قصة زوجي من الجن البارت الثاني 2 بقلم معاذ الحمري







قصة زوجي من الجن

البارت الثاني 2

بقلم معاذ الحمري 

دقـ باب الـشقة على غـير العادة

 تك  تك  تك

أيـعقل أن يـكون هذا " نجيب " ؟

بـخوف تساءلت ثـم حـملت نفـسها متـجهة إلـى الـباب

 تك  تك تك

لـم يتـوقف الـطرق, من العـين الـسحرية ألقت " هـدى " الـنظر قبل فـتح الـباب لـعلها تقرر عـدم الـفتح, عـجوز مـسن يسـتند على عكـازه, بـضحكة قـالت..


لاتقولوا لي أن هذا هو نجيـب فارس أحلامي هههههـ ؟

أخذت " هـدى " نفـسا عمـيقا وفتـحت الـباب فلا خوف من الـمسن ثـم هـو مصر لـم يتـوقف عن الـطرق بتاتا...

 الـسلام عليكم

 وعليـكم السلام, أهلا ياعمـاه

 أعـلم أن الـوقت ليلا وليـس من الجـميل طرق باب شـقة فتـاة تعيش وحيدة

هههههـ لا عليك ياعماه, لـحظة كـيف علمت أنني أعيش لوحدي ؟

 أنـا بشـبابي كـنت أعـمل كسـاعي بـريد ومع تـطور التكنولوجيا وتقـدمي في العـمر تـركت العـمل, الـيوم صبـاحا أتاني إتصـال من شـاب على مايبدو أنه عـاشق هههههـ أخبرني أن هـناك طرد سأجده أمـام بـاب بيتي ومـعه مبلغ مالي لي أنا,


 قـال أنه يعـلم أنني تقـاعدت لـكن لأنه لايستطيع الإفصـاح عن بيـاناته وشركات الـنقل لن تسـمح بنقل طرد دون معرفة بيانات المرسل لذلك إختـارني, 

أعـطاني عنوانك وإسـمك " هـدى الـسراوي " وأوصاني أن أسـلم لك الـطرد شخـصيا وحذرني من إزعـاجك لأنك تعـيشين لـوحدك.


 وااو يا عمـاه رغـم أن الـكبر مرتسم على ملامحك إلا أنك تتـحدث أسرع من شـاب في الـعشرين من عـمره

لا تتعجبي من ثرثرتي, تـوفيت زوجـتي منـذ 10 أعـوام ولا أبنـاء لي, أعيش وحيـدا ولا أحد يسـأل عـني, أأأأأأه ياطفلتي بداخلي كلام, حصـيلة 10 أعـوام من كتمان الـوحدة والـحزن..


 حقـا أسفـة يـاعماه لفتح جراح كـانت مغلقة

أتعـلمين وافقـت على طـلب صديقك لـيس من أجل الـمبلغ الذي أعطاه لي, ذلك الـمبلغ تصدق بـه فأنا في غنى عنه, وافقـت حتى أطرق بابك وأثرثر, وافقت حتى أشعر بشبابي ولـو ليوم واحد, قـولي لصديـقك أنني ممتن لـه وبشدة

 تفـضل يـاعماه, أدخل وأخرج كل مابداخلك

 هههههـ لا ياعزيزتي علي الذهـاب الأن, أنت إستمتعي بطـردك ولاتقـلقي لم أفتـحه

 هل لي بطـلب قبـل أن أذهب ؟

سقـطت دموعها, لـم تحـتمل " هـدى " المـوقف خـاصة أن ذلك الـمسن يـعيش نـفس حـياة " هـدى " تساءلت إن كـانت حيـاتها ستصبح بهذه الـكئابة...


 بالتأكيد يا عماه لك ما تريد

 خبـئي دموعك لـمواقف مفـرحة يابنيتي, طـلبي هـو في الـشهر مرة أطرقي على بـاب مـنزلي ليلا إن فتـحت الـباب إرحلـي وإن لم أفتح أبلـغي الـشرطة

لـماذا؟

 لأني لا أخرج من الـمنزل ليلا أبدا بإستثناء الـيوم, فـإن لـم أفتح لك هذا يـعني أن روحي ارتقت إلى رحمة الله, حقـا لا أريد أن تتعفن جثتي داخـل المـنزل لا أريد !!

-أطـال الله بعـمرك ياعماه, لا تتـحدث هكذا

 إفعـلي ماطلبت فقط يابنيتي, الأن أسف على إضـاعة وقتك الـسلام عليكم

وعليـكم....السـلام


دخـلت منـزلها, أغـلقت الـباب بإحكـام, جـلست على سريرها وبيديها الـطرد عـلمت أن الـمرسل " نجيب " لـكن مالذي يخبئه " نـجيب " في هـذا الطرد, فتـحت الـطرد ومشـاعرها مختلطة بيـن خوف وتشـوق وتعـجب...

