قصة عشق يونس البارت الرابع 4 بقلم شهد السيد




قصة عشق يونس
البارت الرابع 4
بقلم شهد السيد


كانت مشاعر الغضب و العصبية و الحزن الشديد تحتل ملامح "يونس" بشدة .. خائف ع اخته كثيراً و يكاد يجن يسأل نفسه من الذي يريد خطفها هو ليس له اعداء مع أي شخص .. رمي الهاتف بشدة و عصبية و هو يخرج من باب السيارة يصرخ بشدة و هو ليس له علم بأين قد تتواجد اخته الان و من الذي خطفها

نزل "زياد" من السيارة أيضاً و وقف بجانبه يواسيه و يحاول ان يفهم منه ما الذي حدث و هو قلبه يكاد يتقطع خوفاً ع تلك الجميلة التي اصبحت تحتل مكانة كبيرة في قلبه 

"زياد" بنبرة حاول جعلها هادئة : اهدي يا "يونس" بيه و فهمني انت سمعت ايه خلاك بالشكل دا 

"يونس" و هو يكاد يجن جنونه : "يُسر" اتخطفت

حلت الصدمة جميع معالم وجه "زياد" و هو يقسم ان قلبه الان يسمع صوت دقاته العنيفة خوفاً ع تلك الملاك و الذي من الممكن أن يصيبها 

"زياد" و هو يتمالك نفسه بصعوبة : طب اهدي يا "يونس" بيه و تعالي نبلغ البوليس و هما هيساعدونا بإذن الله 

ليومأ "يونس" سريعاً برأسه و يذهب ليركب السيارة سريعاً و ذهب "زياد" أيضاً يركب السيارة بجانبه يقود ذاهباً إلي مقر الشرطة 

بمعارف "يونس" الواسعة و سمعته الكبيرة في البلد فهو أصغر رجل اعمال و أكثر شهرة في مجال العمل الحر ساعدته الشرطة المصرية سريعاً بدل أن يمر عليهم اربعة و عشرون ساعة علي إختفاء "يُسر" و بدأت فرق البحث تحاول البحث عنها عن طريق تفريغ كاميرات كل الشوارع ينظروا الي سيارة "يُسر" و هي تسير في ذلك الطريق 

كان يوجد "يونس" و "زياد" واقفون مع بعض رجال الشرطة يتابعون ذلك الفيديو حتي رأوا فجأة السيارتين التي اعترضت طريق سيارتها و وجدوا ذلك الزجاج الذي يهشمه الرجل و استطاع فتح باب السيارة و رأوه و هو يضرب "يُسر" ع مقدمة رأسها و فقدت الوعي و حملها ذلك الرجل متجهاً إلي سيارتهم .. رأي "زياد" ذلك المشهد و قبض ع يده بعصبية شديدة حتي ابيضت مفاصله و هو يقول بغضب شديد في رأسه 

: وحياتك عندي لأخلي اللي مد ايده عليكي و لمسك و اشتالك بالطريقة دي ليدوق المر ألوان و أشكال و محدش هيلحقه من تحت ايدي 

ظلوا رجال الشرطة يتابعون طريق السيارتين في ذلك الفيديو أمامهم حتي ذهبوا إلي الطريق السريع و الذي لا يوجد أي محلات او بيوت بها كاميرات .. أغلق الشرطي الفيديو أمامهم جميعهم ليصرخ "يونس" بغضب و هو يقول 

: و بعدين ايه اللي هيحصل بعد كدا اختي فين هلاقيها ازاي 

ليحاول شرطي من الواقفين بتهدأته و هو يقول 

: اهدي يا استاذ لو سمحت احنا هنفضل نعمل تحرياتنا و ندور ع أخت حضرتك اتفضل روح ارتاح و تعالي بكرا الصبح بإذن الله نكون اتوصلنا لحاجة جديدة 

"يونس" باستنكار : اروح ارتاح ؟ هو حضرتك شايف ان انا ممكن ارتاح و اختي مخطوفة و معرفش عنها حاجة ؟ 

الشرطي بهدوء : ايوة روح ارتاح و احنا هنا هنهتم بشغلنا و هندور ع اخت حضرتك ان شاء الله 

ليحاول "زياد" تهدأة يونس و قام بإخراجه من داخل قسم الشرطة 

في الخارج .. يقف "زياد" و "يونس" و وجدوا "مروان" ينزل من سيارته امامهم و اقبل ع "يونس" يحتضنه بشدة 

