قصة عشق يونس البارت الخامس والعشرون بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الخامس والعشرون 25
بقلم شهد السيد



كان التحطيم و التكسير و صوت صراخه الغاضب هو من يشتعل في المكان حتي أن حارسه من خوفه أن يقوم قائده بإخراج سلاحه و إطلاق النيران عليه من وهل غضبه فر هارباً إلي الخارج سريعاً يبتعد عن بطش غضبه و هو يري هاتفه يلقي من ورائه في الجدار ليتحطم بشدة 

و كان ذلك تفكير "جايك" هو الآخر فقد ترك "مايكل" بكل غضبه الذي لا أحد سوف يقف أمامه الآن و خرج يبتعد عنه يفرغ غضبه من المنزل الصغير المتهالك الذي يعيشون فيه هذا ..

وقف "جايك" بالخارج و أخرج هاتفه ليستخرج منه أحد الأرقام و قام بوضعه علي أذنه ثم قال 

: نحن نريد تلك الأشياء التي تحدثنا عنها أن تأتي في أسرع وقت لكي نبدأ خطتنا 

ليستمع إلي الطرف الأخر ثم يقول 

: نعم نريدها لكي يتم التنفيذ بعد شهرٍ من الآن .. أظن ان "مايكل" علي وشك قتل الشبح بعد معرفته بأمر شقيقته الخفية 

و أغلق "جايك" الخط و هو ينظر أمامه للفراغ ليقول بشر 

: لن أدع "مايكل" يقتلك هو بل انا من سأنال شرف قتلك يا شبح 

كان يجلس "يونس" في تلك الشقة المتوسطة التي قام بإستئجارها في أحد الأماكن الراقية نوعاً ما لشقيقة "مايكل" .. "ديانا"

: انا حقاً أشعر بالحرج الكبير منك فلم أكن أعلم كل أفعال شقيقي هذه 

قالتها "ديانا" بإحراج شديد الجالسة علي الأريكة أمام "يونس" الذي يجلس أمامها بكل هدوء ليقول 

: "ديانا" أنتِ ليس لكِ ذنب لكي تشعري بالإحراج .. حقاً أخيكِ فعل كل تلك الأشياء دون رحمة أو ضمير و قد طلبتِ مني أن أثبت لكي بالأدلة حتي تعلمي أنه مجرم مطلوب للعدالة و بالفعل أمامك الآن بين يديكِ كل جرائمه و تسجيلات صوته أيضاً و صوراً كثيره له 

لتبكي "ديانا" بحزن علي حال شقيقها تلك و قالت 

: هل سيحكم عليه بالإعدام ؟ 

ليحاول "يونس" أن يطمأنها و لكن كيف و هو يعلم أنه بالفعل سيحاكم بالإعدام 

: إذا قمتِ بإقناعه تسليم نفسه قبل أن تمسك به الشرطة فمن الممكن كثيراً أن لا يحاكم بالإعدام و يأخذ عقوبته سجن فقط 

لتمسح "ديانا" بعض الدموع التي نزلت من عيناها ثم قالت 

: أرجوك "يونس" حاول أن تساعده و لا تجعله يأخذ حكم بالإعدام .. لقد قمت بتصديقك و اعتبرتك صديقاً لي .. عدني أنك سوف تحاول مساعدته 

ليقول لها "يونس" بنبرته الهادئة الرخيمة 

: أعدك "ديانا" و الآن سوف أذهب إلي العمل .. إلي اللقاء 

و قام "يونس" و ودعته "ديانا" بهدوء و الحزن يخيم عليها .. 


ليذهب "يونس" إلي مقر المخابرات و يدخل إلي مكتب صديقه "وليد" .. جلس "يونس" علي المقعد أمام مكتب "وليد" لينظر نحوه "وليد" و قال 

: عملت معاها ايه 

ليقول "يونس" بنبرة هادئة 

: قولتلها حاولي تقنعيه يسلم نفسه بس هي خليتني اوعدها مياخدش حكم بالإعدام 

ليصدر "وليد" صوتاً مستنكراً من حنجرته ثم يقول 

: ازاي يعني مياخدش حكم بالإعدام دا انا نفسي أعدمه بإيدي هو و الكلب بتاعه 

ليقول له "يونس" و هو يضع كف يده علي وجهه و ينظر له 

: اعمل ايه البنت كانت بتعيط و بتقولي اوعدني مياخدش اعدام بس اصلاً اللي زي "مايكل" دا مش هيستني إنه يتحبس تاني هو هيموت في الآخر بس الصبر 

ليعتدل "وليد" في جلسته و ينظر إلي "يونس" و هو يقول 

: المهم فكك راحين النهاردة عند "مروان" مش كدا 

ليقف "يونس" من فوق المقعد و قال 

: ايوة كلنا راحين ع الساعة 6 كدا او 7 هبقي أعرفك بردو لما نيجي راحين عشان تحصلنا علي هناك 

: تمام اشطاا 

ليودعه "يونس" و هو ذاهب نحو الباب 

: انا رايح المكتب سلام 


في شقة "زياد" .. كانت تجلس "يُسر" نائمة علي السرير كالمدللة ليدخل عليها "زياد" إلي الغرفة حاملاً صينية موضوع عليها طعام الغداء الخاص بها لتعتدل "يُسر" في نومتها و تنظر له بسعادة و تقول 

