قصة عشق يونس البارت الثالث والعشرون23 بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الثالث والعشرون 23
بقلم شهد السيد


ذهب "يونس" إلي مقر عمله حيث طلب منه مدير المخابرات أن يأتي له .. ليطرق ع الباب ثم يدخل ليحييه بإحترام فيسمح له بالجلوس أمامه 

ليتطرق مدير المخابرات في الحديث قائلاً 

: اقدر أعرف ايه اللي حصل دا يا "يونس" يعني ايه كافية كامل يتخطف و يحصل فيه أكتر من إصابة و في الأخر يحصل انفجار بسبب قنبلة 

ليقول "يونس" بهدوء 

: انا عارف يا فندم ان كل اللي حصل دا انا السبب فيه بس انا من وقت ما هويتي اتكشفت و انا الحراس ورايا في كل مكان و بالفعل قدروا يتخطوهم و يوصلولي 

: مين اللي عمل كدا يا حضرة الظابط ؟

ليعتدل "يونس" في جلسته ثم يقول 

: "جايك" صاحب "مايكل" 

: بينتقم ع موت صاحبه و لا ايه يعني 

: الحقيقة اللي مكناش نعرفها يا فندم إن "مايكل" لسة حي أساساً 

ليصدم الآخر بشدة و يقول بصدمة 

: نعم ؟ ازاي "مايكل" عايش 

ليقول "يونس" بهدوء

: هو "جايك" بنفسه اللي قال يا فندم 

: و الحل ايه دلوقتي يا "يونس" هنمسك الإتنين دول ازاي .. القضية دي مش بتخلص ليه بقاااا 

ليقول "يونس" بنبرة تحتمل الغل 

: هتخلص يا فندم هتخلص 

: سمعت ان اللي اتصاب صاحبك مش كدا ؟ 

ليجاوبه "يونس" بحزن 

: أيوة يا فندم 

: حالته ايه دلوقتي ؟ 

: لسة مش عارفين أثر الرصاصة هيعمله ايه هو في العناية المركزة مستنيينه يفوق لسة 

: ان شاء الله يقوم بالسلامة ربنا يشفيه .. حد تاني فيه حاجة ؟ 

ليجيبه "يونس" قائلاً

: واحد من المدنيين اتصاب في رجله بس هو كويس حالياً انا سألت عليه 

: و القنبلة كانت باين في ايد حد ؟ 

ليبتلع "يونس" غصة مؤلمة في حلقه و يقول 

: كان سايب القنبلة في ايد مراتي يا فندم 

: حالتها عاملة ايه دلوقتي

: بقت كويسة يا فندم الحمدلله 

: القضية دي طولت اوي يا "يونس" عايز اسمع خبر جديد فيها بقا 

ليقف "يونس" من جلسته و هو يقول

: تحت أمرك يا فندم .. عن اذنك 

: اتفضل 

و خرج "يونس" من المكتب ليذهب إلي غرفة مكتبه و يدخل يفتح أحد أدراج مكتبه بالمفتاح و يأخذ منها شيء ما و يضعه في جيب بنطاله و من ثم يذهب إلي الخارج عائداً إلي المستشفي 


جاءت والدة "يونس" إلي المستشفى بعدما أخبرها "يونس" بما حدث لتسأل عن مكان ابنتها و تذهب إلي الغرفة لتجد بها سريرين و كانت "نيروز" تنام ع سرير و أمامها "مليكة" و ع السرير الآخر تنام "يُسر" فاقدة للوعي تماماً و أمامها يجلس "زياد" يمسك بكف يدها بحزن و عندما رأي والدة "يُسر" ابتعد من جانب "يُسر" لتقترب منها والدتها سريعاً و تجلس أمامها و تحيط بوجه "يُسر" بين كفيها و بدأت الدموع تترقرق في عيناها و قالت 

: "يُسر" بنتي جرالك ايه يا حبيبتي 

و قامت بلف وجهها ناحية "زياد" و قالت بقلق 

: "يُسر" مش فايقة ليه 

لينظر "زياد" نحوها بحزن و يقول 

: هي مش نايمة هي في غيبوبة مؤقتة عشان جالها صدمة عصبية شديدة 

لتنظر والدتها نحوها بحزن و تميل علي ابنتها تقبل وجهها و تبكي و قالت 

: يا حبيبتي يا بنتي 

لتنظر ناحيتها "نيروز" بحزن و تحاول طمأنتها قائلة

: هي هتبقي كويسة يا ماما بس محتاجة دعواتك ليها والله 

لتنظر والدة "يُسر" نحوها و تقول بحزن 

: و انتي اخبارك ايه يا بنتى ؟

لتجيبها "نيروز" بهدوء 

: انا كويسة الحمدلله 

لتنظر والدة "يُسر" نحو الجميع و تقول 

: هو في حاجة تانية حصلت ؟ 

لتقول "مليكة" بحزن 

: "مروان" جوز أختي اتضرب بالنار 

لتضع والدة "يُسر" يدها ع فمها تمنع شهقة صادمة كادت تخرج من فمها ثم قالت 

: "مروان" ؟ يا حبيبي يا ابني و حالته ايه دلوقتى 

: الدكتور قدر يخرج الرصاصة بس قال إنها كانت في مكان قريب من القلب و هو دلوقتي في العناية المركزة مستنيينه يفوق عشان يعرفوا الرصاصة أثرت ع ايه 

