قصة عشق يونس البارت السابع7بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت السابع 7
بقلم شهد السيد



الشاب : عايز نتعرف بس اديلي فرصة نتعرف 

لتنظر له "نيروز" بغضب شديد و عيناها الفيروزتين تتطلقان الغضب منهم و تتركه لكي تذهب لتجد ذلك الشاب قبض ع يدها بشدة منعها من الذهاب لتستدير "نيروز" و كانت سوف تصفعه بشدة ع وجهه لتتفاجيء بلكمة في وجه الشاب أعقبتها وقوعه أرضاً لتنظر إلي من فعل هدا لتجده "يونس"

"نيروز" بصدمة : مستر "يونس" ؟!

لينظر لها "يونس" بعينان تطلقان الشر الشديد و ينزل أرضاً لذلك الشاب و يكيل له العديد من اللكمات و الشاب لا يستطيع أن يجابهه فـ "يونس" في حالة هياج شديدة و بالنسبة لقوة ظابط في المخابرات الذي تلقي كل أنواع التدريبات ويعرفها عن ظهر قلب فلن يستطيع شاب بسيط كهذا أن يتفوق ع قدرة "يونس" الجسمية ابداً

"نيروز" بصراخ و هي تري الشاب قد فقد وعيه بسبب الضرب الكثير هذا 

: سيبه يا مستر "يونس" حرام عليك

ليتوقف "يونس" عن ضرب الشاب ما أن استمع لصوت صراخها و ينظر ليجده فقد وعيه حقاً ليضع يده عند مقدمة عنقه يري نبضه ليجده مازال ع قيد الحياة لينهض "يونس" من ع الأرض و هو ينظف ملابسها و يهندمها بكل برود 

"نيروز" بذهول : ايه اللي حصل دا 

"يونس" ببرود شديد : واحد مش محترم كنت بربيه

"نيروز" بعصبية : بالطريقة الهمجية دي ؟

"يونس" : يعني كنتي عايزاه يمسك ايدك و اسيبه عادي

"نيروز" بعصبية : انا كنت هوريه مقامه لكن اللي تعمله فيه بالشكل دا لحد ما يغمي عليه دي همجية 

"يونس" بعصبية : لاء مش همجية و لو اطول اقتله حالاً هقتله 

"نيروز" بزعيق : ليه كدا حصل ايه يعني مسك ايدي تمام كنت هضربه بالقلم و اسيبه و امشي لكن لما نوصله للحالة دي حرام كدا

"يونس" بعصبية : و انتي فاكرة لما حضرتك تديله بالقلم و تسيبيه و تمشي في الشارع الفاضي اللي احنا فيه دا كان هيقعد يعيط ع جنب و يسيبك تمشي كان ممكن يجري وراكي يجيبك من شعرك و يضربك و الله اعلم كان انتقم ع القلم اللي ادتهوله دا ازاي 

لينظر لها نظرة من فوقها لأسفلها لتفهم معني كلماته لتبتعد خطوة للخلف و هي تقول بصدمة 

: انا مكنتش اعرف ان ممكن يحصل حاجة زي دي و مكنتش اعرف ان هو هيتطاول عليا و يمسك ايدي من الاساس 

"يونس" بنبرة هادئة : اتفضلي معايا عربيتي اروحك بيتك 

"نيروز" بإستغراب : حضرتك كنت هنا بتعمل ايه و ظهرت فجأة كدا ازاي؟ 

"يونس" : كنت في شغل قريب من هنا و شوفت المنظر دا و لما عرفت ان انتي اللي واقفة و شاب بيعمل معاكي كدا جيتلك فورا 

: لو بنت تانية مكنتش هتيجي؟

لينظر إلي سؤالها بإستغراب 

: لو بنت تانية كنت هاجي الحقها بردو طبعاً ايه السؤال دا 

لتبعد "نيروز" وجهها عنه و تقول 

: تمام عن اذنك انا ماشية

: "نيروز" 

لتلتفت له 

: تعالي اوصلك لوسمحتي

"نيروز" بهدوء : مينفعش اركب مع حضرتك و نبقي لوحدنا في العربية شكراً انك فكرت فيا انا همشي قربت اصلا من الموقف هروح ع طول مع السلامة يا مستر يونس 

و تتركه لتذهب من أمامه ليظل متابعها بعينه حتي رحلت لينظر إلي ذلك الشاب الملقي أرضاً بقرف و يبصق عليه و يتركه و يذهب إلي سيارته و يذهب 

"يونس" في داخله : كدبت عليها ليه و قولتلها كنت في شغل مقولتلهاش ليه انك بتراقبها عشان تتطمن عليها و تبقي قدام عينك طول الوقت مقولتلهاش ليه انتي وحشتيني مقولتلهاش ليه انا عايزك و هاجي اخطبك .. اوووف 

لينظر إلي طريقه بهدوء و هو يسير في سيارته 


في الشركة .. كانت تدخل "يُسر" الشركة فرأت "زياد" يقف أمام المصعد و يفتح الباب لكي يدلف لتذهب "يُسر" بخطوات سريعة و تلحقه قبل أن يغلق الباب و أوقف "زياد" بيده المصعد عندما رأها و دلفت "يُسر" معه إلي المصعد و هي تتنفس بشدة من جريها لتلحق بالمصعد 

"زياد" بإستغراب : كان في اتنين اسانسير فاضيين اشمعنا جريتي بسرعة تلحقي دا قبل ما يقفل 

لتنظر "يُسر" أمامها بعيون جاحظة و تفكر في كذبة لكي تختلقها و نظرت له بإبتسامة متوترة و هي تقول في داخلها 

: مش هينفع اقولك عشان أركب الاسانسير معاك طبعاً 

"يُسر" : بحبه

لينظر لها "زياد" بإستغراب 

: هو ايه دا

"يُسر" : الاسانسير دا بحبه اكتر واحد في التلاتة اللي هنا دول بحبه مش بحس فيه إني بتخنق لكن التانيين بيخنقوني أوي و كمان يا بني دي فرصة هبقي معاك في الاسانسير يعني مش هخاف هلاقيك تلحقني للمرة التانية مش كدا ؟

