قصة مملكة مصاصي الدماء البارت الثالث 3 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت الثالث 3

بقلم مجهولا

يسير بخطوات بطيئة و رزينة في ممرات ذاك القصر الضخم و المظلم قليلاً وتوقف أمام بوابة كبيرة مرصعة بنقوش ملَكِيَّة و يقف أمامها رجُلين يغطيهما السواد يحرسان الغرفة بمجرد ما إن شعرو بوجوده حتى فتحو باب الغرفة على مصرعيها ليقدم ذاك الهادئ للداخل واضعاً ذاك الجسد الرقيق على أغطية السرير الكبير و الواسع والذي يكتسيه اللون الاسود مع بعض الزينة باللون الدموي 


كانت الغرفة واسعة جداً و كبيرة مفروشة بأثاث أقل ما يقال عنه أنه في أشد الفخامة يتصبغ بألوان باهتة و مظلمة

ما من ألوان زاهية تحوم في الأرجاء 


كنبة كبيرة سوداء قاتمة تقع جانبا و شرفة كبيرة تطل على مناظر خيالية 


قطرات المطر الخفيفة التي بدأت الإصطدام بزجاج النوافذ و الرياح التي بدأت بتحريك ستائر الشرفة الضخمة و ضوء الشموع الذي بدأ بالإهتزاز، كانت عاصفة مطرية قوية في الطريق !


مشى نحو الشرفة ليغلق أبوابها و ستائرها تجنبا لتسلل الرياح الباردة للغرفة.


ألقى نظرة على ذاك الجسد الساكن ثم همَّ خارجاً من الغرفة لمكان مجهول بينما يعبث بهاتف الفتات بين أصابعه، تماماً لقد أخذه حينما فرت هاربة منه، عليه إيجاد فريسة جديدة ليروي عطشه بدل تلك النائمة!


رجال الشرطة و المساعدة يتوزعون هنا و هناك في تلك الغابة في محاولة منهم لإيجاد إميليا المفقودة و التوتر ينهش قلوب رفاقها و أسرتها 

بحثو كثيراً جداً لكن لا أثر لها 

لم يتم العثور سوى على مصباحها اليدوي و الخيط المقطوع قرب البركة 

إنهارت رفيقة إميليا المقربة بالبكاء مجدداً فقد ظلت طوال الوقت تبكي على رفيقتها 


     "هل تعتقد أنهم سيعثرون عليها؟"


    "أنا حقا لا أعلم"


   "لم يكن علينا إرغامها"

   "يالغبائنا !!!"

 

"توقفوا عن النحيب فليس بيدنا الآن حيلة !!"


بعيداً قليلاً عن الجميع مرَّ حفيد العجوز صاحب الكوخ من جانبهم ينظر لهم بشفقة 

حسنا ليس بشفقة كبيرة فقد إعتاد على رؤية هذه المناظر في كل مرة يفترس فيها جيون غنيمته 


أكمل سيره متجاهلاً إياهم نحو المدينة عليه إحضار الأدوية لجده المرهق 


 فتحت عيناها بخمول و شعر مبعثر بالكاد ترى ما حولها، أشعة الشمس تخترق زجاج النوافذ و ستائر الشرفة لتضيء الغرفة بالكامل 

سريعاً ما إستوعبت ما حولها وما حصل قبلاً لتنهض بشكل عشوائي وقعت كثيراً ولكنها في كل مرة تنهض و تتشبث بالسرير 

تشعر بالدوار الشديد بسبب وقوفها المفاجئ

اكتفت بالجلوس لفترة وجيزة ومن ثم نهضت تقف على قدماها و أول ما فعلته تأمل الغرفة 

لن تنكر أنها أحبتها و بشدة لكنها نفضت أفكارها سريعاً و توجهت نحو الباب الضخم الذي إستنتجت أنه المخرج، بدأت بمحاولة فتحه بكل الطرق لكنها فشلت إلى أن قامت بإستعمال كل ما لديها من قوة لتدفع الباب بها 

فتح الباب ببطء و أخيراً لتبتسم و تخرج من الغرفة وهي تحاول الركض لكن يد ما منعتها من ذلك 

إلتفتت للخلف لتجد رجلان مظهرهما أخافها و أحدها يمسك بقبعة قميصها يمنعها من المغادرة 

حاولت الافلات لكنها كانت عاجزة فقد كان قويا بالكاد تزحزح من مكانه 

    "سيدتي لايمكنك الخروج لأي مكان"


   " من أنت وعن ماذا تتحدث !!.. اتركنيييي"


كانت تصرخ بينما تحاول الإفلات منه، كان على وشك الحديث مجدداً لكنه توقف فجأة و أفلت قميصها لتصطدم بقوة بشيء صلب أمامها 

كادت تقع للخلف لكن يد ما ثبتتها 


هي أصبحت تعرف هذه الرائحة التي تجلب لها الرهبة و القشعريرة جيداً !

رفعت نظرها ببطء.. كان هو، الرجل المظلم كما سمته 


إبتلعت ريقها ببطء شديد و خوف فقد إصطدمت بصدره كما أنها الآن بين ذراعيه 

كان يرتدي بنطالا حريري أسوداً و قميص ذو أكمام و عنق طويل أسود أيضا 

شعره كان مرفوعاً للأعلى وبعض الخصلات مبعثرة على جبهته 


     " اووه. ههه.هه مرح.با "


كانت ترتجف و تحاول عدم إظهار خوفها منه بقدر الإمكان، لم يكن ينظر لها فقد كان يوجه تحديقات نحو الحارسان قبل أن ينزل بصره ببطء نحوها، كانت نظراته حادة و خالية من المشاعر 


قام بإفلاتها لتقع أرضاً وقد أطلقت إثر ذلك شهقة متفاجئة 


بحق الجحيم ؟ لما أمسكها من البداية إن كان سيوقعها 


تناست كل ما كانت تفكر فيه بمجرد ما إن إنتبهت للقصر و الممرات التي تتواجد فيه بصدمة 

هي متأكدة أنه هذا المكان ليس لبشر

كان طريقة بنائه و ترتيبه مختلفة تماما 

ولم يسبق لها أن سمعت بوجود قصراً كهاذا فهي كانت شغوفة بالتاريخ و قرأت عن جميع المئاثر و القصور التاريخية


إستقامت تدلك ركبتها فلازالت متضررة من السقوط من المنحدر

لاحظت إبتعاد الرجل المظلم و سيره بهدوء بعيداً لتقرر اللحاق به وهي تصرخ 


   " يااااياا أنت  أين أنا ولماذا أنا هنا. أعدني لمنزلي و لأصدقائي ! بلا شك هم قلقون علي يااا أنا أتحدث لك أقسم سأدخلك السجن "


لم يهتم حتى، كان يشابك يداه خلف ظهره مكملاً سيره.

         لقراءة البارت الرابع من هنا 

تعليقات