قصة مملكة مصاصي الدماء البارت السادس عشر 16 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت السادس عشر 16

بقلم مجهولا

إستند الغرابي بذراعيه على ظهر الكرسي الذي تجلس عليه الصغيرة

كان وجهه مقابلاً لجانب رأسها بينما يحدق في إنعكاس كلاهما في المرآة


"حاولِي قصه، وسأريكِ"


إرتجف جسدها بخفوت بسبب صوته اللي كان هادئاً و بأنفاسه التي تصطدم بجانب رقبتها


مهما بلغ ضُعف جسدها أمامه فستظل إميليا صاحبة الشخصية القوية 


"ليسَ من شأنك! هو شعري!"


أمالت الصغيرة برأسها ليصبح خدها ملتصقاً بجانب فكّ الغرابي الذي إبتسم بهدوء لجرأة التي أمامه


رغم حجمها الصغير، لسانها و شخصيتها ليست بالشيء الهين


هو يحب نوع الفتيات القويات و الغير مدللات..


"حاولي فقط"


ألقى كلماته قبل أن يبتعد ببطء مُبعثراً خصلات شعر الصغيرة القاتم

غادر غرفتها بهدوء و الأخرى وضعت يدها الرقيقة على صدرها، تشعر بنبضات قلبها السريعة ..


بعد فترة..


سمِعت صوتاً جمهورياً في الخارج كما لو أنه صوت رجالٍ كثيرين 


نهضت بثوب نومها الأبيض تتقدم نحو شرفة نافذتها 

كانت السماء بدأت تتلون بالأزرق الداكن، منذرة على حلول الظلام كما أنها كانت غائمة 


رأت في ساحة القصر الرملية الكبيرة مُساعدي جيون الرجال يقومون بحركات غريبة جماعةً 


تبدو مثل تدريبات يومية، حولت الصغيرة نظرها سريعاً للذي يقف أمام الرجال بشموخ بينما يشابك يداه خلف ظهره 


تحركَ رأسه للجانب قليلاً يحدق بها بطرف عيناه التي تحجبها خصلات شعره الغرابية


شعر بنظراتها نحوه من كل تلك المسافة و العلو !


عادت لداخل الغرفة بينما تغلق زجاج الشرفة و الستائر، تشعر بتوتر شديد حينما يحدق بها 


إرتمت على سريرها الذي قد تم تغيير أغطيته لأخرى سوداء قاتمة


ليس عليها التفكير في الغرابي .

وليس عليها نسيان بكونها مختطفة هنا من قِبله، عليها البحث أكثر عن طريقة للهرب من هنا دون الوقوع في مخاطر أي مصاص دماء آخر


شعرت بملل شديد للغاية و موعد العشاء لا يزال أمامه وقت طويل 


قررت الخروج قليلاً و إستكشاف القصر، فهي لا تعرف سوى رُبعه 

وربما تجد شيئاً يساعدها في خططها المستقبلية للعودة لعالمها و حياتها الطبيعية 


حملت حبل صغير قُماشي أبيض

ربطت به شعرها الطويل حتى لايعيق تحركاتها كثيراً


خرجت تسلكُ ممرات أخرى لم يسبق لها أن مرت من خلالها، كانت أكثر شهوقاً وذات نوافذ طويلة و ضخمة للغاية مع ستائر بيضاء شفافة


كانت تسير بخطوات حذرة وتلتفت خلفها كل حين، لا تنكر أنها خائفة


فقد علمت من أليس أن القصر يحتوي على مصاصي دماء و سحرة كُثر ويعيشون في المنطقة السفلية من القصر بعيداً عن أنظار الآخرين


