قصة مملكة مصاصي الدماء البارت الثالث عشر 13 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت الثالث عشر 13

بقلم مجهولا 

كانت تسير تلك الصغيرة في أروقة القصر بملل


كانت بثياب النوم البيضاء و شعرها مجموع على شكلِ كعكة مبعثرة 


وتضع على أنفها الصغير لصاقة طبية 


هو لايزال محمراً منذ أن صدمت وجهها بالباب الخاص بغرفة جيون 


لاتدري ما فائدة اللصاقة لكن على الأقل لتخفي بها إحمرار أنفها 


كانت تحمل بين يداها الرقيقة قطعة كعك كبيرة بعض الشيء 


تلتهم جزءاً منها كل حين أثناء سيرها 


فقد إكتفت بأخذ قطع من كعك القصر بدل صنع واحدة جديدة 


غضبها حول كعكتها التي تناولها جيون لايزال مستمر، هي لا تهدأ بسهولة 


الملل كان يسيطر عليها، الساعة الآن الثانية عشر ليلاً وهي لم تستطع النوم لذا خرجت تتمشى في ممرات و أروقة القصر 


شعرت بذراعٍ رقيقة توضع على كتفها، إلتفتت و وجدتها أليس التي لاتزال بثياب الخدم بينما تجمع شعرها متوسط الطول على شكل ذيل حصان 


"لمَ لازلت مستيقظة ؟"


"لا أشعر بالنعاس، وأنتِ ألازلت تعملين للآن أليس؟!"


"لالا إنتهيت قبل فترة لكني فقط كنت أتأكد من بعض الأعمال، ما رأيك بمرافقتي إلى غرفة إجتماع الخدم؟ سيقيمون اليوم سهرة ممتعة "


كانت تتحدث أليس بحماس شديد وهي تسبق إميليا بخطوات بسيطة 


الخدم هنا كل يوم نهاية الأسبوع يجتمعون في غرفة تقع بقرب مخزن القصر، ثم يسهرون لأوقات طويلة بينما يتبادلون الأحاديث و القصص المختلفة 


إبتسمت إميليا بحماس وهي تمسك بذراع أليس جيداً


"أجل أجل أريد الإنضمام بالطبع"


"رائع، إسبقيني نحو غرفة إجتماع الخدم ريثما أغير ثيابي لخاصة النوم وألحق بكِ"


"لكني لا أدري مكانها !"


"ااخ نسيت أنكِ لاتعرفين القصر بعد، حسنا سأوصلك أولاً"


أمسكت أليس بيد إميليا الصغيرة ثم ركضت وخلفها الأخرى بسرعة و ضحكاتهم الخافته تعكر هدوء ممرات القصر الساكنة 


نزلو درجاً حجرياً ضيقاً بعض الشيء، كان مظلماً سوى من تلك الشموع الصغيرة 


أدخلت أليس إميليا لتلك الغرفة الحجرية الكبيرة و المظلمة قليلاً 


كانت غرفة كبيرة حقاً و أرضيتها مفروشة ببعض السجادات الصغيرة و أفرشة أرضية متوزعة في الأرجاء 


غادرت أليس بسرعة لتغير ثيابها و تركت إميليا التي تتأمل الغرفة و الخدم الذكور و الإناث الذين يتجمعون بشكلٍ دائري و يتبادلون الأحاديث و الضحكات بينهم 


كان جميعهم بثياب النوم البيضاء، النساء بفستان أبيض و الرجال بنطال و قميص واسع باللون الأبيض كذلك 


يبدو أنهم يتبعون قانوناً معيناً في ثياب النوم 


لكن الرئيس جيون ثياب النوم خاصته سوداء قاتمة عكس الجميع!


كانت العجوز ماري تجلس على فراش أرضي بعيداً عن الجميع بينما تقوم بحياكة ثوبٍ ما 


هي كانت العجوز الوحيدة بينهم، طبيعي ألا تحب نشاطاتهم 


تقدمت إميليا ببطء حينما وجدت جميع الخدم يحدقون بها 


إبتسمت حينما أشارت لها إحدى الخادمات بالتقدم و الجلوس 


دوماً ما تلقت إميليا معاملة حسنة ولطيفة من الخدم 


لم يتطاول عليها أو ينظر لها بشكلٍ سيء أحد منهم 


عكس مساعدي جيون تماماً !


