قصة مملكة مصاصي الدماء البارت السابع 7 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت السابع 7

بقلم مجهولا

أتمم الغرابي طبقه ببطء و نهمٍ كذلك أمام تلك المصدومة 


لقد أكل الطبق كله ومع كل ذلك الحار الذي ليس بشيء بسيط


شفاه قد إكتست عليها بعض الحمرة الخفيفة و ملامحه ساكنة للغاية 


مسح فمه بالمنديل وعيناه تحدق بتلك الخائفة 


وقبل حتى أن يقوم بأي حركة أخرى كانت قد وقفت سريعاً و هربت من الصالة نحو غرفتها بأقصى ما لديها من قوة


كل ما تفكر به هذه المرة هو الإختباء بأي شكلٍ كانت 


نظراته لم تكن تبشر بالخير أبداً


تمددت على الأرض لتنحشر أسفل السرير بأقصى ما لديها و جسدها يرتجف 


كانت سيقان السرير مرتفعة نوعاً لذا قامت بإنزال الأغطية للأسفل قليلاً حتى تحجب أسفل السرير


كانت تحاول إلتقاط أنفاسها المسلوبة من قوة الركض في هذا القصر الضخم 


غرفتها تبعد عن صالة الطعام مسافة ليست بقصيرة !


هدأت أنفاسها و سكن جسدها بإستغراب 


هي تستطيع شم رائحة عطره بوضوح لكنها لم تشعر بأحد يدخل الغرفة أساساً!


تحركت ببطء ترفع الأغطية و تطل برأسها من أسفل السرير نحو أنحاء الغرفة 


إنتفض جسدها بقوة حينما وجدته أمامها مباشرة !


كان يثني قدماه نحو الأسفل و يسند خده الشاحب على ذراعه وعيناه مصوبة نحوها 


حاولت التراجع للخلف بسرعة لكن على إثر ذلك صدمت رأسها بقوة مع طرف السرير 

لتصرخ بألم تدعك على مكان الضربة 


و سرعان ما إنحشرت لداخل السرير أكثر وما ظل منها سوى عيناها التي تلمع وسط الظلام أسفل السرير وهي تنظر له بتوتر 


لا يزال على وضعه و عيناه تتبع تحركاتها 


لكن المختلف هذه المرة أن ملامحه كانت تحمل بعض النظرات اللعوبة 


هو أصبح مؤخراً يهتم بأمرها بشكلٍ ما 


كانت مجرد فريسة ضعيفة في الأول، لكنه تراجع عن قتلها أنذاك بسبب فصيلة دمها النادرة 


قليلاً جداً ما كان يصادف أصحاب تلك الفصيلة 

ما جعله يقرر أخذها معه لمملكته حتى يتمتع يوميآ بتذوق دمائها 


والآن هو يعبث معها ولم يحاول لمسها بضرر حتى !


نظرت الصغيرة له مطولاً، لم يكن للغضب مكان في ملامحه الشاحبة و الحادة 


و شعرت بالإنجداب لملامحه اللعوبة والتي رأتها لطيفة و غريبة لشخص إعتاد على ملامحه الهادئة و الجامدة فقط


تجرأت و إقتربت قليلاً نحوه لتنعكس أضواء الشموع على وجهها 


"لما جلبتني هنا؟"


لم تتلقى رداً منه أو حركة حتى 

فقط ساكن الجسد و ينظر لها 


هي تشك أنه يرمش أصلا!


بدأت تفقد الأمل من رده عليها 

لكنه نطق أخيراً بصوته الخشنِ و الهادئ كما المعتاد


"للتسلية"


لفت برأسها بخفة تحاول تمالك نفسها بسبب الخوف الذي إحتلها من تغير ملامحه فجأة للجمود 


"ليس كذلك، لو كان ما تقوله صحيحاً لكنت الآن ميتة ! أعلم أنك من كان السبب في وفاة كل من وطأت قدمه الغابة!! لما لم تقتلني كما فعلت معهم؟ وفوق هذا تجعل الجميع هنا يعاملني كجزء من هذا القصر ! أعني الغرفة الفاخرة المجهزة لي و الثياب و حتى الخدم و كل شيء !"


