قصة زوجي من الجن البارت الحادي عشر 11 بقلم معاذ الحمري







قصة زوجي من الجن

البارت الحادي عشر 11

بقلم معاذ الحمري

الـدماء تـناثرت في الـممر, بـسرعة قـامت " جـلنار " بـشرب كـل الدمـاء, إلتفتت نـحو " هـدى " وقـالت.


 لاتقلقي لـقد أزلت أثر الدمـاء من الـممر, الأن دورك إسـحبي الـجثة للـداخل هههههـ


تـحركت " هـدى " فـي هـدوء نـحو جـثة سـاعي الـبريد الـمسن, هـبطت نـحو الـجثة تـحسستها لا روح فـيها, تـحدثت " جـلنار "..


 بسـرعة أدخلي الـجثة للـشقة قـبل أن يراها أحد ويـظن أنك الـقاتلة


وشرارة الـغضب تتـطاير من أعيـنها تـحدثت " هـدى "..


لا دعـيهم يروهـا, هـذا المـسكين أوصـاني أن أتـكفل بجـنازته يـوم وفـاته فلا أحـد له, وأنـا لـن أتـجاهل وصيته خـاصة أنـني سـبب رئيسـي في وفـاته


إنتـفض جـسد " هـدى " ليـتحدث " نـجيب "


" هـدى " أجـننتي ؟ أعـلم أن مـا حصل سـيء بـل و أسـوء من الـسوء ذاته لـكن أنت لـست الـسبب لـم تـتوقعـي أن كل هذا سـيحصل


 بالـضبط أنا لـم أتوقع أن كل هذا سيـحصل, والآن أعـلم أن الـقادم أمر وأشر أنـا لعـنة لكـل من حولي وكـل من يقـترب مني سيـكون ضحيـة عـالمكم !!


 خذي نفـسا يا " هـدى ", سـنجد حـلا لـكل شيء أعـدك أننـا سنـجد حلا لإبـعاد " جلـنار " نهـائيا, الآن أدخـلي الـجثة قـبل أن يمـر أحد ويـظن أنك الـقاتلة, تـعلمين أن جـريمة قـتل مثـل هذه حـكمها مؤبـد أو..أو إعـدام !


 إعـدام هههههـ جميـل لعـلي أخـيرا أرتـاح وأريـح


 لا لـن أسمـح بذلك


 من أجـلك أم من أجلي 


 أأأأأ ماذا ؟


سـمعتني يـا " نـجيب " لـن تسمح بإعـدامي لأنك تـحبني أم لأنني أملك الأخير ؟


 أأأأ الإثـنين !


 ولـماذا إرتبـكت ؟


ضحـكت الـقطة " جـلنار ".


 هههههـ جـميل شجـار أحبة, يؤسـفني أن أبلغـكما أن تتـوقفا فـهناك شخص يـصعد الـدرج حـالا 


تـحكم " نـجيب " بجـسد " هـدى " لـيمسك الـجثة لـكن " هـدى " قـاومته وأصـبح جـسدها يـتقدم خـطوة ويـتراجع في أخرى, تـحدث " نجـيب ".


تـوقفي عـن مقاومتي يـا " هـدى " وأتركيني أدخل الـجثة !


لا يـا " نـجيب " دعـهم يروا الـجريمة 


" هـدى " أتـوسل إليـك


 لا


صـعدت إحـدى الجـارات درج الـعمارة لـتشاهد جـثة الـرجل الـمسن و " هـدى " واقفة أمـامها, صـرخت للجيـران ليمـسكوا بـ " هـدى ", سـلمت للـشرطة.


في غـرفة التـحقيقات " هـدى ", تـحدث الـمحقق.


 أنتِ الـقاتلة 


تـحدث " نـجيب " داخل عـقل " هـدى " أن تـجيب بـ " لا " وتنـكر حتـى لا تتسـبب في مشـاكل لا يـحمد عقباها, فـإن تـحدث " نـجيب " في جسـد " هـدى " سيـكشف أمره لأن الـصوت ذكـوري, أجـابت " هـدى ".