وجدت نفسها أمام درجٍ ضيق و مظلم للغاية، كانت مترددة جداً من نزوله

أخذت نفساً عميقاً و نزلت أول درجة ثم الباقي ببطء شديد وهي تتمسك بالجدار الحجري 


شعرت بالدوار حقاً، فكان الدرج طويلاً للغاية و ملتوياً على شكلٍ حلزونِي


خطت آخر درجة لترفع عيناها أخيراً عن الأرض نحو الأرجاء

إنتفض جسدها بقوة حينما وجدت فتاة صغيرة تتعلق فوق الجدار رأساً على عقب و وجهها مقابل لخاصة إميليا 


سقطت إميليا بقوة للخلف، ماسبب لها ألماً شديداً في ظهرها بسبب الدرج


قفزت الطفلة الصغيرة لتقف بشكلٍ مستقيم ثم تمد يدها الصغيرة السمراء نحو إميليا التي لازالت في حالة صدمة 


كانت الصغيرة نحيفة الجسد وذات بشرة سمراء قاتمة و شعر بُني كذلك عيون واسعة وعسلية 


إستوعب إميليا نفسها أخيراً ونهضت بنفسها بينما تصافح يد الطفلة حتى لا تتركَ يدها معلقة 


شعرت إميليا بالإرتياح للصغيرة رغم وضعية تعلقها في الجدار قبل قليل، كانت مثل الخفاش تماماً..


"م..ما الذي تفعلينه يا صغيرة هنا؟"


سألت إميليا بتردد وهي تتفقد المكان من حولهما، والذي كان مظلماً بعض الشيء


"أقطن هنا"


"او..اوه"


"أنتِ بشرية صحيح ؟"


"أجل أنا كذلك"


"ليس مسموح بوجود البشر هنا، هي منطقة خاصة بالسحرة"


ألقت الطفلة حديثها بينما تدور حول إميليا المتوترة، فقد كانت ملامح الطفلة جدية، عكس الأطفال في عالمها


"كم عمركِ يا طفلة؟"


"همم سبع سنوات"


"وما إسمك؟"


"ينادونني بِيلِي"


"بيلي، إسم جميل"


"أنتِ الجميلة"


إبتسمت إميليا بوسع على تغزل الصغيرة بها، رغم غرابتها لكنها لطيفة حقاً

تشبثت الصغيرة بيلي بفستان إميليا الأبيض بينما تقوم بسحبها معها نحو ممر جانبي تشع منه بعض أضواء الشموع


"تعالي معي، إن رآكِ أحد هنا سيغضب"


"من الذي يغضب صغيرتي؟"


"السحرة و العم جون"


"من العم جون؟؟"


"الملك"


قالت الصغيرة بينما تستمر بسحب إميليا من طرف فستانها و الأخرى مستغربة من مناداة هذه الطفلة الملك بالعم جون 


أبعدت أنظارها عن الطفلة ونظرت لذاك الممر الطويل الذي يسيران فيه


كان منيراً بسبب النوافذ التي تسمح لضوء القمر بالدخول، كذلك تلك الشموع في السقف، أرضية حمراء و الكثير من رفف الكتب على جداره الأيسر و بعض التماثيل الحجرية الصغيرة 


شعرت كما لو أنها في عالم آخر، لم تتخيل أن القصر بهذا الكبر و الغموض 


شعرت بقبضة الطفلة حول فستانها ترتخي، نظرت نحو الطفلة الواقفة والمحدقة نحوها ثم نحو الباب المزخرف أمامهما 


"لمَ نحن هنا؟"


"غرفة جدتي، هي لطيفة"


طرقت الطفلة السمراء الباب بخفة ثم تعلقت حول مقبض الباب الكبير وفتحته لتتضح تلك الغرفة الكبيرة و الفاخرة


كانت غرفة واسعة ويطغى عليها اللون الأحمر القاتم و الأسود 

يمكنها رؤية تلك المرأة العجوز بفستان النوم الأبيض جالسة على كرسي خشبي وبين يداها كتاب


إميليا للآن ليست مستوعبة لكل ماتراه من أمور تعتقد أنها خيالية فقط


ركضت الصغيرة نحو حضن العجوز التي ربتت على شعرها بخفوت 


تحركت إميليا ببطء تحاول الهرب من هنا لكن صوت العجوز المبحوح أوقفها 


"تعالي يا صغيرة"