"زياد" بإبتسامة : اهه طبعاً و الحقك العمر كله لو عايزة

"يُسر" بإبتسامة خجولة : بجد 

لينظر "زياد" أمامه سريعاً و هو يقول بنبرة حاول جعلها هادئة 

: ايوة طبعا يا آنسة "يُسر" انتي أمانة "يونس" هنا في الشركة 

لتقول "يُسر" بخيبة أمل : أمانة اهه 

ليفتح المصعد اخيراً في الدور التاسع حيث انتقل مكتبها إلي ذلك الدور ليصبح مكتبها و مكتب "مروان" و مكتب "يونس" الذي اصبح مكتب "زياد" الآن في ذلك الدور .. خرجت "يُسر" من المصعد و هي غاضبة بشدة و كانت تضرب الأرض بشدة بذلك الكعب الرنان الذي ترتديه و يذهب "زياد" من ورائها و هو ينظر إليها بإستغراب لماذا هي عصبية هكذا و تمشي كأنها تضرب الأرض بأقدامها و فجأة لينكسر ذلك الكعب بسبب عصبيتها و ضربها الأرض بقدمها هكذا و كانت سوف تقع لتجد يد "زياد" لحقتها فوراً و أمسكها بشدة قبل سقوطها أرضاً و أصبحت كأنها في أحضانه  

"زياد" بخضة : جرالك حاجة؟ 

كانت "يُسر" بعالم آخر تتنفس عبق رائحته بشدة و هي بين أحضانه هكذا لتستغل ذلك الوضع و تمثل البكاء الحقيقي 

:  رجلي بتوجعني اوي يا "زياد" الحقني

ليشتد "زياد" في مسكها بشدة خوفاً عليها

"زياد" بخوف : حصل ايه بس جرالك ايه 

"يُسر" ببكاء : رجلي باين اتلوت يا "زياد" مش قادرة ادوس عليها 

"زياد" بخوف شديد : طب اسندي عليا اوديكي مكتبك 

"يُسر" بتمثيل : اهاااا رجلييي مش قادرة امشي حتي يا "زياد" مش قادرة خالص 

لينظر "زياد" إليها بحيرة شديدة ثم يميل لأسفل قليلاً و يضع يديه يحمل أقدامها و يده الاخري التفت حول ظهرها ليحملها بين يديه داخل أحضانه ذاهباً إلي مكتبها 

كان يقف من يشاهد وضعهم المقرب بشدة هذا و الألم يحطم قلبه بشدة و يشعر أنه يريد الغضب ع أحد ما بشدة و الفتك به ليذهب يستقل المصعد الكهربائي و ينزل إلي الأسفل و يتجه إلي سيارته و يذهب بها إلي وجهه غير محددة .. كان ذلك الشخص "مروان"

في الأعلي دخل "زياد" إلي مكتب "يُسر" و هو مازال يحملها بين أحضانه و بالطبع "يُسر" استغلت الموقف هذا و لفت يداها حول رقبته و مالت برأسها مستندة ع صدره تتنفس بعمق رائحته الخلابة و تنعم بقربه الشديد هذا .. ليضعها "زياد" ع الأريكة الموجودة في مكتبها برفق شديد لتتركه "يُسر" و هي تقول بخفوت شديد 

: "زياد" رجلي بتوجعني اوي 

"زياد" بحيرة : هطلبلك دكتور اهو 

"يُسر" سريعاً : لاء لاء مش عايزة دكتور

"زياد" بإستغراب : و رجلك ؟ 

"يُسر" : في جوا في الحمام علبة الإسعافات الأولية ممكن تجيبهالي لوسمحت 

ليذهب "مروان" و يدخل إلي دورة المياة الموجودة في مكتبها و يبحث عن علبة الاسعافات سريعاً ليجدها و يخرج إليها سريعاً 

"زياد" : اهي

لتلتقطها منه "يُسر" و تفتحها و تبحث بداخلها لتجد ذلك الكريم الذي يكون دوائاً لقدمها 

"يُسر" : هدهن من دا ع رجلي و هتروق بسرعة

"زياد" : تمام انا هروح مكتبي لو عوزتي حاجة رني عليا ع طول

"يُسر" بإبتسامة ساحرة : شكرا بجد يا "زياد" ع اللي عملته انت فعلاً هتلحقني دايما

ليبتسم "زياد" بتوتر بسيط و يتركها و يخرج و يذهب سريعاً إلي مكتبه و يدخل و يغلق الباب ورائه سريعاً 

"زياد" و هو يضع يداه ع وجهه يخفيه تماماً 

: ايه اللي بيحصل دا يا ربي .. قلبي عمال يقع فيها اكتر و اكتر كدا ازاي و لا لما كانت قريبة مني و كنت شايلها مكنتش عايز أبعدها عن حضني ايه اللي بيحصل دا

ليبعد "زياد" يداه من ع وجهه و يوبخ نفسه بشدة 

: ايه الهبل اللي حصل دا ايه اللي خلاني اشتالها و أمسكها كدا حرام اني عملت كدا غلط بجد .. غبي غبيييي ما صدقت شيطانك اتحكم فيك معرفتش تمسك نفسك يا غبييي 

كان يسير بسيارته يستند بيده ع النافذة بجواره واضعاً رأسه ع يده مستنداً عليها و ينظر إلي الطريق بحزن شديد و يسير بالسيارة لا يعرف إلي أين وجهته ليرن هاتفه يجد المتصل به "زياد" لينظر إلي الهاتف مطولاً ثم يفتح الخط و يضع الهاتف ع اذنه 

: ايوة يا "زياد"

"زياد" ع الطرف الاخر : انت فين مش ظاهر في الشركة ليه 

"مروان" بنبرة هادئة : كنت بلف بالعربية شوية بس جاي في الطريق اصلا اهو 

"زياد" بشك : مالك يا "مروان" في حاجة؟

"مروان" : حاجة ايه انا كويس اهو

"زياد" : لاء متغير فيك حاجة تعالي الاول و بعدها أشوف الحوار دا عشان عندنا اجتماع مهم