: ايه اللي حصل يا "يونس" فهمني في ايه انا مصدقتش نفسي لما "زياد" لقيته باعتلي رسالة بيقولي "يُسر" اتخطفت و انتو في القسم بتبلغوا 

ليخرج "يونس" من أحضان صديقه و هو ينظر له بحزن شديد و عينان حمراء للغاية من كثرة العصبية 

: "يُسر" يا "مروان" اتخطفت ناس طلعوا عليها و خطفوها و معرفش راحوا فين كلمتني يا "مروان" تستنجد بيا عشان الحقها سمعت صوت صريخها و عياطها و انا قاعد متكتف مش عارف اعمل حاجة بسمع صريخها و عياطها و مش قادر اعمل اي حاجة انقدها بيها 

ليربت "مروان" ع كتف صديقه بمواساة 

: اهدي يا "يونس" هنلاقيها ان شاء الله اهدي متعملش في نفسك كدا 

صدع رنين هاتف "يونس" لينظر له فوجد اسم والدته يقتحم شاشة الهاتف ليتنهد بحزن شديد و هو يقول 

: طب اعمل ايه دلوقتي اعرفها و لا معرفهاش 

"مروان" بهدوء : عرفها يا صاحبي بس مش في الموبايل لما تبقي تروح رد عليها دلوقتي عادي و قولها لما تبقي تروح 

ليفتح "يونس" الخط و يضع الهاتف ع اذنه ليستمع لصوت امه الباكي 

: طمني يا "يونس" عليك انت و اختك برن عليها كتير مش بترد عليا

: متقلقيش يا ماما انا جاي في الطريق هقفل بس عشان مشغول في حاجة دلوقتي مهمه 

و لم ينتظر لسماع ردها عليه و قام باغلاق الخط سريعاً فهو لو استمع لصوتها اكثر سيقوم بالبكاء ع شقيقته التي اختطفت و لا يعلم عنها شيئا 

: "زياد" تعالي وصلني لعربية "يُسر"

ليومأ له "زياد" و يتحرك بخطوات ثقيلة للغاية حزينة بشدة ع اختطاف حبيبته 

"مروان" بتريث : حاول تهدي يا "يونس" و روح ارتاح شوية عشان ع الاقل تقدر تسند نفسك طول اليوم بكرا عشان تدور ع اختك و انا هتابع شغل الشركة متقلقش انت من اي حاجة خليك مركز علي اختك يمكن اللي خطفوها عايزين فيدية و يكلموك 

"يونس" بحزن شديد : ياريت يرنوا عليا في اسرع وقت و انا والله اتخلي عن كل حاجة بس هي ترجع 

قام "مروان" باحتضانه يحاول ان يعطيه من قوته حتي يتماسك قليلا فأخته الان تحتاجه بشدة 

قاد "زياد" السيارة ذاهباً الي المكان الذي يوجد به سيارة "يُسر" و نزل "يونس" و نظر داخل السيارة لفت انتباهه لمعان لون ظهر هاتف "يُسر" في اسفل السيارة عند الدواسات فمال قليلا و كان سوف يلمسه و لكنه تذكر انه احد ما اغلق الهاتف في وجهه بعد استماعه لصوت سكون "يُسر" أثناء خطفها 

اخرج "يونس" منديلا من جيبه و قام بإمساك الهاتف به و لفه في المنديل و قام بوضعه في جيبه ثم نظر الي "زياد" بغموض 

: خد عربية "يُسر" وديها الفيلا و بعدها روح 

"زياد" بهدوء شديد : خليني معاك يا يونس بيه يمكن تحتاج حاجة 

"يونس" بهدوء : شكرا ع وقفتك جنبي النهاردة يا "زياد" روح ارتاح انت كمان و بكرا ان شاء الله ربنا يحلها 

"زياد" بخيبة امل : تمام يا "يونس" بيه 

و قام "زياد" بقيادة سيارة "يونس" متجهاً الي فيلا "يونس" لكي يترك سيارته هناك .

