رواية ما بين العشق والآلام الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم/حبيبه محمد
















رواية ما بين العشق والآلام
 الفصل الثالث والعشرون 23
بقلم/حبيبه محمد



كانت نورين تقف بجوارها عُدى والوالده أيضاً ولكن الثلاثه لم يستطع أياً منهما الحديث وكأن الصدمه كانت كافيه لتمنع الكلمات من الخروج مما زاد من توتر وإحراج ناردين ووالدتها وهم لا يفهمون شيئاً 

تحدث ريان عندما شعر بإحراجهم: طب اي مش هتدخلونا الأول ولا اي ؟

عُدى بعدما فاق من صدمته: هاه اتفضلوا اكيد 
دخل ريان بجواره ناردين والوالده وقد قام بتوصيلهم لغرفه الضيوف وخلفه باقي أفراد العائلة أما نورين ف قد كانت في عالم أخر هل يوجد أحد يشبهها بهذه الطريقه مهلا هي لا تُشبهها فقط هي نسخه أخري منها 
اخذها عُدى من يديها عندما لاحظ شرودها ف ذهبت معه بصمت 

في الداخل 

ريان: ماما دى ناردين ودى والدتها أتعرفت عليهم في ألمانيا 

كانت تنظر الوالده لناردين بصمت ولم تتحدث أيضا 
ولكن هذا ليس بيديها فهي لم تستوعب الأمر بعد 

ريان بإحراج: احم ماما 

الوالده: هه انا معاك اهو يا ابني (ناردين: أنتو جايبنا تهينونا هنا ولا اي.!؟😂")

عُدى بهدوء: أهلا وسهلا نورتونا والله 

الوالده بإحراج من نظراتهم: تسلم يا ابني 

ريان بتعريف: دا يبقي عُدى اخويا ودى تبقي والدتي ودى بتكون نورين مرات اخويا 

ناردين ب ابتسامه مُتوتره: اتشرفت بمعرفتكوا 

الأن نورين بالتأكيد ستُصاب بالشلل كيف صدر هذا الصوت منها وهي لم تتحدث هي على يقين أن هذا صوتها هي حسنا يكفي ذلك هي تشعر بالخوف الشديد من رؤيتها تظنها شبحاً...قريناً لها في الواقع هي لم تري شبه بين اثنين لهذه الدرجه لتسقط فاقده الوعي 

لحقها عُدى سريعا بين أحضانه والوالده أسرعت بإحضار الماء

حملها عُدى على الرُكنه سريعا كما طلب منه ريان

وهو بصفته طبيب قد قام بنزع نقابها لكي ليري تنفسها وقام برش بعض قطرات الماء على وجهها لتفتح عيناها ببطئ ولكنهم سمعوا صوت شهقه خرجت من هذه ناردين التي تقف وتضع يداها على فمها مَن هذه التي قد أخذت جميع ملامحها ؟ 
أقتربت من نورين الجالسه بجوار عُدى وملامح الصدمه على وجهها وامسكت بخدود نورين وتقول بغباء: أنتي حقيقية ؟
اقتربت نورين من عُدى لتمسك فيه وكأنها تستمد الأمان منه
أما الوالده الجالسه مكانها فقد فرت دمعه من عينيها ف رؤيتها لهما بجوار بعض قد ذكرها ب بناتها في الصغر وهم نسخه من بعض ولكن ما لا تعرفه أنهم نفس الفتاتين الان

ريان بتوتر: احم في حاجه عايز أقولها 
نظر له الجميع ب اهتمام في إنتظار حديثه ليلقي هو بجملته الأخيرة

_دى نورين الحديدي ودى تبقي ناردين الحديدي أما دى "وهو يشير للوالده" تبقي زوجه الأستاذ سليم الحديدي وأم التوأمين نورين وناردين 

نورين بضحك: ريان أنت بتقول اي ؟ توأم اي وام مين ماما ماتت من تلاته وعشرين سنه وبعدين عادي يعني اتنين شبه بعض اي توأم دي؟

كانت الوالده تبكي بشده لم تستطع التماسك ولكن كيف أبنتها وقد ماتت صغيرتها أمام عينيها مع والدها ؟

أما ناردين كانت صامته ولم تتحدث فقد تبدل الحال وأصبحت هي الصامته الأن بدلاً من نورين....