لتقول والدة "يُسر" بحزن شديد ع ما أصاب "مروان" 

: يا حبيبي يا ابني ربنا يشفيه يارب و يعافيه 

ليردد الجميع في آنن واحد 

: يااارب 

لتحاول "نيروز" النهوض من فوق السرير لتقترب منها "مليكة" و تقول 

: راحة فين بس يا "نيروز" 

: لازم اروح ل "سلمي" أشوفها و أبقي معاها بس تعالي معايا سنديني عشان لسة دايخة شوية

ليحاول "زياد" منعها بهدوء 

: خليكي شوية كدا لما تبقي قادرة تقفي ع رجلك طيب 

لتنظر "نيروز" نحوه و تقول بحزن 

: "سلمي" محتاجاني جنبها يا "زياد" لازم أروحلها دي أختي 

ليتنهد "زياد" في هدوء و قال 

: خلاص اعملي اللي يريحك .. خليكي معاها يا "مليكة" عشانها لسة دايخة 

: حاضر 

و ذهبت "نيروز" بمساندة "مليكة" حتي يذهبوا إلي غرفة الإنعاش حيث تتواجد "سلمي" أمام الغرفة من أجل "مروان" 

أمام غرفة الإنعاش كانت تقف "سلمي" خلف الزجاج الشفاف تنظر نحو "مروان" بحزن شديد و الدموع تملأ وجنتيها و كانت والدتها و والدة و والد "مروان" يجلسوا خلفها ع المقاعد الموجودة و كانت والدة "مروان" تبكي حزناً ع ما أصاب فلذة كبدها و بجانبها زوجها يهدأ من روعها هو و والدة "سلمي" ....

اقتربت "نيروز" من الجميع بمساندة "مليكة" لتري حالة الجميع هذه لتتقدم ببطيء نحوهم و تقول بحزن 

: الف سلامة عليه ربنا يشفيه و يعافيه يارب ادعوله يا جماعة 

ليظل الجميع علي نفس حالته لتقترب "نيروز" من "سلمي" و تضع يدها ع كتفها بهدوء لتنظر نحوها "سلمي" بحزن و الدموع تملأ عيناها ثم ترتمي إلي أحضان صديقتها الوحيدة و المقربة لها و هي تقول بحزن 

: خايفة يحصله حاجة يا "نيروز" خايفة عليه أوي 

لتربت "نيروز" بحزن شديد ع ضهر "سلمي" و هي تقول 

: اهدي يا "سلمي" كدا انتي عارفة قضاء ربنا و المكتوب هيحصل لو بعد حين مفيش في ايدنا غير إننا نثق في قدره و ندعي ل "مروان" و بإذن الله ربنا هيقومه بالسلامة 

لتقول "سلمي" بنحيب بسبب البكاء 

: راضية بقضاءه والله بس غصب عني يا "نيروز" غصب عني 

لتقول "نيروز" بحزن ع حالة صديقتها التي بمثابة شقيقتها الروحية 

: اهدي يا حبيبتي و بإذن الله هيقوم بالسلامة ادعيله بس 

: يااارب اشفيه و عافيه يااارب

و كانت تنظر نحوها "مليكة" بحزن شديد علي حالة شقيقتها و الدموع تترقرق في عينيها علي الحالة التي وصلت لها ......

عاد "يونس" إلي المستشفى مرة أخري بعدما جاء من عند مديره في العمل ليذهب إلى الغرفة التي تقبع بها "نيروز" و شقيقته "يُسر" ليدخل و يجد والدته و "زياد" فقط و لا يجد "نيروز" .. ليقول "يونس" بإستغراب 

: اومال "نيروز" فين 

ليتحدث "زياد" الجالس علي السرير التي كانت تنام عليه "نيروز" و يقول 

: راحت تتطمن علي "سلمي" و تبقي جنبها 

: طب كويس .. اومال "وليد" مشفتوش خالص ؟ 

ليقول "زياد" بنبرة هادئة 

: لاء انا هنا في الأوضة مخرجتش خالص من ساعت ما انت مشيت مشوفتش حد 

: طب انا رايح أشوفه 

و توجه "يونس" إلي الخارج لكي يذهب إلي صديقه "وليد" .. لتقول والدة "يونس" 

: هروح أشوف "يونس" و جاية 

: اتفضلي طبعاً يا حماتي 

و خرجت والدة "يونس" تحاول اللحاق ب "يونس" و بالفعل لحقته و أوقفته .. ليتحدث "يونس" إلي والدته دون النظر إلي وجهها 

: نعم يا ماما 

لتضع والدته كف يدها ع وجهه و تقول بنبرة حزينة 

: مش عايز تبصلي ليه يا "يونس" 

ليقول "يونس" بنبرة حاول أن يجعلها صامدة 

: ليه بتقولي كدا 

لتجذب وجهه بيدها تجبره ع النظر لها و قالت بأعين باكية قليلاً 

: دا قضاء مكتوب لينا يا "يونس" مش انت السبب فيه .. انت ظابط عايز تظهر العدالة و الحق مش ذنبك ان ناس متخ*لفة عايزين يأذوك في أقرب الناس ليك و السبب ايه السبب إنك كويس عنهم 

لتفر دمعة من أعين "يونس" و يمسك بكف يدها الموضوع ع وجهه و يقول 

: بس ليه يحصل في القريبين مني كدا ليه يحصلي كدا .. "يُسر" اتخطفت و اضربت و انتي نفسك اضربتي بالنار و دخلتي المستشفى و دلوقتي الكل في المستشفى بردو بسببي و "مروان" في العناية المركزة و منعرفش حالته ايه و "يُسر" في غيبوبة مش عايزة تفوق و مراتي .. 

