رواية الزوج العاشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سوزان محمد عبد الغني



















رواية الزوج العاشق 

الفصل  الثامن والعشرون 28

بقلم  سوزان  محمد عبد الغني




يجلس جاسم مع سنام على الكورنيش فيعطيها جاسم خاتم الزواج الذي كان لنسرين فتتذكر أنها رأت نفس الخاتم في يد سنام في ألبوم الصور الخاص بها
سنام لجاسم 
كيف تملك سنام ونسرين نفس الخاتم ؟
ومن منهما كانت تلبس الخاتم عند وقوع الحادث
جاسم
هل تقصدين أنك ربما تكوني سنام فعلا وليس نسرين
سنام
ولما لا
  لماذا توقعت أنني نسرين ولست سنام عندما رأيت الخاتم في يدي؟
 أليس من الممكن أن أكون سنام فعلا؟
وكنت ألبس نفس الخاتم يوم الحادث 
جاسم
لا لا لا
هذا مجرد تخيل منك فقط 
أنت نسرين وما يدور بعقلك مجرد افتراضات لا أصل له من الصحة 
سنام
ولكني عندما كنت أحلم بالحادث كنت دائما أري المرأة التي تقود السيارة 
وعندما أنظر نحوها وأسألها من أنت كانت تقول لي أنت تعرفين من أكون ثم أري نفسي 
جاسم
أنت ترين صورة سنام في المنام لأنها كانت تقود السيارة وأنت كنت بجوارها فمن الطبيعي أن تري وجهها وليس وجهك الحقيقي 

