل عليهم بتلك اللؤلؤتين الخضراء و هي تنظر الي أوجه الجميع .. اقترب منها "يونس" و هو يقبل رأسها بحب شديد
: قلب اخوكي وحشتيني اوي والله و وحشني جنانك و هبلك
لتبستم "يُسر" بخفوت و هي تقول : غالية عندك اوي كدا يا ابو مراد
ليضحك "يونس" ع كلمتها المعتادة له
: والله وحشني كلمة ابو مراد منك اوي و اها طبعا انتي غالية عندي اوي اوعي تفكري غير كدا دا انا كنت هتجنن عليكي والله
لتمسك "يُسر" رأسها بألم شديد و قالت
: خدت حتة علقة يا "يونس"
ليقبض "يونس" يده بغضب شديد و يقول بصوت غاضب
: و رحمة ابويا ليدفع الكلب اللي عمل فيكي كدا التمن غالي اوي البوليس مسك دلاديلهم لكن الراس الكبيرة لسة
نظرت "يُسر" الي "سلمي" الباكية و "نيروز" بجوارها و قالت بمزاح لا يتناسب مع حالتها
: المزز حجي وحشتوني اوي
لتميل "سلمي" بحزن عليها تحتضنها بهدوء حتي لا تسبب لها الألم
: حمدلله ع سلامتك يا "يُسر" الحمدلله اننا اطمنا عليكي
"نيروز" بحنان هادئ : ألف سلامة عليكي يا "يُسر" قلقتينا عليكي والله اوي
لتمثل بكاء مصطنع و هي تقول
: ادولي حتة علقة يا عيال مخدهاش حرامي غسيل اقسم بالله
"سلمي" بحزن : حبيبتي طب ليه عملوا معاكي كدا و كانوا عايزين ايه مستر "يونس" قال انهم طلبوا فيدية و راحلهم و خلي البوليس يقبض عليهم
"يُسر" و هي تشرح الموضوع بالتفصيل
: هما كانوا ناس أجانب اصلا اللي كانوا بيتكلموا معايا كلهم أجانب انا معرفش خطفوني ليه و بعدها جالي راجل سنه قريب ع الاربعين كدا بس يبان عليه لسة شاب اصلا و قالي انتي تصفية حسابات لكن مش هرجعك انتي عجبتيني قومت شاتماه بالإنجليزي قمت اخده حته قلم بعدها رفعت راسي و بكل ثقة قومت تافة ع الارض قصاده بستحقره و عينكوا ما تشوف إلا النور جالي تلات شحوطة قد الباب مرتين و نزلوا فيا هاتك يا ضرب بالاقلام و الشلاليط و انا نايمة تحت رجلهم بقول اها ياني ياما ( لتنظر حولها للجميع و هي تقول ) : امي ؟ ماما فين صحيح
"يونس" و هو يحاول ان يتمالك أعصابه بعد كل الذي سمعه من "يُسر"
: دخلت غيبوبة من بعد ما عرفت اللي حصلك لما تبقي كويسة شوية هاخدك عندها هي هنا في العناية المركزة في المستشفي دي .. عن اذنكم
ليخرج من الغرفة سريعاً و هو ع وشك لكم أحدهم من كم غضبه الشديد ع ما استمع له ليذهب "زياد" ورائه سريعاً و نظر "مروان" خلفهم بريبة ثم ذهب ورائهم بسرية متخفي عنهم ليعرف ما الذي يدور بينهم
خرج "يونس" إلي حديقة المستشفي و هو يرجع خصلاته بعنف ع رأسه و بعصبية شديدة يتنفس بصوت عالي ليربت "زياد" ع كتفه بخفة
: اهدي يا "يونس" اللي حصل حصل خلاص
ليلتفت "يونس" و ينظر له و الشر يتطاير من عيناه
: كانوا هيغت*صبوها يا "زياد" و تقولي اهدي انت مسمعتش هي قالت ايه ؟
ليكبت "زياد* غضبه داخله و أردف بنبرة هادئة
: العصبية و الغضب دا مش حل يا "يونس" لازم تهدي و تفكر كويس تشوف هتعرف تجيب طريق الكلاب دول ازاي و "يُسر" هانم الحمدلله إنها رجعلتلك بخير و محدش قدر يلمسها و إذا كان ع الضرب اللي اتعرضتله ( ليبتلع غصة مؤلمة و يكمل كلامه ) انت هتلاقيه و هتعرف تجيب الكلب اللي عمل فيها كدا و تدوقه اللي حصلها دا أشكال و ألوان
ليتنهد "يونس" بحزن و هو يقول
: شكلي بعد ما اتكشفت عندهم هبدأ اطلع سري للناس خلاص و اعرفهم إني ظابط انا مينفعش اسيب البيت كدا من غير حراسة و لا الشركة كمان