و صمت "يونس" بحزن شديد يحاول منع نفسه أن يبكي و يظهر ضعفه لتلك الدرجة ثم قال 

: مراتي سابولي في ايدها قنبلة يا عالم لو مكونتش لحقتها كان حصل ايه 

لتجذبه والدته داخل أحضانها بحزن شديد و بكاء ع حالة ابنها و تقول 

: اهدي يا بني و احتسب لله .. قول حسبي الله و نعم الوكيل بقلب حزين و مظلوم و ربنا هيقف معاك والله و هيصبر قلبك و يجيبلك حقك من كل ظالم بس متزعلش نفسك كدا يا حبيبي انا قلبي واجعني عليك و علي حالتك دي 

ليشدد "يونس" من عناقها بحزن شديد و يقول 

: حاضر يا ماما ربنا يخليكي ليا و يباركلي في عمرك يارب 

: و يخليك ليا انت و مراتك و "يُسر" و جوزها يا حبيبي انتو دلوقتى أغلي حاجة في حياتي و معزتكوا كلكوا واحدة عندي 

ليخرج "يونس" من أحضانها و يقول بهدوء 

: هروح أشوف "وليد" ارجعي ل "يُسر" و "زياد" 

: ماشي يا ابني 

و تركها "يونس" و ذهب حتي يجد "وليد" 


قبل هذا بقليل تركت "نيروز" صديقتها "سلمي" برفقة "مليكة" و والدتهم و كانت ذاهبة حتي تعود إلي الغرفة بعدما شعرت بأنها أصبحت جيدة و لا تشعر بالدوار لتجد في طريق عودتها "وليد" يجلس بحزن شديد ع أحد المقاعد لا يفعل شيئاً و شارد في نقطة بالفراغ لتقترب منه "نيروز" و تقف نحوه و تقول بهدوء 

: ينفع أقعد 

ليرفع "وليد" نظره نحوها ليقف سريعاً و يتحرك للمقعد الأخر و يقول 

: اهه طبعاً اتفضلي 

لتجلس "نيروز" بجانبه و بينهم مقعد شاغر و تقول بهدوء

: قاعد لوحدك بعيد ليه 

لينظر "وليد" أمامه و يقول بحزن 

: مستني أطمن علي "مروان" 

لم تعلم "نيروز" أن "مروان" قامت بالتضحية بحياته من أجل "وليد" لتقول "نيروز" بهدوء 

: اطمن هيبقي كويس ان شاء الله ادعيله .. ربنا ينتقم من اللي كان السبب في كدا 

لينظر نحوها "وليد" و يقول بنبرة حزينة جداً 

: اللي كان السبب دا كان المفروض يموتني أنا بس "مروان" فداني بروحه 

لتنظر "نيروز" إليه بصدمة و حزن في آنن واحد فهي الآن علمت لماذا يجلس بعيداً عن الجميع هكذا وحده .. في نفس ذلك الوقت كان قد ترك "يونس" والدته ذاهباً للبحث عن "وليد" ليجده يجلس هو "نيروز" ع أحد المقاعد ليقترب منهم بهدوء لينظروا نحو "يونس" و جلس "يونس" ع المقعد الشاغر بينهم في المنتصف .. تحدثت "نيروز" بحزن حاولت جعله هادئاً و قالت 

: "مروان" فداك بروحه دا شيء يخليك تبقي فخور بيه و فرحان إن عندك صاحب أكتر من أخ بالنسبة ليك و تشوف قد ايه بيحبك و إن روحه مفرقتلوش قصاد روحك طلعت أغلي عنده من نفسه .. متزعلش و قوم صلي و ادعيله ربنا يقومه سليم معافي ليك و لأهله و لمراته و ربنا مش هيرجعلك دعوتك بإذن الله و هيقوم بالسلامة انا واثقة في رحمته بعباده 

لينظر "وليد" نحو "نيروز" بحزن شديد و بدأت عينيه تلمع بالبكاء و قال 

: و هو غالي عندي والله و لو كان حصل العكس كنت فديته بروحي بردو انا بدعيله و هدعيله تاني و هقوم أصلي لربنا دلوقتي بنية شفاءه 

ليقوم "يونس" بوضع يده ع قدم "وليد" و يبتسم له نصف ابتسامة ثم قال 

: "مروان" مش هيسيبنا يا "وليد" ربنا هيقومه لينا بالسلامة بإذن الله 

: يااارب 

لتقف "نيروز" بهدوء و قالت 

: انا راحة الأوضة عشان ماما هناك اكون معاها عشان هي زعلانة ع "يُسر" 

و كأن "وليد" في تلك اللحظة تذكر الجميع و قال 

: صحيح حصلكم ايه انا من ساعتها مع "مروان" و مسألتش عنكم انتي كويسة ؟ و "يُسر" مالها 

لتقول "نيروز" بهدوء 

: انا كويسة الحمدلله لكن "يُسر" هي اللي تعبانة شوية 

لينظر "وليد" نحو "يونس" و يقول بقلق 

: مالها يا "يونس" 