جلست إميليا على فراشٍ أرضي بجانب الخادمة التي أشارت لها بذلك 


لم يكن الفراش ناعماً لكنه كان مريحاً رغم ذلك 


إنهال الخدم ذكوراً و إناثاً عليها بالترحاب بها في سهرتهم 


يحبون من يشاركهم سهرتهم


قليلاً حتى أتت أليس وهي تركض بخفة خوفاً من أن تتأخر أكثر عن السهرة 


تنحت إميليا جانباً قليلا حتى تجلس أليس بقربها 


ما إن جلست أليس حتى بدأت السهرة التي كانت لطيفة للغاية 


ضحكت إميليا من كل قلبها أثنائها 


فأحيانا كان أحد الخدم يلقي النكات و أحيانا أخرى يلقي شخص أخر من بينهم قصصاً للرعب أو الترفيه 


شعرت بالإندماج معهم حقاً، خصوصاً أن جميعهم بشريون مثلها 


حيث أن أي بشري يأتي لهذه المملكة خطأً أو من دون إذن يتم جعله خادماً أو مساعداً لجيون إن كان ذو قدرات أو مهارات جيدة 


"يا رفاق !! إسمعوا لدي نكتة !"


صاحت إحدى الخادمات التي كانت تمتلك شعراً أحمراً و عيون عسلية 


كانت جميلة حقاً و فكاهية 


"نحن نصغي"


"عارضة أزياء مشهورة لم تستطع النوم ذات ليلة لماذا ؟"


"لماذا؟" 


نطق الجميع دفعة واحدة ومن بينهم إميليا المتحمسة 


"بسبب صيحات الموضة!!"


إنفجرت ذات الشعر الأحمر بمجرد ما إن ألقت نكتتها وقد تبعها البعض، من بينهم إميليا 


و البعض الأخر شخر بسخرية 

فقد كانت النكتة سخيفة في نظرهم 


"أخفضوا صوتكم !" 


إلتفت الجميع للعجوز ماري التي نطقت بحدة 


هي مفسدة للحظاتهم دوماً، متسلطة !


أسندت إميليا رأسها على كتف أليس وهي تصغي لباقي النكات و القصص الطريفة 


حينما لاحظت أن الساعة تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل قررت مغادرة السهرة و الذهاب للنوم 


ودعت الخدم بإبتسامة ممتنة على الوقت اللطيف ثم غادرت المكان نحو غرفتها


فقد حفظت الطريق حتى لا تتوه في هذا القصر الضخم 


كانت تمر بجانب حديقة جيون بحيث أنها كانت في ذات الممر الذي يقود نحو المخزن 


توقفت بإستغراب حينما سمعت صوتاً غريباً


كان مثل صوت ضرباتٍ على شيء صلب


طلت برأسها بحذر نحو داخل الحديقة


كانت هناك بقعة مضاءة، وجسد مظلم كان يسدد الضربات لإحدى الأشجار الكبيرة و الضخمة 


جونغكوك!

كان يرتدي بنطالاً أسوداً و صدره عارٍ 


الضمادة الذي كانت تحاوط كتفه لم تكن موجودة 


جرح كتفه كان واضحاً للغاية، وكانت بعض الدماء تتسرب منه 


الغرابي يسدد اللكمات للشجرة الصلبة بيداه الملتف حولها قماش أبيض 


هي تستطيع رؤية أثار خدوش كبيرة على الشجرة 


هو يتدرب و بجرحه النازف أيضًا!


جسده كان متعرقاً بالفعل و خصلات شعره تتحرك بتناغم مع حركاته السريعة في تسديده للضربات القوية 


الشجرة كانت تتحرك بالفعل مع كل ضربة تتلقاها منه !


تقدمت الصغيرة ببطء و توتر 

منظر جرح كتفه أقلقها 


توقف الغرابي على إثر ذلك و إلتفت برأسه ببطء نحوها 


خصلات شعره القاتمة كانت تحجب عيناه و جزءاً من ملامحه 


ما إستطاعت رؤيته من ملامحه هو بشرته الشاحبة التي تنعكس عليها ضوء الشمعة الصغيرة التي يضيء بها المكان المظلم و البارد 


ثم شفتاه الرقيقة العابسة بخفة 

يبدو أنه غاضب..


وقفت على مقربة منه وهي تشعر ببعض الخوف 


فقد كانت هيئته مظلمة أكثر من ما عهدته عليها 


هالته كانت مخيفة ..


"ما الذي تفعله! جرحك ينزف!"