: اعمل اللي انت شايفه صح يا "يونس" و اتأكد إن انا دايما معاك و في ضهرك
: تسلم يا "زياد"
: ظابط ؟
كانت تلك الكلمة من "مروان" الذي علت الصدمة ملامحه من سماع حديثهم
"يونس" بسرعة : انا هفهمك كل حاجة يا "مروان" افهمني الاول
"مروان" بصدمة : ظابط من امتي يا "يونس" ؟
ليتنهد "يونس" بهدوء و هو يقول : من تلات سنين يا "مروان" .. تعالي نقعد هنا و انا هفهمك كل حاجة
ليجلس "مروان" و بجانبه "يونس" و تركهم "زياد" وحدهم عائداً الي غرفة "يُسر"
: دا شغل ابويا يا "مروان"
لينظر "مروان" له بصدمة شديدة
: ابوك كان ظابط هو كمان ؟
ليومأ "يونس" رأـسه بالإيجاب و يكمل قائلاً
: ابويا قبل ما يموت بيوم كشف نفسه قدامي و كشف كل اوراقه ابويا كان ظابط مخابرات يا "مروان" و انا كمان بقيت ظابط مخابرات متطوع لحد ما اتثبت ظابط بجد دلوقتي
( الكلام دا من وحي خيالي انا مبفهمش حاجة عن شغل الظباط اصلا )
"مروان" بصدمة و تعجب : ازاي بس انا عمري ما شكيت في اي حاجة تخصك ابدا
ليبتسم "يونس" بثقة و يقول
: دا المطلوب في شغلنا نعرف ازاي نتوه عن نفسنا و محدش يكشفنا
: خطف "يُسر" ؟
ليتنهد "يونس" بحزن : انا السبب فيه .. اتكشفت في اخر عملية ليا لما حد اتعارك معايا و قدر ينزع القناع اللي كان بيخفي وشي و كشفوني عشان كدا "يُسر" اتخطفت
: "يونس" انت كدا بقيت مصدر خطر ع والدتك و اختك
ليقول "يونس" برزانة عقل : لاء طبعا بالعكس انا كدا بقيت مصدر أمان اكتر ليهم لأن قدروا يخطفوا "يُسر" و انا مكنتش اعرف لسة انهم كشفوني عشان كدا اتخطفت بسهولة لكن انا دلوقتي هبدأ اعرف الكل حقيقتي و هجيب الحرس و البودي جارد و هزرعهم في كل حتة في الاماكن اللي بنتواجد فيها
"مروان" بحزن بسيط : "زياد" يعرف قبلي مكنش العشم يا صاحبي
لينظر له "يونس" بهدوء : صدقني انا كنت اتمني اعرفك انت قبل اي حد لكن "زياد" هو اللي اجي ورايا من غير ما يقولي و انا رايح انقذ "يُسر"
"مروان" ببسمة : خلاص يا صاحبي سماح المرادي لأجل خاطر المخابرات بتاعتنا
ليبتسم "يونس" بخفة و يبتسم له "مروان" بالمثل و يحتضنوا بعضهم البعض .. ابتعد "يونس" عن "مروان" ليقول بجدية
: دلوقتي انت نصيبك اللي شقيت و تعبت بيه طول السنين اللي بتشتغل معايا في الشركة موجود و ليك 30% من أسهم الشركة بتاعك ملكك لوحدك اصلا
"مروان" بإستغراب : مانا عارف الكلام دا "يونس" بتقول ليه كدا
"يونس" بهدوء : عشان هقسم نصيبي في الاسهم لـ "يُسر" و "زياد" و هسيب ليا 5% بس
"مروان" بتعجب : "زياد" ؟ ايه دخل "زياد" في شركتك
: انا هخليك انت و "زياد" و "يُسر" تمسكوا الشركة و انا خلاص هكشف نفسي إني ظابط و هتجه لشغلي و بس و النصيب 5% كويس عليا اوي
: بردو ليه "زياد" ؟
ليقول "يونس" بهدوء : "زياد" وقف جنبي وقفة جامدة و شقي و تعب و ربا اخته لوحده من و هو لسة في الاعدادية و وقفته جنبي وقت خطف "يُسر" و مساعدته ليا و قربي من ربنا بسببه انا شايف إن دي اقل حاجة ممكن اقدمهاله
ليبتسم "مروان" بهدوء لصديقه الغالي : انت و نعم الناس بجد يا "يونس" عندك كمية كرم رهيبة ربنا يباركلك يا صاحبي
لببتسم "يونس" : و يخليكوا كلكوا ليا
اصرت "يُسر" بشدة أن تذهب إلي والدتها حتي تطمئن عليها .. جلست ع كرسي متحرك و الممرضة خلفها تجر ذلك الكرسي ..