ليتنهد "يونس" بحزن ثم يقول 

: جالها صدمة عصبية شديدة خلتها تدخل في غيبوبة مؤقتة محدش عارف هتفوق امتي 

ليقول "وليد" بحزن 

: لا حول و لا قوة إلا بالله ربنا يقومها بالسلامة يارب 

لتقول "نيروز" بهدوء لهم 

: هروحلهم بقا عن إذنكم 

و ذهبت "نيروز" من أمامهم ليربت "وليد" بيده ع قدم "يونس" و يقول 

: قوم روح مع مراتك و انا هقوم اروح المسجد هنا أصلي و ادعي شوية ل "مروان" ربنا يقومه بالسلامة  

ليربت "يونس" بيده ع كتف "وليد" و يومئ له بهدوء و يقف من جانبه و يلحق ب "نيروز" 

قبل هذا بقليل بعدما ذهبت والدة "يونس" وراء ابنها .. اقترب "زياد" من سرير "يُسر" بهدوء و جلس أمامها ع السرير و أحاط بكف يدها بين كفيه و رفع كفها يقبله بهدوء و نظر لها بحزن شديد علي حالتها ثم قال 

: هتفضلي نايمة كدا ليه يا "يُسر" .. انا خايف عليكي اوي فوقي يا "يُسر" و ارجعيلي بقا انا من غيرك مش موجود 

و مال "زياد" ع رأس "يُسر" يقبل جبهتها بشدة و حزن ليدق باب الغرفة في ذلك الوقت ليسمح "زياد" للطارق بالدخول فكانت الطبيبة ليقف "زياد" و يقول 

: اتفضلي يا دكتورة 

لتقول الطبيبة بنبرة هادئة 

: اخبارها ايه دلوقتي 

ليقول "زياد" بحزن 

: لسة زي ما هي ع نفس الوضع 

: اومال فين المريضة التانية ؟ 

: قامت تشوف صاحبتها عشان جوز صاحبتها هو اللي كان جاي معانا 

لتومأ الطبيبة بتفهم ثم تقول 

: حضرتك جوز المريضة دي ؟ 

ليومأ "زياد" رأسه و يقول 

: ايوة جوزها 

: استأذنك تيجي معايا برا لحظة

ليومأ "زياد" برأسه و يسير أمامها لتخرج الطبيبة و يخرج "زياد" و يغلق باب الغرفة و يقفوا بالخارج ليقول "زياد" بقلق 

: في ايه يا دكتورة تحليل الدم اللي أخدتيه من "يُسر" فيه حاجة ؟ 

: هو أها فيه حاجة 

لتتغير ملامح "زياد" و تظهر عليه علامات القلق لتراه الطبيبة هكذا لتقول بتسرع 

: لاء لاء مش حاجة وحشة زي ما حضرتك فكرت انا أقصد تحليل الدم فيه حاجة لأن لقينا إن المدام حامل .. مبروك حضرتك هتبقي أب 

لتعتلي ملامح الذهول ع وجه "زياد" و يصمت لتنظر نحوه الطبيبة بإستغراب و وجدت صمته قد طال لتقول بهدوء 

: حضرتك كويس ؟ ساكت ليه 

ليقول "زياد" بإستغراب 

: يعنى "يُسر" حامل ؟ 

: ايوة 

: و انا هبقي أب ؟ 

لتقول الطبيبة بإستغراب علي حالته 

: أيوة ! 

ليبتسم "زياد" بفرحة و يضع يده ع وجهه و يقول 

: يااارب الحمدلله ياااارب 

لتبتسم الطبيبة علي سعادته تلك ليتذكر الحالة التي بها "يُسر" ليقول بإستغراب 

: طب هو هينفع ازاي و هي في غيبوبة كدا منعرفش هتفوق امتي مش لازم تغذية عشان صحة الطفل 

لتقول الطبيبة بعملية 

: في الحالة دي لو مفاقتش يبقي مفيش قدامنا حل غير إننا نديلها محاليل فيتامينات عشان تغذي جسمها و نمد الطفل بالطاقة اللازمة له 

: تمام يا دكتورة 

: هي هتفضل النهاردة هي و المريضة التانية و هنكتبلهم خروج بكرا و تقدروا تاخدوها معاكوا البيت عادي و لو عايزينها تفضل في المستشفى دا براحتكوا بردو عادي 

ليتنهد "زياد" بهدوء ثم يقول 

: تمام انا هشوف الحوار دا مع عيلتها بردو و نشوف الأحسن ليها ايه و هنبلغ حضرتك 

: تمام بعد إذنك 

لتذهب الطبيبة من أمامه لتراها والدة "يونس" عند قدومها إلي الغرفة بعدما أنهت حديثها مع "يونس" لتقول بقلق ل "زياد" 

: الدكتورة كانت بتقولك حاجة علي "يُسر" .. في حاجة ؟؟ 

ليطمأنها "زياد" بهدوء و يقول 

: متقلقيش مفيش حاجة هي كانت بتتكلم إن ممكن تخرج هي و "نيروز" بكرا و "يُسر" عادي لو فضلت في البيت تفوق لوحدها 

لتحزن والدة "يُسر" علي حالة ابنتها و تقول بحزن 

: لاء خلينا في المستشفى أحسن ليها عشان الرعاية تبقي حواليها طول الوقت لو فاقت 

: انا كنت بفكر في كدا بردو 

و دخل "زياد" و والدة "يُسر" إلي الغرفة حتي يبقوا بجانب "يُسر" 

ذهب "يونس" وراء "نيروز" لتتوقف و تنظر نحوه بهدوء ليقول "يونس" 