سنام
ولكن باقي الكوابيس كنت أري صورة نسرين في المرآة كنعكاس لصورتي
وكانت دائما تتهمني بأنني أخذت مكانها وسرقت زوجها 
جاسم
هذا بسبب أنك قرأت المذكرات التى كتبتها قبل الحادث وكنت تعتقدين وقتها أنك سنام لذا كنت ترينها تهددك
مجرد أضغاث أحلام صنعها العقل الباطن
فالمنامات ثلاثة أنواع
النوع الأول هي الرؤيا 
وهذه تتحقق كما هي  سواء حدثت في الواقع بالحرف الواحد أو كانت على شكل رموز  تحتاج لتفسير كما في صورة يوسف 
كما حدث مع سيدنا يوسف و زميليه في السجن وهذا النوع غالبا مايراه الصالحون
والنوع الثاني هو الحلم 
وهو من الشيطان ليحزن الإنسان
وهذه تكون على هيئة كوابيس مزعجة والمفترض أن من يراها لا يحكيها لأحد وينفخ على جنبه اليسار ثلاث مرات فإنها لا تضره
أما النوع الثالث فهي أضغاث الأحلام 
وهذه عبارة عن أشياء لامعني لها وتكون نتيجتها أن الإنسان يفكر في أشياء وهو مستيقظ فيراها عندما ينام 
فمثلا يتوق لرؤية شخص فيراه في المنام أو يعطش فيحلم أنه يشرب أو مفلس فيري أنه يجد نقودا وهكذا
وفي حالتك أنت 
ذهنك مشغول بنسرين وسنام لأنك غير واثقة من تكونين لذلك تشاهدين منامات لهما 
كقصة الرجل الذي أخبر الخليفة أنه سيرى يدا تخرج من البحر في منامه 
وبالفعل رأي الخليفة ذلك
وعندها أحضر الرجل وسأله كيف عرفت بأمر منام قبل حدوثه بيوم
أخبره الرجل أنها مسألة نفسية 
وأنه عندما أخبره أنه سيرى هذا المنام 
ظل يفكر فيه طوال اليوم لذلك رآه عندما نام
هذا ما قاله لنا الشيخ عندما كنت مع أبي في السعودية 
سنام
ماتقوله صحيح ولكن 
معظم الكوابيس التي رأيتها كانت قبل قرائتي للمذكرات بعد أن عدت من الغيبوبة مباشرة
جاسم بعصبية 
أنت نسرين  أنا واثق من ذلك 
كل تصرفاتك وطباعك تؤكد أنها هي
حتى لو ناداك الناس جميعاً بسم سنام فلا تتوهمي أشياء غير صحيحة
هيا بنا فالجو بدأ يبرد وأنت تلبسين ثياباً خفيفه
يمشيان نحو السيارة ثم يركبان ويعودان للمنزل 
ثم يصلان للمنزل ويجلسان في غرفة المعيشة 
سنام 
قلت لي أن نسرين تعرف السباحة فهل سنام أيضاً كانت تعرف السباحة
جاسم
أنا متأكد أنك تعرفين السباحة فقد كنا نذهب للبحر سويا وتسبحين بمهارة  ولكن بخصوص سنام فلا أعرف إن كنت تعرف السباحة أم لا
فلقد كانت تذهب للنادي برفقة صديقاتها ولم أذهب معها أبدا 
سنام 
كم استمر زواجك من سنام؟
جاسم 
حوالي عامين 
سنام بحزن
وفي خلال تلك الفترة لم تعرف إن كانت تعرف السباحة أم لا
جاسم
الحقيقة كنت مشغولا معظم الوقت بالتصوير وكانت كل أجازاتي أقضيها معك إما في العالمين أو في الشقة التي استأجرتها لك بالقرب من موقع التصوير في القاهره 
أما سنام
 فكان معظم خروجاتنا معا لقاءات رسمية أمام الصحافة ووسائل الإعلام 
وبصراحه هناك الكثير من الأشياء التي لا أعرفها عنها 
فأنا لا أعرف طعامها ولا لونها المفضل ولا حتى الرياضات التي كانت تمارسها
أما أنت حبيبتي فأعرف أنك تحبين المحاشي ولونك المفضل هو البنفسجي وتمارسين السباحة وتشاهدين تنس الطاوله
وتحبين القراءة والرسم    
سنام
الحقيقة بعد ما قلته للتو
 لو اكتشفت أنني سنام ولست نسرين فسأحزن كثيرا بسبب اهمالك لي
جاسم 
قلت لك ألف مرة أنك نسرين فلا تذكري اسمها أمامي 
سنام  
لهذه الدرجة لا تطيقني أقصد لا تطيق سنام
وماذا لم أكن نسرين هل ستبتعد عني ؟
جاسم يضع كفيه حول وجهها قائلاً 