"مروان" : جاي في الطريق اهو

و اغلقوا الخط سوياً 

كان يقف "يونس" أمام مكتب مدير المخابرات بطريقة عسكرية شديدة 

مدير المخابرات : استرح

ليقف "يونس" بهدوء شديد و نظرة هادئة و يقول

: تحت امرك افندم

مدير المخابرات : اتفضل اقعد

ليجلس "يونس" ع المقعد أمام المكتب بهدوء شديد و ينظر إلي مديره 

مدير المخابرات : أخبار مهمتك ايه يا "يونس" وصلت لإيه دلوقتي

"يونس" : من بعد ما خطفوا اختي يا فندم و الشرطة قبضت ع اللي كانوا موجودين و "مايكل" هرب (الرجل الاربعيني الذي اختطف "يُسر") و انا تواصلت مع الشرطة و قدرت اخد اللي قبضوا عليهم هناك و كلهم كانوا دلاديل "مايكل" قدرت أعرف من معظهم كل الاماكن و البيوت اللي بيقعد فيها و بيملكها و بدأت تحرياتي طول الشهر دا لحد ما عرفت هو موجود فين و سايب حراسة مشددة قريبة منه تعرفني خطواته 24 ساعة و قدرت أزرع حارس من حراسه الشخصي لحسابنا و قالي إن في عملية جديدة بيخطط "مايكل" يعملها بس لسة ميعرفش ايه هي و لا فين حتي 

مدير المخابرات بجدية : انت دايما يا حضرة الظابط بتخربله عملياته و الحمدلله الفضل لربنا و من بعدها انت بقاله سنتين كاملين من ساعت ما انت مسكت المهمة دي و احنا متابعين مفيش عملية مشبوهة واحدة حصلت بسببه كلنا بنبقي شاهدين علي عملياته اللي مش بتتم للأخر

"يونس" بإبتسامة هادئة : شكرا يا فندم 

مدير المخابرات : بس خلاص بقا عايزين نقبض عليه راس الحية دا لازم يتعفن في السجن مينفعش يفضل برا اكتر من كدا 

"يونس" : بإذن الله يا فندم اخر عملية له هتكون نهايته

مدير المخابرات : تمام تقدر تتفضل

ليقف "يونس" من جلسته و يؤدي التحية له و يخرج من المكتب بهدوء

يذهب "يونس" إلي مكتبه ليجد صديقه "وليد" ينتظره 

"وليد" : ايه يسطا عملت ايه 

ليتجه "يونس" يجلس ع المقعد الخاص به وراء مكتبه و هو يقول 

: كان بيسألني عن اخر التطورات في المهمة اللي ماسكها

"وليد" بغضب : "مايكل" ابن ال***** .. الراجل انا مشوفتش حد زيه في حياتي نفسي أعرف بيهرب كل مرة كدا ازاي انت دايما بتحكيلي عنه و عن صفقاته المشبوهة زيه 

"يونس" : بس المرة دي خلاص هتبقي الاخيرة له انا متقدم عليه بخطوة دلوقتي مش هيقدر يجابهني المرة دي و همسكه خلاص

"وليد" : بإذن الله يا صاحبي

" يونس" : ما تيجوا نخرج النهاردة بقالنا كتير مخرجناش سوا

"وليد" : اشطا شوف الرجالة و نخرج

في الشركة 

كانت تجلس "يُسر" خلف مكتبها ع مقعدها تضع الهاتف ع اذنها تتحدث مع "نيروز" و "سلمي" مكالمة جماعية

"يُسر" : الامتحان الجاي بعد اسبوووع فيها ايه بقا لو خرجنا النهاردة شوية 

"سلمي" بحماس : انا عن نفسي موافقة جداااااا يالا يا نيرو بقا متبقيش رخمة 

"نيروز" بإحباط : يا بت انتي و هي متهبطوش عزيمتي خلوني ازاكر و انتي كمان يا "سلمي" زاكري عشان الامتحانات 

"سلمي" : يا نيرو دا ساعتين بس اللي هنضيعهم دلوقتي البت "يُسر" موحشتكش طيب 

"يُسر" بتمثيل الحزن : أيوة باين كدا يا سلومة موحشتهاش مش عايزة تشوفني 

"نيروز" بذهول : انتو بتألفوا قصة و بتمثلوها سوا يا كلاب طب هنخرج بقا اهوو 

"سلمي" بحماس : الله عليكي يا نيروو و انا هجيب البت "مليكة" اختي تخرج معانا 

"يُسر" : فل اوي كدا يالا هسيبكوا انا بقا عشان عندي اجتماع مهم و هكلمكوا بعده 

تغلق "يُسر" معهم الخط و تأخذ بعض الاوراق من أمامها و تقف من مكانها مردتيه ذلك الحذاء (كوتشي) لأنها لا يجب ارتداء حذاء ذو كعب بسبب التواء قدمها المزيف لتذهب و هي تخطو خطواتها العادية و تفتح باب مكتبها لتبدأ بالمشي ببطيء و هي تعرج قليلاً فهي قد وقعت في ذلك الدور أمام الجميع اليوم .. ذهبت إلي غرفة الإجتماعات و هي تسير ببطيء مزيف و تعرج أيضاً ليقوم "مروان" سريعاً من مكانه و يذهب لكي يساندها 

"مروان" : جرالك ايه كدا يا "يُسر"

لتنظر "يُسر" إلي يد "مروان" الممتدة لها و تنظر إلي "زياد" الجالس في مكانه عيناه تنظر إلي يد "مروان" الممتدة لها بهدوء شديد لتفكر "يُسر" قليلاً في إثارة غيرته لتمسك بكف "مروان" و تستند علي يده و هي تقول بتعب مزيف 

: رجلي اتلوت جامد و انا ماشية اول ما جيت النهاردة الصبح 

كان ينظر "زياد" إلي أيديهم المتشابكة ببعضهم بغضب شديد يريد أن يقوم من مكانه و يبعد يد "مروان" التي تلامسها تلك بعصبية شديدة 

