قصة عشق يونس البارت الثالث 3 بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الثالث 3
بقلم شهد السيد


جاء اليوم الثاني 

خرج "يونس" للركض كعادته يومياً وهناك رأى "نيروز" تجلس على ذلك الكرسي الذي تجلس عليه دائما منذ ان رأها اول مرة .. أبطأ في خطواته وذهب ناحيتها وهو يقول

: صباح الخير 

لترفع "نيروز" رأسها وتنظر اليه وهي تبتسم ابتسامه هادئه 

: صباح النور

 قال "يونس" لها 
 ‏
 ‏: ممكن اقعد 
 ‏
 ‏فأومات له "نيروز" بالموافقه وجلس بجانبها بعيدا عنها قليلا على ذلك الكرسي .. 
 ‏
 "يونس" : استغربت جداً لما شوفتك امبارح في الشركه
 ‏
"نيروز" : وانا بردو استغربت إن شاب صغير زيك يبقى مدير الشركه 

ابتسم "يونس" وهو يقول 

: شركة والدي وانا اللي ماسكها بعد وفاته

لتنظر له "نيروز" بحزن 

: البقاء لله مكنتش اعرف 

"يونس" : لا عادي ولا يهمك الدوام لله 

صمتوا قليلا ثم تحدث "يونس" قائلا 

: اتبسطت جدا اني شوفتك في الشركه امبارح 

لتخجل "نيروز" قليلا و تقول له

: شكرا 

"يونس" : تسمحيلي نبقى اصحاب 

لتبتسم "نيروز" و هي تنظر له قائلة 

: انا جيت النهارده المكان ده علشان اقول لحضرتك ان ما ينفعش ان احنا نبقى اصحاب 

لينظر لها "يونس" بعدم فهم وهو يقول 

: ليه كده فيها ايه 

لتبتسم "نيروز" ونظرت له لتقول بهدوء

: مينفعش نبقى اصحاب مفيش حاجه اسمها صداقه بين بنت و ولد انا بكلم حضرتك علشان الوقت اللي وقفت جنبي فيه .. الوقت اللي انا كنت منهاره فيه وزعلانه وكان في حاجه كبيره جدا حصلت في حياتي ومقابلتي ليك مرتين ان اول مره كانت غصب عني ان انا شوفتك و انت شوفتني وتاني مره كنت بشكرك ان انت وقفت جنبي الوقت دا .. و دي تالت مره علشان كنت عايزه اتكلم معاك عن حوار الشركه امبارح وان كويس جدا ان حضرتك متكلمتش معايا في الشركه ولا بينت ان انت تعرفني شكراً ليك

ليقول "يونس" بعدم فهم 

: ليه بس بتقولي كده فيها ايه يعني هو انا هعملك فضيحه ولا حاجه 

"نيروز" بهدوء : ايوه ممكن تبقى فضيحه علشان بنت وولد بيكلموا بعض 

"يونس" : وفيها ايه يعني الصداقات موجوده في كل حته 

"نيروز" : الصداقات موجوده ايوة .. لكن الناس اللي بتتكلم عن الصداقات دي ما ينفعش تتقال عليها ناس و لا بني آدمين أساساً وانا مش هسمح لنفسي إن حد يتكلم عني نص كلمه وكمان الدين الإسلامي بيأمرنا ان ميبقاش صداقات بين بنت وولد .. انا ايوة لسة مش محجبة و بتكلم في أمور الدين كأني حافظة الدين صم و بنصحك بيه لاء طبعاً انا مش كدا انا بشر و بغلط بردو و فكرة إني لسة مش محجبة دي انا بإذن الله ناوية ع حاجة كبيرة في عقلي هعملها بإذن الله و هتحجب فوراً .. شكرا لحضرتك على وقفتك جنبي مع السلامه

لتنهض نيروز عن مقعدها وتمشي عده خطوات ليوقفها "يونس" بكلامه

: شكرا إنك فهمتيني النقطه دي وحضرتك كبرتي في نظري جدا انك قولتي كده واوعدك ان مفيش حاجه بينا غير الشغل دلوقتي .. انا اسف لو ضايقتك

 لتلتفت له "نيروز" بهدوء و ابتسامه صغيرة ع وجهها 
 ‏
 ‏: شكرا ليك انت .. مش مضايقه ولا حاجه 
 ‏
 ‏لتذهب "نيروز" من أمامه لتضعه في حيرة من أمره كثيراً فكيف له ألا يعلم شيء صغير كهذا عن دينه و عند تذكر دينه نظر لنفسه بسخط شديد فهو لا يعرف كيف يصلي حتي 

