قصة مملكة مصاصي الدماء
البارت السادس 6
بقلم مجهولا
فتحت باب غرفة الرجل المظلم
كانت الغرفة معتمة و مظلمة
وما جعلها ترى القليل هي تلك الشمعة الكبيرة بعض الشيء التي تنير القليل من الغرفة
تقدمت بخطوات بطيئة و يداها ترتجف
تخبأ السكين بيدها اليمنى لخلف ظهرها و هي تعض شفاههاَ بخوف
يمكنها رؤية ذاك الجسد المتسطح فوق السرير الكبير الأسود
كان ينام على بطنه و يضع ذراعاً أسفل وسادته و الأخرى ممددة بإهمال
كان يرتدي بنطالاً قماشياًّ أسوداً فقط، لم يكن يستر جسده العلوي بأي شيء
يمكنها ملاحظة بوضوع كتفاه الواسعة و المشدودة و عضلات جسده البارزة
وقفت على مقربة من رأسه تتأمل عيناه المغمضة و ملامحه الساكنة و شعره الحريري المبعثر قليلا
أخذت نفساً مهزوزاً و رفعت السكينة للأعلى بكلتاَ يديها و أغمضت عيناها بقوة و قامت بإنزال السكينة بقوة نحو جسد النائم..
لم تشعر بنفسها إلاَّ وهي أسفل ذاك الجسد الضخم و السكينة قد رميت من يداها بعيداً
شهقت بصدمة وهي تنظر لتلك الأذرع القوية التي يستند عليها المظلم على جانبي رأسها
ومن ثم رفعت نظرها نحو وجهه
شعره قد تدلى للأسفل ليغطي عيناه
بالرغم من ذلك يمكنها رؤية بريق عيناه الأحمر
جسدها كان يرتجف بهسترية
فهي كانت تحاول قتله، والآن !
هي بين ذراعيه و يمكنه قتلها بأية لحظة
هي غبية للغاية! من قد يستطيع قتلك جيون جونغكوك حاكم مملكة مصاصي الدماء بأرضها و شعبها
أخفض جسده نحوها أكثر بينما يبتسم بجانبية
"بشرية ضعيفة"
مرة أخرى قد إرتجفت أكثر بسبب صوته الحاد و المنخفض
" أ..أ..أنا أسفة "
حاولت جعل نبرتها ثابتة أكثر لكنها فشلت، هي تفقد كل قوى جسدها عند تواجده في محيطها فقط
فما بالك بقربه الشديد منها ؟!
كانت تحاول بشتى الطرق إبعاده عنها عن طريق دفعها بذراعيها الرقيقة صدره الصلب
لكن ذلك جعلها أكثر ضعفاً
ضلت على تلك الحالة لفترة طويلة جداً، تحاول الفرار من ذراعيه
بينما هو يستمر في التحديق بمعالم وجههاَ فقط
أخيراً إبتعد بهدوء عنها وقد عاود الإستلقاء على سريره مغمضاً عيناه
ياااا برودة أعصابه !
نهضت الصغيرة سريعاً من على سريره تلتقط أنفاسها المضطربة
"سأستمتع بمشاهدة محاولاتك الفاشلة في محاولة قتلي"
خرج صوته بخمول قبل أن يغط في نومه مجدداً
هي لا تصدق نفسها حقاً، إعتقدت أنه سيقتلها و يمتص دمائها كاملة لا أن يتصرف بكل هذا الجمود
خرجت وهي تركض نحو غرفتها فإن بقت أكثر هناك ستموت من شدة الخوف لا محالة ! !
تتربع تلك الصغيرة فوق أغطية سريرها و الكثير من الكتب تحيط بها والتي تخص مصاصي الدماء
فما إن إستيقظت من النوم حتى ركضت لتطلب الكتب من زوراَ بحجة أنها تود معرفة المزيد عنهم و حياتهم
وقد منحتها زوراَ ما توده بالفعل
هي في الحقيقة ترغب بالكتب من أجل العثور على طريقة لقتل مصاص دماء
فنعت الرجل المظلم لها بالبشرية و الضعيفة و تحديه لها بأن تحاول قتله جعلها تعزم على إيجاد طريقة ما
هي عنيدة للغاية و تحاول فعل أي شيئ بأي طريقة كانت بمجرد ما إن يتحداها أحد بذلك
و على ذكر التحديات، هي لا تزال تلعن رفاقها و تحديهم ذاك لها
فهو ما أوصلها هنا الآن
ضلت تتصفح الكتب صفحة بصفحة لكنها لم تجد أي طريقة لقتلهم
هل كانت تعتقد أن زوراَ ستعطيها كتاباً يحتوي على طريقة لقتلهم ؟
قطعاً لا !
