رواية ابنة القاضى والفتى الفقير الفصل الثامن 8 والاخير بقلم غيداء على



















رواية ابنة القاضى والفتى الفقير

الفصل الثامن 8 والاخير 

بقلم غيداء على




....... وصل الولد الفقير إلى بلاده وطرق الباب لما رأته أمه فرحت ولم تسع فرحتها أرض ولا سماء وقالت :لقد مضى على غيابك سنوات وأنا في أسوأ حال حتى كدت أيأس من رجوعك 

أجابها :لن نفترق بعد الآن يا أمي أعدك بذلك ثم فتح جرابه وأخرج لها الهدايا والعطور التي إشتراهامن الهند و العراق وأراها الياقوت فتحيرت من كثرة الخير الذي جاء به من سفره.

وفي الغد أحضر البنائين فوسع الدار وجعلها على ثلاثة طوابق حتى صارت كالقصر وكساها بالزرابي و أفضل الأثاث وجعل فيها الخدم والحشم ثم افتتح له دكانا كبيرا لبيع التوابل واشترى سفينة لتجلب له بضائع الهند وتحسنت حاله حتى أن جيرانهم لم يعرفوه

ثم توكل على الله وسار في موكب كبير إلى دار القاضي ولما رآه تعجب وقال له :ما حاجتك يا ولدي؟

أجابه :أنا الذي خطبتك في  ابنتك واشترطت  حكاية الذي يبيع الجوز بلطمة على خده لحسن التطواني وقد جئتك بها وبكيس جوز من عنده وما تراه على الإبل هو مهر إبنتك وفيه طرائف من البلدان التي دخلتها،

وأنا أبحث عن تلك الحكاية العجيبة
جلس القاضي وبجانبه إبناه وبدأ الولد يقص عليهم ما جرى له وكيف شق البرور والبحور وعوضا عن حكاية واحدة أصبح يبحث عن ثلاثة والأخيرة أوصلته إلى طرف الأرض في بلاد الهند

كان القاضي يستمع وقد أخذته الدهشة ولما أتم الولد الكلام قال :إنما طلبت منك هذه الحكاية لأرى حرصك  على بنتي فإني حلفت أن لا أسلمها سوى لمن يعرف قدرها

ولقد أثبتت جدارتك رغم كلّ المشقة التي إعترضت سبيلك ولم تمنعك  لا المفازات والصحاري من حب لابنتي
قال الولد :إبنتك في قلبي وكلما تطلبه تناله
أجاب القاضي: لا أشكّ في ذلك يا ولدي

في المساء حضر الشيخ وعقد قرانهما وبعد أسبوع أقيمت الأفراح في قصر التاجر الولد الفقير  الذي أصبح يلقب بالفضي لكثرة ما عنده من دراهم

وأصبح الناس يقصون حكايته ويقولون أنه وجد كنزا كبيرا في الصحراء بعد أن  كان فقيرا معدما لكن ما لا يعرفونه أن الكنز الحقيقي هو الصبر  والاعتقاد في النجاح ولأن ذلك الولد الفقير سعى وراء الحلم الذي رآه ذات ليلة 

رزقه الله من خيره وتعلم الولد مما جرى للذين صاحبوا أصدقاء السوء ورغم غناه كان معارفه قليلون وانتهى الأمر بتجار التوابل إلى التذمر من إحتكاره للسوق

وحاولوا تدبير مكيدة له عند السلطان يتهمونه فيها بالتآمر مع أعدائه
 في أحد الأيام بعثوا له تحفة جميلة من العاج في داخلها رسالة لكن جاء لص وسرقها وهرب ولما لاحقه الجنود رماها فانكسرت وظهر محتواها   

ولما إكتشف السلطان المؤامرة حبس أولئك التجار وزادت مكانة الولد  عنده وأصبح من أصدقاءه أما القاضي فعينه قاضي قضاة وعاش العروسان في سعادة وأنجبوا البنين والبنات وصاروا يتحلقون حول أبيهم ليحكي لهم حكاياته

وكانوا لا يملون منها وهو أيضا لا يمل من روايتها لأولاده فبفضل حكاية تحول من ولد فقير إلى أغنى تجار وصديق السلطان الذي أعجبته مروءته فسبحان الله الذي رزقه من حيث لا يعلم وجعل له أسبابا ليتم عليه نعمته وفضله. 


                      تمت بحمد الله







وايضا زورو قناتنا سما القاهر للروايات 

 من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك

تعليقات