قصة اختى من الجن البارت الرابع 4 بقلم معاذ الحمري








قصة اختى من الجن

البارت الرابع 4

بقلم معاذ الحمري

طرق الـطفل على نافذة " روان " مجددا, نظرت إليه, مد الطـفل يده في إنتظار الورقة والـمال


أعادت ناظرها نـحو الورقة لتـجد كـل الكلام إختفى وكل ما بالورقة هـو شـكوى لحيـاة عائلة الـطفل الـصعبة, أعطته الورقة وبعض الـمال ثـم إنطلقت عائدة لمنزلها...


فـعلا بـعد أن عادت " روان " لشـقتها أتى سـاعي الـبريد حاملا الـطرد الـمنشود ألا وهو الـكتاب الـملعون لـتسخير الـجن, قـلبت " روان " صـفحات الـكتاب, كلـها فـارغة إلا جزئيـة بسـيطة مـكتوب عليها " عـملية الـزراعة "....


فـتحت أول صـفحة لتلك الـجزئية, صـورة لـجسد إنسـي ورمـوز مرسومة عليه( بـطنه أرجله ويداه ), الـصفحة الـثانية طريقـة الزرع بإستـخدام رموز معـينة ورسـم دائرة على الـبطن ثـم كتابة إسـم الـجني الـذي نريد إدخـاله لأجسـادنا...


تـرددت " روان " في الـبداية ورمـت الـكتاب في سـلة القمامة خـوفا من الـعواقب, فكرت بينها وبين نفسها...


" سهـيلة " لن تتركني, الأفضـل أن أرى مـاهي نهاية هذه اللـعبة


أخرجت الكتاب من سـلة القـمامة وأخـذت قرارها, أمسـكت بـقلم الـحبر وبدأت برسـم الرمـوز على جسـدها كمـا هو مـوضح بالـكتاب, كـتبت على بطـنها بعـد أن رسـمت الدائرة " سـهيلة ", كتـبت اسـم أختها, وقـفت تـنتظر قـدوم أختـها...


انـتفض جسـدها بـقوة...


 أهلا


صـدر الـصوت مـن فـمها, تـكلمت " سـهيلة " مـن جسـد " روان ", العـملية نجحت, بـخوف سـألت " روان "...


 أنتِ....أنتِ سـهيلة ؟


 نـعم يا أختـاه, صـوتي جمـيل صحيح


 فـسري لي كـل شيء, مـن أنا ؟ مـن هي أمـي ؟ مـن هو أبي ؟


 بالـنسبة لمـن أنتِ, أنتِ أخـتي وأمـنا واحدة " هـدى الـسراوي ", أمـا الأب فـأنا أريد سؤالك, قرأتِ كتـاب " أنتِ لي " صـحيح ؟ هـذا الكـتاب يحـكي قـصة حيـاة أبـي وأمـي, لـم أستطع قراءته للأسف لذلك أريد مـنك أن تسردي لـي أحداثه


 حسـنا ذًكـر في الرواية جـني يدعى " نـجيب " تـزوج أمـنا لـكنه حبـس في سـجن عالم الجـن بعد قـتله لجـنية


إذا هذا هو والدنا


لااااااااا

لماذا كل هذا الـصراخ ؟


 لأنني من الـبداية أتـجنب هذا الأمر, لا يمـكن أن يكـون والدي جنيا


 ولماذا لا يمكن ؟ هذا أمر يحصل كثيرا, العديد من الإنس أباءهم من الجن


 أعـرف ولـكن أنا لا أستطيع تقـبل الأمر


 أحصلي على الإجابة بنـفسك إذا !


 كيف ؟


 قـلتِ إن " نـجيب " والدنا في....


 ليس والدنا !! والدك لوحدك

حسـنا, والدي في سـجون مملكة الجـان


 نعـم


لـنخلصه من الـسجن إذا, مـنه فقـط سنحصل على الإجابة


 وكيف ذلك ؟


 لا أعلـم خبـرتي ضعـيفة في هذه الأمور


قـاطع نقـاش الأختـان صـوت طـرق شديد على بـاب الـشقة وكـأن أكثـر من يد تـطرق في نفـس الـوقت, تقـدمت " روان " بـهدوء نـحو العـين الـسحرية للـباب لـرؤية الـطارق, الـشباب الأربعة الذين الـتقوا بـ " روان " حيـن ذهبـت لـمنزل الـساحرة " زنوبا ", يـصرخ أحـدهم...


 افـتحي يا    لـقد حصـلنا على عـنوانك من صديقتك ونـعلم أنكِ أنتِ من قـمتِ بالـسحر ذلك الـيوم لـخنقنا, افتـحي أو سـنكسر الـباب !!


تـحدثت " سهـيلة " لـ " روان "...


 أستـطيع إيذائهم


قالت " روان "


 لالا إيـاك, لا أريد أي شـبهات لي, لـم يرى أحـد ما حصل ذلك الـيوم لذلك لـن يصـدق أحـد كلام هؤلاء المجرمين عـني, سـأتصل بالـشرطة


أخرجت " روان " هاتفها, الـباب كـسر قـبل أن تـتصل, دخل الأربعة والـشر بأعينهم, تحـدثت " سهـيلة "


 أأتصرف الآن ؟


 إنـتظري أرجوك, أي حركة مريبة سـتشوه سمعـتي


تـحدث أحد الـشباب...