عُدى بهدوء: ريان ازاى يعني وضح قصدك اي 

ريان بتوضيح: أول ما سافرت ألمانيا شوفت ناردين في المطار وبالصدفه طلعت قاعده في نفس الفندق اللي كنت نازل فيه أستغربت من الشبه اللي بينها وبين نورين في البدايه لدرجه اني فكرتها نورين في  واللي كان محيرني اكتر إن نورين مُنتقبه ومع الوقت اتطورت علاقتنا انا وناردين وحكيتلى أن كان ليها أخت توأم أسمها نورين وأما عرفت أن والدتها ع قيد الحياة ف قررت اني ازورها وافهم حكايه التوأم دى وهل دى مجرد صدفه ولا اي وأما روحت اتكلمت معاها وسألتها عن اسم زوجها الأول قالتلى سليم الحديدي ساعتها أتأكدت من شكي 

توجهت أنظار الجميع نحو الوالده ينتظرون تفسيرًا منها توقفت عن البكاء قليلا وقامت بأخذ نفسها لتبدأ الحديث

_من حوالى 23 سنة كنت في العربية مع سليم ومعانا بناتنا الأتنين (نورين وناردين) كان مطلعنا مصيف لأنه كان مشغول قبلها في الشغل ف حب أنه يعوضنا ب أسبوع كامل يكون ليه انا وبناته بس 
نورين كانت بتحب والدها لدرجه أنها مكانتش بترضي اي حد يشلها غيره ودايما متعلقه بيه كانت مصممه تقعد على رجليه وهو بيسوق وبما أنه بيحبها ف ماحبش أنه يزعلها وخدها مني 
كنا ماشين على طريق جبلي مره واحده سليم فقد السيطرة على العربيه ومبقاش عارف يتحكم فيها 

سليم بصريخ: أنزلى من العربيه بسرررعه 

فاطمه ببكاء: مش هعرف انزل يا سليم بناتنا وانت 

سليم: خدى العيال ونطي بسررررعه مش هعرف اتحكم أكتر من كدا 
حاولت أن تأخذ منه نورين ولكنها كانت تمسك بوالدها وهي تبكي بخوف بالرغم من أنها لم تكن تفهم شيء والاخري ناردين لم تكفُ عن الصراخ 

سليم بتوتر: سيبي نورين وانزلى 

فاطمه ببكاء: سليم

سليم بعصبيه: اسمعي الكلام بقي 

قامت بفتح الباب وهي تحتضن ناردين وتشعر بالخوف الشديد وتحاول قدر الإمكان أن تحمي هذه الطفله صاحبه الثلاث سنوات وبالفعل قامت بالقفز سريعا كانت الدماء تتساقط منها حملت الطفله والتي لم تتأذي لأن كل الآذي قد أصاب الوالده حاولت أن تتحامل على رجليها المُصابه وهي تنظر أمامها تنتظر أن يقفز زوجها وابنتها الأخري ولكنها فوجئت بالسياره تصطدم بجبل وتنقلب ظلت تصرخ كثيرًا ولكن لم يكن هناك أحد ليستمع لصوت صراخها قامت تتحامل على قدميها المُصابه لتذهب للسياره ولكن المسافه كانت بعيده كثيرًا ف العربيه كانت على أقصي سرعه تحمل أبنتها بين يديها وقدميها مُصابه تصرخ وتصرخ لعل أحد يستمع إليها ولكن دون فائده 

اخذت حوالى عشر دقائق حتى تصل إلي السياره 
ولكن يا لحرقه القلب ف عندما وصلت إلي السياره كانت تراها تنقلب من فوق الجبل وهي مُشتعله ظلت تنظر للسياره وبداخلها زوجها حُب عمرها وصغيرتها تشتعل بهما السياره لتكون هذه النهايه 
ظلت تبكي وتبكي وهي تحتضن أبنتها بحرقه والتي تبكي هي الأخري وكأنها تعلم بفقدانها جزء من روحها 

بعد ساعة كانت تقف أمام ڤيلا عائله زوجها وهي شارده دموعها لم تجف صامته ولكن بداخلها ليس بخير أبدًا وكأنها لم تعد تملك القدره على الصراخ 

الآلام بداخلنا كثيرًا مِن أين لنا بدموع تكفي هذا الدمار..!؟

عُدى: طب اي اللي حصل أما رجعتي لعيله الحديدي؟ وازاى نورين عايشه وانتي بتقولى أنها وقعت من ع الجبل مع والدها !!