تحدثت إميليا بأكثر نبرة ثابتة لديها، لكنها مع ذلك إرتجفت أثناء حديثها 


لم تتلقى رداً منه إنما أعاد وجهه نحو الشجرة ثم إستكمل تسديده للضراب القوية 


هي الآن تستطيع رؤية الشقوق و الحفرات الكبيرة التي تخلفها يداه للشجرة بعد كل ضربة 


شهقت فجأة بصدمة و تراجعت للخلف بخوف حينما وجه ضربة أشد حدة من سابقيها والتي سببت إنقسام الشجرة و وقوعها مسببة دماراً في أغلب زهور و نباتات الحديقة 


لم تكن تدري أنها أمام شخصٍ يملك قوة بتلك الشدة 


إعتادت في عالمها البشري على رؤية مثل تلك القوى في الأفلام فقط 


هي الآن أصبحت تشعر برهبة كبيرة للغاية منه 


كيف كانت بين ذراعيه قبل ساعات ؟!


رفع المظلم كفه الشاحبة يعيد بها شعره الغرابي للخلف 

فقد إلتصقت بعض الخصلات مع جبينه المتعرق 


غير مهتم أبداً بجرح كتفه الذي أصبح ينزف بغزارة !


غيرت رأيها الآن حول أنه قد يشعر بالألم !


مستحيل ذلك .


إستدار الغرابي نحوها ثم سار بخطوات رزينة لداخل القصر وهو يقوم بنزع القماش من حول يديه متخطياً تلك الصغيرة 


إستدارت هي الأخرى بعد فترة والصدمة لاتزال تعتلي وجهها 


ما إن غادرت الحديقة نحو أروقة القصر حتى رأت الخدم و المساعدين المتجمعين حول المكان 


صوت وقوع الشجرة قد هز الأرض بمن فيها 


لكن لا أحد رأى ما حدث سواها 


هرعت أليس نحوها وهي تسألها بقلق من ملامحها المصدومة 


"ماذا حدث " 


لكن الصغيرة وقبل أن تنطق بأي شيء كان جسدها قد هوى بين أيدي أليس فاقدة للوعي


ما رأته أمامها يفوق قدرات إستيعاب عقلها البشري !


سقط جسد تلك الصغيرة المغمي عليها بين أيدي أليس المصدومة 


هرعت الخادمات نحوها بقلق شديد، بعضهن يحاولن تفقدها و الباقي يتفحص جسدها ما إن أصيبت أو شيء من ذاك القبيل 


تقدم مساعد جيون المدعو ألبرت نحو إميليا ليقوم بحمل جسدها الصغير بين يداه 


ليس بمقدور الخادمات حمل إميليا حتى وإن كانت خفيفة


أسرع بجسدها نحو غرفتها و أليس و زوراَ يتبعانه بسرعة 


بينما تفرق الخدم، فهناك من عاد لغرفه والآخر ذهب لإحضار طبيب القصر خوفاً من إصابة الصغيرة بأي مكروه 


خصوصاً أنهم يعتقدون بكونها ضيفة رئيسهم جيون

وإن أصابها مكروه سيلقون حتفهم


ولا أحد منهم يعلم بكونه السبب في فقدانها للوعي 


إقتحم ألبرت غرفة إميليا بهمجية و إستعجال ثم تقدم نحو سريرها ليقوم بوضع جسدها الرقيق وسط أغطيته الحريرية 


ملامح وجهها كانت ساكنة للغاية، بشرة جسدها باردة و شعرها الأسود القاتم مبعثر 


ظل ألبرت يتأمل تلك الصغيرة بهدوء، أصبح يشعر بالإنجذاب نحوها ..!


عاد للخلف بهدوء وهو يتحمحم بإحراج حينما وجد أن زوراَ تنظر له ولأفعاله بشك 


دخلت أليس برفقة خادمة ثانية و رجل عجوز بملابس النوم المبعثرة بينما يحمل بين يداه حقيبة خشبية كبيرة 


لقد تم إيقاظه من نومه العميق!

فالساعة الآن كانت الرابعة و النصف بعد منتصف الليل..


تقدم نحو ذاك الجسد الرقيق بينما يضع حقيبته الخشبية على طرف السرير 


هو بالكاد يفتح عيناه التي تلتف من حولها تجاعيد الكبر في السن 


حمل يد تلك الصغيرة وهو يضع أصابع يداه نحو وريد معصمها 


دقات قلبها منتظمة ولا وجود لأي خلل في نظام أعضاء جسدها، هو مجرد إغماء عادي 


يبدو أنه أحضر معه حقيبته الخشبية الثقيلة بلا فائدة تُذكر 


ترك يدها ثم تنهد بينما يقوم بدعك عيناه ثم حمل حقيبته الخشبية وتقدم نحو مخرج الغرفة 


كان الخدم يجتمع هناك و يطلون برأسهم بقلق 


"هي بخير، كان مجرد إغماء طبيعي" 