: زيزووو انت جيت امتي معرفتنيش يعني و انت جاي 

ليجلس "زياد" أمامها علي السرير و هو يضع الصينية علي قدمه و يقول 

: حبيت أعملهالك مفاجأة و نتغدي سوا النهاردة ايه رأيك بقاا 

لتصفق "يُسر" بيديها كالأطفال بسعادة و تقول 

: فرحاانة جداا طبعاً ياريت تكون بتيجي بدري كدا كل يوم 

ليضع "زياد" الطعام في الملعقة و يدسه في فم "يُسر" و هو يقول بإبتسامة حنونة 

: والله يا حبيبتي الشغل مطلع عيني بس جيت النهاردة بدري عشان كلنا راحين نشوف "مروان" 

لتقول "يُسر" و هي تلوك الطعام في فمها 

: حبيبي حاول تعمل المهم بس من الشغل و الباقي سيبه لما "مروان" يرجع تاني 

ليقول "زياد" بهدوء 

: مش ملاحق حتي علي المهم بس يا "يُسر" والله و اصلاً "مروان" علي ما يبقي كويس هيكون فاضل علي فرحه وقت بسيط فهينشغل في فرحه دا غير شهر العسل و الصراحة حقه ما انا و انتي سيبناه لوحده بردو و اتلبخنا في حاجة الفرح و بعدها شهر العسل 

لتضحك "يُسر" بخفة و هي تقول 

: بس قطعنا شهر العسل مكملناهوش لما عرفنا ان كتب كتابه هو و "سلمي" و جينا مصر علي طول 

ليبتسم لها "زياد" و يقول 

: تحبي نعيد شهر العسل معاهم 

لتبتسم له "يُسر" بإتساع ثم تقول 

: ياريييت يا "زياد" أحب اوووي 

ليطعمها "زياد" و هو يبتسم لها ثم قال 

: هما راحين تايلند تحبي نروح معاهم و لا نروح مكان تاني لوحدنا 

: لاء خلينا معاهم أحلي 

ليبتسم لها "زياد" و هو يقول 

: زي ما حضرتك تؤمري برينسيس .. اخبار ابننا ايه 

لتعبس "يُسر" بملامحها و تقول 

: ابننا ؟ انت عايز ولد و لا ايه ؟ 

ليبتسم لها "زياد" بحنان و هو يقول 

: كل اللي يجيبه ربنا راضي بيه يا روحي بس مش عارف حاسس كدا إنك هتجيبي ولد 

لتضع "يُسر" كف يدها علي معدتها و تقول بإبتسامة 

: لاء أنا مختلفة معاك يا "زياد" المرة دي لأن انا حاسة إني حامل في بنوتة 

ليضع "زياد" يده علي شعرها يتحسسه بهدوء و هو يقول بإبتسامة 

: عارفة لو بنوتة شبهك بعيونك دي انا الفرحة مش هتبقي سايعاني ان بقا عندي حتة منك و في نفس الوقت نسخة منك 

لتبتسم له "يُسر" بحب شديد و قالت 

: انت أحن زوج و أحلي حبيب و أفضل أخ و أحسن سند ليا في حياتي يا "زياد" أنا بحبك أوي

ليبتسم "زياد" و يضع قبلة علي جبهتها و قال 

: و انا بموت فيكِ يا غابتي الخضرا

كان يجلس "يونس" في سيارته أسفل منزل "زياد" منتظراً نزول "نيروز" و "زياد" و "يُسر" فهو قد جاء حتي يأخذ "نيروز" معه و هم ذاهبون إلي "مروان" 

أجري "يونس" مكالمة هاتفية ل "وليد" يخبره بأن يذهب هو أيضاً فهم الآن علي وشك الذهاب إلي "مروان" 

أنهي "يونس" المكالمة مع "وليد" ليري "نيروز" قد نزلت و ورائها "زياد" يضع يد "يُسر" في ذراعه و ينزلوا علي الدرج ببطئ شديد .. لينزل "يونس" من سيارته و يقتربوا جميعاً نحوه 

: ازيك يا "يونس" 

قالها "زياد" بنبرة هادئة ليجيبه "يونس" 

: الحمدلله والله 

نظر "يونس" نحو "نيروز" و قال بإبتسامة جميلة 

: ازيك يا قمر 

لتبتسم "نيروز" بخجل و تنظر نحو الأرض و قالت 

: الحمدلله كويسة ازيك انت 

ليجيبها "يونس" بنفس الإبتسامة 

: بخير طول ما انتي بخير 

: احمم خف شوية 

قالها "زياد" بحنق و هو يغير علي شقيقته لتلكزه "يُسر" بخفة في ذراعه و تقول بمزاح 

: ما تسيب الواد يتكلم مع مراته يالا بينا علي العربية احنا 

ليبتسم "يونس" بإتساع و يقترب من "يُسر" يحتضنها بسعادة و هو يقول 

: اختي حبيبتي اللي بتدافع عني ربنا يخليكي ليا 

لتضحك عليه "يُسر" ليغتاظ "زياد" و يفرقهم عن بعضهم البعض و هو يقول بغيظ 

: بس بس ايه الحضن دا .. لاء يا حبيبي اختي و الكلام دا كان زمان مشوفكش بتلمسها تاني 

و قام "زياد" بأخذ "يُسر" نحوه بشدة يبعدها عن "يونس" ليرفع "يونس" حاجبه و هو يقول 

: انت عارف الحركة دي تخليك تقعد كام يوم في الحبس 

ليقول له "زياد" بضحك 

: أعلي ما في خيلك اركبه 

ليبتسم له "يونس" و قرر غيظه هو الأخر و قال 

: معلش هعديهالك عشان هتبقي خال العيال و ميبقاش علي أخر الزمن أبوهم شرد خالهم و خلاه رد سجون 