خرجت من غرفتها لتجد "زياد" الذي وقف بمجرد خروجها و نظر إليها مطولاً يحاول إشباع عينيه منها فلقد اشتاق لها كثيراً لتنظر له "يُسر" بشرود قليلا و الممرضة تسحبها بعيدا عن انظاره حتي انعطفوا من نهاية الممر هذا و اختفت عيناها الجميلتين التي بات يعشقهم ..
ليتنهد "زياد" بصوت مرتفع و هو يضع يداه ع وجهه و يجلس ع المقعد مرة اخري لتقترب منه "نيروز" بهدوء تجلس بجانبه و تضع يدها ع كتفه تربت عليه بخفة
: مالك يا زيزو في ايه
ليبعد يديه عن وجهه و ينظر لها بحنان أخوي
: مفيش يا حبيبتي بفكر في عرض "يونس"
"نيروز" بإستغراب : عرض "يونس" ؟ عرض ايه دا
: عرض عليا اسيب السواقة و اشتغل في الشركة نفسها
لتنظر له "نيروز" بصدمة سعيدة
: بجد قالك كدا ؟
: ايوة
"نيروز" بسعادة : دا عرض حلو اوي يا حبيبي
: هو قالي كدا لسة معرفش بقا عايز يشغلني ايه
"نيروز" بمرح : هيديك المدير ع طول خد كلامي ثقة
"زياد" بإبتسامة : ايوة من اول يوم ناخد شغل الراجل من ايديه
"نيروز" بضحكة مرحة : بهزر بهزر .. تفتكر هيشغلك ايه السكرتير بتاعه ؟ لا لا مظنش هو عنده سكرتيرة طب هيشغلك ايه في الحسابات ؟ بتهيألي انت ملكش في الحسابات قد كدا كنت بتتخنق لما تيجي تزاكرلي حساب
ليضحك "زياد" عليها بخفة و يأخذ رأسها يقبلها بهدوء و استندت ع كتف شقيقها و سندها و أبيها و أمها و كل ما تملك في هذه الحياة
كانت تجلس ع كرسيها المتحرك أمام السرير التي تنام عليه والدتها لتنظر أمامها للزجاج الذي يطل ع من بالخارج لتجد "سلمي" و كانت "سلمي" تشير بيدها انها ستقف بالقرب من هنا
لتومأ "يُسر" برأسها لـ "سلمي" لتبتعد "سلمي" عن نظر "يُسر" تاركة لها المساحة حتي تبكي و تتحدث إلي والدتها
"يُسر" ببكاء رقيق : كدا يا مامي ارجع الاقيكي في غيبوبة و مفوقتيش .. فوقي عشان خاطري يا مامي انا محتاجالك اوي محتاجة حضنك و اعيط و اشتكيلك من الناس اللي ضربوني دول .. فوقي بقا عشان خاطر "يُسر" بنتك محتاجالك
لتضع "يُسر" يدها ع السرير و تسند رأسها تخبيء وجهها عليهم و تبكي بجانب والدتها
: سمعت كلمة مامي قبل ما اموت ؟
لترفع "يُسر" رأسها سريعاً و هي تنظر لها بسعادة و صدمة في نفس الوقت
: انتي فوقتي يا ماما استني هنادي دكتور حالا
لتوقفها سريعا بصوت واهن للغاية : يا بت استني انا كويسة اهو خليني املي عيني منك انتي وحشتيني اوي يا "يُسر"
لتترقرق الدموع في عينها و تقترب بكرسيها اكثر لتحتضن ذراع والدتها و هي تقول
: انتي كمان يا ماما وحشتيني اوي .. اوعي تفكري تبعدي عننا يا ماما احنا مالناش غيرك