الوالده بدموع: رجعت وخدت أكبر صدمه في حياتي كنت عارفه من الأول أنهم بيكرهوني أنا وبناتي لأنهم كانوا عايزين وريث ولد يورث أملاك سليم الحديدي وللأسف ماحصلش نصيب وتعبت وأنا بولد البنتين وكانت ولاده صعبه اتضطريت بعد الولاده أني أشيل الرحم خالص ساعتها سليم أكتفي ب البنتين وقبل بنصيب ربنا بس والده معاملته معايا اتغيرت لدرجه أنه مابركلناش حتي ولا شال طفله منهم 

جد نورين بجمود وقسوه: اي اللي رجعك هنا تاني يا أم البنات مش جوزك مات وخلاص مالكيش مكان مابينا

الوالده بدموع: بس دى حفيدتك من لحمك ودمك وازاى عرفت أن ابنك مات وعادي كدا

الجد بقسوه: ماتنسيش انتي بتكلمي مين مالكيش مكان بينا تاني وزى ما ابني لمك من الشوارع ف روحي ربي بنتك في الشوارع زى ما اتربيتي 

الوالده ببكاء: انت اب ازاى ؟

وقبل أن يتحدث الأخر قام مدحت شقيق زوجها برميها خارج الڤيلا ليُغلق الباب في وجهها ويتركها تبكي وحدها بالخارج على زوج كان والدها وسندها وشريك حياتها وعلى ابنه ماتت موته كهذه في عمرها هذا 
ولكن الصدمه الاكبر كانت الوالد والاخ هل هذا اب ليعرف بوفاه ابنه ولم تنزل دمعه واحده من عيناه !؟
قلبها الطيب قد جعلها تظن أنه قد علم عن طريق التلفاز أو غيره ولكن ما لا تعرفه هذه المسكينه أنه كان يتم التخطيط لكل هذه مُنذ زمن طويل 
حملت طفلتها ورحلت لا تعرف أين تذهب ولكنها جلست في منزل والدها المتوفي في حارتها التي تربت فيها فقد كانت من طبقه فقيره جدا 

نورين بضحك: لا بجد شااابوو اي الفيلم الجميل دا المفروض اني اصدق الكلام دا ؟عمي مدحت !! وجدى !! اللي هو ازاى يعني " أكملت بسخريه"وانا بقي وقعت من فوق الجبل وتسلقته تاني وطلعت روحت لبيت جدى وانا عندى تلت سنين صح كنت طفله خارقه

الوالده بدموع: ربنا واحده يعلم إن دى الحقيقة جدك كان بيكرهني عشان كنت من طبقه فقيره وابوكي عارضهم كلهم عشان يتجوزني وعمرهم ما عاملوني كويس إلا في وجود أبوكي لأنه كان الكبير وهو اللي تعب وأسس وبني كل الشركات دى انا ما كدبتش في حرف يا بنتي

نورين بعصبية وهي لم تستوعب اي شيء: ماتقوليش بنتي انا مش بنت حد أنا اهلى ماتوا 

كان سيتحدث عُدى ولكنها قامت سريعا وكأنها تذكرت شيء أحضرت هاتفها وأجرت إتصالاً ڤيديو كوول مع عمها الأصغر أمجد والذي تحمل مسؤولية تربيتها مُنذ صغارها كانت تشعر بالتوتر كثيرا حتى ظهر لها صورته وهو يقول: عامله اي يا حبيبة عمك .؟ ولكنه صمت فور رؤيتها لحالتها وتحدث بخوف
_نورين أنتي كويسه ؟

نورين بدموع: عمي أنا هسألك سؤال واحد بس وغلاوتي عندك ترد عليه 

أمجد بحنان: أسألي يا حبيبتي 
قامت نورين بعكس الكاميرا لتقولى بدموع دى تبقي والدتي ؟

نظر أمجد في الهاتف بصدمه كبيره هل هي على قيد الحياة هي زوجه أخيه الراحل هو يعرفها جيدًا فقد كانت أكثر من اخت له كان الوحيد الذي يُعاملها جيدا في هذه الڤيلا كان يعرف كم عانت مع عائلته ويُخفف عنها كثيرًا ها هي أمامه الأن بالرغم من أنها أصبحت كبيره في العمر ولكنه سيتعرف عليها فهي كانت رفيقته ووالدته قبل أن تكون زوجه أخيه الأكبر 

أمجد بصدمه ودموع: فاطمه !!؟

نورين بدموع وعصبيه: عمي أرجوك قولى ازااااى دى امي وازاااى انا عايشه بعد الحادثه وازااى جدو يطردها من البيت وازاااى بعد 25 سنه أعرف أن انا ليه أخت توأم زادت دموعها وهي تقول برجاء: أرجوك قولى الحقيقة أنا معنديش أغلى منك 