لتجلس "يُسر" بمساعدة "مروان" ع الكرسي و يجلس "مروان" يسارها ع مقعد المقدمة و "زياد" يجلس ع يمينها حيث كانت طاولة الاجتماعات طاولة كبيرة الحجم و الطول و حولها الكثير من المقاعد ع الجانبين و كان "مروان" في المقدمة و بجانبه ع يمينه "يُسر" و بجانبها "زياد" .. دلفت السكرتيرة التي كانت تعمل سكرتيرة لمكتب "يونس" و الآن أصبحت سكرتيرة "زياد" 

: عملاء الشركة اللي هنتعاقد معاها وصلوا

"مروان" : خليهم يدخلوا 

لتخرج السكرتيرة و بعد بضعة ثواني تدلف إلي داخل غرفة الإجتماعات و ورائها عملاء الشركة التي سوف يعقدوا صفقة ملابس معها و كانوا ثلاثة شباب من نفس عمر "مروان" و "زياد" .. ليرحبوا جميعهم ببعض و يصافحوا بعضهم حتي "يُسر" قاموا بمصافحتها .. جاء الشاب الثالث يصافح "يُسر" و رفع يدها لأعلي و قام بتقبيلها و هو يقول 

: مكنتش اعرف إن في شريكة للشركة هنا صغيرة و حلوة كدا 

"يُسر" بإبتسامة هادئة : ميرسي

كان "زياد" و "مروان" ينظروا لفعلة ذلك الوقح و إلي كلماته بغضب شديد يريدوا الفتك به ع الفور و لكن يمسكون بغضبهم بشدة 

جلسوا مقابلهم ع الجهة الاخري من الطاولة أمامهم ليبدأوا يتحدثوا عن العمل ليندمج "مروان" معهم في الحديث عن العمل غير منتبه لذلك الشاب الذي لم يرفع عينه نهائياً من ع "يُسر" و لكن كان يوجد "زياد" المنتبه لنظرات ذلك الشاب من أول جلسته .. ليقوم "زياد" من مكانه و يذهب إليه و يقوم بلكمة بشدة يقع أرضاً متألماً من لكمة "زياد" .. ليفيق "زياد" من شروده سريعاً أنه ضرب الشاب و هو لم يضربه من الأساس و ينظر إلي الجميع يجد "مروان" سوف يوافق ع تلك الصفقة و سيطلب تجهيز الاوراق 

"زياد" بسرعة : استني يا "مروان"

لينظر الجميع اليه بإستغراب شديد

"مروان" : في ايه يا "زياد" 

"زياد" و هو يعطيه بعض الأوراق و يعطي "يُسر" نفس الأوراق و يرجع ظهره ع مقعده بثقة و هو يقول 

: للأسف مش هنضطر نعمل الصفقة معاكوا 

احد الشباب : دا ليه يا أستاذ "زياد" ؟ 

"زياد" بثقة : عشان شركتكوا اللي بتشتغلوا فيها أعلنت افلاسها اصلاً و انتو جايين لأي شركة كبيرة ترفع شركتكوا و تنعشها ع حسابها و ترجعوا من الإفلاس بإنتاج من عندنا و تصاميم من عندنا و ميزانية من عندنا انتو بقا شركتكوا هتقدم لينا ايه ؟ و لا حاجة عشان كدا الصفقة ملغية 

ليقف الشباب بغضب شديد و يقول أحدهم 

: تمام شكرا يا أستاذ "زياد"

ليخرج الثلاث شباب و يظل "مروان" و "زياد" و "يُسر" فقط في قاعة الإجتماعات 

"مروان" بإستغراب : معرفتنيش الكلام دا ليه يا "زياد" قبل ما نبدأ الإجتماع أنا كنت لسة هوافق ع الصفقة 

"زياد" : كنت هقولك أول ما جيت بس انت مكنتش فاضي 

"مروان" بإستغراب : مكنتش فاضي إزاي ؟ 

لينظر "زياد" إلي "يُسر" و يقول

: كنت لسة هقولك قبل ما آنسة "يُسر" تيجي و انت قومت ساعدتها قعدنا خلاص كنت هقولك لقيتهم جم فمجتش فرصة خالص

"يُسر" : و انت عارف إن شركتهم أفلست و المعلومات دي من امتي 

"زياد" : امبارح بليل و انا بدرس الملف و بحثت عن شركتهم و عرفت و جيت النهاردة لسة شايفكوا دلوقتي أهو 

ليرن هاتف "زياد" و "مروان" في نفس الوقت كان "يونس" يتصل ب "مروان" و كان "وليد" من يتصل ب "زياد" 

قامت "يُسر" بهدوء و مثلت المشي ببطيء ليقول "مروان" سريعاً 

: أساعدك يا "يُسر"

: لاء لاء انا كويسة متقلقش 

و أسرعت خطواتها قليلاً و خرجت ليرد "مروان" و "زياد" ع هواتفهم ليقول لهم أصدقائهم بأنهم سيخرجوا سوياً اليوم فيوافقوا و يغلقوا الخط معهم 

اقترب "زياد" من "مروان" و جلس بجواره و هو يقول

: كان مالك بقا 

ليتنهد "مروان" و هو يقول

: مفيش حاجة يا "زياد" بجد 

"زياد" : انا مش متعود عليك كدا خالص فين "مروان" اللي بيهزر و يضحك مالك يا صاحبي مش احنا اخوات قولي مالك في ايه 

ليبتسم له "مروان" و هو يقول في عقله

: "زياد" ملوش دعوة يا "مروان" دا صاحبك و اكتر من اخوك متزعلش منه ملوش ذنب 

"مروان" : ايه يسطا هنقلبها دراما و لا ايه انا كنت مصدع شوية بس الصبح لكن فوقتلك خلاص دلوقتي .. يالا خلص شغلك عشان خارجين 

"زياد" بإبتسامة : اهو هو دا "مروان" ايوة كدا اضحك يا صاحبي مفيش حاجة تستاهل زعلك دا 