كانت تتحدث بسرعة و تشتت فهي لا تفهم إلى ما تؤول إليه الأمور و سبب كل هذه المعاملة الراقية 


هي تفتقد عائلتها و عالمها ! لا تريد البقاء هنا 


إستقام الغرابي و قد أظلمت ملامحه و إعتلى الجمود ملامحه كما إعتادت عليه


مشى نحو باب الغرفة بخطوات ثقيلة بينما يحشر يداه في جيوب بنطاله الأسود 


"أنتِ معاقبة، نظفي القصر كاملاً بحلول الغد"


ألقى كلماته الهادئة و خرج من الغرفة تماماً


أما الأخرى فلا تزال مصدومة ! كيف ستنظف هذا القصر الضخم للغاية وهي أصلاً بالكاد تعرف الطريق لغرفتها و صالة الأكل 


خرجت من أسفل السرير و صرخت بأقصى ما لديها بعصبية 


ضلت فترة لا يمكن عدها وهي تشتم جيون بكل الألفاظ اللتي تعتقد أنها شتائم بينما هي ألفاظ أطفالٍ صغار عند العراك


هو يمكنه سماعها بوضوح، جناحه ليس بعيداً، وقد إبتسم خفية لذلك بينما كان يقف أمام شرفته يتأمل تلك الأضواء الخافتة الصادرة من منازل شعبه..


بحلول اليوم الموالي كانت إميليا في المطبخ بالرغم من الوقت الباكر جداً


جميع الخادمات إنصرفن بعد إلحاح منها 


فلم تنظف أي شيء لكن بدل ذلك قررت إعداد طعام الفطور للجميع ومنهم الرئيس، ربما بذلك يتناسى عقابه لها


رفعت كم قميصها العريض الذي يصل لفخداها وهي تراجع ما أخرجته من مقادير لصنع إفطار جيدٍ 


رأت أنهم يتناولون طعاماً بشرياً على الأغلب لذا لا مشكلة بإعداد أطباق طعام من عالم البشر 


كانت تتحرك هنا و هناك بسرعة، تحاول إعداد الطعام بسرعة قبل إستيقاظ الجميع 


شارفت على الإنتهاء بالفعل و بدأت بترتيب الأطباق على تلك الطاولة الكبيرة في صالة الطعام


ومن ثم أسرعت نحو المطبخ لتحضر كل ما أعدته و ترتبه على المائدة 


بذلت كل ما في جهدها حتى يكون الطعام جيداً جداً 


فهي قد تكون فاشلة في كثير من الأمور 


لكن الطبخ ! لايمكن منافستها به 


كتفت يداها و تنهدت براحة حالما كان كل شيء جاهزاً


و إلتفتت للخلف بإبتسامة حينما رأت الجميع قد أتى لتناول الطعام سوى ذاك المظلم الذي تأخر بالفعل 


تلقت الكثير من المديح حول الأطباق التي تبدو شهية من مساعدي الرئيس والذين كانوا لطفاء بعض الشيء رغم حدتهم 


الكل أخذ مكانه على المائدة في إنتظار رئيسهم الذي تأخر كثيراً


لذا قررت إميليا الصعود لغرفته و تفقد الأمر سريعاً


ركضت نحو جناحه و طرقت الباب عدة مرات لكنها لم تتلقى أي رد ما جعلها تفتح الباب و تدخل مباشرة 


لترى منظراً لم تتمنى رؤيته حقاً 


هي تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها 


فقد كان ذاك الغرابي خارجاً من الحمام حيث كان يستحم 


منشفة صغيرة تحيط حوضه 

و جسده مبلل، قطرات الماء تزحف ببطء على تقاسيم عضلات بطنه و كتفاه


ساقاه القوية المشدودة و ذراعه التي يمسك بها منشفة ثانية يجفف بها خصلات شعره الغرابية المبللة 


لم تشعر بنفسها إلا وهي تغمض عيناها بقوة و تخرج بسرعة مغلقة الباب خلفها بعدما ألقت كلماتها السريعة و الخجلة 


"الجميع ينتظرك على الفطور "  


كان الجميع جالساً في مكانه على مائدة الطعام 


ومن ضمنهم إميليا والتي كانت تعبث بأصابع يدها الرقيقة و وجهها لايزال محمراً من الخجل 


هي تلوم نفسها كثيراً لدخولها لغرفة الرئيس جيون بتلك الطريقة 


لا يمكنها تخطي و نسيان مارأته 


" ما الأمر إميليا؟"


"لا..لاشيء"


كانت زوراَ مستغربة و قلقة من تصرفات هذه الفتات الغريبة 

لكنها كلما سألتها لا تتلقى جواباً يشبع فضولها 


دخل ذلك الغرابي لصالة الطعام بخطوات رزينة 


كان يرتدي قميصا أسودا مفتوحة أزراره الأولى يا يظهر جزءاً من صدره العريض


بنطال أسود مريح و عريض بعض الشيء و حذاء أسود 


هو لا يرتدي شيئا سوى اللون الأسود بحق !