أمجد بأستغراب: يطردها..!!؟

هزت له نورين رأسها بالإيجاب وهي تقول: أنا عايزة اعرف كل حاجه حصلت بعد الحادثه وازااى انا عايشه وانا وقعت من ع الجبل مع بابا 

أمجد: نورين اهدى...اهدى بس الاول وانا هحكيلك كل حاجه 

صمتت وصمت الجميع ينتظر توضيح لكل هذه الألغاز 

أمجد بهدوء: من 23 سنه كنت في اخر سنه في كليتي كنت رايح عند غرفه والدي بس سمعت هناك اللي خلاني اتصدم ومعرفش اتحرك من مكاني 

في الداخل

مدحت بخُبث: يا بابا أنا كدا كدا خلاص بوظت الفرامل يعني هيموتوا في حادثه وهتبقي كل الثروه دى لينا وهيبان أنها حادثه عاديه جدا 

الوالد: انا مش عارف اي اللي كان خلاني امشي ورا خطتك اللي زى الزفت دى 

مدحت بحقد: انت لسه خايف عليه بعد ما جاب بنت الشوارع دى واتجوزها غصب أن عن الكل ؟ وكمان مش هتخلف وريث للعيله مش كفايه اننا استحملنا تلت سنين؟ بعيدا عن دا كله كل الثروه دى بعد موته هتبقي لينا احنا هنبقي احنا اللي مسؤولين عن كل الشركات دى وهو عمره ما سمع كلامك ومايستاهلش كل العز دا وبعدين ياله اهو زمان العربيه اتقلبت بيهم في طريق الجبل ويجيلنا خبر موتهم

كان يقف أمجد في الخارج والدموع تتساقط منه هل شقيقه بعد ساعات سيرحل عن هذا العالم؟ وفاطمه مَن اعتبرها أكثر من شقيقته والطفلتان لم يشعر بنفسه إلا وهو يركب سياراته سريعاً مُتجهها في طريق سيارتهم ليصل ولكن كان قد فات الآوان ف السياره مقلوبه وهي تشتعل الأن ذهب سريعا والدموع تُغرق وجهه وجد زجاج السياره الامامي مكسور وسليم يصارع الموت ويأخذ أنفاسه الأخيرة 
فور رؤيه سليم له نظر له وهو يُحاول أن يعطيه أبنته قام أمجد ب لف الناحيه الأخري وأخرج إبنه أخيه بصعوبه بالغه كان ينظر لسليم ولكن سليم تحدث بكلمه واحده قبل أن يرحل عن عالمنا "بنتي"

حمل أمجد الطفله صاحبه الثلاث سنوات بين يديه والتي لم تتآذي كثيرًا ف والدها حرص على أن يحميها من تكسير الزجاج وكانت بعض الخدوش ولكنها كانت فاقده الوعي اثر اصطدام السياره ف هي صغيره على خبطه مثل هذه 
كان رحيل أمجد من الناحيه الأخري متزامناً مع قدوم فاطمه تبكي بناردين ف لم يراها أمجد فقد رحل سريعا وهو يتمني أن يلحق الطبيب الطفله قبل أن تلحق بباقي عائلتها وبالفعل قضي أكثر من ساعتين في المستشفى خلال هذا الوقت قد تم طرد زوجه أخيه والطفله الأخري من الڤيلا ولكنه لم يكن يعرف أنهما على قيد الحياه فقد كانت السياره مشتعله ومُحطمه كُلياً 

عاد إلى المنزل يحمل أبنه أخيه بين يديه

مدحت بصدمه: نورين !!؟

قام أمجد بوضع الطفلة داخل غرفته لتنام بعمق اثر العلاج واغلق الباب عليها وعيناه تُنافس لون الدماء في الأحمرار ف هو الأن قد فقد سنده في الحياه وشقيقته وطفلته المُدلله ناردين ماذا سيخسر أكثر من ذلك !؟

خرج لمدحت "الذي لم يكن مُتزوجاً بعد" ووالده الذي يجلس ولا يتحدث توفي ابنه بسببه والان يفكر بما فعله اي اب هذا...!!؟

