قصة مملكة مصاصي الدماء البارت الخامس عشر 15 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت الخامس عشر 15

بقلم مجهولا

ممرات القصر فارغة وهادئة للغاية، كلٌ خلد للنوم 

عدى ألبرت الذي يسير ببطء وبين يداه كتابه المعتاد، كان متوجهاً لغرفته بعد عودته من مهمة خاصة بالمملكة 


إعترض طريقه زوراَ التي كانت ترفع شعرها القصير للأعلى و ترتدي ثوب النوم المعتاد 


توقفت أمامه مباشرة، كان طولها موازياًّ لطوله 

ألبرت لم يكن طويلاً كثيراً 


"ماذاَ الآن؟"


تحدث ألبرت بضجر من تصرفاتها العدوانية معه، دوماً ماكانت تزعجه

فهي تحمل كرهاً نحوه بسبب إذلاله لها في أحد المرات قبل أشهر 


"عاركني!"


"بهذا المنظر؟!"


تحدث بسخرية بينما يوجه أنظاره نحو ثوب النوم خاصتها 


شعرت زوراَ بالغضب من نظراته الساخرة لتقوم برفع الفستان ثم تمزيق الجزء السفلي ليصبح قصيراً مايكفي لتستطيع عراكه بشكلٍ جيد 


"إن كنتَ رجلاً فل تنازلني !"


ألقت كلماتها ثم إستعملت قواها في الإختفاء و الظهور مجدداً خارج القصر، لبى ألبرت طلبها وقد ظهر هو الآخر في الجوار 

لن يسمح لها بإهانته و التقليل من رجولته!


إشتدت نظرات زوراَ ثم إنطلقت بسرعتها الخاطفة نحوه في محاولة منها للإنقضاض عليه 


لكنها وجدت نفسها تنقض على الرياح، فقد إختفى من مكانه بلمح البصر 


نقلت أنظارها سريعاً للجانب لتجده واقفاً يشابك ذراعيه خلف ظهره و علامات السخرية تزين وجهه 


أعادت الكرة لكنه في كل مرة يتجنب ضرباتها بسهولة 


إستندت على الأرض بأنفاس قوية، جسدها قد إنهمكَ تماماً ولم تصبه ولو بخدش صغير !


يبدو أنها علمت الآن لمَ ألبرت اليد اليمنى للرئيس جيون 


شعرت بالغيظ الكبير نحوه 

فهي أحق بمنصبه ! عملت كثيراً على تطوير مهاراتها و قواها حتى تكون ذو شأن 


لكن ألبرت لايزال أقوى منها و أفضل منها 

هي تشعر بالغيرة الكبيرة!


حملت حصاة كبيرة كانت بقربها ثم قذفتها نحوه بأقوى ما لديها

كما توقعت هو قد تخطاها بسهولة 


لكن الذي لم يعلمه كلاهما أن الحصاة إصطدمت بزجاج شرفة غرفة إميليا ما سبب تبعثر الزجاج بقوة و إستيقاظ الصغيرة مفزوعة 


لعن كلاهما بصوتٍ واحد و ركضاَ بسرعة نحو غرفة الصغيرة خوفاً من إصابتها بمكروه 


دخلت زوراَ الغرفة أولا و تبعها ألبرت 

وجدت إميليا المنكمشة حول نفسها وهي تحدق بزجاج شرفتها بصدمة 


تنهد ألبرت براحة حلما لم يعثر على أي أذى على جسد إميليا الصغيرة 


لكن الزجاج كان قريباً منها بشدة

فلو نامت على الجانب الأيمن من السرير لكان الزجاج قد إخترقها بالفعل 


تقدمت زوراَ نحو إميليا لتهدأ من روعها لكنها توقفت عن التنفس كما فعل ألبرت ذات الشيء بمجرد سماعهم لتلك الخطوات الهادئة


تنحياَ جانباً ثم إنحنياَ بقوة للرئيس جيون الذي قد أتى بعدما سمعَ صوت تكسر الزجاج 


نظر نحو إميليا الخائفة و المبعثرة و زجاج شرفتها المحطم بالتحديد نحو قطع الزجاج الصغيرة التي كانت واقعة على سريرها 


قريبة جداً منها .