تنهدت زوراَ بقوة إثر كلماته ثم تنحت جانباً لتسمح له بالعودة لحجرته 


ثم أشارت بعيناها الحادة للخدم بالإنصراف و معهم أليس 


إنصرف الجميع ولم يتبقى برفقة إميليا سوى زوراَ و ألبرت الذي لم يبعد عيناه عن الصغيرة 


تقدمت زوراَ نحو إميليا لتقوم برفع الأغطية فوق جسدها وتغادر الغرفة برفقة ألبرت 


تاركين الصغيرة تنعم بليلة هادئة إلى حين إسترجاعها لوعيها 


أما في تلك الغرفة المظلمة والتي لا ينيرها سوى ضوء القمر الخافت المتسلل من النوافذ 


يقع داك الجسد الممدد فوق سريره القاتم 

و ذراعه تغطي عيناه 


كان يشعر بكلٍ شيء يحدث خارجاً مع إميليا، لكنه لم يلقِ بالاً 


ربما


إستقام فجأة، عليه إعادة تضميد جرح كتفه الذي لم يتوقف عن النزيف، وقد لوثت دمائه أغطية السرير بالفعل 


وقف أمام مرآته الكبيرة بينما يناظر نفسه، شعره الغرابي المبعثر قليلا و يداه المحمرة بسبب تمرينه قبل قليل 


مدد ذراعيه القوية ما أصدر صوت طقطقة خفيفة 

عضلات جسده سريعة التشنج هذه الأيام 


غير وجهته نحو حمام غرفته مقررا الإستحمام 


نزع ما يستر جسده القوي بهدوء 

ثم إستلقى في ذاك الحوض القاتم الكبير و المملوء بالمياه الدافئة 


كان أشبه بحوض سباحة صغير بعض الشيء أكثر مما هو حوض إستحمام


أراح رأسه على مسند الحوض مغمضاً عيناه


وقد غفا من دون إكتراث لجرح كتفه الذي قد يتضرر من المياه أو حتى أن المياه قد تغرقه 


هو غير مبالٍ أبداً، جامد المشاعر !


لاخوف في قلبه ..


الساعة السابعة صباحاً


فتحت تلك المبعثرة عيناها ببطء و كسل

لا تتذكر شيئاً وكيف وصلت لغرفتها 


آخر ما تتذكره أنها كانت مع الخدم في حفلة السهرة 


إستقامت بجذها العلوي بينما تقوم بدعكِ خلفية رقبتها بألم 

فقد نامت بشكلٍ غير مريح لرقبتها على الأغلب 


رفعت ذراعها حتى تتمدد لكنها توقفت فجأة على وضعيتها تلك وهي موسعة لعيناها العسلية بخوف 


لقد تذكرت كل ما حدث أمس 

وتذكرت كيف حطم جيون الشجرة بيداه فقط 


بدأ الخوف يتسلل لقلبها

فبعدما ظنت أنه شخصٌ جيد و لطيف حقاً حتى رأت جانبه الوحشي كما في أول لقاء 


تلك طبيعة مصاصي الدماء 

لكنها لا تتقبل الأمر حقاً


وقفت أخيرا وتوجهت نحو خزانة ملابسها، ليس لها رغبة في الإستحمام 


إرتدت ثياباً عصرية ثم سرحت شعرها الطويل و غادرت الغرفة بحذر


هي لاتود مقابلته، على الأقل إلى حلول وقت الفطور 


دخلت المطبخ الذي يعج بالخادمات وهن يعدن أطباق الفطور 


شعرت إميليا فجأة بحضن قوي و بأنظار الجميع نحوها 


"كيف حالكِ؟ أنتِ بخير صحيح؟؟"


سألت أليس بقلق وهي تحضن إميليا أكثر، تقدمت الخادمات كذلك نحو إميليا ليطمئن عليها 


"أ..أنا بخير لماذا ؟"


"فقدتِ الوعي أمس"


"ماذا حدث لكِ بالضبط؟؟"


"لقد سمعنا صوت إصطدام كبير وحينما توجهنا لمصدره وجدناكِ هناكِ وفقدتِ الوعي !!"


"ماذا حدث؟!!"