قال "يونس" جملته تلك و أمسك كف "نيروز" التي ضحكت بشدة علي منظر "زياد" المنصدم و ذهب بها نحو سيارته .. بينما "زياد" ظل ينظر نحو "يونس" كأنه مازال يستمع إلي كلماته ليري ضحكات شقيقته و نظر بجانبه وجد ضحكات "يُسر" أيضاً ليقول بغيظ 

: اضحكي اضحكي ماشي 

و أخذها "زياد" هو الأخر و ذهبوا نحو سيارته 

في السيارة عند "يونس" و "نيروز" .. أدار "يونس" السيارة و ما زالت ضحكات "نيروز" تصدح في أنحاء السيارة ليبتسم "يونس" و ينظر نحوها و يقول 

: أعيش و اشوف ضحكتك دي يا فيروز 

لتهدأ ضحكات "نيروز" و تنظر نحوه بإبتسامتها الخلابة و تقول 

: بجد انت و "زياد" ناقر و نقير لازم لما تتقابلوا تفضلوا تناقروا بعض كدا 

ليبتسم "يونس" و هو ينظر للطريق من أمامه 

: بس بحبه والله و بحب مناقرتنا لبعض دي 

لتبتسم "نيروز" و تقول 

: ربنا يخليكوا لبعض يارب 

لينظر نحوها سريعاً و يغمز لها بخفة و يقول 

: و يخليكي ليا يا فيروزتي 

لتبتسم "نيروز" بإتساع و تنظر نحو الطريق و مازالت الإبتسامة تزين وجهها

في فيلا "مروان" ، كان يجلس في الحديقة الخاصة بالفيلا و بجانبه "سلمي" حيث كانوا يجلسوا علي أرجيحة صغيرة ذو أريكة تكفي ثلاث أشخاص و كان "مروان" و "سلمي" جالسين فوقها يتحركون بها بهدوء و "سلمي" نائمة علي كتفه و يحاوطها "مروان" بهدوء 

: كنت مستني اللحظة دي من زماااان 

قالها "مروان" و هو يشدد من ضم "سلمي" ، لتبتسم "سلمي" بخجل ليكمل "مروان" قائلاً 

: كنت مستنى اللحظة اللي اقولك فيها إني بحبك بجد مش بمثل عشان نبقي سوا حقيقي ، انتي عارفة إن لولا أهلنا اللي جوزونا لبعض مكنش حد فينا هيتحرك خالص 

لتضحك "سلمي" بخفة و تقول 

: أكيد طبعاً مكنتش هتستناني انا اللي أتحرك 

ليضحك "مروان" و يقول 

: طب كدا خلاص كنا هنفضل اصحاب خالص بقا 

لتضربه "سلمي" بخفه في كتفه علي الجانب السليم و هي تقول 

: يعني كنت هتفضل كدا طول العمر مكنتش هتتلحلح أبداا 

ليضحك "مروان" بشدة عليها و يقول 

: لاء لاء عشان سلومتي مكنتش هستحمل و كنت هعترفلك طبعاً هو انا كنت أستحمل إننا نفضل اصحاب بس يعني 

لتبتسم "سلمي" بإتساع و هي تريح رأسها علي كتفه و قالت 

: اذا كان كدا ماشي 

ليقول لها "مروان" بعبث 

: مكنتش اعرف انك بتحبيني اوي كدا و مستنياني أعترفلك 

لتخجل "سلمي" و تدفن وجهها في كتف "مروان" ليضحك بإستمتاع و هو يقول 

: ياربيي علي الكسووف دا ايه القمر داا 


وصل "يونس" و "نيروز" أمام فيلا "مروان" و نزلوا من السيارة ليقول "يونس" و هو ينظر للوراء 

: "زياد" و "يُسر" موصلوش لسة ليه 

لتضحك "نيروز" بخفة و تقول له 

: لاء هما فاتهم لسة في نص الطريق أساساً لسة قدامهم شوية 

ليبتسم "يونس" و يقول 

: ايوة صح عشان حامل ماشي علي مهله .. لاء ربنا معاهم بقا يالا بينا ندخل احنا 

لتبتسم "نيروز" و تسير بجانبه و قالت 

: يالا بينا 

دق "يونس" جرس باب الفيلا لتفتح لهم إحدي الخادمات و دعتهم إلي الداخل حيث يجلس "مروان" و "سلمي" في الحديقة 

دخل "يونس" و معه "نيروز" و هو يمسك بكف يدها ليجدوا شكل "مروان" و "سلمي" هكذا ليطلق "يونس" صفيراً و هو يتقدم نحوهم و "نيروز" تبتسم بحب علي شكلهم .. لتخجل "سلمي" و تعتدل في جلستها بجانب "مروان" ثم نظر "مروان" نحوهم و ابتسم لهم بترحيب و وقف يسلم علي "يونس" 

: ازيك يا "يونس" واحشني والله

ليعانقه "يونس" و هو يقول له 

: و انت كمان والله اخبارك ايه دلوقتى بقيت كويس ؟ 

ليقول له "مروان" و مازالت ابتسامته علي وجهه 

: ايوة بقيت كويس الحمدلله 

لتسلم "نيروز" و "سلمي" علي بعضهم البعض و يعانقون بعضهم بشدة لتقول "سلمي" بهمس و هي مازالت تعانقها 

