قصة زوجي من الجن البارت الثامن 8 بقلم معاذ الحمري







قصة زوجي من الجن

البارت الثامن 8

بقلم معاذ الحمري

ما إن إختـفت " صـفاء " من عالم الـجن حـتى وقـف رجـل بملامح متـجعدة ونظـارات غـاضبة إلـى جـانب " هـدى " قـائلا...

أنت الـسبب وستـدفعين الـثمن !

إرتـعبت " هـدى " وأصـابها التـوتر, إجـتازتهم لتـركض في الـممرات وتصـعد إلـى الـطوابق العـلوية دون وجـهة محددة, طـريق مسـدود كـل ما أمـامها نافذة عـملاقة..

 لـن تستـطيعي الفـرار الأن


وقـفت " هـدى " صـفت ذهـنها لـتحدد الـقرار الـصحيح, الـنافذة خـلفها إلتفتـت نـحوها ثـم أعـادت بنـظرها نـحو الـجان مـبتسمة, رددت..

 يؤسـفني أن أخيب ظنـك ولـكنني إستـطعت

قـفزت " هـدى " في لـقطة مـتهورة  من النـافذة عـلى إرتفـاع شـامخ, لـم يكن لديهـا خيـار ثـاني, تسـقط بـقوة يـكاد جـسدها أن يلامـس الأرض يـكاد جسـدها يـهرس و يتمزق لأشلاء, بيـن أعـين " هـدى " الـموت تراه, الـسماء حـمراء, تـغيرت  الـسماء للون الأحمر لتـختفي " هـدى " من ممـلكة المـرايا وتعـود إلـى عـالم الإنـس, تـحدث " نـجيب 

حـبيبتي لقـد عدتي

 أيـن " صـفاء " 

 إلـتقطي أنفـاسك ولا تقـلقي

 أيــن هي 

 لـقد ذهـبت

ذهـبت ؟ إلـى أيـن ؟

 عــادت لـمنزلها

 هـربت ؟ بسـبب مـا حدث صـحيح ؟

 أرجـوك لا تحـزني يـا عزيـزتي

 و لـماذا أحزن ؟ هـذا واقـعي فـلا أحـد يســتطيع تـحمل فتـاة تـعيش حيـاتهـا برفـقة الـجان

لـكنني ظنـنت أنـك تـحبين أن يـبقى الـبشر بـعيدين عـنك

 هـناك فـرق بيـن أن تـكون بـعيدا عن الـبشر و أن يـفر منـك الـبشر, فالأولـى لا تستـمر للأبـد أمـا الـثانية فقـد تـدمر حيـاتك لأن الـناس سيخشون الإقتراب منك

 أتـريدينني أن أخـتفي من حيـاتك ؟

 مـاذا ؟


 سمـعتيني يا " هـدى ", أتـريدينـني أن أخـتفي من حيـاتك بشـكل نهـائي 

 أظـن أن سـكوتك إشـارة إلـى " نعـم " ؟

 نـعم يـا " نـجيب " لا أستـطيع إحتـمال الـمزيد, أسـفة لـكن أكـاد أنـهار بسـببك

 لـك مـا تريدين, نـعم حـلمي في الـحياة الإنسية سيضيـع هـكذا لـكن دمـار حيـاتي أهـون مـن أن أكون سبب في دمـار حيـاة من أحب

نـجيب لا تفـهمني خطـأ, كـل مـا حصـل أثـر علي بـشكل سيئ

أنت شـخص جـيد لـكن أنـت جـني كـما تعـلم

 لـماذا لا ترد ؟


ظـلت " هـدى " تتـحدث و تتحـدث لوحـدها حـتى أدركت بعـد مرور سـاعة أن " نـجيب " إختـفى, صـرخت بإسـم " نجـيب " لـكن دون أي رد, لـم تـعرف تـفرح أم تـحزن, تـحدثت...

 أستـعود حيـاتي إلـى طبيعتها الآن ؟

قـامت " هـدى " بـجمع المـرايا وأوراق الـشعوذة لـترميها في الـقمامة, بـعد أن أنهـت مهام المـنزل الـسريعة وضعـت رأسهـا علـى الـوسادة ورددت..

أرجـوك يا عقـلي أحتـاج قـسط من الـراحة, أرجوك لا تعـمل الآن !