 نـعم


لـماذا ؟


 لا أعـرف


كـيف لا تعـرفين ؟ ثـم مـاهو سلاح الـجريمة نـحن لـم نـجد أي سلاح في سـاحة الـجريمة ؟ وهـناك أمر غـريب أين إختفـت كـل الدمـاء التـي نـزفتها الـجثة ؟


 لا يـوجد سلاح, بـأسنـاني قـمت بقضم أوردة عـنقه وشربـت كل الـدماء


 ما هذا الـجنون ؟؟؟؟ أتعـلمين أن كلاما مـثل هـذا سيرسلك لـحبل الـمشنقة مبـاشرة ؟


لا أهـتم


 فـهمت الأمر, تـمثلين أنك مريضة نـفسية حـتى ترسـلي إلـى مسـتشفى الأمراض النـفسية عـوضا عـن الـسجن, لـن تـنجح خـطتك


 لا أنا كـاملة الـقوى الـعقلية ولسـت أعـاني من أي مـرض نـفسي


تبـا لك !! ما كل هذا الـبرود ؟؟؟ قـتلتِ رجلا مسـنا وقمـتِ بتمزيق عـنقه, ماهذه الـوحشية !! أنتِ وحـش ولـست بإنسـان بتـاتا لـو لدي الـسلطة لأفـرغت رصـاص مسدسي هـذا برأسـك يـا مخـبولة !!


لـم تسـتطع " هـدى " الإستـمرار في التـصرف بـبرود بـعد تـوبيخ الـمحقق الـشديد لـها إنـهارت وأسقطت رأسـها على طـاولة الـتحقيق, تـبكي مرددة.


 مـاذا تريد منـي أن أقـول ؟؟ قـط قـتل الـرجل الـمسكين أو أن جـني تـزوجني وحـكم علي الـعيش في هـذا الـجحيم, إسـحب مسـدسك وأقتـلني والله سـأرتاح من هذه الـحياة


 مالذي تتـفوهـين بـه يا " مخـبولة " ؟ أتـحاولين جـعل نفـسك كالمرضى الـنفسيين للـهروب من الـقضية ؟ لـن تـنجح خـطتك فـهمتي ؟؟ لـن تنجح


إستشاط الـمحقق غضبا وأمسـك شـعر " هـدى " بـقوة, إهـتز مصبـاح غـرفة الـتحقيق وضـعف نـور مصـباح الـغرفة, تـحدث المـحقق...


 مـا مـا الذي حـدث ؟


تـرك " هـدى " وتراجع ليـجلس علـى كرسيه, مـا إن إستـعد للـجلوس حـتى سـقط على الأرض وكأن هـناك من سـحب الـكرسي, تـحدث..


 أزلـزال حـدث أم لـكِ علاقة بالأمر ؟


 أإنتهى الـتحقيق ؟


 أتـعلمين إسـمي " عـادل الـحـوتي " حـققت مـع شتى أنـواع الـبشر وقـابلت فئات كـثيرة من الـمجرمين والمجرمات, جبـروتي جـعل حتى الـمظلوم يـعترف بـجرم لـم يرتكبه لـكن إنسـانة بـغرابتك لـم أقـابل, أتـمنى أن لا تـموتي حتـى أعـرف سـرك هـذا, الأن إنتـهى الـتحقيق نلـتقي في قـاعة الـمحكمة !


بـعد مـرور أيـام من الـسجن والـتحقيق تـم نـقل " هـدى " إلـى قـاعة الـمحكمة, تـحدث الـقاضي...


أنـسة " هـدى " الـبالغة مـن العـمر 24 عـاما أنـت مـتهمة أو بالأصـح إعـترفتِ بـقتلك للـسيد " إبـراهيم الرجبـاني " حـيث قـمتِ بـوحشية مفرطـة بإفتراس عـنق الـرجل ممـا تسبب له بنـزيف وقـطع معـظم الأوردة والعـروق, إضـافة إعتـرافك أن الـدماء قـمتِ بـشربها وذلك يـضاف كـنقطة ضدك في الـقضية, هـل لديـك شيء تـريدين قـوله خـاصة أنـك رفـضتِ تـوكيل مـحامي دفـاع ؟


 لا سـيادة الـقاضي, لا يـوجد شيء 


نـظر الـقاضي إلـى الـجميع, أخـذا نفـسا وطـرق بـمطرقته علـى الـطاولة مـعلنـا...


 أنـسة " هـدى " حـكم علـيك بالإعـدام شـنقـا حـتى الـموت ويـنفذ الـحكم الـيوم وحـالا في سـجن " كـويفية " !


" نجيب " تـحدث لـ " هـدى ".


 لـن أسـمح بـهذا يـا " هـدى " ! مـهما حـدث لـن أسمـح بقـتلك..


نقـلت " هـدى " إلـى سـجن " كـويفية " لـتنفيذ الـحكم, جـهزت مـنصة الإعـدام وكـان الـشاهد علـى الـعملية المـحقق " عـادل ", دفـع منـفذ الـحكم الـكرسي لتـتم العـملية, بدأ جسـد " هـدى " في الـتحرك يـمينا ويسـارا ثـم قـطع حـبل الـمشنقة لـيسقط جـسد " هـدى " ومـازال لهـا في الـحياة أمل, عـلمت " هـدى " أن " نـجيب " الـسبب فـمثل هذا الـمشهد قـد مرت بـه سـابقا.