فتح باب الفيلا بهدوء معتقدا أن والدته قد نامت و لكن وجد ذلك الضوء الخافت و والدته تجلس ع تلك الاريكة فقامت سريعاً متجهه الي "يونس" بلهفة قلب أم ملتاعة تهتف بصوت باكي حزين 

: فين "يُسر" يا "يونس" مجتش معاك ليه هي فين يا "يونس" رد عليا بنتي فين 

ليحتضنها "يونس" بشدة و يترك العنان لعيناه بالبكاء الشديد ع اخته الصغيرة لينقبض قلب الام بشدة و دموعها انهمرت ع خدها بشدة 

: طمني ع بنتي يا "يونس" في ايه و بتعيط ليه ريح قلبي بالله عليك 

"يونس" و هو ما زال ع وضعه : "يُسر" اتخطفت 

لتصدم والدته بشدة و تشبثت ملامحها و تصلب جسدها .. ليبتعد "يونس" بهدوء شديد ليجدها ع هذه الحالة 

"يونس" بخوف ع والدته : ماما انتي كويسة ؟ 

لتغمض عيناها لتسبح في تلك الدوامة التي تسللت إليها ليلتقطها "يونس" برعب شديد

"يونس" برعب ع والدته : ماما مالك يا ماما حصلك ايه فوقي يا ماما متخوفنيش عليكي 

خرج الطبيب من تلك الغرفة التي تقبع بها والدته ليذهب اليه "يونس" بسرعة شديدة 

"يونس" بقلق : طمني يا دكتور امي مالها 

الطبيب بنبرة هادئة : هي جالها جلطة ع المخ و قدرنا نلحقها لكن هي دلوقتي دخلت في غيوبة و هنستني انها تفوق ربنا يقومهالك بالسلامة 

ليذهب الطبيب من أمامه ليترك "يونس" في أحزانه الشديدة ينظر الي حاله كيف تشقلبت حياته هكدا رأسا ع عقب فشقيقته اختطفت و والدته هنا بين الحياة و الموت في تلك الغيبوبة التي لا يعلم متي ستفيق منها .. انتبه لتلك الممرضة تخرج من عند والدته فقال لها انه سيراها سريعا و يخرج .. دخل عند والدته و ظل يبكي بشدة كطفل صغير سوف يفقد امه تركها و خرج جلس ع احد الكراسي في الخارج و هو يبكي بخفوت غير عابئ بنظرات الجميع له 

تشعر بثقل شديد في رأسها فهي الآن فاقت من ذلك الإغماء الذي حدث لها مند قليل استرجعت ذاكرتها لتلك الاحداث التي حدثت لها قبل ان تذهب في ذلك الاغماء و سبب هذا الإغماء و إلي خطفها من سيارتها لتفتح عيناها الآن و تنظر حولها الي تلك الغرفة السوداء التي تقبع بها لتبكي بشدة و تصرخ بشدة محاولة منها ان يستمع لها أحد يمكن إنقاذها من هؤلاء المختطفين 

ليدخل شخصين مفتولين العضلات و بيدهم اسلحة ليردف واحد منهم بلكنته الاجنبية 

: اصمتي أيتها الفتاة و كفي عن الصراخ لن يستمع لكي احد في ذلك المكان 

"يُسر" بتوسل : من انتم ؟ لماذا تم اختطافي ؟ ماذا تريدون مني ؟ 

الرجل بلا مبالاة إلي توسلها : لا يحق لكي معرفة اي شيء الآن و لكن عندما يأتي المدير من الممكن ان يقول لكي لماذا تم اختطافك و الآن اصمتي و لا نريد سماع صوتك و إلا سوف تندمين بشدة 

و رمقها بنظرة عابثة قليلة الحياء لكي يخيفها منه لتتراجع "يُسر" الي الوراء بخوف شديد ثم تركها الرجلين و خرجوا من تلك الغرفة يتركوها وسط الظلام الحالك وحدها .. 

