قصة زوجي من الجن البارت العاشر 10 بقلم معاذ الحمري







قصة زوجي من الجن

البارت العاشر 10

بقلم معاذ الحمري

 دخـلت الـغرفة, لتـجد على أحد جدران الـغرفة جـملة بالـدم مـنقوشة " أتـركِى نـجيب إن كـنتى تريدين حيـاة خالية من الـغرائب "

ذهـلت " هـدى " من صـاحب أو صـاحبة التهـديد ؟؟!, أًصـبحت " هـدى " في دوامـة حيـاتها تـزداد سوءا يـوما بعـد يوم, دخـلت الـحمام لـتغسل وجـهها من تعـابير الـرعب والإنصدام وجـدت حـوض غـسل الـوجه ممتـلئ بالـماء وعلـى المرآة مـكتوبة كـلمة واحدة بالدمـاء " إفعـليها ".


ضـربت " هـدى " الـجدار غضبـا, سئـمت مـن هذه الألاعيب اللـعينة وقـررت الـموافقة علـى طلـب من كـتب الـجملة سـواء " نـجيب " أو غـيره, أدخـلت رأسـها بالـحوض, شـربت الـكثير من الـماء ودخل حـتى من أنفها, قـبل أخر لـحظة سـحبت نفـسها و تقيأتْ معـظم المـاء الـذي شربته, تـعجبت متسائلة

لـماذا سـحبت نـفسي رغـم أنـني كـنت أنوي الإنتـحار ؟ أيـعقل أن يـكون هـناك من سـحبني 

خـرجت من الـحمام ودخـلت غـرفتها لتـجد حـبل مشـنقة مـعلق بالـثريا يـنتظر صـعود " هـدى " عليـه, إختفـت من جـدار غـرفتها جـملة " أتـركِ نـجيب إن كـنت تريدين حيـاة خالية من الـغرائب " وأستـبدلت بنـفس الـكلمة في الـحمام " إفعـليها ", بـخطوات هادئة تقـدمت " 


هـدى " وصـعدت الـكرسي في محـاولة لتوديع الـحياة, حـبل الـمشنقة حـول عنقهـا, قـفزت من الـكرسي, يـهتز جسـدها محـاولا الـنجاة...

قـطع حبـل الـمشنقة !! رغـم أنـه متيـن ومثبـت بعـناية في الـثريا, رددت " هـدى "

هـذه الـمرة أنـا متـأكدة يـا " نـجيب " أنـك انت اللى بتنـقذني من الـموت !! أنت موجود هـنا !!!! تـحدث سئمت كـل هذا و هـل أنت من تـكتب هذه الـجمل على جدران منـزلي ؟ وإن لـم تـكن أنت فـمن المسئول ؟؟؟ أحتـاج لإجابات يا " نـجيب " أرجـوك

إنهـارت " هـدى " بـاكية, وقـفت تتـرنح يمينا ويسـارا, علـى كـل جدران منـزلها كـلمة " إفعـليها " " إفعليـها " " إفعـليها " " إفعـليها " " إفعليـها " " إفعـليها "

صـرخـــت

 أأأأأأأ اللـعنة عليـك يا " نـجيب " وعـلى عـالم الجـان أجـمع

ركـضت إلـى الـمطبخ, أخرجت من أحـد الأدراج سـكينا ووجـهته نـحو بطـنها, أرادت شـقها لـكن كـلما قـربت الـسكين من بـطنها لـشقها شيء يـمنعها وكأن هنـاك من يمسك بيديها لإيقـافها, تـحدثت " هـدى "

 هـذا أنت يا " نجيب "! إذا من يريدني أن 


أنتـحر شـخص أخر 

رمـت " هـدى " الـسكين جـانبا وإلتـحفت الأرض محـتضنة نـفسها والدمـوع كـالشلال من أعينها تنـهمر...

إهتـزاز قـوي بالـمنزل وكـأنه زلزال, الأنـوار تضـعف وتقـوى, الـنوافذ فـتحت جميـعها ريح بـاردة دخـلت للـمنزل, خـرجت " هـدى " من الـمطبخ إلـى غـرفة الـمعيشة تـحديدا لــتجد الـصندوق الذي بـه ألبـوم صـورها علـى الأرض والـصور مبـعثرة, تـجر نفـسها المـحطمة 


والبـائسة نـحو الـصور لـتحملـها.

لا يزال ذلك الـطيف عـديم الملامح الذي ظهـر في صـور " هـدى " في بداية مغامرتها مـوجودا, ذلـك الـطيف الذي يـرجح أنـه " نـجيب, الأمر الـجديد والمخيف في الـصور أن هـناك طـيف أخر عـديم الـملامح بالـصور..