إحتدت نظراته و هيئته أصبحت أكثر ظلمة وقد وجه عيناه الحمراء القاتمة نحو اللذان لا يزالان منحنيان برهبة


مهما وصلت شدة قوتهما فوجود جيون يثير الخوف الشديد في قلوبهما 


إستجمع ألبرت نفسه ثم حاول النطق بشكلٍ ثابت


"لم نقصِد سيدي كان حادثـ.."


"إخرس !"


أسكته صوت جيون المزمجر، فكان في أشد مراحل غضبه 

حتى تلك الصغيرة قد إنكمشت حول نفسها أكثر خوفاً من هيئة جيون المخيفة بتلك العيون الحمراء و العروق البارزة على رقبته


إستقامت إميليا ببطء و إرتجاف، عليها التدخل فلا شكَّ أن زوراَ و ألبرت سيكونون في مأزق قد يودي بحياتهم 


وقفت على مقربة من جيون ذو الهالة المظلمة و المشعة بالغضب 


"ل..لا لابأس.. ك..كان مجرد حادث لن يكرراها.."


خرج صوتها مرتجفاً للغاية ذلك جعل الغرابي أكثر غضب، هل هي تعتذر الآن مكانهما؟ 


إنتفض جسد الصغيرة حينما وجه جيون نظراته الحادة نحوها قبل أن يزمجرَ بصوته الغليظ 


"إلى غرفتي"


"ل..لكن.."


لم تستطع الإعتراض حينما إشتدت ملامحه أكثر، لايحب تكرار كلامه أكثر من مرة !


ألقت نظرة قلقة نحو زوراَ و ألبرت ثم غادرت بسرعة نحو غرفة جيون


حالما دخلت للغرفة المظلمة و الباردة بعض الشيء حتى جلست على طرف السرير، جسدها لايزال يرتجف 


لم تره على هيئته الغاضبة من قبل، هل هو غاضب لهذه الدرجة من أجلها؟

هل لأنها كانت على وشك أن تتأذى ؟!


شردت للحظات في الفراغ قبل أن تستفيق على صوتِ تلك الخطوات التي دخلت الغرفة وصوت إغلاق الباب 


رفعت نظرها بخوفٍ نحو الغرابي الهائج أمامها 


"إرفعي ذراعك"


أَمر بصوته الثقيل وهي قد إنصاعت فوراً ورفعت ذراعها اليسرى التي أشار لها جيون برفعها 


إنحنى على ركبته أمامه بينما هي جالسة على طرف السرير 

أمسك بيده الكبيرة ذراعها الرقيقة يتفقد جرحاً صغيراً للغاية كان يعكر صفاء بشرة يدها الناصعة 


لم تلحظ أنها قد خُدشت بالفعل !


مهلا ! هل كل ذاك الغضب من أجل هذا الخدش الصغير جداً 


كانت تنظر له بتفاجئ، كان يمرر إبهامه على الخدش الصغير

شعرت بلسعة صغيرة 

لكنها لم تهتم، كل ما ركزت عليه لحظتها هي ملامح وجهه القريبة 


عقدة حاجبيه و عيناه الحادة التي قد عادت للونها الطبيعي 

وشفتاه الرقيقة و العابسة بخفة 


نست كل خوفها لحظتها ..


"لن تؤذي ألبرت و زوراَ صحيح؟ ه..هما لم يقصداَ ذلك .."


أخفضت نظرها نحو حِجرها بينما تتحدث بصوتٍ خافت و رقيق


شعرت بيد جيون تضغط بخفة على ذراعها يليه صوته الخامل و الهادئ 


"لمَ أنتِ مهتمة بأمر ألبرت !"


"لالا أنا أهتم لأمر زوراَ أيضا"


وسعت عيناها بعدم تصديق

شعرت بأن جيون متضايق من خلال نبرة صوته 


هل يشعر بالغيرة من ألبرت أم أنها قد فهمت الموضوع بشكلٍ خاطئ !!


"لن أفعل"


تحدث بصوتٍ بدى منزعجاً أكثر مما هو هادئ، إبتسمت إميليا بوسع حينما شعرت بالإطمئنان على سلامة زوراَ و ألبرت أخيراً


قفزت من مكانها بدون شعور وعانقت جيون بقوة !