: تعالي اقعدي شوية 

لتومأ له "نيروز" و جلست فوق مقعد المستشفى و جلس بجانبها "يونس" أيضاً .. أخفض "يونس" رأسه للأمام قليلاً لا يعرف ماذا يقول لها أو ما كم إعتذاراته التي يريد أن يوجهها لها بسبب ما أوقعها فيه .. و كأن "نيروز" قرأت ما به و كم معاناته هذه لتبادر هي و قامت بوضع كف يدها تمسك كف يده ليتفاجئ "يونس" من فعلتها تلك و يرفع رأسه ينظر لها لتبتسم له "نيروز" بهدوء ليقول "يونس" بحزن 

: انا أسف 

لترفع "نيروز" يدها المغطاة بالشاش و تضع إصبعها علي فمه تمنعه من التحدث لينظر "يونس" نحو يدها المصابة و يمسكها بيده و يقبل مكان إصابتها قبلة طويلة لتضع "نيروز" كف يدها ع وجنته و تقول 

: "يونس" مش لازم تحط نفسك السبب في كل حاجة و تشيل الذنب كدا .. "يونس" دا قدر و مكتوب لينا إنه هيحصل بس ربنا أراد يخلي السبب هو شغلك .. انا مش معترضة علي شغلك و لا هقولك أنا مش بحب شغلك لاء طبعاً بالعكس أنا بحب شغلك جداً و فرحانة إن حبيبي و جوزي بيشتغل الشغل دا و ليه المكانة دي و اللي بيحصل دلوقتي دا قدر ربنا و لازم يحصل يا حبيبي فبلاش تشيل الذنب دا 

ليقول "يونس" بحزن شديد 

: مشيلش الذنب إزاي و "مروان" في العناية المركزة دلوقتي بسببي و كان ممكن يموت فيها 

: بس مماتش يا حبيبي و ربنا هيشفيه بإذن الله و هيقوم بالسلامة من تاني 

: و حالة "يُسر" اللي حصلتلها و انتي اللي اتساب في ايدك قنبلة و بقا في إيدك جرح هيفضل ملازمك طول العمر و لا خضة "سلمي" علي جوزها و قهرتها دي و لا "وليد" اللي قاعد حاسس بالذنب لو حصل ل "مروان" أي حاجة و لا أخوكي اللي خليته قاعد حزين علي حالة أختي و حزين علي اللي حصل لأخته .. و تقوليلي إنت مش السبب في حاجة 

لتحيط "نيروز" بكفيها وجه "يونس" و ترقرقت الدموع في عيناها و قالت 

: "يُسر" هتبقي كويسة بإذن الله يا حبيبي و هتفوق انا في الفترة اللي عرفت فيها "يُسر" شوفتها إنها ضعيفة و هشة أوي عشان كدا جالها الصدمة العصبية دي بس هتفوق بإذن الله والله يا حبيبي .. و لو بتفكر فيا أنا راضية بكل حاجة والله هتحصلي بس أطمنك عليا انا كويسة والله و مجراليش حاجة انا معاك أهو و "سلمي" يا حبيبي طبيعي تبقي خايفة و زعلانة علي حالة "مروان" بس هيفوق بإذن الله و هتشوف ضحكتها و سعادتها و هما سوا و "وليد" انا حاولت أتكلم معاه و أصبره علي إحساسه دا و "زياد" بيحب "يُسر" أوي و خايف عليها .. عشان خاطري متعملش في نفسك كدا انا مش عايزة أشوفك بالضعف دا أنا عايزة أقويك 

ليمسك "يونس" كفي يدها التي علي وجهه بكفيه و يقبلهم بحزن شديد و يقول 

: انا قوي عشان إنتي في حياتي يا "نيروز" والله انتي اللي بتقويني و بتخليني أقدر أعافر من تاني 

لتجذبه "نيروز" داخل أحضانها و تطبطب عليه بيدها كأنها تهدهد طفل صغير و قالت بهدوء 

: الضربة اللي متموتش تقوي يا "يونس" .. خلي اللي حصل دا قصاد عينك و إنك هتقدر بإذن الله تلاقي اللي كان السبب في كدا و تسلمه للعدالة و نعيش كلنا سوا و في سعادة مع حبايبنا 

ليقول "يونس" بخفوت غير مسموع 

: ايوة الضربة اللي متموتش بتقوي 

و هكذا ردد "يونس" تلك الجملة في عقله و هو يتذكر ذلك الشيء الذي أخذه من درج مكتبه 


و أخيراً انتهي ذلك اليوم الطويل للغاية التي مر ببطيء شديد علي جميع الأبطال .. جاء اليوم التالي و الذي قد يكون يوماً مفرحاً للجميع ....