 طـيف بـشـعر طـويل وقـوام أنثـوي,صـورة مارثون الـدرجات الـهوائية " هـدى " على درجاتها في الأمام وخلـفها طيفـان كـل واحد بدراجته, صـورتها وهـي صـغيرة في الـمزرعة وبيـن الأشجـار بـعيدا يـقف طيف شاب بدون ملامح وطيف فتـاة كذلك لا تفاصيل لوجـهها...


أخـذت " هـدى " نفـسا, الـشمس أشـرقـت وجـدت " هـدى " فـكرة ألا وهي أن تذهـب لـمكتبة الـعم الـسوداني لـعله لديه كتـاب سـحر من الـكتب الـمخزنة الـقديمة وبكـتاب الـسحر ستستطيع التـواصل مـع من تـقوم أو يقوم بـكل هـذه الـمشاكل لـها...

إنتـظرت حتى قـدوم الـعاشرة صـباحا مـوعد فـتح الـمكتبة لأبـوابها, ما إن وقـفت لـتذهب حـتى إنتفض جسـدها.

 تـمهلي يـا " هـدى "

 نـجيب هذا...هذا أنت 

 أسـف حقـا أسـف

 نـعم تـأسف بـعد أن حـولت حيـاتي إلـى جـحيم 

 لـست أنا 

 إذا من ؟


 أراك خرسـت, أخـبرني يـا " نـجيب " مـن الذي جـعل رحـلتي بالأمس كـابوسا ؟ من الذي أرادني أن أنتـحر ؟ أنـظر لـحالتي أنا حتـى لـم أنـم, أستـحق تفسيرا يا " نجيـب 

مـنذ زمـن كـنت خـادما لـساحرة, كـنت كالخـاتم بإصبعهـا أنفـذ كل أوامرهـا, كـنت قـد خطبـت إجباريا جـنية بـأمر من عـائلتي, الـساحرة كـانت علـى فراش المـوت, خفـت كـثيرا فـبعد وفـاة الـساحرة سـأرجع لـعالم الـجن بـشكل نهائي وأتـزوج تلـك الجنية وأنا لـم أحبهـا ولـم أشعر حتى بالإنجذاب تجـاهها

 وبـعد ؟


 أبلـغت " السـاحرة وهـي في أخـر أيـام لهـا بمـا سيـحصل وأننـي خائف, قـامت بـعمل كتـاب بـه تسـع أجزاء كـل جزء يـمثل حـرف والأحرف تشـكل " زوجـتك نفسي ", أخبـرتني أنـه لدي تسـع فرص للـزواج بإنسـية وجـعلها تسـاعدني للـحصول علـى حيـاة إنسـية بـعيدا عـن عالم الجـن, وحذرتـني أن هذا الأمر سيـغضب خطيبتي كـثيرا لأن فـيه تجـاوزات

 يا إلهـي أكمل...


لا يـوجد ما أكمل, قـامت خـطيبتي بـقتل زوجـاتي الـثمان و أنت الآن أخر أمل لي

إذا مـن قـامت بـكل هذه الأفعـال خـطيبتك ؟

نـعم, لا تلـوميني يا " هـدى " أنـا وضعت تحـذيرا من أنك ستتعلقين بي بـعد قراءتك لكـتاب " أنتِ لي " وضعـت هذا التـحذير خصيصا حتـى لا أظلم إنسية معي

 أنـا أسفـة يا " نـجيب ", أتتقـبل أسـفي ؟

 نـعم لا يـمكنني الـغضب مـنك

 مـاذا سـنفعل لـخطيبتك ؟

 تـقصدين " جـلنار " لا أعـلم حقـا, أنـا أصدها دومـا لـكن أن أؤذيها صـعب

لـماذا ؟

 بسـبب هذا القـانون "أي جـني يؤذي جـني, يـحرم مـن كل قواه ويسـجن "

نـحتاج لمثل هذه الـقوانين في عـالم الإنس حقـا نحـتاجها

 " هـدى " أريدك أن تـجدي حـل لـهزيمتها وإنـهاء وجودها !

 كـيف ؟


 لا أعـلم, فـقط أريد أن أبـلغك أن كـل مـن حاولت مواجهتـها فـشلت, إن كــان إنسـحابي من حيـاتك حلا صدقيني سأنسـحب وأتزوج " جـلنار " لـكنني متـأكد أن " جـلنار " لـن ترتاح حتـى تقتلك حـتى لـو تـزوجتها

 مـعه حـق يا " هـدى "

صـوت أنثوي صـادر من نـافذة الـغرفة, قـط أسـود واقف عـلى حافة الناف.

      لقراءة البارت الحادي عشر من هنا 


تعليقات