قصة زوجي من الجن البارت الثاني عشر 12 بقلم معاذ الحمري







قصة زوجي من الجن

البارت الثاني عشر 12

بقلم معاذ الحمري

 حسـنا, عـلمت أنني سأواجـه مقاومة لـذلك أحضرت مـعي الـمصحف الـكريم لجـعل صديقك يـنـطق رغـما عنه

" نـجيب " في وضـع حـرج إذا كشـف سـيستطيع الإنـس محاربته وقـتل " هـدى ", وقـتلـها يـعني نـهاية الـفصل الـتاسع والأخير من حـياته مـع الإنس !!

إنتفض جسـد " هـدى ", خـرج " نـجيب " عـن صـمته لـيتحرك فـم " هـدى " مـخرجا صـوت خشـن ذكـوري

تـوقف لا داعـي لإخـراج الـمصحـف

تـراجع " عـادل " إلـى الـوراء بـعد سـماعه للـصوت, كـادت عيـناه أن تـسقط مـن وجـهه من شـدة الـذهول

 يـا ربـاه أنـت حقـيقي

 لمـاذا إسـتدعيتنـي 

 هههههـ لا شيء فـقط أريـد عقـد صـفقة مـعك

 صـفقة 

نـعم, أولا ما إسمـك 

 " نجـيب "

تشـرفت يا " نـجيب " أنا " عـادل ", لنـدخل في صـلب الموضوع أريـد جـني لـيكون خـادمي وبالـمقابل أضـمن لـك أن " هـدى " سـتخرج من الـسجن


 أنت مـؤمن بـهذه الأمور إذا ؟

كـيف لا وأبـي قـد سـحرته مشعوذة مـن دولـة تشـاد ليـتزوجها ويـهاجر معـها ! الـسحر قـواه هـائلة شهـدت ذلك بـأم عـيني, إذا إتفـقنا ؟

ومـاذا لـو رفـضت ؟

 سـأخرج الـمصحف الـشريف ومسـدسي لأطردك وأقتـل صديقتك !

 لا تستـطيع فـأنت ستـعرض نفـسك للمسـائلة الـقانونية هكذا

 جـميل جـني يتـحدث في الـقانون, إسـمع لا تـصدق الـكلام الذي قـلته لمـنفذ الإعـدام بـشأن أنـه لـو قتل " هـدى " بالـرصاص بـدل الـحكم المـلقي عليها ( الـشنق ) فسيتعرض للمسائلة الـقانونية, نـحن في " ليبيـا " بـلد الـقوي يـعيش فيها فـقط الـقوي, صـديقتك لا أحد لـها لـذا إن قتـلتها أستـطيع الـخروج مـن الأمر دون أي مشـاكل !

 مـن قـال أن لا أحـد لها ؟ أنـا معـها !

 في حـضور الـمصحف الـشريف أنت دون أي فـائدة

أثـار " عـادل " غضـب " نـجيب " لتـهتز أبـواب الـغرف الإنفـرادية كلـها ويضعف ضـوء الـسجن قـليلا, ركـض الـجنود نـحو زنـزانة " هـدى " عندما وجـدوها مفـتوحة, تـحدث " عـادل "

 لا تقـلقوا إنـها مجرد هـزة أرضية هههههـ, عـودوا إلـى أمـاكنكم, وكـما قـلت لـكِ يا " هـدى " فـكري في الأمر سـأرجع بـعد أيـام لأحصـل عـلى إجـابة ترضيـني

أغـلق حـارس الـسـجن بـاب زنـزانة " هـدى " الإنفرادية, تـحدث " نـجيب "


 ماذا سـنفعل الأن ؟

أجـابت هـدى 

 لاشيء

 " هـدى " إلـى مـتى ستستمرين في هـذا الـبرود, ستـقتلين ألـن تفـهمي

 هـذا جيـد, أخـيرا ستـنتهي لـعنتي

 مـاذا تـقولين يـا " هـدى "

 لـماذا كـل هذا الـخوف يـا " نـجيب ", لـن يحدث لـك مكروه ستتـزوج " جـلنار " وتعيش حيـاة سـعيدة في عـالم الـجن ثـم هـي تحـارب من أجلك صدقني لـن تجـد أحـدا يـحبك مثـلها !!