"مروان" و هو يطبطب ع كتف "زياد" : ماشي يا صاحبي 

كان "وليد" يسير بسيارته ذاهباً إلي منزله الخاص الذي يعيش به وحده إذ به يتفاجيء بفتاة تعبر الشارع سريعاً من أمامه مما أدى إلي انحراف سيارته للجانب سريعاً و أوقف السيارة بسرعة شديدة لتنصدم الفتاة من الذي حدث حولها فتقع أرضاً من خضتها و لم تعد تمتلك أعصاب لكي تقف ع أقدامها من وهل الموقف الذي حدث .. تجمع الناس حولهم ليروا ماذا أصاب الفتاة و هل هي بخير أم لا .. نزل "وليد" من سيارته صافعاً الباب خلفه بعصبية شديدة و اقترب من الزحام الذي أمامه السيارة فهو يعلم انها بخير و لم يصبها شيئاً فالسيارة لم تلمسها من الأساس .. اقترب و قال بصراخ و عصبية 

: ممكن تفهميني ايه اللي حضرتك عملتيه دا

لترفع عيناها إليه بضعف و آثار الخضة مازالت ع ملامحها 

"وليد" : القطة اكلت لسانك دلوقتي لكن فالحة تتنططي قدام العربيات بس 

لتستمع لتلك الكلمات فذهب عنها خضتها و ذهب ضعفها و وقفت ع أقدامها فصارت قصيرة للغاية أمام طوله الفاره .. نظر إليها و إلي شعرها الذي تعصقه ع شكل كعكتين تشبه القطط فكانت طفلة حقاً و أيضاً ملامحها طفلة فهي طفلة صغيرة طائشة 

الفتاة بعصبية لا تليق بها : احترم نفسك يا أستاذ انت ايه ماشية تتنططي دي شايف قرد قدامك 

"وليد" بعصبية : القرد هيكون بيفكر عنك يا طفلة 

الفتاة بعصبية : انا مش طفلة انت اللي ماشي في عربيتك و مسرع كأن الناس كلها تفضل مستنية الباشا اللي يعدي بس و احنا نبقي نمشي من بعده لا فوق يا أستاذ انت 

"وليد" بعصبية : احترمي نفسك بدل ما احبسك 

لتشهق مثل النساء بصوت عالي و تقول بنبرة مثل الردح الشعبي 

: حوش حوش البوليس قاعد مستنيك تعالي يا بوليس تعالي يا حكومة خديني بسرعة عشان الباشا عايز يحبسني عشان كنت بجري الحق محاضرتي 

لتنظر له بإستنكار و قرف و تتركه و تمشي و هي تهندم ملابسها .. وقف "وليد" مذهول من تلك الطفلة الصغيرة بالنسبة له و من طريقة كلامها فلبسها الراقي و المحترم لا يدل أن يوجد شخصية كهذه وراءه من الأساس لينظر الي الناس من حوله ليجدهم يضحكون بخفوت عليه 

"وليد" : خلاص اتفضت يا جماعة كل واحد يشوف طريقه

و يذهب "وليد" يستقل سيارته وسط ذهوله من تلك الطفلة و يدهب إلي وجهته 

حل المساء و تجمع الشباب لكي يخرجوا سوياً و أيضاً تجمعت الفتيات لكي يخرجوا هم أيضاً .. دلف الشباب إلي ذلك المطعم لكي يتناولوا الطعام سوياً و كان ذلك نفس المطعم الذي أتت إليه الفتيات أيضاً جلس الشباب في مكان و جلست البنات في مكان بعيد قليلاً عن مكانهم فأصبحوا لا يرون بعضهم البعض .. كان نظام ذلك المطعم من النوع الذي تقوم انت تقدم الطلبية الخاصة بكم بنفسك و الطعام سوف يأتي لك وحده مع أحد العاملين .. أملي الشباب ما يريدونه إلي "وليد" لكي يطلب الطعام هو و عند البنات أملوا طلباتهم إلي "مليكة" اخت "سلمي" لكي تطلب الطعام هي .. ذهب "وليد" إلي المكان المخصص لطلب الطعام فكان مزدحم قليلاً بعض الشيء .. أتت "مليكة" أيضاً لتقدم طلبية الطعام فوجدته مزدحم قليلاً كانت تعود بظهرها للخلف لكي لا ترتطم بشاب دون قصدها من الواقفين أمامها يطلبون الطعام فوجدت نفسها ارتطمت بشخص خلفها فنظرت خلفها سريعاً لكي تعتذر لتجده "وليد" لتتحول الشرارت في عيناها بغضب شديد و تقول 

: انت بتراقبني يا أستاذ و لا ايه

"وليد" بذهول : براقب مين يا طفلة انتي دا انتي اللي جاية ورايا لحد هنا انتي اللي بتراقبيني

"مليكة" بإستنكار : اراقبك ؟ هه قال اراقبك قال ليه ياخويا كنت مين انت عشان اراقبك و اجي وراك 

"وليد" بعصبية : انتي واحدة مش محترمة 

لتشهق "مليكة" بصدمة و تصرخ بعصبية و تقول 

: نعم نعم مش محترمة؟ لاء اقف معووج و اتكلم عدل يا عنيا بدل ما اجيب اللي في رجلي يعرفك مقامك 

لتأتي "سلمي" و "نيروز" و "يُسر" ما أن استمعوا بوضوح لصوت "مليكة" المرتفع و جاء "مروان" و "زياد" و "يونس" ليروا ما الذي يحدث عند طلبية الطعام ليجدوا صديقهم يقف أمام فتاة و يصرخوا بشدة أمام بعضهم ليشهب "زياد" سريعا لأنه يعلم هوية "مليكة" و يقف أمام "وليد" عندما رأه يقترب منها يريد أن يضربها

ليستمعوا الي صوت "يُسر"

: "وليد" ؟

لينظر "وليد" ناحية الصوت ليجدها "يُسر" و يري الفتيات الذي رأهم معها في المستشفي و يري اصدقائه أيضاً قد جاؤوا 