أمجد بغضب: اه نورين...نورين يا مدحت بنت اخوك اللي انت موته هو ومراته وبنتهم اللي انت وابوك "ابتسم بسخرية وهو ينظر لوالده"  انا اسف لو قولت عليك اب انت ماتعرفش يعني اي اب اصلا وماتستاهلش لقب زى دا اللي يموت ابنه ومراته وأحفاده عمره مايبقي اب ولا عنده قلب اصلا فلوس اي اللي انتو بتتكلموا عليها سليم عمره اثر معاكوا في حاجه "بدموع" قولولى بس عملكوا اي عشان تموتوه طب فاطمه...فاطمه اللي كانت الحاجه الحلوه في البيت دا اللي كانت بتخدمكوا بكل حب واعتبرتكوا عيلتها عملتلكوا اي عشان تموت موته زى دي طب الاطفال اللي عندهم تلت سنين دول ذنبهم اي انتو ازاى كدا ؟؟

مدحت ببرود وقسوه: وطي صوتك وانت بتكلم ابوك والبت اللي جوا دى هتحصل عيلتها مش هينفع يبقي في حد  يورثه احنا ماتعبناش دا كله عشان في الأخر تورثه وتعبنا يروح على الفاضي 

أمجد: انت اي بقي يا اخي انت اكيد مش بني أدم "اكمل بغضب" البنت اللي جوا دى بنتي من النهارده وفكر فكر بس مجرد تفكير انك تآذيها يا مدحت وقسما بربي هتموت نفس الموته اللي اخوك ومراته ماتوها بسببك وساعتها هنسي أنك أخويا زى ما انت نسيت أنه اخوك الكبير 
تحدث لوالده: وانت يا..انا مش عارف اندهلك بابا تاني بس كل اللي هقولهولك اني من النهارده مُت مع ابنك الكبير وانسي أن في ليك ابن اسمه امجد "تحدث بسخريه" ما أعتقدش أنه هيفرق معاك اصلا ما انت موت واحد مش بعيد تبعت حد بكرا يقتلني عشان تشبع بالورث  وقبل ما امشي حاجه كمان مافيش جنيه من فلوس سليم هيروح لحد غير بنته نورين سليم الحديدي ذهب ليأخذ الطفله ورحل تاركًا هذه الڤيلا ليحميها من هؤلاء الاشخاص بالداخل أصبح يكره أن يطلق عليهم عائلته
في الحقيقة أرسل مدحت أشخاص ليتخلصوا من فاطمه وابنتها ولكنه لم يجدها ولم يكن يعلم بسفرها ف ظن أنها ماتت من الجوع هي وابنتها ف هو كان يعتقد أن جميع البشر مثله ونسي أن يضع نفسه ضمن الحيوانات ف بالتأكيد هذا ليس بشرًا 

نورين بدموع وانهيار: عمو ازاى كدا جدو....جدو هو اللي كان السبب في موت بابا وعمو مدحت ! بس أنا اتربيت وسطهم عادى وكانوا بيعاملوني كويس 

أمجد: بعد تلت سنين كنت انا بربيكي وكنت جبتلك مربيه كمان ومازن كان مسؤول عن كل حاجه في شركات والدك ودا كان اكتر واحد سليم بيثق فيه يمكن اكتر مننا كلنا لدرجه انه كان مخليه يقدر يتحكم في كل حاجه وعامله توكيل بكدا خدت توقيع منه أن كل الاملاك بتاعه سليم الحديدي تبقي من نصيب نورين الحديدي اول ما تتم 18 سنه وخدت وعد منه كان هو واعده للمرحوم والدك قبل مايوعدهوني أنه هيتحمل مسؤوليه تكبير الشركات وعمره ما هيقصر في حاجه وكان قد واعده فعلا .....بعد تلت سنين جدك بقي مُصاب بشلل من الزعل خسارته لعياله الاتنين اللي هو أنا وسليم والوحده اللي عاش فيها خليته يعرف قيمه وجودنا في البيت وان وجودنا حواليه بالدنيا ماكنش بيعرف يتحرك ساعتها طلب من مدحت يجيبه الڤيلا بتاعتي وبالفعل جه وكانت أول مره اشوف عاجز وعلى كرسي مُتحرك فضل يترجاني بدموع اب ندم اني ارجع الدكتور المتابع لحالته قالي أن دا هيكون جزء مهم جدًا في علاجه ف اتضطريت أرجع مش عارف ليه بس لأنه هيفضل والدى ولاني عارف ديني كويس ف رجعت وكنتي انتي معايا بس ساعتها كان مدحت اتجوز وشوفت معامله مراته ليكي وربنا ما رزقهوش ب الولد اللي كان عايزة وجاب بنتين وعشان كدا ماكنش بيعاملهم كويس وربنا أراد أنه مايجبلوش الولد اللي نفسه فيه، قررت اني هعيشك ملكه طول حياتك واني مش هتجوز وهعيش بس عشان خاطر ساعدتك وحاولت اعوضك عن اهلك بس اللي مش فاهمه ازاى فاطمه عايشه