كانت تنام والدة "يونس" بجانب "نيروز" علي السرير و كان "يونس" و "زياد" جالسين فوق مقعدين في الغرفة و قد ناما لوقت قليل بسبب التعب .. كانت "نيروز" أول من استيقظت و قامت ببطيء حتي لا تزعج والدة "يونس" و كانت سوف تذهب إلى المرحاض ليستيقظ "يونس" فجأة عندما شعر بخطواتها ليقول 

: راحة فين 

لتنذعر "نيروز" و تضع يدها علي موضع قلبها و قالت بهمس 

: خضتني يا "يونس" .. وطي صوتك 

ليعتدل "يونس" في جلسته و يفرك عينيه و يقول بهمس مثلها 

: معلش بقا خضيتك أصل انا بصحي من دبة النملة عشان كدا حسيت بيكي علي طول 

لتبتسم "نيروز" له بهدوء و تقول 

: صباح الخير 

ليبادلها "يونس" نفس الإبتسامة و يقول 

: صباح النور 

: كنت داخلة أغسل وشي و أفك الطرحة شوية عشان خنقتني من امبارح 

ليقف "يونس" من جلسته ويقول 

: و انا هروح اطمن على "مروان" 

لتقول "نيروز" سريعاً 

: و اطمن على "سلمى" بردو لأن هي أكيد مروحتش من امبارح انا متأكده من كده 

ليقول لها "يونس" و هو يتوجه نحو الباب 

: طيب ماشي 

و ذهب يونس حتي يتوجه إلى غرفة الإنعاش 

ما إن دخلت "نيروز" إلي دورة المياة و غادر "يونس" .. ليستيقظ "زياد" و اعتدل في جلسته يفرك عنقه قليلاً بسبب النوم الغير مريح ثم وجد والدة "يُسر" ما زالت نائمة و استمع إلى صوت انهمار المياة في دورة المياة فعلم أن شقيقته بالداخل ليقف من جلسته و اقترب من سرير "يُسر" ومال على رأسها يقبل جبهتها قبلة طويلة ثم مال على أذنها وقال 

: صباح الخير يا غابتي الخضرا انتِ اكيد عارفه إنك وحشتيني اوي 

ثم قام "زياد" بإمساك كف يدها و قام بتقبيله ثم مال مره أخرى نحو أذنها وقال 

: فوقي علشان طيب ابننا اللي جاي في الطريق .. انتِ حامل يا "يُسر"

و كأن فجأة اندلعت شرارات كهربية إلى جسد "يُسر" حتى شعر بها "زياد" بكف يدها ينتفض بين يديه و فجأة بدأت تنتفض "يُسر" بأكملها على السرير قدميها و يديها و جسدها بأكمله .. لينذعر "زياد" بشدة من منظرها و ما الذي حدث لها لتفيق والدتها سريعاً وتنظر نحوها بذعر و قالت 

: في ايه مالها "يُسر" في ايه يا "زياد" 

لتخرج "نيروز" من دورة المياة على أثر سماع اصواتهم المتشابكة لترى حالة "يُسر" هذه لتركض سريعاً نحو السرير الذي يوجد بجانبه جرس الإنذار الذي يحضر الممرضة على الفور و ذهبت "نيروز" ناحية "زياد" لتحاول تثبيت "يُسر" معهما حيث كان "زياد" يحيط برأس "يُسر" وجسدها من الأعلى و "نيروز" تحاول تثبيت كفيها و والدتها تحاول تثبيت قدميها و جسد "يُسر" ينتفض بشدة على السرير والجميع في حاله قلق و ذعر عليها لتدخل الممرضة لترى تلك الحالة فنادت على صديقاتها الممرضات أيضاً لتأتي الممرضات ويبعدوا "زياد" و والدتها و "نيروز" و قاموا بتثبيت "يُسر" وقامت ممرضو بالذهاب سريعاً لتنادي الطبيبة وما هي إلا ثواني بسيطة وجاءت الطبيبة ومعها الممرضة لتراها الطبيبة على تلك الحالة فتقول بسرعة شديدة 

: 3 سم من **** بسرعةة 

و قامت الممرضة على الفور بملئ حقنة من ذلك الدواء التي قالتها الطبيبة واعطتها لها فوراً لتقوم الطبيبة بإمساك كف "يُسر" الذي يوجد به كانيولا وقامت بوضع الدواء لها و ما هي إلا لحظات واستكان جسد "يُسر" تماماً مثل ما كانت قبل قليل لتبتعد عنها الممرضات و يذهبوا إلى الخارج و ظلت الطبيبة و الممرضة مساعدتها فقط ..

لتنظر نحوها والدة "يُسر" ببكاء على ابنتها و قالت 

: مالها يا دكتورة ايه اللي حصل ليها دا 

لتبتسم لها الطبيبة بهدوء وتقول 

: والله اللي حصل ليها ده شيء كويس 

لينظر نحوها الجميع بإستغراب لتقول لهم موضحة 

: معنى إن دخلت في صدمة دلوقتي دا معناه إنها بدات ترجع للحياة من تاني و انا قولت ليكم إنها في غيبوبة مؤقتة محدش عارف هتفوق منها امتى لأن بإرادتها هي و هي بإرادتها هترجع تاني .. حمد لله على سلامتها 

لتفرح والدة "يُسر" بشدة وتقول 

: الله يسلمك يا دكتورة 

لتقول الطبيبة بهدوء 

: بعد إذنكم 

ثم تركتهم و خرجت هي و الممرضة .. لتقترب "نيروز" بسعادة و تحتضن والدة "يُسر" وقالت 

: الحمد لله يا ماما "يُسر" هتفوق و هترجع لينا تاني 

لتشتد من احتضانها والدة "يُسر" و تقول بسعادة هي أيضاً

: الف حمد و شكر ليك يارب الف حمد و شكر ليك 

لتخرج "نيروز" من أحضانها و تذهب نحو شقيقها و تحتضنه بسعادة ليحتضنها هو الأخر بسعادة لتقول "نيروز" 

