رواية جبروت صعيدي الفصل الاول 1 بقلم ساميةصابر











رواية جبروت صعيدي
الفصل الاول1
بقلم سامية صابر


فى مدينة أسيوط إحدي قري الصعيد ،حيثُ الاضواء والزينه في قصر الحاج يونس عبد السلام ، يجلس في المُنتصف وخلفه الكثير من رجال القرية ،إنها وليمة لأجل زواج ابنهُ الثالث حَسنْ ...

بينما في الداخل عالم النساء الخاص بهم ،تجلس زوجته فتحية وسط نساء القرية تضع امامهم الاطعمة قائلة بطيبة 

=كلوا يا ولاد بالهنا والشفاء نجيلكم في الأفراح.. 

دلفت المطبخ قائلة بنبرة هادئة 

-يلا يا ثُريا شهلى شوية عايزين نخرَّج الاكل للرجالة اومال... 

-عينيا ياما.. 

تخطى فاروق النساء وهو يخفض بصره ثم دلف الى الداخل تقف زوجته بمفردها ترتدي عباءة فضفاضة وملابس راقية تليق بها أحاط خصرها بين احضانهُ بشغف وحب واهتمام قائلا 

=حبيبت قلبي اللى نفسي استفرد بيها شوية على جنب كدا...

-يالهوي عيب يا فاروق إبعد شوية مينفعش كدا افرض حد شافنا...

-وحشتيني اوي ومش عارف اتلم عليكِ... اعتبرينى ديك واهتمى بيا...

-فاااروق اطلع برا مع الرجالة وسيبني اشوف حالى ووعد والله هنسهر النهاردة وأهتم بيك بس نخلص الفرح الاول.

عبس قليلا ثم اختطف قبلة من على شفتيها بحب 

=ماشى يازوجتى الحبيبة.

ولج الى الخارج بينما هي ضحكت بفرحة ف كُل زوجة تعشق اهتمام زوجها لها وحبهم لبعضهم البعض بحميمية...

في حين راقبتهم تلك الشيطانة التى تدعي وفاء وهي التى تعشق فاروق ولكنه لم يحبها وتزوج بغيرها ،أخرجت من جيب العباءة الخاصة بها كيس غريب يبدو ك عملَ قالت بغضب وغل 

=هنفرقوكوا عن بعض... الحب دا هينتهى ومش هيبقى موجود خالص.. هخليكم تندموا على اليوم اللى اجتمعتم فيه بس الصبر وهيبقى معايا وليا يا ثريا الكلب...

تحركت للامام ثم وضعتهُ فى كوب الشاى الخاص ب فاروق ثم أخذت الاكواب وولجت الى الداخل وضعت الاكواب امام الرجالة وناولت فاروق الكوب ليشكرها بإحترام غاضض بصره ...

فهو يعرف الله ولا يري سوي زوجته وعشقه، تناوله على رشفة واحدة حامدًا الله ف ابتسمت وفاء بغل وحقد شديدين...

فى الاعلى ؛ قامت بالقاء شيء سميك على المرآة لتتكسر الى أشلاء صغيرة متحطمه صارخة فيهم بغل

=مش هتجوزه... انا مش سلعة عندكم... مش هتجوز خالص وبالذات المتخلف الحيوان دا...  

قالت عِطر بتنهيدة 

=إهدي يا مُهرَّه أبوس ايدك علشان خاطرى اهدي ممكن تهدي ؟؟ ... مفيش غير الحل دا لازم تتجوزي وتطلعي م الحالة اللى انتِ فيها.

-حالة اييييي انا مش مجنونة انتوا اللى كلكم مجانين وعايزين تغصبونى علي حاجة مش عايزاها..

نطقت عهد بقلق 

=يا مُهرَّة انتِ بتعملى حاجات غلط شرب وخمرا ورجالة ودا .. دا زنا يعتبر واخر حاجة عملتيها كُنتِ هترمى نفسك من برج القاهرة عايزة ايه تاني اكثر من كدا...

-محدش ليه دعووووة فاهمين .. انا اتربيت علي كدا وهفضل كدا مش هتغير ابداً... وانا معملتش حاجة غلط لكن انتوا كلكم غلط فى غلط منكم لله ....

حاولت تخطيهم والخروج ولكنهم حاولوا منعها لكنها ازاحتهم بكف يديها الخِشنْ بكل ما اوتيت من قوة ، فجأةً دلف حَسنْ يقف امامها يمنعها من الخروج، ف كانت عصفورة مقابل أسد فهو كان ضخم وسد عليها الخروج تماماً..