 ولـكني لا أحـبها !! لمـاذا لا أحـد يفـهمني ؟!

 ولا تـحبني أيـضا !

 مـاذا ؟

 أنـت لا تحـبني بـل لا تـحب أحـدا غـير نفـسك

أجنـننتي ؟ أنـا أعشـقك يا " هـدى "


لا بـل أنـت مـتمسك بـي لأنني أخر أمـل لك للـعيش هـنا في عـالم الإنـس وفرض قـوتك لـكن إن تـزوجت " جـلنار " ستـعيش حيـاتك في عـالم الـجن تـحت قـوانين صـارمة وحيـاة أنت لا ترغـب بهـا

مـرت أيـام في الـزنزانة الـمظلمة حـاول " نـجيب " فيـها إقنـاع " هـدى " بـأن تساعده في إيجـاد خـطة لـكن دون أي فـأئدة

فُتح بـاب الـزنازنة, دخـل رئـيس الـسجن رفـقة شـيخ بمـلامح خـشوع, بـعد الـسلام تـحدث الـرئيس

بـسبب حـاثة الـمشنقة يا " هـدى " يريد فضيلة الـشيخ " حـمد " قراءة بـضع آيـات القرآن للـتأكد مـن أن لا خطـب بك

لـم تـجب " هـدى " وضلت جـالسة بـزاوية الـغرفة محـتضنة نفـسها, ردد الـشيخ أية الـكرسي لـما فيـها من قـوة مؤثـرة على الـجان, صـرخت " هـدى " أو بالأصـح صـرخ " نـجيب ", كلـما ردد الـشيخ إرتـفع الـصياح, دقـات قـلب رئيس الـسجن تسـارعت وطـلب من الـشيخ الـتوقف, خرجـوا من الـزنزانة ذاهبين

" نـجيب " في دوامـة لـقد كشـف أمـره !

مـر يـوم, فــتح بـاب الـزنزانة, نـجيب من جـسد " هـدى " يـلـقي بنـظاره نـحو من سيـدخل, حـاملا حـقيبة دخـل " عـادل "

 بسـرعة يـا " هـدى " إرتـدي هذه الـملابس أمـنت لـك مخرجا

تـحدثت " هـدى "


ولـماذا ؟

 كشـف أمـر " نـجيب " وتواصل رئيس الـسجن مع عـدد من الـمشائخ للـقيام بـجلسـات خـاصة لإخـراج " نـجيب " من جـسدك

 هـذا خـبر جـيد لعـلي أرتـاح

 أنـا أحتـاج لـ " نـجيب " لا أستـطيع تـركهـم يـخرجونه منك, أسـف لمـا سأفعـله الآن يـا " هـدى "

ضـرب " عـادل " " هـدى " علـى رأسـها ليـغمى عليـها, وبـالتعـاون مـع عـدد من الـجنود الذين رشـاهم بالـسجن إستـطاع تـهريبها, إنـتقل بـ " هـدى " إلـى مـنزل فـوق جبـال الـشرق الليـبي بـعيدا عـن المـدينة فـهو عـلم أن الأمر لـن يأخذ وقـتا طـويلا حـتى يـكشف أمره...

فتـحت " هـدى " أعيـنها لــتجد نفـسها نـائمة علـى سـرير عـتيق, تسـمع صـوت شخـص يـتحدث, تـحـركت من الـسرير بـخطوات هـادئة نـحو بـاب الـغرفة الـتي هي بـها, تـلقي نـظرة مـن شقـوق الـباب لـتجد " عـادل " يـصارع نفـسه, فـتحت الـباب بـهدوء لـيتضح الـصوت..