لماذا تفكرين في هذه الأشياء السخيفة؟
لقد حسم الأمر 
 وأنا أعرف من تكونين فقلبي يقول أنك نسرين وهو لا يخطئ أبدا 
فكل طباعك الحالية نفس طباعها 
وقلبك الطيب الحنون وعفوك عن الناس كما حدث مع فيروز يؤكد لي ذلك أنت نسرين حبيبتي ولا تفكرى بتلك الوساوس التى تضايقك 
يطرق باب الشقة
جاسم 
غريبة 
من الذي يطرق الباب في هذا الوقت نحن لم نطلب شيئا
ثم يذهب ويفتح الباب
فيجد أحد موظفي شركة والد سنام أمام الباب 
الموظف
لو سمحت أريد مقابلة المدام
جاسم
تفضل بالدخول
ثم يدخلان غرفة المعيشة
الموظف
 مدام سنام نريد توقيعك على هذا الشيك لشراء أجهزة للمشفى من خارج البلاد
سنام 
تمسك بالقلم وتوقع وتعطيه الشيك وينصرف 
 بينما يقول جاسم لنفسه
سيقوم البنك بعمل صحة توقيع  فلو قبل توقيعها على الشيك دون مناقشة فقد تكون سنام  فعلا وعندها ستكون مصيبة بعدما قلته لها
وإن لم يقبله ستكون حبيبتي نسرين 
يال الهول لا هذا لن يحدث أنا متأكد انها نسرين فلو كان العكس فلن تبقى معي أبدا
كان علي أن أكون حذراً في حديثي يال غبائي 
مابك بدأت تفكر مثل زوجتك وتشك بها
لا هذه أوهام في رأسي فقط فيبدو أن كلام سنام أثر في
ثم يستفيق من أفكاره على صوت سنام 
وهي تقول له 
لو سمحت جاسم أريد الذهاب للمشفى الآن
جاسم
هل أنت متعبة حياتي
سنام
لا لست متعبة ولكني أريد مقابلة أنجاد
فربما الجلسات النفسية ستفيدني 
جاسم
هلا أجلت اللقاء للغد فأنا متعب اليوم 
سنام
حسناً سأنتظر للغد وأمري لله
جاسم
يضمها من الخلف مارأيك في أن نتسلى قليلاً
سنام تبتعد عنه 
يبدو أنك لم تركز في كلامي جيدا عندما كنا نجلس على الكورنيش 
ألم نتفق أن تبقى بعيداً عني حتى أقرر ماأريده
فلو سمحت لا تقترب مني ثانيه فأنا أشعر أنني لست بخير
جاسم
بدأت أشك أنك فتاة أخرى غير سنام ونسرين فكلتاهما كانتا تحباني بجنون  وتتمنيان رضاي
سنام
ونسيت فيروز ومن يدري قد تظهر فتاة أخرى غيرها لو بحثت خلفك مغامراتك قليلاً 
جاسم
لقد شرحت لك الأمر وأنها هي من كانت تطاردني وهي لم تنكر ذلك
فلماذا تكررين تلك الاسطوانه المشروخة 
سنام
لأنه كما قلت الاسطوانه التي تربط بيننا مشروخة وتحتاج لتصليح 
جاسم
بالمناسبة أنا لا أحب النكد 
وسبب حبي لك هو أنك كنت مرحة دائما حتى في أسوء حالاتك 
سنام
يبدو أنك لم تكن تعرف حبيبتك جيدا
فلو كنت أنا نسرين فهناك الكثير الذي تجهله عني أيضاً 
ثم تخرج المفكرة من حقيبتها
جاسم
أليست هذه مفكرة نسرين ؟
سنام 
بالفعل هي لقد أخذتها من فيروز صباح اليوم 
اسمع هذه كلمات التى وجدتها فيها وتاريخها قبل الحادث 
ثم تقرأ بصوت عال
حبيبي جاسم 
عن أي عتاب تتحدث 
 أنا قدمت لك أحلى أيام عمري
فلماذا جئت الآن تعاتبني
أ تعاتبني على شرودي بالرغم إنك بجواري
 لماذا ؟
وقد عودتني على البعاد منذ أن عرفتك
ألا تتذكر كم كنت تغيب لساعات بل لأيام وأسابيع؟
 ولم تكن حتى تبرر لي سبب غيابك، بل كان يروق لك البعاد والحجج كثيرة
كم أشتقت إليك وأنت بعيد عني ؟
وكم كنت أفتقد الحديث معك يا سنواتي الغائبة
فلا تعاتبني 
لأني أعتدت على غيابك فلم يعد يؤلمني 
وتعودت على الوحدة حتى أصبحت رفيقتي المقربة
فلا تعاتبني على عدم الإهتمام بك 
وعدم لهفتي عليك كالسابق 
ولماذا تعاتبني على اهمالي لك؟
ألم تهملني لسنوات حتى تعودت على الإهمال ؟