: جوزك مبيسبش فرصة غير لما يحرجني و أبقي زي الطماطماية قدامكم 

لتضحك "نيروز" عليها بخفة و تقول بهمس هي الأخري 

: هو بيبقي قاصد يرخم علي "مروان" بس والله 

لتخرج "سلمي" من أحضانها و هي تقول بإبتسامة 

: مانا عارفة بس انا اللي بتحرج في الأخر 

لتضع "نيروز" يدها علي كتفها كمواساة و هي تقول بضحك 

: معلش معلش بكرا تتعودي 

ليقوم "يونس" بأخذ المقعدين الملتفين حول السفرة الصغيرة في الحديقة و يضعهم أمام الأرجيحة التي كان يجلس عليها "مروان" و "سلمي" و يشير إلي "نيروز" لتجلس بجانبه علي المقعد الأخر .. و جلس الجميع ليقول "مروان" متسائلاً 

: اومال "زياد" و "يُسر" فين مش انتو مع بعض في نفس البيت يا "نيروز" 

لتجيبه "نيروز" بنبرة هادئة 

: "زياد" و "يُسر" المفروض يعني جايين ورانا بس عشان وضع "يُسر" حامل بقا فجايين براحة لسة في الطريق 

ليبتسم "مروان" و يقول 

: ايوة ربنا يكملهم علي خير يارب فرحت والله جداً اول لما عرفت 

لتبتسم "سلمي" هي الأخري و تقول 

: و انا كمان فرحت أوي ليهم ربنا يكملهم علي خير اللهم امين 

ليبتسم الجميع و يرددوا كلمة "اللهم امين" 



في الخارج .. وصل "وليد" و ترجل من سيارته في نفس وقت مجئ السيارة التي أوصلت "مليكة" للتو أمامه لينظر نحوها "وليد" بنظرة سريعة علم أن "مليكة" من بداخل السيارة ليسرع بخطواته يذهب إلي باب الفيلا يرن الجرس لتفتح له الخادمة و يدخل إلي الداخل .. 

لتنظر نحوه "مليكة" و تشعر بالحزن ألتلك الدرجة لا يريد مقابلتها أو رؤيتها هل لتلك الدرجة يحب الفتاة الأخري التي كان تحدث عنها و لا يريد رؤية أحد سواها .. لتترجل "مليكة" من السيارة و يذهب السائق مغادراً من أمامها و ذهبت "مليكة" نحو باب الفيلا لترحب بها الخادمة و تدلف "مليكة" لهم بالداخل ..

دلف "وليد" و هو يفكر أن ذلك الشئ الذي يفعله هو الصحيح تماماً فيكفيه حزناً بهذا القدر هل يتحدث معها مرة أخري حتي تخبره أنه شقيقها مرة أخري !! .. لا و ألف لاااا هو لن يستطيع أن يستمع لتلك الكلمة منها مرة أخري لن يتعذب و يجرح كبرياءه و كرامته و مشاعره أكثر هكذا يكفيه الآن أنه يراها من البعيد فقط .. 

دلف "وليد" إلي الحديقة ليراه الجميع و يقفوا يرحبوا به و كان أول من عانقه "مروان" و هو يقول 

: ليداا عامل ايه واحشني والله 

ليعانقه "وليد" بإبتسامة و هو يقول 

: و انت كمان والله أخبارك ايه دلوقتي عامل ايه 

ليخرج "مروان" من عناقه و هو يقول بإبتسامة 

: انا بقيت كويس الحمدلله والله 

ليسلم "وليد" أيضاً علي "يونس" ثم نظر نحو "سلمي" و قال بود 

: ازيك يا "سلمي" 

ثم نظر نحو "نيروز"

: ازيك يا "نيروز ، عاملين ايه 

لتجيبه "سلمي" بهدوء 

: الحمدلله كويسة ازيك انت 

و تجيب "نيروز" أيضاً

: بخير الحمدلله 

ليقول "وليد" و هو يسحب مقعد يضعه بين مقعد "يونس" و بجانب أرجيحة "مروان" 

: انا كويس الحمدلله 

لتدخل "مليكة" في نفس اللحظة و هي تقول بإبتسامة هادئة 

: ازيكم جميعاً 

ليرحب الجميع بها و يقول "مروان" 

: حماتي الصغيرة ليكي وحشة والله 

ليغتاظ "وليد" من تلك الكلمة بشدة فكيف لصديقه أن يشتاق للفتاة التي يحبها هو و لكنه تمالك أعصابه بهدوء 

لتجيبه "مليكة" بإبتسامة 

: حبيبي يا جوز اختي والله اخبارك ايه النهاردة 

: انا الحمدلله كويس 

لتنظر "مليكة" نحو "يونس" و تقول 

: ازيك يا "يونس" اخبارك ايه 

ليجيبها "يونس" بإبتسامة بسيطة 

: الحمدلله كويس ازيك انتِ

: انا كويسة تسلم والله 

لتعانق "مليكة" "نيروز" بشدة و هي تقول بإبتسامة 

: ام مراد وحشتيني 

ليضحك "يونس" و "نيروز" و قالت لها "نيروز" 

: ام مرااااد ؟؟ انتي كمان هتقوليلي كدا 

لتخرج "مليكة" من أحضانها و هي تقول بإبتسامة 

: والله عجبني الإسم اوي و اتمني بجد إنكم تعملوا زي ما "يُسر" بتقول و تسموا مراد فعلاً 