:افرح يا زيزو بقا "يُسر" هترجع لينا تاني إن شاء الله و هتبقى كويسة 

ليبتسم "زياد" ويقول بهدوء 

:الحمد لله 


كان يجلس "وليد" على المقعد في المستشفى و يعود برأسه إلى الخلف و مغمض العينين .. ليراه "يونس" و!هو قادم حيث كان ذاهباً إلى "مروان" ذهب نحو "وليد و جلس بجانبه ليربط على قدمه بهدوء ليفتح "وليد" عينيه فوراً فقال "يونس" بإستغراب 

: انت مكنتش نايم 

ليعتدل "وليد" في جلسته و يقول 

: لا مكنتش نايم و مش هنام و لا هعرف ارتاح غير لما اطمن على "مروان" 

ليقول له "يونس" بهدوء

: متقلقش هنطمن عليه و بإذن الله هنسمع أخبار كويسة النهاردة انا حاسس بكده 

ليقول "وليد" بتفاؤل 

: يسمع من بوقك ربنا 

ليقول "يونس" بهدوء 

: انا كنت رايح اطمن عليه دلوقتي و اشوفه هو و مراته و كده أطمن عليهم 

ليقول "وليد" بهدوء 

:طيب قوم روح 

ليقف "يونس" من جلسته .. ليقول "وليد" بتذكر 

: صحيح أم و أبو "مروان" هنا من امبارح و أم "سلمى" كمان 

ليومئ له "يونس" برأسه و يتركه و يذهب ....

كانت تجلس "سلمى" على المقعد أمام غرفة الإنعاش التي يظل بها "مروان" و كانت :مليكة" تنام على كتفها و بجانب "سلمى" تجلس والدتها و والدة و والد "مروان" و كانت "سلمى" تنظر نحو الزجاج لا تريد إبعاد عينيها عنه ليأتي "يونس" وينظر إلى "سلمى" بحزن على ما أصابها هكذا ليقول بهدوء 

: "سلمى"

لترفع "سلمى" رأسها و تنظر نحو "يونس" ليراها "يونس" على تلك الحالة حيث كانت عيناها حمراء بشدة و منتفخة من كثرة البكاء بالإضافة إلى الهالات السوداء التي كانت تحت أعينها بسبب عدم نومها منذ الأمس .. 

ليقول لها "يونس" بحزن شديد 

: انتِ كويسة ؟ 

لتقوم "سلمى" بوضع يديها على وجهها تخفيه بداخل كفيها .. لتستيقظ "مليكة" في ذلك الوقت بسبب حركة "سلمى" لتبتعد عنها "مليكة" و هي تضع يديها تفرك عنقها الذي ألمها بشده بسبب النوم الغير مريح لتشعر بشخص ما يقف بجوارها لترفع نظرها فتجده "يونس" لتقول بخفوت

: صباح الخير يا "يونس" 

ليومئ لها "يونس" برأسه و يقول

: صباح النور 

اعتدلت "مليكة" في جلستها و قالت

: أخبار "يُسر" و "نيروز" ايه ؟

ليقول "يونس" بهدوء 

: "نيروز" الحمد لله بقت كويسة أما "يُسر" اللي لسة مفاقتش 

لتبعد "سلمي" كفيها عن وجهها في ذلك الوقت و تنظر نحوهم بإستغراب و تقول 

: "يسر" مالها في ايه و يعني ايه لسه مفاقتش 

لتنظر نحوها "مليكة" بحزن فقال "يونس" بنبرة حزينة على شقيقته 

: جالها صدمة عصبية شديدة خلتها تدخل في غيبوبة مؤقتة محدش عارف هتفوق منها امتى 

لتترقرق الدموع في عيني "سلمى" و تقول 

: انا عايزة اشوفها عايزة أطمن عليها 

ليقول لها "يونس" بهدوء و هو يشير لها أن تذهب معه 

: تعالي معايا أوديكي ليها

لتومئ "سلمى" برأسها له بالإيجاب و تقف من جلستها و تنظر نحو الزجاج إلى "مروان" كأنها تخبره بأنها ذاهبة و سوف تعود مره أخرى على الفور لن تتأخر عنه .. ثم نظروا إلى "مليكة" فقالت لهم

: هاجي وراكم روحوا انتم 

ليوافقوا علي كلامها و ذهبوا من أمامها متجهين إلى الغرفة التي تقبع بها "يُسر" .. أثناء سيرهم معاً تحدث "يونس" بهدوء إلى "سلمى" قائلاً 

: انتِ كويسة يا "سلمى" 

لتجيبه "سلمى" بإيماءه بسيطة من رأسها و هم يسيرون معاً .. ليقول "يونس"

: "مروان" كويس ؟ 

لترفع نظرها نحوه و الدموع تملأ عيناها و قالت

: لسه على نفس حاله مستنيينه يفوق

ليطمأنها "يونس" بهدوء و حزن عليها 

: هيفوق بإذن الله و هيرجعلنا بالسلامة هيفوق إن شاء الله 


كان سوف يدخل "يونس" مع "سلمى" إلى الغرفة التي بها "يُسر" والبقية ليتذكر شيء هام لم يفعله ليقول لها 

: هروح اعمل تليفون و انتِ ادخلي 

و ذهب "يونس" و خرج خارج المستشفى ليقف في الخارج و قام بإخراج هاتفه المحمول و كتب عليه رقم ما ثم وضع الهاتف على أذنه منتظر الرد من الطرف الآخر ليأتيه صوت شخص يتحدث باللكنة الأجنبية وقال 