نظرت إميليا نحوها ببعض الخوف قبل أن تتقدم بتردد كبير 


حالما دخلت الغرفة حتى شعرت بذاك العطر المألوف جداً 

نظرت سريعاً نحو الغرابي ذو الهيئة المظلم والذي يربعُ قدماه في أحد زوايا الغرفة 


وبين يداه كأس زجاجي خاص بمشروبه الأحمر 


هل هي تحاول الهرب منه ثم تجده في كل مرة أمامها !


هي هذه المرة قد تنهدت بضيق وصرخت بصوتٍ غاضب


"أينما أذهب أجدك!! أترك لي مجالاً قليلاً!!"


صرخت للتو على الملك جيون!

لكنه لم يهتم فقط يستمر في إرتشاف مشروبه الأحمر و عيناه معلقة على العجوز أمامه

تنهدت للمرة الثانية ثم إستدارت تحاول سلكَ طريق آخر وبعيد عن هنا لكن صوت جيون قد أوقفها 


إستدارت نحوه لترى ملامحه المظلمة وعيناه الحمراء المشعة!


"أعدُّ حدّ ثلاثة، إن رأيتكِ هنا سأفصلُ أطرافكِ عن مكانها"


إميليا؟

لم يعد لها أثر هناك فقد رفعت طرف فستانها وركضت بأقصى ما لديها حيث أتت، نبرة صوته وملامحه التهديدية لم تكن تمزح !


أغلقت إميليا باب غرفتها بقوة ثم إستندت عليه تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبة


قد ركضت طوال الطريق بأقصى ما لديها وبدون توقف

هي حتى لا تعلم كيف تذكرت الطريق ولم تتوه في الممرات الضخمة 


يبدو أن تهديد جيون لها جعل ذاكرتها تعمل جيداً


"هل حقاً كان سيفصل أطرافي إن لم أنفذ كلامه؟!"


كانت تتسائل رغم الإجابة الواضحة لسؤالها، كان جدياً تماماً، فملامحه لم تكن تبشر بالخير أنذاك


أصبحت تصدق كلام الطفلة بيلي حينما قالت أن جيون سيغضب إن علم بوجودها هناك 


إستقامت بتعب فجسدها أصبحَ منهكاً من قوة ركضها، عليها النزول للعشاء فقد بدأ بالفعل 


دخلت الحمام لتقوم بغسل وجهها الشاحب بفعل الركض القوي ثم خرجت بخطوات ثقيلة نحو صالة الأكل 


دخلت وعيناها تنظر نحو الأرض فقط، لا تستطيع رفع عيناها نحو الغرابي 


كان الجميع قد بدأ الأكل بالفعل وهذه المرة كانت تتشارك المائدة ڤيورينيكا معهم 


جلست مكانها بقليل من التوتر وهي تختلس النظرات السريعة نحو الذي يأكل بجمود 


حملت الملعقة الفضية تتناول من طبق الحساء الساخن أمامها و عيناها تنظر نحو زوراَ و ألبرت الهادئين


لكن ألبرت حالما شعر بنظرات إميليا حتى رفع عيناه نحوها ثم إبتسم لها بخفة 


بادلته الإبتسامة وبعض الإستغراب نحو خده الأيمن الذي كانت ضمادة بيضاء تُغطيه 


فالذي لا تعلمه الصغيرة أنه قد تلقى لكمة قوية من جيون في الليلة الماضية بسبب الزجاج الذي كان سيؤذيها 


غيرت وِجهة نظرها نحو هيلينا التي تجلس قرب ألبرت وتنظر له ببلاهة 


نظرت نحوها إميليا بسخرية قبل أن تقرر إزعاجها قليلاً كما كانت تفعل هي 


"ألبرت ! مابه وجهك الوسيم؟"