ليقول "يونس" بضحك 

: و أبقي سمعت كلام "يُسر" في الأخر اللي كانت بتخضني في الراحة و الجاية في البيت و تتريق عليا فتتريق علي ابني بالمرة 

ليصدح صوت "يُسر" و هي تدخل إلي الحديقة نحوهم و قالت 

: مين بيجيب في سيرة "يُسر" دلوقتي اكيد يويو و لا نقول نوني 

ليضحك "يونس" و هو ينظر نحوها هي و "زياد" و يقول 

: يا بت هقوم أضربك بس ماسك نفسي عشان انتي بروحين دلوقتي فهيبقي حرام 

ليقول "زياد" 

: و مين هيسمحلك تلمس شعره منها أصلاً 

ليجيبه "يونس" بضحك 

: يا عم متغظنييش 

لتسلم "يُسر" علي "سلمي" و "مليكة" بحب ثم تنظر نحو "مروان" و تقول 

: ازيك يا "مروان" اخبارك ايه النهاردة 

ليجيبها "مروان" بإبتسامة 

: الحمدلله كويس ازيك انتي و ازي النونو اخباره ايه الف مبروك 

لتبتسم "يُسر" بإتساع و هي تضع كف يدها علي معدتها و قالت 

: انا و النونو كويسين الحمدلله 

ليسلم "زياد" علي "مروان" و علي "وليد" بود شديد ثم سحب مقعدين له هو و "يُسر" بجانب "نيروز" و جلسوا معهم 

لتنظر "يُسر" نحو "وليد" و قالت 

: فهد المخابرات بتاعنا ازي حالك 

ليبتسم "وليد" و يقول لها 

: فهد المخابرات بردو .. انا كويس الحمدلله الف مبروك 

لتضحك "يُسر" بخفة و تقول 

: الله يبارك فيك عقبال ما نشوف فرحك 

لينظر "وليد" للجهة الأخري و يقول بخفوت 

: تسلمي 

لتنظر نحوه "مليكة" و تشعر بالحزن و تفكر و تقول داخلها هل هي ستستطيع أن تراه يُزف مع امرأة اخري هل ستتحمل رؤيته بجانب فتاة أخري و هي .. تحبه !! 

لتنظر "مليكة" نحو الأرض و تحزن بشدة و تقول في داخلها 

: خلاص هو مش نصيبك يا "مليكة" معتيش تبصي ناحيته و لا تفكري فيه كفاية ذنوب أرجوكي 

جائت الخادمة و معها صينية مليئة بكافة أنواع الحلوي و التسالي و المشروبات الباردة و وضعتها في المنتصف و بعدها ذهبت 


وصلت الأشياء التي أوصي عليها "جايك" بأن تأتي حتي يبدأوا بتنفيذ عمليتهم القادمة التي سوف تقضي علي جميع أنحاء القاهرة و ستكون ضربة قوية جداً من "جايك" و "مايكل" 

كانت الأشياء موضوعة أمامهم في غرفة كبيرة واسعة جداً تكاد تأخذ كل الأشياء التي جلبوها حيث كانت تلك الأشياء العديد و العديد من القنابل الذي سوف يقوموا بتوزيعها علي أنحاء المدينة بأكملها حتي يفجروا المدينة بمن فيها و يهربوا هم خارج البلد 

ابتسم "مايكل" بشر و نظر نحو "جايك" و قال 

: ستكون لعبتنا الأخيرة أليس كذلك ؟ 

ليظل "جايك" ناظراً بخبث نحو القنابل و قال 

: نعم "مايكل" ستكون لعبتنا الأخيرة التي ستقضي علي المدينة بأكملها و علي رأسهم الشبح 

لتتحول ملامح "مايكل" إلي الغضب و يقول 

: فلتقم بفعل جواز سفر إضافي به اسم مستعار ل "ديانا" حتي تأتي معنا أينما نحن ذاهبون 

لينظر "جايك" نحوه و يقول ببرود 

: حسناً و لكن تأكد أولاً من شقيقتك أنها لن تبيعك للشبح فحسب ما رأينا صورتهم معاً فيبدو أنهم مقربون 

ليقول "مايكل" بغضب 

: حتي و إن كانت تفكر في تسليمي للشبح فلن أتركها حتي و إن اضطررت أخذها قسراً

لينظر نحوه "جايك" و يومئ برأسه ثم يعاود النظر بشر إلي القنابل الموضوعة في الغرفة الواسعة 


كانت تسير "يمني" و معها والدتها التي أصرت عليها المجئ معها إلي ذلك الحي الراقي التي يكون به منازل ذوات المجتمع و توقفوا أمام بوابة كبيرة تخفي من خلفها ساحة واسعة و حديقة كبيرة و فيلا أحد الأشخاص المهمون في البلد ..