فاطمه بدموع: مش فاطمه بس اللي عايشه ناردين بنتك اللي اول واحد يشيلها كان انت اهي زادت صدمه امجد مع زياده دموعه وهو يقول: ازاى ؟

قصت له فاطمه ما قالته لهم منذ قليل لتزيد دموعه ولكن هذه المره لم يستطع التحديد اهي دموع فرحه لعوده شقيقته وصغيرته ام حزن على فتاه تربت دون ام  و توأمان تفرقا منذ صغارهما 

اغلق معهم وهو يخبرهم أنه في اقرب وقت سيآتي إلي أمريكا لزيارتهم 

كان الصمت يُسيطر على المكان حتي وقفت نورين بدموع أمام والدتها وهي تقول بكسره وقلب يتقطع:  

_ممكن تاخديني في حضنك؟ نفسي اجربه من زمان اوووى 

أخذتها فاطمه داخل أحضانها وهي تبكي بشده على ماواجهته صغيرتها وكيف تربت بين هؤلاء البشر 

أما ناردين فكانت تقف على جنب ولا تتحدث مع أحد تري توأمها تبكي داخل أحضان والدتها وهي تقف صامته ولكن لا يعرف احد كم الدموع الذي تُريد إسقاطها الأن 

لاحظ ريان صمتها هذا ف ذهب بجوارها وهو يقول بهدوء : انتي كويسه ؟

ناردين ب رجاء: عايزة اقعد لواحدي أرجوك قولى أروح فين 

ريان بتفهم: تعالى معايا 
ذهبت بجواره بصمت ف اوصلها لغرفه بالطابق الأعلى وهو يقول: دى هتبقي الأوضه بتاعتك 

هزت ناردين رأسها بهدوء وأغلقت الباب خلفها لتنهار وحدها من البكاء كانت تتمني دائما أن تري شقيقتها ولكنها الأن قلبها يحترق على ما واجهته هي كيف إستطاعت أن تظل صامده كل هذا الوقت كيف لها أن تبقي بهذه القوه قضت كل حياتها وحيده بين أفراد ك هؤلاء ؟ لا تعرف لماذا تشعر بكونها غريبه عنها ف هي لم تتعود على وجودها أبدًا لم تكن تعرف ماذا تعني كلمه "أخت" 

في الأسفل لاحظت نورين عدم وجود هذه توأمها ل تتسائل بإستغراب: هي فين ناردين ؟

الوالده: أختك أما بتكون زعلان بتقعد لوحدها ومش بتحب حد يشوف دموعها 

ركزت نورين في هذه الكلمه "اختك" ؟
هل أصبحت شقيقه لأحد الأن هذا اللفظ من الصعب تقبله كيف أختها وهي للتو عرفت بوجودها وقد قضت طوال حياتها وحدها..!

والده عُدى ب ابتسامه لوالده نورين: تعالى هوديكي الأوضه بتاعتك ترتاحي فيها 

قامت معها فاطمه وقلبها يتقطع ولكنها لا تنكر فرحتها بأن أبنتها مازالت على قيد الحياة 

نظر ريان خلفه والأن فقط قد لاحظ وجودها عندما رأها تُعطي الماء لنورين هذه رهف شقيقته التي نسي أمرها تماماً فقد أشتاق لها كثيرًا ولكن لماذا لم تنظر إليه حتى ومتي آتت يبدوا أنها نزلت آثر صوت نورين المّرتفع نظر لها ب ابتسامه ولكنها بادلته نظرات غامضه لم يفهمها للمره الأولى 

أخذ عُدى نورين مُتوجهين إلي غرفتهم فقد أصبح الوقت متأخرًا الأن ويبدوا أن غدًا سيكون يوم ملئ بالإستغراب لزياده أفراد العائله وكيف سيتعامل الأختان !؟

أما ريان ف صعد خلف رهف 

في غرفه نورين وعُدى 
قامت نورين بتغير ملابسها بعدما اخذت شاور لعلها تفوق من صدمتها وجلست على الفراش تنظر أمامها بشرود 
جلس بجوارها عُدى وهو يمسك كلتا يديها وينظر لها بحنان: انتي كويسة 