قـال " عـادل "...

 أنتِ مخـادعة, إتفـقنا أن أحـضر لـك " هـدى " وتـعطيني جـني خـادم لي

من جـسد " عـادل " في مشـهد أثـار تعـجب " هـدى " تـحدثت " جـلنار "


 لـن أعـطيك شيء حتـى تسـاعدني في قـتل " هـدى "

 ولمـاذا لا تقـتليها بـنفسك ؟

لا أستـطيع فـ " نـجيب " سيـمنعني, أحتـاج لـخطة مـحكمة !

 إذا سـأستعـمل الـقرآن لطـرد " نـجيب "

 لااااا, قـد تـقتله لا أريد الـمجازفة, أريـد فقـط قـتل " هـدى "

 و إن لـم نـستطع قـتلها ؟

 سـأظل متـحكمة بجـسدك حـتى أقـتلها !!!

 لا يا فـاسدة...

إنتـفض جسـد " هـدى " ليـتحدث " نـجيب "

" هـدى " هـذه فـرصتنا فـلنهرب منـهما وأرجـوك لا تقـولي لا, سئـمت من سـماع " لا "

 أتعـلم نـعم سـأهرب, كـل الحـوادث الـتي حصـلت معي ولـم أمت بسـببها دليل عـلى أن روحـي لاتزال متـعلقة بهـذه الـدنيا الفـانية وأنـا من الآن وصـاعدا سـأحارب من أجل هذه الـحياة

 سـعيد حقـا سعيد بكلمـاتك هذه يـا " هـدى "

 لـنذهب

الأمر الذي غاب عن " نجيب " هو أن " هدى " تفائلت لأنها وجدت حلا للتخلص من كابوسها بدل الموت ألا وهو القرآن الشريف....

مـن نـافذة الـغرفة قـفزت " هـدى " لتـركض أسـفل الجـبل, الـظلام حـالك و " هـدى " ليـس معهـا أي وسيـلة إنـارة, لـم تتـوقف عـن الجـري, لـمحت بيـن الأشجـار نـارا ملـتف حـولها ثلاث شباب, إتـجهت " هـدى " نـحوهم طـالبة الـمساعدة....

أرجـوكم سـاعدوني هـناك شخـص إختـطفني, هـربت مـنه والآن هـو يلاحقني

لـم يـجبهـا الشبـاب الـثلاثة, ظلـوا محـدقين بالـنار, صـرخت " هـدى "


أرجـــــوكم !

إلـتفت الـشباب الـثلاثة إليـها, تـسمرت أقـدام " هـدى " فـهي عـرفت الـثلاث شبـاب, هـم الـثلاثة مـن غـابة " الـمرج ", الـثلاثة الـذين قـام " نـجيب " بتقطـيعهم, رددوا في أن واحد...

أنتِ الـسبب...

إستـدارت " هـدى " والخـوف مسـيطر عليـها لـتكمل ركـضها إلـى الـمجـهول, رأت بـيت مضـاء, فـرحت نـحوه إنطلقت, مـن الـرعب إقتـحمت الـمنزل تـصيح.

 الـنجدة, الـنجدة, الـنجدة

من درج الـمنزل تـنزل إمرأة أنيـقة الـملابس مرددة.

 ماذا حـصل يا عزيزتي ؟

لـم تفـهم " هـدى " مالذي يحـصل ؟! تلـك المرأة هـي التـي قتـلها " نـجيب " زوجـة رئيـسها في الـعمل " نـزار ", تراجعت بخـطوات بـطيئة لـتصطدم بـشخص, اصطدمت بـ " عادل " الـواقف خلـفها, تـحدثـ. لا بـل تـحدثت " جـلنار "

 لـن تستـطيعي الـفرار يـا " هـدى.

       لقراءة البارت الثالث عشر من هنا 

تعليقات