نظرت "يمني" إلي والدتها بإستغراب و قالت 

: هاا يا ماما لينا مين نعرفه هنا يعني و ليه وقفنا قصاد الفيلا دي بالذات 

لتنظر والدة "يمني" نحو البوابة الضخمة و تبدأ الذكريات تضرب مخيلتها عندما كانت تعمل خادمة في تلك الفيلا قبل ثمانية و عشرون عاماً ثم نظرت لإبنتها و قالت 

: لو جرالي حاجة يا "يمني" و معرفتيش من بعدي تعيشي كويس تعالي الفيلا دي 

لتعبس "يمني" بملامحها و تمسك بكتف والدتها بهدوء و تقول بحزن 

: ربنا يديكي الصحة و طولة العمر يا ماما اوعي تقولي كدا انا مليش غيرك في الدنيا دي 

لتمسك والدتها كف يدها و تقول بهدوء 

: اسمعي كلامي يا بنتي لو جرالي حاجة تيجي الفيلا دي 

لتنظر "يمني" نحو الفيلا بشرود و تقول 

: فيلا مين دي اصلاً و ليه بالذات الفيلا دي انتي تعرفي اصحابها يا ماما 

لتنظر والدتها بشرود نحو الفيلا و تقول 

: من 28 سنة كنت بشتغل في الفيلا دي سنين عمري انا خدامة و ابوكي الجنايني و حملت فيكي فسيبنا الشغل و قولنا منشتغلش كدا تاني و نقل من قيمتك قدام الناس 

لتحتضنها "يمني" بحزن و ترقرقت الدموع في أعينها و قالت 

: يا حبيبتي يا ماما انا عمري ما أحس بكدا ابداً حتي لو كنتي فضلتي لحد دلوقتى في الشغل دا انتي بتشتغلي و الشغل مش عيب اوعي تقولي كدا تاني 

لتقول لها والدتها بهدوء 

: لو جرالي حاجة يا "يمني" لما تيجي الفيلا دي تدخلي لكبير الفيلا و تديله الجواب اللي هتلاقيه في وصيتي يا بنتي فاهمة !! 

: فاهمة يا ماما بس عشان خاطري بلاش الكلام دا أرجوكي انا مقدرش اعيش من غيرك 

لتمسك والدتها بكف يدها و تقول 

: حاضر يا بنتي يالا بينا نروح بيتنا بقا 

و ذهبوا سوياً من أمام تلك الفيلا و ابتعدوا عنها قليلاً لتفتح بوابة تلك الفيلا و يخرج منها شخص ما بسيارته لتستدير "يمني" في تلك اللحظة و تنظر نحو ذلك الشخص لتبتسم ابتسامة خفيفة دون إرادتها ثم تكمل سيرها مع والدتها ..


مرت الأيام سريعاً و لم يتبقي سوي فقط أسبوع علي حفل زفاف "يونس" و "نيروز" و زفاف "مروان" و "سلمي" أيضاً 

كان يجلس "يونس" مع "نيروز" في الدور العلوي علي متن سفينة "عِشق يونس" و كانت تجلس "نيروز" واضعة رأسها علي كتف "يونس" و يمسكون بكف ايدي بعضهم و يجلسوا بهدوء و صمت 

قطع "يونس" ذلك الصمت و هو يقول بإبتسامة 

: معدش غير اسبوع و تبقي في بيتي يا فيروز 

لتبتسم "نيروز" و ترفع رأسها تنظر نحو أعينه مباشرةً و قالت 

: كنت مستني انت الفرح أوي كان هيحصل ايه لو كان بعد كام شهر 

ليعبس "يونس" بملامحه و هو يناظرها و قال 

: كام شهر دول اللي هما لسة خمس شهور حضرتك عارفة دي مدة كبيرة قد ايه 

لتبتسم "نيروز" و تقول له 

: يا روحي علي القموص خلاص متزعلش و اهو الفرح اتحدد و هنتجوز مستنيناش الخمس شهور 

ليبتسم "يونس" بإتساع و هو يقول 

: دانا هموت من الفرحة والله 

لتكشر ملامح "نيروز" و هي تضع اصبعها علي فمه و قالت 

: بعد الشر عنك اوعي تجيب سيرة الموت في أي حاجة يا "يونس" 

ليمسك "يونس" بكف يدها التي وضعت اصبعها علي فمه و قبله بحب و قال 

: حاضر يا حبيبتي 

ثم نظر "يونس" نحو كف يدها فهي مازالت ملتفة بالشاش ليقول بحزن 

: بعد ما نتجوز هعملك عملية تجميل لإيدك في احسن بلد فيها دكاترة تجميل كويسين 

لتسحب "نيروز" كف يدها من يده و تقول 

: لاء يا "يونس" 

لينظر نحوها "يونس" بإستغراب و قال 

: لاء ليه ، انا مش عايز الجرح دا يفضل ملازمك طول حياتك يا "نيروز" الجرح دا مش خربشة قطة و هتروح بعد كام يوم دا جرح عميق و بقا في ايدك عمره ما هيروح غير بعمليات التجميل 

لتقول له "نيروز" بهدوء 

: حتي لو عملت عملية تجميل مش هيروح يا "يونس" 

ليقول لها "يونس" مستنكراً 

: ملكيش دعوة بكلام الدكاترة اللي هنا انا هوديكي لدكتور المتخصص تجميل أساساً و الطب اتقدم و برا متقدم بزيادة كمان متقلقيش يا "نيروز" انا هعملك عملية التجميل و الجرح هيختفي 

لتقول "نيروز" بهدوء 

: ايدي مش هترجع زي الأول بالعكس هيبقي شكلها وحش بزيادة 

ليمسك "يونس" كف يدها و يقبله و قال 

: لاء طبعاً انتي عشان عمرك ما جربتي عمليات التجميل فاكرة إنها شبه التشويه لاء يا حبيبتي دا الجرح هيختفي و ايدك هترجع لطبيعتها تاني 

لتبتسم "نيروز" و هي تقول 

: ماشي يا "يونس" موافقة 

ليبتسم لها "يونس" هو الأخر ثم قام بمعانقتها بشدة و هو يقول 

: اللي جاي كله هيبقي سعادة لينا يا فيروز متقلقيش عمري ما هخلي الموقف اللي حصل دا يتكرر تاني 