أبعدت الكتب عنها بهمجية و غضب، كل آمالها تتحطم أمامها
قاطع دورانها حول نفسها في أنحاء الغرفة طرق الباب الخفيفة يليه دخول العجوز ماري
" العشاء جاهز، الجميع ينتظرك.. يكيفك الفطور و الغداء الذي لم تتناوليه !"
أومئت إميليا رأسها متفهمة فهي لم تنزل منذ الصباح ولم تتناول لا فطورها ولا عشائها بسبب إنشغالها بالكتب
نظرت نحو نافذة غرفتها الكبيرة و المطلة على نهرٍ بعيد
لم تلحظ للآن السماء التي أظلمت و تلك الأشجار التي تتحرك بتناغم مع حركة الرياح
غيرت ثيابها ببطء لأخرى عصرية متكونة من قميص أبيض عريض و بنطال قصير يصل لحيث ركبتاهاَ
كانت تنزل ذاك الدرج ببطء شديد و أصابعها تعبث بخصلات شعرها المنسدلة
تتعمد التأخير قدر الإمكان
فهي قد أصبحت تحب كسر بعض قوانين القصر ضداًّ في رئيسهم جيون
دخلت القاعة الكبيرة حيث يتم تناول الطعام وهي تسير بطريقة مرِحة بينما تصَفر بخفوت
شاهدت أن الجميع قد بدأ الأكل بالفعل إتباعاً لرئيسهم الذي يتناول طعامه بهدوء
وكما العادة عيناه معلقة على طعامه فقط و الهدوء يعم المكان سوى من صوت الملاعق و الأشواك التي تتصادم مع الصحون
زفرت أنفاسها بضيق، ظنت أنهم سيكونون في إنتظارها
جلست قرب زوراَ كما إعتادت مؤخراً و ضلت تعبث بطعامها بالشوكة
فلا شهية لها وخصوصاً أنها كانت تأكل الكثير من المحليات أثناء تصفحها الكتب
رفعت نظرها نحو الغرابي ولاحظت أنه كان يبعد طبقا يحتوي على المذاق الحار
كان يتجنب أكل أي شيء حار على المائدة
إبتسمت ببلاهة فيبدو أنه يكره كل ماهو حار
راودتها فكرة للتو !
إعتذرت للحظة قائلة أنها ستذهب للمطبخ تجلب لها كأس ماء ساخن بحجة أن الكأس الذي أمامها باردة مياهه
ركضت تجري نحو المطبخ و الذي كان نوعاً ما فارغاً سوى من تلك الخادمات اللواتِ يرتبنَ التحلية في أطباق التقديم من أجل إيصالها للطاولة حيث الرئيس و البقية
إبتسمت تدعي أنها تتفقد التحلية بدافع الفضول وقد خطفت علبة الحار خفية من على رفِّ المطبخ
وتقدمت نحو طبق ذهبي اللون، هي تعلم أنه يعود للرئيس
فهو الوحيد الذي أطباقه ذهبية اللون عكس خاصة البقية الفضية
دست الكثير من الحار في تحلية الرئيس و مزجتها مع الطبق جيداً حتى لا تكون ظاهرة
إبتسمت بوسع و ركضت نحو قاعة الطعام منذ أن الخادمات بدأن بحمل الأطباق و التوجه لهم
جلست على مقعدها وهي تحاول إخفاء إبتسامتها الواسعة
هي متشوقة لرؤية ملامحه عند تناوله لتحليته
أتت الخادمات و قمن بتوزيع الأطباق على كلٍ منهم وكان الطبق الذهبي أمام الملك كما توقعت بالفعل
حملت الملعقة و بدأت تتناول طبق تحليتها و عيناها معلقة على المظلم الذي حمل ملعقته الذهبية مستعداً لتناول طبقه
كانت إبتسامتها تشق وجهها ما جعل ذلك يجذب إنتباه المتواجدين على المائدة و بالأخص زوراَ المستغربة
وضعت إميليا كل ما بين يديها و ركزت فقط في ملامحه الذي حشر محتويات ملعقته كأول لقمة في فمه
سرعان ما تبددت إبتسامتها تدريجيا حينما إستمر جيون بتناول طبقه
ملعقة خلف ملعقة و ملامحه طبيعية تماماً و كأن شيئا لم يحدث
هي تستطيع رؤية قطع الحار الحمراء الصغيرة المختلطة بطبقه جيداً
لكنه لا يبدي أية ردة فعل !
كانت الصدمة تعتلي وجهها
و بالأخص حينما رفع الغرابي عيناه من على طبقه و إبتسامة جانبية مستفزة تزين وجهه نحوها وهو يقوم بحشر فمه بملعقة أخرى من طبقه.