كانت تخرج من الفيلا بهدوء لترى "زياد" يقف أمام سيارة أخيها وهو على وضعيته الدائمه يطوي يداه فوق بعضهم امام مقدمه صدره .. انتبه عليها "زياد" من ذلك صوت الكعب الرنان ليرفع نظره ناحية باب الفيلا ليجدها تاتي أمامه تلك الملاك هكذا قال في راسه لينفض تلك الافكار سريعا من رأسه ما هذا الذي يفعله أينعتها بالملاك ليبعد عيناه سريعاً عنها ويقف مستقيما لتقترب هي منه وهي تقول بابتسامتها المرحة 

: صباح الخير 

ليبعد نظره عنها وهو يقول بهدوء صارم 

: صباح النور يا "يُسر" هانم

لتردف "يُسر" بعبوس طفولي 

: بردو هانم دي ماشيييي صباح الخير يا "زياد" بيه 

ليقول زياد وهو عيناه تنظر لأي شيء اخر غيرها 

: لو سمحتي يا هانم مينفعش أناديلك بحاجه غير كده وحضرتك ما ينفعش تناديلي بكلمة بيه دي تاني 

لتقول "يُسر" بحزن

: انا ما بحبش كلمه هانم دي نهائي وما بحبش حد يقولي يا هانم انا صغيره وانتم مش عبيد عندي انتو ناس بتساعدنا بس مش علشان تقولولي يا هانم و الكلام ده و ع فكرة انا مش بعمل معاك انت كدا بس لاء انا كل حد عندنا هنا في الفيلا بيساعدنا بيقولي يا "يُسر" بس ودلوقتي انت لو مقولتليش يا "يُسر" بس وقلت كلمه هانم دي .. م معرفش هيحصل ا ايه بس اهو بقا 

اردفت جملتها الأخيرة بتلعثم طفولي جعلته ينظر لها و إلى تلعثمها وهي تقول تلك الجمله ثم ذهبت من أمامه وهي تمشي بخطوات غاضبه محدثه صوت أعلى بذلك صوت الكعب الرنان كأنها تضرب الارض و ليست تمشي عليها فقط ليبتسم "زياد" بخفه على طريقتها هذه ليوبخ "زياد" نفسه وهو يقول في رأسه 

: بطل غباء يا غبي دي الهانم بتاعة البيت اوعا تفكر فيها حاجه تانية هي عمرها ما هتسيب العز اللي هي فيه علشان تيجي تسكن معاك في شقه على قدك وهتجيب ليها الشقه منين وانت مش لاقي ألا تصرف على اختك بالعافيه كمان .. 

و بهذه الكلمات فقد اعترف لنفسه في داخله أنه احب تلك الملاك الجميلة و يتمناها ان تكون زوجته و حلاله و تعيش معه و لكن من داخله يقول لنفسه انها ليست بالغبية و لا الساذجة لتقع في حب سواق لديهم ..

دلفت "نيروز" هي و صديقتها "سلمي" إلي بهو الشركة ثم ذهبوا إلى المصعد و استقلوه إلى الدور الخامس حيث قاعه المتدربين بذلك الدور ودخلوا وجلسوا على مكاتبهم حيث كان يوجد بعض الفتيات وبعض الاولاد قد جاؤوا فلم يأتي الجميع بعد .. 

"سلمي" بملل : تعالي ننزل نفطر لسة هنبدأ الساعة 9 و الساعة دلوقتي 8 ونص اهو نستغل اننا جايين بدري 

"نيروز" : انا بردو كنت لسة هقولك كدا عشان جعانة اوي 

"سلمي" : طب يالا بينا 

نزلت نيروز و سلمي إلي الدور الاول حيث يوجد مقهي صغير للإستراحة من العمل .. كانت تقف يسر تعطيهم ظهرها و هي تنتظر القهوة الخاصة بها لتأخذها و تصعد إلي مكتبها و عندما جائت لها القهوة أخذتها و التفتت و لم تري تلك الفتاتين الذين كانوا مقتربين منها و انسكبت القهوة الساخنة ع يد "يُسر" و الباقي ع ملابس الفتاتين معاً و التي كانا "نيروز" و "سلمي"