و ضحكاتها اللطيفة قد صدحت في تلك الغرفة 


إستوعبت فعلتها أخيراً لتشهق بصدمة، هي قد عانقت جيون للتو !


ما جعلها تتفاجئ أكثر هي تلك الذراع القوية التي إلتفت حول خصرها بقوة 


يبدو أنه لاينوي فصل العناق ..


قد مضت نصف ساعة بالفعل على نفس الوضعية وجيون لا يرغب بفصل ذاك العناق 


إميليا قد بدأ ظهرها بإيلامها بالفعل بسبب الوضعية الغير مريحة بالنسبة لها 


"ألن تتركني؟ ليس وكأنني زوجتك !"


نطقت الصغيرة كلماتها بضيق مزيف

فهي كذلك لاتشعر بكونها ترغب في فصل العناق 


"ستكونين كذلك"


خرج صوته هادئاً و خاملاً للغاية 

جعلها ذلك مصدومة من قوله 

هل قال للتو بكونها ستكون كذلك


ستكون زوجته  

ربما هو يمزح فقط!


رفع رأسه بعدما شعر بسكونها، إبتسامة خفيفة زينت ملامحه الشاحبة فيبدو أن كلماته تؤثر عليها 


"يروقكِ لقب زوجة الملك؟"


"ل..لالا بالتأكيد لن أتزوج شخصاً مثلك!!"


كانت تحاول جعل نبرة صوتها أكثر ثباتاً

فكانت ضعيفة لحظتها للغاية 


"حقاً؟"


"أجل ! م..من قد يرغب الزواج بمصاص دماء!"


"أنتِ"


"ماذا ؟ أنت مخطئ !"


أسند رأسه على فخذاها بينما يغمض عيناه بخمول

لكن تلك الإبتسامة لم تفارق ملامحه 


"عزيزتي، يمكنني معرفة ما تفكرين به"


وسعت الصغيرة عيناها بصدمة 

هل يقرأ الأفكار مثلما كانت ترى في الأفلام؟!!


"تقرأ الأفكار ؟؟؟"


"لا، ملامحكِ تشرح كل شيء"


تنهدت براحة، خشت للحظة أن يكون قادراً على قراءة الأفكار مثلما في الأفلام، شعرت به يتحرك بهدوء قبل أن ينهض مرتمياً على معدته فوق السرير


ذلك جعل جسدها يرتفع للأعلى ثم يعود للأسفل

هذا الضخم قد هز السرير و جسدها بأكمله !


نظرت نحو ظهره العريض، يبدو أن عليها النوم معه

زحفت فوق السرير ببطء نحو وجهه

لقد نام بالفعل و بتلك السرعة !


إستلقت بجانب وجهه الساكن بينما تتأمل معالم ملامحه الهادئة، هي حقاً متعجبة من كيف ينام بتلك السرعة


بدأ جسد تلك الصغيرة يتحرك بإنزعاج من أشعة الشمس 

كان جسدها مغروساً أسفل الأغطية الناعمة و شعرها مبعثر 


فتحت عيناها بإنزعاج كبير تستدير للجهة الثانية 

لم تكن ترغب بالإستيقاظ 

و خصوصاً أن هذه الأغطية ناعمة ودافئة للغاية أكثر من خاصة سريرها 


إستقامت بجذعها العلوي سريعاً حينما تذكرت بكونها في غرفة الغرابي 


رفعت يداها الرقيقة تحاول بها إبعاد خصلات شعرها الملتصقة بوجهها، شعرها الطويل دوماً ما يكون سبب إزعاجٍ لها 

هي عازمة على قصه هذه المرة!


وجهت نظرها نحو الجانب الآخر من السرير الذي كان فارغاً، يبدو أن جيون يستيقظ باكراً


أبعدت الأغطية الحريرية عنها ثم حاولت الوقوف، لكن بمجرد لمس أطراف أقدامها للأرضية حتى إنتفضت ترجع للأغطية


كانت الأرضية باردة للغاية

هي متعجبة جداً من برودة غرفته الغير طبيعي


سمعت طرقاً على الباب، ترددت من الإجابة فالطرق موجه لجيون ليس لها

لكن الغرابي لا أثر له في الغرفة 


"أدخل.."