: من معي ؟ 

ليتحدث "يونس" بشر دفين 

: استمع لي إذا كان من يتحدث أحد كلاب "مايكل" أو "جايك" فلتخبرهم أيها العبد لديهم أنني اعلم سر "مايكل" و لم افعل بعد بذلك السر شيئاً لأنني اعتقدت أن "مايكل" قد مات و لكن بما أنه لم يمت و أرسل لي كلبه الصغير فليتحمل ما سوف يصدر من الشبح قل له شقيقتك "ديانا" لا تعتقد أنها بمأمن يا "مايكل" ثم قام "يونس" بإغلاق الخط و علي وجهه نصف ابتسامة تكاد تكون معدومة على جانب فمه ثم وضع الهاتف في جيبه و دخل مرة أخرى إلى المستشفى


دخلت "سلمى" إلى الغرفة لتنظر نحوها "نيروز" بإبتسامة ثم اقتربت منها سريعاً و قامت بمعانقتها بشدة و هي تقول

: سلومة حبيبتي أخبارك ايه عاملة ايه 

لتحتضنها "سلمى" و هي تقول بخفوت 

: الحمد لله

لتقترب منها والدة "يونس" وقامت بإحتضانها هي أيضاً و قالت

: متعمليش في نفسك كدا يا بنتي "مروان" زي ابني و عارفه إنه هيقوم من اللي هو فيه و هيبقى كويس و هيبقى أحسن من الأول بإذن الله بس متزعليش انتِ بس كده 

لتومئ "سلمى" لها و تقول بهمس يكاد معدوم و لكنه لم يخرج بسبب حشرجة صوتها بالبكاء 

: حاضر 

نظرت "سلمى" نحو "يُسر" وقالت 

: اخبارها ايه دلوقتي أنا جاية اطمن عليها 

لتقول لها "نيروز" بإبتسامة 

: الدكتورة لسة مطمنانا عليها و قالت إنها هتفوق و إنها مسألو ساعات و هتفوق إن شاء الله و هيكون "مروان" فاق بإذن الله هو كمان 

لتقول "سلمى" بأمل 

: يارب 

ليدخل في تلك اللحظة "يونس" أيضاً لتودعهم "سلمي" بهدوء بعد إطمئنانها علي "يُسر" و ذهبت إلي غرفة الإنعاش حيث "مروان" ..


كانوا يجلسون في نفس المكان الذي جلسوا فيه أول مرة يتناولوا المثلجات معاً لكن تلك المره كانوا زوجين .. كان يجلس "مروان" و بجانبه "سلمي" تنام علي كتفه و ينظروا أمامهم نحو مباه النيل الصافية و كان يحيطها "مروان" بذراعه ثم قام بتقبيل أعلي رأسها و قال بإبتسامة حب 

: على فكرة دي أول مرة حسيت إن انا معجب بيكي فيها لما كنا هنا بناكل آيس كريم سوا 

لتبتسم "سلمى" له وتقول بغرور مصطنع 

: على فكرة انا عارفة انك بتحبني من زمان جداً 

ليضحك "مروان" بصوت عالي و يقول 

: يا واد يا اللي واثق من نفسه 

لتبتسم له "سلمى" تقول بمزاح 

: اهه طبعاً واثقة من نفسي لأن طبعاً طبعاً لازم تكون بتحبني 

ليبتسم لها "مروان" و يقول

: ليه بتقولي كدا جايبة الثقة دي منين 

لتقول "سلمى" بإبتسامة جميلة 

: علشان اللي يحب حد زيك و طيب و حنين و كويس زيك لازم يحبني 

ليعتدل "مروان" في جلسته لتعتدل "سلمي" أيضاً و نظر نحوها و قال بغمزة

: لا ثبتيني بقا 

لتضحك "سلمى" و تقول 

: اهه طبعاً يا زوجي العزيز لازم اثبتك عشان مش انا مراتك بقا و لا ايه

ليبتسم لها "مروان" بسمة واسعة و يقول 

: طبعاً مراتي أحلى زوجة في الدنيا كمان ، بحبك يا سلمتي

لتبتسم له "سلمى" و تقول 

: و انا كمان بحبك

ليفتح مروان عينيه بهدوء و هو على وجهه ابتسامة صغيرة للغاية بسبب ذلك الحلم الصغير الذي كان يعيشه الآن ..


في الغرفة التي تنام بها "يُسر" كان يجلس "زياد" على مقعد بجانب سريرها و والدتها تجلس أمامها على السرير بجانب قدمها و "نيروز" تجلس على السرير الآخر هي أيضاً و يجلس "يونس" على مقعد بجانب سرير "نيروز" .. 

كان عقل "يُسر" يعيد تلك الكلمات التي لمحها عقلها من الوعي البسيط و وصلت إليها و إلي مسامعها بشدة لدرجة أنها جعلتها تدخل جسدها في صدمة لم يسيطر عليها سوي المهدئ و كانت تلك الكلمات البسيطة تخترق رأسها بشدة و لم تكتفي بذلك بل و دخلت إلى قلبها لتخترقه أيضاً لتجبرها على المقاومة و على النهوض و على أن تفيق .. كانت تلك الكلمات هي 

: انتِ حامل يا "يُسر" 

و فجأة فتحت "يُسر" عيونها بشدة كما لو كانت تجاهد بشدة لفتحهم ....



تعليقات