لتربت بيدها الاخري ع رأس ابنتها بحنان و هي تقول
: ربنا يخليكي ليا انتي و "يونس" يا حبيبتي و ميحرمنيش منكوا ابدا .. احكيلي بقا اتخطفتي ازاي و حصل ايه و رجعتي ازاي
لتتنهد "يُسر" بحزن و هي تتذكر كل ما مرت به و تبدأ تحكي لوالدتها كل ما حدث لها
كانت تجلس "سلمي" ع المقعد أمام العناية المركزة تنتظر خروج "يُسر" من عند والدتها لتتفاجيء بيد ترجع خصلتها المتمردة وراء أذنها لتبتعد سريعا بخوف و هي تنظر لمن فعل هكذا و كان "مروان" ليتعجب من ابتعادها بهذا الشكل ما ان لمس شعرها لتنظر له "سلمي" بعصبية و تهب واقفة و تقول
: حضرتك ازاي تعمل كدا
لينظر لها "مروان" بإستغراب : عملت ايه انا اسف لو دايقتك و لمست شعرك
"سلمي" بعصبية : حضرتك حرام انك تعمل كدا و انك تلمسني اصلا حرام و لو حتي هتمسك شعري الدين الإسلامي منعنا عن الاختلاط بالجنس الاخر و حرام اللي حضرتك عملته دا انت متحلش ليا عشان تلمسني
ليقف "مروان" قبالتها و يقول : و انتي سايبة شعرك ليه ؟
"سلمي" بذهول : انت بتقلب الآيه عليا .. اوك هقولك يا مستر "مروان" سايبة شعري ليه .. انا للأسف عايشة في مدينة متحضرة و المدينة المتحضرة دي واكلة عقل ماما بطريقة مش طبيعية و لا حضرتك تتخيلها و هي اللي مانعاني البس الطرحة احب اقولك و للأسف الشديد إن مامتي لا تفقه شيء عن الدين و حاولت اقنعها كتير و اتكلم معاها اكتر و اجيبلها فيديوهات للشيوخ لكن دايما كانت بترفض دا و غصبت عليا اقلع الحجاب رغم اني حاولت البسه اكتر من مرة لحد ما بدأت تمد ايدها عليا عشان ملبسش الحجاب و انا دلوقتي مش بلبس الحجاب لكن مراعية لبسي كله مقفول و دريسات زي ما حضرتك شايف و انا اول حاجة هعملها لما اتخطب لواحد هتخطب لواحد يعرف ربنا و امور الدين كويس و هقدر البس الحجاب و انا معاه و في حكمه هو بعيدا عن تحكم مامتي
ليقول "مروان" بتخبط : "سلمي" انا مقصدش حاجة انا اسفة اني لمستك والله اوعدك مش هتتكرر تاني انا مكنتش اعرف بجد اعذريني
لتشيح "سلمي" بنظرها بعيداً و هي تقول
: مفيش حاجة يا مستر مروان خلاص و ياريت مننساش الالقاب لوسمحت
"مروان" بهدوء : انا اسف
ليتركها و يبتعد عنها سريعا .. لتوبخ "سلمي" نفسها في داخلها
: ايه يا غبية الدبش اللي حدفتي الراجل بيه دا ..
: يستاهل ملوش الحق يلمس شعري و كمان هو اللي غاظني و بيتريق عليا ملبستش طرحة ليه هو انت تعرف اللي انا عايشة فيه و بيجري فيا ايه ..
: بس مكنش لازم احرجه كدا ما هو طلع ميعرفش ان دا حرام اصلا اهو ..