فحتى الأيام القليلة التي كنت تقضيها معي كنت تظل تتصفح هاتفك وأنت تجلس بجواري وكأنني قطعة ديكور تحب وجودها بجوارك
 بل تفضل الحديث مع أصدقائك على الكافية على الحديث معي 
كم كنت اسمعك تتحدث لساعات في الهاتف مع غيري
بينما تقضي معظم الوقت بجانبي وأنت صامت لا تتكلم 
أما الآن فأقولها من قلبي أبتعد كما تشاء 
فلم يعد بعدك يؤثر في كالسابق ولم تعد عيوني تبكي لفقدك  كالسابق فتنزل قطراتها على قلبي فتحرقه كالسابق
فلماذا تعاتبني الآن على بعدي عنك؟
 وأنت من عودتني على البعاد 
الآن أقولها من قلبي لم يعد عتابك ذا قيمة 
لأنه كالماء البارد تسكبه في كوب مكسور ملئ بالثلج فلا الماء يتأثر ببرودة الثلج ولا الكوب يحتفظ بالماء لأنه قد كسر وأنت لم تلاحظ حتى
فقلبي أصبح باردا كعتابك فلم يعد يؤثر في 
ولم أعد حتى احتفظ بحبي لك  
أتعرف لماذا ؟
لأنني هذا الكوب المكسور  الذي تسربت منه كل المشاعر يانصفي الآخر"
جاسم
 لا يمكن أن تكون نسرين من كتبته لقد كانت سعيدة جداً معي وتظهر الفرحة في عيونها عندما نلتقي 
ولم أشعر أبدا أنها حزينة 
سنام
 ربما كانت لا تظهر الحزن الذي في قلبها حتى تجعلك سعيداً وهذا قمة الايثار والحب
جاسم
لماذا تتكلمين بصيغة الغائب كأنك تتحدثين عن شخص آخر
سنام
لأني الآن بالذات شخص آخر بالفعل غير نسرين وسنام فأنا صنيعة اليوم لا الأمس 
جاسم
أنا لا أفهم كلمة مما تقولين
المهم
أين وجدت هذا الكلام  الفارغ؟
فلم يكن موجوداً في المفكرة من قبل
 فقد قرأتها قبلك
سنام بسخرية
مشاعر حبيتك كلام فارغ
حسنا سأجيبك عن سؤالك 
 وجدتها في الجزء الأخير من مفكرة نسرين 
كانت صفحة وحيدة قبلها عشرات من الصفحات الفارغة وبعدها عدة صفحات بيضاء
ثم تتنفس الصعداء 
يكفى ماتحدثنا به اليوم فأنا أشعر بالنعاس وأريد أن أنام 
تصبح على خير 
بالمناسبة ستنام في غرفتك كما أتفقنا 
ثم تبدل ملابسها وتنام
بينما يذهب جاسم نحو سرير سنام ويقبلها فوق جبينها قائلاً
 آسف حبيبتي لم أقصد أن أفعل ذلك  واجعلك تشعرين بالوحدة لهذه الدرجة فقد كنت أظنك راضية وسعيدة معي 
ثم يخرج من الغرفة ويذهب لغرفته وهو يمسك بالدفتر
ثم يجلس في الشرفة ويقرأ كلمات نسرين مرارا وتكرارا ثم يقول لنفسه 
كيف يستطيع الشخص أن يظهر عكس ما يشعر به؟
كيف يبتسم ويضحك وهو يتألم ؟
هل يأست مني نسرين لهذه الدرجة؟
لماذا لم تخبرني ؟
ربما تكون كتبت هذه الكلمات بعد أن عرفت بعلاقتي مع فيروز  فقد كتبت ذلك في الأوراق التى مزقتها 
 وكتبت أيضاً أن سنام من أخبرتها عندما هددتها أن تبتعد عني لأنها ليست المزودة الوحيدة في حياة زوجها 
وقد كتبت أنها ستبتعد عني ولكنها ظلت معي حتى ذلك الحادث
لا تفكر في الماضي دعه جانباً
المهم أن نسرين عادت لك وهي الآن تعرف كل شيء فلم يعد هناك أسرار
وسأعمل جهدي لاستعيد حبها ونعود كما كنا
لقد تعبت اليوم جدا سأذهب لسريري
ثم يتمدد وينام

في الغرفة الأخرى
تنتظر سنام جاسم حتى يخرج ثم تتصل بأنجاد
أنجاد اسمعني هناك شيء مهم يجب أن أخبرك به
ولكن لو سمحت ليظل الأمر سرًا بيننا ولا تخبر جاسم تحت أي ظرف
****
في الصباح
يستيقظ جاسم فلا يجد سنام في غرفتها
ثم ينظر فيجدها تضع شيئا في حقيبتها  بينما قد لبست ملابسها واستعدت للخروج
جاسم
إلي أين ؟
سنام
سأذهب لمشفى والدي وأقوم بعمل تحليل DNA
لأعرف من أكون 
ثم تمسك بحقيبة يدها وتتجه نحو الباب








تعليقات