نورين بشرود: هتصدقني لو قولتلك مش عارفة؟

اخذها عُدى داخل أحضانه ليقول بحنان: تقدرى تعيطي وتطلعي كل اللي جواكي بس بلاش تسكتي كدا 

نورين: حتى الدموع مبقتش قادره أنزلها 

عُدى: ليه مانمتيش النهارده في حضن والدتك ؟

نورين: بحث بالأمان في وجودك أنت بس أنا لسه مش عارفه يعني اي ام اصلا دى كلمه جديده اوووى عليه 
أكملت بخبث: دا غير اني بقالي اسبوعين بنام في حضنك طول الليل وبقوم مش بلاقيك 

عُدى بتوتر: احم أنا غلطان أني ماكونتش بسيبك نايمه على الكنبه في البرد وكنت بأخدك في حضني؟

نورين بضحك: ماهو انت فعلا غلطت انك خلتني أتعود على حضنك وشكلك هتتحمل مسؤوليه أنك تنيمني كل يوم 

عُدى بضحك: عيوووني ليكِ يا قمر وبعدين بطلى رغي بقي وخليني أركز شويه في الزرع الأخضر دا "عينيها" 

نورين بخجل: بذمتك دا وقته !؟

عُدى بضحك: أنتي أحمريتي كدا ليه هي أول مره  وبعدين هو انا اتكلمت ولا عملت حاجه؟

قامت نورين برمي المخده في وجهه ولكنه ظل يضحك على منظرها وإحمرار وجهها  أبتسمت فور رؤيتها لضحكته التي سلبت عقلها لتستقر داخل أحضانه وهي تتمني من ربها أن تُكمل باقي حياتها داخل أحضانه فقط وأن يتوقف الزمن عند هذه اللحظه 
كان عُدى يحمد ربه على أنه أستطاع رؤيتها تبتسم ف قلبه كان يتقطع لدموعها يتمني أن لا تكون ضحكتها هذه مزيفه لا يريد أن يراها حزينه أبدًا رؤيته لدموعها اليوم قد أثبتت له أنها مهما تظاهرت بالقوه تظل أنثي تحتاج لسند أخذ وعدًا على نفسه أنه سيكون هذا السند....

في صباح يومًا مليء ب المفاجأت 
أستيقظت نورين مبكرًا كعادتها قامت بعدما نظرت لعُدى ب حُب ف هو وحده كان قادرا على أخذها لعالم خاص بهما ليُنسيها حُزنها تماما قبلته مِن إحدى خديه وقامت لتستعد ليوم جديد ونورين جديده ف هي الأن تملك ام واخت توأم تُري هل تكون شقيقتها مثلها في كل شيء في الطبع مثل شكلها ام أنهم توأم في الشكل فحسب.؟ ابتسمت بسخريه ف هاهي الان تتسائل عن طبع شقيقتها التي تملك خمسه وعشرون عامًا بالتأكيد كانت ستكون حياتها مختلفه وجميلة إذا قضوا حياتهما معًا ولكن لا احد يعلم ما يُخبئه القدر 
بقلم:حبيبة محمد 🖋️
خرجت من الغرفه بعدما قامت بتبديل ملابسها ذهبت أولا لغرفه رهف كما تعودت من أجل علاجها ولكنها وجدت ريان واقفا بالخارج 

نورين: ريان في حاجه ؟

ريان بحزن: لا مافيش بس طلعت ورا رهف عشان أصالحها إمبارح مارضيتش تفتحلى وجيت دلوقتي عشان افكرها بعلاجها 

نورين: بس يا ريان أنت سيبت رهف في وقت فعلا صعب ودى اكتر حاجه تكسر اي بنت أنها تقع وتكون لوحدها ماتلاقيش نصها التاني جنبها وانت عارف أنت كنت عند رهف اي...

ريان بتنهيده: عارف يا نورين عارف

بإبتسامه: بس رهف طيبة وهتسامحك بسرعه وماتقلقش يا عم هبقي اوصيها عليك روح انت دلوقتي وانا كدا كدا طالعه عشان علاجها وبعد الفطار ابقي اتكلم معاها شويه في الحديقه 

ريان ب ابتسامه: اتفقنا يا قمر 

دخلت نورين لغرفه رهف واعطاتها علاجها وعندما آتت لتذكر اسم ريان تركتها رهف ونزلت للأسفل فتنهدت نورين وهي تتمني أن لا يطول زعل رهف فهذا غلط على صحتها 