جـهزوا مـنصة إعـدام أخـرى وتـأكدوا من ثـباتها, ردد منـفذ الـحكم.


هـذه الـمرة لـن يقطع !


دفـع الـكرسي ليـتدلى جـسد " هـدى " في الـهواء, تكرر الأمر وقـطع الـحبل في مشـهد أذهـل الـجميع, أعيد تـنفيذ الـحكم أكثـر من مـرة دون فـائدة, إسـتدعى منـفذ الـحكم رئيـس الـسجن ليـشهد الأمر الـعجيب, حـاولوا للـمرة الأخيرة إعـدامها وبـائت الـمحاولة بالـفشل, أغـمي علـى " هـدى " مـن الإختـناق الـمتكرر لـكنها لـم تمت, تـحدث منـفذ الـحكم لـرئيس الـسجن.


أرأيت سيادتك, أمـر غـريب يـحصل وكـأن جسـدها يـقاوم الـمشانق, مـا رأيك أن أقـوم بـقتلها رميـا بالرصـاص, علـى أي حـال هـم يريدونها جثـة


صـرخ الـمحقق " عـادل ".


لا إن فـعلت ذلك سـأرفع قضـية تجـاوز الـقانون بـحقك


 لـماذا كـل هذا الـغضب حـضرة الـمحقق ؟


 الـقانون لا يجـب تجاوزه


 ولـكنها لـم تـمت, ماذا أفعـل ؟


 لـننتظر حـتى تستيقظ ثـم ننقـلها إلـى زنـزانة وأنا شخصيـا سأرسل تقـريرا للـمحكمة أشـرح لـهم أن الـحكم تـم تنفيذه بشـهادة رئـيس الـسجن لـكن الفـتاة لـم تمت وكأن جسـدها أو بالأحرى عـنقها لا يتأثر بالإختناق كثيـرا.


عـنقها لا يتأثر بالإختناق ؟ أليـس هذا سـبب غـير مـقنع ؟


 ماذا أتريد مـني أن أقول لـهم أنـها لم تمت بسـبب أمر ماورائي ؟ لاتقل لي أنك تصدق مثـل هذه الأمور ههههـ


 لا أعـلم, أنـا حقـا مشوش


خـرج رئيـس الـسجن عـن صمته.


 أنـا مع حـضرة الـمحقق لا داعي أن نـتعب أنفـسنا ولـننتظر قرار أخر من المـحكمة بشأن الفتـاة


مـرت نصـف ساعة لتستيقظ " هـدى ", تـم نقـلها إلـى زنـزانة منـفردة...


بـعد مرور يـوم من الـعزلة دون طـعام أو ماء فـتح بـاب الـزنزانة, دخـل الـمحقق " عـادل " تـحدث


أهلا " هـدى 


الـسواد والـكئابة مترسمان على وجـه " هـدى ", نـطقت..


 أهـلا


 خـذي أشربي بعـض المـاء


لـم تستطع " هـدى " رفـض العـرض, شـربت كـل الـماء, أكـمل " عـادل " حديثه


 " هـدى " أيـمكنني الـحديث معـه ؟


 مـاذا تـقصد ؟


هههههـ الآن تتـظاهرين بالـغباء, أعـلم أن مـن تسبب في ضعـف الإنارة وتحرك الـكرسي ذلك الـيوم ليـس زلزال, بـل هو نفـسه الذي مـنع عـملية إعـدامك من الـنجاح


 يـعجبني ذكائك حـضرت الـمحقق


 إذا أنـا مـحق


 نـعم أنت كذلك, لـكن سـامحني هـو يرفـض الـخروج بـل يـنكر حـتى وجوده الآن


 ولـماذا ؟


 يـخشى أن يكشـف أمره ويـهزم, مـوتي يـعني وقوعه في كـابوس أبدي


 أريـد الــتحدث مـعه, إن كـان يـسمعني فيـجب أن لا يخـاف مني

 لا يريد

 حسـنا, عـلمت أنني سأواجـه مقاومة لـذلك أحضرت مـعي الـمصحف الـكريم لجـعل صديقك يـنـطق رغـما عنه


" نـجيب " في وضـع حـرج إذا كشـف سـيستطيع الإنـس محاربته وقـتل " هـدى ", وقـتل " هـدى " يـعني نـهاية الـفصل الـتاسع والأخير من حـياته مـع الإنس.

       لقراءة البارت الثاني عشر من هنا 

تعليقات