"زياد" : اهدي يا "وليد" في ايه اللي حصل

"وليد" بعصبية : حتة عيلة عمالة نازلة تهزيق فيا

لتقترب "سلمي" من "مليكة" سريعاً و تمسك بيدها تبعدها من أمامهم قليلاً 

"سلمي" : في ايه اللي حصل يا أستاذ "وليد" اتكلم كويس عيب كدا 

"وليد" بعصبية : دي واحدة متعرفش الاحترام

"مليكة" بتهكم : و انت اللي تعرفه اوي

"وليد" بغيظ : شوفتوا

"يُسر" : اهدي يا "وليد" قولوا حصل ايه طيب فهمونا 

"مليكة" : الصبح كان هيخبطني بعربيته اللي ماشي نافش ريشه بيها و نازل منها يتعصب عليا و يكلمني بأسلوب وحش كمان روحت وريته مقامه 

"يُسر" بضحك : والله جدعة يا بت

ليقترب "يونس" منهم و هو يقول لـ "يُسر" 

: بس يا شرارة 

"يونس" : طب اهدوا و تعالو نقعد كلنا سوا نشوف الموضوع دا حصل ازاي و نشوف مين الغلطان 

"وليد" بعصبية : مش قاعد انا و البت دي في مكان واحد 

"مليكة" : بت لما تبتك 

لتلكزها "سلمي" في جانب يدها 

"وليد" بغيظ : شوفت يا "يونس"

"يونس" : كبرني يا "وليد" و هنقعد اهو كلنا سوا و رسونا ع الحوار كله براحة و كفاية فضايح كدا في المحل الناس بتتفرج علينا 

ليذهب "وليد" و "يونس" و "زياد" و "مروان" إلي الطاولة يجلسون ع طاولة دائرية و يذهب من خلفهم "يُسر" و "نيروز" و "سلمي" و "مليكة" .. نظراً لأن الطاولة دائرية
جلس "يونس" و بجانبه من ناحية البنات جلست "يُسر" و ع جانبه جلس "وليد" و "مروان" و "زياد" التي جلست بجانبه "نيروز" و "تجلس "سلمي" و "مليكة" بين "يسر" و "نيروز" 

"يونس" : واحد بس اللي يتكلم فيكو يقول حصل ايه 

"وليد" بتساؤل : لحظة بس انتو تعرفوها منين ؟

كان يوجه سؤاله إلي الفتيات

"سلمي" : دي "مليكة" اختي

"مليكة" : ممكن احكي انا اللي حصل

"يونس" بهدوء : اتفضلي

"مليكة " : انا ابقي ماشية في أمان الله و هعدي الطريق 

"وليد" : قصدك بتجري مش بتعدي زي البني آدمين 

"مليكة" : خلوه يحترم نفسه 

"وليد" بعصبية : انا محترم غصب عنك 

"يونس" بعصبية : ما بس بقااا قاعدين وسط اطفال عيب اللي بتعملوه دا احترموا سنكوا 

ليصمتوا و ينظروا إلي "يونس" بترقب 

"يونس" : اتفضلي كملي و انت اسكت يا "وليد" هنسمع الحكاية من الطرفين 

"مليكة" : ممكن كنت بجري عشان انا كنت متأخرة ع محاضرتي فجأة لقيته ظهر مرة واحدة قصادي هو لحق العربية و انا من الموقف اللي حصل اتخضيت جامد حتي وقعت في الارض رجلي معدتش قدرت تشيلني ألاقيه نازل من عربيته يزعق و يتعصب و يقوم قايلي فالحة بس تتنططي قدام العربيات وقفت ازعق قصاده يقولي هحبسك هزأته و مشيت ع محاضرتي 

لينظر "يونس" إلي "وليد" بضيق 
"وليد" : مش قولت هتسمع مني انا كمان 

"يونس" : اتفضل احكي 

"وليد" : يعني أبقي سايق في أمان الله في طريق سريع ألاقيها فجأة خرجت وسط الطريق كان فاتني خبطتها و ماتت دلوقتي 

"سلمي" بذهول : بعد الشر عنها ايه اللي بتقوله دا 

"وليد" : انا اسف يا ستي .. و مش من حقي يعني بعد ما تفاديتها بصعوبة شديدة و كنت انا اللي هعمل حادثة و العربية تتقلب بيا منزلش متعصب و اكلمها

"مليكة" : تكلمها؟ انت كنت نازل تتشاكل معايا و كمان بتقولي يا طفلة 

"وليد" : لأنك طفلة فعلا مش شايفة نفسك قصيرة و صغيرة جداً و وشك طفولي ازاي 

"مروان" بتريقة ل "وليد" : وشها طفولي اهه

لينظر له "وليد" بعصبية فيصمت "مروان" و ع وجهه ابتسامة عابثة 

"يونس" بهدوء : عيب اللي حصل دا و انتو الاتنين تعتذروا لبعض دلوقتي ع اللي حصل و كمان معتوش هتشوفوا بعض بتهيألي تاني فنفض الحوار و اتصافوا و خلاص بقا

"وليد" بغيظ : انا اسف

"مليكة" بغيظ : و انا اسفة

لتقوم الفتيات جميعهم و يذهبوا إلي طاولتهم تاركين الشباب وحدهم .. كان يتحدث "وليد" إلي الشباب و في نفس الوقت تتحدث "مليكة" إلي البنات 

"وليد" : والله بت عقلها طاير 

"مليكة" : دا انسان مهزأ مش بيهمه حد 

"وليد" : دي كانت بتردحلي الصبح و دلوقتي بتقولي يا عنيا 

"مليكة" : بيقولي هحبسك دا عبيط دا 

لتتحدث "يُسر" بخفوت 

: لاء هو مش عبيط هو ظابط مخابرات 

"مليكة" : شوفتوا اهو البنيه عقلها اتلحس من الخناق و بتقول أي كلام 

"سلمي" بغيظ : لاء عقلها متلحسش و لا حاجة هو فعلا ظابط مخابرات يا زفتة و له مقامه بين الناس فعيب اوي اللي عملتيه قصاد الناس دا 

"مليكة" و هي تنظر إلي "نيروز" : بيتكلموا بجد ؟

لتومأ لها "نيروز" برأسها بالإيجاب 

"مليكة" بلا مبالاة : هو اللي مهزأ اعمله ايه

لتنظر لها اختها بغيظ شديد

جاء اليوم الثاني .. كان يجلس "زياد" هو و شقيقته "نيروز" يتناولون طعام الفطور سوياً 