كانت تشعر بالحماس ها هي الأن ذاهبه لتُيقظ شقيقتها كانت تتخيلها وهي نائمه وهي تقوم بسكب الماء عليها وتركض خلفها تتخيلها وهي تجلس معها لتقص لها عن اول حُب في حياتها ولكن أختفت إبتسامتها واختفي حماسها ف هي لا تعرف شيء عن هذه الفتاه بالداخل سوى أنها شقيقتها فحسب 
طرقت باب الغرفه بهدوء ف لم يآتيها رد ف فتحت الباب وجدتها مازالت نائمه 
وقفت أمام الفراش وظلت تنظر لها وهي نائمه وكأنها تنظر لنفسها أبتسمت ثم ندهت عليها بتوتر

_ناردين...نادرين ياله قومي عشان تفطري
لم تجد منها رد ظلت تنده أكثر من خمسه مرات ولكن بلا جدوى ها هي ثاني معلومه تعرفها عن شقيقتها أن نومها ثقيل جدًا ولا تستيقظ بسهوله ولكن ما لم تعرفه أنها لم تنم سوى ساعتين فقط فقد قضت طوال الليل في البكاء 
أخيرًا أستيقظت ناردين وجدت نورين تنظر لها ب ابتسامه وهي تقول ب حُب: صباح الفل يا كسوله هانم 

ناردين بهدوء: صباح النور

نورين: قومي عشان تفطري معانا ياله 
ظلت تنظر لها ناردين بصمت ف تحدثت بعد صمتٍ ونظران دامت لثواني 

_أنتي ازاى كدا ؟

نورين بإستغراب: ازاى كدا اي ؟

ناردين: إزار أستحملتي دا كله يعني قضيتي طول حياتك لواحدك وعايشه مع ناس اكيد كانوا بيكرهوكي ولحد دلوقتي لسه بتضحكي 

نورين بمرح: أقولك على سر 

بإستغراب: اي .؟

نورين: مش بس كدا لا دا كمان جوزوني غصب عشان يخلصوا مني وكنت شغاله خدامه في الڤيلا اللي هي بتاعتي 

ناردين بدهشه: غصب إزاي يعني؟ يعني انتي مجبوره على الجواز من اخو ريان وهو بيعذبك وبيمنع عنك الأكل وكدا ؟

نورين بضحك: اي يا بنتي جو الروايات اللي انتي عايشه فيه دا ابتسمت بهدوء وهي تقول: تعرفي أن دى الحاجه الحلوه اللي عملوها في حياتي أنهم جوزوني واحد زى عُدى 

ناردين بضحك: لا باين انك واقعه واقعه يعني 

نورين بضحك: بنت عيييب  وبعدين ياله عشان أفطر الناس الغلابه اللي تحت دول وبالمناسبة هيكون في قاعده طويله اوووووى بتجمعنا لان فضولي هيقتلني  اعرف كل حاجه عنك 

ناردين بإبتسامه: ماتقلقيش مش فضولك انتي بس اللي هيقتلك يختي

نورين بإستغراب: أختك ؟

ناردين بحزن: كلمه جديده صح ؟

نورين: جديده اووووى بس حلوه اوى وكان نفسي اسمعها من زمااان جدًا 

نادرين : ياله يستي اديكي سمعتيها اهو مش حرماكي من حاجه 

نورين بضحك: طيب يا سيدى شكرا كفايه أنا هنزل انا بقي وماتتأخريش

ناردين: نورين استني 

نورين: اي ؟

ناردين: مش عايزة تجربي حضن الأخت بقي؟

أرتمت نورين داخل أحضانها ف كم تمنت لحظه كهذه 
أما ناردين ف في الحقيقة في هذه اللحظه هي مَن كانت تُريد تجربه ماذا يعني حضن الأخت وقد فرت دمعه من عينيها لكنها تحججت بذهابها لتبديل ملابسها ف تركتها نورين على راحتها ونزلت للأسفل....

نزلوا جميعاً لتناول طعام الإفطار والوالده تنظر لبناتها الأثنين أمام عينيها ب حُب لا تّصدق حتى الأن أنهم أجتمعوا بعد فراق دام لثلاثه وعشرون عاماً 

كان ريان ورهف يتبادلون النظرات بصمت ولكنه يجلس بجانب والدته فقط اشتاق لغه كثيراً ولم يصدق أنه رأها في الأمس 
كان قلب رهف يؤلمها كثيرًا ولكنها كانت تتظاهر بتناول الطعام وتمنع دموعها من شده الآلام ولكنها في لحظه قد مالت على كتف ناردين بجوارها فاقده الوعي.....


تعليقات