"يُسر" بفزع : انا اسفة بجد والله ما شوفتكوا ابدا حصلكوا حاجة

لتهدئها نيروز سريعاً بإستغراب : اهدي يا حبيبتي محصلش لينا حاجة انتي ايدك القهوة اتكبت عليها اصلا يعني ايدك دلوقتي بتوجعك 

لتنظر "يُسر" إلي يدها و كأنها انتبهت لذلك الوجع الآن عندما اخبروها عنه 

لتذهب يسر الي دورة المياة سريعاً و قامت بغسل يدها و اخذت بعض اوراق المناديل و خرجت لهم سريعاً و كانت نيروز و سلمي ينظران لبعضهم و لـ يسر بإستغراب

نيروز : ايدك كويسة دلوقتي

يسر ببسمة : ايوة متقلقوش كويسة 

سلمي : احنا اللي آسفين كمان عشان جينا وراكي و انتي مكنتيش واخدة بالك ان احنا وراكي 

يسر بمرحها المعتاد : و لا يهمكوا يا مزز المهم إني اتعرفت ع قمرتين زيكوا 

سلمي بنفس المرح و كأنها وجدت توأمها : دا انتي اللي قمر و بعيون خضر زي العسل كدا انا سلمي 

نيروز بإبتسامة : و انا نيروز 

يسر و هي تنظر لهم بإبتسامة : و انا يسر .. انا بهدلت ليكوا الهدوم بتاعتكوا انا اسفة بجد

سلمي و نيروز في آنن واحد : و لا يهمك 

يسر : انتو الطلاب اللي بتتدرب صح ؟ 

سلمي : ايوة 

نيروز بهدوء : انتي شكلك موظفة هنا باين من لبسك الرسمي ! 

يسر : ايوة انا موظفة هنا و في نفس الوقت أكون اخت يونس المدير العام هنا 

سلمي بتعجب : يعني انتي صاحبة اسم الشركة اللي هنا بقا

يسر بمرحها المعتاد و كأنها تعدل ياقة ملابسها الوهمية

: بشحمها و لحمها قصادك 

لتضحك عليها سلمي و بشدة و لكن نيروز كانت في عالم آخر تنظر إلي حكمة القدر فهي اليوم ابتعدت عن يونس ليوقعها قدرها بأن تري اخته و التي ع وشك بدء صداقة معهم لتبتسم بخفوت و خجل بسيط للغاية 

يسر بمرح : سرحانة في مين يا حلوة بس قوليلي عليه و انا اجوزهولك ع طول

سلمي بضحكة : لاء هي لسة طالعة من علاقة توكسيك و شكلها كرهت الرجالة من بعدها 

نيروز بضحكة و قد فاقت من شرودها لتتجاوب معهم 

: و أيها توكسيك يا بنتي دا انا اتنجدت من العلاقة والله اول مرة اعرف ان ربنا بيحبني كدا عشان يبعدني عنه 

يسر بعبوس طفولي : شوقتوني أعرف ايه اللي حصل 

نيروز بحزن : طب نحكيلك امتي بس إحنا كنا نازلين نفطر و اتقابلنا فيكي و الوقت سرقنا كدا و لسة حاجة بسيطة و الشغل يبدأ 

يسر بسعادة : نتقابل مرة تانية في استراحة الغدا بعد ساعتين و أهو بالمرة نتعرف ع بعض اكتر انا حبيتكوا اوي

سلمي : والله انا اللي حبيتك اكتر 

و قامت بمعانقة يسر بسعادة لتبادلها يسر العناق ايضا بسعادة هي الاخري لتبتعد سلمي لتقوم يسر بمعانقة نيروز هي الأخري و تبادها ايضا ليبتعدوا عن بعض لتقول يسر 

: خلاص اتفقنا هنتقابل في الاستراحة تمام ؟ 

نيروز و سلمي : تمام 

لتأخذ يسر قهوتها التي أعدها العامل مرة اخري و تبتعد من أمام أعينهم ذاهبة الي مخرج و مدخل الطوارئ و الذي يكون السلالم صاعدة إلي مكتبها 

سلمي بإستغراب : مركبتش الاسانسير ليه ؟ 

نيروز : هتلاقيها بتخاف منه في ناس كدا عندها عقدة من الاسانسير 

ليطلبوا بعض السندوتشات الباردة التي تعد سريعاً ليتناولوا طعامهم سريعاً و صعدوا إلي قاعتهم ليبدأو بالتدريب لذلك اليوم الثاني لهم 