"زياد" : أخبار الإمتحانات ايه 

"نيروز" بإبتسامة : فل الفل يا "زياد" بيه متقلقش ع اختك خالص 

"زياد" بإبتسامة : واثق فيها طبعاً .. بقولك في ورق مهم ع الطرابيزة ممكن تجيبهولي  

لتقوم "نيروز" من جلستها و تذهب إلي الطاولة لتبحث عن الأوراق التي يقول عنها شقيقها لتجد كارتين فقط ع الطاولة لفت انتباهها لصورة الكعبة المنورة ع تلك الاوراق لتمسك الكارتين بتعجب و تنظر بهم لتجدهم تذكرتين طائرة إلي المدينة المنورة السعودية 

"نيروز" بصدمة : لاء مش مصدقة حلمي هيتحقق ؟ 

لتلتفت تنظر لأخيها الذي كان ينظر لها و ع وجهه ابتسامة واسعة لها لتركض نحوه و تقوم بإحتضانه بشدة و هي تقول ببكاء 

: مش مصدقة يا "زياااد" اخيراً حلمي هيتحقق 

"زياد" و هو يطبطب ع كتفها 

: ايوة هيتحقق يا "نيروزتي" و هاخدك بعد الامتحانات ما تخلص و نروح هناك ع طول نعمل العمرة اللي كان نفسك تعمليها من زمان و إن شاء الله العيد الكبير اللي جاي هنبقي نروح نحج سوا كمان 

لتنظر له "نيروز" ببكاء و تعود إلي أحضانه تشتد به أكثر 

: ربنا يخليك يا سندي و اخويا في الدنيا ربنا يخليك ليا و متحرمش منك ابدا

كان يجلس ذلك الرجل الأربعيني الذي اختطف "يُسر" من قبل و الذي يدعي "مايكل" .. كان يدخن بشراهة و هو يقول للرجل الجالس أمامه 

: تلك الفتاة لا تذهب من عقلي ابداً لقد أعجبتني بشدة أريدها حتي لو اضطررت لسحق أخيها تحت أقدامي 

الرجل صديقه : اهدأ يا رجل قليلاً أمامك جميع الفتيات ينتظرون منك كلمة واحدة بأن تطلبهم سيأتوا لك ع الفور 

"مايكل" : لا أريد تلك الفتيات أريد تلك الفتاة بشدة فهي بها شيء يجلعني أريدها كثيراً لا أعرف ما هو ولكن ما أعرفه أنني سوف اختطفها مرة ثانية أقسم لك أنني سأختطفها و لكن تلك المرة سأذهب بها إلي خارج البلد لكي لا يتمكن أخيها من العثور عليها مرة اخري

استمع الحارس الذي يعمل لـ "يونس" كل ذلك الحوار و قام بإرسال رسالة ع هاتفه سريعاً إلي "يونس" يعلمه بالذي سمعه هذا 

كان يجلس "يونس" خلف مكتبه ينظر إلي ملف أمامه يدقق به ليرن هاتفه بصوت رسالة ليفتح الهاتف و يقرأ تلك الرسالة و ما هي إلا ثواني و احتلت معالمه الغضب الشديد و أراد أن يلقي بالهاتف ليحطمه إلي عدة أشياء فكان مضمون الرسالة ( "مايكل" يعمل ع اختطاف اختك مرة اخري أيها الشرطي لقد سمعته للتو و عندما يختطفها سيخرج بها إلي خارج البلد حتي لا تعلم طريقها ) 

ليستجمع عقله سريعا و يقوم بمهاتفة الحراس الذين وضعهم أمام الشركة

"يونس" : تاخدوا بالكوا من كل كبيرة و صغيرة تحصل مفهوم تراقبوا حتي النملة اللي داخلة 

ليغلق الهاتف و يتصل بالحراس الموضوعين أمام الفيلا و يقول لهم نفس الكلام و قام بمهاتفة الحراس الذين يقومون بحماية "يُسر" و يمشون خلفها دون أن تشعر بهم و يأمرهم بمراقبة "يُسر" و حمايتها جيداً للغاية و لن يسمح لهم بالعيش اذا حدث لها مكروه .. و في النهاية قام بمهاتفة "زياد"

"يونس" بهدوء ظاهري : ازيك يا "زياد" اخبارك ايه 

"زياد" : الحمدلله كويس لسة جاي الشركة اهو 

"يونس" : هطلب منك طلب يا "زياد" 

"زياد" بإستغراب : اطلب ع طول يا "يونس" في حاجة و لا ايه 

"يونس" : ايوة في .. "يُسر" 

ليعتري القلق قلب "زياد" و هو يقول 

: مالها في ايه

"يونس" : الكلب اللي كان خاطفها بيفكر يخطفها تاني عايزك تحميها يا "زياد" و تاخد بالك منها انا واثق فيك اوي انك اكتر واحد هتخاف ع "يُسر" 

"زياد" بقلق : متقلقش يا "يونس" هاخد بالي منها طبعاً و هروحها بنفسي لو لازم كمان متقلقش انت بس 

"يونس" بإبتسامة هادئة : معتش قلقان بدام هتاخد بالك منها 

ليغلقوا الخط معاً و يبقي "زياد" في حيرة شديدة و القلق و الخوف عليها يتأكل قلبه بشدة خوفاً أن يصيبها مكروه 

ذهب النهار و قاربت الساعة الخامسة مساءاً كان يعمل "مروان" و "زياد" و "يُسر" ع الحاسوب الصغير الذي أمامهم (لاب توب) في غرفة الإجتماعات سوياً ليغلق "مروان" الحاسوب الصغير و يهم بالوقوف 

"مروان" بتعب : انا هروح كفاية كدا هكمل في البيت 

"زياد" : تمام ماشي بس خلص الملفات قبل بكرا ضروري 

"مروان" : ماشي

ليوجه "مروان" أنظاره إلي "يُسر" 

: مش هتروحي يا "يُسر" 

لينتظر "زياد" سماع إجابتها بترقب شديد فهي إذا قالت نعم فسوف يذهب معها الآن و يكمل عمله في البيت و إذا قالت لا فسيجلسوا سوياً و ينهوا العمل و يذهب معها ليوصلها إلي البيت 