نبـاح كـلاب شـديد, نبـاح مرتفـع وكأنهـا بشـجار, إزعـاج شـديد لـم تستـطع " هـدى " الـنوم بسـبب الـضوضاء..

 الأسـاطير تـقول أن الـكلاب لـها علاقـة بالـجان أيـعقل أن يـكون هـذا الـنباح صـادر من جان ؟ ههههههـ لالا أعـوذ بالله من الجـان والشياطين


قـفزت " هـدى " مـن مكـانها في رعـب بـعد أن قـالت (( أعـوذ بالله من الجـان والشياطين )) لأن أصـوات النبـاح إختـفت في ثـانية, تحـركت نـحو شبابيك منـزلها لتلقي نـظرة علـى الحـي, لا أُثـر لأي كـلب !

 أحتـاج لـشيء يخـرجني مـن هذه الـزوبعة وينسيني الأمـور الـجنونية, أحتـاج للإختلاط بالـبشر و أعـرف تـحديدا كيـف لـكن علي الإنتظار حتى يلتئم الكسر وتتعافى رجلي

بعد أيام تعافت " هدى "...صـباحا إغتـسلت, أعـدت إفـطارها و إتـجهت لـشركة الـرحالة للـسفر والسـياحة, دخـلت الـمكتب...

 صـباح الخـير

 صـباح الـنور, تفـضلي

رأيـت إعـلانا لـكم في الـمدة الـماضية أنـكم تقـومون برحـلات مبيـت للـعائلات في غـابات شـرق الـبلاد و صـحراء الـجنوب صحيح ؟

 معـك حق ولا زلـنا نقـوم بذلك

 هـل هـنالك رحـلة الـيوم ؟

 نـعم هـناك واحدة لـمدة ثلاثة أيـام سـتنطلق بـعد سـاعتين تـحديدا

أيـوجد مـكان فـارغ ؟

 لـكم شخـص 

أنـا فقـط

 جـيد إذا جـهزي حقـائبك وتعـالي

 حقـائبي جاهزة فـقط سأعـود لأركن سيـارتي في الحـي الذي أقطـن بـه ثـم سأأتي إليـكم بالـتاكسي

 تمـام

دفـعت " هـدى " الرسـوم, ركـنت الـسيارة بالـحي أخـذت حقيبتها وخـرجت...

صـعدت " هـدى " حـافلة الـرحلة, عدد الـعائلات الـذاهبة في الـرحلة ثلاثة, إمرأة وأبنـائها الأربعة, زوجـان لا أبنـاء لـهما, عـائلة متـكونة من أب وأم و فتـاة وولد .


في الـرحلة يرافقـهم شاب من الـشركة كمنسـق للرحلة يقـود سيـارته رباعية الدفـع, الـوجهـة أثـار " شـحات " شـرق ليبـيا حيـث سينصـبون الخيـام بيـن الـغابات ويـنطلقوا في رحـلتهم بيـن الأثـار و جـمال الـطبيعة..

وصـلوا لـ " شـحات " عـصرا أو في أواخـر العـصر, عصـفوران الـحب الزوجيـن إنـطلقا لوحـدهـما في الغـابات لكـن الـشاب المسئول عـن الرحلـة صـرخ محـذرا

 الـشمس تـكاد تغـيب, لا تتأخرا

الأطفـال بدؤوا بالـصراخ يـريدون الـذهاب للآثار, أٌقـنعت أم الأطفـال مسئول الـرحلة بالـذهاب للآثـار, ذهبـوا جـميعا نـحو الآثار بإستثـناء سـائق الـحافلة الذي بقي عنـد 


السـيارات للـحماية من الـسرقة..

 " هـدى " قـسمت الـعائلات الثـلاثة بالـشكل التالي, عصـفورا الـحب للزوجين اللذان لا أبنـاء لهـما, الـمزعجـون الأم وأبنـائها, الـعائلة اللـطيفة هي العـائلة الرباعية..

" هـدى " طـوال الـوقت تتـحدث مع أبنـاء الـعائلة اللطـيفة بـل إنهـا كـونت علاقة جيـدة مع إبنـهم المـقعد " هـاني ", أكـملت كـل الـطريق ممسـكة الـكرسي الـمتحرك لـتسهل على " هـاني " الـوصول للأثـار...