جلست "يُسر" في ركن في الغرفة تضم قدميها الي صدرها و هي تبكي بشدة و خائفة للغاية فهي بذلك الظلام الموجود لا تري أمامها هل هي في مكان ضيق ام كبير تشعر بإختناق روحها بشدة لتترك نفسها لتلك الدوامة التي سمحت لنفسها بالدخول فيها و تسقط رأسها فاقدة للوعي

جاء اليوم التالي 

تقدمت "نيروز" و "سلمي" من ذلك المقهي حتي يلتقوا بـ "يُسر" و لكنهم لم يجدوها و لم تأتي ابداً للمقهي .. صعدوا إلي قاعة المتدربين و بدأوا عملهم و بالهم مشغول بـ "يُسر" صديقتهم الجديدة التي احبوها بشدة 

جاء وقت الاستراحة و نزلوا الي المقهي يأملوا أن يجدوها و لكن لم يجدوها أيضاً فقرروا الذهاب إلي مكتبها فمن الممكن أن يكون لديها عمل كثيف سألوا عليها موظفة كانت تجلس فأشارت لهم ع مكان مكتبها .. توجهوا إلي المكتب و قامت "سلمي" بالطرق ع الباب و لم يستمعوا الي أي صوت ففتحوا الباب ليقابلهم الفراغ و لا يوجد احد في المكتب 

"سلمي" بقلق : انا بدأت اقلق عليها هي مجتش الشركة ليه لحد دلوقتي لتكون تعبانة 

"نيروز" : تيجي نسأل مستر "مروان" عليها ؟

"سلمي" : يالا بينا

و سألوا مرة اخري عن مكتب "مروان" و ذهبوا اليه .. طرقت "نيروز" ع باب الغرفة فسمعت "مروان" من الداخل يسمح للطارق بالدخول 

"مروان" باستغراب : في حاجة يا بنات ؟

"نيروز" بتوتر : كنا عايزين نسأل حضرتك "يُسر" فين بندور عليها من الصبح مش لاقينها و روحنا مكتبها بردو مش لاقينها .. لو هي تعبانة ممكن ناخد رقمها من حضرتك نطمن عليها 

"مروان" بنبرة حزينة : اتفضلوا اقعدوا و انا هقولكوا "يُسر" فين 

جلست الفتاتين بإستغراب و هم يتعجبون ماذا سوف يقول هكذا عن "يُسر" كي يسمح لهم بالجلوس معه 

تنهد "مروان" بحزن شديد و هو يقول لهم 

: "يُسر" اتخطفت امبارح و هي مروحة

خرجت شهقة سريعة من "سلمي" ما أن استمعت إلي تلك الكلمات من "مروان" و وضعت يداها ع فمها بصدمة و كانت "نيروز" ايضا تنظر لـ "مروان" بصدمة 

"نيروز" بصدمة : اتخطفت ازاي يعني ؟

"مروان" بحزن : عربيتين وقفوها ع الطريق و خطفوها و مشوا 

"سلمي" ببكاء : و بلغتوا البوليس ؟ بيدور عليها دلوقتي ؟ انتو ليكو اعداء مع حد عشان تتخطف ؟ 

لينظر "مروان" إلي دموعها و قد ألمه فكرة أنها تبكي بشدة ليرد عليها بهدوء حزين 

: اهدي يا انسه "سلمي" احنا بلغنا البوليس و دلوقتي بيدورا عليها و بادن الله هنلاقيها 

"نيروز" بحزن و هدوء شديد : و مستر "يونس" حالته ايه دلوقتي ؟

لينظر لها "مروان" و هو يقول بنبرة حزينة بشده ع صديقه 

: "يونس" ربنا يعينه و يصبره ع اللي هو فيه مش عارف هيلاقيها منين و لا منين 

"نيروز" بقلق بسيط ع "يونس" : ليه حصل حاجة تانية ؟ 

: اول ما والدته عرفت بخبر خطف "يُسر" جالها جلطة ع المخ و دخلت في غيبوبة و دلوقتي مستنيين انها تفوق 

لتتساقط دموع "نيروز" بحزن شديد ع كل مصائب "يونس" التي تحدث له

ليكمل "مروان" حديثه قائلاً 

: "زياد" محكالكش حاجة خالص ؟ دا هو اللي مع "يونس" ع طول 

"نيروز" ببكاء صامت : امبارح هو اجي و انا كنت نمت و النهاردة هو نزل قبل ما اصحي عشان كدا مشوفتوش و لا جت فرصة عشان يقولي 

ليومأ "مروان" رأسه بحزن و ينظر إلي "سلمي" التي تبكي بشدة ع "يُسر" 

: اهدي يا انسه "سلمي" و إن شاء الله هنلاقيها 

لترفع "سلمي" عيناها لتنظر الي "مروان" و هي تقول ببكاء 

: طمنا عليها لو سمحت لو وصلتوا لأي حاجة 

لينظر الي عيناها بحنان و هو يقول : حاضر متقلقيش 

لتستأدن "نيروز" و تأخد "سلمي" الباكية و يخرجوا من مكتب "مروان" 