رفعت وجهها اليه بأعيُن غاضِبة 

=لو حاولت تمنعني هقتلك فاهم.... انا مش هتجوز واحد زيك مهما حصل ابداً .....

لم يتحدث اطلاقا وظلت يديه خلف ظهره ورافع وجهه في الاعلى نطق بعدها بنبرة صارمة قاسية 

=ارجعي مكانك زي الشاطرة... بدال ما هتلاقى الوش الوسخ ... !

=انت انت متقدرش... ت.. تعمل اى حاجة فاهم ولا اي حد... دي مش صفقة جواز ولا سلعة وبيعه ابعد عنييي

حاولت الخروج وتخطيه الا انه حملها فوق اكتافه وكأنه يحمل طفلته المدللة القي بها على الفراش تحت نظرات شقيقتيها المذعورتين، قيد يديها في الفراش وهي تصرخ وتتحرك بعشوائية صارخة، وقفت عهد في احر الباب بخوف وبجانبها عطر التى لم تستطيع منعه ف شقيقتها تخطت الحدود المطلوبة...

قال حَسنْ بصوت آجش بعدما انتهى من ربط مُهرَّة

=انزلم تحت وبلغوا انى العروسة والعريس هينزلوا بعد شوية... 

نطقت عطر بتوتر 

=بس...

رمقها حَسنْ بنظرة قوية لتهز رأسها وتخرج مع عهد الخائفة التى قالت لها بصوت هامس

=صراحة دا مش انسان دا حيوان انا خوفت منه اوي ما بالك بقا مُهرَّة...

=هى اللى جابته لنفسها بعاميلها السوداء... يارب عدي الليلة دي على خير يارب...

بينما في الداخل ظلت تهز بنفسها وتهز الفراش معها قال بنبرة قوية 

=اسمعى يا بنت الناس.. يمكن انتِ لسه متعرفيش مين هُو حَسن العسالَ ، ولا طبعى ايه .. انتِ النهاردة مراتى مرات الصعيدي يعنى لازم فيه اصول وحاجات تمشى عليها، وساختك اللى كانت زمان تتنسي، تنسى ابوكي وامك وعائلتك كلها دلوقتي بقيتى في بيتى وملكى... تشتغلى زيك زي نسوان القصر وتسمعي كلامى واوامرى... كفاية انى هاخدك وانتِ خاطيه ووسخه وكُنت بين احضان الرجال وانك مش بنت بنوت...

ولو عوزت اتجوز عليكى هتجوز مش هيكفينى فيكِ سنين... انا حذرتك اي حركة كدا ولا كدا هتلاقي نفسك مدفونه انا مبيهمنيش اي حد ...

فك عنها الوثائق بغضب لتقول وهي تتنفس بصعوبة 

=عشم ابليس فى الجنة... بس طالما انك عايزنى اقعد هنا يبقى براحتك وافكرك انك بنفسك اللى هتمشينى اما تزهق منى... وانت هتطلقنى يعنى هتطلقنى...

=صح.. فهمت مالكيش فى الحلال .. الحرام هو سكتك...

مسحت دموعها المتمردة على وجهها قائلة بنبرة قاسية 
=ايوا.. طريقى حرام فى حرام... وممكن قبل كتب الكتاب والفرح اللى مالوش لازمه ابسطك واعملك اللى انت عايزه...

حاولت فك ملابسها ببرود تام امسك يديها قائلا بغضب شديد 

=لو كنتى سكتك الحرام ف انا اتربيت على الحلال.. خلصى لبس وانزلى...

رمقها بإشمئزاز وتركها وخرج من الغرفة ولم يُنكر ان حالتها بدأت تجذب عقله ، كيف ل فتاة ان تفعل ذالك دون حياء أو خجل...

بينما جلست هى على الفراش وصمت ساقيها اليها تتنفس بصعوبة قائلة 

=لازم اخد جرعة مش قادرة...

نهضت وهي تخرج من حقيبتها جرعة مخدرات اشتمتها بأنفها ووجهها بدأت ملامحه تتغير، ثم قالت بنبرة قوية 

=هنتقم من الكل... مش هرحم حد وانت بنفسك هتطلقنى يا ابن العسال.

فى الاسفل ...

جلس حَسنْ بجانب عُمرانْ والد مُهرَّة، ينتظر قدومها وعقله يفكر فيها وقرر ان يسأل والدها عن الحالة التى جعلتها توصل لهكذا... 