جمـال الـمشهد, أثـار يونـانية و مسـرح رومـاني كـبير, مـعابد ضخـمة أشجـار كـبيرة ونقـاء لا مصـانع ولا ضوضـاء المـدن, الـطيور تبـني أعشـاشها بـكثرة في هذا المـكان, الأرانـب تخرج من جـحورها مسـتقبلة الـزوار..

الـرحالون يدورون في الـمكان مذهولين بجـمال المـنظر, تـحدثت أم الـعائلة الـمزعجة...

الـشمس بـدأت في الـغروب, لـنصعد إلـى الأعلـى لرؤية الـمسرح الـروماني

أجـاب منسق الـرحلة..

 نعـم, معـك حق


صـرخ أبنـاء الـسيدة فرحين وكذلك إبنـة العـائلة اللطيفة لـكن نسوا أن " هـاني " لـن يستطيع الـصعود للـمسرح, أحسـت الـسيدة بالذنب فقـالت..

 أتعـلمون لـنعد الآن وسنرى الـمسرح مرة أخـرى فـهو لـن يهرب

خـرجت " هـدى " من صـمتها...

 لا إذهـبوا وإستـمتعوا, دعـوني أنا و " هـاني " نـحصل على بعض الـخصوصية قليلا هههههـ أليس كذلك يـافتى ؟

بملامحه الـبريئة الـطفولية أجاب.

نـعم

صـعد الـجميع نـحو الـمسرح بيـنما إتـجهت " هـدى " نحـو المـعابد, معـبد كـبير متهالك, تـحدثت " هـدى "

 بالتـأكيد هذا معبد " زيوس "

مـن هو " زيوس " يا أستاذة " هـدى " ؟

 أولا كف عن مناداتي بإستاذة, ثـانيا " زيوس " عـند الإغريق كـان يعرف بأنه أب الألهة والعياذ بالله

تحـاول " هـدى " قراءة الكـلمات علـى جدران الـمعبد, شـردت بالـرسومات والكـلمات ونسـيت " هـاني " تماما...

" هـاني " أيـن أنت ؟


بـإنصـدام تساءلت " هـدى ", لـقد إختـفى دون أن تشـعر, من أحد أبـواب غـرف الـمعبد سـمعت أصـوات عجلات كـرسيه, فأخرجت الـنفس الذي حبسته قـائلة

لـقد أخـفتني يا ولد

وفـعلا كـان من اللازم أن تخـاف لأن الـكرسي الذي خـرج مـن الـغرفة لا أحد جـالس عليه, دخـلت للـغرفة راكضة لعـلها تجده ولكـن عـبس لا أثـر..

 ياإلـهي هذه مصـيبة مصيبة كـبيرة جدا 

صـراخ من خارج المـعبد, عـائلة " هـاني " وبـاقي المرافقين يبـحثون عـنهم, لـم تعرف " هـدى " ماهو القرار الصحـيح ؟ إلتـقطت أنفـساها وخـرجت لـتخبرهم حـتى يسـاعدوها في عـملية الـبحث فالـظلام علـى وشـك الـقدوم


خرجـت وقـبل أن تنطـق بـحرف تتلقى توبيخة من أم " هـاني "

 عـيب عليك ! تـركت إبنـي معـك و .

 حقـا حقـا أســفة سـأجده لا تـقلقي !

 لا داعي لـقد وجدناه

من بيـنهم كـان " هـاني " جالسا علـى كرسيه المتـحرك, عـلمت " هـدى " أن هـناك أمر جـديد ومريب سيحـصل, تـحدثت الأم المـزعجة...

 هيـا بنـا الظلام قد حـل, لـنعد إلـى موقعـنا وننصـب الـخيم

جعـلتهم " هـدى " يسـيرون قليلا ثـم عادت للـمعبد ولكـن لم تتجاوز الـباب فالـمعبد بعـد غياب الـشمس نهائيا أصبح جدا مخيف وضعيف الرؤية, إنـعكاس بيـاض الـكرسي الـمتحرك من الـداخل لـمحته, رجـعت متسـائلة...

إن كـان كرسـي " هـاني " لايزال بالـمبعد هـذا يـعني أن " هـاني " كذلك بالمـعبد وأن من معـنا ليـس " هـاني " على الإطـلاق


ما إن رجـعوا لـموقعهم حتى عـلموا أن عصـفوري الـحب لم يرجعا بعـد.

           لقراءة البارت التاسع من هنا 

تعليقات