كان يقوم بتوزيع الطلبات في المقهي الليلي حتي جاء طلب تلك الطاولة التي يجلس عليها اشباه الرجال الذين يخططون لعمل صفقة كبيرة تضر مصر و وطنهم ليذهب لهم سريعا بطلبهم 

و عندما كان يضع الكؤوس الخاصة بذلك المنكر الذين يتناولونه وقع من يده كأس بفعل مقصود منه ليعتذر منهم بشدة و ينزل بقدميه ع الارض يأخد قطع الكأس المكسور 

و بحركة سريعة و لم يراه احد قام بلصق جهاز صغير بحجم اصغر من عقلة الاصبع اسفل الطاولة و كان ذلك جهاز تصنت 

كان يجلس "زياد" ع كرسي في تلك المستشفي بعيداً قليلاً عن "يونس" حتي لا يراه "يونس" و هو يكاد يبكي ع ضياع حبيبته 

: يارب دلنا ع طريقها يارب .. ريح قلبي و رجعها لأهلها دي طيبة و ملهاش دعوة بوحاشة الدنيا دي

ليقوم و يقترب قليلاً من "يونس" و هو يربت ع كتفه بخفه

: فوق كدا و اجمد يا "يونس" بيه اختك و والدتك محتاجينلك 

ليرفع "يونس" عينيه الحمراء بشدة ينظر الي ملامح "زياد" الحزينة ليقول 

: الاتنين في وقت واحد ؟ ليه العقاب بتاع ربنا دا

"زياد" سريعاً و بنفي : اوعي تيأس و شيطانك يخليك تقول ان دا عقاب من ربنا لاء طبعا .. ربنا رحيم ع عباده و لطيف بيهم لأبعد حد عمرك ما تتصوره دا اختبار من ربنا يشوف مدي قدرة تحملك و يشوف قدرة إيمانك بيه و صبرك له

"يونس" بحزن شديد : عايز يشوف إيماني و انا اصلا عمري ما صليت ابداً و لا اعرف الصلاة بتتصلي ازاي

ليبكي "يونس" بحسرة شديدة ع حالته تلك 

ليتنهد "زياد" بحزن عليه و يضع يديه بخفه ع كتفه يحثه ع النهوض 

: يبقي آن الأوان انك تبدأ ترجع لربك و تصلي و تقرأ عن دينك و تفهم فيه اكتر و تؤمن بيه ان عمره ما هيخذل عبد من عباده 

"يونس" بتوهان : هيغفرلي بعد العمر دا كله مصليتش ؟ 

ليومأ له "زياد" بايجاب و يقول

: ايوة طبعا هيغفرلك دا ربنا غفور رحيم يسامح عبده لو جايله تايب توبة كاملة متأيسش و ارمي تكالك ع ربك و هو هيفرجهالك من حيث لا تحتسب .. تعالي نقوم نصلي ركعتين لربنا و انا هقولك تصلي ازاي 

ليدهب "يونس" وراءه كالطفل الصغير الذي سوف يعلمه والده لأول مرة الصلاة و الوضوء .. قام "زياد" بإرشاده كيفية الوضوء و جلسوا سوياً في المسجد الخاص بالمستشفي يعلمه "زياد" أساسيات الصلاة و ما يجب قوله و ما يجب فعله و صلي "يونس" و سجد لربه يبكي و هو ساجد فلأول مرة يشعر بطعم ذلك الشعور فلقد ربت الله ع قلبه بهدوء و اراحه بشدة .. سلموا من صلاتهم ليجلس "يونس" امام "زياد" ينظر له بفخر و ابتسامة 

: ربنا يبارك لأهلك بجد يا "زياد" و يخليك ليهم انت بجد و نعم الشباب اللي موجودة اليومين دول 

ليتنهد "زياد" بحزن

: ربنا يخليك يا "يونس" بيه .. انا اهلي ماتوا في حادثة من و انا صغير لسة في اعدادي و انا اللي ربيت اختي "نيروز" كانت لسة طفلة في رابعة ابتدائي 