كانت تسير "سلمي" و هي تتأبط ذراع "مروان" و هم في ذلك المول الكبير ليقول "مروان" و هو ينظر نحوها 

: عشان تعرفي أنا طيب ازاي حبيت أخدك معايا و أنا بجيب البدلة بتاعتي لكن انتي مرضتيش توريني الفستان 

لتقول له "سلمي" بمزاح 

: اصل جايباه عريان 

ليضحك "مروان" بخفة و يقول 

: والله يا "سلمي" لو حلفتي علي الماية تجمد إنك جايباه عريان ما هصدق لأنك اصلاً مبتحبيش تلبسي بنطلون هتلبسي عريان ؟؟ 

لتضحك "سلمي" هي الأخري و قالت 

: بقيت حافظني خلاص 

ليبتسم "مروان" و ينظر نحوها و يقول 

: عيب عليكى انا مش أي حد بردو 

لتبتسم "سلمي" و تقول له 

: طبعاً انت مارو حبيبي 

لتتبدل ملامح "مروان" علي الفور فلاحظته "سلمي" لتقول 

: مالك يا "مروان" في ايه 

ليتوقف "مروان" جانباً و هي معه ثم يقول لها 

: مبحبش اسم مارو دا و بالذات يا "سلمي" انتي مش عايزك تقوليه خالص ليا 

لتنظر له "سلمي" بإستغراب ثم قالت 

: انا ملاحظة بردو الإسم دا لما بتسمعه كيانك كله بيتشقلب هو مرتبط بحاجة حصلت عشان كدا مش بتحبه ؟ 

ليتنهد "مروان" بضيق ثم يقول 

: ايوة 

: ايه هي 

لينظر "مروان" نحوها ثم يقول 

: بخطيبتي السابقة 

لتنظر له "سلمي" بصدمة و تقول 

: ايه دا انت كنت خاطب قبل كدا

ليقول لها "مروان" 

: للأسف أبشع خطوبة مرت علي التاريخ 

: ايه اللي حصل عشان تبقي كدا و ايه علاقة خطيبتك بالإسم دا عشان كانت بتناديلك بيه فبتفتكرها و لا ايه 

قالت الجملة الأخيرة بنبرة تحمل الغيرة قليلاً ليقول لها "مروان" سريعاً 

: لاء استني استني انا هفهمك كل حاجة ، أولاً هي مش اسمها خطيبتك هي اسمها خطيبتك السابقة و بالنسبة لإنها أبشع خطوبة حصلت دا عشان بجد أفشل قرار خدته في حياتي لما ارتبطت بالبتاعة دي و علاقة الإسم بقا هي ايوة كانت بتناديلي بيه فلما بسمعه من حد و افتكرها و افتكر وسا*ختها ببقي مش طايق نفسي ، سوري علي اللفظ 

لتقول له "سلمي" بإستغراب 

: سبتوا بعض ليه ؟ 

ليقول "مروان" بإستنكار 

: انا اللي رميتها بعد ما اكتشفت خيانتها مع واحد كنت فاكرة صاحبي 

لتضع "سلمي" كف يدها علي فمها بصدمة ثم قالت بشهقة صغيرة 

: هيييه ، خانتك مع صاحبك ؟؟؟ 

ليقول "مروان" 

: ايوة ، المهم دلوقتي سيبك من السيرة الز*با*لة دي و قوليلي انتي ادايقتي لما قولتلك اني كنت خاطب و معرفتكيش من زمان 

لتجيبه "سلمي" بهدوء 

: انا زعلت علي اللي حصلك دا يا "مروان" بس مزعلتش لاء إني لسة عارفة دلوقتي لأن ببساطة انا عايزة الحاضر بتاعك و المستقبل سوا لينا مليش دعوة بالماضي و اللي حصل فيه

ليبتسم لها "مروان" بحب ثم يمسك كف يدها و يقول 

: بإذن الله الحاضر بتاعي و مستقبلنا هيبقي ليكي انتي لوحدك و كله ليكي يا سلومتي 

لتبتسم له "سلمي" و تقول 

: اتفقنا يا موري 

ليبتسم بخفة و يقول 

: ماشي حلوة موري منك 

لتبتسم "سلمي" له بحب ثم يكملوا سيرهم


كانت تقف "يُسر" في المطبخ أمام الموقد تعد وجبة طعام بسعادة و قلق في آنن واحد فهي لأول مرة تقرر أن تطهو طعام .. 

ليأتي "زياد" من الخارج بعدما جاء من العمل ليشتم رائحة طيبة تعم البيت و لكنه تعجب فمن الذي يفعل الطعام فشقيقته ليست موجودة هي قامت بإستئذانه حتي تخرج مع "يونس" 

ليذهب "زياد" سريعاً نحو المطبخ ليجد زوجته الجميلة تقف بقميص بيت منزلي خفيف ضيق عليها فأبرز معدتها الصغيرة للغاية نتيجة حملها بالشهر الثاني ليبتسم بهدوء علي شكلها الجذاب 

لم تعرف "يُسر" بأن "زياد" قد جاء و كانت تكمل عملها كأنها محترفة و لكن في الأصل هي لا تفقه شيئاً عن طهي الطعام .. وقعت منها الملعقة الخشبية التي تطهو بها الطعام و كانت سوف تميل حتي تلتقطها لتجد من يجذب الملعقة من فوق الأرض سريعاً و يمنع انحنائها 