بينما وقف ياسين يُرحب بالرجال الذي يتوافدون الى الداخل فقال له صديقه بغمزه

=دي الممرضة الجديدة اللى هتشتغل في المستشفى صح...؟!.

=شش مالناش دعوة يا عم.. مش حابب الفت نظرها او اكلمها هنبقى مع بعض فى البيت والشغل كام شهر وتخلص وتمشى مش حابب اختلط...

=انا مقولتش حاجة بس ضروري هتختلطوا، بس تصدق حلوة الصراحة اوى بس متجوزة يا عم ومعاها بنت مين هيرضى بواحدة زيها مُطِلَّقة، بس غريب فيه غبى يسيب لهطة القشطة دي؟!

=ما تحترم نفسك يا جدع.. وتغض بصرك بطل قلة ادب ، قعدتك في القاهرة نسيتك أصول بلدنا واحترامنا...

=يا واد يا جود بوي..

حدجه ياسين بنظرة قوية ثم راقب عطر التى تلعب مع ابنتها وتبتسم بحب ودلال لبعض من الوقت ثم صرف نظره الناحية الأخرى، ليس من عادته ان بتطلع في ست ، ولن يسمح لنفسه فهى امرأة متزوجة على اي حال حتى لو منفصلة...

انتبه الجميع الى مُهِرَّة التى هبطت من الاسفل بفستان شيفون ضيق جدا ولبعد الركبة بقليل أظهر ساقيها الناعِمتان وفتحة صدرها ،تفاجيء عمران بمظرها لينهض بقوة اليها يصفعها بغضب شديد قائلا 

=ايه اللى لابسه دا يا ****

اوقفهُ حسن بغضب ثم خلع عبائته الخارجية ووضعها على مهرة ووضع الشال الخاص به على رأسها بإحكام قائلا بصوت هامس 

=يوم ابوكى اسود...

التفت الى عمران قائلا بنبرة قوية 

=انا اسف يا عمى بس هى هتبقى مراتى دلوقتى وانا بس اللى من حقى اكلمها وأشوف هعمل ايه معاها... 

جذب يديها بقسوة واتجه الى المقاعد وبدأت مراسم كتب الكتاب وبالفعل أصبحت زوجته شرعاً وقانوناً، وسط أجواء مضطربة متوترة، وبعد كثير من الوقت، أنصرف كُل منهم الى غرفته...

عمران صديق حسن فى العمل بينهم عدة اعمال وتجمعهم صداقة قوية من فترة ،وطلب من حسن زواج ابنته لانه اعتقد عندما تتزوج صعيدي وتكون في كنف رجُل سوف تتحسن ووافق حسن ولم يُحدد سبب موافقته، وقرر عمران ان يبقي في البلد لعدة اشهر مع بناته ،والتحقت عهد بالجامعه الموجودة فى البلد ، والتحقت عطر بالمستشفى ك ممرضة لعدم وجود اطباء ومرضى كثيرون...

لذالك ذهب كل منهم لغرفته ف القصر كبير ومليء بالغرف ...

ما ان دلفت مُهرَّة الى الغرفة والتفتت لتجد من ينظر لها بنظرة قوية شرسة، قال بغضب شديد 

=ايه اللى عملتيه دا تحت؟! قدام الناس بتصغرينى، وبتبينى جسمك !! انتِ تحمدي ربنا انى مكنش فيه حد غير ابوكي وابويا واخويا، بس انا بقا هربيكى من اول وجديد واعلمك الادب...

قالت بنبرة صارخة 

=هتعمل اى يعنى هاا ايييه ... هتضربنى وتخلى جسمى ازرق وتجبرني ابقي محترمة؟! ولا هتحبسنى فى أوضة ضلمة لشهور من غير اكل، ما تقلقش انا جربت كٌل انواع التعذيب...

اقترب منها ثم ازال عنها عبائته والشال وقطع جزء من فستانها قائلا 

=هنفذ رغبتك واخليكى ملكى وبين ايدي النهاردة...

=انت.. انت بتعمل ايه؟!

=بنفذ رغبتك بس فى الحلال...

انهال عليها بتقطيع فستانها وهي تصرخ ببكاء مرير وذكريات من الماضى تلحق بعقلها... 

ارتدت عهد منامه قُطِنية، ثم دلفت الى فراشها لتنام فيه بهدوء، ولكن بعد قليل من الوقت شعرت بشخصٍ ما يدلف الى الغرفة وهو يُتمتم بكلمات غير مفهومة والقى بحمله على الفراش بجانبها لتصرخ عهد بصوت عالي 

=حراااامييييي


                  الفصل الثاني من هنا
تعليقات