كانت الخادمات يتحدثن نحوها بعشوائية، إستطاعت سماع القليل من أسئلتهن و البعض لا 


شعرت بالصداع، أوقف صوتهن العشوائي أليكس وهي تدخل للمطبخ 


شعرت إميليا بالإمتنان حقاً نحو أليكس لقدومها في الوقت المناسب 


"أنا لا أعلم، لا أتذكر شيئاً"


كذبت إميليا ثم إنصرفت من المكان نحو صالة الأكل 


أسئلتهن الكثيرة عكرت مزاجها 

و بالأخص أنها لاتزال مرعوبة من الموقف الخاص بأمس للآن


دخلت لصالة الأكل والتي كانت فارغة تماماً سوى من ألبرت الذي يتخذ مكانه بينما يقرأ كتاباً يبدو على غلافه القِدم


جلست على كرسيها الذي كان خاصاً بالشقراء هِيمي 

فليس هناك مكانٌ ثانٍ يمكنها الجلوس فيه 


مكانها السابق أصبح ملكاً لأحد أتباع جيون الجدد ولن يكون من الأدب تغيير مكانها كل مرة 


رفع ألبرت نظره نحو إميليا بعدما شعر بوجودها أخيراً، فكان منغمساً في كتابه 


إبتسم بهدوء نحوها ثم أغلق كتابه و وضعه على الطاولة أمامه 


"كيف أصبحتِ؟"


نظرت إميليا نحوه بعدما كانت منشغلة في تأمل الشموع المرتبة فوق المائدة و إبتسمت حينما رأت إبتسامته الهادئة 


"بخير شكراً لك، لكن هل يعلم القصر بأكمله بإغمائي ؟"


"أجل، الكل يفعل"


تعكرت ملامح الصغيرة بضيق، تكره أن يراها أحد بتلك الحالة الضعيفة ويبدو أنها الآن أصبحت حديث سكان القصر ..


"لاتقلقِ، نُقلتِ لغرفتك سريعاً قبل أن يروكِ جيداً"


"من نقلني؟"


"أنا"


شعرت إميليا ببعض الخجل في هذه اللحظة 

فهي الآن أمام من قام بحملها لغرفتها 

وبلاَ شكّ رأى حالتها المزرية 


كانت تعتقد أنها تبدو مثيرة للشفقة أثناء إغمائها 


لكن الحقيقة كانت تبدو بريئة للغاية بملامحها الساكنة 


"شكراً لك"


نطقت الصغيرة كلماتها بهدوء وهي تعبث بأصابع يداها الرقيقة


شعرت للحظة بخيبة أمل 


هل جيون لم يهتم لها حتى ؟


"مامن داعٍ لشكري"


إكتفت بالهمهمة وعيناها لا تفارق يداها بينما الآخر يحدق بها بهدوء قبل أن يزيل عيناه بسرعة حالما بدأ البقية بالتوافد للصالة 


قامت إميليا بسحب كرسيها أبعد عن خاصة جيون حتى تتجنب قربه بما أنها لا تستطيع تغيير مكانها 


أصبحت الساعة الآن التاسعة والجميع يتخذ مكانه على المائدة 


الخدم يرتبون الأطباق على الطاولة 


سوى ذاك الغرابي الذي أصبح يتأخر في كل مرة


رفعت أنظارها حالما شعرت بهالته

رأته وهو يدخل الصالة بثيابه السوداء القاتمة و شعره الغرابي المبلل 


أبعدت عيناها بسرعة لطبقها

لاتريد أن يشعر بكونها كانت تنظر له 


سحب كرسيه بكف يده التي كانت لاتزال محمرة قليلا ثم جلس يستعد للأكل 


حمل شوكة الأكل الفضية بأصابع يده المرنة ثم باشر بالأكل وقد تبعه الجميع 


كانت إميليا تأكل طبقها بهدوء و أنظارها معلقة على طعامها فقط 

كان كرسيها بعيداً حقاً عن جيون 


مدت كفها نحو الملح حينما شعرت بأن طبقها يحتاج المزيد منه لكنها لم تستطع الوصول له 


رأت تلك اليد السمراء تمتد و تقرب الملح منها، كانت يد أحد مساعدي جيون الذكور 


شكرته بخفوت ولكنها حتى قبل أن تحمل علبة الملح شعرت بكرسيها الذي سحب بقوة مما جعل جسدها يُسحب معه 


جيون! قام بسحبها بكرسيها نحوه بسرعة خاطفة


يبدو أنه قد شعر بالضيق من ذاك البُعد بينهما 


رفعت نظرها بعيون واسعة نحوه 

بينما هو قد أبقى ذراعه مستندة على كرسيها و يكمل طعامه باليد الثانية بجمود 


أنزلت نظرها ببطء نحو ذراعه التي تستند على ظهر كرسيها 

كانت يده كبيرة و قوية، محمرة قليلاً وتبرز عروقه بوضوح


أبعدت نظرها بسرعة نحو طبقها، فقدت شهيتها بالفعل 


تصرفاته منفصمة و متناقضة.

       لقراءة البارت الرابع عشر من هنا 

تعليقات