نظرت "يُسر" بسعادة كالأطفال نحو "زياد" ثم عانقته سريعاً و هي تلف يداها حول رقبته و قالت 

: زيزووو وحشتني اوي جيت امتي محسيتش بيك 

ليشدد "زياد" من ضمها بهدوء و هو يشتم عبق خصلاتها و قال 

: لسة جاي من حاجة بسيطة 

لتقول له "يُسر" 

: بس غريبة جاي بدري النهاردة 

: عشان "نيروز" خرجت فقولت أجيلك انا عشان متتعبيش و أساعدك لو احتاجتي حاجة 

لتخرج "يُسر" من أحضانه و هي مازالت قريبة منه كثيراً و قالت 

: حبيبي اللي خايف عليا ربنا يخليك ليا يا روحي يارب

ليبتسم لها "زياد" و يقوم بتقبيل وجنتها و هو يقول 

: و يخليكي ليا يا قلبي ، قوليلي بقا ايه اللي قومك من السرير 

لتستدير "يُسر" نحو الموقد تقلب في الطعام و قالت 

: زهقت من النوم دايماً كدا قولت أما أقوم أطبخ أكله لجوزي حبيبي أدلعه بيها 

ليحتضنها "زياد" من الخلف و هي تقلب الطعام فوق الموقد ثم قال 

: يا روحي جوزك بدام شايفك قدام عينه دا في حد ذاته دلع أصلاً 

لتغلق "يُسر" النار عن الطعام ثم تلتفت نحو "زياد" و تقول 

: يعني كلامك القمر دا نرد عليه بإيه بس 

ليغمز لها "زياد" بعبث و هو يقول 

: ببوسة 

لتضحك "يُسر" عالياً و تدخل في أحضانه و هي تقول 

: من عنيا الإتنين انت تؤمر 


كانت تعبث "مليكة" بهاتفها و هي تفتح صفحة "وليد" الشخصية علي تطبيق الفيس بوك و نظرت نحو الأصدقاء لتجدهم غير ظاهرين لتقرر البحث علي منشوراته لتجد أخر تحديث له و الذي كان تغيير لصورته الشخصية لتفتح المعجبون بتلك الصورة و تبحث بهم لتجدهم جميعاً رجال و فجأة وجدت فتاة وسط تلك الرجال و كانت متفاعلة علي صورته بريأكت love 

لتغتاظ "مليكة" و تقول 

: لقيتك ، انتي اللي بيحبها خلاص مفيش واحدة غيرك عاملاله لاف كلهم رجالة ما عدا انتي 

لتقرر "مليكة" فتح صفحة الفتاة الشخصية لتجد بالفعل أن "وليد" صديق مشترك بينهما لتقول "مليكة" بقهر

: اهاا صديق مشترك ايه بس دا حبيب مشترك يا منيلة 

و فتحت "مليكة" صورة الفتاة لتجدها فتاة متدينة ترتدي حجاباً علي ملابس عادية كجميع المحجبات في مثل تلك الأيام و كانت ملامح الفتاة هادئة و جميلة أيضاً 

لتقول "مليكة" 

: يمكن بصلك عشان محجبة ؟ و انا لسة بشعري !! و لا بصلك عشان انتي كبيرة زي سنه و انا لسة صغيرة ؟؟ 

لتظل "مليكة" تنظر إلي جميع صور الفتاة التي كانت من قبل قد شاركتها علي صفحتها الشخصية لتجد صورة قديمة لها في كلية الفتاة و كان يوجد فتيات كثيرة و فتيان كثيرة أيضاً و من بينهم كان يوجد "وليد" و "يونس" و "مروان" و من بين الفتيات كانت تلك الفتاة موجودة 

لتقول "مليكة" 

: اهو طلعت قده كمان و يعرفها من سنين و كانت معاه في الجامعة هيجي انا اللي لسة عارفني في مدة أقل من سنة يفكر فيا و يسيب حب عمره !! 

لتغلق "مليكة" هاتفها و ألقته بجانبها فوق السرير و هي حزينة 

: هل تم وضع جميع القنابل في أماكنها المخصصة ؟

كان ذلك السؤال من "مايكل" إلي صديقه "جايك" .. ليجيبه بهدوء 

: نعم تم وضعها و سوف تصل الإشارة خلال ساعات إلي مقر المخابرات ليعلم بها الشبح حتي لا يعرف كيف يأتي و يذهب و لا كيف ينقذ المدينة بأكملها 

لتتعالي ضحكاتهم سوياً بشر ثم قال "مايكل" 

: اين الريموت ؟ 

ليجيبه "جايك" بغموض 

: في أعلي نقطة بالمكان 

ليفهمه "مايكل" و يبتسم بنفس الغموض و قال 

: هل نغادر البلد الآن ؟ 

: هيا ، هل أحضرت شقيقتك ؟ 

ليجيبه "مايكل" بغضب 

: كانت تريد اقناعي بتسليم نفسي للعدالة فقمت بضربها علي مقدمة رأسها و سوف أخذها قسراً معنا 

: حسناً هيا بنا ؟ 

: هيا بنا 

و خرجوا من ذلك المنزل الصغير المتهالك الذي كانوا يقيمون فيه يعتقدون أنهم متخفيين عن "يونس" حتي يذهبوا إلي المطار لكي يغادروا البلد بجوازات السفر المزورة 


         
تعليقات