نطقت إميليا كلماتها بصوتٍ طفولي وهي تنظر نحو هيلينا التي قد نظرت لها بصدمة 


المائدة كانت هادئة و بسبب حديثها توقف الجميع عن الأكل وهم ينظرون نحوها 


أما ألبرت فقد غص أثناء طعامه وكان الطعام على وشك الخروج من أنفه


"ل..لا لاشيء"


قال بتوتر بينما يمسح فمه بالمنديل بسرعة، أما هيلينا فقد كانت تنظر نحو إميليا بغضب شديد 


فهي تعتبرها الآن قد تغزلت بحبيبها المستقبلي 


إختفت إبتسامة إميليا و إرتجف جسدها حينما شعرت بتلك اليد القوية تحيط فخذها بقوة 


هي قد تناست تماماً وجود جيون !

ولم تكن تدري أنها ستثير غضبه الشديد 


نظرت نحوه بتوتر من يده التي تدلك فخذها، كما لو أنه يتوعد لها 


كانت ملامحه حادة للغاية 

يبدو أنه يغار بالفعل كما كانت تعتقد !


حاولت إتمام طعامها لكنها توترت أكثر وهي تشعر بيده ترتفع نحو جانب خصرها قبل أن يهسهس بصوتٍ منخفض وحاد 


"أتممي طعامكِ سريعاً"


إبتلعت ريقها بينما تحاول حشر فمها بالحساء أمامها 


أما ڤيورينيكا فهي تنظر نحوهما بإبتسامة واسعة


مثل أمٍ وجدت زوجة مناسبة لإبنها !


أتممت إميليا طبقها سريعاً ليس لكونها تنفذ أوامر جيون

إنما لأنها تود الهرب سريعاً قبل أن ينتهي هو من طعامه

إعتذرت ثم خرجت من الصالة لكنها قليلاً حتى وجدت هيلينا الغاضبة تركض بهمجية نحوها 


سرعان ما ركضت الصغيرة هي الأخرى 

هي لاتعلم الآن ماذا تفعل 


هل تهرب من جيون أم من هيلينا الغاضبة !


كانت تستمر بالركض بدون وجهة حتى شعرت بنفسها تُسحب بواسطة ذراعٍ قوية نحو غرفة الغرابي 

كان جيون بحد ذاته 


ضحكت بتوتر تحاول الإفلات من الذي يحاصر جسدها ضد الجدار بينما يُبحلق بها بجمود مخيف 


"وجه ألبرت الوسيم إذاً!"


"لالالا أنت أوسم حقاً، كنت أمزح فقط!!"


لم تتلقى جواباً من ذاك الساكن

لكن بإستطاعتها رؤية الغضب في عيناه 


كان جسدها يبدو صغيراً للغاية مقارنة بضخم البنية الذي يحاصرها بذراعاه القوية 

شعرت بالضعف الشديد أمامه، كانت ستقع لو لم تكن تلك اليد تثبت خصرها الرقيق 


شعرت بنظراته الحادة نحو شفتاهاَ

ذلك جعلها تشعر بالخجل الشديد وتقوم بعض بضمهم في محاولة إخفائهم عن أنظاره 


ذلك الفعل جعل منه يرفع كفه ويضغط بأصابعه على فكّ الصغيرة حتى تُفلت شفتاها الممتلئة من بين أسنانها


هي تكاد تحترق من الخجل بسبب قربه الشديد منها

كلاهما يتنفس أنفاس الآخر 

لكن ذلك لم يجعلها تتراجع عن جرأتها 


"ماذا هل ستقبلني وأنت تشرب ذاك المشروب المقرف؟"


"تتقرفين؟"


"أجل !"


"جيد"


نطق كلماته قبل أن تلتحمَ شفتاه مع خاصتها في قبلة كانتَ همجية أكثر مما هي هادئة 

قبلها عنداً فيها بعد كلامها عن مشروبه.

       لقراءة البارت السابع عشر من هنا 


تعليقات