تحدثت بصوتٍ متردد، فتح الباب ليظهر من خلفه رجُلاً أسمراً ضخم البنية، نظر لها و إنحنى بإحترام وهو ينزل أنظاره للأرض


إعتقد بأن الصغيرة عشيقة الملك، و إمرأة جيون يُمنع النظر لها ولو بالخطأ 


"عذراً على الإزعاج آنستي، لكن أين الرئيس جيون..؟"


كانت ستجيبه بكونها لا تعلم لكن قاطعها صوت باب حمام الغرفة الذي فُتح و ظهر من خلاله الغرابي الذي يرتدي رِداء الحمام القاتم 


منذ متى وهو هناك؟! هي لم تسمع صوت المياه حتى


"ما الأمر"


"سيدي وردنا أخبار بقدوم السيدة ڤيورينيكاَ للقصر جلالتك"


"جهز ما يلزم للإستقبال"


"حاضر جلالتك"


ألقى المساعد الأسمر حديثه ثم غادر الغرفة وأغلق الباب القاتم خلفه


كانت تشعر إميليا بالخجل الشديد

فهي الآن بمفردها مع الغرابي الذي لايرتدي شيئاً سوى روبَ الحمام و بجسده و شعره المبتل


توجه بخطواته الهادئة نحو خزانة ثيابه الكبيرة والتي تتخذ جداراً كاملاً بالفعل 


أخرج ثياباً سوداء قاتمة كما هو معتاد

كانت إميليا تعتقد أنه الملك فيعني ذلك بكونه لن يرتدي شيئاً سوى الأزياء الكبيرة و المكتظة بالجواهر و أنه سيضع تاجاً كبيرا و مرصعاً فوق رأسه و يجلس على عرش فاخر 


لكن لاشيء من ذلك ينطبق على جيون !

هو يعيش في القصر مثل أي شخص آخر و يقوم بحل أغلب مشاكل و أعمال المملكة بنفسه


ذلك ما يجعل الجميع يحنون رأسهم له إحتراماً و تعظيماً


هو مثالٌ للرجلُ و الملك الصالح!


يال الفرق الكبير بين عالمها وهناَ..


شهقت الصغيرة وهي تحشر وجهها داخل الأغطية بخجل شديد حينما نزع الغرابي رداء الإستحمام و بدأ بإرتداء ثيابه أمامها 


ألا يخجل هذا الرجل !


كانت تغطي عيناها بأغطية السرير الحريرية حتى لا ترى شيئاً وحينما شعرت بتوقف حركاته رفعت نظرها ببطء 


كان ينظر للمرآة بينما يتلمس خصلات شعره الغرابية المبللة

حينما شعر بأنظارها نحوه حول تحديقه نحو إنعكاسها في المرآة الكبيرة 


أبعدت أنظارها جانباً بخجل، نظراته ساحرة..


حمل منشفة صغيرة ثم رماها بين يداها الرقيقة و جلس بقربها على طرف السرير


يود منها تنشيف شعره !


"ياا هل تعتقد بكوني زوجتك هنا؟!"


"أراكِ تذكرين موضوع الزواج كثيراً"


أجاب الصغيرة الخجولة بصوته الثقيل و الهادئ

هو محق، حتى إميليا لا تعلم لمَ تذكر موضوع الزواج أمامه كثيراً


إكتفت بالسكوت ثم حملت بكفاها الرقيقة المنشفة الصغيرة ثم بدأت بتنشيف شعر جيون القاتم 


هي أصبحت تحب شعره حقا..

حينما شعرت بأن شعره أصبح جافاً بما يكفي أبعدت المنشفة من بين يداها و حاولت النهوض، وقت الفطور إقترب


لكن لفت إنتباههاَ عدم وجود أية ضمادة حول كتف جيون الظاهر قليلاً من خلال القميص القماشي الواسع 


رفعت أنامل كفها الصغيرة تُبعد طرف القميص عن كتفه أكثر 


الجرح لاوجود له !! 

ليس هناكَ أي آثار أساساً على وجود جرح سابق حتى !


وسعت عيناها بصدمة وهي تنظر نحو كتفه العريض و بشرته الشاحبة 


"ك..كيف؟!"