: بس خلاص يستاهل او ميستاهلش انا عملت الصح و خلصنا خلاص
كانت تسير في الممر المؤدي الي دورة المياة لتجد من ينعطف من الممر أمامها و يلتقوا ببعضهم البعض
: ازيك
لتبتسم "نيروز" بهدوء و هي تقول
: بخير الحمدلله يا مستر "يونس"
ليردف "يونس" بهدوء
: خطيبك السابق محاولش يعمل حاجة تاني بعد ما كان عطل شغل اخوكي القديم ؟
لتتنهد بحزن
: ربنا يسامحه حسبي الله و نعم الوكيل فيه لو فكر يأذينا بحاجة تاني
: يارب
ليصمتوا قليلاً لا يعرفون ماذا يقولوا ثانياً .. ليتحدث "يونس" فجأة بدون وعي منه
: احنا عاملين رحلة للشركة هتيجي؟
لتنظر له "نيروز" بإستتغراب و هي تقول
: رحلة ؟ و للشركة ؟
ليحك "يونس" رأسه من الخلف بتوتر و هو يقول
: "مروان" هو اللي طلعها في دماغي و قالي تغيير للشركة و الموظفين و حصل بقا حادثة "يُسر" فالموضوع تاه عن بالي بس افتكرته دلوقتي
"نيروز" بهدوء : لو "زياد" وافق و هيطلع الرحلة هاجي معاه ان شاء الله
"يونس" بثقة : لاء متقلقيش طالع معانا كدا كدا
"نيروز" بهدوء : حضرتك واثق اوي كدا ليه
"يونس" و هو لا يعي ما يتفوه به : اللي له نصيب في الشركة لازم ي....
ليصمت "يونس" فجأة و قد وعي ما يتفوه به ليقول سريعاً بتوتر
: صاحب .. المدير للي له .. نصيب في الشركة .. بصي انا كدا كدا هاخده معايا الرحلة
لتنظر له "نيروز" بعدم فهم و هي تتمتم بخفوت
: تمام ان شاء الله بعد اذنك
: اتفضلي
لتتركه "نيروز" و هي مازالت ع ملامحها علامات عدم الفهم لما تفوه به "يونس" بكلماته الاخيرة فقد تلخبط تفكيرها من تلعثم كلامه الغير مفهوم و الغير واضح
اطمأن "يونس" ع والدته و اخذ "يُسر" شقيقته و تركوها بعدما طمأنهم الطبيب عليها لترتاح قليلاً و اخذ "يونس" يجر كرسي "يُسر" حتي وصلوا إلي الغرفة التي تقبع بها و كان معها "سلمي" و بعد قليل انضمت لهم "نيروز" أيضاً
"سلمي" بمرحها المعتاد : ياريت يا مستر "يونس" ميتكتبش في ملف تدريبنا اليوم اللي غبناه النهاردة دا بقا
ليبتسم لها "يونس" بخفة و هو يقول
: دا اليوم دا غبتوه عشان كنتوا مع الغالية بتاعتي ازاي يجيلي قلب انقص درجاتكم بس
لتنظر له "نيروز" و تبتسم في داخلها ع حبه لشقيقته بسعادة
نظرت "يُسر" إلي باب الغرفة وجدت "زياد" يقف يتابعها هي وحدها و عندما التقت خضراوتيها بعينيه أبعد عينه عنها سريعاً حتي لا تكشفه بالنظر لها و لكن لا يعلم أنها تشعر بنظراته السرية هذه و تفرح بها كثيراً
"يُسر" بهدوء : *زياد" ممكن تدخل
ليوجه الجميع أنظاره إلي باب الغرفة ليغمض "يونس" عينيه بهدوء و هو يعلم لماذا تنادي "زياد" فهي قد رأت وجهه اثناء انقاذه لها من الطلقات النارية
ليدخل "زياد" بهدوء و ينظر إلي الارض
: الف سلامة ع حضرتك يا "يُسر" هانم
"يُسر" بهدوء : الله يسلمك شكراً .. عايزة اسألك ع حاجة
"زياد" : اتفضلي يا هانم
لتهمس "يُسر" للفتيات بجانبها بصوت غير مسموع
: و النعمة لأطلع عينه لحد ما يبطل يقول يا هانم دي هقوم اضربهولك يا "نيروز"
لتكتم الفتاتين ضحكاتهم بصعوبة شديدة
لتنظر "يُسر" الي زياد و هي ترمقه بشك
: عرفت مكاني منين و انقذتني من ايدهم ازاي ؟
"نيروز" بتعجب : نعم ؟ "زياد" اللي انقذك اومال مستر "يونس" قال هو اللي انقذك ليه