 

كان يرفع أكمام قميصه لأعلى ذراعيه قليلا والذي يجعل عروق يداه بارزة للغاية لناظري الجميع 


يرجع شعره الغرابي للخلف ما جعل بعض الخصلات الصغيرة تتبعثر على جبينه 


إبتسمت إحدى الفتيات التي تتواجد على المائدة


إميليا يمكنها ملاحظة أن تلك الفتات واقعة للرئيس جيون


شعرت بكثير من البغض نحو تلك الفتات التي كانت تمتلك شعراً أشقراً طويلاً يصل لمنتصف ظهرها 

و عيون زرقاء لامعة مع بشرة سمراء بعض الشيء 


هل تشعر إميليا بالغيرة الآن؟

أجل هي كذلك ! فتلك الفتات كانت جميلة بحق كما أنها مساعدة الرئيس المفضلة !


شدت على يداها وقد إحتدت ملامحها حينما غيرت تلك الشقراء مكانها لتجلس بقرب الرئيس الذي كان قد جلس على كرسيه المخملي بالفعل 


مهلا! لما تشعر بالغيرة على الرئيس أساسا ؟


كان ذلك السؤال يدور في رأسها و شردت لفترة طويلة في المائدة من دون حراك


لكن أيقضها نكزة زوراَ لها حتى تبدأ بتناول طعامها 


فالغرابي بدأ بالأكل بالفعل 


حملت شوكتها و بدأت بتناول القليل من طعامها ببطء، فقدت شهيتها 


سمعت صوت الجالسين الذي بدأو يتحدثون بصوت هادئ 


هذه أول مرة يتحدثون فيها على المائدة أمامها 


يبدو أنه مسموح لهم بالحديث بالفعل لكنهم فقط كانو يفضلون الصمت 


لحظة! كلامهم موجه نحوها 


لقد إستوعبت أنهم يلقون إعجابهم بطعامها


لقد نسيت تماما أنها هي من أعدت الطعام 


وعلى إثر تذكرها رفعت أنظارها بسرعة نحو الرئيس لترى ردة فعله على طعامها 


لكنه كان يأكل بسكون و ملامح جامدة فقط و أنظاره على طبقه كما هو دوماً


لم يتغير شيء، ذلك أشعرها ببعض الخيبة 


هل طعامها ليس جيداً في نظره؟


نهضت من مكانها معتذرة بكونها قد شبعت و توجهت للمطبخ لحين إنتهائهم حتى تقوم بتنظيف الطاولة و جمع الأطباق 

بما أنها قامت بجعل الخادمات ينصرفن إلى حين حلول الغداء 


كانت تسند ظهرها على رخام المطبخ وهي تتنفس بغيض 


لقد بدلت الكثير من الجهد من أجل ذاك الطعام


و الجميع قام بمدحها سوى ذاك الجامد !


أخذت خطاها نحو صالة الطعام حينما رأت أن الوقت تأخر و سيكونون قد أنهو طعامهم بالفعل 


دخلت الصالة التي كانت فارغة تماما من أي أحد


توجهت نحو المائدة و بدأت  بجمع الأطباق 


لكن لحظة !


أطباق الرئيس كانت فارغة تماماً 

حتى أن لا وجود لأي فتات و بقايا الطعام عليها 


إستغربت فهو عادة لا ينهي طعامه كاملاً و يكتفي بتناول القليل و ترك الباقي 


"لقد أحب طعامك، ولم ينهض من مكانه إلا وقد أنهى جميع أطباقه، ربما أنتِ لم تلحظي ذلك لكن ملامحه كانت متلذذة بمذاق طعامك الشهي "


إستدارت على الفور حينما سمعت صوتاً ذكورياًّ كان يعود لأحد أتباع الرئيس و المتواجدين على المائدة قبل قليل


والذي كان يبتسم بينما يكتف يداه نحو صدره 


توسعت عيناها و أعادت أنظارها نحو أطباق جيون بإبتسامة واسعة 


هكذا إذا ! 

جيون ليس من النوع الذي يظهر مشاعره لأحد.

          لقراءة البارت الثامن من هنا 

تعليقات