إستقام من مكانه بينما يقوم بإرتداء حذائه الأسود الجلدي ثم اتجه نحو مخرج الغرفة، إلتفتت ملامحه نحوها قليلا ثم نطق كلماته وغادر 


"لست بشرياً ضعيفاً، تذكري ذلك"


حدقت بشرود نحو باب الغرفة الذي قد أغلق بهدوء

هل لم تنسى بكونه مصاص دماء

لكنها لم تكن تتخيل بكونه يملك القدرة على الشفاء بتلك السرعة المهولة !


تعكرت ملامح وجهها بضيق حينما تذكرت أخيراً أنه نعت البشر بالضعفاء وهي منهم 


نهضت بهمجية ولم تهتم لبرودة الأرضية حتى، قد عكر الغرابي مزاجها حقاً


خرجت من غرفته وهي تركض حافية القدمين نحو غرفتها، فتحت بابها لتجد أن زجاج شرفتها المكسور قل أستبدل بواحد آخر جديد و أرضية غرفتها نظيفة من أي شظايا الزجاج 


سريرها نظيف و مرتب تماماً

أبهذه السرعة تم إصلاح كل شيء 


توجهت نحو خزانتها لتختارَ فستاناً بُنياً وقصيراً بعض الشيء ثم دخلت الحمام، عليها الإستحمام 


غادرت الحمام بذاك الفستان الذي بدى جميلاً عليها و بشعرها المبلول قليلاً، تركته منسدلاً


تفوح منها رائحة عطر الخُزاما ..


غادرت الغرفة نحو المطبخ، ستتناول طعامها هناك، لا رغبة لها بالجلوس في تلك المائدة 


كانت تسير ببطء في الممرات التي وجدت أنها أصبحت تعج بزينة فاخرة، هل هو إحتفال ؟


تذكرت حينما قال مساعد جيون أن إمرأة تُدعى ڤيورينيكا ستأتي 

ربما هي من العائلة الحاكمة


في طريقها صادفت أليس التي كانت تحمل بين يداها سلة طماطم طازجة والتي قطفتها من حضيرة القصر من أجل الغداء 


"أليس؟"


"إميليااا! كيف حالكِ يا فتاة"


ركضت أليس نحو إميليا لتعانقها بخفة ثم تبتعد لتشاركها السير نحو المطبخ 


"بخير كما ترين"


"حقا؟ كيف كانت ليلتك مع الرئيس جيون؟ هل حدث أي شيء"


لمعت عيون أليس بحماس و فضول بينما تتحدث سريعاً نحو الصغيرة المصدومة 


"كيف عرفتي بكوني نمت عنده!!؟"


"اووه يا إميليا، الأخبار تصل بسرعة!"


"تبا!"


"يا لا تشتمي إن سمعكِ الرئيس جيون سيقطع لسانكِ ! ثم قد سألتكِ هل حدث أي شيء بينكما ؟؟"


كانت أليس فضولية للغاية و بالأخص أن جيون لم يسمح لأي إمرأة بالنوم في غرفته قبلاً


"لا، لم يحدث شيء"


"هفف، يال الخيبة.. أفطرتي؟"


"ليس بعد"


"ما رأيكِ بمشاركتي الفطور، أنا أيضاً لم أفطر بعد"


أومئت إميليا بإبتسامة فهي جائعة حقاً

سحبتها أليس بسرعة ثم توجهتاَ نحو المطبخ لتقدم لهن العجوز ماري الفطور على المائدة الخشبية 


وبعد الفطور قررت إميليا مساعدة أليس في أعمالها حينما رأت أن الكثير من الأعمال متراكمة على صديقتها


كانتاَ جالستانِ على فراشٍ أرضي وأمامهن طاولة خشبية صغيرة و سلة كبيرة مملوءة بحبات الطماطم و البصل 


عليهما تقشيرها جميعها قبل الإنتقال إلى تلميع الأطباق من أجل الضيفة ڤيورينيكا تلك 


كانت إميليا و أليس ينفجرانِ ضحكاً كل دقيقة على منظرهما بتلك الدموع والعيون المحمرة بسبب قطع البصل التي يقطعانها 


"يا إلهي رائحة البصل قد علقت في يداي !!"