كان يجلس يونس ع مكتبه ينظر إلي بعض الأوراق أمامه يدقق فيهم بتركيز شديد ليقاطع تركيزه دخول بدون استئذان من مروان صديقه 

: يا صباح العناب ع الناس التمام

ليضع يونس أوراق اخري فوق تلك الأوراق التي كانت أمامه و هو ينظر لمروان 

: أهلاً يا أستاذ مروان خير يا حبيبي سايب شغلك ليه 

: فضي 

يونس بإستنكار : فضي ؟ وحيات امك 

ليصيح مروان بمرح 

: يا حلاوة يا ولاد يونس باشا بنفسه بيقول وحيات امك الدنيا جري فيها ايه يا جدع

ليبتسم يونس بهدوء و هو ينظر له بمعني تحدث و قل ما عندك .. ليتحمحم مروان قائلاً

: عايزين نعمل رحلة 

يونس بهدوء شديد : عايز تروح الملاهي يا حبيبي

مروان بإعتراض : يا عم متتريقش بتكلم جد والله

يونس بإستنكار : انت عبيط يا مروان ؟ رحلة ايه هو احنا في الحضانة 

مروان موضحاً : يا يونس تغيير للشركة و الموظفين نطلع كلنا رحلة نبقي الموظفين كلنا سوا و حتي الطلاب اللي بيتدربوا 

يونس بلا مبالاة : طيب طيب هبقي اشوف الحوار دا بعدين

مروان بزهق : رخم والله شكلك ما هتعمل حاجه خالص .. انا رايح اشتغل 

و وقف مروان من جلسته و هو يغلق زر حلته و خرج من مكتبه متوجهاً إلي مكتب يسر 

انتهي نصف اليوم للعمل في الشركة و جاء وقت استراحة الغداء فنزلت "نيروز" و "سلمي" ليجلسوا في ذلك المقهي الصغير الخاص للاستراحة من العمل منتظرين "يُسر" و الذي اصبحت صديقتهم الثالثة فقد ةحبوها كثيراً و يريدوا ان يوطدوا علاقتهم معها .. جائت "يُسر" من ورائهم و قامت بالجلوس معهم علي نفس الطاولة

"يُسر" بمرحها المعتاد : ها يا شوباب احكولي بقا العلاقة التوكسيك بتاعت "نيروز" دي

ضحكت "نيروز" و "سلمي" بخفه عليها و بدأت "نيروز" تحكي لها عن علاقتها بخطيبها السابق و الذي فعله معها و خيانته لها

"يُسر" بصدمة : يا قادر يخربيتك راجل .. راجل ؟ دا ميسواش مليم في سوق الرجالة الخاين الناقص دا

"نيروز" بهدوء : الحمدلله إنه بعد عني و ربنا قدر يكشفلي خيانته قبل الجواز بدل ما كنت اتطلق و تتحسب عليا جوازة اهي خطوبة فاشلة و راحت

"يُسر" بحزن : معلش يا حبيبتي ان شاء الله ربنا هيعوضك خير قريب

"نيروز" : الحاجة الوحيدة اللي زعلتني انه عمل شوشرة لأخويا في مكان شغله و اتطرد من الشغل

لتشهق "يُسر" بصدمة و هي تضع يدها ع فمها و تقول

: يالهويي و حصل ايه بعد كدا اخوكي لسة من غير شغل ؟

"نيروز" بهدوء : لاء الحمدلله اخويا في نفس اليوم لقي اعلان شغل و بدأ يشتغل في شركة معروفة سواق المدير بس مش فاكرة شركة ايه الحقيقة

"يُسر" بإطمئنان : الحمدلله والله اخوكي ميستاهلش حركات الخاين الحيوان دا و اللي عمله فيكوا .. والله يا بنتي و ما ليكي عليا حلفان انا لو كنتي قولتيلي ان لسة مش بيشتغل كنت هقول لـ "يونس" يشغله في الشركة فورا عشان حرام بجد ملوش دعوة يجراله كدا في شغله من تحت راس واحد خاين

"نيروز" بابتسامة هادئة : ربنا يخليكي يا "يُسر" والله انتي طيبة اوي و بنت حلال بجد