لينظر له "يونس" بحزن و هو يعزيه قائلاً 

: البقاء لله يا "زياد" شد حيلك 

: و الدوام لله يا "يونس" بيه 

: "زياد" إحنا شباب من دور بعض و انا استريحتلك و بقيت عزيز عليا و صاحب ليا معتش تقولي يا بيه 

"زياد" بإعتراض : مينفعش يا "يونس" بيه

ليتنهد "يونس" بتعب 

: "زياد" لو سمحت انا مش قادر أجادلك و بعدين مش هيحصل حاجة يعني لو قولتلي "يونس" بس انا اللي بقولك أساساً تقولي كدا اسمع كلامي عشان خاطري بقا 

"زياد" بهدوء : حاضر يا "يونس" 

ليرن هاتف "يونس" في تلك اللحظة لينظر له "يونس" مطولا ثم يقول لـ "زياد" و هو يقف 

: هعمل مكالمة مهمة و جاي تاني 

ليومأ "زياد" رأسه بخفة له


: سوف تتم العملية اليوم في تمام الساعة الواحدة صباحاً بعد منتصف الليل سوف نقوم بالتسليم في مكان ***** 

: لماذا ذلك المكان 

: لا اعلم فتلك هي المعلومات التي جائت لي و اخبركم بها

: يجب ان نستعد جيداً الليلة و نأخد حذرنا بشدة حتي لا تداهمنا الشرطة مثل كل مرة 

ليصيح به الرجل الذي أمامه 

: ذلك يكون في روسيا و أسبانيا و باقي الدول التي فعلنا بها عمليات و لكن اليوم لن يعلم بنا احد فلن يتوقع احد ان أبناء مصر هم الذي تبع ←المافيا→

ليومأ له الرجل بعدم تصديق لكل كلمة يقولها فهم منذ سنتين لا تنجح عملية واحدة لجماعتهم بسبب وجود الشرطة دائماً تهجم عليهم 

كوب من المياة تساقط بعنف ع وجهها جعلها تفوق من الإغماء الذي كانت عليه مساءاً حتي الآن لتفتح عيناها برعب شديد و هي تنظر للرجال قويين البنية الذين يقتحمون الغرفة و يملأوها و يحاوطون رجل أربعيني السن و لكن لا يظهر عليه سناً بسبب بنيته الرياضية كان جالساً في منتصف الغرفة و حوله هؤلاء الرجال و "يُسر" منكمشة ع نفسها في نفس زاوية الغرفة التي تجلس بها منذ الأمس ترمقهم من وراء خصلاتها المبتله و وجهها المبتل بتلك اللؤلؤتين الخضراء الذي و ع الرغم من انهم بهم رعب كبير و لكن بهم نظرة قوية شرسة للغاية ..

"يُسر" بشراسة : انتو مين و عايزين مني ايه 

ليتحدث ذلك الرجل الذي يجلس في منتصف الغرفة بلكنته الاجنبية 

: تحدثي بلغة نفهمها ايتها الجميلة 

: من انتم و ماذا تريدوا مني ؟

ليرمقها ببسمة لعوب : يوجد حسابات كثيرة تحتاج للتصفية أيتها المثيرة لذلك اختطفتك و لكن انا لا انوي إعادتك ابداً فلقد أعجبت بكي و بشدة

لترمقه "يُسر" بعصبية شديدة و هي تقول : ما هذا ال ***** الذي تتفوه به أيها المسن العجوز 

ليقترب رجل من الحرس الواقفون و قام بضربها كف شديد مالت ع الارض من قوته و تساقطت دموعها 

الرجل بإبتسامة ساخرة : لا تتفوهي بكلام أكبر منك سناً أيتها الصغيرة 

لترفع "يُسر" عيناها التي لمع بها البكاء و ايضا نظرة شرسة للغاية و كان بجانب فمها ينزف دماءاً لتقوم بالبصق أرضاً أمامها دليلاً ع استحقارها له ليقترب منها ثلاث رجال و ظلوا يضربوها بشدة وسط صرخاتها و ألامها الشديدة فهم يضربونها بقوة غير عابئين أن من تحت يدهم فتاة ضعيفة .. ليشير لهم الرجل بالإيقاف عن ضربها لتنكمش "يُسر" ع نفسها تأن بوجع ع كل أنحاء جسدها التي تؤلمها بشدة .. ليتركوها و يخرجوا من تلك الغرفة تتكوم ع الارض وحدها 