كانت تتذمر تلك الصغيرة وهي تساعد أليس في حمل السلة الكبيرة، قد أنهوا تقشير كل تلك الخضروات 


"إستعملي العلبة السوداء التي على رخام المطبخ فهي تزيل الروائح من على اليدين، تعلمين ليس على جيون شم رائحة البصل من يديكِ إن أراد تقبيلها "


أنهت أليس حديثها بغمزة نحو تلك الصغيرة التي وجهت لها صفعة على كتفها 


"توقفي عن الثرثرة أليس !"


الساعة الرابعة ظهراً..


كانت الصغيرة إميليا تجلس قرب إسطبل الأحصنة بينما تحمل بين يداها عصى صغيرة ترسم من خلالها على تراب الأرض 


فقد أنهت كل أعمال أليس برفقتها، و أتت المرأة المدعوة ڤيورينيكا قبل ساعات 


كانت إمرأة في الخمسينات من عمرها و ترتدي ثوباً أحمرا و الكثير من الجواهر تزينها 


كما توقعت إميليا، كانت فرداً من العائلة الحاكمة، عائلة حيون 


لم تشارك إميليا في حفل الإستقبال، إكتفت بمساعدة الخدم ثم تناول طعامها برفقتهم والآن هي تلهو خارجاً 


سمعت صوت طرقات كعبٍ عالٍ تتقدم نحوها، نهضت سريعاً وهي تنحني بخفة حينما وجدت أنها ڤيورينيكا


"ما إسمكِ"


"إميليا سيدتي"


قهقهت ڤيورينيكا بلطف حينما رأت شكل الصغيرة اللطيف وهي تنحني 


"هل أنتِ من الخدم؟ رأيتكِ تعملين معهم لكنكِ لا ترتدين ثياباً خاصة بهم !؟"


"لا لست كذلك، أنا هنا مختطفة من قبلِ السيد جيون المحترم"


حاولت إميليا التحدث بأكثر نبرة ثابتة وألا تظهر غضبها عند تذكرها سبب وجودها هنا بعيداً عن عالمها


أطلقت ڤيورينيكا ضحكات قوية 

يبدو أنها إمرأة لطيفة عكس مظهرهاَ


"سمعتُ بالفعل أنكِ معاملين كأميرة في القصر، لكنكِ مع ذلك تساعدين الخدم !"


"العمل ليس عيباً سيدتي!"


إبتسمت المرأة بفخر، فيبدوا أنها وأخيراً قابلت فتاتاً كما ترغب هي 

فتاتاً غير مدللة !


"أنتِ غير مرتبطة صحيح؟"


مابها هذه الآن ؟ هل تنوي خطبها ؟!

ذلك ماكانت تفكر به الصغيرة 


"لا"


"رائع!!"


نطقت ڤيورينيكا بحماسٍ ثم غادرت بسرعة عائدة نحو القصر 

تاركة إميليا مستغربة 


نفضت الصغيرة فستانها ثم دخلت هي الأخرى للقصر نحو غرفتها 


تشعر بالتعب وعليها الإستحمام لإزالة آثار العمل من على جسدها 


أخذت حماماً سريعاً ثم إرتدت ثوب النوم الأبيض، رغم أن الوقت لايزال مبكراً جداً لكن ليست هناكَ مشكلة 


جلست على الكرسي الأحمر القاتم أمام مرآتها وبين يداها مقص كبير وجدته في درجِ الحمام 


هي لن تتراجع، عليها قص شعرها الذي أصبح يعيقها كثيراً


رفعت المقص نحو خصلات شعرها القاتم الطويل لكنها شعرت بذراع تمسكُ يدها بهدوء و تبعدُ المقص من بين أصابعها الرقيقة


لم تشعر بالتفاجئ كثيراً، فهي إعتادت على ظهور الغرابي المفاجئ بواسطة قوته 


إكتفت بالنظر بسكون لإنعكاسه في المرآة أمامها، كان لايزال بذات الهيئة المظلمة


رمى المقص جانباً بإهمال ثم رفع بكف يده الكبيرة بعض خصلات شعر إميليا الطويلة نحو أنفه، يشتم رائحة الخزاماَ التي تملئ شعرها المبلل قليلاً 

"حاولِي قصه، و سأريك"

     لقراءة البارت السادس عشر من هنا 



تعليقات