"سلمي" بتأييد : ايوة فعلا انتي طيبة اوي يا "يُسر" حد غيرك كان ممكن يتكبر علينا و ميكلمناش عشان انتي يعتبر صاحبة الشركة لكن لاء بالعكس انتي متواضعة جدا

"يُسر" و هي تمثل الخجل المصطنع 

: يا جماعة متحرجونيش بقا انا بشفق عليكوا بس عشان لقيتكوا لوحدكوا قولت اكسب ثواب و اتصاحب عليكوا

لتنفجر "نيروز" و "سلمي" من الضحك ع حركات "يُسر" هذه 


دلف "زياد" الي بهو الشركة متوجهاً إلي مقهي الاستراحة في الشركة ليأخد كوب قهوة ليتفاجئ برؤية شقيقته تجلس ع احد المقاعد و معها فتاة صديقتها يعرفها و رأي "يُسر" ايضا تجلس معهم ليقترب ببطيء من جلستهم ليقول بهدوء

: "نيروز" !

لتنظر له بصدمة و هي تقف تحتضنه و تقول بصدمة

: "زياد" .. ايه جابك هنا ؟

ليخرجوا من احضان بعضهم البعض و يقول "زياد" بهدوء

: مش قولتلك بشتغل في شركة سواق المدير

"نيروز" بصدمة : انت بتشتغل في الشركة دي ؟ مكنتش اعرف إنك بتشتغل هنا 

"زياد" بهدوء : و انتي بقا تدريبك هنا ؟

"نيروز" ببسمة هادئة : ايوة

لتنتبه "نيروز" الي وجود "سلمي" و "يُسر" معها لتلتفت لهم لكي تعرفهم عل بعضهم البعض

"نيروز" : تعالي اعرفك ع صاحبتنا الجديدة .. "سلمي" انت حافظها و دي "يُسر" موظفة هنا و في نفس الوقت اخت المدير اكيد اتقابلتوا قبل كدا ؟

"يُسر" ببسمة هادئة : اهه طبعا اتقابلنا قبل كدا دا حتي انقدني في الاسانسير مرة لما وقف بينا احنا الاتنين

"نيروز" و "سلمي" بصدمة : بجد؟

"نيروز" لـ "زياد" : معرفتنيش حاجة زي دي يعني يا "زياد"

"زياد" : مجاش فرصة يا نيرو والله و الكلام دا من زمان دا من اول يوم شغل هنا في الشركة

لتومأ "نيروز" رأسها بهدوء لتنظر امامها لتري فجأة "يونس" و ذلك المدير الثاني "مروان" يأتون ناحيتهم جميعا

استغرب "يونس" بشدة من وقفة "زياد" بجانب الفتيات هكذا و نظر إلي قربه من "نيروز" الذي قبض ع معصم يده بشدة دليل ع عصبيته لذلك جاء ع الفور ليفهم ما الذي يدور هنا 

: واقف كدا ليه يا "زياد" ؟

"زياد" بنبرة هادئة : "نيروز" اختي يا "يونس" بيه اتقابلنا هنا في الشركة و كنت واقف بتكلم معاها 

"يونس" بصدمة : بجد؟ اختك؟ مقولتليش ان اختك من الطلبة المتدربين هنا يعني 

"زياد" بهدوء : انا مكنتش اعرف انا اتفاجئت ان تدريبها هنا اصلا لسة دلوقتي

لتقوم "يُسر" من فوق مقعدها و هي تقترب من "يونس" و تقول بمرح 

: ابو مراد حبيبي شوفت اصحابي الجداد

لتقلب تلك الكلمة ' ابو مراد' رأس نيروز رأساً ع قدم و هي جاء في مخليتها أنه متزوج و لديه ولد !! 

 نظرت "يُسر" إلي "مروان" أيضاً و قالت 
 ‏
 ‏: قرب يا "مروان" اعرفك عليهم انت كمان .. القمر دي "نيروز" و طلعت اخت "زياد" و العسل دي
 ‏
"مروان" سريعاً : "سلمي"

"يُسر" باستغراب : انتو تعرفوا بعض ؟

"مروان" بضحكة خفيفة : اتخبطنا حتة خبطة في بعض وقعتها و ايدها اتلوت بسببي بس الحمدلله طلعت شولة و ايدها اليمين هي اللي اتلوت لأن كنت هدايق بجد لو كنت سبب في إن ايدها يجرالها حاجة و متعرفش تصمم بسببي