"يُسر" : لسالي شوية حاجات هخلصهم كمان نص ساعة و لا حاجة فلما اخلص اروح مرة واحدة بقا 

"مروان" : شكلي كنت بطيء اوي جنبكم انا لسة ليا حاجات كتير يالا همشي انا بقا عشان معطلكوش اكتر من كدا سلام 

"زياد" و "يُسر" : سلام

لتندمج "يُسر" مرة اخري أمام الحاسوب الصغير لكي تنهي أعمالها لينظر إليها "زياد" بخوف شديد يخاف من ضياعها من بين يديه و يتم اختطافها مرة اخري .. انتبه للحاسوب الصغير أمامه و بدأ ينجز عمله مرة اخري .. بعد ما يقارب خمسة عشر دقيقة تم قطع الكهرباء و أصبحوا في الظلام الحالك ليقوم "زياد" بجذب "يُسر" بكرسيها إلي جانبه بحركة سريعة و يمسك بيدها بشدة

"يُسر" بإستغراب : في ايه يا "زياد" انت بتخاف من الضلمة 

"زياد" : ضلمة ايه اللي بخاف منها انا بس كنت بشدك تبقي جنبي لنبعد عن بعض و منعرفش نلاقي بعض في الضلمة دي

كذب عليها و هو بالأساس خاف عليها من أن يكون قطع الكهرباء خطة لكي يتم اختطافها .. أمسك زياد هاتفه و أضاء المصباح و نظر لها و قال 

: تعالي نشوف المحولات يمكن السكينة نزلت بتاعت الكهربا 

"يُسر" : طب ما تصبر شوية يمكن مقطوع اصلاً و الوقتي يجي 

و بالفعل انتظروا كثيراً و كان يطمئن عليها كل لحظة من أنها بجانبه  

"يُسر" : معقول الشركة كلها روحت مفيش حد غيرنا هنا 

"زياد" : الساعة قربت ع 6 الكل روح من زمان .. تعالي النور طول اوي هننزل نشوف المحولات 

ليمسك "زياد" يدها بشدة و يذهبوا سوياً و "يُسر" بداخلها كانت سعيدة بشدة من انقطاع الكهرباء الذي جعله يمسك يدها بشدة هكذا 

نزلوا إلي الدور الاول من الشركة و ذهبوا إلي تلك الغرفة الصغيرة جداً التي يكون بابها من النوع الذي لديه سقاطة من الخارج فقط يفتح و يغلق من الخارج فقط .. دلف "زياد" و بجانبه "يُسر" و قام بإغلاق الباب ليس للأخير و قال ل "يُسر" 

: خليكي ماسكة الباب موارب كدا عشان مش بيتقفل غير من برا بس اوعي تسيبيه 

"يُسر" بمزاح : متقلقش يا معلم في ايد أمينه شوفلنا بس النور دلوقتي 

"زياد" : اهو انا كدا قلقت 

ابتعد عدة خطوات بسيطة منها و ذهب إلي تلك اللوحة الكبيرة التي يوجد بها الكثير من أزرار الإنارة الخاصة بالشركة و يحاول يبحث بمصباح الهاتف عن السكينة التي تضم جميع تلك الأزرار هذه ليضع يده ع شيء ما بدون قصده ليقع شيء عليه و كان ثقيل للغاية لتترك "يُسر" الباب سريعاً و تذهب إليه لتلحق به من أن يصيبه مكروه .. نظرت "يُسر" إلي يده وجدته انجرح بشدة في يده 

"يُسر" بخضة : "زياد" ايدك بتنزف جامد يا "زياد"

ليهدأها "زياد" قائلا 

: اهدي يا آنسة "يُسر" دا جرح بسط متقلقيش 

ليرفع "زياد" ذلك المحول الذي رأه اخيراً لينير كل شيء من حوله مرة اخري 

"يُسر" بخضة : مقلقش ايه دا جرح جامد اوي 

لتبحث "يُسر" في ملابسها ما الذي قد يربط به يده لتتوقف الدماء قليلاً لتمسك ذلك الحزام الذي ترتديه لبنطالها و كان من نوع الحزام الموضة و الذي يكون قماش لكي تربطه حول وسطها و يعطي مظهر للبنطال .. لتلف الحزام حول يده بتوتر شديد و قد امتلأت عيناها بالدموع قليلاً 

"زياد" : طب ممكن تهدي يا آنسة "يُسر"

"يُسر" بعصبية : بلا آنسة بلا زفت بقا 

لينظر لها "زياد" بتعجب 

: انا اسف

لتتنهد "يُسر" و تقول 

: يالا بينا نمشي انا اتخنقت

ليذهب "زياد" ناحية الباب ليجده أصبح يشبه الحائط من جانبهم فهو ليس به اي شيء يفتحه من الداخل فأصبحوا محبوسين في تلك الغرفة .. كانت تنظر "يُسر" إلي الباب بصدمة شديدة .. التفت لها "زياد" فإبتسمت له بتوتر 

: الباب مقفول ؟!

"يُسر" بإستعباط : انت اللي ندهتلي اقسم بالله 

"زياد" : الباب مقفول يا آنسه "يُسر"

"يُسر" ببكاء مصطنع : انت اللي ندهتلي والله 

"زياد" بغيظ : متعمليش الحركات دي انا عارف إنك مش بتعيطي 

"يُسر" بنبرة عادية : طيب ماشي 

"زياد" : الباب مقفول ليه ؟! 

"يُسر" : الااااااه مش انت اللي ندهتلي يا عم و قولتلي تعالي امسكي دي بسرعة معايا 

"زياد" بذهول : انا عملت كدا ؟؟

"يُسر" بخوف مصطنع : لاء انا اللي شوفتك محتاج مساعدة و حسيتها تقيلة عليك جريت الحقها

"زياد" : تقومي تسيبي الباب و انتي عارفة إنه بيتقفل من برا بس ؟؟؟؟

"يُسر" بنظرة كالأطفال : مخدتش بالي والله العظيم 



                  الفصل الثامن من هنا 
تعليقات