 قـتلنا الـمشعوذة " زنوبا " وإستطعنا العثور على إحدى صديقاتك وبتهديدنا لهـا حصـلنا على عنوانك منها, أنت سـاحرة مثل " زنوبا " ومصيرك الـموت مثلها تماما


" روان " في مـوقف لا تـحسد عليه فأي حـركة سـحرية من " سهـيلة " ستثبت أنها سـاحرة وتعرض حياتها لـلخطر فالـمجتمع لن يتقبلها, الشباب الأربعة تقدموا بسكاكينهم نـحو " روان "...


لـكمة يمينا وركلـة يسارا, صفعة للأول ويمسـك الثاني ليرميه نـحو الكـنبة, يسدد لكمات عديدة للثالـث حتى تتساقط الدماء من وجهه, أما الـرابـع يخـنقه ويـطرحه أرضا, هـكذا تـدخل الـجار الملاكـم لإنقـاذ " روان ", أمسك الـشاب يد " روان " مرددا...


لنـأخذك بعيدا عن هنا الآن وستشرحين لي الأمر لاحقـا


خـرجا مـن العـمارة نـحو سـيارة الـفتى, أدار الـمحرك وانـطلقا خـارج الـحي, تـحدثت " روان "


 شكـرا حقـا يا.....


إسـمي " خليل ", هـل لي بسـؤال ؟


 أكيد


 لـماذا تـهجم عليك هؤلاء الـشباب ؟


 لأن لا سنـد لي, حـاولوا الـتحرش بي, أنا لا أريد تـوريطك بمشـاكل سـأتصل بالـشرطة وأنهي الأمر


 قـبل أن تتصـلي, إشـربي بـعض الـماء أراكِ عـطشة كثيرا


 معـك حـق


روت " روان " عطشها, الدواخ أصـابها هـل بسبـب الجـهد الذي بذلته أم إن الـماء بـه شيء, تعالت ضحكات " خليل ", لـمحت ضحكاته " روان " قـبل أن يـغمى عليها..


بـعد مرور سـاعة ونصـف, " خليل " يـدفع جسـد " روان " لتستيقظ...


لقـد وصلـنا


صـرخت " روان " بـأعلى صوتها لـكنها أغلقت فـمها بـعد أن وجـدت نفـسها وسـط غابة خالية, تـحدثت " روان "...


 ياحقيرررر أين نـحن ؟؟


 نـحن في الـغابة المـهجورة, هـذا أنسب مكان لأنفرد بك


 لـكن لماذا ؟؟ لماذا ؟


د تغـرينني كـل يوم بـقوامك الـرشيق وملابسك الـمغرية, عـطرك الـفواح !! كـنت أخـطط لـجلبك إلـى شقتي مـنذ مدة وحيـن أردت تنفيذ الـخطة أتى أولئك الـشباب ليغتنموا فرصتي, لـم أجد مكانا مناسب بـعد المـشكلة غـير هـذه الـغابة


 أنت مـريض نفـسي !


 في الـواقع نـعم أنا مريض نفـسي هههههـ


" سـهيلة " تـولي أمره لكـن دون قـتله


 ههههههـ من " سـهيلة "


يتـغير صـوت " روان " لأنثـى أخرى ألا وهـي " سهـيلة "...


أنا " سـهيلة "


تـجعدت ملامح " خليل " تعجبا, قـبل أن يـنطق بـكلمة, لكمـات عديدة سُددت لـه من قبل " سهـيلة ", جعـلت الـدماء تتساقط من فمـه وأنفه, اللـكمات لـم تتوقف حـتى نـطقت " روان "...


كفـى


استـعادت " روان " الـتحكم في جـسدها, ترجلت من الـسيارة وركضت في الـغابة هاربة, بـعد نـصف ساعة مـن الـجري شـعرت بالإنهـاك الـشديد والجـوع خاصة أنهـا كانت مخدرة, خـرجت بأعجوبة من الـغابة لـتجد أمامها غـرفة متأكلة على الـطريق, بدت وكأنها مركز شـرطة عتيق...


إتجـهت " روان " نـحوه لأخـذ قـسط مـن الراحـة, دفعـت البـاب الـصدئ للـدخول, خربشات علـى كل جدران الـغرفة (( الثـأر لأبنائنا, اللـعنة على الـساحرة هدى, الـقصاص مـن هدى, جلبـتي الـعار لآل الـسراوي يا قاتلة, ممـنوع الدخـول لـعنة هدى مرت من هنا ))


صـدمت " روان " وتصـلب جسـدها, تـذكرت الـمقطع مـن كـتاب " أنتِ لي " حيـث قـامت الجـنية " جلـنار " بـقتل الـجميع فـي هذا المـكان وإلصـاق الـتهمة بـ " هـدى "...


انتـفض جـسد " روان " لـتتحدث " سهيلة "


 اللـعنة كلـهم يظنون أن أمـنا قـاتلة وسـاحرة لعينة !!


 عـانت يا " سهـيلة " عـانت من ظـلم الإنس وظـلم الـجن


 نـعم ووالدنا الآن يعـاني في عـالم الـجن, علينا إنقـاذه يا " روان " علينـا ذلك

يا " روان " أنـا أختـك ووالدتنا " هـدى الـسراوي " هذه الأمور أخـبرني بـها حـكماء الـجان حيـن كـبرت لـكنهم رفـضوا أن يـخبروني عـن والدي وقـالوا لي أن الإجابات مـوجودة في كـتاب " أنتِ لي ", والـدنا هو " نـجيب " يـا " روان " سواء أعجبك الأمر أم لا وعلينا إنقـاذه


رصـاص يخـترق الـمكان وصراخ من الـخارج...


 لـن تهربي يا عاهرة, سأقتـلك أولا ثـم أتلذذ بمعـاشرة جثتك.

          لقراءة البارت الخامس من هنا 

تعليقات