"سلمي" بابتسامة هادئة : محصلش حاجة يا مستر "مروان" ايدي اصلا بقت كويسة الحمدلله

كان ينظر "يونس" الي "مروان" تارة و "سلمي" تارة اخري و كذلك "نيروز" كانت تفعل مثله هكذا و أيضاً "يُسر" التي تبتسم بخفة ع نقاشهم الذي استمر و كأنهم ليسوا معهم ع الاطلاق و لكن كان "زياد" في عالم اخر ينظر لتلك الجميلة ذات اللؤلؤتين الخضراء و هي تقف بجانب "يونس" و يقول في عقله

: بقا هي تسيب اللي هي فيه هنا و العز و الغني و هتتنازل عشان تعيش مع فقير زيي حتة سواق؟ لازم معتش افكر فيها تاني انا تفكيري فيها بقا وحش اوي

"يونس" : مش يالا بينا يا "مروان" كان ورانا مشوار

"مروان" بإنتباه : ايوة ايوة يالا بينا يا "يونس" عشان منتأخرش

و استأذنوا منهم و رحلوا من امامهم و ذهب "زياد" من خلفهم .. جلست الفتيات و طلبوا الطعام لهم ليتناولوا سوياً و كانت تحكي "يُسر" عن نفسها تعرفهم بنفسها اكثر و اكثر و هم ايضا مثلها يتحدثون عن انفسهم ليعرفوا بعضهم البعض اكثر


كانوا يجلسون في ملهي ليلي و اصوات الاغاني من جانبهم تصم الاذان و الفتيات يرقصون بقطع ملابس لا يطلق عليها ملابس من الاساس فهي قطعة قماش صغيرة ملتفة حول جسدهم بضيق شديد و كانت تلك اشباه الرجال يلتفون حول طاولة دائرية كبيرة يحتسون ما هو محرم عند الله ذلك المنكر الذي بين ايديهم و بجانب كل شخص منهم تجلس فتاة تقترب اقتراب شديد للغاية و هي تقوم بتحريك جسدها ع تلك النغمات المشتعلة في المكان ..

(حوار باللغة الاجنبية )

: نريد تلك الصفقة ان تمر سريعاً بدون أي عواقب من الممكن أن تحدث

ليرد عليه شخص من بين هؤلاء و هو يشرب من كأسه

: نعم يجب ان تسير تلك الصفقة و نجعلها تنتهي سريعا قبل ان يعلم بها الشرطة و تخربها علي الجميع

ليوافقه شخص ثالث قائلاً

: نعم فلأول مرة سوف تقام عملية كهذه في مصر يجب ان نكون حريصين بشدة و لكن كونوا ع تواصل معي حتي إذا جاء موعد تلك العملية لأخبركم به سريعاً 

كان يتحدثون باللغة الأجنبية ع الرغم من انهم يجيدوا اللغة العربية لأنهم بالغعل من دماء ذلك الوطن و من شعب ذلك الوطن و لكن هم من يفسدوا في ارضهم و سوف يقوموا عليها عملية بشعة للغاية و سوف تدمر مصر 

و لكن تحدثوا باللغة الاجنبية حتي لا يعرف شخص اخر في المكان عما يتحدثون و لكنهم لا يعلموا تلك الأذن الفولاذية التي تستمع لهم و تبتسم بخبث شديد ليقوم من ذلك المكان الدي يشمئز منه و يخرج سريعاً منه بعدما استمع الي ما يريد  

أخذ نفس كبير للغاية فهو كان يشعر بإنقطاع الأوكسجين في ذلك المكان الق*ذر .. نظر أمامه بإبتسامة خبيثة و وجد ذلك العامل الذي يرتدي ملابس تبين ماهية نوع عمله في ذلك الملهي الليلي و التي كانت تشير إلي أنه نادل يقدم الطلبات في المكان ليذهب إليه و يأخذه وراء ذلك الملهي الليلي ليتحدث معه حول شيء ..