صـندوق بـه ورقة فقـط ورقة, بغـضب رددت " هـدى "

 اللـعنة ورقة أخرى


(( عـزيزتي هـدى, مـتحمس للقائك لـكن بسـبب بعـض الـقيود المـفروضة علي لا أستـطيع الإقتـراب أكـثر, لذلـك أحتـاج لمساعدتك, وضعـت لـك بالـصـندوق نـاب ذئب على الأرجح لـم تلحظيه لـصغر حجمه, خذي النـاب وتـوجهي إلـى مدينة الـمرج, بالـتأكيد صدمـتي لـبعد الـمسافة لكـن هذه أقـرب مسـافة استطعت قـطعها, اعلمي أنـني شقـقت صـحراء مصـر حتى أصل إلـيك, عـلى أي حـال مـا إن تصـلي لـمدينة " الـمرج " إرفـعي الـناب تـجاه الـغابات ستسمـعين عـواء ذئاب, أركني سـيارتك وإذهـبي بيـن الأشجـار باتجاه العواء, لا تخفضي الـناب  فـهو مرشـدك نـحو الـبئر, الـبئر الـذي مـنعني مـن الـوصول إلـيك, إفـتحيه ياعزيزتي إفـتحيه, إفـتحيه حـتى أشـم رائحتك, حتـى أرى بريق عينيك وجمـال ملامحك, لا تتـأخري

تحيـاتي زوجـك نجـيب ))

أأفـعلها ؟

فـكرت " هـدى " قلـيلا ثـم أخذت قرارها بالـذهاب صـباحا بإتـجاه مـدينة الـمرج التـي تقـع على بـعد ساعة من بـنغازي, أرادت الخـروج ليـلا لـكن الـعواقب وخيمة لا سـيارتها قـد تتعـرض للـسرقة وثـانيا قـد تـكون ضـحية الذئـاب البـشرية...

عصـافير بطـنها تـزقزق أخـيرا نـظرت إلـى نفـسها وتركت غرائب العـالم الـثاني, بعـد أن قـامت بـلفة سـريعة على حـالها رمت نفـسها على الـسرير لـتنام, هـنا الـحماس تغلغل في عروقها ولـم تستـطع الثـبات, وقفـت إرتدت معطفـها مرددة...



لـمحت اللافتة, مـا أجملها مدينة تـكسوها الـجبال والأشجـار الـخضراء, أوقـفت " هـدى " سيـارتها متأملة في المـدينة ثـم هـزت رأسها متذكرة الأمر الذي أتت من أجله, أخـرجت الـناب وفتـحت نوافذ الـسيـارة لـتستـمع لـعواء الـذئـاب, هـاهو الـصوت قـادم من الغـابة على الـيمين..

إتـجهت من الـطريق الـطينية يمينا باتجاه الـغابة, لا أعـمدة إنـارة ولا مـنازل على مايبدو أن هذه الـغابة يأتيها الـناس للتـنزه في الـنهار فقـط, إقـتربت من عواء الذئـاب..

تـرجلت من سـيارتها وبيـدها الـناب, ضـوء 


سـاطع مصـوب نـحوها, ضوء سـيارة ربـاعية الدفع, إندفع مـنها ثلاث شـباب تـحدث أحدهـم

 فـتاة وسـط الغـابة لـوحدها ماذا تفـعل ؟ هههههـ بالتـأكيد أنت هـنا لملاقاة حبيبك صحيح, أستـقومون بـموعد غرامـي في وسـط الغـابة

بإرتباك شديد تـحدثت " هـدى "

 أرجـوكم لاتؤذوني, أردت إستـ إستـ إستـنشاق بعـض الهـواء فـ فـقط, سـأعود أدراجي حالا

 لالا لـن تعـودي فأنا والشباب نـشعر بالـملل قليلا

لالالالا اتركوني أرحل

 بالـطبع لـن نفعل, لاتقلقي لـن نقتلك فـقط نتسـلى بك قليلا حتـى سـيارتك لـن يلـمسها أحد


بـخطوات هادئة إتـجه الـثلاثة ناحية " هـدى " التـي من شدة الخـوف ركضت نـحو الغابة, تركض دون تـوقف, الثلاثة بخـطوات مرتفعة الصدى خلفها, عواء الذئاب لم يتوقف...


 أكـاد أمسـكك, تـوقفي يا ! 


إرتفع صـوت العواء, ومعـدل الخـوف بجـسد " هـدى " وصـل لأقصـاه فهـي تشعر بأنفـاس الثلاثة خلـفها, أغلقت عيـناها خوفا لتـصطدم بحـاجز, من الـخلف تشـدها يد أحد الشـباب, صـرخت بقـوة لـيقفز ذئب مقـتلعا تلـك اليد, فتـحت أعيـنها لتـجد الثلاثة أشلاء مقـطعة والذئاب تتلذذ بالـلحم البشري, أمـا الحـاجز الذي أصطدمت بـه فـهو ماخرجت من أجله من مـدينة بنغـازي, الـبئر !!


وقـفت تـنظر إلـى الذئاب التي لم تقـترب منـها وترتعد لـهول المشهد, الدمـاء تتسـاقط من رأسها بعد الإصطـدام, نظـرت إلـى البئر المـغلق مرددة

 لـنفتحك ونـرى ماالـتالي

فـتحت " هـدى " البئر لـيسقـط ضـوء القـمر على ماء الـبئر, لـم يحـدث شيئ ضحـكت قائلة..

 ماذا الأن يانجيب ؟

رجـعت إلـى سـيارتها,قبل أن تنـطلق نـظرت إلـى سـيارة الشبـاب رباعية الدفـع بـتحسر ونـدم شـعرت بالـذنب, هي علـمت أن الـشباب لـن يعودوا للـسيارة !

عـادت لبـنغازي وهي في شدة الهـلاك, توجهت لشقـتها, أخرجـت المفـتاح لفتح الباب ولــكن..

ولـكن البـاب فـتح من الداخـل.

         لقراءة البارت الثالث من هنا 

تعليقات