توجهت الأنظار الي "يونس" الذي يجلس ببرود ع الاريكة المجاورة لسرير "يُسر" و ينظر للجميع بهدوء شديد أشبه للبرود
"يُسر" بإستغراب : انا فجأة لقيت الراجلين اللي كانوا ماسكني وقعوا لما حد طلق عليهم رصاص و اتشديت فجأة من وسط الحشد اللي كنت فيه لقيت "زياد" هو اللي شدني فإطمنت ان حد لحقني و من التعب اغمي عليا مصحيتش غير لسة النهاردة بقا
"سلمي" بخوف بسيط : ضرب نار ايه يا "يُسر" انتي مين كان خاطفك كدا يا نهار اسود
: المافيا
نظروا جميعهم بصدمة شديدة لـ "يونس" الذي أردف بتلك الكلمة غير عابيء بقلوبهم التي ارتعبت بشدة من مجرد هذه الكلمة
: بما اني اتكشفت خلاص فلازم اكشف نفسي قصادكوا انتو كمان بقا .. انا ظابط مخابرات
لتحل الصدمة مرة اخري ع وجوههم و هم ينظرون اليه ما عدا زياد الذي جلس ع كرسي قريب منهم يستمع لما يقوله "يونس"
"يُسر" بصدمة : ظابط مخابرات ازاي يا "يونس" احنا منعرفش حاجة عن الموضوع دا ليه
ليقترب منها "يونس" مردف بحنان شديد
: عشان سرية الشغل كانت طالبة كدا و مكنش ينفع أكشف نفسي لأن الاعداء اللي بحاربهم مش كام رجل اعمال مشبوهين و بقبض عليهم و خلاص لاء خالص دي عمليات و مهمات كتير و بتاخد سفر كتير و تخطيط و تدريب و بلاوي زرقا و انتي عارفه امك يا "يُسر" عمرها ما كانت هتستحمل دا ابدا لو عرفتها بيه
"يُسر" و الدموع مترقرقة في خضراوتيها جعلهم كالألماس
: بس تخبي عليا ليه يا "يونس" انا سرك و احنا قريبين لبعض اوي ليه تخبي عليا حاجة زي دي
"يونس" بحب اخوي شديد : عشان لو حصلي حاجة في مهمة من المهات بتاعتي متزعلوش عليا و تقولوا الشغل دا السبب و الكلام دا .. "يُسر" انا بحب شغلي اوي و أضحي بنفسي عشانه كفاية إني بدافع عن بلدي و شعبي من أي تدخل ممكن يحصل فيه
"يُسر" ببكاء : و المافيا كانت خطفاني ليه
"يونس" بحسرة شديدة : للأسف زي ما قولت دلوقتي انا اتكشفت و مكنتش اعرف إني اتكشفت غير لما اتخطفتي بس اوعدك بروحي ان عمر ما هيتكرر الموقف دا تاني انا دلوقتي اللعب بقا ع المكشوف و هعين حراسة مشددة ع الفيلا و الشركة
لتحتضنه "يُسر" و هي تبكي بشدة : انا خايفة عليك اوي يا "يونس"
ليربت "يونس" ع ظهرها بهدوء و يقول :
: متخافيش يا قلب اخوكي انا هبقي بخير لما تبقي انتي دايماً بخير
"سلمي" بخوف : سعات الباشا ممكن أروح لأمي ؟
"يونس" بجدية زائفة : اللي يعرف سري خلاص بقا جوا دايرتي و معتش ينفع يخرج منها إلزمي مكانك يا آنسه و متتحركيش
لتنتفض "سلمي" بخوف و هي تقول : انا اسفة يا باشا حاضر
ليضحك جميع من في الغرفة ع مشاكسة "يونس" لـ "سلمي" .. بينما في عالم اخر كانت تنظر "نيروز" بسرية شديدة الي "يونس" حتي لا يلاحظها احد و كان يدور في مخليتها كل أحاديثه التي قالها فهو الآن ظابط و ليس بظابط عادي بل انه من المخابرات فهو علي أعلي كفاءة من المهارة لتبتسم بهدوء و هي ترمقه بحالمية شديدة لتجده فجأة وجه عينينه ع فيروزتيها الجميلتين لتبعد عيناها عنه سريعاً بتوتر كأنها كشفت أنها تغش بالإمتحان ..
: مش هتصدق مين اتصل بيا و قال انه جاي من السفر
كانت تلك جملة "مروان" عبر الهاتف يتحدث مع "يونس" و هو يسير بسيارته
"يونس" بإستغراب : مين
"مروان" بمزاح : ضرتي ههههههههههههه