قصة مملكة مصاصي الدماء البارت الرابع 4 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت الرابع 4

بقلم مجهولا

استمرت في اللحاق به و الصراخ لكنه لم يعرها أي إهتمام و ملامحه جامدة

زفرت أنفاسها بضيق و خوف في آن واحد 

فهي في مكان لا تعرف ماهيته ومع مصاص دماء قد يؤذيها في أية لحظة 

شعرت أنها تود البكاء حقا وقد فعلت بالفعل

عيناها بدأت بإطلاق سراح دموعها المكتوبة و وجهها قد إحمر 

وقفت فجأة حينما صدمت رأسها بأحد التماثيل الحجرية الاثرية لتشهق بألم، نظرت حولها..

غرفة كبيرة للغاية و واسعة ومن الأرائك و الطاولات الفخمة المرتبة بشك عريق و التماثيل و الأثريات المتوزعة بالأرجاء و النوافذ الضخمة إستنتجت أنها قد تكون صالة جلوس أو مجلس الطعام

مهلا ! الرجل المظلم كما تسميه مختفٍ ولا أثر له

للتو إنتبهت أنها بمفردها، ألم يكن يسير أمامها قبل لحظات فقط، تقسم أن قلبها سيتوقف من كثر الرعب الذي تواجهه

ركضت هنا و هناك تحاول العثور على أي مخرج تهرب منه، فهي وحدها الان ولا وجود للرجل المظلم في الأرجاء ! تحاول إغتنام الفرص

كانت تستمر في الركض بعشوائية و تفحص كل غرفة تقع عيناها عليها 

عيناها مبللة بالدموع و خداها محمرة 

كانت تبدو في حالة مضحكة أكثر مما هي مثيرة للشفقة.

يتكئ على الجدار مكتفاً يداه نحو صدره العريض 

وبعيون ناعسة يشاهد محاولات تلك البشرية الضعيفة الفاشلة 

أصبح مؤخراً يحب مشاهدة غباء و ضعف البشر أكثر من سفك دمائهم بفضل تلك الصغيرة

تراجع للخلف يسير بهدوء نحو غرفته والتي كانت نائمة فيها إميليا سابقا 

إرتمى بثقل جسده على سريره يضع ذراعه اليمنى أسفل رأسه بينما بالأخرى يحمل هاتف إميليا ليتصفحه، لم تضع كلمة مرور للهاتف تلك الخرقاء في نظره، كان هاتفهاَ مكتضاً بالصور العشوائية، معظمها كانت لها و الأخرى لرفاقها 

شخر بسخرية من مظهرها السخيف في الصور

ثم رمى الهاتف بإهمال جانبا مغمضاً عيناه

فقد قرر أخذ قيلولة خفيفة، أية قيلولة هذه؟

فهاهي إميليا تقتحم الغرفة بهمجية و غضب مما جعل الباب يصطدم بالحائط بشكل قوي ولسوء حظها أن مزهرية كانت قرب ذاك الركن وقد وقعت هي الأخرة متحولة لأشلاء

"اا..ا أسفة على الباب.."

" وأسفة ع..على المزهرية أيضاً "

ضحكت بتوتر نهاية حديثها فلم تكن تعلم بوجوده هنا، كانت أنظاره مصوبه نحوها للحظات قبل أن يغلق عيناه مجدداً متجاهلاً ما حدث 

إستغربت من فعله وغضبت أكثر، كسرت مزهرية أخرى، رأته يحدق بها بعيون حمراء حادة، لِنقل كان ينظر لدمائها، جرحت نفسها الغبية

حينما حطمت المزهرية خدشت يدها خطأً

يدها لا تتوقف عن النزيف و أمام مصاص دماء يكاد يخترقها بنظراته الحادة 

هل من موقف أكثر سوء من هذا؟

نهض ببطء و بخطوات هادئة بدأ يقترب منها، بشرته قد شحبت عما كانت عليه و عيناه أصبحت حمراء قاتمة 

حركاته دوما ما تكون بطيئة و هادئة ذلك ما يجعلها أكثر خوفاً و رهبةً منه 

هي متجمدة تماماً أمامه لا يمكنها حتى الهروب أو المقاومة، كيف ستفعل ذلك أصلاً؟ هي صغيرة للغاية مقارنة به

بالكاد تصل لمنتصف صدره !

ظنت أنه سينقضّ عليها و يمتص كل دمائها لكنه فقط كان هادئا بينما يقف على بعد سنتمترات قليلة للغاية، يمكنها الشعور بأنفاسه الهادئة

مد يده الشاحبة ليرفع كفها النازفة نحو شفتاه و أغمض عيناه يشتم رائحة دمائها 

للتو لاحظت ملامحه الوسيمة عن قرب

إنتفض جسدها حالما طبع قبلة هادئة على معصمها ومن ثم قام بلعق الدماء النازفة من جرحها الصغير، لم تشعر بأي ألم أو خوف تلك اللحظة

كل ماكانت تشعر به هي القشعريرة التي إستولت على جسدها 

عطر الرجل لم يساعدها، شعرت بالخدر الشديد بقربه

لا تعلم السبب، رفعت رأسها لتحدق بالرجل أمامها بشكلٍ أفضل، فتح عيناه و حدق هو الآخر بها بنظرات حادة وتلك العيون الحمراء قد إختفت وحل مكانها عيون تنافس الليل في سواده ..

نقل نظره بعيداً ثم إبتعد بخطوات رزينة لخارج الغرفة

لا يود قتلها ولا يعلم السبب

جثت إميليا على الأرض فلم تعد لها القدرة على الوقوف بينما تتنفس بإضطراب 

قلبها ينبض بقوة كبيرة

         لقراءة البارت الخامس من هنا 

تعليقات