كان يتسلل خفية عن الأنظار و لكنه ينظر نظرات جانبيه وراء ظهره يري ذلك الذي يقبع في السيارة يذهب من ورائه ليبتسم في خفة داخله و هو يقول 

: اول واحد اضطريت متوهش عنه و يعرف مكاني و شخصيتي دي

ليقفز فوق مبني و يتسلل خفية و هو يرمق ذلك الذي نزل من السيارة و ظل يمشي في الشارع يراقبه و هو يتأرجح من مبني إلي مبني .. نظر يجوب المكان من حوله حتي رأهم ع بعد و هم واقفون ينتظروا أن يأتي الطرف الاخر الذي سوف يستلم البضائع منهم و يعطيهم النقود مقابلها 

بعد دقيقتين جائت سيارة فخمة للغاية و ورائها سيارتين كبيرتين سوداء نزل منها شخص سريعاً ليذهب إلي السيارة الفخمة و قام بفتح الباب الخلفي لينزل منها ذلك الرجل الأربعيني الذي كان يتحدث مع "يُسر" في الغرفة لينزل أيضاً من سيارة الحراس "يُسر" التي كانت مكبلة اليدين و تسير بضعف شديد أو ع الأرجح كانت تجر بواسطة ذراعين ضخمين يمسكونها من الجانبين 

ليقف جميع الرجال في الطرف المنتظر و بعد قليل جائت السيارات معلنة عن مجيء الطرف الآخر في العملية بدأوا بحوار هادئ لبعضهم البعض و اخذوا ينظروا إلي البضاعة سوياً و التي كانت عبارة عن أطنان من المخد*رات المدمرة للانسان و أخذ الطرف الاخر يعرضوا نقودهم امامهم و بدأ نقل البضائع للطرف الاخر

و فجأة تنطلق طلقة نارية في وسط رأس أحد الرجال الممسكين بـ "يُسر" و في نفس الثانية انطلقت طلقة نارية اخري للرجل الآخر الذي يمسكها من الطرف الآخر لتصرخ "يُسر" بفزع شديد و هي تري الرجال امامها يقعوا أثر الطلقات النارية 

لتحدث حالة من الهرج و المرج في المكان و الجميع يعمرون أسلحتهم سريعاً و يحاولون الاختباء من ذلك القناص الذي لا يعرفوا مكانه 

لتتفاجيء "يُسر" بمن جذبها بلمح البصر و اختفي بها وراء أحد البيوت سريعاً قبل ان يراه الرجال الذي اختطفوها .. يقع رجل وراء رجل من الحراس ع اثر طلقات نارية من ذلك القناص الماهر و هو ينظر إليهم بإبتسامة خبيثة وهم يطلقون في الهواء طلقاتهم النارية علها تصيب القناص و لكن لم تأتي أي واحدة منها في اتجاهه ليفر ذلك الرجل الأربعيني و معه القليل من الحراس تاركهم وحدهم ينالون عذاب ذلك السفاح من وجهة نظره الذي يفسد جميع عملياته له 

جائت الشرطة و ألقت القبض ع جميع الموجودين الذي مازالو احياء و لكن الذي مات كان الحراس الذي يحموهم 

ليقترب ذلك القناص من المكان الذي رأه و هو يسحب "يُسر" فيه يحميها من الطلقات النارية 

: هي كويسة ؟ 

ليومأ له "زياد" بنظرات مضطربة و هو يقول

: اغمي عليها لازم نوديها المستشفي بسرعة 

ليردف من وراء قناعه

: يالا بينا بسرعة

ليزيل القناع عن وجهه و يتجه الي "يُسر" سريعا و هو يري كدمات زرقاء متفرقة في كل مكان في وجهها و قطرات الدماء تتساقط من رأسها و جانب عيناها و جانب فمها و ذراعيها العاريان بهم كدمات زرقاء و الكثير من الجروح و بنطالها المتسخ بالدماء من قدمها المجروحة و المقطع نتيجة ضربها ليقبض ع يديه بعصبية شديدة و يقوم بحملها و يذهب هو و "زياد" سريعاً 

وضعها في المقعد الخلفي لسيارته و جلس بجانبها و استقل "زياد" مقعد السواقة و ذهب بأقصي سرعة للسيارة بإتجاه المستشفي التي تقبع بها والدتها ..


                   الفصل الخامس من هنا 
تعليقات