: اسمك ايه

اردف بتلك الجملة ذلك الشاب الذي كان يستمع للرجال في الداخل و قالها ببرود شديد

النادل بهدوء من برود ذلك الشخص الذي امامه : "عيسي" يا باشا

ليقترب منه و هو يهمس بفحيح كالاشباح في سكون الليل 

: هتنفذ اللي هقولك عليه كله بالحرف الواحد و إلا مقولكش هعمل فيك ايه هسيبك عقلك يتخيل الشبح ممكن يعمل فيك ايه

ليومأ النادل بخوف شديد ظهر ع عينيه و ع نبرة صوته 

: حاضر يا باشا والله هعمل اللي تقولي عليه بالحرف

الشاب ببرود : متفكرش في نفسك بس لاء فكر ممكن أمك المريضة اللي مبتقدرش تمشي ع  رجليها هيحصل فيها ايه لو ابنها مطلعش راجل و نفذ اللي هيتقاله دلوقتي

النادل برعب عندما استمع الي سيرة والدته في الموضوع 

: اقسم بالله هعمل كل اللي هتقولي عليه بس بالله عليك يا باشا بلاش أمي دي ست كبيرة مبتمشيش و انا اللي بصرف عليها

الشاب بنفس بروده : يبقي شاطر و حطيت عقلك في راسك .. طقطقلي ودنك بقا عشان تعرف المطلوب منك ايه

اخبره بكل ما يريده منه و ما المكلف ع النادل ان يفعله فأومأ له النادل بخوف و فر سريعا من امامه بعدما سمح له ذلك الشاب بالذهاب ثم وقف يستعيد شخصيته الاخري و ذهب سريعا يعبر ذلك الشارع و يمشي بضعة خطوات حتي يدلف لذلك المطعم يكمل ما كان يفعله به


كانت تقود سيارتها و هي تستمع لأغنية هادئة تدندن معها بهدوء عائدة الي منزلها بعدما أنهت عملها اليوم 

و بعدما تصادقت ع "نيروز" و "سلمي" أيضاً تلك الفتاتين الجميلتين التي احبتهم بشدة و احتلوا جزء كبير في قلبها

و فجأة تنقطع افكارها تلك لتتفاجئ بمقاطعة سيارتين سوداء اللون كبيرتين لها ع الطريق لتحاول "يُسر" سريعاً بإغلاق السيارة بأكملها عليها بخوف شديد و بيد مرتعشة أمسكت هاتفها سريعاً لكي تتصل ع أخيها سندها تستنجد به ع ما هو قادم أمامها لا تعلم عنه شيئاً 

نزل الكثير من الرجال ذو البنية الضخمة و بأيديهم أسلحة لينظروا لها وجدها أحد الرجال تمسك الهاتف تضعه ع أذنها و تبكي بعنف شديد ليجري هو و بعض الرجال ملتفين حول السيارة لتصرخ "يُسر" ببكاء يكاد يصم الاذن من شدته

: رد بقا يا "يونس" و الحقني

وفجأة وجدت زجاج السيارة يتهشم بجانبها لتصرخ بشدة 
 ليقع هاتفها أرضاً في السيارة بخوف شديد بعدما فُتح الخط و رد عليها يونس كانت تستنجد بأي شخص يمر و لكن لم يكن يوجد احد في ذلك الطريق 

: ايوة يا يس

لم يكمل جملته حيث استمع لأصوات صريخها العالي بشدة يكاد يصم الأذان 

ارتسمت ملامح الصدمة ع وجه"يونس" بشدة و صرخ هو الاخر 

: "يُسر" ردي عليا في ايه بتصرخي كدا ليه

ليتوقف "زياد" سريعاً بالسيارة لأنه في تلك اللحظة كان يوصل "يونس" الي بيته

كان يستمع "يونس" لذلك الصراخ و البكاء 

"يُسر" بصراخ هستيري و بكاء شديد

: انتوو مييين و عايزين منييي اييييه ابعدوا عنييي

ليقوم ذلك الشخص الذي كسر الزجاج بضربها بالسلاح فوق مقدمة رأسها لتصرخ بشدة ثم تسقط بين يدي ذلك الشخص فاقدة للوعي

تحدث ذلك الرجل بلكنته الاجنبية 

: ابحثوا عن ذلك الهاتف اللعين لقد رأيتها تمسكه و وضعته ع اذنها

ليقوم الشخص بحمل "يُسر" و يذهب بها ناحية السيارة الخاصة بهم و يضعها داخلها ليبحث شخصين آخرين عن ذلك الهاتف حتي وجدوه فقام بإمساكه و إغلاق المكالمة التي كانت مفتوحة و أغلق الهاتف أيضاً بأكمله ثم رمي بذلك الهاتف ع الكرسي المجاور امامهم و ذهبوا إلي السيارات سريعاً و صعدوا بها و انطلقوا 


                     الفصل الرابع من هنا 
تعليقات